لا أصدق! لا زلت لحد الان لا أصدق تلك المجزرة التي حدثت في المعهد (الحبيب | البغيض) الذي تخرجت منه: المعهد الوطني للاحصاء والاقتصاد التطبيقي (INSEA).
لست أتصور كيف تمكنوا من طرد خمسة من طلبة السنة الثالثة بدل أن يعطونهم شهادات التخرج! لن اتحدث عن الثمانية الآخرين الذين يكررون السنة، ولا عما حدث لطلبة السنتين الأولى والثانية. قد يقول البعض: كان المعنيون بالأمر يستحقون ذلك لأنهم تهاونوا ليصلوا إلى هذه الوضعية.. لهؤلاء أقول أن الطلبة قد ساهموا بالفعل في ذلك، وهذا شيء لن ينكروه هم أنفسهم.. ولكن اسمحوا بشرح الوضعية بشكل أفضل.. إن هؤلاء الطلبة لم يصلوا إلى هذا السنة الدراسية بمحض الصدفة.. إن هؤلاء الطلبة هم من الصفوة التي مرت بمراحل عدة من الغربلة ليصلوا إلى هذا المكان.. إنهم من أفضل 2000 طالب من طلبة جيلهم في المغرب.. ذلك الجيل الذي يتعدى 200000 طالب ممن تجاوزوا الباكلوريا.. وإن كان هذا يعني شيئا، فهو يعني باختصار أنه لديهم الكفاءة اللازمة.. ربما ينقصهم بعض من حس المسؤولية، ولكن هذا يرتبط أساسا بالنظام الذي درسنا به والذي أعرف تماما ما الذي يسببه.. ما حصل الآن سابقة لم تحدث قط في أية مدرسة مهندسين من قبل.. الأساتذة هناك يحترمون أنفسهم ويحترمون طلبتهم، ويفهمون تماما انهم يتعاملون مع صفوة حرام تضييعها بسبب أخطاء غبية في النظام..
أتعرفون المشكلة الرئيسية لدينا في المعهد، وفي أماكن كثيرة أخرى؟ إنهم السادة الأساتذة الدكاترة أنفسهم.. إنهم هؤلاء المخلوقات الأسطورية من عصور ما قبل التاريخ، والتي تظن أنفسها آلهة بالمعهد.. آلهة لا تهتم قط لأي كان.. لا طلبة، ولا إدارة، ولا أيا.. وهذا مقتبس من كلام أحدهم بالفعل وليس مجرد افتراء.. هؤلاء الأساتذة يا سادة هم أهل الحل والربط بالمعهد.. أتذكر السنة الماضية حيث كان لوبي منهم له مصلحة خاصة في اتخاذ جانب الطلبة، وذلك لتعلق الأمر برغبتهم في الحصول على مساندة الطلبة ضد أحد أعضاء الإدارة الذي كان مرشحا بشدة للحصول على منصب المدير.. في تلك السنة، كانت هنالك امتحانات أسهل، و دفاع مستميت أكبر لصالح العديد من الطلبة ولكأن الأساتذة الكرام قد تبنوا هؤلاء وأصبحوا من بني جلدتهم.. الذي رآى رذاذ لعابهم المتحمس يتطاير السنة الماضية، لم يكن ليتصور في أشنع كوابيسه أن يقوموا بفعلة شنيعة كهذه اليوم..
لمن لم يفهم فداحة الوضعية منكم دعوني أشرح أكثر: إن هؤلاء المطرودين لا يملكون أي شيء حاليا.. فمع نظامنا التعليمي الرائع الذي يتغير بشكل أسرع من تغير لون الحرباء ذاتها، لم يصبح لأي من شهاداتهم أي معنى.. فلا الباكالوريا صالحة، ولا معنى لاجتيازهم للأقسام التحضيرية التي تعد من أصعب ما يمكن اجتيازه على الإطلاق.. كل هذا لا يعني شيئا.. فعلى هؤلاء الطلبة العودة للأكثر من ثماني سنوات إلى الوراء، والبداية من جديد مع أحفادهم.. لست أدري ماذا أقول..
حقا احتبست الكلمات والمشاعر.. حقا لست أدري ماذا أقول..
15 تعليق