منذ بداية السنة الدراسية الحالية وكلما تفاوضت مع أحدهم بشأن سعر شيء ما إلا وحدثني عن ارتفاع سعر البترول وعن تأثيره العميق الكبير الشنيع في الأسعار..
سائق سيارة نقل البضائع الصغيرة ضاعف الثمن الذي نقلني به آخر قبل شهرين بدعوى ارتفاع سعر البترول.. يبدو أنه يصر على أن يدفع كل زبون سعر برميل بترول في كل توصيلة..
شركات حافلات المدن زادت في قيمة التذكرة لمرتين في غضون 4 أشهر.. والقيمة التي أضيفت على كل تذكرة في كل مرة تعادل القيمة التي ارتفع بها سعر اللتر الواحد من البنزين.. هذا يعني أن الركاب يغطون في المتوسط ارتفاع ثمن 80 لتر، على أقل تقدير ودون احتساب أوقات الذروة، في كل رحلة بين نقطتي البداية والنهاية في المدينة.. يبدو أن شركات النقل هذه متأثرة برواية (جول فيرن) “من الأرض إلى القمر”..
أما عن شركات حافلات المسافات الطويلة، فحدث ولا حرج.. هنالك من أضاف 20 درهما.. وهنالك من كاد يضاعف الثمن تماما إلى بعض الوجهات.. وأذكر أنه في المرة الأخيرة التي عدت فيها من مدينتي إلى الرباط اضطررت إلى شراء تذكرة كتب عليها ثمن 130 درهما، بثمن 150 درهما.. هذا وهم يؤكدون لي أنهم قد باعوني إياها فقط لأنني زبون دائم.. وأن هنالك آخرين رفضوا بيعهم التذاكر بحجة أنها حجزت عن آخرها، وكل هذا في انتظار لحظة الازدحام الكبرى التي يصفعون فيها المواطنين على قفاهم بكل أريحية..
لماذا اتحدث عن هذا الآن؟ ربما لأنني سمعت عن انخفاض سعر البترول ولم أسمع عن انخفاظ أي شيء آخر.. إن الأسعار ببلادنا مرتبطة تماما بارتفاع سعر البترول، لكنها تصاب بالخرس والعمى والعته في مسألة ارتباطها بانخفاضه..
لست أدري لماذا نسمع دوما صراخ ارباب وسائل النقل حينما يرتفع سعر البرميل، رغم أنهم يربحون أضعافا مضاعفة من ذلك من فوق ظهور المواطنين..
تريديون رأيي.. نحن المغاربة نستحق ما هو أكثر..
قبل ان يستهجن أحد هذه العبارة، يكفي أن تعلموا أنه قد صدر قبل فترة قرار بالدار البيضاء يطالب شركات نقل الحافلات بتخفيض ثمن التذكرة، إلا أن سياسة أذن من طين وأذن من عجين، والتي قابلت سياسة الصمت المطبق من ناحية المواطنين، جعلت هذه الشركات تستمتع بنعمة فقدان الذاكرة..
مادام كل شيء على ما يرام، والمواطنون يواصلون الدفع كلما ارتفع السعر، والجميع يكتفون بالتبرم الداخلي، أو يسمعونك استياءهم بصوت خفيض في الحافلات.. فلماذا تغير هذه الشركات من موقفها أو تخفض من أسعارها؟
في فرنسا رفع سعر الحليب ببضعة سنتيمات فقامت الدنيا ولم تقعد جتى تم التراجع عن الزيادة.. فأين مواطننا من مواطنهم..
9 تعليقات