مقالي بملحق الشباب الأسبوعي لجريدة المساء المغربية
نصيحة أخوية صادقة: إن لم تكن ابن فلان أو أن تكون فلانًا بنفسه، فلا تحاول أن تمرض في هذه البلاد السعيدة.
بداية، عليك أن تتعامل مع الشعور العارم بالأهمية، والذي يتمتع به حارس بوابة المستشفى الحكومي الذي تقصده. قد تحتاج في بعض الأحيان إلى شهادة طبية كي يقتنع هذا الأخير بمرضك، كي يسمح لك بالدخول للحصول على شهادة طبية.. حل أنت هذه الحلقة المفرغة!
حاول قبل كل شيء أن يكون مرضك في وقت مناسب.. لا تمرض في وقت الذروة، ولا في وقت المداومة الليلية ولا في وقت الغذاء، ولا بعد العصر، إلخ… امرض دوما في وقت مناسب.. مهمتك أن تبحث عنه..
لو وصلت في هذا الوقت، فربما وجدت ممرض الاستعلامات في مكانه.. وقد تحصل بشيء من العسر على ورقة عليها رقم ما، تاركا إياك تستنتج العلاقة الرياضية بينه وبين المصلحة الطبية المراد الوصول إليها..
وبعد أن تغرق في التوغل في مجاهل إفريقيا تلك، ستنتبه حتما بعد فوات الأوان إلى تلك العلامات و العبارات الموجهة التي تذكرك بالطرق السيارة، وقد تصل قبل أن تتوفى لو كتب لك عمر.
تصل أخيرًا أمام غرفة الطبيب، وهناك من المؤكد أنك ستجد الشعب كله بين الجالس والواقف بانتظار الدور.. تقف بدورك، و بمرور الوقت تجد نفسك جالسا فوق شي ما لا تدري كنهه.. ربما هي الأرضية الباردة .. تنام، وتستيقظ.. بجانبك امرأة حامل.. تضع حملها.. يكبر الطفل..يلعب بجانبك و أنت تتثاءب بملل..
أخيرًا يأتي دورك.. لا تدري كم قضيت في هذا المكان لكنك داخل غرفة الطبيب أخيرًا..
يسألك بضجر: «ماذا لديك؟»
تجيب: «لدي حمى و غثيان وأحيانًا أشعر بـ…»
يقاطعك أن «اصمت فقط فهمت».. يكتب فوق ورقة الدواء تشكيلة متنوعة من الأدوية.. تشكيلة كافية لعلاج نزلاء مستشفى كامل على ما يبدو.. لو كنت بحاجة إلى فحوصات أو ما شابه، فلا بد أن تكون قد حملت مذخراتك كلها معك لأنهم حذفوا كلمة العمومية التي كانت تلي «وزارة الصحة» من جهة، ولأنك بحاجة إلى (عصارة) قهوة كاملة لتحريك ملفك.. انتهى زمن القهوة الصغيرة يا أخي..
تتذكر قول صديق: إن الأطباء لا يعطونك الدواء الأرخص أو الأكثر مناسبة.. بل يعطونك الدواء الذي يرون وجه ممثل شركته بكثرة، حيث يتلقون المزيد و المزيد من العينات، والمزيد من الهدايا كالأوراق والأقلام وما شابه، بمجرد أن يرسلوا المزيد والمزيد من المرضى المطالبين بنفس الدواء إلى الصيدليات..
ستتوجه لأقرب صيدلية.. وبمجرد أن تطالع فاتورة الأدوية التي ستقـتـني سوف تشعر بالتحسن بالتأكيد.. وستتأسف عن عدم أخذك للدواء لأن الحاجة إليه انتفت..
لقد أصبحت منيعًا ضد جميع الأمراض..لن تمرض بعد الآن..
Bravo Aissam, et dommage c la vérité de nos hopitaux
toutes mes félicitations Aissam, avec mes sincères voeux de succés dans ce que tu fais et ce que tu veux faire. j’aime bien l’âme ironique de ton écriture et ta caricature de la réalité.
bonne chance et bonne continuation
عصام.. لديكم الدواء؟؟؟؟.. لا تقل لي بان المغرب تطور لهذه الدرجة وصارت الادوية متواجدة في صيدلياته؟
الذي اعرفه ان المرض موجود الدواء مفقود!!!!
🙂
أمينة: المساحة المخصصة غير كافية لأتحدث باستفاضة أكثر.. إن ما يحدث أكثر بشاعة بكثير..
شكرا لك
فردوس: شكرا جزيلا.. أحاول دوما أن أكون مختلفا.. أتمنى أن أوفق في ذلك..
عصام: يمكنني أن أصدر لك الكميات التي تشاء من الدواء.. فقك صدر الكميات التي أشاء من النقود :p
تحياتي
رغم انى لست مغربيا
ولكن يتملكني نفس الشعور المنبعث من المقالة او التدوينة على حد سواء
ورغم ادراكي مذ بدأت قراءة التدوينة انك تتحدث عن المغرب
الا ان ذهني استحضر الوضع المطابق فى مصر
حتى كأنى خلت للحظات أنك تتحدث عن مصر وليس المغرب
………
فى كل مرة أضغط فيها على اللينك الموصل الى مدونتك
أيقن تماما ان بانتظاري تدوينة رائعة
…. تقبل تحياتي
عزيزي سقراط.. كلنا في الهم عرب يا أخي..
الحقيقة أن تطابقنا في الفضائح يثير الحسد بالفعل.. على الأقل هو شيء توحدنا عليه..
شكرا لاطرائك عزيزي
ma9ala raiiii3a .akhiran l9ilna nass 3aychin m3ana fe had lmoghreb. wakaykatbou 3lina. walahi ila barati lia 9albi. lah yhafdek akhouya. .
[…] المرض ممنوع! […]
السلام عليكم .مقال مطابق للواقع.واقع مر ملىء بالعقبات.ما عسانا نفعله.نريد ان نكون فاعلين فى هدا المجتمع وفي هدا الوطن العزيز علينا فعلا نعطيه ويعطينا ونتعايش معا .نضحي بالغالي والنفيس من اجله.لكن هيهات هيهات من هدا الواقع. تستهويني فكرة. حينما تنادي الطبيعة بزلزالها الخفيف او شتاء عاصف او او …بعد دلك تشعر بشىء غريب ورهيب يتولد في نفسيتك .اول شىء تبدا به هو التكلم بهدوء.لمادا.خوفا من ازعاج الزلزال.فيقوم مرة وهكد دواليك. قد يكون هدا الزلزال رئيسك في االعمل…
لا اريد ان اطيل عليكم .
تقبلوا تحياتي.