تجاوز المحتوى

الكاتب: عصام

الزهايمر

 

استيقظت في الوقت الضائع كعادتي مؤخرا. وبعد قضاء المسائل البيولوجية والروحية، وضعت القهوة الفرنسية على النار، وعدت إلى غرفتي أستبدل القشرة الخارجية التي يدعونها ملابس.

cerveauفي العادة، أضع مرهما واقيا من الشمس على وجهي بسبب التعاطي لأحد الأدوية وضعف البشرة بسببه أمام أشعة الشمس. وضعت قطرات بيضاء ضخمة من المرهم في مختلف أنحاء وجهي، تذكرت القهوة فركضت إليها كي لا تحترق. عبأت الكوب الحافظ للحرارة، وارتديت سترتي الجلدية، وخرجت.

ما به هذا الوغد يرمقني ساخرا؟ نظرات البشر مختلفة هذا اليوم، وهنالك اهتمام لا بأس به بشخصي المتواضع.

أجل أجل.. ملاحظتك في محلها، وسؤالك أكثر من منطقي: “ماذا حل بالبقع البيضاء على وجهي؟”  إنها لا تزال هناك طبعا. صاحبك يمشي الهوينى في الشارع مبرقع الوجه واثقا بنفسه. ومن محاسن الصدف أن سيارتي ليست لدي هذا اليوم.

هذا حادث بسيط من مجموعة حوادث فقدان ذاكرة المدى القريب والمتوسط التي أصبحت أعاني منها.

alzheimer في أحد أيام مراهقتي، كنت فيه بمنزل العائلة أبحث عن كتاب كنت أقرأه للتو. لا زلت أذكر كم الصراخ واتهام أفراد العائلة باللعب في أشيائي الخاصة، وذلك الكم من العبارات من طراز :”حينما أترك شيئا بمكان ما أحب أن أجده بنفس المكان من فضلكم!” و”هذه متاهة وليست منزلا!”. لا داعي لأشرح ذلك الإحساس الذي انتابني حينما وجدت الكتاب في الثلاجة وقد وضعته هناك بنفسي وأنا أستخرج زجاجة مياه باردة، قبل أن أعود لغرفتي وأقيم الدنيا ولا أقعدها.

كانت حالة معزولة حينها، أصبحت الآن شبه قاعدة. أصبحت أربط الأشياء المهمة بتصرفات لا إرادية تذكرني بها. أوراق السيارة مثلا أحملها ومعها واجهة المذياع. هكذا كل صباح، مع ردة الفعل غير الإرادية التي تدعوني لتشغيل المذياع فور ركوب السيارة، أتذكر أنني لم أحمل الاثنين من المنزل. كما أصبحت أحتاج إلى جهاز التنبيه في هاتفي كي أتذكر المواعيد المهمة.

والمعضلة في ازدياد مستمر!

ماذا عن الزهايمراتكم؟

15 تعليق

ماذا أقرأ؟ أو بالأحرى، ماذا كنت أقرأ؟

أجل.. أنا أعلنها بكل جرأة وصراحة ووضوح: لم أعد أقرأ!

اعتراف لا بأس بدرجة فداحته كما ترون بالنسبة لعثة كتب قديمة.. لكن دعوني أتوقف قليلا عند هذه النقطة: أنا لا أقرأ.. ليس بالمفهوم المنتشر الذي يجعل حمل صاحبه لكتاب إحدى معجزات الدنيا السبع، ولكن بمفهوم القراءة لدى عثة كتب قديمة مثلي: أنا لم أعد أقرأ كما كنت سابقا فقط.. وهو أمر أحاول تداركه حاليا حسب الاستطاعة.

نحن مولعون بالحديث عن أنفسنا، ولست أدري ما الذي يجعل قارئا يتحمل قراءة كلمات شخص لا يكف عن الحديث عن نفسه سوى أن يكون ذا أسلوب مشوق يشفع له.  الموضوع اليوم مختلف، حيث أن هذا الواجب التدويني يفيد الآخرين عن طريق التحدث عن أنفسنا. وهذه لعمري فرصة ممتازة.

books

الواجب التدويني، أو التاج هو كالتالي:

من أرسل لك الدعوة:

إنها سيرين. المدونة رقيقة الكلمات التي تنافسني في رياضة الاختفاء التدويني. ربما هناك أخرون لم أر موضوعاتهم. أرى انه من الضروري إخبار المدون الذي أرسل له التاج بريديا.

ما هي كتب الطفولة التي بقيت عالقة في ذاكرتك؟

كانت بداياتي مع القراءة بانتظام مع هدية قيمة من والدي بسنتي الابتدائية الأولى: قصص (العربي بين جلون) الحمراء للأطفال. كان أبي حينها يتوقع أنني ككل الأطفال سأحتاج إلى متابعة ومساندة لقراءة القصص.. لم يرد في البداية أن يعطيني المجموعة التي اشترى كاملة كي أستطيع التحكم في موضوع القراءة. لكن سرعة إنهائي للمجموعة كانت مذهلة بالنسبة إليه، فقرر أن يشتري لي المزيد والمزيد.

من ثم كانت البداية.. كتب عطية الأبراشي ثم كتب المكتبة الخضراء. عالم سحري من أمراء وأميرات وساحرات وحيوانات متحورة.

بعد ذلك اكتشفت عالم المغامرين الصغار الأذكياء: المغامرون الخمسة.. المغامرون الثلاثة.. فأغرمت بأدب الإثارة والمغامرات ذاك في سن صغيرة.

كنت في نفس الوقت أقرأ مجموعة خيالية من كل ما يقع تحت يدي من روايات مترجمة.. في سن الثانية عشر كنت قد قرأت كتبا كالفرسان الثلاثة (النسخة الأصلية الكاملة مترجمة) و ذهب مع الريح، و مجموعة من روايات أجاثا كريستي وأرثر كونان دويل، ومصائب كالبؤساء ونظرات وعبرات. كل هذا تحت دهشة أمين الخزانة التي كنت أقرأ بها الكتب، والذي لم يصدق أن (مفعوصا/ برهوشا) في سني يطلب كتبا مماثلة. حينما أنظر الآن إلى ما يمكن أن يكون طفل في هذه السن يقرأه في هذا الوقت، إن كان يقرأ، فأنا أصاب بالإحباط حقا.

تعرفت في نفس الفترة على روايات مصرية للجيب.. فالتهمت مجموعة رجل المستحيل بأكملها، ثم ملف المستفبل، قبل أن أدخل مجبرا حينها عالم د.أحمد خالد توفيق الساحر.

مَنْ أهم الكتاب الذين قرأتَ لهم ؟

د. أحمد خالد توفيق: رغم أن الرجل كان إلى حد قريبا متجاهلا من طرف النقاد نظرا لأن ما يكتبه كان مصنفا كأدب من الدرجة الثانية (أدب المغامرة)، إلا أن متابعيه قد اكتشفوا منذ عهد بعيد حرفيته الشديدة في صياغة شخصياته الممتازة، وطريقة سرده الأدبية التي تجعل المغامرة أدبا حقيقيا ممتعا إلى أقصى الحدود.

بعد إصداره لرواية يوتوبيا التي أحدثت ضجة كبيرة، وكتابته الثابة لمقالات رائعة عبر عمود أسبوعي بجريدة الدستور أصبح الرجل يحصل على المكانة التي يستحقها.

أحلام مستغانمي: صاحبة أحد أكثف الأساليب التي قرأتها في حياتي.. في فقرة واحدة قد تصف لك خمسة أشياء وتتحدث في عشرة مواضيع بسلاسة انتقال مذهلة. لم أر المسلسل المبني على رواية ذاكرة الجسد، لكني أظن أن تحويل رواية كهذه إلى عمل درامي سيسطحها جدا. هذه الرواية خلقت لتبقى أدبية.

غسان كنفاني: “رجال تحت الشمس” كانت صدمة عاطفية لي في سن السادسة عشر. هذا الرجل برواياته القصيرة جدا قربني كثيرا إلى القضية الفلسطينية من منظور إنساني فير تقريري.

طه حسين: نسيت تماما روايته “الأيام”، لكنني أظن أنها رواية غيرت طابع الرواية العربية.

جورجي زيدان: الوصول إلى كتابة روايات تاريخية مشوقة.. لم أكن أتوقع ذلك في سني آنذاك إلى أن قرأت للرجل.. صحيح أنني اكتشفت لاحقا أنه كان  مولعا بتحريف معطيات تاريخية، إلا أن الروايات لا بأس بها.

نجيب الكيلاني: رواياته مختلفة.. أذهلتني رواية “عمر يظهر في القدس” كثيرا حين قراءتها.

نجيب محفوظ: ذو العوالم الواقعية ذات الاسقاطات الممتازة. بالتأكيد لا يمكنك المرور دون قراءة ثلاث أو أربع روايات على الأقل للرجل.

علاء الأسواني: أظنه منافسا لا بأس به لنجيب محفوظ في غني شخصياته وتنوعها.. ربما يبدو أسلوبه سها، لكنه ممتع في ذات الوقت. المسألة مسألة حبكة وقوة بناء للشخصيات. ربما هنالك تحفظ كبير على طريقة توظيفه للجنس في الروايات خاصة شيكاجو، وانا أتفق ان بعضه مجاني وصريح أكثر مما يجب. من الأشخاص الذين اتابع مقالاتهم على الأنترنت.

بلال فضل: أحد رواد الكتابة الساخر حاليا. تعرفت على الرجل ككاتب قبل سنة، واكتشفت أنه صاحب سيناريوهات العديد من الأفلام المصرية الحديثة التي راقتني جدا. مجموعاته القصصية خصوصا الأخيرة منها ممتازة جدا. وأخص بالذكر “ما فعله العيان بالميت” و”ضحك مجروح”. وعيه السياسي وأراؤه العميقة تروقني جدا. يكتب عمودا يوميا بجريدة “المصري اليوم”.

يجب علي التوقف هنا لأن اللائحة طويلة جدا.

من هم الكتاب الذين قررت ألا تقرأ لهم مجددا؟

لا يوجد.. لا أظنني أستطيع أن أجزم يوما أنني لن أقرأ للكاتب فلان الفلاني، لأنه قد يصدر كتابا يثيرا جدلا كبيرا يستفزني لقراءته.

 

ما هو الكاتب الذي لم تقرأ له أبدا ، وتتمنى قراءة كتبه ؟

فهمي هويدي، وعبد الوهاب المسيري، وجابرييل جارسيا ماركيز. هم في قائمة الإنتظار بالفعل.

في صحراء قاحلة ، أي الكتب تحمل معك؟

سأحتاج هناك إلى متعة تامة في القراءة.. إذن سآخذ كتبا لأحمد خالد توفيق وبلال فضل وربما محمد عفيفي. هل نسيت ذكر محمد عفيفي سابقا.. (الله يسامح).

 

ما هي الكتب التي تقرؤها الآن ؟

ضحك مجروح لبلال فضل

العادات السبع للأشخاص الأكثر فاعلية (للمرة الثانية) لستيفن كوفي.

فيرتيجو للكاتب الشاب أحمد مراد.

 

أرسل الدعوة لأربعة مدوّنين:

جمال النائم في العسل، والذي يضيع وقته بلعب PES في العرفة المجاورة حاليا.

بثنية

حمود الذي اشتقت لتدويناته.. عساه يجبر بخاطري ويكتب.

محمد الساحلي عله يعود إلى صفوف المدونين بالأرض ويشاركنا لائحته التي أنا علي يقين انها خرافية الطول.

 

هذه أطول تدوينة كتبتها منذ سنوات.. ألم أخبركم أن الإنسان يحب التحدث عن نفسه كثيرا.. من وصل منكم إلى قراءة هذه الجملة فهو يستحق جائزة..

17 تعليق

عرب قذرون وأمازيغ مغفلون

حينما كنت طفلا صغيرا في مدينتي الأم تزنيت، المدينة السوسية الأصيلة، لم أكن أمازيغيا بما فيه الكفاية كي يعتبرني الأطفال هناك كذلك. رغم أن والدي أمازيغي جدا. لكن كون والدتي مراكشية جعل لغة الحديث بالمنزل هي الدارجة المغربية. هكذا كنت هناك نوعا من”أعراب إجان” وهي جملة أمازيغية تعني “العربي كريه الرائحة”. حينما انتقلت للدراسة بالرباط، كانت لهجتي الدارجة تشوبها لكنه أمازيغية واضحة. هكذا أصبحت هناك “شلح غربوز”، بمعنى “أمازيغي مغفل ساذج”. (موصيبة كحلا صافي).

مشكلتي أنني أقع في المنطقة الرمادية بين الإثنين، ليس بين الكريه الرائحة والمغفل الساذج طبعا، بل بين الأمازيغي والعربي. ولكل منهما مصيبته:

مصيبة العربي هي أنه يعتبر الأمازيغي مواطنا من الدرجة الثانية. يعتبره مواطنا لمهن البقالة والخدمة في المقاهي والجزارة وغيرها من المهن المحترمة التي لا أحط من قدرها، إنما يعتبرها العربي المتعصب مهنا من الدرجة الثانية. لو خرجت قليلا عن نطاق الشركات والقطاعات العمومية إلى الشارع فهنالك من لن يصدق أن هنالك محامون ومهندسون وأطباء أمازيغ. وأنا لا أبالغ هاهنا. الأمازيغي بالنسبة له دوما هو شخص بخيل ساذج، لا يمارس سوى نشاط جمع النقود ليبعثها إلى قريته. يرتدي البلوزة الزرقاء أبدا حتى في فراشه، كما يصوره التلفاز المغربي، ويتحدث بلكنة قاتلة مثيرة للضحك والسخرية.

مصيبة الأمازيغي، وأنا أتحدث عن المتشددين هنا ، أنه يفضل أن نصبح كلنا فرنسيين نتحدث لغة موليير، إضافة إلى الأمازيغية إن أمكن، على أن نتحدث العربية إضافة إلى الأمازيغية. مشكلته أنه يعتبر المواطن غير الأمازيغي عبارة عن محتل. مشكلته أنه قد يقبل التعامل مع إسرائيل أو الشيطان ذاته لو أخبرته أن هذا سينسف العرب من خريطة العالم. مشكلة الأمازيغي أنه ينصب متحدثين عنه أشخاصا كأحمد الدغنري (في الفيديو) لا يعرفون حتى كيف يتحدثون أو يدافعون عن معتقداتهم دون أن يبدوا سذجا.

الموضوع يدعو للأسف حقا!  لدي الكثير من الأمثلة والكثير مما أود الاستفاضة في الحديث عنه، إلا أن الموضوع مؤلم بالفعل.

53 تعليق

المُرَمضِنون

Capture

استيقظ على صوت منبه الهاتف النقال كعادته. ألقى نظرة على الساعة. أضاف نصف ساعة للمنبه، وعاد للنوم شاكرا التوقيت الرمضاني.

أغمض عينيه لثانية، فدوى صوت المنبه مجددا. رمق الشاشة الصغيرة بعينين نصف مغلقتين. لم يصدق أن نصف ساعة قد انقضت في رمشة.

بحث بجانب السرير عن قارورة المياه المعتادة. كبح الفرامل في جزء الثانية الذي سبق الجرعة. لم يألف الموضوع بعد، لكنه غير مستعد لتعويض صيام اليوم.

يأخذ حمامه الصباحي ليزيل أطنان العرق اللزج، العلامة المميزة لارتفاع درجة حرارة مدينة ذات درجتي رطوبة وتلوث خرافيين.

يستقل سيارة أجرة صغيرة. يبدو السائق صامتا هادئا عكس عادتهم جميعا. يبدو أنه يحتفظ بطاقته للصبر على اليوم الطويل.

يفكر في أنه سيكون  أطول يوم رمضاني منذ 23 عاما. ثم يتذكر أن هنالك بلدانا كروسيا فيها مناطق تصوم أكثر من 20 ساعة حاليا، ثم…

-“أين تعلمت السياقة أيها الحمااااار؟”

كان هذا السائق الذي قرر فجأة التخلي عن صمته الاستراتيجي.

يصل إلى العمل. يقرر أن اليوم يوم معادلة ضغط. لا عمل! يقول زميل عمل متحمس أن المسلمين قد جاهدو في رمضان، فيجيبه آخر أن المسلمين حينها كانوا أكثر إيمانا بما يقوومون به،في حين أن حماس الزملاء للوظيفة و إيمانهم بها لا يمكن القول أنه مضرب المثل.

ينتهي الدوام بعد سنتين من الانتظار.. حكم مؤبد بالجلوس محملقا أمام شاشة الكمبيوتر، مقاوما أطنان النعاس التي تضغط على جفنيه.

ينزل متجولا بين الأزقة لعله يجزي الوقت. لكنه يفاجأ بأن عليه ممارسة رياضة غض البصر بشكل أعنف مما توقع. الملابس كانت أقصر مما توقع، ومساحيق التجميل كانت أكثف مما توقع. هنالك فاصل بين التجميل والصباغة لم تتعرف عليه الكثيرات دوما، ولكنه لم يعول على استمرار  ذلك في رمضان.

يرمي نفسه في أول سيارة أجرة عائدا إلى بيته. إنه المساء، لذا لم يكن السائق هذه المرة بحاجة إلى تخزين للطاقة، فقد انطلق يعدد في الأنشطة الجنسية لأمهات كل السائقين الذين يحتك بهم. وقف لمرتين أو ثلالثة وخرج من السيارة ليمارس رياضة البصاق بالرذاذ المتبادل مع أحدهم، مهددا إياه بالويل والثبور وعظائم الأمور، ثم عاد إلى السيارة، بصق من النافذة وهو يقول:

-“اللهم إني صائم!”.

14 تعليق

أنفلونزا التلافيز

منظمة الصحة العالمية تعلن عن انتهاء وباء انفلونزا الخنازير، والقنوات التلفزية المغربية تعلن عن برامج للحمير.

بما أن عدد وفايات أنفلونزا الخنازير التي صدعوا بها رؤوسنا لم يتجاوز 18500 منذ بداياته، وهو عدد بالكاد يتجاوز نصف الوفايات العالمية بداء الأنفلونزا العادية، فإن التلفزة المغربية قررت بدورها رفع عدد الوفايات الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم، والجرعات الزائدة من المهدئات.

chaines

جلسة سريعة أمام القناة التي قدمت إعلانات موجزة متتابعة لبرامجها وفقراتها الرمضانية أكدت لي صحة التخمين.. ربما باستثناء برنامج واحد للفنان الجميل “حسن الفذ” آخر الكوميدين المغاربة المحترمين.

كنت أظن في وقت من الأوقات أن المغاربة كلهم يصابون بارتفاع نسبة الحموضة عند مشاهدة هذا النوع من الفقرات، إلا أنني اكتشفت مؤخرا أن هنالك من يتابع هذا الهراء بكل اهتمام. إنه مشكل فراغ الساحة من المحتوى الجيد، ينضاف إلى ضعف الوعي.

هكذا يستغل فنانونا الكرام سذاجة الطبقات الشعبية، ليصنعوا وهم الجمهور المتعطش لأعمالهم. نوع من التنويم المغناطيسي الذاتي، مع داء غير مسبوق من انعدام الشعور بالرداءة. حينما تسمع تعليقاتهم و حواراتهم تقول لنفسك إن هؤلاء يؤمنون بالفعل أن ما يقدمونه بعيد تماما عن الهراء، وأن قيمته الفنية عالية.

تدوينة اليوم هي مجرد مقدمة بانتظار حلوى الأيام القادمة.. سنمرح كثيرا وسنسخر أكثر.. صدقوني!

رمضان كريم وكل عام وأنتم بألف خير.

犀利士
0px” class=”wlDisabledImage” title=”ramadan” border=”0″ alt=”ramadan” src=”http://aissamblog.com/wp-content/uploads/ramadan_thumb.jpg” width=”288″ height=”288″ />

11 تعليق

العالم الحقيقي

contacts

عدنا، والعود أحمد.

يبدو أن علي أن أبرمج إضافة للمدونة تضيف هذه الجملة أوتوماتيكيا في بداية كل تدوينة.

هذه المرة كنت في إجازة. عطلة ممتازة من كل شيء.. عطلة من العمل.. عطلة من الأنترنت.. عطلة من الوجوه المعتادة والأماكن المعتادة.. عطلة من الدار البيضاء المتنكرة بقناع أسود.

إحدى أمتع التفاصيل في هذه الإجازة هو انقطاعي عن الأنترنت لمدة ثلاثة أسابيع بمحض إرادتي. كانت فرصة حقيقية للخروج من العالم الافتراضي والعودة إلى صفوف البشر. أعرف أشخاصا لم يعودوا يتحملون انقطاع النت لساعات، وقد أصبح الأمر أشبه بانقطاع المياه والكهرباء بالنسبة إليهم.

كانت فرصة ممتازة للتحدث أكثر فأكثر مع أشخاص والنظر في أعينهم مباشرة وأنت تخاطبهم. استشعار خلجاتهم وملاحظة ردود أفعالهم. هذه أشياء مستحيلة تماما وأنت تنتظر قراءة السطر الذي سيرسله مخاطبك من أمام شاشته بعد الجملة العتيدة : “مخاطبك يقوم بالكتابة…”.

كنت دوما أعتبر التواصل الإلكتروني ذا قصور فظيع لأنه لا يحمل انطباع المشاعر الذي يحمله الصوت والصورة. شيء لن تنجح ابتسامات العالم (smileys) في نقله حتى لو استعملت خمسة ابتسامات في الجملة.

هنالك شيء آخر يقرفني بالتواصل الإلكتروني، وهو أن مخاطبك يكون أكثر ثقة أو أكثر جرأة أو أكثر وقاحة من المواجهة المباشرة. نوع من القناع الإلكتروني الذي يغطي ردود أفعاله. لا اتحدث هنا عن أولائك الأبطال الذين تستطيع أن تكتشف بسهولة ان أوداجهم منتفخة والعروق قد احمرت في وجوههم بمجرد قراءة ما يكتبون. الحقيقة أنني لم أفهم قط كيف يمكن أن ينفجر الإنسان غاضبا في وجه أحدهم على النت حينما يملك الوقت الكافي للهدوء والرد بروية.

أريد رؤية العروق الحمراء مباشرة.. أريد سماع حنان الصوت أو خشونته.. أريد أن أرى ابتسامة الخجل على وجه من أغازله أو أمدحه.. أريد أن نتوقف عن التواصل بالحروف القاصرة، ونعود أكثر إلى صفوف الجماهير الشعبية.. جماهير العالم الواقعي.

11 تعليق

كرسي المبرمجين، وجيب (الـ …..)

نحن المبرمجون لدينا مشكلة عويصة تتعلق بآلام الظهر المتكررة، خصوصا إن كانت الشركة التي نعمل بها قد قررت الاستثمار في مفهوم الاقتصاد. حين تكون الكراسي غير مريحة، وحينما تظطر للجلوس إلى الكمبيوتر أكثر من ثماني ساعات يوميا ستفهم عماذا أتحدث.

قرأت اليوم هذه التدوينة لمبرمج من أرض الحرم يتحدث عن هذا الكرسي:

chair

نظرة أخرى من أجل عيون الأحباب:

 41k5KD5wYZL._SS400_ من أراد أن يأخذ صورة تذكارية معه يمكنه دخول هذا الموقع، والبحث عن أقرب موزع، والذهاب إلى عين المكان، مع تفادي أن يلاحظ عناصر الأمن ما تفعله.

أجل يا سادة.. هذا ليس مجرد كرسي عادي تضعه أمام حاسوبك.. هذا الكرسي يكلف قرابة 900 دولار.

إنه الكرسي الخارق الذي يقدم لك مساجا فوريا حينما تجلس عليه. يغطيك بغطاء دافئ حينما يغدر بك النوم فوقه.. ولربما فرك قدميك المتعبتين بالماء والملح لو بقي هناك وقت. لابد أنه يوفر خصائص كهذه وأكثر كي يستحق ثمنه.

الطرائف لن تنتهي من هذا العالم.

10 تعليقات

عصبية

anger

لقد أصبحت عصبيا مؤخرا.. لست أدري ما الخطب! لكنني أصبحت كزيت المقلاة أنفجر دون سبب. هذا يذكرني بفترة الصبى حيث كنت بطل العالم في العصبية.

كنت قد نجحت في أن أشفى من هذا المرض بعد مجهودات عويصة، من ضمن مجموعة من التغييرات التي عملت عليها في فترة من الفترات.. تغييرات كداء السماجة مثلا. أجل! أعترف أنني كنت سمجا وضعيف الدعابة، لكن هذا سر حربي يجب أن تحتفظوا به لأنفسكم. (ما رأيكم بهذه الجملة السمجة؟ هاهاهاهاهاهاهاه!! هذا مثال;) ).

حاليا أعود تدريجيا لهذه العادة القبيحة، العصبية لا السماجة. صحيح أنني حاليا أتحكم بوعي أكبر في تصرفاتي، وردود أفعالي، لكنني أجد الأدرينالين يسبح في عروقي مجرى الدم، وأكبت دواخلي حسب الاستطاعة.

المشكلة العويصة هي أن بعض الأشخاص لا يتركونك في حالك تنعم بالصفاء النفسي. هنالك من يشتم حالة السكينة بداخلك، ويصر كإبليس على تدميرها.

السؤال الآن يتعلق بكيفية تحاشي التأثر بشخصيات كهذه، وتفادي العودة إلى العهد المجيد الذي كنا نكسر فيه الأشياء، ونصرخ ممزقين أحبالنا الصوتية؟

مؤخرا قرأت فقرة مثيرة لستيفن كوفي:

منذ عدة سنوات وبينما كنت أتجول بين أرفف الكتب في مكتبة الجامعة ، وجدت…كتابًا عندما فتحته وجدت بداخله واحدة من أهم وأقوى الأفكار التي قابلتها في حياتي كان فحوي هذه الفكرة هو: هناك مساحة بين المثير والاستجابة ، داخل هذه المساحة توجد قوتنا على اختيار الاستجابة المناسبة ، ومن هذه الاستجابة توجد فرصتنا على النمو والحرية، إن القوة أو القدرة التي تنبت داخلنا في تلك المساحة هي ملكات خاصة بالضمير والإدراك للذات والخيال المبدع والإرادة المستقلة ، وكل ذلك بمثابة ميلاد للحرية الذاتية المطلقة وهي القدرة على الاختيار والاستجابة والتغيير ، وكل هذه الملكات تشكل البوصلة الداخلية التي تمنحنا القدرة على توجيه حياتنا تجاه الشمال الحقيقي"

لقد ذكرتني هذه الفقرة بالمبدأ الذي عملت عليه سابقا دون وعي:  أخذ الوقت الكافي للتفكير قبل الرد على الاسفزاز.

المسألة تبدو صعبة في البداية، لكنني مع الوعي الذاتي والممارسة تمكنت بالفعل من التحسن في الأمر، وما تراجعي إلا لتراجع وعيي الذاتي بهذه النقطة.

في الأفلام الأمريكية تعرفنا على ما يسمى بجلسات السيطرة على الغضب، حيث يطلبون منك أن تعد من واحد إلى عشرة حينما تنتابك موجة غضب، أو أن تتنفس بعمق عشر مرات، وحلول مشابهة.. أظن أن هذا كله مجرد هراء تقريبا، لأنه بانعدام الوعي الذاتي بضرورة التفكير قبل إطلاق ردة الفعل سيجعلك تجد قبضتك في وجه أحدهم وأنت لم تتجاوز الرقم واحد في العد بعد.

5 تعليقات

المرقاب.. مشروع عربي مميز

 

merkab_180x150

حينما رأيت لأول مرة موقع اقرأ الآن لم أتوقع أن يطور محمد الساحلي الفكرة إلى أكثر من ذلك. لكنه فعل.

في البداية توقعت أنها فكرة أخرى من أفكار محمد سوف تأخذ وقتها تم يجد فكرة تبدو له أفضل، فيتحول عن هذه.. وهذا ما كان يعيبه عليه الكثيرون. ولكن يبدو أن هذه المرة الموضوع جاد بالفعل.

المرقاب، هو الاسم الذي اختاره محمد للمشروع. والمرقاب هو شبكة اجتماعية عربية لمشاركة الروابط بين أصحاب الاهتمامات المشتركة.. تتيح الشبكة تقييم والمواضيع، وتكوين مفضلة شخصية لتخزين الروابط المفضلة. التقييمات هنا هي التي ترفع من نسبة الظهور، والمستخدمون هم الذين يتحكمون في فلترة المحتوات والحفاظ على المحتوى القيم.

لا يوجد من يتحدث عن الموضوع أفضل من صاحبه على كل حال.

شخصيا حاليا بدأت أتخلى أكثر عن خدمات قارئ الخلاصات، بالنسبة للمدونات التقنية على الخصوص، مكتفيا أكثر فأكثر بالمواضيع التي يفرزها المرقاب حسب الإعدادات التفضيلية التي حددتها له.

أتمنى أن تجربوا الموقع وتعطوه وقته.. سوف تكتشفون العديد من المواقع والمقالات الممتازة.

9 تعليقات

كم تحتاجين سيدتي ما بين استيقاظك صباحا ومرافقة ابنك للمدرسة؟

 

جواب السؤال أعلاه عند المرأة العربية سيكون على الأرجح ما بين الساعة والساعة والنصف. هذا لمن رحم ربك!

الفيديو التالي به قدر لا بأس به من الاستعراض، لكنه ممتع ويثبت بأنك تستطيع تبسيط العديد من الأمور، والاكتفاء بالأهم في الأنشطة الروتينية اليومية.

5 تعليقات

ورطة مغربية

blogging

في الفترة الأولى من سباتي التدويني السنوي (هنالك فترة ثانية بعد الصيف لا تزال تنتظر) ثم ذكر هذه المدونة في ثلاثة مدونات مغربية (مدونة نوفل، مدونة مغربية، ومدونة الي فرط يكرط)، وذلك في إطار واجب تدويني بالتعريف بمجموعة من المدونين المغاربة.. مبادرة جميلة هي حيث تغرق المميزة منها  وسط مستنقع من المدونات الخشبية منعدمة الروح والإحساس. المسألة ليست مسألة ترفع لا سمح الله.. أنا لا أطالب المدون بأن يكون أديبا أو ذا أسلوب خرافي.. أنا فقط أريد أن نقرأ لأناس لا لآلات. أريد أن أحس بشخصية الكاتب بين السطور..

حسنا.. سبق وقدمت عبر صفحات ىالمدونة العديد من المدونات المغربية: نوفل وسيرين، ثم جمال..

هنالك آخرون طبعا:

بثينة:

إذا قلت مابي يابثينة قاتلي               من الحب قالت ثابت ويزيد

وإن قلت ردي بعض عقلي أعش به     تولت وقالت ذاك منك بعيد

بثينة تكتب بلغة الضاد ولغة موليير بنفس البراعة. كلمات بثينة حساسة دوما، ورقيقة دوما.. أحس بالكثير من الآلام والكثير الأحلام المستترة في كلماتها. هذا النوع من النساء بدأ يصبح نادرا.. ولو لم تكن متزوجة وأما لطفل (حفظه الله لها) لكنت قد فكرت جديا في التقدم لخطبتها. 😀

 

هشام المنصوري:

أستاذ فنون تشكيلية ومصور فوتوغرافي.. ذو أسلوب مميز وحس ساخر جميل. قليل التدوين بدوره، وقد أغرق المدونة مؤخرا بأخبار ورشاته ومعارضه وحوارات معه، مما حرمنا من الاستمتاع بمقالاته..

 

فؤاد:

فؤاد يدون عن كل شيء وأي شيء.. إنه من النوعية التي تحدثت عنها بالأعلى.. أولائك الذين تحس بتواجدهم في كلماتهم. فؤاد يحدثك عن تجاربه الخاصة.. يحدثك عن الآخرين.. ينجز حلقة بودكاست وحيدة يشرح لنا فيها ما معنى البودكاست ثم ينسى الأمر برمته..

مشكلة فؤاد الوحيدة أنه يكتب “اعتدار” بدل “اعتذار”. 😛

 

هيبو:

حينما نذكر فؤاد فلا بد من ذكر صديقه.. وما قيل عن فؤاد يجوز في هيبو.. باستثناء “الاعتدار”. 😀

 

سناء:

سناء مدونة مغربية شهيرة.. نشيطة جدا في عالم المدونات.. عثة مدونات إن صح التعبير.. أجد لها تعليقات في كل مدونة أدخلها تقريبا..

سناء تحمل قضايا كبيرة في مدونتها.. قضايا قد تكون أكبر بكثير من أناملها الصغيرة التي تخط كلماتها.

مدونة تستحق الزيارة.

 

لطيفة:

بعد صوت المحيط قررت تغيير البيت..

لطيفة فتاة تعاني بدورها وحيدة في ركن منزو.. ثم تقرر أنها ستتنفس تدوينيا.. شكلتها الوحيدة أنها لا تهتم كثيرا بتنظيم كلماتها.. القراء يعانون في فهم بعض المقاطع.. ربما هذا ما يميز تدوينها.. شلال من الأحايسيس المنهمرة دون قيود.

 

خواطر شابة:

مدونة غارقة في جو مصري حتى النخاع.. لو لم تصطدم بكلمة دارجة أو بموضوع مغربي لظننت أنها مدونة مصرية.. المعلقون أغلبهم كذلك بالفعل.. هنالك صدق كبير بمواضيعها، وهي تنتمي لمجموعة فؤاد و هيبو.

 

هناك آخرون.. لكنني تعبت حاليا.. ستأتي فرص أخرى لتقديم المزيد.

8 تعليقات