مقالي بملحق الشباب الأسبوعي بجريدة المساء
صاحبنا موهوب.. أسرته أخبرته أنه موهوب.. أصدقاؤه أخبروه أنه موهوب.. (الكسال) في الحمام الشعبي أخبره أنه موهوب.. لم يتركوا له المجال إلا ليقتنع بأنه كذلك..
لم يكن موهوبا في الغناء، وإلا لكان قد أصبح مطربا حتما في زمن حولت فيه برامج المسابقات الغنائية الشعب كله إلى مطربين، وتركت نخبة بسيطة للعب دور المستمعين.
إنه موهوب لأنه يرسم البسمة على شفاه الجميع، ولا بأس بقهقهات بين الفينة والأخرى. صحيح أن الفنان الكوميدي بحاجة إلى ما هو أكثر من ذلك ليتميز احترافيا، ولكن حاول أن تقنعه بذلك بعد أن سجل اسمه في أول برنامج مسابقات كوميدي يقابله.
مقدم البرنامج يحاول جاهدا أن يكون ظريفا، ومتفرج في بيته يحاول جاهدا أن لا يخترق الشاشة ليهشم رأس المقدم. بينما يجلس الجمهور في الأستوديو على طاولات مستديرة مواجها المنصة بأسلوب الليالي الملاح الشهير. إنها محاولة ذكية لتهشيم انطباع جمهور الاستوديوهات الملقن الذي يعرف تماما متى يصفق، متى يصرخ، متى يضحك، متى يذهب إلى الحمام.
يجلس صاحبنا متوترا كقط، وصوت قلبه يكاد يصم أذنيه. أخبروه أن عليه، والمتسابقين معه، القيام بحركة حماسية خاصة كلما تركزت الكاميرا على طاولته، إمعانا في رسم جو مصطنع من الحماس. فكر في أن الحركة الحماسية الوحيدة التي يستحقها موقف كهذا هي حركة غير تربوية لن تروق المخرج كثيرا. وحينما تركزت الكاميرا عليه، ابتسم أشنع ابتسامة دبلوماسية ممكنة، ورسم بأصبعيه علامة الانتصار.. في حين كان بقية المتسابقين يتقافزون بجواره تعبيرا عن الحماس الشديد.
إنه دور صاحبنا.. لقد تخيل هذا الموقف كثيرا لدرجة أنه ظن أنه يمثل فوق الخشبة للمرة الألف. هنالك فقط مشكل بسيط: الجمهور لا يضحك في المواقف التي يجب أن يضحك فيها، ويضحك في مواقف لا علاقة لها بالكوميديا. لجنة التحكيم تبتسم في افتعال، والمتفرج الساخط في بيته يدعوا على البرنامج بأكمله.. وهو يتحرك في الخشبة كأفعى الجرس، ويتكلم بسرعة كأنه سيخرس إلى الأبد.. عرق وضحك وافتعال.. وفجأة سكت.. لحظات من الصمت، ثم ينتبه الجمهورإلى أن (الإسكتش) قد انتهى ويقومون بدورهم في التصفيق والصراخ.
لجنة التحكيم:
– (ابتسامة صفراء) زوين.. كلكم زوينين..
– (نظرة إلى ورقة تعليقات مجهزة مسبقا) تبارك الله عليك.. وسيم!
– (نظرة إلى الكرونومتر)عندك قدرات هائلة.. توقيت ممتاز..
كلكم رائعون.. كلكم أقوى من الهزيمة.. كلكم أطول من اليأس.. كلكم ناجحون.. كلكم أبو الحروف..
لكننا مضطرون إلى إقصاء البعض منكم.. هذا هو قانون المسابقة..
صاحبنا موهوب.. أصدقاؤه أخبروه أنه موهوب.. (الكسال) في الحمام الشعبي أخبره أنه موهوب.. لجنة التحكيم أخبرته أنه موهوب.. لذلك تم إقصاؤه من مسابقة (الزوينين).
نحن شعب من الأبطال..الكل فرح..الكل عظيم..الكل متخلف..
تحياتي..
انا ماعنديش تعليق
بس مش هاقدر امشي من غير ما اقول ان التدوينة عجبتني جدا
تقبل تحياتي
السلام عليكم جميعاً
بمعنى أنك شاهدت تلك الحلقة,كان مقتطفاً مثيراً للقئ..
الذي وقفت احضره قبل ان اغادر مسرعة لكي لاتفوتني رحلة النعاس الاحلى من العسل
كنت اصلي بنفس الصالة حيث كن يتابعن تلك الحلقة بالذات, حين حاول
الاستاذ الصياد الاشارة لظاهرة تعليمية تربوية اخلاقية في مجتمعنا
الا ان التعبير لم يسعفه في مسعاه,
ولا الموهبة المنعدمة بانعدامها تمكن بها من توصيل فكرته
فكيف بعصر المشاهدين اعصابهم لمحاولة الضحك وان احبوا الفكرة كفكرة
حيث حنايا المغاربة كانضحكوا غالباً على عيوبنا.
حنايا راه الله يعمر جوج ديور كاتضحكنا غير همومنا ومصايبنا.
..
كلكم زوينين!!
إربي واش هادي هضرة كاتقال ؟
أنت فِعلًا موهوب أصاحبي.
rak zuin ba issam
نوفل: أنت متافائل جدا يا صديقي!
سقراط: مرورك منتظر و تشجيعك محبب دوما!
لطيفة: ماذا تريدين من معدوم موهبة أن يقول؟ يكفي أنه يحاول جاهدا كلما سنحت الفرصة إقحام مصطلحات تقنية مسرحية، تعد ألف باء المهنة، وهو يعتبرها ثقافة خرافية..
هشام: لا أريد موهبة من هذه الشاكلة أعلاه.. 😀
كناوي: راك انت لي زوين! 😉
[…] تراجيديا! […]