حينما رأيت هذا الكاريكاتير لحمود في موضوع صنع في الشرق الأوسط عرفت أن الموضوع شائك، وأن القراء سيبدؤون بالتراشق على صفحات موضوعه.. ولكن على الأقل أثبتت المدونات من جديد أن قراءها ومتابعيها يختلفون عن غوغاء المنتديات العربية العتيدة والمواقع الإخبارية العادية. فلم يصل النقاش بعد مستوى غير حضاري، ولم يبدأ تعداد أنشطة الوالدين الجنسية بعد.. هذا شيء مبهج!
في أواخر سنة 2002، انضممت إلى منتدى شبكة روايات التفاعلية بالمصادفة بعد أن كنت أبحث عن مواقع لروايات مصرية للجيب على الأنترنت.
هنالك اكتشفت كائنات أسطورية شربت من ثقافة تلك الروايات، والأروع أنها تكتب على الأنترنت بالعربية.. قبل هذا العهد كنت أحسب أن الكتابة بالعربية على في المواقع ضرب من الخيال العلمي، خصوصا وأن السائد حينها كان ويندوز 98 الفرنسي الذي يعد العربية، واللغات المشرقية عموما، عبارة عن فايروس تجب محاربته.
عانيت الأمرين كي أجد وسيلة للكتابة بالعربية على نظام كهذا، وعانيت أكثر كي أتعلم الكتابة وأطور سرعتي التي كانت أية سلحفاة تحترم نفسها ستتفاخر بسرعتها أمامها.
هناك، في ذلك المنتدى، كانت لي صداقات عدة.. تعرفت على العديد من المشارقة، بعض المغاربة أمثال احجيوج و حمود.. هناك اكتشفت حقا معنى أمة عربية متحدة.. حيث تذوب الاختلافات، وتذوب الانتماءات، ولا يبقى سوى الانتماء إلى المكان.
يقول حمود أن لديه ثقافة شبه مشرقية، وأظن أنني كذلك أيضا. وكل هذه الهرجلة حول الاختلافات والنظرات الدونية من الجانبين، ومشاكل كرة القدم التي لا رأس لها ولا قدم لا تهمني على الإطلاق.
ما لم يتحث عنه حمود هو الاتجاه الآخر.. نظرة المغاربة للمشارقة.. فحينما أطلق دعابة مصرية ما، ويمتعض البعض، فأنا لا أهتم.. أنا فقط أستهجن ردة الفعل المخالفة لو كانت دعابة فرنسية أو انجليزية يتم تقبلها على أنها شيء عادي ينتمي إلينا تماما.. المصريون استطاعوا فرض لهجتهم بأعمالهم السنيمائية والمسرحية والتفزيونية.. ومن لم يعجبه الحال فليذهب لينتج أعمالا فنية منافسه تفرض نفسها كما فعل السوريون مثلا. وحينما أشجع منتخبا عربيا (مصر أو السعودية مثلا) ضد منتخب أجنبي آخر، فهذا حقي المشروع وواجبي كعربي. والتنافس القائم بين منتخباتنا العربية لا علاقة له بالموضوع. وأظن أن هذا أشرف لي من تشجيع ألمانيا والشماتة في السعودية إبان المونديال المشؤوم إياه.
المهم بالنسبة إلي هو نظرتي الخاصة للأمور والطريقة التي أكسب بها احترام الجميع مشارقة ومغاربة.. هذا هو الأهم.. والباقي مجرد خرافات وصراعات جغرافية غبية.
يمكن أن أضيف أننا -نحن جيل الأنترنت- خير من يجسد القومية العربية، التي كانت شعار مرحلة سياسية عربية فاشلة.
لا اعتقد ان ماتش الجزائر مصر سبب اثارة الموضوع لانه مطروح و بقوة و منذ زمن يمتد الى ابي حامد الغزالي و وردوده على ابن رشد و لو تقرا لبعض العلمانيين من المشرق ستفهم جيدا ستطلع على حقيقة و ستتعرض لمجموعة من الصدمات و ستتعثر بمقالات و كتابات لعلمانيين جادين يحاولون جهدهم نزع عقلية الاستعلاء من مواطنيهم
سادعك لفضولك
و ساشرح امر ما هاهنا انا قلت العلمانيين لانهم جادين و هم من اثاروا خطورة هذا الموضوع -المركز و الاطراف-
لان القوميين معروفين بالشعارات الفارغة التي ولدت الاحقاد … الاكراد … الامازيغ – النسخة 1.0 و النسخة 2.0
و غيرها
لا ينبغي لنا غم القضايا العالقو كما هي العادة المانيا عوقبت بعد الحرب العالمية 2 و الان هي عمود اساسي في الاتحاد الاوربي لانهم لا يخدروا القضايا العالقة كما نفعل نحن و نتجاوزها بشعار او بمقال او باية او بحديث
يا عصام.. كل ما كان يمهني هو اثارة الموضوع.. محاولة لفت الأنظار إلى هذه النقطة.. انت تعلم جيدًا بأننا تجاوزنا هذا الأمر في الكثير من المرات ونتجاوزه دومًا ونغض الطرف عنه.. كثيرون من المشارقة لا ذنب لهم في هذا.. وبعضهم يتعامل مع الوضع كأنه من عاداته اليومية.. أن المشرق هو المركز والمغرب هو الطرف..
لا أستطيع ذكر ولو جزء صغير من آخر ما جعلني أقارب على الانفجار لأنه سيسبب لي حساسية ومشكلة كبيرة..
تحياتي
وفقك الله في مدونتك
هذه مدونتي.. في القومية والهوية
http://beyondfree.wordpress.com
أسامة:
جيل الأنترنت فيه وفيه..
أظن أن المشكلة أعوص من أن يحلها مجموعة شباب عرب يتعارفون على الأنترنت ويمحون كل تلك الخلافات..
بلوم:
يا عزيزي حتى لو لم تكن هنالك قضايا عالقة فسيخترعون واحدة.. لدينا مشكل عويص في تقبل من يبعد عنا بمئات الكيلومترات فقط، فما بلك بالآلاف..
عصام:
توقعت أن الموضوع لديك مرتبط بتجارب شخصية بالفعل.. على العموم كما قلت، التعميم ليس صحيحا..
نبهان:
شكرا لمرورك وللينك..
تحياتي
التجارب الشخصية جزء فقط من هذا الكاريكاتير.. لكن المشكلة كذلك عامة وملاحظة تمامًا حين تجد شعوبا تقصي شعوبا أخرى وتخنقها حتى على الانترنت .
يا عزيزي حتى لو لم تكن هنالك قضايا عالقة فسيخترعون واحدة.. لدينا مشكل عويص في تقبل من يبعد عنا بمئات الكيلومترات فقط، فما بلك بالآلاف..
—————————————————————————————————————
اه يا عصام لو كان عندنا مشكل في تقبل ما يبعد عنا بضع امتار او سنتيمترات كما تقول لما رضينا ايما رضا بالعثمانيين بيننا و قبل ذلك السلاجقة و البلاجقة و الطوارق -طوارق الليل و النهار- و ما طاب لفرنسا ان تمكث ما بيننا ما شاء الله و لما حل بداركم البيضاء الصهب و الحمر و البيض و العرب القادمين من الحجاز و العرب المارين الى الاندلس
و زيد يا بوزيد لو كان عندنا مشكل في تقبل الاخر لما تعلم القساوسة الفلسفة في الاندلس و الطب في دمشق و غيرها و ما ابدع سيرفانتيس دونكيشوته في سيدي محمد المعروفة ببلكور و راضية * راسائلها
من بسكرة و ما عاش بيننا رسامين و فنانين قبل و اثناء و بعد الاستعمار ايضا ما رقص اولاد نايل على مزمار
بيياااار و ما كانوا ليخترعوا بيوت التسامح …
لو كنا نرفض الغير ما سافر نحو ضفافهم شبابنا اخواننا زرافات و فرادى
و شكرا على تقبلك لي على الرغم اني على مرمى شاشة أو كيبورد منك
عصام …
بإعتباري ليبي أجد أنني أتعاطف مع المغرب العربي ..الذي يمثل لي هوية مشتركة ..أكثر من الهوية المصرية . أو الهوية الخليجية .. أو الهوية الشامية التي هي هويات مختلفة .. في المغرب العربي كلنا نمتلك رموز متشابهة .. وقضاياً متشابهة وعقليات متشابهة ..هذه حقيقة ..
نعم .. نتعاطف مع العرب .. بل قل المسلمين .. لأني أعتقد أن القومية ماتت ، وفي طريقها للزوال ، ولكن لا ننكر أن هناك نظرة إستعلاء من الشرق بإعتبارهم الحضارة الأفضل .. والجياة الأجمل .. وما إلى هذا القبيل .. هذه الأمور محسوسة وواضحة ..
عموماً أتفق مع ما قاله بلووم ، وإن كنت أعتقد أن شباب الإنترنت يستطيعون تخفيف التوتر ..لأنه يفهمون أن العالم واحد وهو قرية كونية .. وعلاقتي بالمصريين جد قوية .. وهذا هو المهم ..