تجاوز المحتوى

عصبية

anger

لقد أصبحت عصبيا مؤخرا.. لست أدري ما الخطب! لكنني أصبحت كزيت المقلاة أنفجر دون سبب. هذا يذكرني بفترة الصبى حيث كنت بطل العالم في العصبية.

كنت قد نجحت في أن أشفى من هذا المرض بعد مجهودات عويصة، من ضمن مجموعة من التغييرات التي عملت عليها في فترة من الفترات.. تغييرات كداء السماجة مثلا. أجل! أعترف أنني كنت سمجا وضعيف الدعابة، لكن هذا سر حربي يجب أن تحتفظوا به لأنفسكم. (ما رأيكم بهذه الجملة السمجة؟ هاهاهاهاهاهاهاه!! هذا مثال;) ).

حاليا أعود تدريجيا لهذه العادة القبيحة، العصبية لا السماجة. صحيح أنني حاليا أتحكم بوعي أكبر في تصرفاتي، وردود أفعالي، لكنني أجد الأدرينالين يسبح في عروقي مجرى الدم، وأكبت دواخلي حسب الاستطاعة.

المشكلة العويصة هي أن بعض الأشخاص لا يتركونك في حالك تنعم بالصفاء النفسي. هنالك من يشتم حالة السكينة بداخلك، ويصر كإبليس على تدميرها.

السؤال الآن يتعلق بكيفية تحاشي التأثر بشخصيات كهذه، وتفادي العودة إلى العهد المجيد الذي كنا نكسر فيه الأشياء، ونصرخ ممزقين أحبالنا الصوتية؟

مؤخرا قرأت فقرة مثيرة لستيفن كوفي:

منذ عدة سنوات وبينما كنت أتجول بين أرفف الكتب في مكتبة الجامعة ، وجدت…كتابًا عندما فتحته وجدت بداخله واحدة من أهم وأقوى الأفكار التي قابلتها في حياتي كان فحوي هذه الفكرة هو: هناك مساحة بين المثير والاستجابة ، داخل هذه المساحة توجد قوتنا على اختيار الاستجابة المناسبة ، ومن هذه الاستجابة توجد فرصتنا على النمو والحرية، إن القوة أو القدرة التي تنبت داخلنا في تلك المساحة هي ملكات خاصة بالضمير والإدراك للذات والخيال المبدع والإرادة المستقلة ، وكل ذلك بمثابة ميلاد للحرية الذاتية المطلقة وهي القدرة على الاختيار والاستجابة والتغيير ، وكل هذه الملكات تشكل البوصلة الداخلية التي تمنحنا القدرة على توجيه حياتنا تجاه الشمال الحقيقي"

لقد ذكرتني هذه الفقرة بالمبدأ الذي عملت عليه سابقا دون وعي:  أخذ الوقت الكافي للتفكير قبل الرد على الاسفزاز.

المسألة تبدو صعبة في البداية، لكنني مع الوعي الذاتي والممارسة تمكنت بالفعل من التحسن في الأمر، وما تراجعي إلا لتراجع وعيي الذاتي بهذه النقطة.

في الأفلام الأمريكية تعرفنا على ما يسمى بجلسات السيطرة على الغضب، حيث يطلبون منك أن تعد من واحد إلى عشرة حينما تنتابك موجة غضب، أو أن تتنفس بعمق عشر مرات، وحلول مشابهة.. أظن أن هذا كله مجرد هراء تقريبا، لأنه بانعدام الوعي الذاتي بضرورة التفكير قبل إطلاق ردة الفعل سيجعلك تجد قبضتك في وجه أحدهم وأنت لم تتجاوز الرقم واحد في العد بعد.

تعليقات على الفيسبوك

Published inانكتابات

5 تعليقات

  1. لا اخاطبك انت يا عصام
    ان الكلام موجه لعصام العصبي فاسمع التالي:
    منذ فترة حوالي السنتين او 3 سنوات كنت عصبي جدا نفر الكل من حولي اصرخ كثيرا في المنزل وفي اي مكان طبعا بدون سبب واحيانا ابحث عن الاسباب التافهة لاصرخ عليها .. احسست ان الكل يكرهني .المهم في احد الايام قررت التغيير بعد سماعي باليوغا – لا تبتسم ولا تظحك .. قرأت القليل عنها ، المهم استطعت التحكم في اعصابي بأخذ فترة ليلية اقضيها في سكون تام بعد نوم الجميع ..اسبوع واحد عدت الافضل ولا يكاد احد ما يغيضني او يحاول اتارة اعصابي
    هكذا تخلصت من نوبات غضبي شيئا فشيئا … كنت اداوم يوميا ولما تعلمت التحكم في اعصابي بتت اقوم باليوغا من اسبوع الى اسبوعين على حسب الاجواء
    اتمنى ان تطبق اقتراحي 5 دقائق ليست بوقت كثير
    الطريقة
    مكان هادئ
    اجلس وحاول افراغ ذهنك ،فكر في اللاشيء
    عندما تصحوا ستشكرني يوما
    سلام

  2. الحمد لله ، إذاً هي حالة وطنية !!
    لكن من لم يعاني من تلك الفترات خاصة في مراهقته.
    لكن بعدها تحس بأنك تخلصت من شخصيتك المنفرة ، والمتعبة للاعصاب.
    لكن يأتي عليك وقت تعود فيه اليك حالتك ، التي ليست حالتك لأنها لا تقتصر عليك .

    مؤخراً وجدت أني بتت ثقيلة ، حتى على روحي..
    لم يعد يعجبني شئ ، هذا ما يظنونه بي على الأرجح..
    وكل ما هناك أني بتت حساسة بلا قياس ، بلا قياس نيت0.0
    لا يمكنني السكوت عن أي تلميح أو كلمة.
    ووالدتي الطيبة التي أحرص أكثر شئ على عدم ازعاجها أو إثارة استيائها مني دوناً عن غيرها، لا تعجبها شخصيتي هذه ، أو بالأحرى هذا الجانب المظلم مني الذي يخرج للسطح هذه الأيام.
    ربما حرارة الصيف!!
    ربما ضغط العمل !!واضطراب أوقات مغادرتي..
    ربما توافد الناس!!
    ربما اقترابي من الثلاثين!!!!!!!
    ربما وربما..

  3. أولا زيت المقلاة ينفجر لسبب
    تانيا انصحك بتطبيق نصيحة هيبو، فان نجحت معهكما ربما اتبعها انا ايضا في المستقبل
    ههه
    كنت هنا
    سلامووووو

  4. عن أية عصبية تتحدث عصام الذي أعرف ليس مثيل مقالك ربما هي حالات تطفو على السطح في أجواء معينة لكن تظل تحت السيطرة
    أعجبتني مسألة الوعي الذاتي هي صائبة لا محالة
    تحياتي

  5. هيبو:
    اليوغا!
    أظن أن ممارسة هذه الرياضة تحتاج إلى قواعد أكثر من مجرد الجلوس وفتح العينين بخواء؟ أم أنني مخطئ؟
    معروف فعلا أن اليوغا تهدئ الأعصاب كثيرا بالفعل.
    شكرا للوصفة..

    لطيفة:
    الحساسية مرض مختلف نوعا ما عن العصبية.. المسالة عندي لم تكن مسألة فورة مراهقة.. لقد كانت طبيعة.. والتخلص من الطبيعة أصعب..

    سناء:
    سوف أعلمك بالنتيجة النهائية، مع توصيات المدرب لاحقا..

    زينب:
    هذا ما أتحدث عنه.. في فترة الدراسة بالمعهد كنت قد وصلت إلى حالة تحكم لا بأس بها في هذه الطبيعة.. هذا لا يمنع انني أشعر بها داخليا حتى إن لم تطفوا للسطح..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.