تجاوز المحتوى

الكاتب: عصام

إني أتنفس تحت الماء.. إني بق بق بق!!

 

المحميات الطبيعية لتماسيح الدار البيضاء:

يبدو، والله أعلم، أن عصر  المدن المائية قد حل.. ويبدو، والله أعلم، أن المغرب كان سباقا إلى مواكبة هذا العصر.

قبل بضعة أيام، غرق الممر الأرضي “الجديد” المشيد بالدار البيضاء (الروداني)، بعد أمطار ليلة واحدة فقط. سطروا من فضلكم على كلمة (الجديد) هذه ألف مرة، فالممر قد افتتح مع بداية شهر يونيو الماضي فقط.. وقد فاقت ميزانيته الثلاثين مليون درهما.. هذا الممر الذي لم يدخل في اعتبار منفذيه قط مسألة التصريف المائي وكأننا نعيش في صحراء كالاهاري (مع العلم أن حتى هذه الأخيرة قد تعرف أمطارا). لاحظوا أن هنالك ممرا آخر، وهو الممر المقابل لمسجد الحسن الثاني، يعرف أنشطة غرق مماثلة منذ سنين. إذن لا يوجد هنا عامل مفاجأة أو حبكة إثارة..

فكرت أن مسؤولينا ليسوا بهذا الغباء، وأن هنالك سببا منطقيا لإعادة نفس الخطأ. فكرت في أنهم قد قرروا أن يضربوا عصفورين بحجر واحد.. أن يكون يؤدي الممر وضيفته في أوقات الجفاف، وأن يمارس دور محمية طبيعية للتماسيح في طور الانقراض في المواسم الشتوية.

 

المنتزه المائي الجديد بالرباط:

سكان الرباط مدعوون اليوم إلى الأيام المفتوحة للمنزه المائي الجديد. المنتزه يتميز بأحدث معدات “الإشتواء” (على وزن الاصطياف).. ولكن إدارة المنتزه تنصح زوارها الكرام (زوار رغم أنوفهم طبعا)، بأن يستمتعوا بالقطار المائي السريع (واتر 1).. وعلى هواة التزلج المائي مجرورين بالقطار الحجز القبلي، لأن الأماكن محدودة..

والآن مع بعض صور المنتزه:

مدخل المنتزه

ATT97743

puce_redpuce_red

puce_red 

قاعة الاستقبال وشبابيك التذاكر

ATT97739

puce_redpuce_redpuce_red 

جماهير مسابقة جيتسكي السكك الحديدية

ATT97736

 puce_redpuce_redpuce_red 

القطارات المائية السريعة (البرتقالية) والبطيئة (الصفراء والحمراء)

ATT97741

 puce_redpuce_redpuce_red

ينصح بترك الأحذية بالبيت

ATT97740

 puce_redpuce_redpuce_red

تتمنى لكم إدارة المنتزه طيب المقام والمتعة القصوى في ربوع مرافقها.

ملحوظة: المرجو من السادة الزائرين ألا ينسوا إحضار بذلات غطس كاملة، مع أسطوانات أوكسيجين، كي يتمكنوا من العبور عبر الممرات الأرضية للمرور من سكة لأخرى، لأنه لا توجد وسيلة أخرى لذلك سوى الطيران.

حسبنا الله ونعم الوكيل!

17 تعليق

أحلام صيفية

camp

حينما تسمع النشيد الرسمي بالتلفزة المغربية “بونضيف أنا بونضيف”، فأعلم أن الصيف قد حل. فرغم أن كلمات الأنشودة تقول “بونظيف شتا وخريف” إلا أن الإعلام لا يرفع علم النظافة إلا صيفا.

لقد حزمت زوجتك الحقائب منذ شهر أبريل، وأولادك يتقافزون بجوارك كالبراغيث منذ شهر فبراير وهم يسألون “متى سنذهب إلى العطلة؟”. أنت طبعا قد قدمت طلب الحصول على شهر يوليوز كعطلة سنوية منذ نهاية العطلة السنوية السابقة، لأن تلك هي المدة الكافية لتضمن أن لا أحد من زملاء العمل سيزاحمك في الحجز.

تقرأ لافتة تحمل عبارة من طراز: “قرض العطلة الصيفية، تبرع وأرا ليا!”. تقرر أن عليك بالفعل أن تتمتع، وأن تقدم لهم ما تيسر من أجرك لأربع سنوات القادمة.. والسنة القادمة ستضيف ما تيسر إلى ما تيسر هذه السنة.. وهكذا دواليك حتى يتيسر طريقك إلى أقرب زنزانة تقضي بها ما تبقى من عطلتك السنوية.

تعبئ سيارتك الأثرية بأطنان من الأواني والملابس وخيمة عملاقة، وتصنع جبلا فوق سقفها المتهالك. تتأكد أنك عبأت خزان الوقود تماما لأن سيارتك، على قدمها، من النوع الذي يشفط البنزين شفطا. تتأكد من أنك عبأت زوجتك وأولادك بالكراسي، وتأكد من أن تنطلق في الخامسة صباحا، لأن حماتك في الشقة المقابلة لا تغط في نوم عميق إلا في وقت مماثل.. إنه الوقت الوحيد الذي تتعطل فيه رادارات المراقبة خاصتها.

تمشي بسرعة خمس سلاحف في الساعة، وبجانبك تمر خمس صواريخ بعلامات ترقيم أجنبية. تستنتج بصعوبة أنهم مواطنونا القانطون بالخارج، والذين يأتون ليفرجوا عن قنوطهم على حساب أعصابك. هؤلاء هم من يُستقبَلون بالأغاني ويُوَدعون بالصمت الإستراتيجي. هؤلاء هم من يدخلون البلاد محملين بأطنان من الصابون الذي سيستعمل لاحقا لزحلقتهم خارجا بعد انتهاء أرصدة عطلهم.

تصلون بعد عناء إلى المصيف.. تصلون بعد أن توقفت بكم السيارة خمس مرات، وذكرتك زوجتك ألف مرة بأن عليك شراء سيارة أحدث، وذكرتها ألف مرة بأن بئر البترول خاصتك لم تبدأ بعد بتحقيق أرباح. تقاتلون لنصب الخيمة بشكل مقبول فيزيائيا، وتنزل وأولادك إلى الشاطئ بعدها تاركين زوجتك لأعمال الطبخ والكنس لأنها تستمتع بذلك كالعادة. تجاهد كي لا تفقد أصبعا من أصابعك أو أصابع أولادك في الطريق غير الممهدة التي تصرون على سلكها حافيي القدمين لأنكم في مصيف طبعا.

مهمتك بسيطة الآن: يجب أن يلعب أطفالك هنا وهناك دون أن يختطفهم أحد أو تستخرج جثة أحدهم من المياه. في سبيل ذلك تسترخي في مقعدك تحت الشمسية التي كدت تهشمها وأنت تثبتها في الرمال.. تحمل جريدتك اليومية، وتبدأ القراءة بعين عليها وأخرى على الأطفال. أمامك شهر من هذا الاستمتاع، تمارس فيه دورك العائلي والوطني بمكافحة النظافة في الشواطئ، وتدمر ما تيسر من ميزانيتك. وتعود في النهاية إلى البيت سعيدا بالإنجازات التي تتفاخر بتحقيقها مع زملاء العمل.. إنجازات من قبيل سمرة اللون والصندل ذو الأصبع الذي اشتريته بنصف ثمنه الأصلي.

لقد تراجع حاجز الأحلام كثيرا في هذه البلاد!

7 تعليقات

أن تكون زوجا

مقال الأسبوع بجريدة المساء

egalite-homme-femme

يفتح العريس عينيه صباح اليوم الأول، فيقفز من سريره فزعا. يفكر أن عليهم أن يؤسسوا بندا إجباريا قبل الزواج يقضي بأن يرى العريس شكل العروس وهي تستيقظ من النوم، قبل أن يقرر إن كان سيتحمل قلبه هذا المشهد المرعب بقية حياته.

تفتح العروس عينيها في صباح اليوم الأول، فتزيل قطعتي القطن اللتين تسد بهما أنفها. تفكر أن عليهم أن يؤسسوا بندا إجباريا يقضي بأن تشم العروس رائحة فم العريس في منتصف نومه، قبل أن تقرر إن كانت تستطيع أن تقضي بقية ليالي حياتها بجانب رائحة قبر منبوش.

لقد تغير كل شيء في مغامرة المفاجآت هذه. لن تعرف شخصا قبل أن تعاشره.. لن تعاشر شخصا قبل أن تتزوجه.. حلقة مفرغة يسقط فيها عشاق رومانسية الأفلام الهندية. أن تفاجأ بأن شريك حياتك هو محرك بشري لا يكف عن الشخير كدراجة بخارية، وتكون أنت ذا نوم خفيف.. ليس هذا من الرومانسية في شيء. أن تكتشف أن كل الأنوثة التي كانت تعاملك بها زوجتك قبل الزواج عبارة عن قناع، وتكتشفين أن كل الحنان والاهتمام الذي يوليك إياه زوجك في فترة الخطوبة عبارة عن إشاعة.. ليس هذا من الرومانسية في شيء. حينما تبدأ سيمفونيات الصراخ بالعزف، وتصبح أعصاب كل منكما عبارة عن أنبوبة غاز سريع الاشتعال.. فليس هذا من الرومانسية في شيء. حينما تصر هي بإلحاح أنك شاهدت ما يكفي من المباريات اليوم، تلح أنت بإصرار أنها تملك ما يكفي من الأحذية والحقائب لعشرين سنة قادمة.. فمرحبا بكما في عالم المتزوجين.

في هذا العالم تتمنى الزوجة لو يعاملها زوجها كما يعامل سيارته الجديدة، ويتمنى الزوج أن تكون زوجته سندا يخفف عنه متاعب لم يكن ليقع فيها لو لم يتزوج. في هذا العالم تصبح الصراحة وقاحة حينما توجهها إلى زوجتك، ويصبح عليك تذكر عيد ميلادها دون أن تتذكر سنها. في هذا العالم يتظاهر زوجك بالصمم والشلل حينما يصرخ ابنكما الرضيع في الثالثة صباحا، ويتساءل في اليوم الموالي بكل براءة: «لقد كان الطفل هادئا هذه الليلة على ما يبدو؟». ويوما وراء يوم يطفو السؤال محلقا في سماء الاستقرار الزوجي:«هل اخترت الشريك المناسب؟».

أقول هذه الكلمات وأحكي هذه القصص.. أستظرف وأسخر.. ولكن يأتي دوما يوم نصاب فيه بفقدان ذاكرة جزئي في كل ما يتعلق بالموضوع، ونقابل فتاة مصابة بنفس المرض. ونقترف نفس الجريمة سعيدين بهذا الإنجاز. نستيقظ هانئي البال، ونتحمل مصاعب الاختلاف في سبيل الاستقرار. يفكر كل منا بالأمر ويقول لنفسه: لقد كنت ساذجا! ساذجا!
سوف يأتي هذا اليوم حتما.. فإلى ذلك الحين دعونا نستمتع بكوننا سذجا!

17 تعليق

أن تكون عريسا

 

مقال الأسبوع بجريدة المساء المغربية

 

لقد قال عبقري ذات يوم: «إن الإنسان يتزوج حينما لا يجد شيئا آخر يفعله». لست أدري سر تلك القوة الخرافية التي يتمتع بها هؤلاء الشباب الذين يقررون بسهولة أنهم سوف يغيرون حياتهم تماما إلى غير رجعة. حتى إن الواحد منهم ليبدو وكأنه بطل يمضي قدما في مأساة إغريقية قديمة. السؤال الحقيقي هو هل تستحق الحياة الزوجية كل تلك التضحيات التي عليك تقديمها كي تعيشها؟ يتساءلون عن عزوف الشباب عن الزواج. الأحرى بهم أن يتساءلوا عن السبب الذي يجعل الشباب لا يزالون يتزوجون.

كيف يمكن لشاب أن يتحمل جحيما كجحيم يوم العرس؟ في ذلك اليوم يتحول الفتى إلى مركز الكون، ويمارس تمارين رياضية من الوزن الثقيل من طراز بوس وعناق وتهنئة مليون مواطن حضروا عرسه ليملؤوا بطونهم دجاجا.. تلك التهنئة التي استحقها حتما بعد أن استطاع تدبير مصاريف خرافية ليطعم أفواه الشعب من المعارف الذين يتقاطرون عليه كالذباب من كل مكان.. التهنئة التي استحقها بعد أن تجاوز عقبة أب العروس الصارم، وأمها المتشككة، واستطاع أن يدبر عشا يقطنه مع مجموعة متنوعة من التجهيزات التي ستحطم قروضها ميزانيته مدى الحياة.

حينما يحمل الشاب على الأكتاف فوق (العمارية) بجوار عروسه، ويبدؤون بهزهما كآنية لبن يتم رجها، فلا أظن أن العروسين يكونان مستمتعين تماما بإحساس الدوار الذي يتقاسمانه. أول إحساس مشترك كزوج وزوجة رسميين هو إحساس بالدوار والاختناق! هذا يبشر بخير..
كل هذا الكم من التصنع والتقاليد التي يجب احترامها على المقاس.. هذا الكم من الأموال المهدرة في حفل يتبادل الجميع فيه الابتسامات على سبيل الواجب.. هذا اليوم المجيد الذي يعتبر يوم حداد معلن عند شعوب الدجاج والخراف التي تقوم مجازر في حقها بدون سبب منطقي مقبول سوى الاحتفال بشكله التقليدي الذي ألفناه. إن المغاربة شعب غريب حقا.. نحن نعيش لنأكل.. في الأفراح نأكل.. في الأحزان نأكل.. ولائم العزاء عندنا تفوق ولائم الأعراس في بعض الأحيان. «هي شي زردة!».. عبارة تسمعها حينما تنجح في دراستك.. تسمعها حينما تتخرج.. تسمعها حينما تحصل على وظيفة.. تسمعها حينما تخطب.. حينما تتزوج.. حينما تنجب.. حينما تحج.. حينما تتوفى.. ربما في الحالة الأخيرة لن تسمع أنت العبارة، ولن تكون بنفس الكلمات، لكن التقاليد تفرض على أبنائك القيام بها بنفس الشكل لأن هذا ما علمهم إياه المجتمع. لن تكون صدقة يجمع فيها الفقراء ليأكلوا، وإنما تجمع آخر للعائلة والأصدقاء والمعارف والجيران ليأكلوا حزنا على روح الفقيد.

وحينما نعود إلى عريسنا، نجده جالسا وهو يبتسم مجبرا بجانب خيمة يتضح بكثير من العسر أنها عروسه، وقد ألبسوها لباسا ضخما آخر من النوع الذي على النساء التمرن بالحديد الخفيف لتحمل وزنه في اليوم الموعود.

ويتساءلون عن عزوف الشباب عن الزواج! يوم العرس ما هو إلا البداية.. سنتحدث عن بقية القصة الرائعة.. لكن هذه قصة أخرى..

19 تعليق

اسمي فوق حائط كازانيجرا

الحر قاتل بالخارج، وأنا جالس بباص أحارب الصراصير الصغيرة.. أرسلت واحدا يكاد يلتهم فتاة ورائي (أو على الأقل كان هذا هو الإيحاء الذي فهمته من ملامحها) إلى العالم  الآخر، فابتسمَت ممتنة بخجل. وفي وسط حملة التطهير تلك، والتي لم ينتبه إليها صديقي جمال، رن هاتفي المحمول.. تحدثت ووالدتي لبضع دقائق قبل أن تخبرني ان أختي تطلب التحدث معي..

– ما علاقتك بـ”كازانيجرا”؟ (سألتني أختي فجأة)..

كازانيجرا: فيلم مغربي لم أشاهده بعد.. و علاقتي به لا تتجاوز علاقة خروف العيد بالفيزياء النووية..

أخبرتها بأنني لا أفهم عماذا تتحدث..

– إن اسمك مكتوب بالفيلم.

صباح الصدمات غير المتوقعة..

تساءلت عن مكان كتابة هذا الاسم، متوقعا أن يكون بالجينيريك مثلا، رغم أنه لم يصل لعلمي من قبل أنني عملت بالفيلم..

– الإسم مكتوب على حائط بالدار البيضاء في لقطة من لقطات الفيلم..

صباح شهرة المزابل..

هل أصبح اسمي مشهورا إلى درجة كتابته على حيطان الدار البيضاء؟

تساءلت أختي إن كنت مختلا عقليا يمضي في الشوارع ليلا يكتب اسمه على الحيطان.. فأخبرتها انني لست في وضعية أستطيع معها الانكار أو التأكيد.. فالمريض النفسي لا يعرف أنه كذلك حتما..

حملت الفيلم من على النت هذا الصباح، وبدأت أبحث عن حائط في لقطة.. عملية مريعة حقا.. وفي النهاية وجدت الحائط المقصود بالصدفة المحضة..

casanegra2

دققت الملاحظة لأكتشف أن الكلمات لم تكن (عصام) من الجهة المواجهة، و(إزيمي) من الجهة الجانبية، بل كانت (عام كريم) بكل بساطة..

حينها اكتشفت أنني لم أكن مريضا نفسيا بقدر ما أختي الصغرى تملك خيالا واسعا، أو هي بحاجة إلى نظارات..

8 تعليقات

مشرقي.. مغربي.. وتهم مشابهة..

 

حينما رأيت هذا الكاريكاتير لحمود في موضوع صنع في الشرق الأوسط عرفت أن الموضوع شائك، وأن القراء سيبدؤون بالتراشق على صفحات موضوعه.. ولكن على الأقل أثبتت المدونات من جديد أن قراءها ومتابعيها يختلفون عن غوغاء المنتديات العربية العتيدة والمواقع الإخبارية العادية. فلم يصل النقاش بعد مستوى غير حضاري، ولم يبدأ تعداد أنشطة الوالدين الجنسية بعد.. هذا شيء مبهج!

made_in_the_Middle_East_by_hamoud

في أواخر سنة 2002، انضممت إلى منتدى شبكة روايات التفاعلية بالمصادفة بعد أن كنت أبحث عن مواقع لروايات مصرية للجيب على الأنترنت. 

هنالك اكتشفت كائنات أسطورية شربت من ثقافة تلك الروايات، والأروع أنها تكتب على الأنترنت بالعربية.. قبل هذا العهد كنت أحسب أن الكتابة بالعربية على في المواقع ضرب من الخيال العلمي، خصوصا وأن السائد حينها كان ويندوز 98 الفرنسي الذي يعد العربية، واللغات المشرقية عموما، عبارة عن فايروس تجب محاربته.

عانيت الأمرين كي أجد وسيلة للكتابة بالعربية على نظام كهذا، وعانيت أكثر كي أتعلم الكتابة وأطور سرعتي التي كانت أية سلحفاة تحترم نفسها ستتفاخر بسرعتها أمامها.

هناك، في ذلك المنتدى، كانت لي صداقات عدة.. تعرفت على العديد من المشارقة، بعض المغاربة أمثال احجيوج و حمود.. هناك اكتشفت حقا معنى أمة عربية متحدة.. حيث تذوب الاختلافات، وتذوب الانتماءات، ولا يبقى سوى الانتماء إلى المكان.

يقول حمود أن لديه ثقافة شبه مشرقية، وأظن أنني كذلك أيضا. وكل هذه الهرجلة حول الاختلافات والنظرات الدونية من الجانبين، ومشاكل كرة القدم التي لا رأس لها ولا قدم لا تهمني على الإطلاق. 

ما لم يتحث عنه حمود هو الاتجاه الآخر.. نظرة المغاربة للمشارقة.. فحينما أطلق دعابة مصرية ما، ويمتعض البعض، فأنا لا أهتم.. أنا فقط أستهجن ردة الفعل المخالفة لو كانت دعابة فرنسية أو انجليزية يتم تقبلها على أنها شيء عادي ينتمي إلينا تماما.. المصريون استطاعوا فرض لهجتهم بأعمالهم السنيمائية والمسرحية والتفزيونية.. ومن لم يعجبه الحال فليذهب لينتج أعمالا فنية منافسه تفرض نفسها كما فعل السوريون مثلا. وحينما أشجع منتخبا عربيا (مصر أو السعودية مثلا) ضد منتخب أجنبي آخر، فهذا حقي المشروع وواجبي كعربي. والتنافس القائم بين منتخباتنا العربية لا علاقة له بالموضوع. وأظن أن هذا أشرف لي من تشجيع ألمانيا والشماتة في السعودية إبان المونديال المشؤوم إياه.

المهم بالنسبة إلي هو نظرتي الخاصة للأمور والطريقة التي أكسب بها احترام الجميع مشارقة ومغاربة.. هذا هو الأهم.. والباقي مجرد خرافات وصراعات جغرافية غبية.

8 تعليقات

قمة الشفافية

kawtar2 kawtar

صور مرشحة عن حزب التراكتور

 

هكذا لن يتهم أحد بعد اليوم أحزابنا بأنها تفتقر إلى “الشفافية” و ”الوضوح” الكافيين..

وكما يقول الأخوة المصريون: “هيصوا!”

5 تعليقات

تجربة Windows Live Writer

 

لم أجرب من قبل التدوين من برنامج بسطح المكتب.. وحينما قرأت عن إمكانيات Windows Live Writer على المدونة التقنية المتميزة رحلة ضوء التي أنصحكم بزيارتها، قررت أن أجرب الأمر..

WLive

 

يبدو كل شيء رائعا لحد الآن، وقد تعرف البرنامج إلى تصميم القالب، ويعطيني الإيحاء حاليا أنني أكتب مباشرة على واجهة المدونة.. هكذا سيمكنني التحكم أكثر في حجم التدوينات وتنسيقها بسرعة أكبر.

التعامل مع الصور ومقاطع الفيديو يبدو سلسا ويقدم إمكانيات أفضل بكثير من واجهة الويب..

يبدو أنني سأتخلص أخيرا من عناء التعامل مع الصور عبر الفتوشوب لإضافة تأثير إطار الصور الشهير الذي أحبه. الصورة جانبه كمثال.

 

الخلاصة أن البرنامج يبدو رائعا، ويبدو أنه يتيح إضافة العديد من الإمكانيات عبر محرك إضافات.. وهذا أمر يجعل البرامج من هذا النوع أقوى وأفضل من غيرها ذات الخصائص الثابتة.

1 Comment

جنة المواصلات

مقال الأسبوع بجريدة المساء المغربية

car

إن أفضل وأسلم وسيلة للسفر بهذا البلد السعيد هي الطائرة، كيفما كان نوعها: نفاثة، أو طائرة ركاب، أو مروحية. وحتى لو تم إطلاقك شخصيا في الهواء بواسطة مدفع ما، وكُفِلت لك سلامة الهبوط، فذلك أسلم لك من محاولة استعمال وسيلة أرضية. يبقى العائق الوحيد هنا هو السلامة المادية التي تقف في مواجهة السلامة الصحية. لذا يتجاهل المواطن العادي وسيلة التنقل هذه، محاولا إقناع نفسه بأن الأخوين (رايت) لم يولدا قط، والطائرة لم تخترع قط، أو أنها مجرد خيال علمي أو أسطورة من أساطير الأولين!

حينما تهوي في السلم الاجتماعي، فيمكنك أن تقرر المرور إلى القطار كوسيلة بديلة تكفل حدا أدنى من السلامة والراحة.. يمكنك أن تهنأ بقدر لا بأس به من الراحة في الأوقات العادية.. تلك الراحة التي ستدفع ثمنها غاليا في أوقات الذروة. أما لو كان الزمن عيدا أو مناسبة من هذا القبيل، فلن أضمن لك أن تجد لأصبعك الأصغر مكانا غير أنف أحد الركاب المجاورين، أو يجد هو لكوعه مستقرا ببطنك.

ثم إن ترف ركوب القطار هذا مقتصر على منطقة المغرب النافع كما يسمونها، حيث لو أردت أن تذهب بالقطار أبعد من مدينة مراكش جنوبا، فعليك أن تصنع بجسدك وجسد المواطنين الوطنيين رفقائك تتمة للسكة الحديدية، لو كنت من المتحمسين لتقدم البلاد، وذلك بعد أن يئسنا من المشروع الذي سمعنا عنه منذ بداية التسعينيات، والذي يتحدث عن سكة حديدية تصل إلى مدينة العيون.. نتمنى أن يتمكن أحفادنا من أن يروا هذه الأسطورة تتحقق يوما.

حينما تهوي مجددا في السلم الاجتماعي، فأنت تستقل الحافلة. عليك فقط أن تنسى خطوط شركة النقل الشهيرة تلك التي تجعلك تتصور أنك اشتريت تذكرة صاروخ، حينها يمكنك الحديث عن الوسيلة الأنجع من الناحية الاقتصادية. تجاهل فقط أن الحافلة قد تتحول في أية لحظة إلى سوق بلدي يعج بشتى أنواع الباعة الذين يكادون يهشمون رأسك بتلك الصناديق الضخمة التي يحملونها معلقة على كروشهم.. تجاهل أيضا أؤلك الذين يأتونك بقطعة واحدة (ساعة/هاتف…)، فهم على الأرجح يبيعونك باليسرى شيئا سرقوه منك باليمنى، ولا عزاء لـ(أرسين لوبين) في ذلك. تجاهل أيضا ذلك الكم الخرافي من المتسولين الذين يضيع بينهم أصحاب الحاجة وسط كم محترم من النصابين.. أبناء بطوطة الذين يأتون دوما من أقصى البلاد ويـتوجهون دوما إلى أقصى البلاد من الناحية المقابلة.. محافظ نقودهم لا تكف عن ممارسة عادة السقوط القبيحة وسط هذه الرحلات.. وهم كالعادة أبناء أناس محترمين، لذا تجدهم متأنقين نوعا ما ليحبكوا القصة.

تجاهل كل هذا، وتمنى من الله تبارك وتعالى أن تمر الرحلة بعطب أو اثنين فقط، وتأخر لساعة أو اثنتين فقط.. وتمنى، وهذا هو الأهم، أن تصل سالما بعد سباق الرالي الذي يمارسه السائقون المتحمسون.

5 تعليقات

مسوطون

مقال الأسبوع بجريدة المساء المغربية

vote

أمسك بالورقة العذراء! هي ليست عذراء إلى هذا الحد. لقد دنسوها بشعاراتهم الحزبية الغريبة. رموز ورموز.. زخارف وقصص مصورة وحكايات وطنية.

رمز (القادوس): حزبكم المفضل.. (بلومبي) و(جعبة) لكل مواطن.

ادخل الحيز الضيق وحدك.. املأ الورقة سبابا، وأرسلها هدية مضمونة إلى النظام السياسي الحزبي. يتساءلون : لماذا يعزف الشباب عن الانتخابات؟ ربما لأنهم لم يجدوا قيثارة يعزفون عليها، فقرروا أن يعزفوا لحن الاستياء والثورة. السؤال الأجدى هو لماذا تعزف قنواتنا عن واقعنا؟ لماذا نقرأ أنهارا من الحبر فوق هكتارات من أوراق الصحف الصفراء والبيضاء والسوداء؟ انتخابات.. انتخابات.. صراعات وانتخابات.. في المقابل لا نرى شيئا على شاشاتنا.. أولئك الذين اخترعوا التلفاز وقنواته يؤخرون البث المباشر دقيقة أو دقيقتين، في حين تؤخر قنواتنا البث سنة أو سنتين. البث عندنا لا يزال في سنة 2008 يا سادة.

رمز (الخراز): حدد أفضل خياطة ممكنة لفمك الكبير، وانضم إلينا!

امسك بالورقة المدنسة وأضف رمزا جديدا.. فليكن رمز الهواء.. اترك المساحة فارغة واخترع لها حزبا! لن تغير من الأمر الشيء الكثير. هم أكثر من ثلاثين على أي حال.. أم الأحزاب عندنا ولود، ولا تمارس تنظيم الأسرة كما يجب.. أم الأحزاب عندنا أرنبة تخضع لرغبات الجمهور: ما يطلبه المشاهدون.. أم الأحزاب عندنا تلدهم بنفس شهادة الازدياد: برنامج حزبي متطابق.. يبدو أنهم جميعا قد دفعوا لنفس المؤلف أجر نفس الرواية.

رمز الحمار: ركب أذنين كبيرتين، وعش حياتك!

تسكع في الطرقات، وراقب المنصات والعربات! اصرخ بالهتافات واحفل بالولائم و(الزردات). احضر جميع المهرجانات وجميع الخطب وجميع اللقاءات! أدخل يدك في جيبك، وعد الأموال حسب الرموز! من قال إن ثمن البصل قد ارتفع؟ افتح مزادا غير علني! خذ العروض كلها من دون استثناء، وجهز صوتك للتسليم! ادخل قاعة الانتظار! تجاوز اللجنة واغمز بعين الخيال لكل ممثل حزب على حدة.. سيبتسم كل واحد منهم بداخله فرحا: هذا رجلنا! هذا صوتنا!

ادخل الحيز الضيق! أغمض عينيك! وضع أصبعا فوق الورقة.. مبروك! (جا لك) ولد..
لقد اختار القدر مصيرك! صوت تسوّط! (بفتح الواو وتشديدها).

2 تعليقان

نعال مغربية

shooses

نعَلَ ينعل نعلا..
كلمة تجولت هذه الأيام كثيرا باللائحة البريدية لجمعية المدونين المغاربة..

نعلت الله على من كتب هذا الموضوع إلى يوم الذين ..

نعلت الله على الكاذبين، ونعلت الله عل من ينعلون الناس على هواهم، ونعلت الله على من أساؤوا للإسلام، أمثالكم

المغاربة منكم يفهمون أنهم يتحدثون عن “اللعن” طبعا، في حين سيفهم المشارقة أنهم يتحدثون عن الأحذية (النعال)..

بغض النظر عن هذا المستوى اللغوي الفذ، فما أثار حفيظتي أكثر هو الأسلوب غير المتحضر المتبع في النقد. القصة وما فيها أن مدونا نشر موضوعا يتحدث فيه عن الجلباب المغربي، وكونه في ليبيا مثلا أصبح رمزا للدعارة والسحر والشعوذة.. طرح الرجل الموضوع بشكل موضوعي لا اتفق مع البعض مما جاء به، لكنه يبقى طرحا خاصا من شخص عاش ما يتحدث عنه.
إلى هذه النقطة، التحفظ البسيط الذي لدي هو أن السادة المدونين المغاربة اتخذوا المجموعة البريدية كأداة استعراض لجديد مواضيعهم، هو الشيء الذي نحن في غنى عنه تماما لأن هنالك العديد من الوسائل الخاصة بذلك لمواقع تجميع خلاصات المدونين المغاربة وأشياء من هذا القبيل.

الجديد هنا هو دخول مدون آخر بدا بـ (النعل)، ورد المدون الأول عليه بـ(النعل)، ورائحة الجوارب التي بدأت تنتشر بالمجموعة البريدية.. إن كان هذا ما نريده من هذه المجموعة، فلا داعي لها أصلا..

أكتب هذا الموضوع بمدونتي هنا لأنني أعرف أن لا فائدة بكتابة هذا الكلام هناك، فقد سبق وطلبت من الأخوة أن يعفونا من حملات دعاية مواضيعهم، والالتزام بمواضيع جديد الجمعية، والتدوين المغربي فحسب.  طبعا سياسة أذن من طين وأخرى من فلين (أصلب من العجين كما ترون) هي السائدة.. ولا وجود لأدني رقابة إشرافية المجموعة البريدية ولو بسيطة للتقويم وضمان عدم الخروج على المسار المفترض للمجموعة.

5 تعليقات