سابقا في مذكرات طالب بالأقسام التحضيرية:
مقدمة مملة لابد منها
مسار الأف ميل:خطوة البداية (1)
-” إلى اللقاء..”
قلتها و أنا أخرج حقائبي عند البوابة الخلفية للمركز حيث مدخل الداخلية..
تطلعوا إلي جميعا في استنكار قبل أن تقول والدتي:
-” أتينا إلى هنا جميعا، ونتركك قبل حتى أن تتم إجراءات التسجيل وتستقر؟”
آخ.. هذا ما كنت أخشاه.. الشاب الوحيد الذي رافقه أهله كأي طفل صغير كي يطمئنوا عليه في مكمنه الجديد.. أيٌ فضيحة أكبر من هذه في اليوم الأول بالمكان؟
أعدت الحقائب إلى الحقيبة الخلفية للسيارة، وركبت من جديد قائلا:
-“في هذه الحالة، فلندخل بالسيارة إلى الداخل كي نقترب أكثر!”
لم يكذب أبي خبرا، فأعاد إدارة المحرك قائلا:
-“حسنا.. أتعشم أن يكون دخول السيارة إلى المكان مسموحا!”
أغمضت عيني ونحن نجتاز البوابة وأنا موقن أن الفضيحة وشيكة.. وحينما فتحتهما فوجئت بمجموعة من السيارات من مختلف الأنواع والأحجام متناثرة هنا وهناك.. و الأهم من ذلك، مجموعات بشرية من مختلف الأعمار والأشكال..
تنفست الصعداء أخيرا، فلست الشاذ الوحيد هنا.. بل إن السواد الأعظم من المرافَقين هنا يبدون في حالة قاتلة من الرضا عن النفس وعن الآخرين، وهم في غاية السرور كأنهم يدخلون جنة الله في الأرض..
اقترب منا شيء ما يمكننا بشيء غير يسير من التجاوز أن نصطلح على تسميته كلبا.. تطلعت إليه، وابتسمت مرغما.. ثم لم أتمالك نفسي وقد عاودتني نوبة السماجة المألوفة، فأشرت بيدي بحركة شيكسبيرية نحو المخلوق قائلا بأكبر قدر ممكن من الفخامة:
-“أقدم لكم اللورد الكابتن كلب الأقسام التحضيرية المدرٌب!”..
طبعا كان لابد من اعتراض من أمي باعتبار أن أحدهم قد يسمعني ويظنني أتحدث عنه، و أنه لا يجب علي أن أبدأ بعداوات منذ البداية، وأشياء من هذا القبيل من النوع الذي تجيده كل الأمهات طبعا..
لكن موجة السماجة كانت قد ركبت دماغي بالفعل ولم يعد أحد يستطيع إيقافي:
-“هيه!! أيها الكلب.. يا كلب!”
نظرت إليهم عاقدا حاجبي على الشكل العادل إمامي الشهير مضيفا:
-“لماذا لا يغضب؟! العجيب أنني نعته بالكلب ولم يحرك ساكنا! أليست لديه كرامة؟ إن كلاب (أكادير) لغريبو الأطوار بالفعل!”
في هذه اللحظة وصل زملائي القدامى من المرحلة الثانوية لينقذوا أفراد أسرتي من الإصابة بالفالج..
دعونا نتجاوز مرحلة إجراءات التسجيل المملة فملامحها تتكرر في كل زمان ومكان.. فلا بد من الطوابير الملتوية كالثعابين.. ولبد من موظفين متكدري المزاج دوما.. ولابد من أن تحتاج بضعة سنتيمات حقيرة كي تدفع ثمن الدمغات، وأنت كالعادة لا تملك سوى ورقات مالية من النوع السمين.. باختصار: الروتين المعتاد..
إن رفيق غرفتي القادم يسمى عبد الله، وهو صديق قديم بالفعل، لكنني لم أجرب قط أن أعاشره المسكن.. الحقيقة أنني لم أجرب قط أن أعاشر أيا كان سوى أسرتي، فلا داعي للحذلقة إذن..
رافقنا (((معلم))) الداخلية إلى غرفتنا.. ولفظة معلم هنا بين ست أقواس لأنني غير مقتنع بها، و إنما هي محاولة ترجمة حرفية لكلمة (maître) الفرنسية.. إنه ببساطة طالب بكلية أو معهد ما، وهو يقطن بداخلية المركز مقابل القيام بمجموعة من مهام المراقبة والضبط نظير أجر هزيل..
كان من المؤكد أن نجد أن شيئا ما ليس على ما يرام، خصوصا قد اجتمعت قوى النحس الخرافية خاصتي بالتي تخص عبد الله في مزيج غير مسبوق: كانت كل الغرف المجاورة سليمة إلا غرفتنا التي لا يمكن أن نسميها كذلك ما دامت لا تتوفر على قفل ما أو أي شيء يسمح لها بأن تغلق.. مجرد حاجز خشبي دون مقبض أو قفل..
التفت إلى (عبد الله) قائلا:
-“سنقطن بالسوق البلدي على ما يبدو”..
وذلك كناية عن انعدام الأمن في ظل البوابة المواربة..
والآن علي أن أعترف.. كان لبقاء أسرتي، حفظها الله لي، إلى هذه اللحظة دور كبير في حل المشكلة بسرعة.. ربع ساعة وكنا قد اشترينا مقبضا وقفلا جديدين، وتمكنا من تركيب كل شيء باستخدام العدة التي يصر أبي على أن ترافقه أينما ذهب بالسيارة.. غير ذلك كنا سنضطر للبحث عن نجار لا أدري كم كان سيقبض كثمن للتنقل، ناهيك عن أننا كنا سنقضي ما يفوق الساعتين قبل أن نشتري المقبض والقفل أصلا..
وكان لابد من أن أسمع تعليقا من طراز:
-” أرأيت؟ و أنت الذي كنت تريد منا أن نرحل بسرعة!”
ثم رحل أفراد الأسرة، بعد كم مهول من النصائح والإرشادات التي لم أعد أذكر منها حرفا بالطبع بمجرد أن غادروا..
وكانت المفاجأة المفرحة هي أنه بمعجزة ما اجتمعنا نحن القادمون الستة من مدينتي في منطقة واحدة، وهي عبارة عن ثلاث غرف متجاورة في رواق واحد خاص..
اقترح أحدهم أن نغلق مدخل الرواق ببوابة، ونعيد هدم وبناء الجدران الداخلية كي نعيد تفصيل الشقة على ذوقنا.. وقد كان محقا.. فقد حصلنا على منطقة خاصة بنا فقط عكس كل القادمين من مدن أخرى..
أمضينا الليلة في السمر طبعا والكل يداري قلقا خفيا من مصير مستقبلي مجهول..
وفي الغد كانت تنتظرنا مفاجأة مذهلة: سقوط برج التجارة العالمي..
لم نشغل أنفسنا بالتفسيرات السياسية أو التكهنات أو التوقعات.. كل ما كان يشغلنا حينها هو أننا لا نملك تلفازا نتابع فيه ما يحصل!!
تبا!!
تابع القراءة: جولة سياحية معتبرة(1)
فعلا تبًا..
تبًا لأنني لم أكن معاك هنالك!
بالمناسبة، عبد الله الذي تتحدث عنه، هل هو التقيته معاك في لقائنا الأول؟
هل تتحدث جادا؟
هل كنت تريد أن تمر منذ لك الجحيم؟
الحقيقة أنه يضمن لك مستقبلا جيدا، لكن التجربة في حد ذاتها لم تكن سارة للغاية..
عبد الله هو من تقول..
السلام عليكم
مضى وقت ليس بالقصير منذ مررنا بتلك المرحلة “العجيبة” من حياتناـ كانت مرحلة صعبة لكن تذكرها يمتلك سحرا عجيبا.
في انتظار البقية
على فكرة, أعجبني التصميم الجديد للمدونة
بالتوفيق..(:-
كريم صديق من العصر الطباشيري الأول.. طبعا رافقني في نفس المسار وإن كان يتلوني بسنة..
يجد سحرا عجيبا بالمرحلة.. لست ادري من أين اتى بهذا التصور (أين الوجه ذو اللسان)
أسعدني مرورك هنا، فلا تحرمنا من زياراتك!!
السلام عليكم
في بداية كل تجربة تستدعي العيش بعيدا عن الاهل.سواء للدراسة او العمل.تحدث اشياء من هذا القبيل.و تبقى محفورة فى الذهن بكل تفاصيلها.حين نعيشها في لحظتها الحقيقية تكون قاسية لكن عندما نتذكرها بعد مرور سنوات نضحك و يخيل لنا انها احداث وقعت لاشخاص اخرين.
تحياتي
طبعا يا سعدية..
إن التجريبة غريبة حقا.. لكن في جو كجو المركز فإنها تصبح فريدة.. وليست كأي تجربة خروج أخرى..
تحياتي
je crois que karim a raison c’est une expérience trés spéciale c’est vrai que c’est une période trés dure aussi et que pour quelqu’un qui quitte la maison familiale pour la 1ère fois, avec toute la sécurité, la tendresse et la quiétude qui y existent pour integrer les classes prépés c’est comme s’ il sort du paradis pour se retrouver en enfer. je veux te signaler aissam que c’est une chance de connaitre d’avance ton cochambrier car compter sur le hasard seul dans une question pareille n’est pas evident(sal lmjareb) .continue mon vieux avec tous mes encouragements
indigenousness Ampex conferences connecting lucky letterhead,
[…] سرحت بأفكاري بعيدا.. إلى هناك.. مركز الأقسام التحضيرية (رضى السلاوي).. تقافزت إلى ذهني عبارات من طراز: حصص قد تستمر أربع ساعات متواصلة.. امتحانات كالأساطير.. طلبة لا ينامون قبل الساعة الثالثة صباحا، ويستيقظون قبل السابعة صباحا يوميا.. العديد من حالات الإنهيار العصبي والجسدي.. صوت سرينة الإسعاف مألوف للغاية بالمكان.. أفكار سوداية أخرى من طراز: هل سأتحمل؟ و أنا الذي يجد في النوم بعد منتصف الليل إنجازا يستحق التدوين في موسوعة (جينيز) للأرقام القياسية؟ أنا الذي أعد الدراسة المتواصلة لثلاث ساعات بتركيز عال نوعا من الخيال العلمي؟ أنا الذي أدرس بمعدل عشر دقائق يوميا خارج أيام التحضير للإمتحانات، حيث يصل أقصى معدل إلى أربع ساعات.. ولا بأس ببعض التصورات الكاريكاتيرية من قبيل أسد وديع، كتب فوقه مركز الأقسام التحضيرية، يتسلى بلعق قصبة ساقي على سبيل فتح الشهية.. هكذا تكتمل الصورة القاتمة.. يبدو أن أيامي هناك ستكون حافلة.. حافلة للغاية.. تابع القراءة: مسار الألف ميل: خطوة البداية (2) […]
[…] جولة سياحية معتبرة (3) سابقا في مذكرات طالب بالأقسام التحضيرية: مقدمة مملة لابد منها مسار الأف ميل:خطوة البداية (1) مسار الألف ميل: خطوة البداية (2) جولة سياحية معتبرة(1) جولة سياحية معتبرة(2) […]
[…] قد بدأت أقدامكم تتورم من طول الجولة.. أعرف ذلك.. كما بدأت أملها أنا أيضا.. والدليل أنني أتعذب لكتابة هذه الحلقة.. لذا قررت أن أنهي الجولة هنا على الرغم من أننا لم نكلمها بعد.. سأدعكم تكتشفون باقي الأمكنة رويدا رويدا.. سابقا في مذكرات طالب بالأقسام التحضيرية: مقدمة مملة لابد منها مسار الأف ميل:خطوة البداية (1) مسار الألف ميل: خطوة البداية (2) جولة سياحية معتبرة(1) جولة سياحية معتبرة(2) جولة سياحية معتبرة(3) […]
[…] سابقا في مذكرات طالب بالأقسام التحضيرية: مذكرات طالب باﻷقسام التحضيرية مسار الأف ميل:خطوة البداية (1) مسار الألف ميل: خطوة البداية (2) […]
[…] طالب باﻷقسام التحضيرية مسار الأف ميل:خطوة البداية (1) مسار الألف ميل: خطوة البداية (2) جولة سياحية معتبرة(1) جولة سياحية […]
[…] طالب باﻷقسام التحضيرية مسار الأف ميل:خطوة البداية (1) مسار الألف ميل: خطوة البداية (2) جولة سياحية معتبرة(1) جولة سياحية معتبرة(2) جولة سياحية […]