لدي ملاحظة بسيطة: ما أن أنقطع عن التدوين حتى تتسارع الأحداث الوطنية والعالمية في إغراء صريح بالكتابة، وتبدأ النكت اليومية تتهاطل بغزارة تغري بعض الأصدقاء عن التساؤل عن سبب عدم كتابتي عن الموضوع الفلاني، وانتقادي للموضوع العلاني، على نفس الطريقة التي يألفونها في العديد من المواقع والمدونات العربية.
البعض ينتظرون منك أن تسارع للتعليق ما إن يخرج مسؤول ما ليعطس على الملأ بقرار ما. ينظرون منك أن تضع أنفك في كل شاردة وواردة، وتدلي بدلوك الحكيم الذي يجب أن لا تحرم منه البشرية، ما دمت تملك منبرا للحديث.
لهذه الفئة أقول: مع احترامي لآرائكم، وسعادتي لاهتمامكم ومتابعتكم، لست من هذا النوع الكلاسيكي المريح للأسف. تلك الطبقة التي تسبق موقع قناة الجزيرة بنقل الخبر من الشاشة إلى النت. كل هؤلاء الحكماء الذين لديهم نظريات لا يشق لها غبار حول ما يحدث وكيف يجب له أن يحدث. بالتأكيد لدي رأي في كل ما يحصل، لكنني لا أجد أنه من المحتم علي أن أمتع البشرية بصوت آخر ينضم إلى الكم المهول من المتحدثين.
بالمناسبة، أنا لا أسخر من أحد هنا ولا أحط من قدر أحد.. بل إنني من المتابعين النهمين لآراء بعض المدونين والمتوترين والمفسبكين (إن سمحتم لي بالكلمة)، لكنني لا أجد في نفسي كل تلك الحكمة التي تسمح لي بأن أغرق العالم حديثا بدوري.
أعيد وأكرر: هذه مدونة شخصية، أكتب فيها عن الأشياء التي تدفعني للكتابة. قد يحدث حدث جلل على المستوى الوطني أو العالمي، وتجدني أخرج عليك في اليوم الموالي بموضوع عن دمل الأصابع الذي يؤلم كثيرا. ربما بعد ذلك أتحدث في موضوع عميق عن معاناة الجيل، وبعده مباشرة أتحدث من جديد عن دمل الأصابع الذي لا ينفك يعود.
ليس لدي تصنيف للمواضيع بين السخيف والمفيد والممتع والكئيب والكوميدي. إن هو إلا مزاج شخصي لا أقل ولا أكثر. على الأرجح أجد أنني لن أضيف كثيرا إلى الأحداث بالتعليق عليها، وأكتفي بالمراقبة وقراءة المواضيع والمتابعة، وربما بتعليق أو اثنين على تويتر أو فيسبوك.
ولكن بما أن لكل قاعدة استثناء، ولأنني بشري آخر لا يمكنه أن يتحمل أن يبقى في الظل كثيرا، فلا بد أنني قد أخرج بين الفينة والأخرى بتعليقات ومواضيع وآراء تحليلية عبقرية، لكنني أعدكم انني لن أفعل ذلك كثيرا.
23 تعليق