جلست برفقتها أستمتع بأحزان الفراق الوشيك.. هنالك متعة دفينة في الشعور بالحنين قبل الفراق.. حينما تجلس مع نفسك وتتذكر كل اللحظات الممتعة، وكل الاحاسيس التي عشتها في مكان ما أو برفقة ما. لحظات ما قبل الفراق هي أكثر اللحظات التي تستمع فيها بهذا الإحساس.
نظرت إليها نظرة حنونة.. نظرتُ لمن قست علي كما لم يقس الزمان ذاته. طفقت أتذكر طلباتها المتكررة التي أرهقت جيبي وحرمتني متع الحياة الأخرى. لم تكن سيئة حقا.. لم تخني يوما، ولم تخن توقعاتي.. لكنها كانت عابثة أكثر مما يجب. ولم تسمح لي قط بأن أدخر مليما واحدا لم تسلبني إياه. بل وصلت بها الوقاحة إلى أن تدفعني إلى الاستدانة لأجل سواد عيونها. لست أذكر من صاحب عبارة تقول ما معناه: “قد أقبل أن تنفقي حتى آخر مليم أملكه، لكنني لا أستطيع تركك تنفين ما لا أملكه”.. معها لم أطبق هذه النظرية قط! وحينما استيقظت كان قد الأوان فات!
الآن وحينما حان وقت الفراق، لا يسعني إلا أن أتذكر لحظاتنا الجميلة معا.. تلك اللحظات التي كانت تحتويني فيها، فأشعر بسكينة وراحة.. لكنني الآن لا ملك سوى فراقها..
ملحوظة: لابد وأن الرسائل ستصلني بالجملة، ولربما رن هاتفي النقال أكثر من مرة كما ألف بعض المتحمسين حينما يجدون فضيحة لي على النت.. لذا من الضروري أن أشير إلى أنني أتحدث عن سيارتي هنا.
28 تعليق