تجاوز المحتوى

الشهر: يونيو 2012

معضلة أن تصبح باكر الاستيقاظ

 قهوة الصباح.. هي خزعبلات قصيرة أكتبها وانا ارشف قهوة الصباح في المكتب !

coffe
وصلت للعمل باكرا اليوم.. وحينما أتحدث عن باكرا فأنا اتحدث عن الثامنة صباحا.. وأنا أرشف القهوة الصباحية التي لم تعد صباحية جدا في الفترة الماضية، تذكرت بشكل من الأشكال أن لدي مدونة ما على الأنترنت، وتذكرت بطريقة من الطرق أن المدونة قد استقت اسمها من التدوين الذي يختلف كثيرا عن الفراغ الذي تعيشه المدونة حاليا.. تذكرت أنني في فترة ما، كنت في مثل هذا الوقت – على غرار برامج “حدث في مثل هذا اليوم” – أرشف القهوة الصباحية وأكتب في نفس الوقت في باب بالمدونة أسميته قهوة الصباح يحمل الوصف الذي قرأتموه أعلاه. بحثت قليلا فوجدت موضوع الاستيقاظ على مراحل هذا، واكتشفت انني عدت شيئا ف شيئا إلى هذه العادة السعيدة وبأشكال أكثر وقاحة.

قبل سنتين تقريبا، حينما اتفقت أنا و(فاضل) على الاستيقاظ يوميا في السادسة والنصف صباحا، انقلب (محمد) * على ظهره ضاحكا لأنه يعرفني من جهة، ولأنه يعرف (فاضل) أكثر مني من جهة أخرى. لكنني لم أكن أعرف (فاضل) بما فيه الكفاية. كانت البداية ممتازة.. كنت أستيقظ كالزومبي في السادسة والنصف صباحا، وجسدي يجر نفسه تحت الرشاشة، ويتدفق الماء الساخن المنعش الموقظ للحواس، محاربا عمش العينين واللعاب السائل بجانب الشفتين. وحينما أخرج أجد (فاضل) وقد خرج وأحضر خبزا ساخنا شهيا.. نتناول فطورنا سوية بالقرب من الشرفة، ونرشف القهوة الفرنسية الممتازة المذاق وكل منا يقرأ في كتابه المفضل. كانت أحد أروع لحظات اليوم. يستمر الأمر بضعة أيام في انتظام حتى يقرر (فاضل) لأول مرة انه لم يسمع صوت المنبه، وأقرر أنا لأول مرة أنني أصبت بالصمم الجزئي، ونفقد يوما في السلسة.. ثم نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم في الأيام الموالية، فيستقوي علينا الشيطان بسلطان النوم في يوم آخر.. ثم في يوم من الأيام نجد نفسنا نستيقظ في الثامنة والنصف أو التاسعة صباحا، ونهرول هنا وهناك، ونحن نضع فرشاة الأسنان في ركن فمنا الأيسر وشطيرة في الركن الأيمن، بينما تقاتل اليد اليمنى لتجد متنفسا لها في مخرج رأس القميص وهلم جرا.

تعالوا الآن لنحلل الإيجابيات والسلبيات في ما فعلناه:

1- النشاط المحبب:

الشيء الإيجابي الوحيد في طريقتنا هو أننا كنا نقوم بعمل محبب إلى النفس نستيقظ لأجله، وهو القراءة الصباحية.. هنالك دافع لا بأس به للاستيقاظ، شريطة أن يكون ما تقرأه ممتعا.. لو لم نكن نقرأ لكان علينا البحث عن نشاط محبب آخر.

2-خطأ التغير الكبير:

كنا نألف الاستيقاظ على الساعة الثامنة والنصف فما فوق، وقررنا فجأة الاستيقاظ في السادسة والنصف.. ساعتان مباشرتان من الفرق دون تقسيم.. الحقيقة أنك  في بداية أي قرار ستظن أنك سوبرمان قادر على التحليق وتهشيم الصخور بيديك، ولكن مع مرور الوقت تفتر العزيمة، ويتصبح الصخرة جبلا، وتفشل مجددا. لذا من الأفضل إن أردت أن تغيير شيء ما أن تبدأ رويدا رويدا.. ربما لو بدأنا بربع ساعة أبكر كل أسبوع لكان ذلك أفضل.

3- عدم الاستمرار لفترة كافية:

العادة، أي عادة، لا تصبح كذلك إلا حينما تمارس لفترة لا بأس بها، وتصبح روتينا تعود عليه الجسد والعقل. لذا كان خطأ انعدام الاستمرارية هو ما قضى على آمال تكوين العادة.

4- إعطاء العقل فرصة للتعليل:

وربما هذه أخطر السلبيات.. فعوض أن تستيقظ مباشرة بعد رنين المنبه، تعطي نفسك فرصة للتعليل:

– خمس دقائق لن تصنع فارقا. (بالتأكيد لن تصنع فارقا في الثلاث ساعات التي ستضيفها)

– سأغمض عيني قليلا فقط. (حينها ستستيقظ في الظهيرة طبعا)

– لا بأس إن لم أستيقظ اليوم باكرا.. أيام الله كثر…

حسنا.. الآن، كم مرة حاولتم ممارسة الاستيقاظ المبكر ؟ وما هي الطرق التي اتبعتموها؟ وما هي نسبة نجاحكم من فشلكم؟

* محمد وفاضل شخصيتان لا تهمانكم في شيء غير ما قرأتم.. ما هذا الفضول؟

18 تعليق