تجاوز المحتوى

الشهر: يونيو 2008

أشياء مزعجة!!

noise

هذا أول تاج يصلني منذ بدات التدوين قبل سنتين ونصف..

أعترف أنني قليل التواصل مع المدونين، لأسباب خارجة عن إرادتي، وهي أسباب واضحة جدا مع وتيرة تحديث المدونة نفسها..

واجب من علوش منذ 25 فبراير، لم أنتبه إليه إلا قبل أيام.. لذا فالتأخير غير متعمد..

الواجب يطالبك بتحديد أشياء مزعجة بالنسبة لك.. هنالك دوما الكثير منها.. لدرجة أنك قد تلخص الدنيا في مجموعة أشياء مزعجة تحيط بالقليل من الأشياء المحايدة.. أما الأشياء المفرحة فتكاد تنعدم!

1- من المقرف أن تستيقظ صباحا وأنت تنوي أخذ حمام ساخن لتجد أن صبيب المياه لا يسمح حتى بإشعال جهاز التسخين.. فتكون مجبرا على اختيارين احلاهما مر: الاستحمام بالماء البارد مستمتعا بنزلة البرد المحتملة، أو تسكب على نفسك لترا من العطر في محاولة يائسة لإخفاء رائحة العرق التي ستطفوا حتما .

2- يزعجني جدا أن يكتشف أحدهم أنك مهندس كمبيوتر، فيظن أنك من صنعه، وأن أي مشكلة مع الويندوز لن تستعصي عليك لأنك، كالعادة، تفهم في هذه الأشياء.. يا جماعة الخير، لو كان مهندسوا مايكروسوفت أنفسهم يفهمون كل مشاكل ويندوز لما برمجوا نظام تشغيل كفيستا (VISTA) مثلا. مثل هؤلاء الأشخاص لا يقبلون منك أي شرح لسبب الخلل، ولا يفهمون إطلاقا لماذا لن تستطيع إصلاح جهاز معطوب.. كل ما يستخلصون إليه هو انك مجرد حمار كبير آخر حصل على شهادته من أقرب مزبلة على الأرجح.

3- أكره هؤلاء المزعجين الذي يتحدثون عن أي موضوع لا علاقة لهم به إلا الخير والإحسان، وبضعة أشياء سمعوها من شخص غير متخصص، فأصبحت قناعات شخصية. حسنا، يمكنني أن أقبل أن هذه طبيعة إنسانية مادام صاحبها يتراجع عن كلامه حينما تحدثه من منطق متخصص.. أما أن يصر كالخرتيت على أن رأيه صواب، وانه قرأه في مجلة ما، لا يذكر اسمها دوما، أو موقع فقد وصلته، كالعادة، هذا ما أسميه بعبقرية ابتكار كذبة والاقتناع الشخصي بها.

4- أكره أولائك النساء الملتحفات في مدينتي، واللواتي تجتاز الواحدة منهن الشارع وكأنها الملكة إليزابيث، أو أن الاختراع المسمى سيارات هو مجرد إشاعة ومحض هراء.. مع هؤلاء، يجب أن تقود سيارتك وأنت مسيطر على أعصابك كي لا تنفلت ولا ينفجر لك شريان أو تصاب بالجلطة لأن ما يفعلنه غير آدمي.. طبعا لو حاولت أن تطلق جرس التنبيه، فلا تلومن إلا نفسك.. لأنك ستتحول إلى فاسق زنديق لا يراعي النساء والراجلين عموما، ويكاد يدهسهن لمجرد انه، الحمار، يملك سيارة.

5- أنا أحب الأطفال. هذا شيء لا أنكره صراحة، فهم أحباب الله. لكنني اكره نوعا معينا من الأطفال ناقصي التربية.. اولائك الذين لا يتورعون عن البصق في وجهك لانك تحاول منعهم من القفز من على (البلكونة).. أولائك الذين يحاولون في استماتة وضع ذيل قط المنزل الأليف في المقبس الكهربائي.. الذين يصرخون كالمجانين لأنك لا تريد أن تشتري لهم حلوى، وحينما يسألك أبوهم عن سبب صراخهم يجيبونهم بالنيابة عنك أن : “بابا! إنه يضربني لأنني لم ارد أن أذهب معه!”.. طبعا عليك أن تفسر قصة حياتك للأب الذي لا يعرف بمعجزة ما أن ابنه عبارة عن مؤلف قصص أسطوري.

هذا ما ساتحضره عقلي ومزاجي حاليا من أشياء تزعجني، قد أضيف تدوينة أخرى لاحقا لو شعرت بالقرف الكافي من مجموعة أشياء أخرى..

وأستغل الفرصة لإثقال من يؤجل تاجات اليوم إلى الغد: حامل شعلة المخلدين..
بالإضافة إلى كل من :
أوداد ، وفي قول آخر مسبار الروايات
لطيفة صوت المحيط
و…

فلنوقف المجزرة إذن..

10 تعليقات

First time

هنالك أشياء حينما تتحدث عنها تفقد معناها..
لطالما تحدثت..
الآن آن لي أن أصمت وأحس..

rosepiano

First time..

سمعتها لأول مرة الصيف الماضي من خلال الدراما الكورية: winter sonata

أحسستها لأول مرة، منذ أكثر من أسبوع..

[audio:http://www.soundupload.com/audio_3/x2xu6of64bk08to_-%20winter%20sonata%20-%20first%20time%20(piano).mp3]

First time
المرة الأولى..
هنالك واحدة دائما..
تمنيت لو بقيت المرة الأولى كذلك دوما..
لكنني غيرت أمنيتي سريعا..
لو بقيت المرة الأولى كذلك لكان في ذلك فناءها..
لو بقيت المرة الأولى، ولم تتحول لثانية وثالثة، لتحولت إلى مجرد ذكرى..
والذكرى بطبعها تأفل وتموت مع الوقت.
آظنها المرة الأولى حقا..
لأنها بغض النظر عن كل الأشياء التي تمضي وتموت.. لن تفعل..
لأنها ستتحول إلى ثانية وثالثة.. ولكنها ستبقى دوما في حلة الأولى..
لأنها حقا، المرة الأولى..
المرة الحقيقية..

3 تعليقات

ثرثرة حلاقين، وساعة إضافية..

barber.jpg

هنالك نوعان من البشر كتب عليك تحملهم إجبارا، مهما كان ما يقولونه مملا: سائقوا سيارات الأجرة، وذلك لأنك لا تستطيع أن ترمي بنفسك خارجا رغم أن الإغراء شديد في الكثير من الأحيان.. والحلاقون، لأنك لا تسطيع أن تترك رأسك بين أيديهم كي يفر باقي جسدك بجلده..

فلندع سائقي التاكسيات إلى مقام آخر، ودعونا نتناول الحلاقين..

حينما كنت أدرس بالرباط، كنت مجبرا كالعديد من الطلبة على أن نحسن من شعورنا لدى وزير الحلاقة بـ(الكامبوس).. وهذا اللقب يستحقه الرجل بالتأكيد.. بلباسه الأنيق الدائم، وربطة عنقه المختارة، والشيب الذي وحط فودية (لأنه لا يملك شعرا كافيا في المناطق الأخرى) ..والأهم من هذا، بطرقة كلامه المتعالية التي تذكرك بأحد (كيردينالات) العهد الفرنسي البائد. هذا الرجل لا يتعامل مع أية رأس كانت.. لا بد لهذه الرأس أن تفوح برائحة النقود أو السلطة أو الصداقة الشخصية.. إن لم تدخل تحت أي تصنيف منها فأن لا تستحق أن يلمس شعرك بيديه الكريمتين.. ومصيرك هو العامل الأجير الذي يضعه بالمحل لأعراض كهذه.. هذا الأخير، قبل أن يتم تعويضه بآخر، كان هو الآخر يكاد يصيبني بالجلطة من فرط ثرثرته.. لا والأشنع من هذا هو ذلك التواضع الخرافي الذي يقطر من جمل على شاكلة:
-“هل رأيت كيف تمكنت من فهم شعرك؟”.. على اعتبار أن شعري سر فلسفي من أسرار الكون.
أو:
– حقا! لن تتمكن من إيجاد شخص (يصرع) شعرك بهذه الطريقة..”.. أنت تكاد تصرعني شخصيا يا محترم!
المهم أنني أحمد ربي كلما سقطت بين يدي حلاق يباشر عمله ويتمتع بنعمة الخرس.

wtach.jpg

بالأمس، في مدينتي الأم (تيزنيت)، كان الأمر مختلفا نوعا ما، إذ أنه كان هنالك نقاش جماعي أعفاني أعضاؤه من المشاركة به لحسن الحظ، لكنني ظللت مستمعا وفيا، رغم أنفي، طيلة الوقت الذي أخذه الأخ الحلاق ليحول رأسي إلى كتلتين شعريتين بينهما فجوة جغرافية.. (ذكروني أن لا أحلق بتيزنيت مجددا)
النقاش كان يدور حول مسألة إضافة الساعة لتوقيت المغربي. وهو لعمري نقاش ممتع جدا حينما ترى ذلك الكم من النظريات الكوميدية التي تلتصق به. تابعوا الحوار (الجمل بين قوسين هي تعقيبات مني طبعا):
– إذن علينا أن نضيف الساعة غدا؟
– كلا يجب أن تضيفها اليوم في منتصف الليل.. (ذكي!)
– علينا أن نسهر حتى منتصف الليل؟ (حلاوتك!)
– لو لم ترد ذلك فيمكنك أن تنتظر إلى الغد! (الحل العبقري)
– لكنني غدا لن أتمكن من الاستيقاظ في الوقت المألوف.. (هل من زجاجة سيانيد لأنتحر؟)
هنا يتدخل عبقري آخر:
– بأية ساعة سنعمل الآن؟ الساعة القديمة أم الجديدة؟ أظن أن هذا سيشكل مشكلة في المواعيد مثلا. فسيسألك من تضرب له موعدا إن كان بالتوقيت القديم أو الجديد.
– لا يوجد توقيت قديم أو جديد.. هو توقيت واحد. السابعة هي السابعة والثامنة هي الثامنة. (الاضافة الأخيرة هي توضيح عبقري من طراز “رقاصة وبترقص..”)
– أنا سأحتفظ بساعة هاتفي النقال على التوقيت القديم وأضيف ساعة إلى ساعة يدي.. (هذا هو الرجل الفذ الذي أتى بالحل)..

هكذا ترى أن المواطن البسيط ليس مهتما بشكل كبير بمسألة الأسباب والدوافع، بقدر ما هو مهتم بمشكلة ساعته ومواعيد القهوة خاصته. أما أنصاف المثقفين خاصتنا فد ارتموا مباشرة في أحضان انتقاد المسألة على اعتبار أنها لن تفيد في شيء، وهذا فقط لأن المسألة مقترح حكومي..

يا جماعة، ما ليس لكم علم بأسبابه و بمردوديته فليترك المجال لأصحابه ولا داعي للجعجعة!

9 تعليقات