تجاوز المحتوى

الشهر: فبراير 2006

نظرية المؤامره: موضوع رسوم سب الرسول (ص) ثانية..

قرات ردا بديعا للفرعون الأخير، أحد أعضاء منتدى شبكة روايات التفاعلية حول المسألة، والحقيقة أنني وجدته يعبر بالحرف تقريبا عن المعلومات التي كنت أحاول تجميعها مؤخرا، وتعثرت بسب الانشغال بالامتحانات..
هذا هو الرد من الموضوع: عن رد الفعل الاسلامي بخصوص الرسومات المهينه للرسول عليه الصلاة والسلام

رأيي الذي احببت ان أأخره
ما السبب في اثارة الموضوع الان بعد النشر بعدة اشهر…
من المستفيد؟وكيف؟…اقرأوا معي…
في البدايه نشرت الكاريكاتيرات في دوله واحده في جريده واحده …الدانمرك ,يولاندس بوستن…
ولكن بعد ان ثارت الامه الاسلاميه حفظها الله لقوتها وعزتها وكرامتها انظروا الى تلك الخريطه لتفهموا حجم المأساه.
carte

الدول ذات اللون البرتقالي هي الدول التي نشرت فيها الكاريكاتيرات…
وكل هذه الدول انتهت كل مشاكلها,واصبحت الراعي الرسمي لحرية الرأي والتعبير ,واصبح المسلمون هم اعداء حرية الرأي والتفكير ,اي بكل بساطه اعداءهم…
ولان الكل اراد ان ينفي عن نفسه تهمة كراهية الرسول,وجدنا المزايدات على حب الرسول في الدول الاسلاميه…جماعات تستهدف الاجانب,حرق سفارات,مظاهرات ضخمه,اعمال شغب وعنف,وكأنها الاهانه الاولى الموجهه للرسول او الاسلام,ففي الوقت الذي نثور بسبب بضعة كاريكاتيرات نشرتها صحيفه من الدرجه الثانيه في الدانمرك (لا يتعدى معدل نشرها الخمسة الاف نسخه بحسب كلام رئيس المراسلين الاجانب في مصر والذي لا يحضرني اسمه حاليا),في نفس الوقت نجد ان المسلمين يضربون ويهانون ويغتصبون في السجون الامريكيه والبريطانيه في جوانتانامو او العراق , ولم يتحرك احد,نسوا ان المسلم عند الله اغلى من الكعبه ذاتها ,ولكن هذا ليس موضوعنا الان…
هل ادرك احد ما ابتغيه؟!,حسنا بكل بساطه في وسط كل ما يحدث حولنا ,لم نجد اي من الحكومات تعارض ما يحدث من اعمال شغب وتظاهرات…بل ونجد شيخ الازهر المبجل المعروف بمواقفه الحاميه للاسلام (لسريعي النسيان تذكروا موضوع الحجاب في فرنسا) يقود مظاهره بنفسه …هل ترون,الحكومات تتيح الفرصه للشعوب المقهوره المكبوته المغلوله لكي تخرج ما بداخلها,وبدلا من ان توجهه في الاتجاه الصحيح توجهه الى الدانمرك ذات النفوذ السياسي الضعيف…هل كان هذا سيكون موقف الحكومات الاسلاميه لو كانت تلك الاعمال موجهه للولايات المتحده؟! لا اظن ذلك…
ناهيك عن الشهره الغير مسبوقه والتي نالتها الجريده الحقيره بسبب هذه الفعله,مما شجع العديد من الجرائد الباحثه عن الشهره ان تنشر هذه الرسوم باسم حرية التعبير ولعل الصوره التاليه ستريكم ما حدث…
diagramme
هذا الرسم البياني يمثل معدل الدخول على موقع الجريده في ستة اشهر,اظن انه لا احتاج الى ان اعلق هنا سوى ان هذا عن دخول الموقع ,فماذا عن المبيعات نفسها؟!!
ومن الناحيه الاخرى…تضاءلت الاصوات المعارضه للولايات المتحده الامريكيه او بمعنى اصح لم تعد تظهر وسط الاصوات المناديه بدماء الدانمركيين..الولايات المتحده هي الاخرى خرجت فائزه من الموقف,وخاصة بعد تصريحاتها بان نشر الرسوم موقف غير مسئول….
وفي الناحيه الاخرى,خسرنا نحن الدول الاسكندنافيه التي كانت من الممكن ان تكون حليفا لنا وما اشد حاجتنا لحلفاء في وقتنا الحالي…
وخسرنا العديد من الدول الاخرى والتي تكفل الاعلام بتشويه صورة العرب كاعداء للحريه فيها ,فنجد دول بها ناس تموت جوعا من الفقر صارت اهم مشكلاتها حرية الاعلام ,وصارت صورة العرب والمسلمين اسوأ واسوأ….
بصراحه الخاسر في كل هذا هو المسلمين…لم نفهم قواعد اللعبه …

محمد
قالوا ان العرب مرضى بنظرية المؤامره….ربما كان كلامهم صحيح.

8 تعليقات

محضر غير رسمي

من المفترض أن يكون هذا باباً ساخراً.. لكنني أكره دخول البيوت من أبوابها.. لأن هذا يكون غير صحي في أغلب الأحيان كما تعلمون.. لا أحد يدخل بيت أحدهم من بوابته ليسرق أسراره ويفضحه على الملأ.. لذا فالدخول السري من النافذة يناسبني أكثر..
هذه إذن نافذة ساخرة.. والنافذة الساخرة غير النافذة الكوميدية.. فمن كان يتوقع أن ينقلب على ظهره من الضحك فلن يجد ضالته هنا.. لأن الواقع أشبه منه بكوميديا مبكية أكثر منه بكوميديا مضحكة..
فلنطل معا من النافذة و لنسترق الرؤية..

Interrogation

س: اسمك؟

ج:شاب مغربي، وربما يمكنني أن أضيف بكثير من الحذر أنني عربي..

س: سنك؟

ج: يتراوح بين السادسة عشر و أبعد حد يمكنك تصوره عن الشباب.

س: جنسك؟

ج: ذكر أو أنثى أو ما بينهما.

س: ماذا تقصد بما بينهما؟

ج: لو استبعدت نظرية الخنثى، وهي ظاهرة طبيعية لا يد لنا فيها، فما يتبقى لديك من خيارات ليس مستعصيا على الفهم.

س: مهنتك؟

ج: “بدون”..

س: !!

ج: “بدون”.. هذا ما وضع في بطاقتي الشخصية.. لو دققت في لهجتنا الدارجة ستكتشف أن الكلمة معناها وعاء أجوف.. وهذا لا يبتعد كثيرا عن الحقيقة..

س: شهادتك؟

ج: شهادتي متواضعة لا تسمح بترف الحصول على مهنة مناسبة في هذه البلاد السعيدة.

س: ما طبيعة الشهادة بالضبط؟

ج: دكتوراه في الفيزياء النووية.

س: من (نبوية) هذه؟!!

ج: رحم الله علمك يا (عادل إمام).

س: متزوج؟

ج: إلى أية لغة تنتمي هذه الكلمة؟ معذرة فهناك مصطلحات عدة نزعت صفحاتها من القاموس.. كلمات كزواج واستقرار وحب وحياة وكرامة وإنسانية وعرب.. واللائحة أطول من شريط الحدود الذي يطوقنا.

س: بصفتك شابا محافظا، ماذا تفعل كي تخرس رغباتك الداخلية ما دمت غير متزوج؟

ج: يمكنني القول بأنني أمارس رياضة عنيفة أفجر بها كل هذه الطاقات.. هذا ما يقولونه جميعا.. لكن الكل يعرف أن الطاقة أنواع، و أنا أعلمكم بذلك بحكم تخصصي.. لذا لا داعي للنفاق.. يمكنني القول أيضا بأنني أعتصم بحبل الله وأتعبد وأتناسى شهواتي.. لكن الجميع يعلم أن من ينطبق عليهم الوصف هم صفوة نادرة في العالم.. وطبقا للقواعد الإحصائية، يمكنني أن أقول بأن احتمال انتمائي لهذه الفئة يؤول إلى الصفر.. ثم من الذي يضمن لكم ما أفعله حينما أختلي بنفسي؟

س: بصفتك شابا غير محافظ، ماذا تفعل كي تخرس رغباتك؟

ج: قرأت مؤخرا مقالة لـ(سناء العاجي) مفادها أن الزواج أصبح عبارة دعارة مشروعة.. وبما أننا في زمن اختلطت فيه المفاهيم وغاص المشروع في بحر اللامشروع، فأصبحت “الضرورات تبيح المحذورات” القاعدة بدل الاستثناء، فلماذا أتزوج؟ يمكنني أن أفعل ذلك دوما مادمت أستعمل العازل الطبي.. هذا ما لا يكفون عن قوله بالتلفاز..

س: يحدث كثيرا أن تصل درجة التواصل بين كائنين من سنك إلى أن يفصل بينهما سنتيمتران.. وغالبا ما يكونان من جنسين مختلفين.. هل لك أن تشرح لنا النظرية؟

ج: يمكنك في هذه الحالة أن تطمئن إلى المستقبل التربوي للجيل. الفتى والفتاة ملتصقان في حوار ثقافي حتما، والأول يوزع نظراته بعدل غير مسبوق بين جنبات جسد ربع مستور، والثانية تعاني من أعراض أزمة القماش، أو لربما ارتدت سروال جينز من نوع اخنقوني.. ذلك النوع الذي يبدو كغرفة مساحتها 3 أمتار مكعبة يسكنها رجل وزوجته و عشرة أطفال، بالإضافة إلى البواب. أتمنى يوما أن أفهم السر الذي يستطيع الفتيات به ارتداء هذا النوع من السراويل، و الأخطر من ذلك خلعها.. يخيل لي أنها من النوع الذي لا يخلع إلا بالمشارط.. يعني يستعمل لمرة واحدة فقط، ثم يرمى في مكان صحي بعيدا عن متناول الأطفال كالأدوية تماما..

س: هذا يدفعنا إلى الاستفسار عن موضة السراويل الجديدة.. كيف يمكنك أن توضح ما خفي عن أعيننا القديمة الرجعية؟

ج: هناك أنظمة عديدة تتنافس حاليا.. فبالإضافة إلى نظام قطع التنفس السابق ذكره، هناك نظام الجينز الذي يستعمل في وقت الفراغ كماسح أحذية.. وهناك نظام الجينز الذي سقط في ماء جافيل بشكل من الأشكال.. وهناك الأنظمة الجديدة الفريدة كنظام اليدين المطبوعتين بمؤخرة السراويل و التي أتمنى أن يشرح لي أحدهم معناها.. هل هو ضع يدك هنا؟ أم ممنوع اللمس أو الاقتراب؟.. هكذا يستطيع كل شخص تحديد موقفه من القضية بوضوح، ونتفادى الوقوع في مشاكل سوء الفهم أو الفهم أكثر من اللازم..

س: أنت خبير موضة إذن! ما رأيك هذه المرة بالنصف العلوي لألبسة فتيات العصر؟

ج: باختصار.. هي مجموعة من الخيوط التي تتنافس شركات ومصانع الألبسة في تشكيلها حسبما تشاء. إن أزمة الأثواب كما تعلم قد مست كل شرائح المجتمع.

س: وما قول الشاب المحافظ الذي هو انت قطعا بالأمر؟

ج: هل سمعت من قبل عن تبرج الجاهلية؟ كانت متبرجات الجاهلية تلبسن أثوابا فضفاضة نصف شفافة تبرز مفاتنهن.. لقد تعدينا هذه المرحلة منذ فترة لو كنت تلاحظ، وهذا يعني بالضرورة أن جاهليتنا أشنع..

س: ما رأيك كمحافظ أيضا بـ (نانسي عجرم) ؟

ج: أقول أعوذ بالله من غضب الله.. لكن هذا لن يمنعني من أن أفكر بها حينما أختلي بنفسي..

س: ما قول الشاب غير المحافظ الذي هو انت بالتأكيد في (نانسي عجرم) ؟

ج: أقول اللهم عجرم نساءنا!

22 تعليق

لماذا تقل الردود على المدونات العربية مقارنة بالفرنسية؟

أكره العناوين المباشرة حقا.. لكن أغلب النصائح الموجهة للمدونين تتحدث عن عناوين معبرة، وهذا أقنعني بأن أقنع بعناوين جد مباشرة..

وصل أمس عدد زوار المدونة المنفردين إلى 118 زائرا، بعد أن تجاوز منذ بضعة أيام حاجز المائة..
كنت أظن فيما سبق أن سبب قلة الردود هو تلك السلبية التي يعاني منها الجميع، و أنا أولهم، تجاه التفاعل مع المواضيع بالرد..
الكل يحب القراءة وقلة تحب الرد إلا على المواضيع التي استفزتها..
اعرف أن المواضيع الجادة والتي تفتح نقاشات أفلاطونية تكاد تنعدم في مدونتي.. أفهم ذلك تماما، ولا انتظر أن أجد يوما موضوعا لي وقد وصلت فيه الردود إلى 46 و أربعين ردا كما يحدث مثلا هنا في مدونة الأخ العربي..
انا أقنع بذلك.. أقنع بان تكون مدونتي مختلفة عن الآخرين في أنها ليست صحفية بالدرجة الأولى، وليست جادة تماما بالمعنى الصلب المؤثر القوي الذي نجده في مدونات أخرى يظل أصحابها يقرؤون ويتابعون الجديد من الأخبار كي يطوروا المستوى الفكري لمواضيعهم..
أنا للأسف لا أملك الوقت الكافي لذلك.. وكل من مر بتكوين هندسة الاعلاميات يعرف ذلك..
إنها مدونة شخصية.. تعبر عما أحب.. عما أكره.. عن ذكرياتي.. عن شخصيتي و آرائي.. بدون تصنع أو قتال ديماغوجي أحاول اصطناعه بكل ما أملك من قوة.. هي مدونة بسيطة ساخرة في أغلب الأحوال لأنني أعشق هذا الأسلوب، ولأنه نادر على المستوى العربي..
فقط أحاول الابتعاد عن الاسفاف والتسطيح قدر ما أستطيع.. ولكنني متيقن ان لا أحد سيعتبر المدونة على أنها مدونة جادة لأن تفكيرنا وسيكولوجيتنا تمنع علينا أن نعتبر الكتابات الساخرة على أنها كتابات جادة..

يبدو أنني ابتعدت كثيرا عن عنوان الموضوع.. لا بأس..
بغض النظر على ما قلته فوق، وبغض النظر عن أنني لا أهتم لأمر الردود طالما كان هنالك قراء (و أنا بالمناسبة أطالع عدد الزوار يوميا)، فقد أثار بعض الأصدقاء انتباهي إلى سبب وجيه من الأسباب التي تمنعهم من الرد.. والسبب يتلخص في الوصلة التي أعطيتكم مسبقا لمدونة الأخ العربي الفرنسية: العديد من الأصدقاء يقولون بأنهم لا يستطيعون الرد بالعربية، ولا يرغبون بتشويه المدونة بردود بلغة أخرى..

من طالع منكم صفحتي الشخصية : سيكتشف أنني مخلوق :

– يدعم اللغة العربية والفرنسية.. وبشيء من التسامح يمكنه أن يقبل الإنجليزية.

لذا يمكنكم كتابة الرد بأي من اللغات الثلاث، و سأتكفل بتلخيص محتوياته لباقي القراء باللغة العربية..

أعدكم انني قد أطرح مواضيع دسمة مثيرة للنقاش كلما سنحت لي الفرصة، لكنني لن أبحث عنها غصبا.. فقط أتمنى بالمقابل أن لا يوقفكم حاجز اللغة قط عن كتابة رد أردتم قوله..

تحياتي

33 تعليق

ويندوز ( windows ) لن يكف عن تقديم المفاجآت السارة..

الحقيقة أن المدونة تحدث بوتيرة ضعيفة هذه الأيام، وذلك بسبب انشغالي الشنيع بتطبيقاتي وامتحاناتي..
لذا لا أرى مانعا بين الفينة والأخرى من كتابة موضوع بسيط خفيف من وحي اللحظة، كي لا أفقد قرائي 😀

المسألة هذه المرة تتعلق باكتشاف بديع لست أدري إن كان مشهورا، لكنني صادفته مؤخرا فقط..
هل سبق وحاولت أن تفتح مجلدا أو ملفا جديدا تحت اسم “con”..؟
إن لم يسبق لك فعل ذلك فحاول القيام به الآن وسترى النتيجة..
ببساطة: ذلك مستحيل..
قد تحصل، على اختلاف نسخ الويندوز، إما على رسالة خطإ تخبرك بأنه لا يمكن أن تتم هذه التسمية لأن هناك ملفا بهذا الاسم أو أن الاسم غير مقبول، أو يقوم بتجاهلك تماما ويعيد اسم المجلد كما كان..

أخبروني بالله عليكم ما به هذا المسمى ولماذا لا يوافق المواصفات المعروفة للمسميات في ويندوز على الأقل..

أتمنى أن أفهم ماذا يحصل في مستوى مجلد المسميات (catalogue) في هذه الحالة.. وهو مجلد يختلف بالمناسبة عن مايسمى تعبيريا بالمجلدات في ويندنوز.. فهذا المجلد هو الذي يتكفل بربط اسم الملف بموضعه على الذاكرة الثانوية (القرص الصلب)..

على العموم لن أفهم ذلك على الاطلاق على ما يبدو.. فما سمعته هو أن (بيل جيتس) ذات نفسه قد عجز عن تفسير الأمر..

وللويندوزات غرائب!!

19 تعليق

بشرى لعاشقي روايات مصرية للجيب المقيمين خارج مصر

العديد من عشاق روايات مصرية للجيب و إصدارات أخرى يعانون كثيرا للحصول عليها..
وبعضها لا يصل إلى البلدان التي نقيم بها على الإطلاق..
لذا أتت هذه الفكرة لتوفر الأمل لي وللعديد من القراء المولوعين..

الان يمكنك شراء السلاسل الكامله هذه المره من جديد لمن هم خارج مصر
عبر متجر رواق الأدب الإلكتروني..

س& ج:
كيف يتم الشحن ؟
يتم الشحن بواسطه البريد المصري الجوي ..
ما هي أسعار الشحن ؟
في الواقع ان اسعار الشحن متفاوته حيث كلما زاد وزن الطلبيه كلما قل سعر الشحن
مثال ان 1 كيلو جرام يكلف : 40 جنيه مصري …بينما 4 كيلو جرام يكلف 65 جنيه مصري .

هل تتأخر الطرود في الوصوال ؟
لا فغالباً تصل الطرود في حدود 7 – 12 يوم …
هل أسعار الروايات مماثله لمثيبتها في السوق المصريه ام لا ؟
نعم اسعار الروايات المتاحه عبر متجر رواق الادب الإلكتروني مماثله لنظيرتها المتاحه في الأسواق المصريه بدون إي زياده علي الثمن
هل يمكنني شراء السلاسل الكامله ؟
نعم فعبر متجر روايات لاول مره ..جميع أعداد سلاسل روايات مصريه للجيب متاحه للبيع
كيف يمكنني الدفع ؟
حاليا يمكن الدفع عبر الحوالات البريديه ، التحويل البنكي
قريباً جدا عبر الــWESTER UNION
أيضا بطاقات الكاشيو.
هل يمكنني متابعه الطلبيه ؟
نعم الأن يمكنك متابعه الطلبيه عبر رقم بطاقه خاص سوف يعطي لك عندما يتم الشراء ..يتيح لك حساب خاص فيه حاله الطلبيه وهل تم شحنها ام لا..ويمكنك عبر أرسال صوره للحواله البريديه او التحويل البنكي لكي يتم الشحن الطلبيه فوراً دون انتظار وصول أشعار لنا من البنك بوصول مبلغ مالي
جميل …ما هي السلاسل المتوافره الان ؟
السلاسل المتوافره الان هي :
سلسله ما رواء الطبيعه
سلسلة سفاري
سلسله فانتزيا
سلسله المكتب 17
+
أصدارات دار ليلي المتنوعه
سلسلة هاري بوتر باللغه العربي
قريباً
سلسلة رجل المستحيل
سلسلة ملف المستقبل
..والمزيد
جميل جداً ..كيف يمكنني ان أذهب للمتجر
فقط ..اضغط هنا
>>>>متجر رواق الأدب
—–

إضافة للقراء المغاربة..
سأقوم عما قريب بالاستقصاء عن شروط تحويل الأموال بالمغرب عبر ويسترن يونيون وذلك لتعم الفائدة..

تحياتي

24 تعليق

عن سب الرسول (ص) و أشياء مرتبطة بالموضوع..

حقا لم أرد أن اتحدث عن الموضوع لسببين: أولهما أن الحسرة تغمرني، وثانيهما أن الكل قفز يكتب عن الموضوع في مدوناته..
لست أعارض النقطة الأخيرة رغم أنها تشعرني بالغيظ حقا..
متى حصل الموضوع يا جماعة؟
ألم يكن ذلك قبل شهور؟
حينما علمت بالخبر حينها اشتعلت و طفقت انتظر ما سيحدث، و أخبرت العديدين بالأمر.. انتظرت ثورة.. هيجانا.. مظاهرات..
ثم ماذا بعد؟ لم يحدث شيء من ذلك..
موقع أو اثنان ذكرا الأمر، ثم ذكر بعدها أمر اعتذار مسؤولي الدانمارك، وذلك بدون متابعة للناشر أو أي شيء من هذا القبيل..
و أقفل الجميع أفواههم..
ثم سحبت السعودية سفيرها من الدانمارك بعد أكثر من ثلاثة شهور على الحدث.. فتفجر الأمر، و تهافت الجميع على الاحتجاج والصراخ..
المشكلة أن فكرنا إعلامي محض.. إن اشتعل الأمر اشتعلنا.. وإن لم يفعل فلن نفعل!!
ثم أتت عملية حرق السفارات المؤسفة لتزيد الطين بلة..
لست أفهم حقا.. البعض يقول أن لا أحد قتل في عملية الحرق هذه لذا لا مانع منها.. وهو هكذا يرد على الرأي القائل بأن هناك أبرياء لا علاقة لهم بالموضوع..
لكن المسألة قدرية بحتة.. ألم يكن هناك إمكانية لأن يتفحم أحد هنالك؟ حينها ستكون هذه جريمة قتل لبريء..
ماذا لو انقلبت الأدوار و أتى إصدار عربي لدولتك التي تقطن بها يستهزئ بعقيدة ما، حتى لو كانت غير سماوية.. فقام معتنقوا هذه الديانة بحرق سفارة دولتك لديهم.. وتوفي هناك قريب لك مثلا.. أو أنت نفسك لو كنت تعمل هناك.. هل هذا يعني ان لديهم كل الحق في ذلك؟ و انك مذنب يستحق الموت؟
ما علاقتك بهذا الاصدار أو بهذه الفكرة أصلا..
ماذا لو كنت لا تعرف أصلا عمن يتحدث إصدار دولتك..؟
لا أريد أن يأتي أحد ليقول أن الأمر مختلف و أن ديانتنا هي الحقة وما شابه..
فلكل وجهة نظره.. وكل يرى ديانته هي الديانة الحقة وما عداها محض هراء..
أنا هنا اتحدث عن المبدإ ذات نفسه بغض النظر الديانة أو الاعتقاد..

أقام أمس طلبة بالرباط بالعرفان مسيرة احتجاجية..
الحقيقة أن الأمر أثار سخريتي بالدرجة الأولى..
صف صغير من الشبان والشابات الذين لا يستطيعون حتى رفع أصواتهم بالشعارات، اللهم إلا بعض المتحمسين منهم أو بعض المسيرين الذين قد يكون دافعهم الأول هو إثبات وجودهم كقادة للطلبة..
والطامة الأكبر هنا نابعة من أنني كنت جالسا في المقهى أحضر بعض دروسي لأفاجأ كالغريب بأمر المسيرة الهزيلة التي مرت بجانبي.. و كأنني لست طالبا بمدينة العرفان..
لا توجد تعبئة ولا إعلانات مناسبة.. (على الأقل لم يصل إعلان واحد لمعهدنا الذي يضم أكثر من أربعمئة طالب.. وهو الرقم الذي قد يتعدى عدد من اجتمع أصلا)..

ثم ما نفع مثل هذه المسيرات الآ،ن بغض النظر عن هزالتها.. وذلك بعد مرور أربعة أشهر على الحدث، ونسي الدانماركيون الأمر أصلا..
هذا يذكرني بنكتة الحمار الذي كان في مجلس الحيوانات يستمع لنكتة.. فضحك الجميع إلا هو.. وبعد أربعة شهور توفي من شدة الضحك..

ضعوا من فضلكم كلمة (((يذكرني))) السابقة بين ست أقواس.. فالغرض هنا هو المعنى فقط.. (أعرف غرام البعض بلي أعناق العبارات وتأويلها حسبما يشاؤون..)..

مقاطعة.. سأقاطع..
مسيرات.. لن أقربها الآن بعد ان كنت مستعدا أن أبيت في الشارع قبل شهور لو استدعى الأمر..

9 تعليقات

شاكال–زيارة –هدية– أحمد عبد الله.. غلاسة من أرض الكنافة..

للمزيد من التفاصيل عن ما ينشر بهذا القسم، المرجو قراءة هذه المقدمة

هذه آخر الهلاوس التي انتجتها القريحة المتعفنة خاصتي.. وهي بمناسبة عيد ميلاد كل من أحمد عبد الله و شاكال.. وهما عضوان بالمنتدى لدي معهما قصص طويلة..

الفصل الأول:

هذا الموضوع عبارة عن شامبو ثلاثة في واحد:
– بمناسبة ذهاب شكشوك إلى أرض البصارة/الكناسة/الكنافة/الخس البلدي..
-اعتذار عن تأخري في الرد وتهنئة شكشوك و أحمد عبد الله بعيد زلطهما..
– نوع من الاحساس بالحاجة إلى العودة إلى روقان زمان..

تهاااااااانف!!!

****************

– ” تبا لقد تأخرت الطائرتان! ”
قالها (ملف المستقبل) وهو يسير ويجيء بتوتر في قاعة الانتظار بمطار القاهرة الدولي، في حين كان (أحمد عبد الله) جالسا يرمق الأرضية تحت قدمي (ملف المستقبل) والتي صارت لامعة مصقولة وبدأ الدخان يتصاعد منها، قبل أن يقول:
– “لو استمريت بالمشي على هذا المنوال فستصل إلى مركز الأرض خلال بضع ساعات..”
ثم سمعا صوتا أنثويا عبر مكبرات الصوت يقول:
– “تبا!! إحم.. أقصد سيداتي سادتي.. ستتأخر كلتا الطائرتان القادمتان من غزة و من الرباط لربع ساعة أخرى.. شكرا لتفهمكم..”
انهار (ملف المستقبل) في مكانه، وجلس القرفصاء وهو يصرخ:
– “مللت الانتظار! ماذا يحدث بحق السماء.. ثلاثة ساعات تأخير ولكلا الطائرتين!!”
وفجأة طارت نحوه قطعة نقدية من فئة 100 قرش وخمس سردينات لتستقر في حجره، ورمق بدهشة تلك العجوز الأجنبية التي تتطلع له بعطف قبل أن تبتعد وسط محاولات (أحمد عبد الله) لكتم ضحكاته..
نهض (ملف المستقبل) ليواصل الذهاب والإياب في مساره الأزلي في حين تشاغل (أحمد عبد الله) بالتلاعب بأصابعه..
مضت الربع ساعة، وتلتها ربع ساعة أخرى كان (ملف المستقبل) وصل إلى عمق ثلاثة أمتار من سطح الأرضية.. ثم أطلت قدمه فجأة من الحفرة وهو يقول:
-” أرأيت؟ أخبرتك أن هذه الأحذية الرياضية من النوع الممتاز.. لم تخدش قط”
تطلع (أحمد عبد الله) إلى باطن قدم (ملف المستقبل) التي بدت محمرة بعد أن اختفى قعر الحذاء الرياضي.. ابتسم ساخرا وغمغم:
– “بل هي قدمك التي من النوع الممتاز..”
-” سيداتي سادتي.. الطائرتان القادمتان من غزة والرباط على التوالي تستعدان للهبوط.. شكرا..”
– ” أخيرااااان!!!”
اتجه الاثنان إلى النافذة ليلقيا نظرة.. بدت كلتا الطائرتين غير مستقرتين والطياران يعانيان أشد المعاناة للهبوط بسلام..
وهبطت طائرة غزة بصعوبة أولا، فانفتحت البوابة وخرج منها منطاد الإنقاذ منتفخا نحو الأسفل.. وقفز بعض مسافرين منزلقين فوقه وكأنهم يفرون من الجحيم، في حين لم ينتظر البعض الآخر دوره، و إنما كسروا النوافذ المستديرة وقفزوا منها نحو الأرض.. ثم التقطوا سيقانهم المكسورة، ولملم بعضهم بعض الأصابع المبتورة، ثم فروا بجلودهم كأنهم يهربون من الجحيم ذاته.. أما أعظمهم بلاءا فكان ذلك الذي توفي بعد السقطة مباشرة، فخرج شبحه فارا بجلده، ثم ما لبث أن تذكر الجثة فعاد ليحملها على ظهره ويفر..
هدأ الوضع، وبدت ساحة الهبوط كصحراء (كالاهاري).. ثم ظهر ذلك التمساح من بوابة الطائرة.. وحينما نقوم بـ (زووم) على الصورة سنكتشف بأنه ليس تمساحا، و إنما سحلية ضخمة.. ولو زدنا معيار التكبير والوضوح سنكتشف أنه ليس سحلية، و إنما (شاكال) وهو في حالة تسوحله الكبرى..
– “تبا لكم أيها البعارين.. لماذا تفرون هكذا.. لم أقرأ لكم بعد قصيدة (رومانسية جعران) بعد:
خنفساي..
خنفساي ما أبدع قرون استشعارك..
حينما تستحيي من حركاتي قرنيٌ..
خنفساي ما أحلى رائحة عطرك..
حينما تخرجين من مرحاض عشقي..
خنفساي… ”

في هذه اللحظة كانت طائرة (الرباط قد ارتطمت بالأرض، وبدأت تنزلق بعنف على الأرضية والشرارات تنبعث من بطنها إلى أن استقرت بجانب طائرة غزة..
وحينما انفتحت البوابة اندفعت شلالات من سائل أصفر مقزز الرائحة حاملة مها المئات من المسافرين والقبطان وطاقم الطائرة ككل.. ولم يكد هؤلاء يجدون أنفسهم أرضا حتى قفزوا راكضين فارين بجلودهم..
وحينما تحول المكان إلى الصحراء الليبية الكبرى، ظهر (كودو) على البوابة مصفر الوجه مخضره، وقال بإنهاك:
-” تبا لكم! لقد نبهتكم إلى إحضار كمية كافية من الأكياس البلاستيكية لأنني أصاب بدوار البحر..”
تطلع إليه (شاكال) بسخرية وهو يقول:
-“عن أي دوار بحر تتحدث؟ أنت في طائرة!”
رمقه (كودو) شذرا وهو يجيب:
– “ألا يسمونها الملاحة الجوية؟ تباك من معدوم الثقافة..”
ومن بعيد بدا كل من (ملف المستقبل) و (أحمد بعد الله) يصارعان أمواج القيء، ويجاهدان للوصول إلى الطائرتين.. فتساءل (شاكال):
– ” من هؤلاء؟ قنافذ البحر؟”
– ” الأول روبنسون كروزو العصر الجديد، والآخر كوستو بعث من جديد”
كان (ملف المستقبل) يظهر ويختفي وهو يصرخ:
-“النجدة أيها الوغدان.. أنا (ملف المستقبل)”
مد له شاكال يده فتعلق بها هذا الأخير بصعوبة وهو يقول:
– “ملف المستقبل؟! سبحان الله.. لا تبدو لي ككتيب..”
ثم تطلع إلى (تي سكرت) الأرجنتين الذي يرتديه الفتى حيث كتب الرقم عشرة، فأفلت يده كي يخرج كتاب إصدارات المؤسسة العربية الحديثة، ويقول وسط صرخات الاستغاثة:
-” تبا.. العدد رقم عشرة.. ماذا كان عنوانه؟”
في هذه اللحظة كان (كودو) قد أخرج (أحمد عبد الله) من البحر، ويتطلع إلى حالة الإنهاك التي يعاني منها قبل أن يقول:
– “أنظر إلى حالتك.. لا تستطيع حتى السباحة.. وكنت تسمى نفسك فارس القلم..”
استنشق (أحمد عبد الله) الهواء بصعوبة وهو يقول بإعياء:
– ” وما العلاقة بين هذا وذاك؟”
حك (كودو) رأسه للحظات قبل أن يجيب:
– ” هذا ضمير يستعمل للإشارة للقريب.. أما ذاك فهو ضمير يستعمل للإشارة للبعيد..”
تطلع إليه (أحمد) باستنكار ثم قفز إلى البحر مجددا.. فهتف (كودو):
-“هييييه!! ماذا تفعل؟”
– ” هنا أرحم من الوقوف معك بالتأكيد..”
– “عد إلى هنا.. أنا أمزح فقط..”
– ” لا أحد يضمن ذلك.. إن تواجدك المستمر على بعد مائة كيلومتر من (نوفل) لهو شيء غير مريح.. كمن يقطن بجوار مفاعل نووي يعاني تسربا بالضبط”..

***

سيارة تاكسي تهتز وسائقها يجاهد ليحافظ على التوازن، وبالداخل كان الشباب الأربعة متزاحمين يمارسون رياضتهم المفضلة: السماجة..
شاكال: كودو.. أبعد عظمة فخضك فهي تكاد تخترق لحمي..
أحمد: كودو.. هل هذه كتف أم خنجر؟ لو تحركت ستنحرني..
ملف: ههههههه.. أرأيتم؟ لقد أجبرتموني على الجلوس بالأمام.. اشربوا إذن..
كودو: ابسطوا.. فقد ازددت بدانة..
أحمد: هذا يعني أنك كنت قبل هذا تمر من تحت عقب الباب دون مشاكل تذكر..
ملف: أو تنظر من ثقب الإبرة بكلتا عينيك..
شاكال: نصحته مرارا أن يشارك في الحروب الأرضية.. جسده يمكنه من إطلاق الرصاص ثم الاختباء وراء البندقية بدون مشاكل..
كودو: شاكل.. تبدو لي مختلفا عن الصورة..
شاكال: صحيح؟ كيف؟
كودو: في الصورة كان لديك عينان بينهما أنف تحته فم واحد..
شاكال: سبحان الله..
أحمد: شوف إزاي!!
كودو: من أين أتيت إذن بمجمع الألسنة الطويلة هذا؟

ومن بعيد.. بدت السيارة تهتز وتقفز بشكل مبهج..

* * *

تابع >>>


ثم أتى رد من شاكال بالفصل التالي:

فيما بعد نزل (شاكال) من السيارة ..
أنتم تعرفون أنه لم يركب سيارة قط، وكانت رحلة الطائرة كابوس حقيقي، لم تمر شرنقته بالدورة المعتادة : الحنتور، الدراجة ، السيارة، القطار، الطائرة .. لكنه قفز من الحنتور إلى الطائرة مباشرةً، فلا تتوقعوا أن يكون بمزاج رائق كي يرد على (كودو) بأدب جم ..

أين توقف (شاكال) لا يعرف، فقط (أحمد عبد الله) يعرف .. سأله (شاكال) عن المكان :
– أنت تقف الان على الأسفلت ..
– حقاً ؟ يبدو أسفلتكم مختلف عن أسفلتنا ..
– إنتَ لسه شفت حاجة ..؟

مشى الركب بضع خطوات، فهتف (كودو) :
– إنها حديقة حيوانات ؟

لم يكن (شاكال) رائق المزاج خاصة بعد أن انثنى حاجبه الحاجز بسبب كوع (كودو) الشبيه بالرمح، لهذا قال ما انتظره منذ ساعات :
– هنا تجد أصدقائك ..

الحقيقة أن (كودو) تغيرت ملامحه بسبب هذه الإهانة الواضحة، فصار لونه برتقالياً على بيج، وكور عيدان الكبريت – أصابعه – مستعداً للكم (شاكال) في ركبته، وأردف :
– طرنققق … بل هنا تجد أحبابك من السحالي أيها الوغد .. يسرني أن أرى معالم وجهك حين تراها .. لابد أن روميو لن يظهر العشق على وجهه حين يرى جولييت مثلما ستفعل أنت حين ترى سحاليك ..

شعر (أحمد عبد الله) أن التاريخ سيسجل حرباً جديدة من نوع فريد : تحالف الحيوانات بقيادة المظفر (كودو) ضد تحالف الزواحف بقيادة الرائع دوماً (شاكال)، لهذا أوقف هذه المعمعة بكل إمكانياته العبقرية :
– هشششششش

وعلى الفور عم الصمت المكان، إلا من بقايا ألعاب نارية تخرج من عيني (كودو) وألعاب سحلوائية تخرج من عيني (شاكال) .. كان هذا ممتعاً حقاً، وقد شعر (ملف المستقبل) أن المستقبل ينتظر أبطالاً جدد سيخلدهم التاريخ للأبد ..

داخل الحديقة، كان هناك الكثير من المرح حقاً، وقد كان (كودو) بطل الموسم في الصراخ حين رأى (الأسد) .. وقال قولته الشهيرة التي خلدها الإعلام، وسيخلدها التاريخ :
– يا ماما .. دأنا بخاف من الكلب .. يطلعلي أسد .؟

هنا مال (أحمد عبد الله) على أذن (كودو) وقال برقة مصطنعة :
– عزيزي .. هذه زرافة ..؟
– لقد كنت أتساءل – إذن – عن سبب طول ذيلها ..!

فيما كتم (شاكال) ضحكة ساحقة لم يستطع التحمل حتى أطلقها .. وهنا كانت المفاجأة .. لقد جاوبه صوت مماثل .. صوت يشبه ضحكته بالضبط .. آت من هناك .. من (بيت الزواحف ) ..

هرع (شاكال) على (الفور) .. ربما نسى اسمه وعنوانه، ربما لم ينتبه إلى محفظته التي اختلسها قرد مسخوط، ربما لم ينتبه إلى الفتاة التي ولولت لأنه داس على اصبع قدمها الصغير، كان يهمه أن يلبي النداء .. نداء الأدغــ.. .. نداء السحالي ..

وقف أمام الشباك الزجاجي يرمق (السحالي) بأنواعها .. وفي عينيه حزن غائر وهم عميق، ها هم أحبابه يرقدون بقربه، فقط يفصله الزجاج اللعين عن حضنه، فكر في الأمر .. ماذا لو هشم الزجاج ؟ لكن صياح (كودو) و(ملف) و(أحمد) مع صوت لهاثهما أوقفاه عن ذلك .. فكر في أن يفجر رأسيهما بواسطة سلحفاة، لكن الفرصة كانت قد ذهبت منه لأنهما اقتربا جداً ..

قال (أحمد عبد الله) وهو يمسك قلبه من التعب :
– شاكال يا عزيزي .. سوف أحضر لك عشرون سحلية لكن رجاءً لا تهشم الزجاج وتضطرنا لدفع غرامة لن يكفي راتب أهلي على سداده لمدة عشرون عاماً ..
– تؤ .. سوف أهشمها .. إنه الشوق يا عزيزي .. ولن أستطيع الانتظار ، هذا لقاء (قيس) و(ليلي) ..(عبلة) و(عنترة) .. هذا لقاء العاشقين الذي لا قواعد له ولا تسويف ..!

كاد (كودو) يبكي لوعة من التأثر، بينما عكف (أحمد عبد الله) في عد أصابعه للمبلغ الذي سوف يدفعه مضروباً في مائة ألف، إنه مسئول عنه .. وقد فكر في أن قتل (شاكال) أهون ألف مرة من تهشيم لوح الزجاج .. قال (كودو) :
– شاكال .. هف .. هئ .. هؤ .. هناك (ورل) في الجوار، وبالمناسبة .. هناك فتحة في الزجاج، لذا يمكنك ري ظمأ أشواقك مقدماً ريثما نجد طريقة للم شملك ..

وقد كان، ها هي تقترب بأنفاسها العطرية من صدر شاكال، تنخز مخالبها في صدره، تعلمون مقدار الشوق، تسيل دماء وجهه، يا لشوق الحبيب، يختلط لعاب لسانها بدماءه ، يا للروعة ..

– انتبه يا (شاكال) .. أنت تحضن (إيغوانا) ..
– لا يهم ..
– لكنها مفترسة ..
– لا يهم ..
– إنها ليست من فصيلة السحالي ..
– يا للهول ..

وهنا انقض (شاكال) على (كودو) وبشق الأنفس استطاع (أحمد) و(ملف) أن يخلصوه منه ..
– كنت أنقذك أيها الوغد، إنها تأكلك حياً ..
– أنت لا تفهم تضحيات الأحبة، لقد خدعتني .. اتركاني ..

أما بحيرة البجع يجلس الجميع ، دماء (شاكال) تختلط بدموع الفراق، بينما (أحمد عبد الله) عاكف على تضميد جروح (كودو) وكسوره، فيما (ملف) يرثي حظ الكون في هذه التحف البشرية ..

كان هناك جولة أخرى مع (الدب الأسود) المريع، فيما كان (شاكال) يخطط شيئاً ما انتقاماً لسحاليه الرائعة .. لكن هذه قصة أخرى ..

شاكال

فكان فصلي الثاني:

كان (كودو) قد تحول إلى أجزاء مفككة بعد هجوم (شاكال) الدموي العنيف عليه، وكان (ملف المستقبل) يحاول جاهدا أن يلم شتاته ويركب كل جزء في مكانه مستخدما كتابا وجده في جيب سترة (كودو) بعنوان: “دليل تركيب كودو دون ميكانيك أو سحر الفودو”..
وبعد أن تم العمل قفز هذا الأخير على قدميه في نشاط، وابتسم سمجا، ثم قال:
-“كل هذا من أجل تعليق بسيط؟ يالك من دموي!”
اتجه (ملف المستقبل) نحو (أحمد عبد الله)، وتنحنح حرجا وهو يتطلع إلى عظمة بيده قائلا:
-“لقد تبقت هذه القطعة بعد أن انتهيت من تركيب (كودو).. لم أجد لها مكانا صراحة!”
عقد (أحمد عبد الله) حاجبيه، و أمسك العظمة بين يديه وهو يقول:
-“ما دامت موجودة، فإن لها فائدة ما حتما!”
رفع (ملف المستقبل) حاجبيهمبهورا وهو يردف:
-“يااااه!! معك حق! و أنا الذي كنت سأرمي بها في القمامة!”
تطلع إليه (أحمد) للحظة بتفكر، ثم رمق بنظرة خبيثة (كودو) الذي كان متشاغلا بالحديث مع (شاكال)، قبل أن يستطرد:
– “الحقيقة أن هذا يبدو لي الحل المناسب بالفعل.. إن الفتى يبدو بصحة جيدة، ولا داعي لإثارة قلقه بتفاصيل جانبية ليس لها أي قدر من الأهمية..”
ثم رمى بالعظمة وراء ظهره لتتجاوز حاجز قضبان وتستقر داخل قفص حديدي ضخم..
ثم …
“تعالي لي يا بطة!! و أنا مالي هيه؟… وشيلي لي الشنطة.. و أنا مالي هيه….”
التفت الجميع إلى مصدر الصوت ليكتشفوا أنه ينبع من (أحمد عبد الله).. فهتف (شاكال):
-” أحمد.. ما بال صوتك (مسرسع) بهذا الشكل؟ ثم إن الوقت لا يبدو مناسبا للغناء..”
تنحنح (أحمد عبد الله) بحرج وهو يجيب:
-“لم أكن أغني.. كانت هذه رنة على مبايلي فقط..”
اندفع نحوه (ملف المستقبل) فرحا وهتف:
-“صحيح! رنة رائعة.. هل يمكنك أن ترسلها لي إلى محمولي؟”
تنحنح (أحمد عبد الله) بمزيد من الحرج وهو يقول:
-“لاحقا!! لاحقا!!”
ابتسم (كودو) ساخرا وهو يقول:
-“كل هذه رنة فقط! كيف سيكون الحال لو كانت مكالمة؟ هل سيرن لساعة؟ في المغرب هناك محترفوا رن.. هم لن سيمحوا لك قط بإمساكهم.. فتجد رنة تستغرق نصف ثانية.. وتجد أخرى تستغرق ربع ثانة، وهناك محترفون يستطيعون أن يجعلوا الضوء يشتعل في موبايلك دون أن يرن هذا الأخير (*).. عما قريب سيبدؤون باستعمال أسلوب إنما الأفعال بالنيات: ينوي أحدهم أن يعطيك رنة فتحس بذلك..و بعد ذلك…”

تشاغل الثلاثة الآخرون بمراقبة الحيوانات هروبا من الخطبة العصماء التي انطلق فيها (كودو)، ولكنه صمت فجأة وقد تعلق بصره بشيء ما.. فهتف فيهم:
-“انظروا إلى ذلك الأسد الذي يتسلى بلعق قطعة عظمية!!”
– شاكال: وماذا في ذلك؟ ألم تر أسدا في حياتك؟ (بسخرية)..
– ملف المستقبل: وهل ترى الأسود يوميا يا (شاكال)؟
– شاكال: بل أربيهم في البيت أيضا.. (بأوداج منتفخة)..
ولما رأي الدهشة المستنكرة في عيني (ملف المستقبل) استطرد:
-“أجل.. أجل! أنا أمضي معهم ساعات يوميا، وأطعمهم الجزر بيدي هاتين اللتان سيأكلهما الدود!”
رمقه (أحمد عبد الله) بغل وهو يقول:
-“نقول العينان اللذان سيأكلهما الدود يا بني!”
أردف شاكال:
-“إذن فلتكن اليدان اللتان ستأكلهما الصراصير..”
كظم (ملف المستقبل غيظه وهو يقول:
-” أنت تؤكل الأسود جزرا! أراهن أن هذه الأسود تملك آذانا طويلة وسنين أماميين بارزين”
رمقه (شاكال) داهشا وتساءل:
-“كيف عرفت؟”
أضاف (أحمد عبد الله):
-“وأراهن أن لديهم أقداما طويلة أيضا، وزغبا حريريا، و اسمهم أرانب..”
كاد يغمى على (شاكال) من فرط المفاجأة وهو يصرخ:
-” يا ألطاف الله! كيف عرفت انت أيضا؟”
ثم التفت إلى (كودو) قائلا:
-“يبدو أن الشعب المصري كله مبروك يا كوكو..”
أفاق (كودو) من الحالة الذهولية التي غلفته وبصره لايزال معلقا بالعظمة إياها.. نفض رأسه وهو يقول بخفوت:
-“شباب.. هناك إحساس غريب يغلفني.. أحس أن ذلك الأسد يلعقني..!”
قفز (أحمد عبد الله) صارخا:
-“إحم.. هاااااااا… نعم.. ماذا كنا نقول؟ آه.. ألن نذهب من هنا؟ لست أفهم إصرار (شاكال) الخرافي على التوقف هنا دون حتى أن يرتاح من عناء السفر.. ثم إن (أحمد عبد المولى) و(بريان) ينتظران..”
لم يكد ينهي العبرة حتى:
-“تعالي لي يابطة.. وأنا مالي هي.. وشيلي لي الشنطة.. وأنا مالي هيه!! ونروح على طنطة.. وأنا مالي هيه!!”
ملف المستقبل: ماذا تنتظر للرد على المكالمة؟
أحمد: أفضل أن لا أفعل حاليا..
ملف المستقبل: لماذا؟
أحم: لست بمزاج رائق..
شاكال:قد يكون هذا (بريان) أو (أحمد عبد المولى).. أسرع بالرد..
“إدلع يا رشيدي.. على وش المية.. هات إيدك وخذ إيدي.. على وش المية!!”
ملف المستقبل: تغيرت الأغنية لوحدها..!! أي نوع من الموبايلات هذا؟”
كودو: ثم ما سر هذا الغرام الغريب بالأغاني الشعبية الأثرية هذه؟ أراهن أن الأغغنية القادمة ستكون:” إيه الأستك دا؟ إيه لي ماشي يعجز دا؟””
لم يكد يتم العبارة حتى…:” إيه يا راجل إنت دا؟ إيه لي انت عامله دا؟ مش عيب عليك في السن دا؟ يطلع منك كل ذا؟”
كودو: مللت كوني محقا دوما..
شاكال: أحمد.. رد على الهاتف قبل أن أغتالك!
مط (أحمد عبد الله) شفتيه في و أطلق زفرة حانقة.. ثم مد يده إلى جيبه وهو يقول:
-“لازم تقرفونا في عيشتنا؟”
بدأ الشد بقوة.. في البداية أطل هوائي ذو خمس سنتيمترات طول وسنتيمترين قطر.. ثم واصل أحمد الشد بكل ما أوتي من قوة حتى برز ثلث الموبايل.. وكان هذا كافيا ليصل طوله إلى نصف متر.. هنا فقط برز زر التقاط الاتصال.. فضغطه مع اختيار خيار (الفري هاند) كي لا يضطر ليخرج ما تبقى.. فأتى صوت (أحمد عبد المولى):
-“تبا لك يا احمد! ساعة كي تأخذ الاتصال؟”
زفر أحمد حانقا ثم قال:
-” كنت أفضل أن لا آخذه على الاطلاق تفاديا للفضيحة.. لكنك كنت مصرا كخرتيت!”
-“لماذا تأخرتم؟ نحن بالانتظار..”
-“نحن قادمون حالا”..

أغلق الخط وجاهد لربع يوم كي يعيد الجهاز إلى مكانه.. والتفت إلى الباقين ليجدهما متجمدين ينظرون إليه بعته ذهولي.. فتنحنح قائلا:
-“ما الأمر؟”
كودو: سؤال وجيه: ما ذلك الشيء الذي أخرجته من جيبك؟
شاكال: إنها ثلاثجة متنقلة على ما يبدو..
ملف المستقبل: كلا.. ألم تسمعوا صوت الغنية؟ هذا جهاز راديو كاسيت ستيريو من النوع الضخم..
كودو: عندنا يسمون هذا النوع من الهواتف المحمولة “إبراهيم يرفع أصبعه”.. والأصبع هنا هو الهوائي طبعا..
أحمد: لا داعي للسخرية.. إن هذا الهاتف أثير لدي..
شاكال:طبعا طبعا.. نحن نفهم.. أنت تستعمله كهاتف محمول، وكسلاح أيبض عند الضرورة.. هكذا لا تحمل عصا أو سكين قرن غزال على الاطلاق..
ملف المستقبل: طبعا.. يكفيه الهاتف قرن الديناصور هذا..
كودو: نصيحة أخوية صادقة.. كي لا تتعب نفسك بإخراجه دوما حاول ان تعلقه وراء ظهرك كما يفعل الساموراي القدامى..

قدحت عينا (احمد بعد الله) شررا، و أخرج هاتفه وهو يطارد الجميع محاولا شج رأس أحدهم..
إن لقاء الأصدقاء حميمي بالفعل..

*****************

(*) حقيقة واقعية.. كان هذا يحدث لي حينما كنت أملك نوكيا 3310..

يتبع>>>>>

لم تنته القصة بعد طبعا..
لكنني لم أنهها هناك أيضا..

الوصلة الأصلية

6 تعليقات

مقدمة لقسم: هلاوس.. ضحك.. خيال

الحقيقة أن أسعد أيامي على النت قاطبة هي التي أمضيتها في عصر منتدى شبكة روايات التفاعلية أيام مجده.. حين كانت عصبة ذهبية من الأعضاء الذين خلقوا مجتمعا حقيقيا خياليا في آن واحد..
هناك ضحكنا.. هناك تسامرنا.. هناك تناقشنا..
صداقات لم أكن أتخيلها..
أصدقاء من لبنان.. من مصر.. من فلسطين.. من سوريا.. من ليبيا.. واللائحة طويلة..
وفي سبيل تخليد ذكرياتي الخاصة هناك.. أقدم لكم هنا باقة من الأعمال التي 犀利士
لن يجرؤ أحد على أن يسميها كذلك..
ليست بأعمال أدبية.. لا تضبطها أية قواعد..
هي فقط أعمال رسمت البسمة على شفاهنا، وجعلتنا ننقلب على ظهورنا ضحكا في الكثير من الأحيان.. هي أعمال تخلد تاريخ صداقات.. ومناوشات..
وحروب الكلمة الساخرة بين أصدقاء لدودين..
لن تكون فقط أعمالا لي لأننا في الغالب نشترك في صياغة العديد منها..
أرجو أن تتمتعوا بها كما فعلت.. فالسخرية هنالك شديدة.. أكثر من اللزوم صراحة.. 😀

Leave a Comment

أمير الفرس (الحلقة الثانية): قلب يخفق..

“إن الموت مصيرك! إنه قدرك الذي لن يمكنك تحديه!”
رمق الأمير عجوزا تتلخص قسماته في عينين بيضاوين بصيرتين.. عينان خطفتا كل معنى لما سواهما من الملامح، فأصبحتا الوجه كله..
لطالما اعتبره الأمير نذير شؤم.. كره كلماته.. ومقت نظراته التي لا تبصر، لكنها تخترق الوجدان..
إنه يبقي عليه إكراما لخاطر أبيه الملك، و إلا لكان قد فصل رأسه عن جسده منذ دهر..
هاهو ذا العجوز يثبت مرة أخرى أنه منافس عتيد لغراب الشؤم بكلمات قدت منامه..
المصيبة أنه يعرف أن العجوز محق.. و أنه لم يأت بجديد يذكر.. يعرف ذلك بوضوح منذ أطلق سراح رمال الزمن، و أفسد التوازن العام..
إن (الداهاكا) حارس الزمن لن يسمح له بأن ينعم بالسلام مرة أخرى.. لذا لم يكن هنالك بد من أن يقوم بمحاولة أخيرة: سيبحث عن بوابة الزمن.. سيعود للماضي ليحاول إيقاف عملية تكوين الرمال من الأصل.. حينها فقط قد ينعم بالأمن..
يحاول الكلب اللحاق بالرجل.. لكنه ينسى شيئا: الهارب لم يكن وحيدا..
ويتناهى إلى مسامع الرجل عواء يعاني ألم الدنيا..
لا وقت للتوقف.. لا وقت!!
قد يتوقف قلبه في أية لحظة.. لكن هذا لا يعني أن جسده قد يفعل المثل..
إن البقاء هو الأهم..
ينعطف يسارا إلى مدخل زقاق جانبي آخر في اللحظة ذاتها التي غمر فيها الغبار الأسود المنطقة التي كان يحتلها جسده..
وظهرت الأذرع الأخطبوطية الدقيقة من وسط الغبار مندفعة وراء الرجل..
إنها النهاية!..
تبدو له تلك البوابة الخشبية التي تعلن عن نهاية الزقاق كبوابة قبر مرتقب..
يضربها بكتف يكاد ينخلع دون أن تتحرك..
حسنا.. مادام سيموت، فلن يكون سهل المنال..
التفت لمواجهة الغبار.. ومن تحت العباءة أخرج سيفين قصيرين مقوسين بالأسلوب المشرقي الشهير.. أمسك مقبضيهما بالمقلوب، فارتفعا في موازاة ذراعيه بتأهب..
وعلى السطح المصقول لسيف منهما بدا ذلك الوجه المرعب ذي قرني الكبش وهو يخترق المشهد!..

* * *

انطلقت شهقة مدوية مزقت سكون الحجرة، ثم دوى صوت ارتطام مكتوم بالأرض..
نهض (خيري) من السقطة وهو يمسك ركبته المتأذية.. خيل إليه أنها تهشمت لا محالة.. لكن الألم بدأ يختفي ببطء وقد تحولت مسامه إلى صنابير عرق لا تنضب..
إنها ثالث مرة يحلم فيها ذات الحلم بذات التفاصيل.. وليس هذا مصدر رعبه الأكبر.. المشكلة انه يحلم بمقاطع فيديو من لعبة “أمير الفرس” بكل تفاصيلها..
لم يعش قط أحلاما بمثل ها الوضوح.. يكاد يقسم أنها الحقيقة لولا انه يستيقظ دوما في فراشه..
النعاس يأبى جفنيه الآن.. لذا اتجه نحو الحمام الملحق بغرفته، ولأعمل رأسه تحت الصنبور لينتعش قليلا، ثم خرج والمنشفة فوق رأسه.. لمح الخوذة السوداء الأنيقة جاثمة فوق الأريكة..
لم يقاوم النداء، فربط الخوذة بالقابس الكهربائي، واسترخى فوق الأريكة..
ووضع الخوذة..

* * *

– “إنه رائع! راائع!”..
حملقت (ساشا) بملامح (مايا) الهائمة.. مطت شفتيها ضيقا وهتفت:
– “لست أدري ما الذي يروقك بهذا الفتى المدلل! لو صفعه أحدهم لخر باكيا كالفتيات..”
أجابت (مايا) بصوت محتد:
-“هذا لأنك لم تري ماذا فعل بالأمس.. ثم إن هذه ليست المشكلة..”
-“ما المشكلة إذن؟”
-“إنه لا يعيرني اهتماما قط.. حتى أنه تجاهلني أمس حينما رفعت يدي بالتحية في الفصل.. لقد شعرت بحرج قاتل..!”
تمتمت (ساشا) مغتاظة:
-“هكذا الفتيان دوما.. ما إن تعبر الفتاة عن الاهتمام بأحدهم حتى يلعب دور (الدنجوان) الذي لا يهتم لهم قط.. ألم تري وجهك بالمرآة من قبل يا بنيتي؟ أنت جميلة حقا.. وكل فتيان فصلك و آخرون يتمنون رضاك..”
أطلقت (مايا) تنهيدة حارة وقالت بيأس:
– “لكن (كايري) لا يفعل!”
ثم انفعلت وصرخت:
– “لا أريد سوى (كايري)!”
أتى صوت الصدى من بعيد:
-“(كايري)!!.. (كايري)!!”
لكن صوت الصدى بدا خشنا ذكوريا..
-“انتظر يا (كايري)!”
هكذا تأكدتا أنه لم يكن صوت الصدى.. وزاد يقينهما حينما ظهر (خيري) مقتحما بوابة المدرسة ووراءه (تونو) و(شيكي) يصرخان:
-“توقف يا (كايري)! أنت لا تدرك ما أنت مقدم عليه!”
واصل (خيري) الركض باتجاه (مايا) وهو يصرخ:
– “لن توقفاني.. سأعترف لها بكل شيء..”
خفق قلب (مايا) مع سماع العبارة.. غنه يقترب.. إنه يركض نحوها.. أخيرا! لم تكن تعرف أنه كان يخفي مشاعره نحوها.. لم كل هذا الجفاء من البداية إذن؟
تضمخ وجهها بحمرة الخريف، واستعدت لاستقبال النبأ السعيد.. أغمضت عينيها بانتشاء للحظات، فأحست بلفحة هواء تطاير معها شعرها.. فتحت عينيها، فوجدت (خيري) يواصل الركض مبتعدا عنها في الاتجاه الآخر ورأسه يعمل رادارا يبحث هنا وهناك.. حينها فقط فقد أعصابها وانهارت باكية..
مرق (تونو) بدوره بجوارها وحنجرته تكاد تغادر حلقه.. أما (شيكي) فقد كان لا يزال يتدحرج، لأن أمثاله لا يركضون، و أنفاسه تكاد تنقطع..
وصل المكان الذي سقطت به (مايا).. كانت (ساشا) تطيب خاطرها والغضب ينخرها.. توقف ووجهه مزرق من نقص الأوكسجين وقد تحولت كلمة 0كايري) في حلقه إلى (مايا)..
عب جالونات من الهواء ليتمالك نفسه، ووضع يده على كتف (مايا) وهو يقول:
-“دعك منه.. إنه لا يحبك..”
ثم استطرد بوجه كالطماطم:
– ” أنا أفعل!”
ابيض وجه (مايا) رعبا، وصرخت بأقصى قوتها وهي تفر من أمام (شيكي) الذي حك مؤخرة رأسه باستغراب قائلا:
-“ما بها؟”
مطت (ساشا) شفتيها وهي تقول:
-“تلقت صدمتين متتاليتين من النوع الثقيل.. هذا أقصى مما يمكن أن تتحمله أي فتاة”
التفت إليها (شيكي) وقد انتبه لتواجدها للمرة الأولى.. فاحمر وجهه خجلا من جديد وهو يقول في خفوت:
-“آنسة (ساشا).. أنا أحبك!”
هنا سقطت (ساشا) مغمى عليها مباشرة..
حك (شيكي) أرنبة أنفه، وأطلق ضحكة مفتعلة وهو يقول:
-“إن وسامتي فتاكة بالفعل..!”

* * *

كان (خيري) لا يزال يركض هنا وهناك.. وفجأة رمق فتاة من السنة الثالثة فاتجه نحوها بسرعة.. وسألها:
– ” أين (آسومي)؟”
تطلعت إليه مندهشة وأجابت:
-” أية (آسومي) منهن؟”
– “طالبة السنة الثالثة فصل رقم أربعة”..

-“آه (آسومي بوكتو).. إنها تتابع تدريبات فريق كرة القدم الأمريكية بالملعب المجاور..”
لم يعنى (خيري) بشكرها وهو يطير تقريبا باتجاه الملعب..
ثم ظهر (تونو) قبل لحظات من تجاوز (خيري) للبوابة، فتوقف لاهثا وهو يغمغم:
– “تأخرت!! من أين أتى الفتى بهذه السرعة الخرافية؟”
ثم اندفع نحو الملعب..
وهناك.. تناثرت الفتيات المتحمسات فوق مجموعة من الكراسي تتابعن تدريبات الفريق وكل منهن تحاول إيجاد فتى الأحلام وسط هؤلاء الثيران الآدمية.. إلا أن عيون الغالبية كانت متعلقة بلاعب واحد تتابعه بإعجاب.. وفوق أحد الكراسي كان فتاة تمسك كم صديقتها وهي تقول:
-” ألم يحن الوقت لتقدميني لـ (فوجي) يا (آسومي)؟.. أنا أتحرق شوقا!”
تطلعت إليها (آسومي) في ضجر وهي تقول:
-” أخبرتك للمرة الألف أن لا دخل لي بالعلاقات العاطفية لأخي..”
مطت الفتاة شفتيها في خيبة، وتراجعت لتعتدل في جلستها..
وفجأة انسد حاجز النظر أمام (آسومي) بعد أن توقف (خيري) أمامها مباشرة، وتجمد مشدوها..
حملت ملامحها الجميلة صرامة شديدة وهي تقول:
-“أنت تعوق نظري!”
ابتسم (خيري) بافتعال وقال بهمس:
-“أريد أن أحدثك على انفراد لو سمحت!”
قابلت (آسومي) صوته الخفيض بصرخة غاضبة:
– “ماذا تريد!؟”
هنا التفت إليهما الجميع بدهشة، فاحمر وجه (خيري) خجلا، وابتسم بارتباك قائلا:
-“لا يوجد هناك توازن في ترددات حديثنا..”
تغيرت ملامح (آسومي) من الغضب إلى الدهشة، فهتفت:
-“ليس بيننا كلام انفرادي.. ثم من أنت أولا؟”
نفض (خيري) ارتباكه وخجله المصطنعين فجأة، وشد قامته وهو يقول باتسامة عريضة:
-“(أوكاياسو خيري).. طالب بالسنة الأولى..”
-“وماذا تريد؟”
-“ألا يمكننا الحديث على انفراد؟”
عقدت (آسومي) حاجبيها شأن من مل الأمر وقالت بصرامة:
-“كلا!”
هز (خيري) كتفيه بمعنى أن لا خيار هنالك، قبل أن يهتف:
-” إذن فأنا أحبك!”
لو ظهر (مايكل جاكسون) يرتدي جلبابا تقليدا مع حذاء رياضي وشاربه غير حليق لما كان لذلك تأثير يذكر أمام دهشة الحاضرين إزاء هذا التصريح السافر بهذه الطريقة العجيبة..
كان (تونو) قد اقتحم الملعب في هذه اللحظة.. و أثار انتباهه مشهد ثور آدمي يلبس لباس فريق كرة القدم الأمريكية وهو يندفع نحو (خيري) بلا هوادة.. فهتف بحنق:
-“أخبرتك يا (كايري) أن أخاها سيطحنك!”
كان (فوجي) -أخ (آسومي)- ينقض على (خيري) ف تلك اللحظة، فأغلق (تونو) عينيه خشية رؤية المذبحة.. ثم سمع صوت الـ”أوووع”، ففتح عينيه ليقابله مشهد (فوجي) وهو منحن بشدة وقدم (خيري) مدفونة في بطنه..فسقط فكه السفلي أرضا..
سحب (خيري) قدمه إلى مكانها وهو يقول لـ(آسومي) التي لم يحد نظره عنها ولو للحظة:
-“إن حبي صادق!”
تحجرت (آسومي) في مكانها وهي ترى أخاها بكل قوته البدنية وقد جندله صبي أصغر منه بمراحل بضربة واحدة..
ثم ارتفع صوت جرارات بشرية تكتسح الأرض.. كان بقية اللاعبين يندفعون نحو (خيري) وهم ينوون الفتك به..
تطلع إليهم (خيري) للحظة، ثم فر من أمام (آسومي) والفريق كله في أثره.. اختفى الجميع.. وساد الهدوء المكان إلا من أثر الغبار الذي خلفه اللاعبون.. ثم ظهر (خيري) مجددا وهو يركض جارا وراءه الجيش الجرار..
توقف أمام (آسومي) لثانية وهو يناولها قطعة صغيرة من ورقة.. ثم أكمل طريقه..
ألقت هذه الأخيرة نظرة على الورقة فوجت كلمتين: “لقد كنت…”.
رفعت رأسها مذهولة لتجد (خيري) يعود من جديد بقطعة ورق ثانية كتب عليها بنفس الخط المتعرج:
-” …أراك دوما…”
عاد (خيري) مجددا بقطعة ورق ثالثة واللاعبون وراءه دوما.. واستمر الوضع بتلك الطريقة:
-“… في ساحة المدرسة…”
-“… كنت تبدين…”
-“هادئة…”
-“… ورصينة…”
-” وغاية في …”
-“… الجمال..”
-” … والرقة…”
-” أنت لا تعرفينني…”
-” … لكنني أعرفك حق…”
-“… المعرفة.. أتمنى…”
-“… لو تقبلين…”
-” … لقائي…”
-“… أوكاياسو…”
-“… كايري…”
كان (تونو) يتطلع إلى مشهد القطار الراكض جيئة وذهابا، فابتسم وهو يقول:
-“هذا (كايري) الذي أعرفه..”
ثم انقلبت ابتسامته إلى ملامح رعب وهو يتطلع إلى (خيري) الذي كان يتجه نحوه وهو يصرخ:
-” أهرب يا (تونو)..”
وتجاوزه بلمح البصر مخلفا وراءه وحوشا آدمية سعرانة.. وأطلق (تونو) ساقيه للريح مجبرا
رمقت (آسومي) كتلة الوراق التي تكونت بين كفيها، ثم نقلت بصرها إلى بوابة الملعب التي لم يكن الغبار المتطاير قد هدأ بها بعد..
غزت وجهها ابتسامة على الرغم منها، وغمغمت:
-“يا له من فتى!”

* * *

أطل رأس المدرس (أوزوماكي) من باب الفصل لعشر ثانية قبل أن يسحبه مباشرة متفاديا سكينا ضخمة استقرت في الجدار خلفه.. ابتلع غصة خرافية، ثم وضع الخوذة الحديدية على رأسه، وتوكل على الله، ثم دفع الباب..
انطلق الضحكات والقهقهات الساخرة والتلاميذ يتطلعون إلى (أوزوماكي) الذي استقر في درع لفرسان العصور الوسطى.. وصرخ (تونو) متهكما:
-“شباب! (دون كيشوت) ذات نفسه قرر أن يلقي علينا الدرس اليوم.. أبشروا!”
رجت القاعة على إثر قهقهات (شيكي) المتحمسة، وهذا الأخير يردف:
-” ولكنه لن يجد هنا طواحين هواء ضخمة كي يقاتلها..”
ابتسم (تونو) بركن فكمه وهو يقول:
-“وماذا عنك؟”
-” أنا لا أقاتل طواحين الهواء.. ف… مهلا! هل تلمح إلى أنني ضخم كطواحين الهواء؟”

-” أنا لا ألمح.. أنا أجزم..”
-” إذا لم تحترم نفسك فسأبريك يا قلم الرصاص”
-” هذا لن يمنعني من أن أفرقعك يا قنينة الغاز..”
وفي اللحظة التي أطبق فيها كل منهما على ياقة الآخر اخترق المسافة التي بينهما بركار دوار تجاوزهما لينغرز رأسه في الحائط المجاور..
تراجعا برعب.. والتفتا إلى مصدر انطلاق البركار ليطالعهما وجه (خيري) الهائم وكأنه لم يفعل شيئا.. كان يضع قبضته المضمومة تحت ذقنه متكئا بمرفقه على الطاولة.. وكانت عيناه تجاوزان حاجز النافذة الشفاف نحو عالم آخر..
ألقى الاثنان نظرة رعب مجددا على الأداة المغروزة في الحائط الخشبي قبل أن يستديرا مجددا نحو (خيري) الذي لم غير وضعه قط.. اقتربا منه بأقصى هدوء ممكن، وقد كان هذا كافيا بالنسبة لـ(شيكي) ليزيح خمسمائة مقعد ويدفع ألف طالب في طريقه..
-“ما الأمر (كايري)؟”
قالها (تونو) بصوت خفيض قلق..
لم يتحرك في (خيري) سوى بؤبؤ عينيه الذي اتجه لهنيهة نحو صاحبه قبل أن يعاود التطلع إلى النافذة من جديد..
مضت دقيقتان والاثنان يحدقان ب(خيري) الجامد دون حراك.. ثم استسلما وقررا تركه وشأنه..
وحينما استدارا سمعا زفرة حارة فالتفتا إليه بسرعة، وهتف (شيكي):
-” على الأقل لم تصب بالخرس!”
ابتسم (تونو) متعاطفا وهو يهمس:
-” (آسومي).. أليس كذلك؟”
حرك (خيري) رأسه نفيا، فأضاف (شيكي):
-“وعلى الأقل لم تصب بالشلل أيضا..”
رمقه (تونو) بنظرة حارقة تراجع معها إلى الخلف خجلا وهو يغمغم:
-“أمزح فقط..”
تجاهله (تونو) وهو يضع كفه على كتف (خيري) ويقول:
-“لا داعي للإنكار.. لم أرك يوما بهذه الحال! إنها فتاة رائعة الجمال.. أفهم ذلك.. لكنك أصغر منها بسنتين.. وفي مرحلتنا العمرية هذه تبدو الفتيات أكبر من سنهن أصلا.. هذا يعني انك تبدو كابن لها حاليا.. فكيف تريد منها أن تستجيب لعاطفتك المحمومة؟”
هنا التفت (خيري) إلى (تونو) غاضبا، وصرخ:
-“قلت لك ان الأمر ليس ذلك.. ليس ذلك ما يشغلني حاليا..”
-“وما الذي يشغلك؟”
-” يشغلني أنني لا أفهم.. هناك شيء غير عادي.. شيء يسبب لي هوسا.. و أنا عدو ما أجهله.. ثم إنني أشعر الآن بشعور غريب حقا.. أشعر بجسدي يقشعر..”
لم يكد يتم عبارته حتى اقتلعت بوابة الفصل من مكانها.. ومن ورائها بدا مجموعة من المقنعين، وكل يمسك بسلاح يزن اطنانا..
وسمع الجميع صوتا خشنا يقول:
-“هذا هو الفصل المنشود..!!”

انتهت الحلقة الثانية

6 تعليقات

يوم أول!!

قد بدأت أقدامكم تتورم من طول الجولة.. أعرف ذلك.. كما بدأت أملها أنا أيضا.. والدليل أنني أتعذب لكتابة هذه الحلقة.. لذا قررت أن أنهي الجولة هنا على الرغم من أننا لم نكلمها بعد.. سأدعكم تكتشفون باقي الأمكنة رويدا رويدا..

سابقا في مذكرات طالب بالأقسام التحضيرية:
مذكرات طالب باﻷقسام التحضيرية
مسار الأف ميل:خطوة البداية (1)
مسار الألف ميل: خطوة البداية (2)
جولة سياحية معتبرة(1)
جولة سياحية معتبرة(2)
جولة سياحية معتبرة(3)

انتهى جو الاستجمام الذي حظينا بها نهاية الأسبوع قبل بداية الدراسة.

إنه اليوم الأول.. كل شيء يبدو جديدا غريبا.. كأننا في أضغاث أحلام..

استيقظنا بقوة الإرادة فقط في السابعة صباحا.. نزلنا للفطور بعد التزود بالسكين الأثرية..

حقا!! لم أحدثكم عن هذا بعد..

كان لنا الحق في الحصول على غطاء من النوعية التي استعملها الجنود أيام الحرب العالمية الأولى.. ذلك النوع من الأغطية التي تقاوم البصق عليها بصعوبة، فما بالك لو أخبروك أنك ستتدثر بها. لقد أحضر كل منا أغطيته ومخدته معه، إلا اللذين كانوا يملكون تصورا ورديا عن المكان.. وهؤلاء كان سيصبح لديهم تصور أسود من البترول عن أ/راض الجلد والحساسية لو لم يسارعوا باقتناء أغطية مناسبة.

الشيء الوحيد الذي كانت تصلح له أغطية المركز هو الفرش على أرضية الغرفة، وقد كانت هذه جريمة يعاقب عليها القانون المدني في المركز -ممثلا بـ(بعبول)- بالحرمان من هذه الهبة الرائعة.. وهو الشيء الذي لم نكن نبالي به كثيرا لو لاحظتم.

كانت هناك أيضا المخدة المقرفة التي لو وضعت عليها وجهك فلن يكفيك بعدها غسل خدك بماء النار (الماء القاطع) كي تشعر بالنظافة من جديد.

ثم هنالك الإزار الأبيض الذي لم يعد كذلك، والذي ينطبق عليه نفس تأثير المخدة..

أما الهبة الفريدة التي أنعموا علينا بها، فهي شوكة وسكين من العينة التي استعملها أبرهة الحبشي قطعا في يوم من الأيام.. هل تعرفون ذلك النوع من السكاكين الذي يمكنك أن تحاول قطع شرايينك به بأقصى قدر من الأمان؟ ذلك النوع الذي يفشل في تقطيع زبدة ساخنة؟ كان هذا إحداها..

ونظير هذه الخدمات الرائعة طبعا، كانا مجبرين على دفع مائة درهم، أي ما يعادل اثنتي عشر دولارا ونصف تقريبا، ككفالة.. وهذا بغض النظر عن كوننا أخذنا هذه الأغراض أم لم نفعل.. وعند ضياع الشوكة أو السكين مثلا فيمكنك أن تقرأ سلامك للكفالة بأكملها.. أما لو تسببت بضياع شيء أكبر حجما فحينها ستدفع ثمنه زيادة على الكفالة بالعملة الصعبة طبعا..

تفهمون الآن لماذا لم نعد نأخذ السكين أو الشوكة إلى المطعم.. إنهما من النوع الأثري الذي يصعب إيجاده في السوق.. لذا لا داعي للمخاطرة.. إن اثنتا عشر دولارا تساوي خمسة كتب جيدة في نهاية السنة الدراسية..

إن المتحمسين لحمل السكاكين يدفعون ثمن ذلك غاليا في الفطور بالمطعم حينما يبدؤون بالبحث عنها بعد إقراضها مجبرين لآخرين أمثالي..

اتجهت إلى سلة الخبز، والتقطت نصف رغيف.. ثم رنوت على الطاولة المجاورة حيث وضعت مستلزمات الفطور.. وتتلخص هذه في إناء به مربى، و صحن به قطع ضخمة من الزبدة.. قطع صلبة بفعل البرودة بشكل تحتاج معه إلى شيء أكثر من الإرادة والنوايا الطيبة كي تستطيع دهن رغيفك بها.. وهذا ما يجعلك مجبرا على وضعها متقاربة فقط وسط الرغيف قبل أن تقضمها كالجبن..

أفطرت و(عبد الله) ثم عدينا إلى الغرفة.. لملمت دفترين في حقيبتي الجلدية.. ومن ثم اتجهنا مبكرين إلى الجناح الدراسي..

إن مركز الأقسام التحضيرية يقاسم مدرسة ثانوية المكان.. هذا يعني أن هناك جناح خاص بنا، وجناح خاص بطلبة الثانوي.. لكننا جميعا كن نتقاسم الساحة.. وهذا ما شكل أملا كبيرا لدى الشباب لمصادقة فتيات حقيقيات بدل المخلوقات المرعبة التي كانت تدرس معنا..

قبل أن تبدأ الفتيات بإلقاء الطماطم علي، أو تدخل إحدى المحمسات لترد علي بأنني سافل، أو أي ردة فعل مبهجة من هذا القبيل، أريد أن أنوه هنا أنني أتحدث عن رأي السواد الأعظم من الشباب في تلك الفترة..، ولا أتحدث عن رأي خاص..

أرى عيونا خبيثة، بعضها يقدح شررا، تنظر إلى شذرًا، وتسأل: ما رأيك أنت إذن؟

لن أحاول التهرب من الرد حفاظا على حياتي..

ليس لدي اعتراض حقيقة على الفتيات اللواتي كن يدرسن معنا.. بعضهن يستحق الاحترام والإعجاب معا.. لكن الشيء الوحيد الذي كنت أؤاخذه على أغلبيتهن هو أنهن لا يتبسطن في تعاملهن.. بل كن ينظرن إلينا باحتقار غير عادي.. قد أكون مخطئا أو مبالغا، لكن الغالبية كانت تعاملنا بنوع غير مفهوم من الترفع، وتواجهن أية محاولة للتقرب منهن، ولو على سبيل الزمالة، كأنها محاولة سبي.. و أنا لا أتحدث عن نفسي هنا بالمناسبة، فقد كنت سلبيا إلى درجة غير عادية خلال تلك الفترة بالذات.. لكنني كنت ملاحظا جيدا، ومتابعا خبيرا للأحداث..

وفي نفس الوقت، كانت فتيات الثانوي ينظرن إلينا كأننا مخلوقات خرافية قادمة من كوكب العلم الأوحد.. لذا كان اختيار الشباب واضحا ومبررا..

حان الوقت للدخول إلى القسم!!
لكن هذه حلقة أخرى..

تابع القراءة: سمير.. سمير.. أشياء مشابهة

15 تعليق