تجاوز المحتوى

الشهر: يناير 2007

مرصد المدونين

هو مرصد جديد..

مرصد غير كل المراصد!

هو يرصد حركاتنا.. أنفاسنا.. خطواتنا.. لا ليحجر عليها، بل ليربت عليها ويطمئن إلى مآلها.. يطمئن على أصحابها..

هو مرصد للمدونين إذن..

والتدوين أصبح لا يفرق عن محاولة عبور الطرقات المزدحمة وأنت معصوب العينين.. فلا تدري من أين تأتيك الضربة، ولا أية سيارة حكومية ستتكفل بتهشيم جمجمتك..

جحا كم، صاحب الفكرة وضع المثياق التالي:

1-يقوم المرصد برصد أخبار المدونين الذين يتم اعتقالهم أو مضايقتهم بمنعهم ‏عن التدوين ‏أو بإغلاق أو حجب مدوناتهم، ويكون ذلك تحت ذرائع هدفها لجم ‏حرية الرأي والتعبير في ‏المجالين السياسي والعقائدي ما لم تخل هذه الحرية ‏بالضوابط التي تفرضها مؤسسات ‏الاستضافة وأخلاقيات التدوين . وهنا يستثني ‏المرصد أصحاب المدونات التي تروج للعنف أو الإرهاب أو الحث على ‏الكراهية العرقية أو الطائفية وأيضا التي يُثبَت أن أصحابها ‏أساؤوا عن قصد إلى ‏دين من الأديان أو حَثُّوا جهارا على الإجرام أو الدعارة أو ترويج سلع ممنوعة ‏‏كالأسلحة والمخدرات. وأيضا الذين تعرضوا إلى مسائل شخصية لأفراد عاديين ‏أي ليسوا من ‏الشخصيات العامة كالسياسيين والفنانين والرياضيين..الخ. كما ‏يستثني المدونين الذين تثبت ‏ضدهم تهمٌ جنائية أو جناحية خارج مجال ‏التدوين.ويكونوا قد اعترفوا أنفسهم هم أيضا بذلك.‏
‏2-‏ يقوم المرصد بالإعلان عن اختفاء مدونة دون سابق إنذار أو توقف مدون ‏عن التدوين دون سابق إنذار منه ‏وتتراوح مدة الغياب بين شهر وثلاثة أشهر. ‏وسيمنح المرصد الأولوية في هذا الرصد لأعضائه من المدونين، على ألا يبخل ‏طبعا في رصد أخبار أي مدون يتعرض لما من شأنه ينال من حقه في حرية ‏الرأي والتعبير. ‏
‏3- سيتابع المرصد كافة أشكال المضايقة الأخرى، ومنها بالخصوص الحجب ‏الالكتروني التعسفي الذي قد تتعرض له هذه المدونة أو تلك في هذا البلد أو ذاك.‏
‏4-‏ لا يروج المرصد أي دعاية لصالح أي جهة سياسية أو عقائدية كانت ويكتفي ‏بمبدأ واحد وهو حرية التدوين، كشكل من شكل حرية التعبير والرأي كما يكفلها ‏القانون.‏
‏5- يخصص المرصد قسما من اهتمامه لقضايا السرقة التي يتعرض لها ‏المدونون من طرف جهات إعلامية تعمد عن قصد ودون إذن من المدون إلى ‏إعادة نشر مواد (نصوص، تدوينات، تعليقات، وثائق، صور، فيديو..) تكون من ‏إنتاجه أو خاصة به.‏

العضوية
يكون عضوا كل مدون دون استثناء بشرط ألا تتعارض مدونته مع ما سبق ذكره ‏في البند الأول من الميثاق وأيضا أن يلتزم بما يلي:‏
‏1-‏ أن يضع رابط لوغو المرصد على الصفحة الرئيسية من مدونته ‏
‏2-‏ أن يعلم المرصد بهذا الأمر حتى يتمكن المرصد من إضافة عنوان ‏مدونته إلى قائمة الأعضاء.‏
‏3-‏ أن يعلم زوار مدونته بتوقفه المؤقت أو الدائم عن التدوين دون أن يكون ‏ملزما بذكر الأسباب وذلك تجنبا لتقصي المرصد لأسباب توقفه. أما في ‏حالة حجب مدونته بشكل تعسفي أو توقيفه بسبب آرائه، فمن المستحسن ‏أن يرسل ، هو نفسه، أو شخص آخر بمعرفته أو بطلب منه، خبر ما ‏تعرض له، إلى المرصد.‏
‏4-‏ أن يعلم المرصد بأي اختفاء مريب لأي مدونة أو باعتقال صاحبها.‏
‏(مرصد المدونين)‏

جُحَا.كُمْ

يتكفل منقذ الضعفاء أمثالي محمد سعيد احجيوج باستضافة المرصد كالعادة..
كما قام فنانا عصام حمود بتصميم شعار للمرصد:

أتمنى لجحا كم كل التوفيق !!

4 تعليقات

أراد أن يكحل عينيها، فخرمهما!

يقول مثل شعبي شهير: جا يكحلها، عماها!”..

ويقول مثل آخر: “يا محبوك.. يا متروك..”..

تبدو لي كل المحاولات ببلدنا العامر تقاتل باستماتة لتطبيق مثل من الاثنين، أو هما معا..

بعضكم يذكر حادثة السويسي التي تحدثت عنها سابقا. كل تلك الفواجع حدثت بسبب مراهق سكير يقود سيارة مرسيدس، سكيرة أيضا على ما يبدو، وهو لا يزال في سن تسمح له بأن يغير (الكافولة) دون حرج كبير. ويبدو أن الطريق الواسعة الممهدة بدت له مناسبة لتجربة قوة عضلات قدميه في الضغط على دواسة الوقود! إنها نفس الطريق التي يمارس فيها الشباب الرقيع ليلا مسابقات على غرار أفلام كـ (2 Fast 2 Furious ) دون أن تحرك أجهزة الشرطة ساكنا لردعها. وأنا أفهم حقا، وأرق لحال سياراتهم التي تعتبر كسلاحف مصابة بالبواسير مقارنة بالسيارات والدراجات من جهة، وأرق من جهة أخرى لحال مؤخرات بعضهم والتي قد تتخلى عن كراسيها لو تمكنوا من القبض على ابن الوزير أو الجنرال الفلاني، أو حتى رجل الأعمال والأفعال العلاني.

من غرائب الأقدار أن المكان الذي حدث به الحادث الذي طارت فيه سيارة أجرة في الهواء، هو نفس المكان الذي قتل فيه طالب آخر لنفس السبب قبل ذلك بسنتين.. والآن فقط، وبعد أن حدث ما حدث، انتبهت الجهات المسئولة إلى خطورة هذه الطريق، وإلى ضرورة وضع “ظهور حمير” بها.. وظهور الحمير هذه تعبير فرنسي عن الحدبات التي توضع على الطرقات لإجبار السائقين على تخفيض السرعة كي لا يجدوا أنفسهم محلقين نحو زحل أو يمتعوا أسماعهم بأصوات تهشم نوابض سياراتهم.

كل هذا جميل! كل هذا رائع! وسيساهم في إنهاء المشكل العويص، وفي نفس الوقت سيساهم في توليد مشكل آخر. فقد سقط على الجهات المسئولة كرم حاتمي غريب لدرجة أنها وضعت أغزر تشكيلة “ظهور حمير” رأيتها في حياتي.. حتى أصبح الراكب يظن نفسه (درغال) يمتطي (السعادة) (*) في إحدى دورات أسبوع الفرس. وبالتالي، أصبح عدد سيارات الأجرة التي تجول بالمكان يتناقص يوما بعد يوم.. بل إن بعضها يرفض أخذك إلى العرفان لو كنت في مكان آخر! وحتى لو قبل فلن يرحمك من سماع أسطوانة (ظلموني) التي اتفقوا عليها جميعا على ما يبدو.

هنالك شيء آخر مثير للسخط: لقد وضعوا ظهور الحمير هذه بنفس لون زفت الطريق، ولم يضعوا أية علامة تحذير تذكر. وكانت أول ضحية شابا رقيعا آخر وجد نفسه يحلق لأمتار كي يقبل الأرض الخشنة الصلبة. وقبل فترة قصيرة فقط، تذكروا أنه لا تزال بضعة دراهم لم تختلس من الميزانية بعد، فقرروا أنه قد حان الوقت لصباغة الحدبات أخيرا.

ربما يكون هذا مثالا بسيطا من بين أمثلة أكثر خطورة. أنظروا معي مثلا ماذا حدث بعد تفجيرات 16 مايو الشنيعة.. أرادت السلطات القضاء على الخلايا الإرهابية، فكادت تقضي على الإسلام كافة. وأصبح وضع اللحية شبهة تفوق شبهة المتاجرة في الحشيش.. تعرفون النكتة الشهيرة: “خرج رجل تقي ملتح من صلاة الفجر صباحا، فوجد في طريق عودته رجلا سكيرا.. فلما رآه الأخير صرخ في وجهه أن اذهب لتختبئ فسيارات الشرطة تتجول في المكان! ثم حمل لفافة حشيش وجلس يدخنها في أمان!”.. ثم بعد الحادثة صوت مجلس النواب على أحقية أي شرطي بأن يقتاد أي شخص كان إلى قسم الشرطة بتهمة الاشتباه بتورطه بالتفجيرات.. هكذا يمكن أن تجد الجزارين والبقالين يملئون السجون نتيجة للاشتباه في تفجيرهم لجيوب رجال الشرطة بالديون المتراكمة على الدفاتر الصغيرة.. ولم يعد أحد لفترة لتا بأس بها يستطيع مناقشة شرطي في شيء ما يدعى حقوقا!

والنكتة الأخيرة هي مشروع الـ 1000 مهندس في غضون 2010. حاليا في المغرب، هنالك ما يقرب من 4500 مهندس يتخرجون سنويا، وقد تم تجهيز مشروع لمحاولة الوصول إلى عتبة العشرة آلاف مهندس سنويا. كيف؟ الجواب عن أصحاب الجواب سهل وبسيط دوما: “نتجه نحو الجامعات.. وبدل أن نسميها إجازة في بعض التخصصات، نسميها دبلوم مهندس!”..

هذا رائع وبديع.. أتمنى فقط أن أرى مستوى جيل مهندسي (التيك أوي) هؤلاء، وهل سيمكن مقارنتهم بمستوى خريجي المدارس العليا.. والأهم: هل سيجدون سوق تشغيل تتسع لهم أصلا!

————————————-

(*) لو سمعت : (السعادة) يمتطي (درغال) فلن يصنع هذا فارقا كبيرا.. أين الفرس وأين الفارس؟ هذا سؤال يؤرقي دوما في مسابقات أسبوع الفرس 😀

2 تعليقان

رؤى 2006 تؤجل إلى ..20 (يمكنك ملء الفراغ بما يناسبك!)

الكثير منكم سمع عن (ميشيل دونوستراديم).. الشهير (بنوستراداموس).. العراف الفرنسي الذي أطبقت شهرته الآفاق بسبب كتابه (قرون) الذي حوى 1000 نبوءة تمسح تاريخ العالم حتى سنة 3797. وهي نبوءات كتبت على شكل رباعيات شعرية يقال أن البعض منها قد تحقق، وأن الذي لم يتحقق منها إنما هو مدسوس على الرجل! الحقيقة أنه أثار جدلا واسعا لأن العديد من رباعياته تم تفسيرها بأحداث بعدها بقرون! لكن الشيء الأكيد أن لا أحد يعلم الغيب! وحتى لو أخبروني بأن الرجل قد رأى راعي أغنام يدعى (فليكس بيرتي)، فجثا أمامه قائلا: “إنني أخضع لقداستك!”.. وحتى لو أخبروني أن (فليكس) هذا هو نفسه الذي أصبح البابا (سكوتس) الخامس بعد 40 سنة من العبارة، فيمكنني أن أفسر الأمر بأي شيء غير علم الغيب: حساسية.. زكام.. جنون.. حصبة ألمانية.. أي شيء!
الكثير منكم سمع عن الرجل إذن، من لم يسمع فقد سمع الآن.. الجديد في الأمر هو أن المغرب قد امتلأ بـ (النوستراديموسات) من جديد. ويبدو أن هؤلاء قد فهموا السين في نهاية (نوستراديموس) على أنها “s” الجمع!

غادي تجي 2006 ويصبح الصباح.. صافي مشا داكشي… بحال شي صابونة هكا، وصبنا داكشي لي كان قبل، ونديرو حاجة جديدة.. طلعت شمس العدل والإحسان..

ترجمة بالفصحى للأخوة العرب: سيأتي عام 2006، ويصبح صباح ينتهي فيه كل ما كان من قبل.. كمن أتى بصابونة ليغسل بها ما كان، ويأتي الجديد.. تبزغ شمس العدل والإحسان..
هذه عبارة قالها الشيخ (عبد السلام ياسين) بالحرف!
أتطلع الآن إلى ساعة الجهاز لأكتشف أننا قد تجاوزنا 2006 ب13 ساعة ونصف، وأبحث على صفحات الأنترنت، فأجد أن الملك (محمد) السادس لا يزال ملك البلاد.. أتطلع إلى القوات المخزنية في الطرقات فأصعق بأن لا شيء تغير.. أصفع نفسي علي أستيقظ، فأكتشف أنني فعلت منذ 6 ساعات!

حقا! كانت العبارة السابقة أكبر خطأ استراتيجي في تاريخ الجماعة..
يمكن للبعض أن يبتلعوا الرؤى الخاصة بالرسول (ص)، والتي أصبحت حكرا على الجماعة.. والرؤى هنا رؤى اليقظة لا الأحلام.. هذا مستوى خطير لم تبلغه حتى العصور المشهود لها بالاستقامة، والتي تلت وفاة الرسول (ص).. لكن البعض يمكنهم تصديق هذا.
يمكن لآخرين أن ينبهروا برسائل النصح التي أرسلها الشيخ للحسن الثاني رحمه الله: هذا رجل تجرأ ووقف في وجه الملك!
يمكن لآخرين أن ينبهروا بحلو الكلام ووسع ثقافة بعض أطر الجماعة! لكن الشيء الأكيد هو أن عدم ثبوت الرؤية الموقوتة يعد ضربة قاصمة لم يحسب حسابها قائلها.. ولست أدري كيف؟!
كنت في البداية أعتبره سياسيا محنكا من النوع الذي يحسن استغلال عباءة الدين الفضفاضة التي اتسعت للجميع مؤخرا، وذلك من أجل تحقيق مكاسب شعبية قد تؤدي لاحقا إلى مكاسب سياسية! لكنني مؤخرا لم أعد أفقه شيئا في طريقة تفكير الجماعة الدينية السياسية هذه!

انتهت سنة 2006 بحمد الله، وبدأت سنة 2007 بحول الله، وأنا أنتظر رؤية هذا التغيير الحاصل، وأتمنى أن لا يأتي أحد أنصار الجماعة ليقول لي أن التغيير قد حصل، وأن الجاهلين أمثالنا لن يحسوه ولن يعيشوه.. هذا سيذكرني بالمدينة الفاضلة الأفلاطونية.. مدينة الظلال!

7 تعليقات