تجاوز المحتوى

الشهر: ديسمبر 2008

المسكوت عنه!!

newspaper

جلست رفقة صديقي كريم أتناول إفطاري كالعادة في ذلك المقهى الذي اشتركنا به تقريبا مؤخرا بالرباط. إحدى مزايا هذا المقهى، بالإضافة إلى حبة الحلوى التي يقدمونها مع كل مشروب، هو أنهم يشترون جرائد يوميا ليقرأها الرواد. لذا تفهمون كيف وجدت تحت يدي عدد اليوم من جريدة “النهار المغربية”، وهو جرم لم أكن لأرتكبه عمدا وأنا في كامل قواي العقلية. المهم أنني وجدتها فوق الطاولة مفتوحة على صفحة سموها “المسكوت عنه“.. حينما تقرأ وصف الصفحة الذي كتبوه في كيلومترين، تكتشف حقيقتين:

1-لا تجد الجريدة ما تملأ به صفحاتها العشرين..
2- تستعمل الجريدة خطابا دينيا لتبرر حاجتها إلى صفحة تجارية كهذه تستغل الكبت المغربي المتأصل.

لا حياء في تقديم الثقافة الجنسية المشروعة أو طلبها، ينبعب أن نكون على ذكر من ان الله سبحانه وتعالى قد انزل في كتابه الكريم من امور الجنس شيئا كثيرا…

ثم الكثير من البلا بلا بلا بلا.. غني عن الذكر طبعا أنني نقلت العبارة حرفيا.. بمعنى أن الفاصلة في الجملة موجودة فعلا وكأن الكاتب لا يفهم ما معنى النقطة، ولا يجد مكانها في لوحة المفاتيح.. كما أننا لا ننسى أننا “يجب أن نكون على ذكر من أن الله سبحانه وتعالى”.. فليشرح لي أحدكم كيف يمكننا أن نكون على ذكر من شيء ما!
ما علينا.. بالبنط العريض نجد العنوان: “أسباب تدفعك إلى تجنب العلاقة الجنسية!”..
الخطاب هنا أنثوي، والمقال يبدو طويلا أكثر من اللازم، لذا ابتعدت عن قراءته، واخترت عمودا قصيرا جدا على الجانب الأيمن.. العنوان: “ما يساعد الزوجة في الإبداع الجنسي“..

إليكم بعض الاقتباسات من المقال مع تعليقات من عندي:

قلما تجد زوجة تمارس العلاقة الزوجية بفن واحتراف…

أجل أجل.. أغلبية الزوجات المغربيات تلعبن في البطولة الوطنية فقط للأسف.

السؤال ما هي فنون الجنس النسائية؟

الجنجتسو، والتايكوانسو، والكونجنسو..

المراة التي تحترف فن التقبيل.. حركة الشفتين تكون بدقة متناهية.. تمرير اللسان في أرجاء فم الزوج(…) فن اللمس.. يدان ناعمتان تتحسس كل نقطة في جسد الزوج.. تعرف متى يكون الضغط… ..؟ ومتى يكون التمرير. ؟

على كاتب المقال احتراف التعليق الرياضي كما ترون.

الفنانة تعرف كيف يبدأ الجماع …؟ ومتى ينبغي أن يبدأ..؟وهذا صعب التطبيق.. ويسمى فن التعذيب. ………؟؟

فن تعذيب القراء طبعا.. ما هذا الهراء؟

أثناء الجماع تفاجيء زوجها بحركة لم تكن في الحسبان

خاوية فعامرة..

لا تنهي الجماع بسهولة…

كاجتماعات مجلس الأمن تماما.

إنه فن فطري ينبع من الداخل ويصب في كل الاتجاهات

لغة الخشب حتى في هذا النوع من المواضيع.. هذا مرض مغربي عضال..

خلاصة القول وعصارة الأفكار أن كاتب المقال لم يجد شيئا آخر يفعله، مع العلم أن مقالات الصفحة بأكملها غير محددة الكاتب، وهذا شيء مفهوم طبعا..

ملحوظة: كل الأخطاء اللغوية والطباعية التي لا تغتفر بالإقتباسات نقلت كما هي.. وأنا أتساءل الآن عن كنه كل تلك النقط التي تسبق علامات الإستفهام في بعض المناطق الحساسة، وعن كنه النشاط الذي يمارسه الكاتب خلالها.. (السيد مرفوع!)
هنالك أيضا في النصف السفلي من الصفحة باب اسمه آدم وحواء، يحوي إعلانات عن من يبحثون عن شريك حياتهم.. هنالك مرح كثير في بقية الصفحة، لكنني سأدعه للتدوينة المقبلة..

9 تعليقات