تجاوز المحتوى

الشهر: فبراير 2009

The curious case of Benjamin Button

benjamin.jpg

قدت سيارتي، وقد تحولت إلى طائرة، عبر شوارع الدار البيضاء.. لابد من أن الكثير من “أيها الحمار” وعبارات سباب أقل رقيا قد أطلقت باتجاهي.. ولكن سرعة السيارة كانت كفيلة بتفادي كل شيء، حتى الحفر الأسطورية التي ملأت طرق العاصمة الاقتصادية..
بقيت أقل من عشرة دقائق على البداية، وأنا لا أزال على بعد عشرة دقائق بالفعل.. أضف إلى ذلك خمسة دقائق من اللف والدوران في المرآب ذي الطبقات السبع، مع شراء التذكرة، والوصول إلى القاعة.. هكذا أكون قد خسرت خمس دقائق من الفيلم على الأكثر.. لا بأس.. لو كان الفيلم محكما كما أتوقع فسأفهم ما فاتني بالتأكيد: إن الفيلم الذي لا يهتم بتذكير المشاهد بنقاط أساسية بدأ بها الفيلم، إن وجدت، ليخاطر بأن يصبح المتفرج المتأخر بمثابة حمار كبير يكره الفيلم.. وهم يفضلون الحمير الذين يحبون الفيلم على الذين يكرهونه.

The curious case of Benjamin Button ..

الحياة بالنسبة لبنجامن لا تملك نفس المنحى. ها قد اختصرت لك الفكرة الأساسية للفيلم. إنه كما ترى يلعب على وتيرة “ماذا لو …؟” الشهيرة.. يخيل لي أن معظم كتاب القصص حاليا يعتمدون هذا التكنيك لمحاولة خلق أفكار جديدة.. التساؤل هنا هو : ماذا لو ولد أحدهم بجسد في سن الشيخوخة؟ وماذا لو بدأ جسده يتحرك عكس الزمن؟ يصبح أكثر شبابا كلما تقدم في السن؟ والأهم هو أن روحه وعقله يسيران في المنحى الطبيعي بالفعل..
حسنا.. كنت قد وصلت إلى هذه النقطة في كتابة هذا المقال، فاصطدمت صدفة بمقال الصديق (أحمد رمضان) على موقع بص وطل.. والحقيقة أن إبداع المقال يجعل كل ما يمكنني أن أقوله باهتا أمامه.. لذا قررت أن أقدم لكم الوصلة وأرتاح..

The Curious Case of Benjamin Button ومعركة تمثيلية طاحنة!

3 تعليقات

حكماء الزمن المعاصر

814985254_0885b7e8721.jpg

المتابعون منكم لما تخطه لطيفة، قد قرأ حتما تدوينتها الأخيرة فرشاة أسنان، والتي ليس بين عنوانها ومضمونها إلا الخير والإحسان.. لو شرحت لي لطيفة هذه العلاقة أكون لها شاكرا، لأن الفضول قتل القط، وأنا قط كبير..
تتحدث لطيفة عن هؤلاء المتعالين، الذين يمتنعون عن إلقاء التحية، وأولئك الذين لا يتورعون عن أن يحشروا أنوفهم حشرا في خصوصياتك بطريقة فجة، دون مراعاة لأسلوب تقديم النصح بروية..
حديث لطيفة يجعل مجموعة من الأسماء تتقافز إلى ذهني من هواة الظاهرة الثانية.. الفصيلة الأولى لا تضايقني، فهم الذين يضيعون أجر إلقاء التحية على أنفسهم، وهم بذلك لا يضرونني في شيء.. إنما القبيلة الثانية هي التي تثير الأعصاب فعلا.. وأفراد هذه القبيلة يمكن تقسيمهم إلى مجموعات محدودة:

  • مجموعة القيء: تقوم هذه المجموعة بطرح آرائها في الحياة بشكل يتحول تدريجيا من الحديث عنك إلى الحديث عن ذواتهم الشخصية.. وهكذا بعد أن كنت تعاني من مشاكل خاصة، تصبح غارقا في مجموعة متنوعة من المشاكل التي لا تفهم لماذا تسمعها، وما علاقتها بقضيتك التي لم تطلب رأيهم فيها أصلا.. فائدة هذه المجموعة أنك مع مرور الوقت وارتفاع ضغط القيء الذي يمارسونه تنسى تماما كنه مشكلتك، وكيف انطلق الحديث؟ وكيف وصلتم إلى تلك النقطة المتقدمة التي بدؤوا يحدثونك فيها عن دمل في أصبع قدمهم الأصغر؟
  • مجموعة هستيريا البكاء: وهذه امتداد للمجموعة الأولى، بالإضافة إلى كون عضوها يكون عادة فتاة تربطك بها علاقة ما.. وفي النهاية تجدها قد أجهشت بالبكاء لسبب لا يعلمه إلا الله.. المشكلة مع هذه المجموعة أنها قد تتمخط على كتفك لو كانت علاقتكما من النوع الذي يسمح بأن تعانقها للمواساة.
  • مجموعة “كان غيرك أشطر”: هذه المجموعة تؤكد بعنف وبجنون أن لا تحاول! فمهما حاولت فمصيرك الفشل! يتلخص منهجهم في الحياة في أن يسببوا لك القرف في حياتك وأن يقنعوك أنك أفشل خلق الله.. وهم يصبغون كلامهم دوما بصيغة “أنا أريد مصلحتك فقط.. لا أريدك أن تصدم في النهاية..” .
  • مجموعة يالك من حمار: هؤلاء هم علية القوم.. هم الكرزة فوق التورتة على رأي الأخوة الفرنسيين.. هؤلاء لا يضعون أي اعتبار لما قد تعنيه لك كلماتهم.. هم فقط يرونك مجرد حمار كبير لا يفقه في الدنيا شيئا، وأن عليهم واجب قومي يتلخص في أن يشرحوا لك مدى طول أذنيك: “اختيار سيء!”.. “ذوقك بذيء يا أخي!”.. “مستواك ضعيف في هذا الـمجال!”.. “عليك أن تتمرن أكثر إن كنت تريد أن تجارينا”.. إلخ إلخ إلخ!..

العباقرة موجودون في كل مكان.. في العمل.. في البيت.. في الشارع.. تحت السجاد.. عليك فقط أن تتعلم كيف تتجاهلهم!

5 تعليقات

عن التدوين نتحدث

وصلتني منذ أيام رسالة إيليكترونية تقول:

إسمي صهيب و أنا طالب سنة ثانية ماستر علوم سياسية بجامعة محمد الخامس أكدال – الرباط، في إطار تطبيق لي في مجال السوسيولوجيا السياسية، أنا بصدد صياغة دراسة حول ظاهرة التدوين في المغرب، في محاولة لمعرفة ” إلى أي حد تشكل المدونات لمجال عمومي في المغرب” معتمدا على نظرية ” المجال العمومي Public Sphere ” لـ Jurgen Habermas لمحاولة إيجاد تفسير لهذه الظاهرة؟

و باعتبار أن كل تطبيق أو دراسة ذات طابع علمي، لا بد لها من استعمال التقنيات، كأدوات عملية، صارمة و محددة، يمكن تداولها و نقلها في نفس الظروف، و تطبيقها على ظواهر مختلفة، ارتأيت أن أقوم معكم باستجواب بسيط و مفتوح حول الموضوع

أجبت عن الأسئلة بالفعل.. ولما وجدت أنني لم أتحدث عن الموضوع بالمدونة من قبل، فقد أردت أن أشارككم إجاباتي عن الموضوع لأرى وجهة نظركم، بعد موافقة صهيب المهذبة..
بالتأكيد لا تخلو إجاباتي من تحذلق، لكن هذه طبيعة بشري ضعيف مثلي.. فتحملوني..

pen.jpg

  • هل لك انتماء سياسي؟

إطلاقا.. لا ولم ولن يكون لي..

  • لماذا المدونات؟

أظن أن هذا السؤال والسؤال الموالي يحيلون على نفس الأمر..
يمكنك أن تعتبر المدونات نوعا من الاعلام البديل.. نوع من الإعلام الشعبي، لو سمحت لي بالتعبير.. إنها متنفس من لا يجد مكانا يقول فيه ما يريد بالشكل الذي يريد..
يمكنك أن تعتبر المدونة بيتا فكريا للمدون.. نوعا من التفريغ الذاتي أو الثرثرة بصوت مرتفع، أو محاولة إشباع رغبة الظهور.. أو محاولة لعرض أو فرض أطروحات أديولوجية معينة.. إن من يتحدث عن الخصوصية في المدونة لشخص يعاني من فصام أكيد.. فحتى لو امتنعت عن ذكر معلومات شخصية عنك، فأنت تعرض فكرا خاصا في حد ذاته.. والفكر هو أكبر الخصوصيات الممكنة..

  • إلا ما تهدف في نظرك؟

راجع السؤال السابق..

  • هل لها من تأثير؟

بكل تأكيد.. لكن دعنا فقط نتحدث عن المكان أولا.. هل تتحدث عن المغرب بالضبط أم عن مناطق أخرى؟
أظن أن تأثير المدونات بالمغرب لم يصل بعد إلى المستوى المنشود، إلا أن الأمر حتمي مستقبلا.. نحن نمشي في طريق سلكها الآخرون.. وسنصل لنتائج وصلها آخرون..

  • ما كان دافعك من وراء إنشاء مدونة؟

أنا شخص ملول جدا.. كسول جدا.. لو لم أكن كذلك لكنت قد أصدرت كتابي الرابع أو الخامس الآن.. لقد أنشأت المدونة كنوع من اختبار رد الفعل حيال ما أستطيع كتابته، وكنوع من إجبار النفس على الكتابة.. ربما يكون جوابي محبطا مخالفا لما تنتظره، لكن هذا هو السبب الرئيسي..

  • لماذا المدونات و ليس وسائل الإعلام الجماهيري التقليدية (الصحف – الراديو – التلفاز )؟

لأنك في المدونة تكون رئيس تحرير نفسك، ورقابة نفسك.. أنت الوحيد الذي تستطيع منع نفسك من أن تنشر ما تريد نشره.. المدون يعتبر المدونة شيئا أقل من الكتاب غالبا، كمن يدخل بيته.. أنت لا تحتاج في بيتك إلى ربطة عنق و بذلة كاملة، عكس مقرات العمل الرسمية.. في المدونة تحتاج إلى مجهود كتابة أقل.. لا مجال هنا لمراجعة الأسلوب، ومحاولة الخروج بمقالة أو قصة محكمة (متخرش المية) على رأي الأخوة المصريين.. ما قد تقرأه في مدونتي هو على الأرجح المسودة الأولى والأخيرة..

  • ما الذي تهدف إليه من خلال مدونتك؟

بغض النظر عن هاجس الثرثرة العتيد، وهاجس إجبار النفس على الكتابة، يمكنني ان أقول أنني أهدف إلى امتاع القارئ.. أرى أن هنالك خلطا شنيعا ما بين المتعة والتفاهة.. أنا أحاول محاربة هذا التصور.. أريد أن أجعل القارئ يقرأ فيضحك، وتدمع عيناه، ويشعر بالنشوة.. وفي النهاية يجد بعض الإفادة أيضا، أو معلومة جديدة، أو خبرا لم يسمع به.. لو استطعت تحقيق ذلك فسأكون سعيدا بمدونتي..

  • في نظرك، ما هو أكبر هدف قد تهدف إليه المدونات؟

في أحد الردود على قارئة للمدونة قلت:
يحب المدونون، وكل من يكتب عن نفسه عامة، أن يتحدثوا عن أنفسهم وكأنهم من وجد الحل الأكبر لكل شيء وأي شيء.. وكأن وجهة نظرهم هي الأسمى والآخرون مجرد حمير جر لا يفقهون شيئا.. يتحدثون عن الآخرين بصيغة هم(كما أفعل انا حاليا).. هذه طبيعة بشرية لا يمكن أن ننكرها.. وقد مللت من هذه الطبيعة.. مللت من هذه الطريقة.. مملت منها في نفسي أولا قبل الآخرين..
الفقرة تلخص نظرتي للموضوع: المدونون يهدفون من خلال مدوناتهم إلى أن تجد أطروحاتهم مستقرا خاصا لها، ولا ينفسها فيه أحد..

blog.jpg

  • في نظرك، ما هي إنجازات المدونة المغربية ؟

لو تحدثت عن الأمر فسأنافقك فقط.. لست متابعا جهبذا للمدونات المغربية.. ليس الأمراستعلاء بقدر ما هو مجرد انعدام وقت فقط.. لو كانت هنالك منجزات ما، فلربما هي- المنجزات- تفتقر إلى الدعاية اللازمة لها..

  • كيف تفسر العلاقة بين المدون و المعلق؟

في الغالب تكون العلاقة كعلاقة صاحب البيت بالضيف.. هنالك الكثير من الترحيب، الكثير من التواضع المدروس..
لو تسأل عن علاقتي الشخصية بالمعلقين فيمكنك أن تقول أنني بالجميع أسعد.. المعلق هو شخص بذل مجهودا كي خبرني انه يتابع، ولربما أبدى رأيا أو اثنين يهمانني كثيرا..
لماذا أظن أنني قد أختلف عن الآخرين في هذه النقطة؟ ربما لأن الغرور شيء بشري، وأنا بشري أحمق آخر..

  • هل من علاقة للمدونات و المدونين في المغرب؟ و إن يكن، ما نوع هذا الارتباط،( نقاش متبادل، نتسيق…)؟

لو تغاضينا عن التعليقات والزيارات المتبادلة، وهو ما يجب أن يكون أصلا، فقد ننظر إلى اتحادات المدونين التي أنشأت أو ستنشأ.. ولو أردت رأيي في الموضوع، فكل ذلك مجرد هراء يعوم على نمط البيروقراطية الشهير.. المدون حر بطبيعة التدوين في حد ذاته.. فكرة الانتماء والتنظيم للكتابة تهدم هذا الأساس من البداية.. ناهيك عن ان هنالك تياران متصارعان حاليا لاستقبال أكبر عدد من المدونين.. والخلافات بين التيارين كانت لأسباب تافهة على الأرجح.. أسباب تتعلق بتوزيع المسؤوليات..
كما ترى.. هراء في هراء.. مع احترامي للمتحمسين للفكرة..

  • ما أبرز ما يمكن أن تحققه المدونة ( كظاهرة ) في المغرب؟

أظن أنه من الصعب تحديد جواب ما لسؤال مستقبلي كهذا.. فهذا يتوقف على المدونات في حد ذاتها، وعلى المواضيع التي تنشرها، ونضج كتابها.. لو وصلت المدونات إلى جعل القراء على علم بمختلف التوجهات الفكرية والسياسية، وما يحدث في المغرب وراء الستار لكنت شاكرا..

  • هل من صعوبات تحول دون ذلك؟

يبدو أن المسؤولين قد انتبهوا مؤخرا إلى الخطر الذي تمثله المدونات، لذا بدأت الرقابة تشتد، وبدانا نسمع عن عقوبات وسجن ما إلى ذلك.. الصعوبات تكمن في الحجب المستقبلي الذي سيحدث غالبا كما سبق وحدث في سوريا (بطلة العرب في مسابقة الحجب)، ودول أخرى.. هذا المستوى سنصل إليه عاجلا أم آجلا.. اللهم إلا إذا أخذت الأمور اتجاها آخر..

  • في نظرك، هل من علاقة للمدونة بالرأي العام؟ و إن يكن، ما نوع هذه العلاقة؟ (تفاعل متبادل، تأثير أحادي الجانب، متعدد الجوانب)؟

لا أظن المتابعة الحالية للمدونات تسمح بالتأثير على الرأي العام.. ربما في المستقبل.. المدونات حاليا تعبر عن الاتجاهات الفكرية الأساسية للرأي العام.. حينما تطالع عينة عشوائية من المدونات المغربية، ستستطيع تكوين فكرة عن الرأي العام الشبابي على الأقل.. وهو مستوى لا بأس به على الأقل.. حينما يأتي اليوم الذي يقرأ فيه الابن مدونة والده أو جده، حينها يمكننا التحدث عن الرأي العام العاااااااام..

6 تعليقات

شركة الويب كام للتعري والإعلان تقدم…

msn.jpg

كان يحبها.. أو على الأقل هذا ما يقوله..
كانت ترفضه بعنف، أو على الأقل هذا ما أبدته..
ومضت الأيام، والفتاة تعيش حياتها الافتراضية على msn messenger.. و بشكل من الأشكال، تعرفت على رجل خليجي عبره..
لابد أنهما قد تحدثا كثيرا.. كثيرا جدا.. حتى أنها كانت قد وصلت إلى المرحلة الحتمية: المرحلة المادية المحركة لدوافعها المبدئية في التعرف على شخص خليجي غريب عنها..
كان مستعدا بحماس لأن يحول إليها المبلغ الذي تشاء.. ولم يكن عليها سوى أن تنفذ طلبا بسيطا جدا: أن تمارس طقوس تعري معتبرة أمام الكاميرا على الهواء مباشرة، في حصة انفرادية. عروض حواء الطبيعية، دون شوائب..
لابد ان الفتاة تحمست أكثر مما ينبغي، وإلا فما معنى الفيديوهات الست، التي يصل طول أربعة منها إلى ما يقارب الساعة إلا ربع، واثنين إلى الربع ساعة؟ ناهيك عن الصور..
أريد فقط أن أفهم ما الذي كان يدور بداخل رأسها طوال هذه الساعات من العروض المحترفة.

أجل أجل! ما فهمتموه من الجملة الأخيرة صحيح تماما.. فما أتحدث عنه ليست قصة أكتبها، أو موقفا أتخيله.. ما أتحدث عنه هو شيء وقع حرفيا بمدينتي الأم تيزنيت..

السؤال الأكثر منطقية هو كيف عرفت بهذا الأمر؟
الجواب الأكثر منطقية هو أن الرجل الخليجي لم يكن سوى العاشق المفترض للفتاة. الفتى الذي استغل سمعة الخليجيين الذين يزورون المغرب لسبب وجيه.. اللذين يشوهون سمعة منطقة محترمة تعرفت على الكثير من شبابها الذين غيروا نظرتي للأمور.. استغل سمعة من يشوهون سمعتنا أيضا مع من لا سمعة له أصلا..
وهكذا تجد أن الفضيحة انفجرت كالصاعقة، بعد أن تحولت الفيديوهات إلى نوع من برامج الـ open source التي يتداولها الجميع بكل أريحية بالمدينة، أو ربما خارجها الآن..

لم أشاهد الفيديوهات ولا الصور طبعا، لكن الوصف المصعوق للبعض أفهمني أن الأمر يتجاوز بكثير المسائل البسيطة إلى درجات فظيعة..

لماذا أتحدث عن الموضوع؟ ليس لغرض الإثارة، أو السخرية.. وإنما لأنني أفكر في الأمر كطرح إيديولوجي – كلام كبير- يتعلق بوسائل التربية، ودرجة التحكم التي يستطيع الآباء فرضها في ظل كل ما هو متاح من وسائل الاتفتاح الحالية..

أقول هذا الكلام، لأن أبوا الفتاة أناس محترمون اجتماعيا.. فهل المشكل من التربية بالأساس؟ أم أن ميزان القوى الخارجية، أي ثلاثية: شارع- تلفزيون-أنترنت، هي التي ستنتصر في النهاية؟
الحقيقة أنني أرثي لحالهما، وأتوقع وقع الصدمة عليهما.. لا شيء سيبقى كما كان بالنسبة للأسرة..

هل الحل هو القمع التام للفتاة، أي فتاة، وقطع الماء والإنارة والهاتف عنها؟ أم أن هنالك منهجا متوازنا يمكن نهجه؟ هذا هو السؤال!
أترك لكم حرية التعليق والطرح، وربما أعود لاحقا بموضوع منفرد عن تصوري للموضوع بعد أن أرى أطروحاتكم..

10 تعليقات

رشيدة داتي ترفع رأسنا إلى الأرض الطينية السابعة

في كل مرة سأنتقي لكم مقطع فيديو مثير.. وبما أنني لا أستطيع أن أخرس، فلا بد من أن أتحفكم بتعليق سمج ما..

لدينا نحن المغاربة خلطة جينية مميزة تبقى مسيطرة على تصرفاتنا أينما حللنا، وكيفما كان المنصب الذي وصلنا إليه.. صحيح أن بعضنا يحاول أن يخفي الحقيقة بداخله، ويتظاهر بأنه مختلف وأسمى وأروع، إلا أن الحقيقة تظهر دوما.. الفضيحة هي أن تظهر أمام عيون الكاميرا..

رشيدة داتي، وزيرة العدل الفرنسية المستقيلة خلال هذا الشهر، بعد مجموعة من الانتقادات المتنوعة، وأهمها حملها دون زواج وعدم الاعلان عن اسم الأب.. هذا لو كانت هي شخصيا تعرف هويته.. من أب مغربي وأم جزائرية..

لمن لا يفهم الفرنسية، فليحاول متابعة الفيديو وقراءة الترجمة بالأسفل التي تبدأ بالمقطع الأهم:

المذيع: ووصول رشيدة داتي على الساعة 15h20 بعد نصف ساعة كاملة من بداية الحصة..
إليكم تحليلا مفصلا لحصة رشيدة داتي بدار البلدية:
15h20: توقيع ورقة الحضور.
15h25: قراءة « La croix » (جريدة)
15h25: قراءة « Le monde» (جريدة)
15h32: رسالة هاتفية صغيرة
15h37: الارتماء على « La libération » (جريدة)
15h43: الاهتمام بالأظافر
15h53: جريدة «Le parisien»
15h58: نكتة صغيرة للجار
(ضحكة ساخرة من المذيع)
16h10: استراحة قصيرة تفرض نفسها.. استراحة هاتفية.
16h15: تجب العودة للتصويت، لكن التصويت كان قد بدأ طبعا، هذه هي الطريقة التي تصوت بها رشيدة داتي.
صوت رئيس الجلسة:
– من يوافق؟ (رشيدة داتي وصلت لمكانها)
– من يعارض؟ (رشيدة داتي ترفع نصف يد مع ابتسامة من نوع إعلان “توني جونسيل” لو كان بعضكم يذكره.. (معجون أسنان))
17h20: نهاية اليوم.. ردة فعل رشيدة

رشيدة داتي: كان يوما ممتلئا، مع الكثير من التركيز والمواظبة..
(ضحكة الضيوف، والتصفيق الحار)

17 تعليق

بين الصراخ والتجاهل والدماء والدموع والمقاطعة

إحساس بالبرد يتسرب من فرجة ما.. لفحة باردة تسوط الجزء المكشوف من ظهرك.. هذا الجزء العاري موجود دوما كل صباح.. حتى لو أرتديت عباءة طويلة، وأدخلت جوانبها تماما في سروال النوم، وأحكمت ربط الحزام، فستستيقظ صباحا لتكشف أن الجزء الخلفي من العباءة، الجزء الخلفي دوما، قد خرج من مكمنه، ورسم فوهة مدفعية من البرد الذي يوجه إلى أسفل ظهرك، او أعلى مؤخرتك أيهما أقرب إلى تصورك الشخصي..

تلتف في ملاءتك كالشرنقة، وتعيد تأخير منبه هاتفك النقال بالعشر دقائق الخامسة.. لكنك سرعان ما تقرر الخروج إجبارا من المكمن الدافئ لأنك بدأت تلعب في الدقائق الإضافية الأخيرة قبل أن يبدأ موعد التأخر الرسمي. هذه العادة القبيحة لا تزال تلازمك طبعا.. ظننت يوما بنزعة تفاؤلك المغفلة أنك قد تخلصت منها إلى الأبد.. الوقت يثبت لك دوما كم كنت ساذجا.

تنزل بدون إفطار طبعا لأنك أدمنت شعورا زائفا بالشبع بعد النوم، لا يزول إلا مع مرور ساعة على الأقل.
البرد وصوت المحرك المتحشرج الذي يرنو إلى الدفء بدوره.. لابأس.. لقد ألفت ذلك على مضض.. الدورة الشرفية المعتادة لجمع المجموعة المرافقة، والطريق إلى العمل بالمدينة الأخرى كالعادة منذ ما يربو عن الشهرين.

تشغل السائق الأوتوماتيكي، المكون من يديك وقدميك وعقلك الباطن، وتسبح في ملكوت الله الواسع بعقلك الواعي.. بين الفينة والأخرى، لو كان صديقك (كريم) مستيقظا بما فيه الكفاية، فقد تنخرط وإياه في حوار يتلخص في التناوب على إطلاق مجموعة من القذائف الساخطة على الوضع والعمل والعالم.. ولا بأس بأن تصبغ رؤوس هذه القذائف بسخرية لاذعة مريرة على سبيل تجزية الوقت.. إن المثل القائل “هم يضحك وهم يبكي” يثبت كفاءته دوما..

العالم يغلي، وغزة تقصف، وكل علاقتك بالأمر هو أصوات المذيعين عبر الراديو تعمل كرافعات للضغط ومهشمات للأعصاب.. تكتشف أنك تعيش في عالم آخر بعيد عما يجري.. تتجاهل التلفاز أينما ذهبت.. لكن عينيك وحواسك لا تطاوعك دوما، وتبقى تسترق النظر بين الفينة والأخرى، بهذا المقهى أو بالآخر.. تنظر وتتألم وتهرب.. تقوم بما تستطيع القيام به فعليا، تقدم من مالك ما تستطيع دون أن تجد نفسك مجبرا على أن تصرخ بالأمر كعادة البعض.. وأنت على يقين من أنك لا تزال بعيدا عما يجب فعله أصلا في مثل هذه الحالات، لكن شعورك بالعجز يغلفك..

إنهم يصرون على تعذيبك.. هم يفعلونها بحسن نية غالبا، لكنهم يفعلونها بشكل يذكرك بفشلنا الفظيع، ويذكرك بأننا أبطال العالم في الصراخ.. الآلاف من الإيميلات، والمئات من المجموعات على Facebook على اعتبار أن كل عبقري يكتشف فجأة أنه يجب عليه صنع مجموعة للصراخ من أجل غزة.. والحصيلة تشتت كبير بين المجموعات.. حتى لو كان لبعضها هدف أو وسيلة مساعدة فكيف يمكنك أن تميزها بين المئات الأخرى؟

المئات من الإيميلات التي تصلك لا تفعل سوى الصراخ، مع بعض مقترحات الصيام الجماعي والدعاء من أشخاص ربما لا يفكرون إطلاقا في ما يرسلون أو ما يكتبون..
مثال بسيط يتلخص في رسالة تذكرنا بقنـــــــوت النــــــوازل.. وقنوت النوازل سنة ثابتة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا نزلت بالمسلمين نازلة، يقومون في كل صلاة بعد القيام من الركوع الأخير بالدعاء بما يناسب النازلة.. على أن يكون الدعاء قصيرا ومقتصرا على النازلة.. ثم يقترح كاتب الإيميل دعاء من عنده.. هذا شيء جميل بالفعل، ويذكرنا بأمر مهم.. فقط لو لم يكن الدعاء بطول عمود بجريدة ما.. هنا يظهر التناقض جليا مع ما يقوله بنفسه.. إن الحماس يغيب عنا القليل من العقل.. هذه مشكلة عويصة بالفعل..

gaza.jpg

ثم ماذا بعد ذلك؟ نحن على بعد ثلاثة أسابيع من توقف القصف.. والصمت التام يخيم على الموضوع بالمجتمع.. البعض راض عن نفسه لأنه أدى واجبه التام في الصراخ وحضور الندوات والوقوف في خمسمئة وقفة احتاجية من كل صنف.. أجل.. الوقفات عندنا يا سادة متنوعة بحسب الواقفين، والتضامن عندنا يتم بالانتماء.. فتجد وقفة الأطباء، ووقفة المهندسين، والوقفة النسائية، ووقفة النقابات، ووقفة الطبقات العمالية، ووقفة الأطفال الرضع.. كأننا لا نستطيع أن نعلن عن وقفة شاملة عامة دون أن تصرخ الجهة المنظمة أن “واك واك اعباد الله راه حنا لي منظمين الوقفة التضامنية”..

ماذا بعد؟ عاد كل إلى مشاغله، وتوقفت كل أشكال الرسائل الإيلكترونية تقريبا، وكأن كل شيء قد انتهى، وتعود حليمة إلى عادتها القديمة..
مشكلتنا نحن العرب، أن نفسنا قصير للغاية.. نحن مثل الألومنيوم، نسخن بسرعة، ونبرد بذات السرعة.. هذا شيء يراهن عليه أعداؤنا بشدة..
مشكلتنا أننا نتحتاج إلى شيء من الدرامية كي تثار حفيظتنا.. منذ متى وغزة محاصرة وسكانها يموتون في اليوم ألف مرة؟ منذ متى والأطفال يموتون جوعا وبردا؟ الموت البطيء الشنيع الذي يسبب الملل للمشاهدين..
أنت أيضا، يا من تكتب هذه الكلمات، تعاني من نفس الأعراض.. ولكنك لاتنكر ذلك على الأقل، ويبقى ضميرك يخزك باستمرار.. لم تكتب شيئت عن الموضوع من قبل بالفعل.. هذا حق.. ربما لأن الموضوع قتل كتابة، والذين يقرؤون لك يعرفون كل ما ستقوله من الألف إلى الياء أكثر منك لأنهم ربما تسمروا أمام الجزيرة.. على العموم هنالك ما هو أكثر من الجهاد الاليكتروني، كما يسمونه، أو من مجرد تعويض كل صورك في المنتديات والمجتمعات الإلكترونية بصورة “كلنا غزة”..

ماذا عن مسألة المقاطعة: رويدا رويدا تخفت حدتها، وبعد مدة تجد مطاعم ماكدونالدز عادت إلى نفس الامتلاء، وتجد زجاجات الكوكاكولا والبيبسي كولا تغرق الموائد مجددا، والبعض – ممن يتمتعون ببعض الخجل الاجتماعي- يتنفسون الصعداء لأن باستطاعتهم الاستهلاك بقدر أقل من تأنيب الضمير..
وتبدأ بعض الردود في المنتديات من طراز: « على فكرة أنا لا أؤمن بفكرة المقاطعة في وضعنا وموقفنا الحالي.. »

هنالك منطق بسيط اتمنى أن تتحملوه:
قاطع كل ما هو واضح، ما لديك بديل عنه، أو ما لا يمكن ان يقتلك التخلي عنه..
لن يمكنك التخلي عن معالجات الكمبيوتر لأنه لا يوجد بديل، إلا العودة إلى عصر ما قبل الكمبيوتر..
لن يمكنك التخلي عن أكل الخبز ذي القمح الأمريكي لأنك لن تعيش بدونه، وإن وجدت بديلا من شركة وطنية مضمونة فافعل.. وإن كان هذا البديل غير منتشر أو الوصول إلى منتوجه صعب جدا فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها..
في الاتجاه الآخر يمكنك التخلي عن المشروبات الغازية تماما وتعويضها بالعصير الطبيعي.. أنت تقدم خدمة لجسدك نفسه هنا بالمناسبة..

المقاطعة سلاح فعال ومؤثر، لا شك في ذلك، وحتى لو كان ماكدونلدز في المغرب تابعا لشركة مغربية معروفة، فأنت ستقاطعه لسبب بسيط: يجب أن يبحثوا عن البديل وأن يكفوا عن دفع حقوق استغلال لماكدونالدز.. ولو قاطعناهم جميعا لبحثوا عن بديل..

أقرأ أيضا:

البعض يصرخ.. البعض يصمت.. سيان!

13 تعليق