هذا أول تاج يصلني منذ بدات التدوين قبل سنتين ونصف..
أعترف أنني قليل التواصل مع المدونين، لأسباب خارجة عن إرادتي، وهي أسباب واضحة جدا مع وتيرة تحديث المدونة نفسها..
واجب من علوش منذ 25 فبراير، لم أنتبه إليه إلا قبل أيام.. لذا فالتأخير غير متعمد..
الواجب يطالبك بتحديد أشياء مزعجة بالنسبة لك.. هنالك دوما الكثير منها.. لدرجة أنك قد تلخص الدنيا في مجموعة أشياء مزعجة تحيط بالقليل من الأشياء المحايدة.. أما الأشياء المفرحة فتكاد تنعدم!
1- من المقرف أن تستيقظ صباحا وأنت تنوي أخذ حمام ساخن لتجد أن صبيب المياه لا يسمح حتى بإشعال جهاز التسخين.. فتكون مجبرا على اختيارين احلاهما مر: الاستحمام بالماء البارد مستمتعا بنزلة البرد المحتملة، أو تسكب على نفسك لترا من العطر في محاولة يائسة لإخفاء رائحة العرق التي ستطفوا حتما .
2- يزعجني جدا أن يكتشف أحدهم أنك مهندس كمبيوتر، فيظن أنك من صنعه، وأن أي مشكلة مع الويندوز لن تستعصي عليك لأنك، كالعادة، تفهم في هذه الأشياء.. يا جماعة الخير، لو كان مهندسوا مايكروسوفت أنفسهم يفهمون كل مشاكل ويندوز لما برمجوا نظام تشغيل كفيستا (VISTA) مثلا. مثل هؤلاء الأشخاص لا يقبلون منك أي شرح لسبب الخلل، ولا يفهمون إطلاقا لماذا لن تستطيع إصلاح جهاز معطوب.. كل ما يستخلصون إليه هو انك مجرد حمار كبير آخر حصل على شهادته من أقرب مزبلة على الأرجح.
3- أكره هؤلاء المزعجين الذي يتحدثون عن أي موضوع لا علاقة لهم به إلا الخير والإحسان، وبضعة أشياء سمعوها من شخص غير متخصص، فأصبحت قناعات شخصية. حسنا، يمكنني أن أقبل أن هذه طبيعة إنسانية مادام صاحبها يتراجع عن كلامه حينما تحدثه من منطق متخصص.. أما أن يصر كالخرتيت على أن رأيه صواب، وانه قرأه في مجلة ما، لا يذكر اسمها دوما، أو موقع فقد وصلته، كالعادة، هذا ما أسميه بعبقرية ابتكار كذبة والاقتناع الشخصي بها.
4- أكره أولائك النساء الملتحفات في مدينتي، واللواتي تجتاز الواحدة منهن الشارع وكأنها الملكة إليزابيث، أو أن الاختراع المسمى سيارات هو مجرد إشاعة ومحض هراء.. مع هؤلاء، يجب أن تقود سيارتك وأنت مسيطر على أعصابك كي لا تنفلت ولا ينفجر لك شريان أو تصاب بالجلطة لأن ما يفعلنه غير آدمي.. طبعا لو حاولت أن تطلق جرس التنبيه، فلا تلومن إلا نفسك.. لأنك ستتحول إلى فاسق زنديق لا يراعي النساء والراجلين عموما، ويكاد يدهسهن لمجرد انه، الحمار، يملك سيارة.
5- أنا أحب الأطفال. هذا شيء لا أنكره صراحة، فهم أحباب الله. لكنني اكره نوعا معينا من الأطفال ناقصي التربية.. اولائك الذين لا يتورعون عن البصق في وجهك لانك تحاول منعهم من القفز من على (البلكونة).. أولائك الذين يحاولون في استماتة وضع ذيل قط المنزل الأليف في المقبس الكهربائي.. الذين يصرخون كالمجانين لأنك لا تريد أن تشتري لهم حلوى، وحينما يسألك أبوهم عن سبب صراخهم يجيبونهم بالنيابة عنك أن : “بابا! إنه يضربني لأنني لم ارد أن أذهب معه!”.. طبعا عليك أن تفسر قصة حياتك للأب الذي لا يعرف بمعجزة ما أن ابنه عبارة عن مؤلف قصص أسطوري.
هذا ما ساتحضره عقلي ومزاجي حاليا من أشياء تزعجني، قد أضيف تدوينة أخرى لاحقا لو شعرت بالقرف الكافي من مجموعة أشياء أخرى..
وأستغل الفرصة لإثقال من يؤجل تاجات اليوم إلى الغد: حامل شعلة المخلدين..
بالإضافة إلى كل من :
أوداد ، وفي قول آخر مسبار الروايات
لطيفة صوت المحيط
و…
فلنوقف المجزرة إذن..
10 تعليقات