تجاوز المحتوى

الكاتب: عصام

أسرار الكائن الأنثوي: عن المستحضرات والملابس

يبدو أنه قاد حان الوقت لمشاركة الشباب الذكور بعضا من خبرات الحياة الزوجية، وتقنيات التعامل مع الكائن الأنثوي عبر سلسلة تدوينات خفيفة، نسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلها في ميزان الحسنات، وأن يقينا من شر بعض التبعات.
لي رجاء بسيط هو أن يتطوع بعض القراء العزاب – وشرط العزوبة ضروري- بتوفير حق اللجوء السياسي للعبد الضعيف، والله يا يضيع أجر المحسنين.

ومن باب احقاق الحق، ومحاولة تدارك مكان قار بالمنزل، أقول أن زوجتي قد تخلصت لأسباب سأشرحها لاحقا من العديد من هذه الحقائق.

أما بعد،

يعد الكائن الأنثوي ثامن عجائب الدنيا. فلا تحاول فهمه أو تحليل منطقه بالمعايير الذكورية لمتعارف عليها.

أول اكتشافاتك حينما تتزوج هو أن الكائن الأنثوي لا يتوفر على حد أقصى من المستحضرات والكريمات ومواد التجميل، والتبييض والتسوييد، والتنحيف والتمديد. فهنالك الوصفات الاصطناعية والوصفات الطبيعية.

أما الاصطناعية فحالها سهل. يمكنك أن تتعرف عليها بسهولة إذ أنها تحتل مكانة بارزة في غرفة النوم. جزء منها فوق الكومود، وجزء فوق أي أثاث تخزين، وجزء آخر فوق أي سطح أفقي مستقر بالغرفة. وتبقى الوصفات الطبيعية هي أصعب ما في الموضوع: فأنت ككائن ذكوري تعرف أن الخضر والفواكه والأعشاب وظيفتها الأساسية هي ملء البطون. هذا خطؤك التكيكي الأول. فذلك الخيار المقطع مثلا، وذلك السائل الرغوي الذي تظنه قشدة، وذلك السائل المتماسك الذي تظنه عسلا حلالا طيبا، إن هي إلا مستحضرات تجميل طبيعي يحرم عليك كل التحريم مجرد التفكير في استخدامها للغرض الذي خلقت له أساسا.

أنت ككائن ذكوري تتساءل حتما عن أين ومتى وكيف يتم استعمال كل تلك المستحضرات. أقول لك. كل تلك المستحضرات تستعمل بدون استثناء. منها ما يستعمل في الصباح الباكر بعد الاستيقاظ، ومنها ما يستعمل قبل النوم، وحينما يختفي الكائن الأنثوي لساعة بعد أخده حمام من عشر دقائق تعرف أنه يدهن جسده بعشرة أنواع من الكريمات على الأقل، وبمعايير محددة تحتاج منك أنت إلى دليل استعمال من مائتي صفحة على الأقل.

ثاني درس تتعلمه بعد الزواج، هو أنك مجرد ضيف في خزانة الملابس. فمن ستة أمتار مربعة من المساحة، عليك أن تكون سعيدا بتوفرك على متر واحد لملابسك.

الحل المناسب هو أن تصنع خزانة ملابس بحجم حائط غرفة النوم، وتضع مناطق غير قابلة للتقسيم عادة، ثم تتفقان على معاهدة سلام بتقسيم الحدود، ثم تبدأ بالتنازل عن مناطقك مربعا بمربع. ثم تجد نفسك في النهاية بنقطة الانطلاق. الخلاصة: لا تحاول رجاء!

الكائن الأنثوي لا يصدق أنه يملك ما يكفي من الملابس بالفطرة. فحينما يفتح الخزانة تظنه أنت حائرا في اختيار ما سيلبسه من كثرة الخيارات. خطأ. إنه حائر وقلق – وهو دوما قلق بالمناسبة – لأنه يظن أنه لا يملك اللباس المناسب للخروج. أنت تفتح الخزانة، تغمض عينيك، وتسحب قميصا وسروالا. مبروك عليك. بنسبة تسعين بالمائة أنت تملك لباسا متناسقا مناسبا. في نفس الوقت الذي أنهيت فيه لباسك، كان الكائن الأنثوي يفكر في أن هذا اللباس الذي لن يظهر أساسا، لا يتناسب مع أي من حقائب اليدوية العشر التي في حوزته حاليا.

وبمناسبة العبارة الأخيرة، فالكائنات الأنثوية تتبادل كثيرا الملابس والاكسسوارات فيما بينها. خصوصا لو كانت في داخل دائرة الأخوات.

يتبع في تدوينة لاحقة إن بقي لنا تدوين.

5 تعليقات

في الطائرة (عنوان مبتكر)

كانت رحلتي الأولى على متن الطائرة..

لا شيء يدعو للخجل، لم يتسن لي من قبل السفر خارج البلاد، فلم تكن هناك بي حاجة للطائرة.

حتى هذه كانت رحلة داخلية من الدار البيضاء إلى الداخلة،  وهي للعارفين بخريطة المغرب بمثابة رحلة خارجية بالفعل،  إذ تستغرق بالحافلة أزيد من 24 ساعة.

تعرفون ظاهرة الهجوم على الأمتعة من طرف المتحمسين بالمحطات الطريقية،  والذين يتطوعون في سبيل الله وبضعة دراهم ليوصلوك للشباك المنشود؟  تعرفون هؤلاء؟  جيد..  إنهم متواجدون بمطار محمد الخامس تحت أعين الأمن.  قفز متحمس منهم يجر حقيبتي التي لا تحتاج مساعدة أصلا وتركني وراءه متجها إلى الشباك.
-“هييييه!  إلى أين أنت ذاهب؟ “
-” اريك مكان الحجز وأساعدك”
-“وهل أبدو لك معاقا أو أميا حتى تختطف حقيبتي من أمامي وتفرض علي مساعدة لم أطلبها؟ “
-” غير تعاون معانا”
حلوف مدرع قد يقصمني نصفين،  وبدل أن يبحث عن عمل شريف يسترزق به يأتي ليبتزني نفسيا.
طلبت منه بلطف إجباري أن يترك الحقيبة،  واتجهت إلى الشباك الذي لم يكن يبعد بأكثر من عشرة أمتار.
قدمت بطاقة تعريفي الشخصية،  ووضعت الحقيبة في الميزان لأصاب بصدمة.  ثلاثة كيلوغرامات زائدة عن الوزن المسموح به.  ياللصوص!  إن الميزان متلاعب به، فقد قمت بوزن الحقيبة قبل الحضور. أذكر في مطار أكادير أن وزن حقيبة زوجتي قبل سفرها كان زائدا بثلاثة كيلوغرامات أيضا عن الوزن الذي حسبناه،  مع فرق أنها بتلك الزيادة لم تكن قد تجاوزت الوزن المسموح.  سألت الموظف وجه حانق عن الزيادة التي علي دفعها فكانت أكثر من 500 درهم  (فوق 60 دولارا). أيها اللصوص الملاعين! فتحت الحقيبة وأخرجت قرص صلبا وحقيبة صغيرة لأغراض الاستحمام. بقي كيلوغرام آخر زائد..  كنت أنتظر أن يعترض لأنفجر في وجهه وأطلب مقابلة المسؤول كي أفهم هذه المهزلة.  يبدو انه استشف خطرا من ملامح الشر المستطير البادية علي،  ولعن الشيطان.
دفنت القرص الصلب الضخم دفنا في حقيبة الكمبيوتر،  وحملت الحقيبة الصغيرة في يدي كأية فتاة محترمة.

واتجهت إلى شيء أشبه بكافيتيريا مفتوحة وسط بهو الانتظار. سألت عن الاتصال اللاسلكي..  لا شيء..  بينما هنالك دول تتحدث عن أن الاتصال بالأنترنت يجب أن يصبح حقا لكل مواطن،  وتنتشر مشاريع مدن كاملة التغطية بشبكة أنترنت مجانية للجميع،  لا يزال على الزبون في مطارات المغرب أن يبقى جالسا بالساعات بالمطار دون اتصال يقضي به أغراضه. الشبكة الوحيدة المتوافرة هي شبكة مغلقة خاصة بالمكتب الوطني للمطارات.
كنت قد توقعت شيئا من هذا القبيل لذا عبأت مسبقا موديم اتصالات المغرب من الجيل الثالث ما قبل التاريخ، ثم جلست أعذب نفسي بمحاولة تحميل المواقع، و أحتسي كوب القهوة الذي سيخرب ثمنه بيتي حتما.

تجاوزت الحاجز الأمني دون مشاكل، رغم ربطة الحزام الحديدي الذي أرتديه، ثم أخذونا بباص صغير إلى الطائرة التي لا تختلف عنه كثيرا. ذلك التشابه المريب جعلني أتساءل إن كانت هذه الطائرة تحلق أم أننا سنسير برا.

كان لدي انطباع لطيف عن مضيفات الطيران الجميلات الطيفات (الله يلعن أبو الأفلام التي رفعت المعايير)، لكن الطاقم الذي صادفته لم يكن من هذه النوعية للأسف.
لم تفتني الفرصة لأتذكر الفنان الساخر الجميل جاد المالح و( les gestes approximaticf) مع حركات المضيفة المبهمة، والتي تتظاهر بأنها تشرح تعليمات السلامة الصادرة عن الميكروفون. في الحقيقة يبدو الأمر وكأنها تحاول الهاء الركاب عن الاستماع.

ورائي تماما كان يجلس شاب مجاورا فتاتين يحاول أن يشرح لهما كم هو رائع ولماذا عليهما أن تغرما به، وكيف أنه يذهب لسويسرا كل سنة، و في أروبا والدول المتقدمة… الخ.

أتى وقت الطعام على ما يبدو.. وضعت المضيفة أمامي اسفنجتان ومشروبا. ولسان حالي يقول: “أنا عايز عيش عشان اكله، مش عشان أحلف عليه! “.
wpid-20150525_154550

تسليت بمضغ تلك الأشياء من باب تجزية الوقت ليس إلا، في حين كان صديقنا الشاب قد وصل إلى فصل الأكل في طائرات الشركات الأجنبية.. تذكرت(جاد المالح) من جديد :” On va manger de la meeeerde”.( مع الاعتذار للاخوة غير الفرانكفونيين والذين لم يروا العرض).

عند الوصول، وبعد المرجو ربط الأحزمة والذي منه. نزل الطيار باصطدام شديد للعجلات مع الأرض، فصرخت الفتاتان وبعض الركاب. أما جيمس بوند الذي ورائي فقد قال بصوت عال وهو يصفق: “لقد كان هبوطا جيدا يجب أن تصفقوا على الطيار!”.

بالتأكيد حينما عدت بالطائرة من جديد ورأيت بأم عيني ما معنى الهبوط الجيد، تأكدت من أن الأخ حمار كبير مدع.

4 تعليقات

عقد قران كوميدي

إنه اليوم الموعود..

خطيبتي (زوجتي حاليا) تعاني من حالة (Freaking out) اﻷمريكية الشهيرة، حيث تنتظر الفتاة يوم العرس كي تقرر أن تطرح على نفسها أسئلة ممتازة من طراز: “ماذا لو لم يكن الشخص المنشود؟”. في حين كنت أنا أعاني من حالة : « تبا ! أين هو مكتب العدل (المأذون) الذي سيعقد قراننا؟”. كنت وأبي تائهان تقريبا في دائرة لا يتجاوز نصف قطرها المائة متر.

وصلتني رسالة نصية : « سلام. هذا آخر إنذار قبل أن تودع أيام العزوبية. فكر جيدا قبل أن تتورط مثلنا”. إنهما يتهكمان ! كانت رسالة من صديقي وزوجته، التي كانت ضرتي بالمناسبة. لقد كنت أقضي مع الرجل وقتا أطول مما تقضيه معه زوجته بحكم عملنا معا،  ومن هنا أتت فكرة الضرة في لحظة صفاء ساخرة.

 في هذه اللحظة، وصلت زوجتي (خطيبتي حينها) برفقة والدها. وحينما نظرت إليها في جلبابها اﻷبيض والنظرة المحتشمة في عينيها، خطر لي أنه سيكون من اللطيف أن أقضي ما تبقى من حياتي مع مخلوقة كهذه، في حين أنها لا بد كانت تفكر في الخواطر السوداء أعلاه.

* * *

“إنه لعدل (مأذون) غريب اﻷطوار !”.  هكذا فكرت وأنا أجلس قبالته، في حين كان هو ينقر على لوحة مفاتيح الحاسوب. لقد انتهى عصر الدفتر إذن ! هنالك بعض المهن لديك تصور كلاسيكي عنها، ولا يمكنك ابتلاع تغييره بسهولة : (عدل = جلباب تقليدي + دفتر). أما حكاية الحاسوب هذه فهي جديدة.

هل الرجل يجول في موقع يوتيوب أم أنني أحلم؟

انطلقت فجأة موسيقى غرناطية من السماعات. إنه يضعنا في الجو.

– “أين العريس؟”.. تساءل العدل.

“ماشاء الله عليه نبيه جدا !”.. تذكرت عبارة عادل إمام في مسرحية الواد سيد الشغال. بالتأكيد لن يكون العريس والدي، أو أبو زوجتي، ولا حتى صديقي (زوج أختها) المرافقين لنا لسبب بسيط يتعلق بفرق السن الواضح. يبدو أنني الوحيد الذي كنت مناسبا للدور لذا رفعت يدي بأسلوب المدارس “حاااااضر !”

انتظرت أن يسأل “أين العروس؟” كي أتيقن من خباله، لكنه لم يفعل، مما طمأنني نسبيا على مستقبل صياغة العقد.

لم يفته طبعا أن يتساءل من باب الفضول الحميد عن موقع صديقي من اﻹعراب، وسبب قدومه، وأكلته المفضلة.. إلخ إلخ..

 أجلسني في المقعد المقابل على المكتب، ثم صبغ وجهه بملامح الخطورة، وسأل فجأة :

– “لماذا تريد أن تتزوج؟”

كان السؤال مفاجئا.. هل تعرف إحساسك حينما تدخل حصة دراسية أيام الابتدائية ويسأل اﻷستاذ سؤالا، يتجول بين الصفوف بحثا عن فريسة،ثم يضع يده فجأة على مؤخرة عنقك قائلا : « لنر بماذا سيجيب هذا الحمار ! ».

تذكرت مقالة قديمة لي في جريدة المساء، حيث كان الاستهلال: ” إن الانسان يتزوج حينما لا يجد شيئا آخر يفعله”.

أجبته الجواب الكلاسيكي من الكتاب كما يقال :

– « أريد إتمام ديني”

لم يكفه الجواب على ما يبدو، لذا قفزت إلى الفصل الثاني من الكتاب :

– « إنها السكينة”

وكما توقعت، كان لابد من المرور على الكلمة كي يخرج باﻵية الكريمة : « ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزوجا… » ثم يتوقف لهنيهة كأي فقيه يحترم نفسه كي يضع التأكيد على ما يلى “لتسكنوا إليها”. لم يخلق بعد فقيه يقاوم هذا اﻷسلوب.

ثم مضى يعدد محاسن الزواج، وأهمية أن يكون الزواج عن قصة حب (مأذون عصري جدا كما تلاحظون).

التفت إلى خطيبتي (زوجتي حاليا)، وقال :

-“الحياة ليست كالمسلسلات.. و(مهند) وقصصه ليست نموذجا”

ياللهول !.. إنه مأذون (صايع) كما يقول اﻷخوة المصريون.

لم أتمالك نفسي من الابتسام وأنا أتصور الرجل جالسا أمام حلقات المسلسل التركي الشهير. يبدو جد ملم بالتفاصيل.

«النساء يرفضن دخول الجنة !”. لقد بدأ يتحمس.. ويرفع صوته.

– « أجل إنكن ترفضن دخول الجنة.. يمكنك أن تدخلي الجنة من أي من أبوابها .. فقط برضى زوجك.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها, وحفظت فرجها , وأطاعت زوجها , قيل لها ادخلى الجنة من أي أبوابها شئت ) »

وقعنا على عقد الزواج، ولم يفتني الانتباه إلى يد زوجتي المرتجفة وهي توقع.. وقبل أن نغادر كان لابد للعدل أن يضيف :

– “اﻵن لابد أن تذهب لإحضار المؤونة،” والتفت إليها “وجهزي له طاجنا ممتازا ! “

لا حول ولا قوة إلا بالله.. لماذا لا ترافقنا للبيت كي تأكد بنفسك؟

* * *

على العموم، فكلام الرجل في مجمله لا بأس به، وإن كانت طريقته الهزلية في التعبير قد ضيعت كل شيء. وهناك مشكل بسيط آخر اكتشفه لاحقا.. لقد قتلنا كلاما عن قدسية الزواج وعن مساوئ الطلاق، في حين أنه شخصيا تزوج وطلق مرات عديدة. إن الرجل ينطبق عليه المثل المغربي الشهير : « الفقيه اللي نترجاو بركته، دخل لينا للجامع ببلغته ! »

33 تعليق

ليلة أنف السنة

لا أحد يقاوم أن يبدأ مقالا في سنة جديدة دون أن يتحدث عن ذلك.. إن هذا أقوى منا جميعا.. بالتأكيد مللتم من أن الجميع يتحدث في هذه الفترة من السنة عن الإحصائيات، وعن الأفضل والأسوأ، وعن شخصيات السنة، وعن القرارات التي اتخذوها للسنة القادمة كي لا يطبقوها.

منبع الملل هنا غير مرتبط بجودة المقالات بقدر ما هو مرتبط بالملل من التكرار والنمطية. وأنا بدوري، ومن منطلق الإمعان في الإملال، لن أقاوم إغراء الحديث عن موضوع الساعة: كيف تذهب السنة القديمة، وتحل مكانها السنة الجديدة.

الفنان الساخر المغربي الجميل جاد المالح، تحدث سابقا عن ظاهرة “أراك السنة القادمة”، وهي الدعابة القديمة التي لا يمل من تكرارها أحد في آخر يوم من أيام السنة. هذه العادة لا زالت ممارسة على نطاق واسع جدا. لا بأس، فخفة الدم مطلب وطني وإن كانت معتصرة.

أين ستقضي رأس السنة؟ سؤال يوجه لي دوما من أحدهم في هذه الفترة، وأقاوم بشدة جوابا سمجا من طراز “عند قدميها”. فأجيب: “في فندق (سوبيطان)”.. يحرك السائل عينيه امعانا في التفكير في موقع هذا الفندق ويسألني: “وأين يقع”.. الجواب المباشر يكون: “بجانب فندق سوكاشة”.. حينها يفهم ويبتسم أو يضحك حسب درجة تقبله لسماجتي. الاسمان بالمناسبة عبارة عن نطق فرنسي سريع لجملتي (فندق تحت البطانية) و(فندق تحت الغطاء). وهما فندقان دافئان ألفت أن أقضي فيهما ليالي أنوف السنة جميعها منذ خلقت. اللهم إلا السنة الماضية حيت اضطررت للخروج مع ضيوف لدي من العائلة، كي أكتشف أنني لم أكن أضيع على نفسي الشيء الكثير.

ما يحدث في مدينة أكادير مثلا، هو أن الكورنيش يتحول (ماراثون) يذرعه المتجولون في ازدحام شديد جيئة وذهابا بانتظار منتصف الليل حيث تطلق الفنادق والمقاهي مفرقعات هوائية التي تعتبر الجانب الممتع الوحيد في الموضوع، لو اعتبرنا (مفرقعات عاشوراء) تلك متعة. أما باقي الموضوع يتلخص في تحول شوارع المدينة إلى ساحات لتصوير فيلم The Fast and The Furious في مخيلة السائقين المخمورين.

هذه وجهة نظر الأشخاص المحترمين. دعونا الآن نلقي نظرة على مقاطع من هذا المقال الذي يصور لنا أوجه احتفال أخرى بلسان أصحابها:

عائلة غيزوان، التي تقطن في أحد الأحياء الآهلة بالسكان في الرباط، معروفة بدماثة أخلاق أفرادها وطيبوبتهم في الحي كله، غير أن هذه الأسرة “المحافظة” تتغير طباعها تماما في احتفالات ليلة رأس السنة، حيث تجتمع ـ أبناء وبنات وأبا وأما ـ على مائدة تُدار فيها كؤوس الخمر بدعوى الاحتفال برحيل سنة وقدوم سنة جديدة.

إذا كان هذا ديدن الأسر المحافظة فالمرجو اعتبارنا من الأولياء الصالحين.

ثم ما سر انتظار ليلة رأس السنة لتغيير هذه الطباع؟ هل هذا نوع من التطهر بإخراج كل الموبقات دفعة واحدة في يوم واحد كل سنة؟

لو أن أحدا من هذه الأسرة أكد لي أن هذا ينفع، فذكروني أن أخرج لأفسق بدوري السنة القادمة.. وكله في سبيل التطهر. امنعوني فقط من الخروج عاريا منعا للإحراج.

مصطفى، شاب في عقده الثالث وأحد أفراد هذه الأسرة، قال في تصريح لهسبريس “إن هذا الاحتفال الذي تقوم به عائلته يرجع إلى سنوات عديدة، حتى أنه فتح عينيه على هذه “العادة” التي لا تسبب الضرر لأي طرف”، مضيفا بأن “أقصى ما يفعلونه هو شُرب بعض أعضاء العائلة ـ وليس جميعهم ـ كؤوسا “خفيفة” من الخمر قصد المرح وتجديد النشاط”، وفق إفادة هذا الشاب.

حسنا.. لقد وصلني الرد مباشرة. إنها كؤوس خفيفة من الخمر قصد المرح وتجديد النشاط!

لو سمحت يا أخ مصطفى، هل لك أن تعطينا مقياسا علميا للكأس الخفيف، كي لا نزل وتنفجر حيويتنا ونشاطنا في وجه أحدهم.

هذه دعوة رسمية مني يا جماعة الخير.. من كان منكم يمارس الرياضة لتجديد نشاطه فقد أصبحت هذه الطرق موضة قديمة.. اشربوا لكم بعض الكؤوس الخفيفة، وركزوا جدا مع مع كلمة الخفيفة هذه كي لا تقعوا في مصيبة.

سميرة ، طالبة جامعية في الثامنة عشر من عمرها، تعترف بأنها لا تبيت خارج البيت ولا يمكنها ذلك طيلة السنة إلا إذا كانت موجودة عند أحد أفراد عائلتها، لكنها في ليلة رأس العام “تنقلب” هذه المعايير الأسرية ليُسمَح لها من طرف والديها وإخوتها بالمبيت مع صديقاتها في بيت إحداهن للاحتفال الذي لا يخرج عن الرقص والمرح ومشاهدة سهرة التلفزة بهذه المناسبة.

يا سيدي على الورع!!

خلال هذا الاحتفال الخاص يقع أحيانا أن يحضر زملاؤها في الدراسة ليصبح الحفل مختلطا”، مشيرة إلى “أنه لابد من حدوث تجاوزات لا يمكن توقعها أبدا من قبيل إصرار بعضهم على شرب الخمر أو تدخين شيء من المخدرات، أو محاولة التغزل بالفتيات الحاضرات”، قبل أن تردف بأنها “تحاول جاهدة أن لا تتورط في مثل هذه المشاكل التي لا يمكن فصلها عن طقوس الاحتفال”

ما دمنا نتحدث عن الطقوس، وبما أن طقوس أي احتفال يجب تقبلها كما هي، فإني أدعو الأخت الفاضلة إلى البحث عن بعض احتفالات عبدة الشيطان عبر الأنترنت، وتذهب للمشاركة في هذه الاحتفالات، على أن تحاول جاهدة ألا تتورط في الكفر الذي لا يمكن فصله عن طقوس هذه الاحتفالات.

الممتع في هذه التصريحات هو أنهم أصبحوا يجاهرون بالفساد صحفيا، ويصور أسلوب حياتنا بألفاظ وعبارات ممتازة من طراز : (محافظة – كؤوس خفيفة – مجرد طقوس…). وإلى هؤلاء أقول: إذا ابتليتم فاستتروا.. (الله يخليكم بالخلا).

8 تعليقات

كم لايك تستحق هذه التدوينة

 

المبحر في عالم الشبكات الاجتماعية يكتشف بين الفينة واﻷخرى مجموعة من الكائنات أحاديات الخلية الدماغية التي بدأت تغزو هذا العالم.البعض هناك يكتب رأيا عميقا عما يحدث سياسيا أو مجتمعيا، فيجد عفريتا نفريتا يطل عليه بوصلة صفحة نصرة المصابين بالبواسير، ويضيف تعليقا من طراز “كم لايك تستحق هذه الصفحة؟”. لست أدري، لكن عدد اللايكات سيتناسب اطرادا مع عدد المصابين بالبواسير حتما، إضافة إلى مجموعة من الفضوليين الذين يركزون دوما على حجم هذه البواسير (باسورة باسورة)، ولربما يدخلون نقاشا حاميا عن أفضل المراهم وأقوى وضعيات الجلوس المريحة للشخص (المبوسر). ينظر صاحب الرأي العميق أعلاه إلى الصفحة، ولربما (دز لايك) بدوره من مبدأ نصرة حرية التعبير.

هنالك مخلوقات أخرى من نوعية الموصلات النحاسية رفيعة المستوى، وهم مخلوقات صالحة لنقل أية فكرة أو إشاعة. هم نوع ينشر ليُؤجر، وينشر ليُضحك، وينشر ليَنشر. دين أو سياسة أو فكاهة أو فضيحة كانت، تجدهم يمررونها للأصدقاء كما هي، دون تمييز أو تفيكر أو حتى تأنيب ضمير. هذا النوع من المخلوقات لا يصح فيه وصف أحاديات الخلية، وإنما منعدمة الخلايا الدماغية. إن هما إلا سلكان نحاسيان موصلان، واحد موجب واﻵخر سالب.

ثم هنالك نوع جديد متطور. هذا النوع قوامه نصرة الدين والحرب على الفساد، بنشر صور فتيات عاريات، وفيديوهات مخلة بالحياء، لا لشيء لا سمح الله سوى لفضح هذا الفساد وتخليص المجتمع منه. هذا النوع الذي قد يكون اعتصر لترات بيضاء وحيدا أمام هذه الصور والفيديوهات قبل نشرها في صفحات (التموسيطش والسكوبات) إياها، ولكنه يصر إلحاحا على أن الهدف هو القضاء على هذه الممارسات. هذا النوع من الكائنات معقد محروم غالبا، يمارس هذا النشاط بنسبة عالية من الغل والحسد، في حين يبحث بعنف عن (موسطاشته) الخاصة.

وأنا إذ أكتب هذه التدوينة بعد غياب، ودون أن أفتح لها صفحة خاصة على الفيسبوك، أدعوكم بدوري إلى (دعس لايك) أو (جام)، حسب لغتك. والله لايضيع أجر المحسنين.

6 تعليقات

معضلة أن تصبح باكر الاستيقاظ

 قهوة الصباح.. هي خزعبلات قصيرة أكتبها وانا ارشف قهوة الصباح في المكتب !

coffe
وصلت للعمل باكرا اليوم.. وحينما أتحدث عن باكرا فأنا اتحدث عن الثامنة صباحا.. وأنا أرشف القهوة الصباحية التي لم تعد صباحية جدا في الفترة الماضية، تذكرت بشكل من الأشكال أن لدي مدونة ما على الأنترنت، وتذكرت بطريقة من الطرق أن المدونة قد استقت اسمها من التدوين الذي يختلف كثيرا عن الفراغ الذي تعيشه المدونة حاليا.. تذكرت أنني في فترة ما، كنت في مثل هذا الوقت – على غرار برامج “حدث في مثل هذا اليوم” – أرشف القهوة الصباحية وأكتب في نفس الوقت في باب بالمدونة أسميته قهوة الصباح يحمل الوصف الذي قرأتموه أعلاه. بحثت قليلا فوجدت موضوع الاستيقاظ على مراحل هذا، واكتشفت انني عدت شيئا ف شيئا إلى هذه العادة السعيدة وبأشكال أكثر وقاحة.

قبل سنتين تقريبا، حينما اتفقت أنا و(فاضل) على الاستيقاظ يوميا في السادسة والنصف صباحا، انقلب (محمد) * على ظهره ضاحكا لأنه يعرفني من جهة، ولأنه يعرف (فاضل) أكثر مني من جهة أخرى. لكنني لم أكن أعرف (فاضل) بما فيه الكفاية. كانت البداية ممتازة.. كنت أستيقظ كالزومبي في السادسة والنصف صباحا، وجسدي يجر نفسه تحت الرشاشة، ويتدفق الماء الساخن المنعش الموقظ للحواس، محاربا عمش العينين واللعاب السائل بجانب الشفتين. وحينما أخرج أجد (فاضل) وقد خرج وأحضر خبزا ساخنا شهيا.. نتناول فطورنا سوية بالقرب من الشرفة، ونرشف القهوة الفرنسية الممتازة المذاق وكل منا يقرأ في كتابه المفضل. كانت أحد أروع لحظات اليوم. يستمر الأمر بضعة أيام في انتظام حتى يقرر (فاضل) لأول مرة انه لم يسمع صوت المنبه، وأقرر أنا لأول مرة أنني أصبت بالصمم الجزئي، ونفقد يوما في السلسة.. ثم نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم في الأيام الموالية، فيستقوي علينا الشيطان بسلطان النوم في يوم آخر.. ثم في يوم من الأيام نجد نفسنا نستيقظ في الثامنة والنصف أو التاسعة صباحا، ونهرول هنا وهناك، ونحن نضع فرشاة الأسنان في ركن فمنا الأيسر وشطيرة في الركن الأيمن، بينما تقاتل اليد اليمنى لتجد متنفسا لها في مخرج رأس القميص وهلم جرا.

تعالوا الآن لنحلل الإيجابيات والسلبيات في ما فعلناه:

1- النشاط المحبب:

الشيء الإيجابي الوحيد في طريقتنا هو أننا كنا نقوم بعمل محبب إلى النفس نستيقظ لأجله، وهو القراءة الصباحية.. هنالك دافع لا بأس به للاستيقاظ، شريطة أن يكون ما تقرأه ممتعا.. لو لم نكن نقرأ لكان علينا البحث عن نشاط محبب آخر.

2-خطأ التغير الكبير:

كنا نألف الاستيقاظ على الساعة الثامنة والنصف فما فوق، وقررنا فجأة الاستيقاظ في السادسة والنصف.. ساعتان مباشرتان من الفرق دون تقسيم.. الحقيقة أنك  في بداية أي قرار ستظن أنك سوبرمان قادر على التحليق وتهشيم الصخور بيديك، ولكن مع مرور الوقت تفتر العزيمة، ويتصبح الصخرة جبلا، وتفشل مجددا. لذا من الأفضل إن أردت أن تغيير شيء ما أن تبدأ رويدا رويدا.. ربما لو بدأنا بربع ساعة أبكر كل أسبوع لكان ذلك أفضل.

3- عدم الاستمرار لفترة كافية:

العادة، أي عادة، لا تصبح كذلك إلا حينما تمارس لفترة لا بأس بها، وتصبح روتينا تعود عليه الجسد والعقل. لذا كان خطأ انعدام الاستمرارية هو ما قضى على آمال تكوين العادة.

4- إعطاء العقل فرصة للتعليل:

وربما هذه أخطر السلبيات.. فعوض أن تستيقظ مباشرة بعد رنين المنبه، تعطي نفسك فرصة للتعليل:

– خمس دقائق لن تصنع فارقا. (بالتأكيد لن تصنع فارقا في الثلاث ساعات التي ستضيفها)

– سأغمض عيني قليلا فقط. (حينها ستستيقظ في الظهيرة طبعا)

– لا بأس إن لم أستيقظ اليوم باكرا.. أيام الله كثر…

حسنا.. الآن، كم مرة حاولتم ممارسة الاستيقاظ المبكر ؟ وما هي الطرق التي اتبعتموها؟ وما هي نسبة نجاحكم من فشلكم؟

* محمد وفاضل شخصيتان لا تهمانكم في شيء غير ما قرأتم.. ما هذا الفضول؟

18 تعليق

برامج الزمن الجميل (يا ليت البطيخ يعود يوما!)

للذكريات مذاق ممتع حزين دوما.. سعيدة كانت أم حزينة.. أما الحزينة فالسبب واضح، وأما السعيدة فلأننا نفتقدها.. النكد والحزن هواية محببة دوما، وممارسة على أعلى مستوى من طرف البشرية ككل.

حاول أن تتحدث مع أي شخص يكبرك عن ذكرات ماضيه.. ستجد العبارات الأثيرة دوما: ” أين أيام زمان، وأين حلاوتها؟”.

voltron-02.jpg3-2naruto7753ln.jpg

حاول أنت نفسك أن تتذكر مثلا كرتون أيام زمان.. ستذكر أنه كان رائعا حالما خرافيا لا ينشق له غبار، بينما الكرتون الحالي ليس له مذاق ولا رائحة.

القدماء يصرون على أن برامج القناة التلفزيونية المغربية والراديو كانت رائعة، وأن المستوى في انحطاط. لست أدري ماذا سيقولون لو استمعوا أو شاهدو نفس البرامج الآن، وقارنوها ببرامج الفضائيات المتنوعة التي تجمع السخيف والممتاز. لا يمكنك أن تحكم بموضوعية على ذكريات.

منذ فترة شاهدت بالصدفة كرتون (فولترون) الذي كنت أعتبره فلتة زمانه في صغري، فصعقت من بدائيته. بغض النظر عن بعض الكرتونات الإنسانية ذات القصص المتميزة، يبقى البقية في مستوى بدائي بالفعل犀利士
. وهنالك مستوى مذهل وتنوع في الفئات العمرية المستهدفة في الرسوم المتحركة الحديثة لا يمكن أن ينكره سوى غير المتابع، أو من يقبع في مملكة “يا ليت البطيخ يعود يوما”.

11 تعليق

إدخال عنوان للنشر

 

penfifالعنوان معبر كما ترون.. إنه العنوان الافتراضي الذي يضعه برنامج الكتابة الذي أستعمله، وهو يعبر بوضوح عن الفكرة.. لأن العودة لممارسة نشاط ما بعد الابتعاد عنه مدة طويلة صعب دوما، والعودة إلى الكتابة بعد انقطاع تسبب لي نفس عسر هضم الأفكار كل مرة، لو لم تكن العودة بسبب موضوع استفزني للكتابة فإن نفس الأفكار الفارغة تتسارع للتزاحم على مقدمة تفكيري.

المشكلة أنك حينما تكون منقطعا عن الكتابة تستفزك العشرات من الأفكار يوميا، بنفس منطق الحليب الذي يفيض فقط حينما تغفل عنه. ما دمت محملقا في الاناء فلن ينضج حتى تقوم القيامة، ولكن ما أن تشيح بعينيك بعيدا عنه حتى تنفجر الرغوة البيضاء.

في كل مرة أقول أنني سأحمل مذكرة أكتب فيها الأفكار التي قد أحولها إلى مقال أو فكرة من أحد الأعمال السنيمائية التي أهواها، وبالتأكيد هي فكرة أنساها مع ذات الأفكار التي أردت تدوينها.

حسنا.. فلنقل إن هذه تدوينة لإخبار الأصدقاء والقراء ببعض المستجدات، خصوصا الذين لا يتابعونني على الفيسبوك، أو الذين يملكون عددا مهولا من الأصدقاء عليه مما لا يسمح بمتابعة أي منهم.

أول خبر هو أنني، و يا للهول، قد تزوجت.. من قرأ لي من قبل “أن تكون عريسا” و”أن تكون زوجا” يكون قد كون فكرة خاطئة لا بأس بها عن أنني من النوع الذي سيتأخر زواجه كثيرا جدا.. لكنني كما أقول دوما أعبر في بعض التدوينات عن أفكار متنوعة لا تمثل بالضرورة نظرتي الموضوعية كشخص، بقدر ما تعبر عن اتجاه فكري.

ثاني خبر هو أنني تركت مدينة الدار البيضاء الشنيعة، وتركت العمل في القطاع الخاص. واتجهت إلى أكادير، المدينة التي تبعد عن مسقط رأسي بأقل من مائة كيلومتر.

لدي العديد من المشاريع والعديد من الأفكار بخصوص الخبر الثاني والتي قد تتعرفون على بعضها مع الوقت.

أهم ما في الأمر هو أنني سأدون بشكل لا بأس به. لكن لا أستطيع أن أعدكم بمعدل أكثر من حرف أو اثنين في الأسبوع، لأن المثل يقول: قد تعود ريمة إلى عادتها القديمة. ابتسامة عريضة

15 تعليق

امتحانات الباكلوريا على الهواء مباشرة

التكنولوجيا في خدمة الشعب.

ولأننا مغاربة، شعارنا الدائم “الوضع المغربي المختلف”، فلا بد أن نبدع في استخدام التكونوجيا أيما إبداع.

فوجئت أول أمس في صفحة فريدة على الفيسبوك بامتحانات الدورة الاستدراكية لباكالوريا 2011 توضع بعد دقائق من بداية الامتحان ليحلها أعضاء المجموعة بسرعة ويرسلون الحلول على شكل صور.

2011-07-20 12h09_12 2011-07-20 12h08_48

 

لست أدري من أعضاء المجموعة ولا بأي منطق يجلسون لإضاعة وقتهم ومجهودهم في عمل من هذا النوع، لكن هذا يشير إلى أن تعليمنا في وضع عويص حقا.

المذهل في الأمر هو السماح للمتبارين باستعمال هواتفهم النقالة خلال الامتحان لتصوير المواضيع نقل الحلول على ورقة الامتحان بعدها.. لكن الممتع في الموضوع هو أن المصحيحن سيجدون العديد من أوراق الامتحان وكأنها خرجت من آلة ناسخة!

وسلم لي على المستقبل العلمي للجيل!

20 تعليق

لماذا لا أكتب عن الأحداث الراهنة؟

social

لدي ملاحظة بسيطة: ما أن أنقطع عن التدوين حتى تتسارع الأحداث الوطنية والعالمية في إغراء صريح بالكتابة، وتبدأ النكت اليومية تتهاطل بغزارة تغري بعض الأصدقاء عن التساؤل عن سبب عدم كتابتي عن الموضوع الفلاني، وانتقادي للموضوع العلاني، على نفس الطريقة التي يألفونها في العديد من المواقع والمدونات العربية.

البعض ينتظرون منك أن تسارع للتعليق ما إن يخرج مسؤول ما ليعطس على الملأ بقرار ما. ينظرون منك أن تضع أنفك في كل شاردة وواردة، وتدلي بدلوك الحكيم الذي يجب أن لا تحرم منه البشرية، ما دمت تملك منبرا للحديث.

لهذه الفئة أقول: مع احترامي لآرائكم، وسعادتي لاهتمامكم ومتابعتكم، لست من هذا النوع الكلاسيكي المريح للأسف. تلك الطبقة التي تسبق موقع قناة الجزيرة بنقل الخبر من الشاشة إلى النت. كل هؤلاء الحكماء الذين لديهم نظريات لا يشق لها غبار حول ما يحدث وكيف يجب له أن يحدث. بالتأكيد لدي رأي في كل ما يحصل، لكنني لا أجد أنه من المحتم علي أن أمتع البشرية بصوت آخر ينضم إلى الكم المهول من المتحدثين.

بالمناسبة، أنا لا أسخر من أحد هنا ولا أحط من قدر أحد.. بل إنني من المتابعين النهمين لآراء بعض المدونين والمتوترين والمفسبكين (إن سمحتم لي بالكلمة)، لكنني لا أجد في نفسي كل تلك الحكمة التي تسمح لي بأن أغرق العالم حديثا بدوري.

أعيد وأكرر: هذه مدونة شخصية، أكتب فيها عن الأشياء التي تدفعني للكتابة. قد يحدث حدث جلل على المستوى الوطني أو العالمي، وتجدني أخرج عليك في اليوم الموالي بموضوع عن دمل الأصابع الذي يؤلم كثيرا. ربما بعد ذلك أتحدث في موضوع عميق عن معاناة الجيل، وبعده مباشرة أتحدث من جديد عن دمل الأصابع الذي لا ينفك يعود.

ليس لدي تصنيف للمواضيع بين السخيف والمفيد والممتع والكئيب والكوميدي. إن هو إلا مزاج شخصي لا أقل ولا أكثر. على الأرجح أجد أنني لن أضيف كثيرا إلى الأحداث بالتعليق عليها، وأكتفي بالمراقبة وقراءة المواضيع والمتابعة، وربما بتعليق أو اثنين على تويتر أو فيسبوك.

ولكن بما أن لكل قاعدة استثناء، ولأنني بشري آخر لا يمكنه أن يتحمل أن يبقى في الظل كثيرا، فلا بد أنني قد أخرج بين الفينة والأخرى بتعليقات ومواضيع وآراء تحليلية عبقرية، لكنني أعدكم انني لن أفعل ذلك كثيرا.

23 تعليق

لو لم أكن مغربيا لوددت أن أكون مصريا

لا يوجد شيء يقال. كل ما يمكن قوله سيعد تكرارا باهتا لآلاف الأفكار والكلمات والعبارات التي خطت وقرأتموها في آلاف الأماكن.

بعد ما تحدث صوت الشارع الزين والشارع المبارك فلا صوت يعلوا فوق أصداء أصواتهما.

egypt_protest_08الصورة من هذا موقع

 

مع الثورة التونسية كان نقص إعلام ونقص تغطية ونقص في عدد السكان. كانت المرة الأولى، وكانت حلما لشعب لم يكن يستطيع فتح فمه في يوم من الأيام ولو للإشارة إلى موقع البرلمان. كانت هنالك حلة بخار مغلقة تحتها نار مشتعلة، ولا تملك منفذ تسرب واحد. الإنفجار كان محتما، لكننا لم نحس بقدومه. وقد حصل.. حصل في وجه الطباخ الغشيم.. والتصق الطعام بسقف المطبخ.

في الشارع المصري كانت هنالك منافذ كبرى. كانت هنالك حرية أبواق، وكل يزمر في مكانه. ولكن المزامير لم تطغ يوما على صوت النعاج وهي تسلخ حية في المطبخ. لذا لم يكن هنالك بد من انفجار بدون غاز مضغوط، لأن الدماء تكفلت بذلك.

لم يكن لدي أصدقاء من تونس تقريبا، لكن لدي العديد منهم من مصر. أولائك الذين ينقلون لنا ما يحصل أولا بأول، ويعيشوننا معهم في جو يتنفس الغضب. شممنا معهم رائحة شياط الطبخة التي تركت فوق النار لمدة طويلة جدا، حتى أن منافذ التنفس لم تعد كافية.

اللهم نجهم وقوهم وأدم صمودهم في طريق اللاعودة الذي وصلوا إليه.

13 تعليق

عن المغرب

هذا نص حوار أجراه الصديق محمد عبد القهار معي لبوابة بص وطل الإلكترونية على الرابط التالي: المغرب.. حوار على هامش الجغرافيا

نص الحوار:

يحتلّ المغرب مكانة على طرف العالم العربي والإسلامي جغرافيّاً، لكنه على عكس ذلك يقع بارزا في تاريخه الممتد لأكثر من أربعة عشر قرنا؛ حيث ارتبط ذكره بالأندلس، ومثّلا معا حلقة حضارية متميزة.
لكن اليوم ذهب التاريخ بكل أمجاده، وبقي المغرب مع دول أخرى يحتل مكانة الطرف الجغرافي والإعلامي في مصر، ولست أزعم أنني يمكنني أن أغيّر شيئا من هذا، كل ما يمكنني هو أن أنقل لكم إجابات صديقي المغربي عصام إزيمي؛ لنرى المغرب بعين أحد مواطنيه، وهو يؤكد لنا انطباعات ويصحّح لنا أخرى، وكان مما أثار دهشتي تأكيده على الانطباع المشارقي عن مكانة اللغة الفرنسية في المغرب، على عكس الأمر مع أصدقاء من تونس والجزائر..

maroc

– أريدك أن تحدّثني عن العلاقة الشائكة بين اللغتين العربية والفرنسية في المغرب بشكل عام والتعليم بشكل خاص.


العربية هي لغة التعليم الأساسية في المدارس العمومية حتى مستوى الثانوية العامة كما تسمّونها، بينما لا تحترم المدارس الخاصة خصوصا الابتدائية منها هذا المعيار، حيث إن اللغة الفرنسية تبقى طاغية. لا تزال عبارة أخي الصغير التي يعلن بها بكل فخر أنه يكره العربية ترنّ في أذني حتى الآن.
على مستوى التعليم العالي فهو فرنسي محض، إلا فيما يتعلق بتخصصات كالشريعة أو ما شابه، المشكلة أن فرنسا لا تحتاج لبذل مجهود كبير لإعلاء اللغة الفرنسية، مع وجود كل هؤلاء المغاربة الفرانكفونيين الذين شبّوا على اعتبار اللغة الفرنسية لغة الثقافة والدراسات العليا، والعربية لغة الصحف والمجلات الخشبية والخطب الرسمية التي تقتلك مللا.
اللغة العربية هي لغة المراسلات والتعاملات الرسمية فقط، في حين تبقى الفرنسية هي لغة الاقتصاد والدراسات والقطاع الخاص.

– هل هناك لغات محلية مُستخدمة غير العربية؟ وهل هناك مشكلات مترتبة على ذلك بين العرب والأمازيغ (البربر) في المغرب؟


بالطبع هناك لهجات عديدة متنوعة. اللهجات الرئيسية المعروفة للجميع هي العربية الدارجة، والأمازيغية. إلا أن الاثنتين تتوفران على تنويعات تدير الرأس! بالنسبة للعربية الدارجة فالتنوع في اللكنات وبعض المصطلحات، في حين أن الأمازيغية تنقسم إلى 3 فروع رئيسية: تريفيت (Tarifit) في المناطق الشمالية، تمازيغت (Tamazight) في الوسط، وتشلحيت (Tachelhit) في الجنوب.
الأمازيغ يعتبرون اللهجات الأمازيغية مهمّشة، ويعتبرون العرب مستعمرين للمغرب، والعرب -إن كان بإمكاننا تسميتهم بذلك- بدورهم يساهمون في ترسيخ هذه الفكرة بتهميش كل ما هو أمازيغي، واعتباره شيئا ثانويا يتم التعامل مع تواجده كحقيقة إجبارية. لقد نجح المستعمر في ترك هذا الصراع الأزلي منذ أصدر "الظهير البربري" وحتى الآن. الظهير البربري كان ظهيرا فرنسيا يجعل الأمازيغ المغاربة يحتكمون إلى أعراف ومحاكم مختلفة عن المحاكم المغربية العامة.

ماذا عن العادات والتقاليد في الأعياد والمناسبات في المغرب كالزواج وغيره؟


هناك اختلاف في العادات والتقاليد والأزياء والأشعار والأهازيج من منطقة لأخرى، لكن هناك عامل مشترك وحيد هو الوليمة! ليس على شكل صدقة يُجمع فيها الفقراء ليأكلوا، وإنما تجمّع آخر للعائلة والأصدقاء والمعارف ببذخ أستهجنه جدا.
بالنسبة للزواج هناك عدة طقوس: هنالك هدايا العروس من ذهب ولباس. وهنالك مصاريف حفل العرس من أكل وشرب ولوازمه، ومصاريف الفرق الموسيقية سواء التقليدية أو العصرية حسب نوع الحفل ومنطقته. ومعروف عن أعراس بعض المناطق كفاس والرباط مثلا البذخ المبالغ فيه، حيث إن هنالك عائلات تتكافل فيما بينها كي يكون عرس أحد أفرادها في مستوى البذخ المطلوب، وهو ما يرفع تكاليف الزواج جدا.

وبعد أن تركنا الحديث عن اللغة والمجتمع، انتقلنا للحديث عن الحياة السياسية داخل المغرب، وكالعادة نثبت دائما أننا جميعا في الهمّ "عرب".


– هل هناك رضا عام عن أداء النظام من المجتمع المغربي، أم إن المجتمع المغربي لديه نفس حالة السخط التي توجد عند شعوب عربية كثيرة؟


حسنا.. لا أحد يُنكر أن المغرب قام بخطوات متقدّمة في هذا العقد على مستوى الورش الكبرى، ربما أكثر من أي بلد عربي غير منتج للبترول. هنالك حركية لا بأس بها، وهنالك نجاحات مقبولة. هنالك مبادرات للتنمية البشرية، وتحديث القطاعات. المشكلة أن غالبية هذه المبادرات والورش تُحسب للملك محمد السادس وحده تقريبا؛ حيث إنه المطلِق والمتابع الشخصي لغالبيتها، وكأن دور الحكومة يتلخص في التنفيذ حسب المطلوب فقط. على العموم أظن أن الشعب من هذه الناحية متحمّس لملكه الجديد، لكنه يبقى ساخطا على حكومته كيفما كانت الأحوال.
بالمقابل هنالك تراجع لا بأس به في مجالات حيوية كالتعليم، الذي تتحدّث نتائج طلبته عن نفسها.

– هل هناك معارضة مغربية نشطة خاصة في ظل انتخابات برلمانية وتعددية حزبية في المغرب، ونفقات كبيرة على العملية السياسية أم إنها معارضة ورقية ومنقسمة على نفسها؟


اللعبة السياسية بالمغرب متشعبة، ولها العديد من الخصوصيات التي لن تكفي المساحة للحديث عنها. يمكنني أن أقول بتركيز إن الانتخابات بالمغرب لا تعرف نفس مستوى التزوير بمصر مثلا. النتائج تفرز توجّهات الشارع بشكل لا بأس به. تبقى اللعبة كلها في كيفية التأثير على الرأي العام للطبقات الشعبية البسيطة، ودفعها للانتخاب.
بالنسبة للمعارضة صراحة لست أدري، بدأنا نسمع أسئلة عنيفة موجّهة للسادة الوزراء بالبرلمان، هذا كل شيء. هل هنالك نتائج ملموسة؟ مجددا لم أشاهد الكثير على المستوى العملي. على العموم لقد مللت هذه اللعبة ككل الشباب المثقف هنا تقريبا، لذا رمينا الطوب والأسلحة على طريقة "بلدهم يا عم" المصرية الشهيرة!

– للنظام المغربي خصوصية معينة؛ من حيث إنه نظام ملكي، وفي نفس الوقت تنسب العائلة الملكية نفسها لآل البيت رضي الله عنهم -مثل بعض العائلات التي حكمت المغرب في السابق- ويُلقّب الملك بأمير المؤمنين، فهل ملك المغرب يعدّ خليفة فعلا؟ وما هي حدود سلطاته في ظل وجود نظام يتبنى الديمقراطية والتعددية الحزبية؟

شجرة العائلة المالكة واضحة، ويمكن التحقّق منها بسهولة، ومسألة الخلافة قديمة منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم. ربما هذا هو السبب في أنه لا أحد يناقش في شرعية الملكية بالمغرب.
أما بخصوص سلطات الملك فهي واسعة بالفعل بقوة الدستور، لذا تجد في غالبية أجندات الأحزاب المعارضة مطالبة كلاسيكية بتقليص هذه السلطات.
وبما أنك ذكرت التعددية الحزبية بالمغرب، فدعني أشر إلى اللمسة الكوميدية في الموضوع. أنا أدعوك لزيارتنا كي ندعم سويا سياسة حزب لكل مواطن!! في حدود آخر إحصائية لديّ هنالك ما يفوق 32 حزبا. هنالك أحزاب انبثقت عنها أحزاب أخرى. وهنالك مواسم انتقالات حزبية كمواسم الانتقالات الرياضية تماما! الخلاصة أن المشهد مثير للشفقة.

 

بالطبع لم أفوّت الفرصة للسؤال عن مشكلة البوليساريو، تلك المشكلة التي يحفظها أي طالب مصري يحترم نفسه قبل دخول امتحان الجغرافيا، لكنها بالطبع أكبر من ذلك عند أصحابها..


– من المشكلات المعروفة للمغرب مشكلة الصحراء المغربية التي تدعم الجزائر فيها جبهة البوليساريو، فهل هي مشكلة سياسية فحسب أم إنها كذلك مشكلة اجتماعية؟ وهل سكان الصحراء المغربية هم شعب مختلف له خصوصيته ويريد دولة مستقلة له؟ وما هو أثر هذه المشكلة على العلاقات المغربية الجزائرية؟


حسنا.. بكل وضوح ودون تحيّز يمكن لمن يشاء أن يعود لكتب التاريخ، وللخرائط التاريخية القديمة على يد مؤرخين أوروبيين "غير مغاربة" ليكتشف بكل سهولة أن الصحراء مغربية. المغرب إمبراطوية قديمة جدا، تم تقليمها شيئا فشيئا.. والمنطقة الرئيسية مصدر الصراع حاليا هي الصحراء.
فرنسا تكفّلت بالاقتطاع من مساحة المغرب التاريخية الشرقية لصالح الجزائر بعد تأسيسها للحدود الشرقية، وهذا ما خلق حالة من شبه الحرب غير المعلنة ما بين المغرب والجزائر حينها. وكان بعض الجنرالات في الجيش المغربي ينتظرون الإذن بغزو الجزائر تقريبا حسب بعض الروايات القديمة.
أما إسبانيا فقد تكفّلت باقتطاع الصحراء المغربية وعزل المناطق الجنوبية (جنوب الصحراء ذاتها) التي كانت ترتبط بقلب المغرب بجذور قديمة، وأتحدث هنا عن المحور الرابط بين قلب المغرب ومناطق من السنغال والنيجر. هكذا قطعت إسبانيا الجذور الإفريقية للمغرب. بعد انسحاب إسبانيا المتذبذب أرادت أن تترك قدما لها بالمغرب عبر إنشاء جمهورية صحراوية ضعيفة مرتبطة بإسبانيا إجبارا. وهو ما حدث تقريبا.

– ولماذا لا نسمع اهتماما مماثلا من النظام المغربي بالمشكلة الحدودية مع إسبانيا؟


المسألة مسألة احتلال مدن وليست مسألة حدود فقط. حلّ مشكلة الصحراء سيجعل المغرب يلتفت إلى مسألة الاحتلال الإسباني لسبتة ومليلية (مدينتان مغربيتان) لا محالة. لكن خصوصية العلاقة مع إسبانيا تتجاوز العلاقة المباشرة إلى علاقة المغرب بالاتحاد الأوروبي بمجمله كشريك اقتصادي مميز. يمكنك أن تفهم صعوبة الوضع لو نظرت من هذا المنظور.

9 تعليقات