قد بدأت أقدامكم تتورم من طول الجولة.. أعرف ذلك.. كما بدأت أملها أنا أيضا.. والدليل أنني أتعذب لكتابة هذه الحلقة.. لذا قررت أن أنهي الجولة هنا على الرغم من أننا لم نكلمها بعد.. سأدعكم تكتشفون باقي الأمكنة رويدا رويدا..
سابقا في مذكرات طالب بالأقسام التحضيرية:
مذكرات طالب باﻷقسام التحضيرية
مسار الأف ميل:خطوة البداية (1)
مسار الألف ميل: خطوة البداية (2)
جولة سياحية معتبرة(1)
جولة سياحية معتبرة(2)
جولة سياحية معتبرة(3)
انتهى جو الاستجمام الذي حظينا بها نهاية الأسبوع قبل بداية الدراسة.
إنه اليوم الأول.. كل شيء يبدو جديدا غريبا.. كأننا في أضغاث أحلام..
استيقظنا بقوة الإرادة فقط في السابعة صباحا.. نزلنا للفطور بعد التزود بالسكين الأثرية..
حقا!! لم أحدثكم عن هذا بعد..
كان لنا الحق في الحصول على غطاء من النوعية التي استعملها الجنود أيام الحرب العالمية الأولى.. ذلك النوع من الأغطية التي تقاوم البصق عليها بصعوبة، فما بالك لو أخبروك أنك ستتدثر بها. لقد أحضر كل منا أغطيته ومخدته معه، إلا اللذين كانوا يملكون تصورا ورديا عن المكان.. وهؤلاء كان سيصبح لديهم تصور أسود من البترول عن أ/راض الجلد والحساسية لو لم يسارعوا باقتناء أغطية مناسبة.
الشيء الوحيد الذي كانت تصلح له أغطية المركز هو الفرش على أرضية الغرفة، وقد كانت هذه جريمة يعاقب عليها القانون المدني في المركز -ممثلا بـ(بعبول)- بالحرمان من هذه الهبة الرائعة.. وهو الشيء الذي لم نكن نبالي به كثيرا لو لاحظتم.
كانت هناك أيضا المخدة المقرفة التي لو وضعت عليها وجهك فلن يكفيك بعدها غسل خدك بماء النار (الماء القاطع) كي تشعر بالنظافة من جديد.
ثم هنالك الإزار الأبيض الذي لم يعد كذلك، والذي ينطبق عليه نفس تأثير المخدة..
أما الهبة الفريدة التي أنعموا علينا بها، فهي شوكة وسكين من العينة التي استعملها أبرهة الحبشي قطعا في يوم من الأيام.. هل تعرفون ذلك النوع من السكاكين الذي يمكنك أن تحاول قطع شرايينك به بأقصى قدر من الأمان؟ ذلك النوع الذي يفشل في تقطيع زبدة ساخنة؟ كان هذا إحداها..
ونظير هذه الخدمات الرائعة طبعا، كانا مجبرين على دفع مائة درهم، أي ما يعادل اثنتي عشر دولارا ونصف تقريبا، ككفالة.. وهذا بغض النظر عن كوننا أخذنا هذه الأغراض أم لم نفعل.. وعند ضياع الشوكة أو السكين مثلا فيمكنك أن تقرأ سلامك للكفالة بأكملها.. أما لو تسببت بضياع شيء أكبر حجما فحينها ستدفع ثمنه زيادة على الكفالة بالعملة الصعبة طبعا..
تفهمون الآن لماذا لم نعد نأخذ السكين أو الشوكة إلى المطعم.. إنهما من النوع الأثري الذي يصعب إيجاده في السوق.. لذا لا داعي للمخاطرة.. إن اثنتا عشر دولارا تساوي خمسة كتب جيدة في نهاية السنة الدراسية..
إن المتحمسين لحمل السكاكين يدفعون ثمن ذلك غاليا في الفطور بالمطعم حينما يبدؤون بالبحث عنها بعد إقراضها مجبرين لآخرين أمثالي..
اتجهت إلى سلة الخبز، والتقطت نصف رغيف.. ثم رنوت على الطاولة المجاورة حيث وضعت مستلزمات الفطور.. وتتلخص هذه في إناء به مربى، و صحن به قطع ضخمة من الزبدة.. قطع صلبة بفعل البرودة بشكل تحتاج معه إلى شيء أكثر من الإرادة والنوايا الطيبة كي تستطيع دهن رغيفك بها.. وهذا ما يجعلك مجبرا على وضعها متقاربة فقط وسط الرغيف قبل أن تقضمها كالجبن..
أفطرت و(عبد الله) ثم عدينا إلى الغرفة.. لملمت دفترين في حقيبتي الجلدية.. ومن ثم اتجهنا مبكرين إلى الجناح الدراسي..
إن مركز الأقسام التحضيرية يقاسم مدرسة ثانوية المكان.. هذا يعني أن هناك جناح خاص بنا، وجناح خاص بطلبة الثانوي.. لكننا جميعا كن نتقاسم الساحة.. وهذا ما شكل أملا كبيرا لدى الشباب لمصادقة فتيات حقيقيات بدل المخلوقات المرعبة التي كانت تدرس معنا..
قبل أن تبدأ الفتيات بإلقاء الطماطم علي، أو تدخل إحدى المحمسات لترد علي بأنني سافل، أو أي ردة فعل مبهجة من هذا القبيل، أريد أن أنوه هنا أنني أتحدث عن رأي السواد الأعظم من الشباب في تلك الفترة..، ولا أتحدث عن رأي خاص..
أرى عيونا خبيثة، بعضها يقدح شررا، تنظر إلى شذرًا، وتسأل: ما رأيك أنت إذن؟
لن أحاول التهرب من الرد حفاظا على حياتي..
ليس لدي اعتراض حقيقة على الفتيات اللواتي كن يدرسن معنا.. بعضهن يستحق الاحترام والإعجاب معا.. لكن الشيء الوحيد الذي كنت أؤاخذه على أغلبيتهن هو أنهن لا يتبسطن في تعاملهن.. بل كن ينظرن إلينا باحتقار غير عادي.. قد أكون مخطئا أو مبالغا، لكن الغالبية كانت تعاملنا بنوع غير مفهوم من الترفع، وتواجهن أية محاولة للتقرب منهن، ولو على سبيل الزمالة، كأنها محاولة سبي.. و أنا لا أتحدث عن نفسي هنا بالمناسبة، فقد كنت سلبيا إلى درجة غير عادية خلال تلك الفترة بالذات.. لكنني كنت ملاحظا جيدا، ومتابعا خبيرا للأحداث..
وفي نفس الوقت، كانت فتيات الثانوي ينظرن إلينا كأننا مخلوقات خرافية قادمة من كوكب العلم الأوحد.. لذا كان اختيار الشباب واضحا ومبررا..
حان الوقت للدخول إلى القسم!!
لكن هذه حلقة أخرى..
تابع القراءة: سمير.. سمير.. أشياء مشابهة
اقتباس:
“شوكة وسكين من العينة التي استعملها أبرهة الحبشي قطعا في يوم من الأيام.. هل تعرفون ذلك النوع من السكاكين الذي يمكنك أن تحاول قطع شرايينك به بأقصى قدر من الأمان؟ ذلك النوع الذي يفشل في تقطيع زبدة ساخنة؟ كان هذا إحداها..”
ههههههههههههه
أخي لم اتمالك نفسي من كثرة الضحك وذلك مع بداية أول سطر حتى النهاية…
اتنمى ان استطيع مراسلتك لمساعدتي في تحرير رسالة ان كان وقتك يسمح
وشكرا مسبقا لك
بريدي مسجل في Gmail وهو يستعمل الترميز UTF-8
شكرا لك على المقالة الرائعة حقا
وهنيئا لي بهذه السلسلة الممتعة.
لقد أكثرت عصام
قد يظن البعض أن المهندسين المغاربة قد درسو في إحدى المدارس الكنسية بالقرون الوسطى
لقد كان هناك جزء صغير من الكأس مملو ء ليس كله فارغ
[…] عصام إزيمـي: – يوم أول!! هاهاهاهاهاها.. […]
عبد المنعم
سعيد أن راقتك السلسلة و اتمنى ان تكون دوما عند حسن ظنك..
لقد عانيت كثيرا في السابق من مشاكل اللغة العربية مع GMAIl.. لست أدري لماذا يعتمدون هذا الترميز رغم أن الجميع يستعمل arab windows للترميز..
على العموم انت رسائلك أصبحت تصلني بوضوح وأنا في آخر مرة أرسلت لك الرد على إيميلك في ملف وورد مرفق لتفادي المشاكل..
حسنا..
يمكنك ان تراسلني بموضوع الرسالة متى أحببت..ى فقط استعمل الملفات المرفقة ..
مضفر المغربي..
هناك احتمالان لا ثالث لهما:
1- أن بيتك كان بطنجة مما يعفيك من أن تقطن بالداخلية دوما..
2- أن داخلية طنجة أفضل بكثير من داخلية أكادير التي لم ترها قطعا كي تحكم إن كنت قد أكثرت أم لا..
بالمناسبة.. هناك أكثر من أربعة قدماء بالأقسام التحضيرية بأكادير ردوا هنا دون أن يشيروا مرة واحدة إلى أنني أبالغ.. ربما أستعمل أوصافا مثيرة نوعا، لكنني أصف بها الحقيقة كاملة..
لست أدري ما الذي أثار حفيظتك في هذه الحلقة بالذات رغم ان بسابقاتها ما هو أفظع؟ هل هو السكين الأثري ام الأغطية.. يبدو أن السكاكين في طنجة أفضل حالا منها في أكادير 😀
شيء آخر.. أنا أحكي عن ذكريات الآن.. هذا يعني أن ما أقوله كان قبل ثلاث سنوات من الآن..
سمعت أن الأكل مؤخرا قد تم تحسينه بالمركز.. لكنني لم أر شيئا بعيني.. أنا فقط أحكي ما عشته بنفسي، ولا أريد أن يظن أحد غير ما هو موجود بالحقيقة..
ثم بيني وبينك.. ألا تشبه مراكز الاقسام التحضيرية مدارس الكنسية بالقرون الوسطى بأنظمتها الصارمة وضغطها النفسي على الطلبة؟
لست أدري كيف الحال عندكم، لكنك ستكتشف مع استمراري بالكتابة هنا كيف كان تعامل الادارة سواء بالداخلية او الخارجية صارما بشكل أكثر مما يجب..
حمود عصام..
غيرت أسلوب ضحكك مؤخرا؟ 😀
آسف على هذه الرزالة لكن أرجو أن تراسلني على هذا العنوان … jamakacy1@hotmail.com et medelectro@otmail.com .. استعملهما معا كي تصل الرسالة
و مرة أخرى أعتذر..
[…] (سمير).. (سمير).. أشياء مشابهة.. سابقا بمذكرات طالب في الأقسام التحضيرية: يوم أول […]
بسم الله الرحمان الرحيم..
أحسنت يا عصام.. لا شيء يبعث الراحة في النفوس كقول الحقيقة.. أنا متأكد أن كل ما قلته صحيح مائة و ثلاثون بالمائة.. و من يخفى عليه حال المغرب يا أخي ؟.. أليس أجمل بلد في العالم، كما جاء في ذلك الإشهار الشهير ؟؟..
على العموم، واصل يا صديقي كتاباتك الساخرة، الممتعة.. فهي على الأقل منبثقة من الواقع الحي.. و ليس من الإمبراطوريات الخيالية المليئة بسيوف الليزر و المخلوقات الفضائية !..
شكرا لك على هذ ه الرواية التي هي من ارص الواقع فطبعا جل داخلية مدارسنا شبيهة بسجن كنبرا اسف على هذا التعبير ولكن هذا هو الحال فمن لم يريد اتمام دراسته في هذه المدارس فليتجه نحو افران ولا ينسى ان يحرر شيكا كل اخر شهر بمبلغ30000 درهم
عصام لماذا لم تتم ما بدأته في روايات
أيها الوغد
عااااااااااااااا
وكالعادة الفصول جميلة جدًا
أي!!
لا داعي للضرب..
سأنشر ما يوجد هنا بإذن الله قريبا!
ton msn SVP
تجده يا أخي واضحا في الصفحة الأولى..
أتصل بإيميل ياهو أيضا على msn ولكن بشكل نادر..
ربما طريقتك الساخرة و الذكية ايضا هي اللتي جعلتني ” نموت” امامها من الضحك….فعلا لقد اجدت النقد..
قرات مدونتك كاملة..رائعة بحق وتنم عن موهبة ..
انا فتاة ..سنة اولى باك ع ر ..
وكما قد رايت ف mon pseudo تحت اسم architecte
ولك ان تعتبره حلمي الكبير الذي اعمل الان على تعبيد الطريق اليه..
ما اريده هو توجيه من مجرب (انت) ..في ما يخص “رحلة الاف ميل” اي ما يتعلق ب CPGE
و هنيئا لك على المدونة الرائعة..
[…] تابع القراءة: يوم أول!! […]
[…] معتبرة(1) جولة سياحية معتبرة(2) جولة سياحية معتبرة(3) يوم أول!! سمير.. سمير.. أشياء […]