تجاوز المحتوى

الشهر: أبريل 2007

العرض الأخير، وتكريم، وأشياء من هذا القبيل..

ها قد بدأت بالتنفس مجددا..
لقد طال غيابي هذه المرة أيضا لأن كل وقت فراغي البسيط ذهب في التحضير للعرض الموسمي لقناة “راديو وتلفزيون INSEA”.
وقد تم العرض يوم الجمعة الماضي.. ومنذ ذلك الحين ووقتي مفرق بين النوم والاستلقاء إلى هذه اللحظة التي أكتب فيها هذه السطور.

إنه آخر عرض لي في المعهد!
كنت قد قررت أنني قد أستمر بالتحضير للقناة مع الفريق لو تمكنت من الحصول على عمل بمدينة الرباط، إلا أنني عدلت عن هذا القرار الآن لأنني لا أريد تكرار نفس الأخطاء الماضية: لن أقوم بعرض عمل فني لم يتح لي الوقت الكامل لتحضيره ومراجعته وإصلاح ما به من عيوب وشوائب. وهذا ما لن يكون لو قررت الاستمرار مع الفريق بمثل هذه الظروف المرتبطة بالعروض الموسمية محددة الآجال.

دعونا لا نستبق الأحداث، ولأصف لكم الجو منذ البداية.
إنه يوم العرض. تقاتلت لأيام كثيرة كي أنهي العمل قبل اليوم المعهود، لكن ضغوط مشروع نهاية التخرج، وبعض المشاكل المتكررة في التصوير حالت دون ذلك.. إن هذا شيء منطقي حقا. لا يمكنني القيام بكتابة السيناريوهات، والتصوير بنفسي في كل المواقع واللقطات، وتحضير المؤثرات الصوتية، والإخراج، والقيام بالمونتاج، وتصميم الإعلانات للأمسية، وفي النهاية يكون العمل كاملا دون شوائب!
لقد حاول أفراد الفريق مساعدتي بكل الوسائل في العديد من الأحيان، لكنهم كانوا يتوقفون عند الحاجز التقني الذي كان هو مشكلة المشاكل والمستهلك الأكبر للوقت بالفعل..
وكان اليوم الأخير حافلا.. الساعة تشير إلى الثامنة والربع مساء، ومن المفترض بالأمسية أن تبدأ في السابعة والنصف، وأنا لا أزال أعمل على محاولة إتمام تجميع الفيديوهات.. وبالتأكيد كان لابد لبرنامج “Pinnacle Studio” المقرف أن يصاب بالتخلف والعته المغولي، والإسهال الحاد، وكل الأمراض المعدية وغير المعدية.. وكان لابد من أن يصاب جهازي بالخرف بين الفينة والخرى، وتصاب أجهزة الكمبيوتر المحمولة بشتى أنواع المشاكل التقنية، ابتداءا من الفيروسات وانتهاءا بعدم إمكانية ربطها بجهازي..
وفي النهاية عمدت إلى حلول ترقيعية من قبيل أخذ الفيلم الرئيسي على شكل مجزء، وعرضه بالتوالي على العارض، رغم أن ذلك يهشم تماما التأثير الانتقالي، ويضع فراغا أسود بين الجزء والآخر..
وقبل أن تقدم مقدمة الأمسية على الانتحار شنقا بالرصاص، ويقوم بقية الأعضاء المنظمين بقطع شرايينهم بأسنانهم، كنت قد وصلت بحلولي الترقيعية..
بالمناسبة.. نسيت أن أذكر أنني أيضا عنصر أساسي في الفقرات الغنائية لأنني من كان سيعزف على آلة (الأورغ)، مما زاد الطين بلة.
وبدأت الإمسية بداية جيدة بفقرات غنائية تلتها حفلة صغيرة لتوزيع جوائز الدوري الرياضي على الفائزين.. وكان ذلك في الوقت الذي كنت فيه أحاول تنظيم فيديوهات عرض القناة محاولا تفادي أي خطأ شنيع في الترتيب قد يؤدي إلى كارثة..
وجاء وقت عرض الجزء الأول من القناة، فصعدت إلى المنصة وسط التصفيق والهتاف الحاد. وبدأ العرض بعد مشاكل تقنية أصبحت كتحصيل حاصل. وتنفست الصعداء مع مرور الجزء الأول بسلام وسط تصفيق وتشجيع يهزان الآذان.
وفي الفترة الفاصلة رحت أركض بين جهاز الحاسوب، وبين “الأورغ” كي أؤدي الفقرات.. ثم اكتشفت الكارثة.. هنالك مقطع ناقص من الفيلم..
طرت إلى غرفتي وانا أدعوا الله أن أكون قد جمعته ونسيته فقط.. وحينما وصلت، اكتشفت أن علي إضافة الشريطين السينمائيين الأسودين.. استغرق الأمر نحو عشر دقائق، طرت بعدها عائدا إلى قاعة العرض بأنفاس تكاد تنقطع، وهناك استقبلوني مباشرة :”إنه موعد أغنيتك! عليك الصعود للعزف!”.. لم أملك سوى الابتسام والصعود.. وتركت عضوين من الفريق يكملون مهمة التأكيد من ترتيب مقاطع فيديوهات الجزء الثاني من القناة والتي كانت تجاوز العشرين مقطعا..
وبعد الأغنية كانت هنالك مفاجاة رائعة حقا من منظمي الحقل إذ أنهم خصصوا مقطعا من الأمسية لتأبيـ… لتكريمي.. كانت مفاجأة عظيمة لي.. مفاجأة أصابتني بشلل تام لم أستطع معه التعبير عن امتناني، وفخر شديد إذ أنها سابقة في المعهد. فلم يتم تكريم طالب به قط على حسب علمي.. كانت هنالك فقرة لعرض فيلم قصير به بعض كلمات من الطلبة في حقي وصورا لي في مختلف التظاهرات وحالات التصوير وما إلى ذلك.. طبعا مع المشاكل التقنية مجددا لم يعرض الفيلم حتى كره الجمهور هذه الفقرة وكدت أكرهها بدوري..
لا أخفي أن عيناي قد دمعت خلال العرض، وخلال الكلمة التي ألقاها رئيس جمعية طلبة المعهد في حقي.. وفي النهاية أهدوني ساعة يد أنيقة سأحتفظ بها كتذكار دائم بإذن الله. كان إحساسا رائعا! لذا أشكر صاحب الفكرة لأنه أهداني إحدى أروع لحظات حياتي..
بعد ذلك مباشرة بدأ الجزء الثاني من القناة.. ومضى كل شيء على ما يرام حتى وصلت إلى المادة الرئيسية: فيلم الليلة..
بدأ كل شيء بشكل لا بأس به، وإن كنت قد لاحظت أن تجاوب الجمهور مع الفيلم لم يكن كما يجب له أن يكون.. أعترف ان بعض اللقطات قد كانت أطول مما يجب، وبعض الحوارات كانت أكثر جدية مما يجب، لكنني لم أكن أنا نفسي قد شاهدت الفيلم كاملا مجمعا.. كانت هنالك مشكلة الصوت الخارجي الذي لم يكن واضحا أيضا مما هشم معنى بعض اللقطات.. ناهيك عن فترات الانتقال السوداء بين كل مقطع فيديو وآخر.. وأتت الطامة الكبرى لأكتشف انني نسيت أحد اهم المقاطع التي كانت ستحرك الجمهور، وهو مقطع (أكشن) كامل اخذ منا وقتا طويلا لتحضيره، وبدونه لا يكتمل الفيلم ويظهر مبتورا..
هكذا كانت النهاية!
حزينا.. كاسف البال..غادرت المنصة.. أنا شخصيا مقتنع بجودة الفيلم، وبأنه أفضل من سابقه الذي حقق نجاحا مبهرا.. إلا أن الفيلم كما عرض كان مبتورا أولا، والجمهور طبعا لا يقبل حدا سفليا من الكوميديا التي ارتبطت بها القناة للأسف.. كانت الكوميديا متواجدة من الألف إلى الياء، واتى الفيلم في اتجاه مغاير، لذا صدم البعض على ما يبدو.. لكنني لا ازال انتظر الآراء بعد ان يشاهد الجميع الفيلم مجددا كاملا وواضحا!
35 دقيقة.. طول الفيلم الذي أنجز في زمن قياسي.. هذا هو الخطأ الكبير.. أي فيلم يحترم نفسه ينجز ويراجع ويحذف منه ما يزيد ويضاف إليه ما ينقص.. لكنني عرضت فيلما لم اشاهده مكتملا قط! وهذه تجربة جيدة بالفعل علمتني ان عرض القليل الكامل المتقن أفضل من عرض الكثير الذي أغلبه كامل متقن وبعضه القليل به بعض العيوب..
لو استمرت في العمل السينمائي فهذا لن يكون بالإمكانيات المنعدمة الحالية، ولا في الزمن القياسي الضيق هذا..
وفي النهاية، سأرفع أهم الأفلام والمقاطع على النت قريبا للقراء بإذن الله..

مع تحياتي..

9 تعليقات

إعلانات

بما أنني منشغل هذه الأيام كانشغال خروف ليلة العيد، وبما أنه لدي العديد من الأفكار التي لا أستطيع بلورتها على شكل مواضيع حاليا، فسأكتفي ببعض التنويهات مع انتظار أن يصلني ثمن الإعلان على الموقع عبر الإيميل 😀

بعد مرور أكثر من عام على بداية مدونة بلا فرنسية على خدمة مكتوب وبلوغر، ينطلق اليوم بعون الله موقع بلا فرنسية الذي هو مجهود مشترك بين مجموعة من الكتاب والمدونين المغاربة.

هدف الموقع باختصار:

1 . تقديم محتوى جيد يفيد في توضيح قضية الإستقلال الثقافي واللغوي للرأي العام وأصحاب القرار في القطاعين العام والخاص والإعلام

2. تقديم وسيلة لإسماع صوت الأغلبية ونشر روح المبادرة من أجل التغيير

3. متابعة الأحداث الجارية المتعلقة بالقضية

أشكر كل الإخوان الذين قبلوا المشاركة في تحرير مدونة الموقع وكتابة المقالات والبحوث وهم:

  • عبد العزيز الرماني
  • عبد اللطيف المصدق
  • عبدالقادر العلمي
  • عصام إزيمي
  • علي الوكيلي
  • محمد سعيد احجيوج
  • المصطفى اسعد
  • سعيد الأمين
  • الطيب
  • كريم

تحياتي الحارة لكل القراء والمعلقين والمشجعين والمنتقدين الذين ساهموا في إغناء الحوار حول قضية اللغة في المغرب، وأتمنى أن يلتحقوا بنا في الموقع الجديد والسلام.

أعتقد أنه بعد فترة تتجاوز السنتين من تعاملي مع الـ WordPres قد صرت شبه ملم به، بمميزاته ومشاكله، وسبل تطويره. لهذا أرى أن الوقت قد حان لفتح منتدى خاص لدعم المدونين، وخاصة مستخدمي الوردبريس منهم.منتدى الدعم الفني للمدونين، إذن، هو منتدى مفتوح لهدف تبادل الدعم بين المدونين، بمختلف مستوياتهم، وسوف أخصص من جهتي جزءًا من وقتي للإشراف عليه والمساعدة قدر المعرفة.أتمنى مشاركة المدونين المخضرمين في المنتدى، وأرحب بكل من يهوى التدوين ويواجه مشكلة ما، وله أقول: هذا المنتدى لك، ومفتوح لأجلك.إذا لديكم أي اقترحات، مرحبًا بها.
3 تعليقات