المبحر في عالم الشبكات الاجتماعية يكتشف بين الفينة واﻷخرى مجموعة من الكائنات أحاديات الخلية الدماغية التي بدأت تغزو هذا العالم.البعض هناك يكتب رأيا عميقا عما يحدث سياسيا أو مجتمعيا، فيجد عفريتا نفريتا يطل عليه بوصلة صفحة نصرة المصابين بالبواسير، ويضيف تعليقا من طراز “كم لايك تستحق هذه الصفحة؟”. لست أدري، لكن عدد اللايكات سيتناسب اطرادا مع عدد المصابين بالبواسير حتما، إضافة إلى مجموعة من الفضوليين الذين يركزون دوما على حجم هذه البواسير (باسورة باسورة)، ولربما يدخلون نقاشا حاميا عن أفضل المراهم وأقوى وضعيات الجلوس المريحة للشخص (المبوسر). ينظر صاحب الرأي العميق أعلاه إلى الصفحة، ولربما (دز لايك) بدوره من مبدأ نصرة حرية التعبير.
هنالك مخلوقات أخرى من نوعية الموصلات النحاسية رفيعة المستوى، وهم مخلوقات صالحة لنقل أية فكرة أو إشاعة. هم نوع ينشر ليُؤجر، وينشر ليُضحك، وينشر ليَنشر. دين أو سياسة أو فكاهة أو فضيحة كانت، تجدهم يمررونها للأصدقاء كما هي، دون تمييز أو تفيكر أو حتى تأنيب ضمير. هذا النوع من المخلوقات لا يصح فيه وصف أحاديات الخلية، وإنما منعدمة الخلايا الدماغية. إن هما إلا سلكان نحاسيان موصلان، واحد موجب واﻵخر سالب.
ثم هنالك نوع جديد متطور. هذا النوع قوامه نصرة الدين والحرب على الفساد، بنشر صور فتيات عاريات، وفيديوهات مخلة بالحياء، لا لشيء لا سمح الله سوى لفضح هذا الفساد وتخليص المجتمع منه. هذا النوع الذي قد يكون اعتصر لترات بيضاء وحيدا أمام هذه الصور والفيديوهات قبل نشرها في صفحات (التموسيطش والسكوبات) إياها، ولكنه يصر إلحاحا على أن الهدف هو القضاء على هذه الممارسات. هذا النوع من الكائنات معقد محروم غالبا، يمارس هذا النشاط بنسبة عالية من الغل والحسد، في حين يبحث بعنف عن (موسطاشته) الخاصة.
وأنا إذ أكتب هذه التدوينة بعد غياب، ودون أن أفتح لها صفحة خاصة على الفيسبوك، أدعوكم بدوري إلى (دعس لايك) أو (جام)، حسب لغتك. والله لايضيع أجر المحسنين.
6 تعليقات