تجاوز المحتوى

الشهر: يناير 2008

أخطاء بنكية وهبات مجانية

dh.jpg

أصبت بالرعب اليوم وأنا أطالع رصيدي البنكي من شباك إليكتروني (GAB).
على حد علمي، لم أبدأ تجارة المخدرات بعد، ولم أستول قط على محل بقالة مجاور، والأهم من هذا انني لست في وظيفة تسمح بأن يرشوني أحدهم ( ناهيك عن أن لا أحد يرشو أحدا من وراء ظهره، إلا لو كان عبقريا آخر لا يحب أن يكتشف أحد فعلته حتى المرتشي..).
حوالي 1700 دولار هبطت فجأة من السماء بجوار راتبي المعتاد!
المعتاد هو أن يجد المرء رصيده منقوصا.. هذه سنة الحياة على ما يبدو.. أما أن يجد زيادة كهذه، فهذا هو التجديد الحق!
في وكالة التجاري وفا بنك لم يستطيعوا أن يعطوني تفسيرا واضحا.. لم يستطيعوا أصلا أن يعطوني المصدر.. اكتفى موظف بأن يتصل بشخص ما على الهاتف، ثم يطالبني بوقاحة بأن أعود بعد 20 دقيقة.. الرجل يظن أنني أعمل في شركة عصام وإخوانه على ما يبدو.. وحينما طلبت منه رقم هاتفهم لأتصل لاحقا، لم يعرض علي قط أن يتصل كأي بنك أو مؤسسة تحترم عملاءها.
قبل مدة غيرت BMCE BANK لأسباب خدماتية مشابهة، بعد أن قضيت أسبوعا أحاول أن أقنعهم بأن يرسلوا لي تصريحا برقم حسابي البنكي لأجل تحول راتبي عليه.. ولكن في النهاية، وكما يقول المثل الشعبي: “ما تبدل صاحبك غير بما اكفس منو”..
سأخبركم لاحقا بمصدر هذه الهبة النقدية حالما أتعرف عليه، وإن كنت أخمن أنه لن يبقى في رصيدي طويلا، وأن هنالك شخصا ما ينتظر راتبه في مكان ما..

تحديث :

مساء الخير جميعا.. (أخبرني أحدهم للتو انه الصباح.. لا أصدق!)
اعتذر على اختفائي المريب، والذي إن دل على شيء فهو يدل على أنني أصبت بانهيار عصبي بعد أن أخذوا مني الـ 1700 دولار..

حسنا.. الأمر وما فيه هو انني تلقيت بالفعل راتب زميل لي، وأردت أن أذيقه العذاب ألوانا قبل أن أعطيه إياه دون المرور بالإجراءات الروتينية الرسمية.. لكنني اتقيت فيه وجه الله واعطيته شيكا بقيمة المبلغ.

سأعود للرد بالتفصيل على الجميع بإذن الله..
تحياتي

22 تعليق

الرياضة المغربية.. الضربة القاضية..

marocghana.jpg

كنت قد قررت مشاهدة آخر مباريات المنتخب المغربي في جو جماعي يذكرني بأيام ماضية.. أيام الدارسة، حيث كتبت سنة 2004 :

الكرة.. تلك الساحرة المستديرة التي لطالما حركت الأفئدة و أهاجت المشاعر..
اليوم اقتنعت أنها أكثر من مجرد لعبة أخرى..
أكثر من مئة زوج من العيون متعلقة بشاشة واحدة.. بكرة واحدة.. بفريق واحد..
حجزت المقاعد في مقهى العهد منذ الثامنة صباحا..
الكل يضع وريقة صغيرة فوق كرسي ما كنوع من الحجز المسبق..
حتى كراسي المقصف المجاور لم تعد كذلك.. و انتقلت إلى حرم المقهى..
و حتى الطاولات لم ترحم، و تحولت إلى مقاعد إضافية بقدرة قادر..
الثانية عشر و النصف.. المقهى ممتلىء عن آخره..
الأوكسجين منعدم، و الواقفون أكثر من الجالسين..
و لو كان بإمكان البشر التعلق بالسقف كالخفافيش لفعلوا..
و تبدأ المباراة..
و تتحرك المشاعر مع كل محاولة تهديف..
و تهتز الافئدة مع كل محاولة ضائعة..
لحظات رعب فائق و الكرة في منطقة خطر فريقنا..
يخيل لك أن الكل هناك.. يلعب على أرضية الملعب..
الكل يلعب بصراخه .. بهتافه.. بتصفيقاته الحارة..
و فجأة.. و كحلم طائر.. أتى الهدف..
تزعزعت الجدران من هتاف الحناجر..
يخيل لك أن لهيب العناقات الحارة يلفح وجهك في ضراوة..
حينها.. حينها فقط، تكتشف حلاوة اللعبة..
تنفض عنك مظاهر الرزانة لترقص فرحا..
و تدمع عيناك و انت تصفق و تغني مع الاخرين بصوت واحد و نفس واحد..
فيال روعة الفرجة الجماعية..

فتعالوا الآن نتحدث عن الهراء الجماعي الذي عشناه جميعا في مقهى بالدار البيضاء..
كان الجميع يجلسون ممنين أنفسهم بصحوة الأسود (المدللة) لتعود إلى المنافسة من جديد. والحقيقة أن أسودنا تحولت إلى قطط وديعة أمام إصرار فريق يلعب ولا يمزح.
في البداية وجدت كل الكراسي ممتلئة والواقفون أكثر بمراحل من الجالسين..
مع الهدف الأول الذي مني المنتخب به، وجدت نفسي جالسا متمتعا بأربعة مقاعد فارغة بجواري..
مع الهدف الثاني، كان الأوكسجين قد ملأ المقهى مجددا ووجدنا متنفسا لنا..
تزايد الحماس مع تسجيل أول هدف لنا، ثم قتل تماما مع تلقينا للهدف الثالث، ليتحول اللقاء بالنسبة لي على الأقل إلى مهزلة تستحق الفرجة وتثير هستيريا من الضحك..
أجل، تحولت على معتوه آخر يضحك مع كل جرة كمان تعزفها قدم لاعب من لاعبينا، ومع كل محاولة خرقاء..
وحينما تحول الأمر إلى مباريات للخيال العلمي، كاد يسجل بها الخصم بضربة مقض خلفية، ولقطة أخرى اخترق خلالها المهاجم (أغوغو) دفاعنا كالورق، هنا كدت أستلقي على الأرض مهلكا بالضحك.. ناهيك عن مشهد لاعب غاني يخرج محمولا على نقالة بسبب ضربة من مؤخرة أحد لاعبينا.. (الحصول.. ضحكنا مزيان!)..

لا بأس إذن.. بعد وفاة التنس منذ مدة، والانتحار الأخير لألعاب القوى، تأتي كرة القدم لتنهي المجزرة وتعلن رسميا أن المغرب أصبح صفرا كامل الاستدارة في المنافسات الرياضية..

المهم في هذا كله، هو أنني أعجبت جدا بتلك الروح العربية القومية العالية التي يتمتع بها المعلق التونسي الرائع (عصام شوالي) والتي لا أدري لماذا لا يتمتع معلقونا بعشرها حينما يتعلق المر بالمنتخب التونسي أو المصري مثلا.. حيث تجدهم يعلقون وكأن فريق العدو هو من يلعب.
هناك توجه منتشر بكثرة هنا في المغرب مفاده أنه من الأفضل أن تنهزم مصر وتونس أمام أي منتخب إفريقي أو عالمي آخر.. والسبب، حسب مزاعم المعتنقين هو أنهم (فيهم العياقة)، وخصوصا المصريين..
يا سيدي الفاضل.. إذا كنت تعتبر التعبير، وإن كان مبالغا، عن الحب للوطن والانتماء مجرد “عياقة”، فأتمنى لو كنا “عايقين” بدورنا.. ولو كان منتخبنا كذلك لما خسر بهذه الطريقة التي تدل على اتعدام روح الوطنية.. (بالدارجة.. ما فيهومش النفس لي عند المصريين)..
على العموم سأعود لموضوع الإحساس الوطني هذا في تدوينة مفصلة لاحقة، لأنه يحتاج تفصيلا أكبر، ووقتا لا املكه حاليا للأسف..

8 تعليقات

البعض يصرخ.. البعض يصمت.. سيان!

ghaza.jpg

سألني: لم تكتب شيئا عن غزة!
فصمت..
سألني: لم تعد تبالي.. صح؟
فصمت..
وصفني: عديم القومية والإحساس..
هنا فقط تكلمت:
كتب محمود (صديقي الفلسطيني) ذات يوم:

اليوم تدرك حدود اللعبـة ..
لعبة حشو السم في العسـل ..
صحيح أننا لم نر منهم عسلا يوما ولن نر أبدا ..
لكنهم يوحون لنا بذلك على الأقل ..

قالوا أنهم سيخرجون من قطاع غزة ..
سيلملون شتاتهم وسيهدمون مستوطناتهم ويغادرون ..
تدرك أنك أحد الأسباب ..
ربما حملت البندقية ذات يوم في وجههم ..
أو زرعت عبوة ناسفة ..
فتناثرت أشلائهم وارتعبوا ..
وحين جال بخاطرهم أنهم فانون ..
وأن الحياة التي لا يحيون سواها إلا في الجحيم أثمن من حراسة خرسانات مسلحة من الحجارة ..
حينها أدركوا .. أنهم لا مكان لهم ها هنا .. وبانت عوراتهم .. وطاول نحيبهم قادتهم في تل أبيب ..
أخرجونا من هنا .. لم نر هوانا أكثر من هذا .. حتى في جبال لبنان يمكننا أن نمشي مطمئنين قليلا .. لكن هنا جحيم من أسفلك ومن أمامك ومن خلفك .. في كل قادم تر عبوة .. وفي كل صغير ترى زجاجة حارقة ..

توصلوا إلى هذه النتيجة .. لكنهم خائفون من أن يفعلوها ..
لا زالت قرودهم تأبى الاعتراف بالهزيمة .. هم الذي يعتبرون أنفسهم أقوى خرسانة مسلحة في العالم وبأن الجندي الواحد فيهم يحمل سلاح جيش من المشاة .. ثم بإصرار طفل صغير وبإرادة شاب شجاع يُرغمون على الخروج أذلة وهم صاغرين .. لكن أومن يُنشؤ في الحلية وهو في الخصام غير مبين ؟

قالوا ثمة حل ما .. سنخرج لكن .. بعد أن نذيقهم ألوان العذاب ..
لهذا بالأمس أسقطوا غارة على منزل .. فقتلوا وأصابوا ..
قبلها في النصيرات تربع القناصة فوق البيوت وأسقطوا العشرات ..
واليوم هناك على حدود رفح .. آواه من ذكرك يا رفح ..
قتلوا آخرين .. ليكملوا عربات القافلة الممتدة منذ سنين ..
وغدا .. ربما في هذا المكان الذي أكتب فيه تسقط غارة .. أو رصاصة تخترق الجدران .. من يدري ..

ترى ماذا يخبئ لنا الغد ؟
سننتظر إن بقينا أحياء .. لنروي أحاديث أخرى .
تُروى في شوارع الوطن

فكتبت بعده:

آآه محمود..
أقرأ كلماتك دوما و أحجم..
أحجم عن الرد لأنني لن أضيف جديدا..
أحجم عن التفكير لأنني سأجن..
أحجم عن التعبير لأنني أشعر بالخزي..
العجز يلف أوصالي من الرأس إلى الأنامل..
هي كلمات تجتثها من وقائع شوارع الوطن..
ذلك الوطن الذي طالما تمنيت ان يكون وطني..
و نحن هنا نكتفي بالقراءة و الفرجة..
و نتألم!!
لو سوقنا الألم لكنا أغنى اغنياء العالم..
نحن بارعون في الألم أنما براعة..
نحن أفذاذ في الاستنكار و التنديد..
آه يا محمود.. كم أشعر بالخزي لأن ألمي لحظي دوما..
أتألم و أذهب بعدها لأشاهد التلفاز..
اتألم و بعدها بدقائق ألعب البينغ بونغ..
و أنسى كل شيء..
خزي ما بعده خزي..
شعور ماحق ساحق لا يترك لك متنفسا لشيء آخر بعده..
حسنا يا محمود..
سأتابع كلماتك دوما.. و أتألم كالعادة..
لكنني لا اعدك بان أستمر في ذلك طويلا..
فكلما أغلقت صفحة موضوعك سأمزح في أماكن أخرى كالعادة.. و انسى كالعادة..
فسامحني أرجوك..

ولم يتغير شيء منذ ذلك اليوم، سوى أن محمود اختفى كثيرا من حياتي.. سوى أنني صرت اكثر برودا.. سوى أن الفظاعة وصلت حدا من التكرار صارت معه البشاعة شيئا معتادا..
زمان، كانت صورة واحدة كافية لإثارة ألمي وشجني..
اليوم، أحتاج فيديوهات كاملة لأطلق تنهيدة واحدة..
لو كان هذا ما يسعون إليه فقد وصلوا!
فليصرخ من يتقن فن الصراخ.. وليستنكر من يتقن فنون الاحتجاج والتنديد!
أما أنا فقد تعبت..

وصفني: أناني!
أجبته: وأنت معدوم.. أنت مجرد ضمير سأخرسه حالا..
وأخرسته!

زوروا لطيفة على هذه الوصلة، فهي أيضا ملت الصراخ..

10 تعليقات

طفل وحقيبة سوداء في آن واحد

حينما كنت صغيرا، كان الجميع يعتبرني ذكيا جدا، بل وعبقريا في بعض الأحيان. كل هذا فقط لأنني كنت في سن الثامنة أتحدث كالكبار تماما، وأناقش بدوري وجهات النظر. الربورتاج التالي يثبت لهم كم كانوا مجرد حمقى!
أنظروا إلى العبقرية الحقيقية المتجلية في الموهبة الربانية..

وللأشخاص الضليعين في اللغة الفرنسية (هذه مزحة بالمناسبة)، الربورتاج يصور قصة (إرفي جولي)، الطفل ذي السنتين من ساحل العاج، والذي يمكنك أن تساله بدون تردد عن الرئيس الثالث للموزمبيق (المعلومة التي أخبرتَه بها قبل مدة لمرة واحدة فقط) ولسوف يجيبك.. أتذكرون كم عانينا لنحفظ كم عدد أحرف “السين” في “موبوتو سيسيسيكو” ذات يوم؟

ذاكرة خرافية، وطفل يتابع نشرة الأخبار وهو في عمر العامين..
لن تتذكر الأنشطة التي كنت تمارسها أنت في هذه السن، ولكنني واثق أنها لن تتجاوز العبث في أنفك بأصبعك ولعقها فيما بعد!

6 تعليقات

أين ذهب موقع جريدة المساء المغربية؟ (وترهات أخرى)

ascenseur.jpg

لأول مرة أشرب القهوة بدون سكر (سادة على رأي إخواننا المصريين)..
أرتشف رشفة، وأغمض العينين مستمتعا بلذة المرارة التي لم أجربها من قبل.. لربما أصبح مدمنا على القهوة بدون سكر عما قريب.. لم تكن التجربة على سبيل التحذلق أو رغبة شخصية في تجربة شيء جديد، وإنما السبب البسيط الواضح المباشر هو أنني لم أجد سكرا من جهة، وتكاسلت عن أخذ المصعد الفظيع للهبوط سبعة أدوار إلى الأسفل.
أجل! نحن الآن نعاني من نتائج عبقرية الشخص الذي وضع مصعدين فقط لبناء ضخم من ثمانية طوابق، وكل طابق يتوفر على ما لا يقل عن 100 موظف، يخرجون ويدخلون ويتناولون الغذاء في نفس الوقت تقريبا. مما يعني انك كقد تقف بانتظار المصعد لأكثر من خمس دقائق قبل أن يشرفك هذا الأخير بالحضور. وأنت قيد الانتظار قد تفكر في أنه من المستحب أن يضعوا إعلانات صوتية من طراز: “أيها السيدات والسادة.. المرجو الانتباه.. سيتأخر المصعد القادم من الطابق السادس، والمتوجه إلى الطابق الثالث، لثلاث دقائق كاملة. نعتذر لكم عن الإزعاج الناتج عن ذلك..”. هذا تيمنا بقطاراتنا التي لا يفرقها عن هذا المصعد إلا زمن التأخير.
هذا يحدث في إحدى أرقى البنايات بالدار البيضاء يا حسرة!

* * *

oiseaux.jpg

أن تضرب عصفورين بشجرة واحدة.. تحريف مثير للمثل الشهير، قاله أمس رئيس المشروع الذي أعمل معه، وجعلني أفكر في أن الجملة غير مبالغ بها، وأنها مطبقة ببلادنا بغزارة تثير الحسد. هنالك مثل فرنسي مشابه في المعنى يقول :”لا يجب استعمال (بلدوزر) لقتل ذبابة!”.. ورغم هذا النهي الواضح والمباشر والصريح تجد البلاد تسير دوما على النسق التالي:
-أين ذهبت الميزانية المخصصة للشيء X؟
– استعمالناها في ترميم الشيء Y..
– ألم يتم تخصيص ميزانية لترميم الشيء Y من قبل؟
– بالتأكيد! لكنها استعملت لترميم الشيء Z..
وهكذا ترى أن رأس الخيط X يستهلك كل الميزانيات بدعوى ارتباطه بأشياء أخرى.. وفي النهاية تجد ميزانية خرافية كافية لبناء مجمعات كاملة من X تستهلك كلها في X واحد. فعوض إتباع سياسية ضرب العصفورين بحجر واحد، تجدهم يضربونهما بشجر واحد كامل، وقد لا يحصلون في النهاية حتى على جناح عصفور!

* * *

أين ذهب موقع جريدة المساء المغربية؟
almassae.jpg

كنت في فترة قريبة أتابع يوميا بعض الأعمدة على الموقع الذي ركض وراءه القراء الإليكترونيون (نسبة إلى وسيلة القراءة وليس إلى القراء طبعا) لشهور طويلة، وهذا الأخير يمارس رقصة السامبا بين مجموعة من أسماء النطاقات والاستضافات.. ولمن يعرف منكم لعبة Ouverture-facile، التي تعتمد على حل أحجية وراء الأخرى لإيجاد وصلة صفحة الأحجية الموالية، فقد تمت إضافة وصلة موقع الجريدة كآخر وصلة في اللعبة (الربحة)..
نصحني أحد الأصدقاء بإدخال وصلة kiosque.ras.derb على غرار موقع del.icio.us الشهير فلم أفلح في إيجادها.. بحثت عن “جريدة المساءالمغربية” على google ، فأعطاني أن أجرب البحث عن “إذهب لدى بائع الجرائد”..
لدينا مشكلة عويصة بالمغرب، والبلدان العربية عموما، وهي قدرة غير طبيعية على تجاهل قوة الانترنت وأهمية الحصول الهيئات والمؤسسات على مواقع محترمة تمثل واجهات لها..
من وجد الموقع على إحدى الشبكات (حتى لو كانت شبكة صيد الأسماك) فأرجو أن يراسلني!

29 تعليق

ثورة الانترنت النقال (وسلم لي بحرارة على لا محدودية الاستعمال)

جلست لأكتب هذه التدوينة وأنا أرشف قهوة الغذاء..
تساءلت أول وهلة عن التصنيف الذي أضعها فيه، إذ أنني ألفت التدوين مؤخرا في تصنيف “قهوة الصباح“..
لم يكن الوقت صباحا، وخلق تصنيف “قهوة الغذاء” سيكون غريبا نوعا ما، إذ سنجد قريبا “قهوة بعد الظهر” و”قهوة المساء”، ولو بالغت في الحماسة “قهوة منتصف الليل”.. لذا أفضل أن أكتب في تصنيف لم أضف إليه جديدا منذ مدة : “نافذة ساخرة“..

تناولت وجبة الغذاء منذ قليل.. منذ فترة ولا أنا أتناول سوى وجبات الـ “Take away”.. أخاف أن يبحثوا عني بعد فترة وسط ملابسي فلا يجدونني.. فالسمنة تهمة لم يتهمني بها احد من قبل، ومع نظام غذائي كهذا سأختفي عما قريب.. “الستار الله”..

لا بأس بأن نبقى في جو المأكولات لأقدم لكم وصفة مبهجة لتحضير وجبة خفيفة تسمى “الانترنت النقال”..
منذ فترة وأنا أتابع بين الفينة والأخرى آخر أخبار العروض.. وحينما حان الوقت لأقتني واحدا، بدأت أحشر أنفي بشكل أوسع في التفاصيل لأصل إلى نتائج مبهجة أشارككم إيها بكل سرور..

بداية، أنا أتحدث عن عروض العموم وليس عروض الشركات.. لذا لن أتحدث عن عرض شركة wana للأفراد لأنه ينتمي إلى عصور ما قبل التاريخ بسرعة اتصاله الحلزونية..

دعوني أتحدث الآن عن العروض ((اللامحدودة)) التي أتحفتنا بها مؤخرا شركة Meditel..

internet-mobile.jpg

حاليا هنالك ثلاثة عروض..
– عرض « 3.5Mb/s » بثمن
– عرض «1.5Mb/s » بثمن 349 درهما شهريا..
– عرض «0.5Mb/s » بثمن 199 درهما شهريا..والعرض الأخير عليه العين مؤخرا بسبب انخفاض تكلفته مقارنة بنفس السرعة في الاتصال السلكي لدى شركة (اتصالات المغرب).

دعونا الأن نركز قليلا، ونحرك الفأرة بذكاء وحب استطلاه بسيط، مع القليل من المعرفة التقنية كي نحول كل هذه العروض إلى هراء..

الوصفة في غاية السهولة سيدتي (مع الاعتذار عن الأسلوب لأصحاب الشنبات):

– تدخلين على الوصلة التالية: Internet Mobile Plus
– تستمتعين بكل تلك المقدمات الفلاشية على طراز شوماخر، والتي توحي – وتكتفي بالإيحاء- بالسرعة القصوى وتكسير القيود..

– ركزي سيدتي على كلمة « Illimité » التي ترمى هنا وهناك، وتكاد تفقز في وجهك بين كل كلمة وأخرى..

– الآن تضغطين على وصلة FAQ في القائمة العلوي..

– هنالك سؤال بديع يقول: “Est-ce que l’internet Meditel est illimité ?” ..
بمعنى: هل انترنت Meditel غير محدود..
الجواب بالداخل يقول ما معناه : “بالتأكيد.. يمكنكم الإبحار على الانترنت بدون أي تحديد في السرعة أو السعة وبكل حرية”..

– لاحظي سيدتي رقم “1” الصغير بجانب كلمة “حرية”.. وتعالي معي إلى الجملة التعقيبية الموضوعة بالأسفل بجانب نفس الرقم..

– الجملة تقول: “للحفاظ على جودة خدمة عالية، يمكن لسرعة الاتصال أن تنخفض عند تجاوز:
1.5 GB بالنسبة لاتصال 1.5 Mbps
3.5 GB بالنسبة لاتصال 3.5 Mbps
كي أشرح الأمر ببساطة، الوسيلة الوحيدة التي اعرفها لتخفيض هذه السرعة، هو مرور المستخدم من شبكة 3G إلى شبكة GPRS ذات سرعة اتصال من العصر الحجري..
هذا، سيدتي، هو الحفاظ الحق على جودة الخدمات ((غير المحدودة)) كما تلاحظين..

– ليس هذا كل شيء يا سيدتي.. يمكنك الان المرور إلى السؤال الموالي، والذي يشرح لسيادتك ما يمكنك فعله بتلك الهدية الرائعة: “3.5GB، و 1.5GB”..
1.5GB تسمح لك بإرسال 150000 رسالة إليكترونية أو (لاحظي معي قوة هذه الـ”أو” هنا) الإبحار على النت لمدة 150 ساعة، أو تحميل 750 أغنية.
3.5GB تسمح لك بإرسال 500003 رسالة إليكترونية أو (لاحظي معي قوة هذه الـ”أو” هنا) الإبحار على النت لمدة 503 ساعة، أو تحميل 1800 أغنية.
هنا، سيدتي، من المفروض ان تسقطي مغشيا عليك من فرط الانبهار.. أتمنى فقط أن أعرف من الذي استمتع بتحرير هذه الفقرة؟ فهو إما جاهل كبير في هذه المسائل (وهذا شيء مستبعد)، أو يعتبر المغاربة مجتمعا من حمير الجر على الأرجح..
– لم تنته الوصفة بعد يا سيدتي.. هنالك سؤال مثير آخر يقول: “ما هي خدمات الويب محددة الاستعمال؟”
تلاحظين أن هنالك انفصاما مثيرا في الشخصية هنا لأننا لم نعد نتحدث حسبما أرى عن “أنترنت غير محدود”..
الجواب على السؤال يقول بكل صفاقة: “من أجل تلبية حاجيات كل زبنائنا، Meditel لا تحدد الدخول إلى أي موقع انترنت، لكنها تحدد الاستعمال غير المنطقي لبعض الخدمات.. الخدمات المعنية هي الـ P2P التي تضم مجموعة البرامج كـ Kazaa و Emule، و Ares، و كل برامج التورنت.. بالإضافة إلى خدمات الـ VoIP كبرنامج الاتصال الشهير Skype على سبيل المثال…”
هذا جزاء الأشرار الذين يحملون من النت..
من يريد هذا الاتصال الآن فقط عليه أن ينسى أي برامج من هذا النوع، كما عليه ان لا يحاول أن يدخل مواقع مثل youtube وغيره لأنه سيجد نفسه باتصال من العصر الجوراسي بأسرع مما يظن.. (سرعة اتصال سلحفاة مصابة بالبواسير لو أردت تشبيها واضحا)..
هكذا نكون أتممنا وصفة الانترنت النقال غير المحدود، ونتمنى أن لا يحاول أحدكم البحث عن كاتب تلك العبارات لاغتياله على سبيل المرح لان هذا لن يكون في صالحكم..

قبل أن أنهي فقرة اليوم، هنالك معلومة بسيطة للمغفلين أمثالي، والذين يحتاجون اقتناء هذا الاتصال مجبرين لضرورة الابحار فقط، فلحد الآن، ورغم أن الشركة صدعت رؤوسنا بالعرض الأخير، فلا يوجد أثر للمودمات لدى وكالاتها.. باعتبار أن المفقود مرغوب..

حفظني الله وإياكم من الإصابة بالجلطة..

10 تعليقات

حرية التعبير على الطريقة الفرنسية

حرية التعبير لدى الغرب مفهوم عسير على الهضم والاستيعاب..
عندما يتعلق الأمر برسومات مسئية تمس مشاعر أمة كاملة، فالمسألة عبارة عن حرية تعبير لا تناقش..
أما لو كان الأمر يتعلق بمس بأصبع صغير للصهيونية أو اليهودية، فالقصة تنقلب بقدرة قادر إلى مبدأ أن للحرية حدود، وأن شعبا عانى من الحرق يجب أن تراعى مشاعره، وبلابلابلا…!
لدي هنا مقطع فيديو ذكي لشخص لم يعاني كثيرا ليثبت انفصام شخصية واضح لدي مذيع فرنسي في حلقتين مختلفتين من حلقات برنامج حواري..

ملحوظة1: شكرا لضياء على هذا المقطع..
ملحوظة2: أعتذر لمن لا يفهم الفرنسية..

7 تعليقات