تجاوز المحتوى

الشهر: مارس 2009

أحاديث اليوم العالمي للمرأة

femme-8.jpg

أحببت في يوم مجيد كهذا أن أرسل باقات تحية، وأن أهمس بتهنئة في آذان كل نساء العالم.. أردت أن أشتري ورودا حمراء أقدمها لكل امرأة ألتقي بها اليوم، كما تفعل مجموعة من الشباب في الشارع، والذين لا تفهم النساء من أين يخرجون، ولا ما الهدف مما يفعلون في البداية، حتى يسمعن عبارة من طراز “المؤسسة الفلانية تهنئكم باليوم العلمي للمرأة!”.

بغض النظر عن أن تصرفا كهذا، من مالي الخاص، سيخرب بيتي لا محالة، إلا أنني لعنت الشيطان لسبب أوجه: الأمر برمته يبدو لي تعبيرا زائدا عن اللزوم لإظهار مشاعر الحب والتضامن والتقدير للمرأة.. مبالغة تولد إحساسا روتينيا بالسخف.. كمن يظهر ودا غير طبيعي لقطة ليكسب ود فتاة، وهو لا يتورع عن ركلها، القطة، حينما تقترب منه وهو على مائدة طعام.

المصيبة الكبرى هنا أن النساء تصدقن هذه الحركات، ولربما تمثلن دورهن في هذه التمثيلية الرديئة. فتجد الكثير من الأيادي على الصدور، ولا بأس من بعض الشهقات، مع دهشة مكشوفة وأسئلة سخيفة من طراز: “من أجلي؟!”. وعلى رأي الفنان الساخر (جاد المالح): “كلا! ليست من أجلك! ولكن بما أنك هنا فلتأخذيها!”.

في هذا اليوم من كل سنة، تتكرر نفس الأنشطة الروتينية المعتادة التي حفظناها عن ظهر قلب:

تنشر مجموعة من الشركات إعلانات تهنئة بعبارات خشبية محترمة من طراز: ” (…) تجدد تهنئتها لنساء المغرب باليوم العالمي للمرأة، وتهديهم مجموعة من تذاكر السينما المجانية بمدن مراكش والدار البيضاء والرباط و …”.. وأضيف من عندي: وعلى بقية النساء الراغبات بالاستفادة من هذا العرض بالمدن الأخرى مراعاة فروق التوقيت، أو الانتقال للعيش بالمدن المذكورة. أخبرني صديق بالأمس أنه يغبط الفتيات على تذاكر السينما المجانية هذه، فنصحته بأن يتنكر ويتوكل على الله بالدخول.

تظهر على قنواتنا الخشبية برامج عن ما حققته المرأة بالبلاد، ولا بأس من وضع بروفايل لامرأة ناجحة أو اثنتين.. ولا بأس من استضافة امرأة مسترجلة أخرى من تلك الجمعيات التي تنادي بالمساواة بمفهوم العملية الرياضية (=) بين الرجل والمرأة.. هذه النوعية من النساء لا تحتاج في الغالب إلى أي نوع من المساواة إذ أن مظهرها على الأرجح ذكوري للغاية حتى أن البعض من الرجال يبدون أكثر أنوثة بالوقوف جوارها.

تعرفون هذا الطراز المدخن كقطار في الأربعينات، ذو قصة الشعر الذكورية للغاية، العانس غالبا، والذي يتمنى نسف العنصر الذكري من على وجه الكرة الأرضية، وأن يذهب هؤلاء كـ(باكدج) إلى الجحيم.. ذلك النوع الذي عانى في مراهقته من أزمات عاطفية خانقة، أو من تجاهل ذكوري أو نقص في الهرمونات الأنثوية، لدرجة أنهن ينافسن الرجال في اقتناء آخر منتجات جيليت لحلاقة الوجه. هؤلاء النساء يقدن مجموعة أخرى في غاية الأنوثة إلى اتجاهات تفكير تنسف تماما أي أمل لتوافق أو تكامل اجتماعي.

المرأة الحقيقة تعرف تماما أن سلاح الأنوثة جبار أمام أكبر الطغاة الذكور، وتعرف حدود التكامل الحقيقي بين الرجل والمرأة.. وتعرف أن نظرة الرجل الدونية لها شيء لن تمحوه كل المناسبات من هذا النوع..

المرأة الحقيقية ذكية، تعرف كيف تحصل على ما تريد وقتما تريد بالأسلوب المناسب الفعال. لهذه المرأة أوجه تحية صادقة غير مبالغ بها بمناسبة هذا اليوم.. أنتن الأم والأخت والحبيبة.. أنتن موجودات في قلوبنا حتى لو لم تعبر أفعالنا عن ذلك.. فلو كانت هنالك نظرة دونية من غريب، فهو فقط ينسى من أين أتى وكيف تربى.. هؤلاء مجرد ناقصي تربية.

7 تعليقات

بفعل أي شيء، يمكنك أن تصبح أي شخص

نحن في مباراة نهاية كأس فرنسا..
انتهت المباراة بالفعل..
صديقنا ريمي يقبع بالمدرجات وقد وضع قميصا، غير دقيق أصلا، لفريق لوريان..
سوف يتسلل إلى وسط اللاعبين..
لا أحد سينتبه..
سوف ترونه وسط الشاشة..
إنه هو. وسط اللاعبين..
سيذهب ليصافح رئيس الجمهورية الذي، حسب رواية ريمي، أخبره بأنه لعب بشكل جيد.. لقد سقط الجميع لحد الآن في الفخ..
حسنا.. لقد نجح في التسلل بين اللاعبين، لكن الأمر لن يتوقف عند هذا الحد..
سوف يهبط إلى الملعب متجاوزا الرقابة الأمنية.. أنظروا! إنه يرتدي أحذية رياضية بيضاء عادية (من نوع أحذية كرة السلة)، على الأقل سينتبه أحدهم لذلك.. لكن لا أحد يلاحظ بالفعل.. إ
نه ينتمي إلى اللاعبين تماما..
يركض فوق الملعب..
يرتمي أمام المصورين مهشما وجهه نوعا ما.. ويصرخ أمام الكاميرا بعبارة: “بفعل أي شيء يمكنك أن تصبح أي شخص“..
يحمل الكأس..
وما يقتلني هو أن اللاعبين أنفسهم لا يلاحظون أن هنالك دخيلا..
سيذهب إذن لتحية الجمهور.. ماذا تظنون؟
إنه هناك، يرقص مع اللاعبين الآخرين اللذين يمسكونه بين أيديهم قائلين: لاعب احتياطي لا نعرفه.. لست أدري..
رائع!! حينما نعرف أن هنالك العديد من الحواجز الأمنية.. لا أصدق!
هنا اللقطة التي تروقني شخصيا: الكابتن الذي يأخذه تحت يده.. أنظروا!
لم ينته الأمر بعد..
إنه يقف أمام الكاميرات..
لاحظوا أنه سيمر على كل القنوات اللتلفزيونية في الغد..
الدورة الشرفية مع الكأس، ومذيع يعطيه الكلمة!!!
يقول: لدي كلمة أريد قولها لروجيه لومير (مدرب المنتخب الفرنسي).. أنا متاح!
ويعود لتحية الجمهور..
أنا أجد أن هذا لايصدق!
تحية أخيرة مع اللاعبين..
ولكن الأفضل للنهاية: المشجعون يتصورون أنه لاعب، ويطلبون توقيعه..
يوقع باسم “أي شخص”، ويقولها للكاميرا..

هكذا تلاحظون أنه ببعض الشجاعة يمكنك أن تفعل أي شيء..
رائع يا ريمي.. برافو..

4 تعليقات

يومية “أخبار اليوم”

akhbaralyawm.jpg

اشتريت اليوم العدد الثاني من جريدة “أخبار اليوم” لسببين: أولهما الاطلاع على التجربة الجديدة، رغم أنه قد فاتني شراء العدد الأول لضيق الوقت.. وثانيهما هو أنه قد نشرت لي تدوينة بالعدد على صفحة “مدونات”، ويتعلق الأمر بتدوينة أخطاء بنكية وهبات مجانية.. وإن كنت لا أفهم سبب اختيار هذه التدوينة بالذات من طرف الأخ ميلود صراحة، بدل تدوينات أفضل وذات مواضيع أهم..
مازال الوقت مبكرا لنحكم على التجربة الفتية، ولا يمكن الحكم من عدد واحد أو اثنين على المحتوى، ولكن لدي ملحوظات بسيطة أولية، تعبرعن انطباعات شخصية محضة، بعيدا عن جعجعة البعض من المعلقين في العديد من المواقع، الذين انطلقوا يستننجون بعبقرية كل ما يمكنكم تخيله من انطباعات:
– هنالك نقص في الأعمدة.. تروقني الأعمدة جدا، إذ أن لدى أصحابها على الأرجح أسلوب متميز وتقديم خاص للفكرة بأسلوب شخصي أكثر، مما يخفف من الجفاف الذي يسود الجو التقريري لأخبار أية جريدة عادة..
– التصميم عادي وكلاسيكي تارة، وذو لمسات مميزة بين الفينة والأخرى كنت أتمنى لو كانت صبغة أساسية لإضفاء رونق خاص على الجريدة..
– عدم إدماج كتاب ساخرين، الذين يضفون لمسة مميزة دوما.. وهذا ينضم إلى نقطة الأعمدة بالدرجة الأولى.. كما أنه لا توجد صفحة ساخرة أو صفحة كاريكاتير..

Leave a Comment

شكرا مشروعات عربية

مشروعات عربية

منذ بداية المدونة وهذه الأخيرة كانت في استضافة الصديق العزيز محمد سعيد احجيوج. كان محمد هو سبب بدايتي للتدوين، و سبب استمراري بعيدا عن مشاكل الاستضافة وغيرها. المشكلة الأساسية هي وسيلة الدفع طبعا.

مؤخرا توفرت العديد من الاستضافات المغربية التي كنت سألجأ إليها كحل أخير بعد أن أصبح محمد يعاني بدوره من نفس المشكلة التي منعتني من اقتناء استضافة شخصية في السابق. لكن الأخ سامي الطحاوي أحد أعضاء فريق مشروعات عربية قد عرض بكرم شديد أن يتكفل باستضافة المدونة على سيرفرات المشروع.. وأنا له شاكر لأنني لم أكن مستعدا بالفعل لدخول مشاكل الاستضافة وتجريب الاستضافات المحلية التي قد لا تحقق مستوى الاستقرار الذي أريده.. لذا كانت هنالك إحتمالية لتوقف المدونة تماما لولا العرض الكريم..

فشكرا أخي سامي وفريق مشروعات عربية.

وطبعا لن أنسى الشكر الجزيل لأخي محمد سعيد احجيوج على تحمله للموقع طيلة هذه الفترة..

2 تعليقان

نشرة أخبار هضر ترعف

news

سيداتي وسادتي، أتعس الله مساءكم بعد سماع هذه الأنباء.. إليكم نشرة الأخبار..

  • العناوين:

1- القبض على ناشط صحفي مغربي جديد والعودة إلى سياسة “هضر ترعف”..
2- بدأ المجيد الفاسي النجل الأصغر للوزير الأول عباس الفاسي، يهيئ لشغل منصب مدير القناة “الإخبارية”
3- مخرج فيلم “حجاب الحب” المثير للجدل يصرح: “مشاهد الجنس في فيلمي لم تكن مجانية”

  • التفاصيل:

1 – قامت السلطات المغربية – السلطات بضم السين أو فتحها، لا فرق- بالقبض على المدعو حسن برهون دون تقديم أية مذكرة قضائية له، حسب رواية مجموعة متنوعة من المواقع، وذلك تيمنا بسياسة “هضر ترعف!” التي لا تزال تتبع مع المواطنين ذوي الرؤوس الساخنة، حفظنا وإياكم من سخونة الرأس. فقد قام الرجل، والعياذ بالله، بمحاولة لفضح بعض بؤر الفساد بتطوان، فقامت هذه البؤر مشكورة بما يجب القيام به.. والرجل الآن في السجن مضرب عن الطعام، وإن كانوا يفضلون لو أضرب عن الحياة وأنهى المسالة..المزيد من التفاصيل على الجروب الآتي: Free moroccan Blogger HASSAN BARHON – الحرية للمدون حسن برهون

2- يقوم عبد المجيد الفاسي، نجل السيد الوزير الأول عباس الفاسي بالتدريب بمقرات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية براتب هزيل قدره 24 ألف درهم، حسبما أوردت جريدة هسبريس الإلكترونية.. على اعتبار أنه يتم إعداده لمنصب مدير القناة الإخبارية الجديدة التي ستعوض قناة “المغربية” الرائعة..
ولا يفوتنا أن نعاتب سيادة الوزير قليلا لتأخره الشديد عن تقديم نجله الأصغر ذي الأربعة والعشرين ربيعا لهذا المنصب، إذ أن الفتى قد شاخ على منصب مماثل حاليا، ولم يعد يناسبه أقل من منصب مدير الهيئة العليا للإعلام السمعي البصري.

3- صرح مخرج فيلم “حجاب الحب” بأن مشاهد الجنس بالفيلم لم تكن مجانية.. ونحن من هذا المنبر نؤكد صحة كلماته هذه، إذ دفع العديد من المواطنين، ولا يزالون، ثمن مشاهدة هذه المشاهد بالقاعات السينمائية، إذ لم يكن الفيلم ليحصل على كل نسبة المشاهدة هذه لو لم تكن شفة البطلة “المحجبة” ملتصقة بالبنط العريض مع نظيرتها لدى البطل على أفيش الفيلم.
يتحدث المخرج عن أن هذه أشياء تحدث في الواقع، وعن أن تصوير مشاهد كهذه يخدم حبكة القصة، وهو شيء لا مفر منه..
وبهذه المناسبة نود أن نذكر المخرج العظيم بأن مشاهد دخول المراحيض هي أيضا أشياء تحدث في الواقع، ويحتاج الفيلم أيضا إلى توظيفها بشكل مناسب ليخدم القصة..
بانتظار مشهد المقعد البيضاوي الأنيق في لقطة بانورامية معتبرة.

إلى هنا سيداتي سادتي تنتهي نشرة غسيل اليوم.. إلى فرصة قادمة!

5 تعليقات