كنت أتساءل دوما عن سر النظام التعليمي في مصر، والذي يسمح لطالب أيا كانت قدراته أن يحصل مجاميع تصل إلى إلى 99%.. فتجد طالبا يكاد يشد شعره لأنه حصل على 89% فقط وهذا لن يؤهله قط لدخول كلية الباذنجان، بينما تجد الطالب الثانوي هنا بالمغرب يكاد يقتل نفسه ليتجاوز 16/20 وهو ما يوافق 80%.. وأنا هنا أتحدث عن الطلبة المتفوقين جدا!
حسنا.. ما أثبت ظني بأن هنالك شيئا ليس على ما يرام، هو خبر طريف قرأته على موقع جريدة الوفد المصرية.
يفيد الخبر بأن 315 طالبا جامعيا من كليات القمة المصرية (الهندسة والحقوق والآداب والطب البيطري والعلاج الطبيعي والسياحة والفنادق والعلوم والزراعة)، قد لبوا عرضا لاجتياز مباراة للعمل بإحدى صالات القمار.
لن نناقش هنا المبدأ أصلا (العمل في صالة قمار)، بل سنناقش مسالة فشل 260 طالبا جامعيا في اجتياز هذه الاختبارات. سنناقش مسألة حصول أكثر من 88 متقدما على صفر كامل الاستدارة. سنناقش انسحاب أكثر من 50 طالبا.. سنناقش فشل33 طالبا في الحصول علي أكثر من 10 من 50.. سنناقش فشل الغالبية العظمى في الإجابة على أكثر من نصف الأسئلة المطروحة.
لا داعي لتذهب رؤوسكم بعيدا.. لم يكن يتعلق الأمر بامتحانات معقدة أو أسئلة رياضية من قبيل حساب مثلثات معقد، أو مسائل ذهنية صعبة.. يتعلق الأمر فقط بجدول ضرب بسيط عادي من رقم 2 إلي 12.
هذا يسمى تأثير الآلة الحاسبة..
1+1 تساوي كم؟.. أي!! نسيت آلتي الحاسبة، ولكنني أرجح انها تساوي 2.. لقد قمت بهذه العملية أمس على الآلة لو كنت أذكر!
كنت أظن أن التعليم المصري أفضل حالا من نظيره المغربي. أفهم تماما أن فضائح طلبتنا المغاربة قد تكون أفظع في امتحانات مشابهة، في ظل التدهور التعليمي الحالي.
إن مصدر قوتنا كعرب هي عقولنا التي تصنع الفارق مع ضعف إمكانياتنا.. فإن أخذت منا قوتنا، فما الذي سيبقى لنا؟
راقص على ترانيم الذات