سألني: لم تكتب شيئا عن غزة!
فصمت..
سألني: لم تعد تبالي.. صح؟
فصمت..
وصفني: عديم القومية والإحساس..
هنا فقط تكلمت:
كتب محمود (صديقي الفلسطيني) ذات يوم:
اليوم تدرك حدود اللعبـة ..
لعبة حشو السم في العسـل ..
صحيح أننا لم نر منهم عسلا يوما ولن نر أبدا ..
لكنهم يوحون لنا بذلك على الأقل ..قالوا أنهم سيخرجون من قطاع غزة ..
سيلملون شتاتهم وسيهدمون مستوطناتهم ويغادرون ..
تدرك أنك أحد الأسباب ..
ربما حملت البندقية ذات يوم في وجههم ..
أو زرعت عبوة ناسفة ..
فتناثرت أشلائهم وارتعبوا ..
وحين جال بخاطرهم أنهم فانون ..
وأن الحياة التي لا يحيون سواها إلا في الجحيم أثمن من حراسة خرسانات مسلحة من الحجارة ..
حينها أدركوا .. أنهم لا مكان لهم ها هنا .. وبانت عوراتهم .. وطاول نحيبهم قادتهم في تل أبيب ..
أخرجونا من هنا .. لم نر هوانا أكثر من هذا .. حتى في جبال لبنان يمكننا أن نمشي مطمئنين قليلا .. لكن هنا جحيم من أسفلك ومن أمامك ومن خلفك .. في كل قادم تر عبوة .. وفي كل صغير ترى زجاجة حارقة ..توصلوا إلى هذه النتيجة .. لكنهم خائفون من أن يفعلوها ..
لا زالت قرودهم تأبى الاعتراف بالهزيمة .. هم الذي يعتبرون أنفسهم أقوى خرسانة مسلحة في العالم وبأن الجندي الواحد فيهم يحمل سلاح جيش من المشاة .. ثم بإصرار طفل صغير وبإرادة شاب شجاع يُرغمون على الخروج أذلة وهم صاغرين .. لكن أومن يُنشؤ في الحلية وهو في الخصام غير مبين ؟قالوا ثمة حل ما .. سنخرج لكن .. بعد أن نذيقهم ألوان العذاب ..
لهذا بالأمس أسقطوا غارة على منزل .. فقتلوا وأصابوا ..
قبلها في النصيرات تربع القناصة فوق البيوت وأسقطوا العشرات ..
واليوم هناك على حدود رفح .. آواه من ذكرك يا رفح ..
قتلوا آخرين .. ليكملوا عربات القافلة الممتدة منذ سنين ..
وغدا .. ربما في هذا المكان الذي أكتب فيه تسقط غارة .. أو رصاصة تخترق الجدران .. من يدري ..ترى ماذا يخبئ لنا الغد ؟
سننتظر إن بقينا أحياء .. لنروي أحاديث أخرى .
تُروى في شوارع الوطن
فكتبت بعده:
آآه محمود..
أقرأ كلماتك دوما و أحجم..
أحجم عن الرد لأنني لن أضيف جديدا..
أحجم عن التفكير لأنني سأجن..
أحجم عن التعبير لأنني أشعر بالخزي..
العجز يلف أوصالي من الرأس إلى الأنامل..
هي كلمات تجتثها من وقائع شوارع الوطن..
ذلك الوطن الذي طالما تمنيت ان يكون وطني..
و نحن هنا نكتفي بالقراءة و الفرجة..
و نتألم!!
لو سوقنا الألم لكنا أغنى اغنياء العالم..
نحن بارعون في الألم أنما براعة..
نحن أفذاذ في الاستنكار و التنديد..
آه يا محمود.. كم أشعر بالخزي لأن ألمي لحظي دوما..
أتألم و أذهب بعدها لأشاهد التلفاز..
اتألم و بعدها بدقائق ألعب البينغ بونغ..
و أنسى كل شيء..
خزي ما بعده خزي..
شعور ماحق ساحق لا يترك لك متنفسا لشيء آخر بعده..
حسنا يا محمود..
سأتابع كلماتك دوما.. و أتألم كالعادة..
لكنني لا اعدك بان أستمر في ذلك طويلا..
فكلما أغلقت صفحة موضوعك سأمزح في أماكن أخرى كالعادة.. و انسى كالعادة..
فسامحني أرجوك..
ولم يتغير شيء منذ ذلك اليوم، سوى أن محمود اختفى كثيرا من حياتي.. سوى أنني صرت اكثر برودا.. سوى أن الفظاعة وصلت حدا من التكرار صارت معه البشاعة شيئا معتادا..
زمان، كانت صورة واحدة كافية لإثارة ألمي وشجني..
اليوم، أحتاج فيديوهات كاملة لأطلق تنهيدة واحدة..
لو كان هذا ما يسعون إليه فقد وصلوا!
فليصرخ من يتقن فن الصراخ.. وليستنكر من يتقن فنون الاحتجاج والتنديد!
أما أنا فقد تعبت..
وصفني: أناني!
أجبته: وأنت معدوم.. أنت مجرد ضمير سأخرسه حالا..
وأخرسته!
زوروا لطيفة على هذه الوصلة، فهي أيضا ملت الصراخ..
لا تعليق يا عصام
أنا الآخر تجنبت الكلام في الموضوع.. لم أستطع أن أكتب حرفًا حوله.. ففضلت الصمت
نقف عاجزين لا نستطيع فعل شىء …
لكن يحق ان نسال لما تسلمنا رئاسة لجنة القدس..
سلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي عصام
أحد النقط التي جدت على عقول بعض الناس
هو أن الوطن يحتاجنا فقط عند النزيف ..عندما يهاجمه العدو ..عسكريا
لان الاوطان تهاجم كل حين..فهي هى مرمى المخططات الغربية باستمرار
ثقافيا واجتماعيا ودينيا…وووو
وفلسطين بالاسر اكثر من خمسين سنة..
نازف تاريخي
ومع ذلك يمكنني الاعتراف ان الشعوب العربية صار لديها نوع من “الفة “للاحتلال والمعاناة اليومية للشعب الفلسطيني ..بل لبقية مايجري في العالم.
يعني تعود وكما اقول دوما “عادي عادي ..يحدث”
بلادة في المشاعر ولامبالاة عالمية ..لكل شئ.
اما من ضفتي
فليست اللامبالاة ماينهكني
بل اخلاصي وعروبتي …….انسانيتي.
ثم اخجل اكثر اذا تذكرت أنه بعض الناس تتهمك ان اهتمامك نابع من رغبة بالسير مع التيار
او بتعبير اخر
بالظهور !!!!!!
باستهلاك واستغلال الاحداث!
احنا فيه وهما فيه (على رأي اخوانا المصريين)
فلسطين بقلوبنا..مانقدر ننساها ولانتجاهل اللي بيحصل فيها
كما ذات الشئ للعراق ..وللبنان
وامكنة كثير نحن منها وهي منا..عربية واسلامية
اخي عصام
كانشكرك بزاف
على زيارتك للمحيط التي زادت من مسؤوليتي نحو كتاباتي وافكاري
واشكرك ايضا لهذه الوصلة
اما اعجابي الشديد بالكلمات اعلاه لايوصف ..بصدق
بارك الله فيك
حمود:
توقعت ذلك لما لم أرك تكتب.. على العموم الكفاية في من كتب وتألم..
مينتو:
تسلمناها ببساطة لأجل ما يسمى بـ(البريستيج)
أظن الجواب واضح جدا..
لطيفة (المتنكرة في لطيف!!):
المشكلة يا أختاه أن هنالك مجموعات مختلفة التفاعلات مع أحداث كهذه..
1- مجموعة “وحنا مالنا”: هي مجموعة لا علاقة لها بالأحداث، وإن كانت لا تعلن ذلك علانية..
2- مجموعة نموت نموت لأجل فلسطين (قس على ذلك من الدول العربية ذات الأزمات): هذه مجموعة التنديد الشهيرة التي لا تكف عن البكاء وتأنيب الضمير والصراخ كل ثانية بأن على العرب أن ينتفضوا
وبين المجموعتين تنقسم كل باقي الفئات بمعاملات انتماء محددة تجر كل فرد إلى مجموعة من الاثنين..
أظنني أنتمي إلى المجموعات الوسيطة بمعاملات لا أعرفها شحصيا، وإن كانت تتغير بين الفينة والأخرى حسب حالتي النفسية..
يحب المدونون، وكل من يكتب عن نفسه عامة، أن يتحدثوا عن أنفسهم وكأنهم من وجد الحل الأكبر لكل شيء وأي شيء.. وكأن وجهة نظرهم هي الأسمى والآخرون مجرد حمير جر لا يفقهون شيئا.. يتحدثون عن الآخرين بصيغة هم(كما أفعل انا حاليا).. هذه طبيعة بشرية لا يمكن أن ننكرها.. وقد مللت من هذه الطبيعة.. مللت من هذه الطريقة.. مملت منها في نفسي أولا قبل الآخرين..
اختي لطيفة..
بالتأكيد اتابعك وأتابع العديد من المدونات التي لا اترك فيها تعليقات غالبا لسبب بسيط هو انني بالكاد أستطيع الكتابة على مدونتي والرد على من ترك تعليقا.. ربما لو وفرت الاتصال بالمنزل فلربما استطعت التفاعل مع الآخرين أكثر بإذن الله..
تحياتي
إن لم تكن لديك خطة واضحة ومكتوبة في حياتك فأنت ضمن مخططات الاخرين
الله يوفق الجميع
لا نقلول اكثر من للهم فرج عنهم
عزيزي عصام
أشكرك على تعليقك وتصفح مدونتي وسأنتظر منك زيارات أخرى.
إن القضية الفلسطينية في حاجة الى شعوب حرة تمتلك زمام أمورها. ففاقد الحرية والمبادرة، لن يصون حرية الآخرين. ان توحد اوربا، الذي لم يكتمل بعد، انما جاء بعد انتشار قيم الديموقراطية والحرية. وما نشاهده اليوم من “تضامن” في الأقطار العربية مجرد سيناريو محبوك من طرف هيآت لم تجد آدانا صاغية في محيطها ولا تتقن إلا اللغة الخشبية.
ألعاب مجانية:
هذه هي الحال منذ الأزل يا عزيزي.. العرب دوما في مخططات الآخرين.. وهذا ليس بجديد..
علي:
شكرا لك على المرور..
ابن الأطلس:
بالتأكيد يا عزيزي سأزورك كلما كتبت جديدا بإذن الله..
تحياتي
السلام عليكم أخي عصام ,
مسرور جدآ للتعرف على مدونتك (عن طريق موقع بلافرنسية), تعرفت أسلوب الأستاذ خالد توفيق من البداية, سأعود إن شاء الله لإكتب في مدونتك كثيرآ كلما توفرت على قليل من الوقت, فقد أحببتها .لكني لآن لدي سؤال شدني لأكتب لربما قبل الأوان هو هل يمكن أن تكمل بقية القصة :
” وصفني: أناني!
أجبته: وأنت معدوم.. أنت مجرد ضمير سأخرسه حالا..
وأخرسته…”
ماذا بعد إخراس الضمير ؟؟؟
الأمر أصبح عاديا فعلا ..
أشاهد آلاف المشاهد ثم أتجاوزها في نفس اللحظة لأشاهد غيرها ..
و لكني لا أتأثر .. و لكن شيئا لا يحدث ..
تحدثنا كثيرا فما كان نفع الحديث ؟
لا شيء ..
فلنبحث عن أمر جديد ..