تجاوز المحتوى

الشهر: سبتمبر 2008

محمد الراجي

الراجي

محمد الراجي..
اكتشفت قضيته مؤخرا بسبب انقطاعي عن العالم الخارجي الآيام الفارطة..
الحقيقة أنني أكتشف يوما عن يوم أنني كنت محقا بالابتعاد عن الكتابة في المجال السياسي، وبعض المجالات “الحساسة” الأخرى.. رغم أنني ابتعد عن هذه المواضيع لزهد خاص فيها، وعن اقتناع متأصل بأن الفم (القلم) السليط لن يمتع صاحبه في بلدنا السعيد إلا بجش رأسه على أحسن تقدير، أو لربما متعه بقضاء عطلة سعيدة وراء القضبان..

كلنا متعاطفون مع محمد الراجي.. وماذا بعد؟ هذا أكثر ما يمكننا تقديمه للرجل.. ربما شيء من الصراخ قد يفيد في حالات كهذه..
على العموم لدي نظرية خاصة بالأمر، وعلى غرار فؤاد مرتضى، سوف يحصل محمد على العفو الملكي بإذن الله.. والعيد على الأبواب..

10 تعليقات

مبارك ومسعود.. سلسلة رعب جديدة على القناة الثانية

mas3oud.jpg

لست أدري لماذا يصر من يسمون أنفسهم فنانين كوميديين مغاربة على أن يمارسوا أعتى فنون التعذيب على الشعب المغربي كل رمضان.
الشعب المغربي شعب كوميدي النزعة أصلا، ولست أفهم كيف يستطيع هؤلاء أن يمارسوا هذا الكم الفظيع من السماجة عن طيب خاطر ودون أن يؤنبهم ضميرهم الحي والميت..
لحد الآن، ولظروف تتعلق بالصحة النفسية لم أشاهد سوى بضعة حلقات من السيتكوم الفظيع “مبارك ومسعود” الذي يعرض على القناة الثانية.

(تنهيدة حارة)..
ماذا أقول لكم؟
انظروا إلى العبارة التي يستهلون بها المسلسل: “أسرة المسلسل غير مسوؤلة عن نحس يصيب المشاهدين بسبب مشاهدة المسلسل”..
طبعا بغض النظر عن الفصاحة اللغوية بالعبارة، والجزم المؤكد فيها، أظن أن صدقا كبيرا يغلفها، وإن كان ما سيصيب المشاهدين هو الجلطة وليس النحس.

التقى زعماء السماجة التلفزيونية في عمل واحد:
عبد الخالق فهيد: صاحب الأسلوب (العروبي) الذي لا يتغير إطلاقا مهما كان الدور.. لو طلب منه أداء دور رجل ميت لأداه بنفس الأسلوب.. لو طلب منه أداء دور امرأة حامل لما تغير في الأمر شيء.. التجديد الوحيد في الآمر أنه تخلى عن صوت الدجاجة الذي صدع به رؤوسنا السنوات الماضية.. هذا هو التجديد الحق..
محمد الخياري: هذا الرجل نجح في إضحاكنا بأسلوبه الجديد منذ سنوات من خلال مسرحيات مسرح الحي.. مشكلته الوحيدة أنه ظن أن استمراره على نفس المنوال هو معيار النجاح.. لقد أصبح الرجل رمزا للملل ذاته..
عبد القادر مطاع: أو قيس ذي الشعر الطويل في إشهار شامبو palmolive القديم لو كنتم تذكرونه… هذا الرجل لا علاقة له بالكوميديا إلا الخير والإحسان.. وهو من الأشخاص الذين يتمتعون بسماجة غير عادية في الداء..
وهناك مجموعة من السعلوات التي تظهر في كل مشهد..
سعلوة في البنك، تنتظر سعدها وأي رجل يظهر في المسلسل تريد أن تتزوج به..
وسعلوة في البيت تظن أن بعض الجمال في صوتها يسمح لها أن تشنف آذان المشاهد بمناسبة وبدون مناسبة بأغانيها العذبة..
وأم السعلوة السابقة، وهي سعلوة بدورها، لا دور لها بالمسلسل إلا أن تظهر بين الفينة والأخرى لتقول كلاما لا معنى له، وتبتسم برقاعة وتختفي..
المسلسل في حد ذاته هو محاولة يائسة لتجميع مجموعة من المواقف التي تدل على أن البطلين مسعود (فهيد) ومبارك (الخياري) منحوسان جدا..
تسمعون عن الحريرة؟ وهي شوربة مغربية ضرورية خصوصا في رمضان، على رأي أحدهم.. هذا المسلسل عبارة عن حريرة كبيرة من ضعف الأداء والمبالغة في التشخيص وفي التصورات وفي محاولة اعتصار الكوميديا..

الستكوم (Situation comedy ) أصلا عبارة عن مسلسل يعتمد على كوميديا الموقف.. هؤلاء يعتمدون تماما على كوميديا العبارات، ولا يوفقون فيها أصلا..
نأتي إلى المؤثرات البصرية يا جماعة الخير.. عيب كل العيب أن لا نستطيع إحراق كومة من التبن، وان نعتمد على برنامج After effects أو غيره لعمل مؤثر احتراق ضعيف جدا غير احترافي بالمرة.. لا ومشهد الاحتراق لا يتجاوز الثانيتين..
حلقة اليوم كانت قمة في البؤس حقا مع الإضافة الجبارة التي أتى بها تواجد (بن ابراهيم) بأسلوبه المفتعل الخارق.. حقا قمة في الإبداع مع إضافة مشاهد الإفتكاس على الأفلام الهندية والتي عولجت بأضعف طريقة ممكنة.. لا يمكنني تصور ما هو أضعف صراحة..

نصيحة لوجه الله لمن ينوي متابعة المسلسل: حضر مجموعة متنوعة من المهدئات والمسكنات وأقراص النيتروجليسيرين تحسبا للذبحات الصدرية..
وكل رمضان وأنتم محبطون من برامجنا..

21 تعليق

حين تناديك الطبيعة، فلب النداء بسرعة!

لدي عادة قبيحة أخرى: أنني أتبول كثيرا.. كثيرا جدا في الواقع لدرجة أنني لو لم أكن شابا لشككت في إصابتي بتضخم (البروستاتا كما تعلمون)..
لا داعي لهذه الابتسامة التهكمية من فضلكم.. لا تشعروني بالضيق لأنني أكلمكم عن تفاصيل شخصية جدا لا يعرفها إلى “كل” من يجالسني لفترة طويلة تقريبا..
بيت القصيد من هذا الاعتراف الخطير هو أنني اليوم، وأنا بالمسجد لتأدية صلاة التراويح، أو بالأحرى خارج المسجد لأن شعب الله كله كان يصلي بالخارج تقريبا (ربع بالمسجد والثلاثة أرباع الباقية بالخارج)، حينما داهمني نداء الطبيعة الخارق، فكنت في مأزق حقيقي.. كيف يمكنني الخروج من وسط الجماهير المحتشدة؟

* * *

نادل المقهى يوليني ظهره.
سألته بلطف:
– “إحم.. أين تتواجد االمراحيض من فضلك”..
يرميني بنظرة من طراز ثلاثة أرباع خلفي (لو كنت من هواة التصوير)، ثم يتجاهلني..
أفترض حسن النية، وأعتنق نظرية مفادها أنه لم يسمعني لأنه أطرش أو أحول أو أي شيء من هذا القبيل.. أتجاوزه لأسأل العامل خلف المنضدة الرخامية:
-“أين المراحيض من فضلك؟”
يرمقني بلا مبالاة ويسأل:
– ” ستتوضأ؟”
في هذا على الأقل نوع من التجديد..
كانت صلاة التراويح قد شارفت على الانتهاء أصلا، لذا أجبته بكل فصاحة:
-“كلا.. سأمارس نشاطا آخر..”
بجهامة أردف:
-“خاص بالزبائن!”
إلى هذا الحد كنت قد استنفذت ما تبقى من طاقة التحمل:
-“ولماذا افترضت أنني لست زبونا؟ أم أن هنالك قاعدة شرعية تنص على أن على الزبون أن يستهل بالجلوس وطلب المشروبات قبل أن يقرر إتباع ذلك بدخول المراحيض؟ في المرة القادمة أرجو أن تضعوا على الواجهة نسخة من دليل استعمال المراحيض خاصتكم، كي يكون الزبون على بينة من الأمر قبل الدخول ولا يرتكب فعلتي الشنعاء بمحاولة دخولها قبل طلب المشروبات.. والآن، أين المراحيض؟”
كان الرجل قد صدم لهذه القصيدة التي تلوت على مسمعه دون سابق إنذار، فأشار إلى الطبقة العلوية دون أن ينبس ببنت شفة..
هذا جزاء من يعطل مثانة تكاد تنفجر.

wc
* * *

جلست أرتشف القهوة، التي طلبت بعد خروجي، فتذكرت المسلسل القصير الذي شاهدته على القناة الثانية قبل خروجي للمسجد..
لا تزال قنواتنا التلفزيونية مصرة على تعذيب المواطنين على مدار شهر رمضان كل سنة، وكأنهم يضيفون اختبار صبر آخر للمواطنين في هذا الشهر الكريم..
SITCOM (كوميديا الموقف) هو مصطلح يطلق على نوع من المسلسلات القصيرة التي تبنى على مجموعة من المواقف الكوميدية.. والحقيقة أن قناتينا الأولى والثانية أصبحتا تتنجان نوعا جديدا من المسلسلات يمكن تسميته بالسيترون(الحامض) لأن نسبة الحموضة (*) بها عالية جدا.. نوع من الفكاهة المرعبة لو سمحتم لي بالتعبير..
فمسلسل “مبارك ومسعود” مثلا…

ولكن هذا حديث آخر..

____________________________________________________________

(*) الحموضة في اللهجة الدارجة المغربية وفي سياق كهذا تكون كناية عن السماجة وثقل الدم.. (شرح خاص بغير المغاربة)

7 تعليقات

رمضان مبارك سعيد

إن لدي عادة قبيحة جدا.. عادة تقضي بضرورة توفر جو ملائم لأكتب.. وعادة التكاسل عن الكتابة كلما تأخرت أكثر فأكثر..
يبدو أنها أكثر من عادة واحدة..

الخلاصة الواضحة للعيان هي أنني أختفي تماما حينما تضطرني الظروف لذلك، ثم تحلو لي الراحة البيولوجية فأتوقف عن الكتابة لمدة 59 يوما كما حدث الآن.
بعضكم سأل عني عبر صفحات المدونة وطالبني بأن لا أختفي كثيرا، وبعض القراء الجدد اكتشفوها مؤخرا وعلقوا على العديد من المواضيع بغزارة قبل أن يكتشفوا أن الكاتب صخرة صماء قررت فوق ذلك أن تصاب بالخرس. ولهؤلاء أنا شاكر جدا وممتن جدا.
الحقيقة أنني أقرأ كل الردود أولا بأول، وأسعد بها جميعا، إنما لا أرد كثيرا خصوصا لو كنت متوقفا عن الكتابة أصلا.. إنها عادة قبيحة فقط وليست نتيجة لتكبر أو ترفع عن ردود أحد لا سمح الله..
سأحاول أن أحيي المدونة من جديد خلال هذا الشهر الكريم، ولو بتدوينات قصيرة شبه يومية أتمنى أن تروقكم..
يبدو أنني نسيت شيئا..
آه.. العنوان..
رمضان مبارك سعيد أدخله الله علينا جميعا باليمن والبركة ومغفرة الذنوب..

رمضان
9 تعليقات