يبدو أنه قاد حان الوقت لمشاركة الشباب الذكور بعضا من خبرات الحياة الزوجية، وتقنيات التعامل مع الكائن الأنثوي عبر سلسلة تدوينات خفيفة، نسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلها في ميزان الحسنات، وأن يقينا من شر بعض التبعات.
لي رجاء بسيط هو أن يتطوع بعض القراء العزاب – وشرط العزوبة ضروري- بتوفير حق اللجوء السياسي للعبد الضعيف، والله يا يضيع أجر المحسنين.
ومن باب احقاق الحق، ومحاولة تدارك مكان قار بالمنزل، أقول أن زوجتي قد تخلصت لأسباب سأشرحها لاحقا من العديد من هذه الحقائق.
أما بعد،
يعد الكائن الأنثوي ثامن عجائب الدنيا. فلا تحاول فهمه أو تحليل منطقه بالمعايير الذكورية لمتعارف عليها.
أول اكتشافاتك حينما تتزوج هو أن الكائن الأنثوي لا يتوفر على حد أقصى من المستحضرات والكريمات ومواد التجميل، والتبييض والتسوييد، والتنحيف والتمديد. فهنالك الوصفات الاصطناعية والوصفات الطبيعية.
أما الاصطناعية فحالها سهل. يمكنك أن تتعرف عليها بسهولة إذ أنها تحتل مكانة بارزة في غرفة النوم. جزء منها فوق الكومود، وجزء فوق أي أثاث تخزين، وجزء آخر فوق أي سطح أفقي مستقر بالغرفة. وتبقى الوصفات الطبيعية هي أصعب ما في الموضوع: فأنت ككائن ذكوري تعرف أن الخضر والفواكه والأعشاب وظيفتها الأساسية هي ملء البطون. هذا خطؤك التكيكي الأول. فذلك الخيار المقطع مثلا، وذلك السائل الرغوي الذي تظنه قشدة، وذلك السائل المتماسك الذي تظنه عسلا حلالا طيبا، إن هي إلا مستحضرات تجميل طبيعي يحرم عليك كل التحريم مجرد التفكير في استخدامها للغرض الذي خلقت له أساسا.
أنت ككائن ذكوري تتساءل حتما عن أين ومتى وكيف يتم استعمال كل تلك المستحضرات. أقول لك. كل تلك المستحضرات تستعمل بدون استثناء. منها ما يستعمل في الصباح الباكر بعد الاستيقاظ، ومنها ما يستعمل قبل النوم، وحينما يختفي الكائن الأنثوي لساعة بعد أخده حمام من عشر دقائق تعرف أنه يدهن جسده بعشرة أنواع من الكريمات على الأقل، وبمعايير محددة تحتاج منك أنت إلى دليل استعمال من مائتي صفحة على الأقل.
ثاني درس تتعلمه بعد الزواج، هو أنك مجرد ضيف في خزانة الملابس. فمن ستة أمتار مربعة من المساحة، عليك أن تكون سعيدا بتوفرك على متر واحد لملابسك.
الحل المناسب هو أن تصنع خزانة ملابس بحجم حائط غرفة النوم، وتضع مناطق غير قابلة للتقسيم عادة، ثم تتفقان على معاهدة سلام بتقسيم الحدود، ثم تبدأ بالتنازل عن مناطقك مربعا بمربع. ثم تجد نفسك في النهاية بنقطة الانطلاق. الخلاصة: لا تحاول رجاء!
الكائن الأنثوي لا يصدق أنه يملك ما يكفي من الملابس بالفطرة. فحينما يفتح الخزانة تظنه أنت حائرا في اختيار ما سيلبسه من كثرة الخيارات. خطأ. إنه حائر وقلق – وهو دوما قلق بالمناسبة – لأنه يظن أنه لا يملك اللباس المناسب للخروج. أنت تفتح الخزانة، تغمض عينيك، وتسحب قميصا وسروالا. مبروك عليك. بنسبة تسعين بالمائة أنت تملك لباسا متناسقا مناسبا. في نفس الوقت الذي أنهيت فيه لباسك، كان الكائن الأنثوي يفكر في أن هذا اللباس الذي لن يظهر أساسا، لا يتناسب مع أي من حقائب اليدوية العشر التي في حوزته حاليا.
وبمناسبة العبارة الأخيرة، فالكائنات الأنثوية تتبادل كثيرا الملابس والاكسسوارات فيما بينها. خصوصا لو كانت في داخل دائرة الأخوات.
يتبع في تدوينة لاحقة إن بقي لنا تدوين.
5 تعليقات