تجاوز المحتوى

الكاتب: عصام

فلنلق بالمواطنين إلى الحبس

كلما مر علي يوم في هذا البلد الحبيب، بعد أن أصبح لدي عقل مميز عوض عقلا ورديا حالما، وأنا أكتشف أننا هنا نعاني من فصام مزمن في الشخصية.
نحن تارة البلد المتخلف الذي لا تصلح فيه مفاهيم الديمقراطية الكاملة على أصولها، والتي عوضت بديمقراطية هجينة لا تحمل من المبدإ سوى الاسم. وتارة أخرى نحن البلد المتقدم المتحضر الذي تصلح له كل البرامج والأنظمة الأوربية التي يستوردونها كما يستوردون الحبوب والخمور والبنزين والسمعة السيئة..
فبعد كارثة استيراد مجموعة متنوعة من الأنظمة التعليمية، ومحاولة تطبيقها بمبدإ الإسقاط المظلي، نحن على شفا كارثة جديدة من نفس العيار الثقيل.. فبعد أن حولوا أطفالنا إلى مجموعة من المغفلين الذين لا يفرقون الألف من عصا الخيرزان، تستعد حكومتنا الموقرة لرمي الشعب كـحزمة واحدة إلى السجون. والعنوان هنا هو مدونة السير الجديدة..
للأمانة لم أطلع على كل أبواب وفصول المدونة، لكن ما وصلني، وما ستقرؤون في الملف المرفق يكفيني تماما لأحكم، حتى لو كانت بقية الأبواب تفرش للمواطنين أسرة من حرير وتمتعهم بصنابير من العسل داخل سياراتهم.
ألقوا نظرة على هذا الملف ..

تحذير هام: لا أتحمل مسؤولية ضعاف القلوب من أصحاب السيارات بهذا البلد بعد القراءة…
هه؟ ما رأيكم؟ سيضرب السائقون مواعيد سهرات في السجون كما ترون لمجرد تجاوز إشارة منع غير واضحة المعالم..
يبدو أن رجال الشرطة سيرقصون طربا بعد قبول المدونة. كم تظنون أن الواحد منا سيدفع كي لا تحتسب المخالفة من نقاطه ولا يدخل السجن؟ ثم إن الأمر يبدو لي كمعتقلات نازية يمارس فيها التعذيب بأنواع مختلفة: غرامات مالية + نقاط رخصة + حبس.. وبعد ذلك سنعدم على الخازوق على ما يبدو!
يتحدث السيد الوزير (كريم غلاب) عن محاربة الرشوة بوسيلة فذة: سيحمل كل شرطي معلوماته الخاصة على صدره على ما يبدو.. واشتكي يا مواطن!
يبدو أن السيد الوزير يعيش في بلد آخر.. بلد لا يختفي فيه الشرطي وراء علامة منع متنكرة في هيئة شجرة.. بلد لا يتهمك فيه الشرطي بـ(سنطيحة عريضة) بأنك ارتكبت مخالفة ما، وقد يخبرك حينما يرى أن رأسك صلبة أنك لم ترتكب شيئا، وأنه يريد فقط قهوته التي ستدفعها رغما عنك.. بلد لا تعتبر فيه شهادة الشرطي مساوية لشهادة 12 رجلا (ابحث عنهم بمعرفتك)..
من معرفتنا بنزاهة أطبائنا الأفذاذ فيمكنك أن تطمئن إلى أن من ستصدمه سيحمل شهادة العجز مسبقا في جيبه.. تلك الشهادة التي سيشهرها في وجهك مباشرة بعد الحادثة والتي ستحمل تاريخ اليوم والساعة لو أمكن.. ويبتسم لك ابتسامة صفراء قائلا: “يا الدفع يا الحبس!”..
قد يبدو المبدأ رائعا وإنسانيا كما يصرخ وزير النقل الذي لا يروقه رقم 11 قتيلا في اليوم الذي يهد من أعلى المعدلات العالمية، فأراد تحويله إلى 11 معتقلا في اليوم.
يتم التشاور حاليا بمجلس المستشارين حول موضوع مدونة النقل الجديدة.. وهنالك إضرابات وشلل في حركة النقل بالبلاد، والسيد يتساءل: “نحن لا ندري بماذا يطالب المضربون عن العمل، مع العلم أن كل المطالب وكل الخلاصات التي تم التوصل إليها في المشاورات أدرجت في المسودة، إذ أدخلنا قرابة 275 تعديلا.”
أنا أبضا أشاطره نفس السؤال مع تغيير بسيط: ما هي هذه الـتعديلات الـ275 التي لم تتطرق إلى هذه الجوانب القاتلة؟
هلا أشبع أحدكم فضولي وأجابني؟

5 تعليقات

أحاديث اليوم العالمي للمرأة

femme-8.jpg

أحببت في يوم مجيد كهذا أن أرسل باقات تحية، وأن أهمس بتهنئة في آذان كل نساء العالم.. أردت أن أشتري ورودا حمراء أقدمها لكل امرأة ألتقي بها اليوم، كما تفعل مجموعة من الشباب في الشارع، والذين لا تفهم النساء من أين يخرجون، ولا ما الهدف مما يفعلون في البداية، حتى يسمعن عبارة من طراز “المؤسسة الفلانية تهنئكم باليوم العلمي للمرأة!”.

بغض النظر عن أن تصرفا كهذا، من مالي الخاص، سيخرب بيتي لا محالة، إلا أنني لعنت الشيطان لسبب أوجه: الأمر برمته يبدو لي تعبيرا زائدا عن اللزوم لإظهار مشاعر الحب والتضامن والتقدير للمرأة.. مبالغة تولد إحساسا روتينيا بالسخف.. كمن يظهر ودا غير طبيعي لقطة ليكسب ود فتاة، وهو لا يتورع عن ركلها، القطة، حينما تقترب منه وهو على مائدة طعام.

المصيبة الكبرى هنا أن النساء تصدقن هذه الحركات، ولربما تمثلن دورهن في هذه التمثيلية الرديئة. فتجد الكثير من الأيادي على الصدور، ولا بأس من بعض الشهقات، مع دهشة مكشوفة وأسئلة سخيفة من طراز: “من أجلي؟!”. وعلى رأي الفنان الساخر (جاد المالح): “كلا! ليست من أجلك! ولكن بما أنك هنا فلتأخذيها!”.

في هذا اليوم من كل سنة، تتكرر نفس الأنشطة الروتينية المعتادة التي حفظناها عن ظهر قلب:

تنشر مجموعة من الشركات إعلانات تهنئة بعبارات خشبية محترمة من طراز: ” (…) تجدد تهنئتها لنساء المغرب باليوم العالمي للمرأة، وتهديهم مجموعة من تذاكر السينما المجانية بمدن مراكش والدار البيضاء والرباط و …”.. وأضيف من عندي: وعلى بقية النساء الراغبات بالاستفادة من هذا العرض بالمدن الأخرى مراعاة فروق التوقيت، أو الانتقال للعيش بالمدن المذكورة. أخبرني صديق بالأمس أنه يغبط الفتيات على تذاكر السينما المجانية هذه، فنصحته بأن يتنكر ويتوكل على الله بالدخول.

تظهر على قنواتنا الخشبية برامج عن ما حققته المرأة بالبلاد، ولا بأس من وضع بروفايل لامرأة ناجحة أو اثنتين.. ولا بأس من استضافة امرأة مسترجلة أخرى من تلك الجمعيات التي تنادي بالمساواة بمفهوم العملية الرياضية (=) بين الرجل والمرأة.. هذه النوعية من النساء لا تحتاج في الغالب إلى أي نوع من المساواة إذ أن مظهرها على الأرجح ذكوري للغاية حتى أن البعض من الرجال يبدون أكثر أنوثة بالوقوف جوارها.

تعرفون هذا الطراز المدخن كقطار في الأربعينات، ذو قصة الشعر الذكورية للغاية، العانس غالبا، والذي يتمنى نسف العنصر الذكري من على وجه الكرة الأرضية، وأن يذهب هؤلاء كـ(باكدج) إلى الجحيم.. ذلك النوع الذي عانى في مراهقته من أزمات عاطفية خانقة، أو من تجاهل ذكوري أو نقص في الهرمونات الأنثوية، لدرجة أنهن ينافسن الرجال في اقتناء آخر منتجات جيليت لحلاقة الوجه. هؤلاء النساء يقدن مجموعة أخرى في غاية الأنوثة إلى اتجاهات تفكير تنسف تماما أي أمل لتوافق أو تكامل اجتماعي.

المرأة الحقيقة تعرف تماما أن سلاح الأنوثة جبار أمام أكبر الطغاة الذكور، وتعرف حدود التكامل الحقيقي بين الرجل والمرأة.. وتعرف أن نظرة الرجل الدونية لها شيء لن تمحوه كل المناسبات من هذا النوع..

المرأة الحقيقية ذكية، تعرف كيف تحصل على ما تريد وقتما تريد بالأسلوب المناسب الفعال. لهذه المرأة أوجه تحية صادقة غير مبالغ بها بمناسبة هذا اليوم.. أنتن الأم والأخت والحبيبة.. أنتن موجودات في قلوبنا حتى لو لم تعبر أفعالنا عن ذلك.. فلو كانت هنالك نظرة دونية من غريب، فهو فقط ينسى من أين أتى وكيف تربى.. هؤلاء مجرد ناقصي تربية.

7 تعليقات

بفعل أي شيء، يمكنك أن تصبح أي شخص

نحن في مباراة نهاية كأس فرنسا..
انتهت المباراة بالفعل..
صديقنا ريمي يقبع بالمدرجات وقد وضع قميصا، غير دقيق أصلا، لفريق لوريان..
سوف يتسلل إلى وسط اللاعبين..
لا أحد سينتبه..
سوف ترونه وسط الشاشة..
إنه هو. وسط اللاعبين..
سيذهب ليصافح رئيس الجمهورية الذي، حسب رواية ريمي، أخبره بأنه لعب بشكل جيد.. لقد سقط الجميع لحد الآن في الفخ..
حسنا.. لقد نجح في التسلل بين اللاعبين، لكن الأمر لن يتوقف عند هذا الحد..
سوف يهبط إلى الملعب متجاوزا الرقابة الأمنية.. أنظروا! إنه يرتدي أحذية رياضية بيضاء عادية (من نوع أحذية كرة السلة)، على الأقل سينتبه أحدهم لذلك.. لكن لا أحد يلاحظ بالفعل.. إ
نه ينتمي إلى اللاعبين تماما..
يركض فوق الملعب..
يرتمي أمام المصورين مهشما وجهه نوعا ما.. ويصرخ أمام الكاميرا بعبارة: “بفعل أي شيء يمكنك أن تصبح أي شخص“..
يحمل الكأس..
وما يقتلني هو أن اللاعبين أنفسهم لا يلاحظون أن هنالك دخيلا..
سيذهب إذن لتحية الجمهور.. ماذا تظنون؟
إنه هناك، يرقص مع اللاعبين الآخرين اللذين يمسكونه بين أيديهم قائلين: لاعب احتياطي لا نعرفه.. لست أدري..
رائع!! حينما نعرف أن هنالك العديد من الحواجز الأمنية.. لا أصدق!
هنا اللقطة التي تروقني شخصيا: الكابتن الذي يأخذه تحت يده.. أنظروا!
لم ينته الأمر بعد..
إنه يقف أمام الكاميرات..
لاحظوا أنه سيمر على كل القنوات اللتلفزيونية في الغد..
الدورة الشرفية مع الكأس، ومذيع يعطيه الكلمة!!!
يقول: لدي كلمة أريد قولها لروجيه لومير (مدرب المنتخب الفرنسي).. أنا متاح!
ويعود لتحية الجمهور..
أنا أجد أن هذا لايصدق!
تحية أخيرة مع اللاعبين..
ولكن الأفضل للنهاية: المشجعون يتصورون أنه لاعب، ويطلبون توقيعه..
يوقع باسم “أي شخص”، ويقولها للكاميرا..

هكذا تلاحظون أنه ببعض الشجاعة يمكنك أن تفعل أي شيء..
رائع يا ريمي.. برافو..

4 تعليقات

يومية “أخبار اليوم”

akhbaralyawm.jpg

اشتريت اليوم العدد الثاني من جريدة “أخبار اليوم” لسببين: أولهما الاطلاع على التجربة الجديدة، رغم أنه قد فاتني شراء العدد الأول لضيق الوقت.. وثانيهما هو أنه قد نشرت لي تدوينة بالعدد على صفحة “مدونات”، ويتعلق الأمر بتدوينة أخطاء بنكية وهبات مجانية.. وإن كنت لا أفهم سبب اختيار هذه التدوينة بالذات من طرف الأخ ميلود صراحة، بدل تدوينات أفضل وذات مواضيع أهم..
مازال الوقت مبكرا لنحكم على التجربة الفتية، ولا يمكن الحكم من عدد واحد أو اثنين على المحتوى، ولكن لدي ملحوظات بسيطة أولية، تعبرعن انطباعات شخصية محضة، بعيدا عن جعجعة البعض من المعلقين في العديد من المواقع، الذين انطلقوا يستننجون بعبقرية كل ما يمكنكم تخيله من انطباعات:
– هنالك نقص في الأعمدة.. تروقني الأعمدة جدا، إذ أن لدى أصحابها على الأرجح أسلوب متميز وتقديم خاص للفكرة بأسلوب شخصي أكثر، مما يخفف من الجفاف الذي يسود الجو التقريري لأخبار أية جريدة عادة..
– التصميم عادي وكلاسيكي تارة، وذو لمسات مميزة بين الفينة والأخرى كنت أتمنى لو كانت صبغة أساسية لإضفاء رونق خاص على الجريدة..
– عدم إدماج كتاب ساخرين، الذين يضفون لمسة مميزة دوما.. وهذا ينضم إلى نقطة الأعمدة بالدرجة الأولى.. كما أنه لا توجد صفحة ساخرة أو صفحة كاريكاتير..

Leave a Comment

شكرا مشروعات عربية

مشروعات عربية

منذ بداية المدونة وهذه الأخيرة كانت في استضافة الصديق العزيز محمد سعيد احجيوج. كان محمد هو سبب بدايتي للتدوين، و سبب استمراري بعيدا عن مشاكل الاستضافة وغيرها. المشكلة الأساسية هي وسيلة الدفع طبعا.

مؤخرا توفرت العديد من الاستضافات المغربية التي كنت سألجأ إليها كحل أخير بعد أن أصبح محمد يعاني بدوره من نفس المشكلة التي منعتني من اقتناء استضافة شخصية في السابق. لكن الأخ سامي الطحاوي أحد أعضاء فريق مشروعات عربية قد عرض بكرم شديد أن يتكفل باستضافة المدونة على سيرفرات المشروع.. وأنا له شاكر لأنني لم أكن مستعدا بالفعل لدخول مشاكل الاستضافة وتجريب الاستضافات المحلية التي قد لا تحقق مستوى الاستقرار الذي أريده.. لذا كانت هنالك إحتمالية لتوقف المدونة تماما لولا العرض الكريم..

فشكرا أخي سامي وفريق مشروعات عربية.

وطبعا لن أنسى الشكر الجزيل لأخي محمد سعيد احجيوج على تحمله للموقع طيلة هذه الفترة..

2 تعليقان

نشرة أخبار هضر ترعف

news

سيداتي وسادتي، أتعس الله مساءكم بعد سماع هذه الأنباء.. إليكم نشرة الأخبار..

  • العناوين:

1- القبض على ناشط صحفي مغربي جديد والعودة إلى سياسة “هضر ترعف”..
2- بدأ المجيد الفاسي النجل الأصغر للوزير الأول عباس الفاسي، يهيئ لشغل منصب مدير القناة “الإخبارية”
3- مخرج فيلم “حجاب الحب” المثير للجدل يصرح: “مشاهد الجنس في فيلمي لم تكن مجانية”

  • التفاصيل:

1 – قامت السلطات المغربية – السلطات بضم السين أو فتحها، لا فرق- بالقبض على المدعو حسن برهون دون تقديم أية مذكرة قضائية له، حسب رواية مجموعة متنوعة من المواقع، وذلك تيمنا بسياسة “هضر ترعف!” التي لا تزال تتبع مع المواطنين ذوي الرؤوس الساخنة، حفظنا وإياكم من سخونة الرأس. فقد قام الرجل، والعياذ بالله، بمحاولة لفضح بعض بؤر الفساد بتطوان، فقامت هذه البؤر مشكورة بما يجب القيام به.. والرجل الآن في السجن مضرب عن الطعام، وإن كانوا يفضلون لو أضرب عن الحياة وأنهى المسالة..المزيد من التفاصيل على الجروب الآتي: Free moroccan Blogger HASSAN BARHON – الحرية للمدون حسن برهون

2- يقوم عبد المجيد الفاسي، نجل السيد الوزير الأول عباس الفاسي بالتدريب بمقرات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية براتب هزيل قدره 24 ألف درهم، حسبما أوردت جريدة هسبريس الإلكترونية.. على اعتبار أنه يتم إعداده لمنصب مدير القناة الإخبارية الجديدة التي ستعوض قناة “المغربية” الرائعة..
ولا يفوتنا أن نعاتب سيادة الوزير قليلا لتأخره الشديد عن تقديم نجله الأصغر ذي الأربعة والعشرين ربيعا لهذا المنصب، إذ أن الفتى قد شاخ على منصب مماثل حاليا، ولم يعد يناسبه أقل من منصب مدير الهيئة العليا للإعلام السمعي البصري.

3- صرح مخرج فيلم “حجاب الحب” بأن مشاهد الجنس بالفيلم لم تكن مجانية.. ونحن من هذا المنبر نؤكد صحة كلماته هذه، إذ دفع العديد من المواطنين، ولا يزالون، ثمن مشاهدة هذه المشاهد بالقاعات السينمائية، إذ لم يكن الفيلم ليحصل على كل نسبة المشاهدة هذه لو لم تكن شفة البطلة “المحجبة” ملتصقة بالبنط العريض مع نظيرتها لدى البطل على أفيش الفيلم.
يتحدث المخرج عن أن هذه أشياء تحدث في الواقع، وعن أن تصوير مشاهد كهذه يخدم حبكة القصة، وهو شيء لا مفر منه..
وبهذه المناسبة نود أن نذكر المخرج العظيم بأن مشاهد دخول المراحيض هي أيضا أشياء تحدث في الواقع، ويحتاج الفيلم أيضا إلى توظيفها بشكل مناسب ليخدم القصة..
بانتظار مشهد المقعد البيضاوي الأنيق في لقطة بانورامية معتبرة.

إلى هنا سيداتي سادتي تنتهي نشرة غسيل اليوم.. إلى فرصة قادمة!

5 تعليقات

The curious case of Benjamin Button

benjamin.jpg

قدت سيارتي، وقد تحولت إلى طائرة، عبر شوارع الدار البيضاء.. لابد من أن الكثير من “أيها الحمار” وعبارات سباب أقل رقيا قد أطلقت باتجاهي.. ولكن سرعة السيارة كانت كفيلة بتفادي كل شيء، حتى الحفر الأسطورية التي ملأت طرق العاصمة الاقتصادية..
بقيت أقل من عشرة دقائق على البداية، وأنا لا أزال على بعد عشرة دقائق بالفعل.. أضف إلى ذلك خمسة دقائق من اللف والدوران في المرآب ذي الطبقات السبع، مع شراء التذكرة، والوصول إلى القاعة.. هكذا أكون قد خسرت خمس دقائق من الفيلم على الأكثر.. لا بأس.. لو كان الفيلم محكما كما أتوقع فسأفهم ما فاتني بالتأكيد: إن الفيلم الذي لا يهتم بتذكير المشاهد بنقاط أساسية بدأ بها الفيلم، إن وجدت، ليخاطر بأن يصبح المتفرج المتأخر بمثابة حمار كبير يكره الفيلم.. وهم يفضلون الحمير الذين يحبون الفيلم على الذين يكرهونه.

The curious case of Benjamin Button ..

الحياة بالنسبة لبنجامن لا تملك نفس المنحى. ها قد اختصرت لك الفكرة الأساسية للفيلم. إنه كما ترى يلعب على وتيرة “ماذا لو …؟” الشهيرة.. يخيل لي أن معظم كتاب القصص حاليا يعتمدون هذا التكنيك لمحاولة خلق أفكار جديدة.. التساؤل هنا هو : ماذا لو ولد أحدهم بجسد في سن الشيخوخة؟ وماذا لو بدأ جسده يتحرك عكس الزمن؟ يصبح أكثر شبابا كلما تقدم في السن؟ والأهم هو أن روحه وعقله يسيران في المنحى الطبيعي بالفعل..
حسنا.. كنت قد وصلت إلى هذه النقطة في كتابة هذا المقال، فاصطدمت صدفة بمقال الصديق (أحمد رمضان) على موقع بص وطل.. والحقيقة أن إبداع المقال يجعل كل ما يمكنني أن أقوله باهتا أمامه.. لذا قررت أن أقدم لكم الوصلة وأرتاح..

The Curious Case of Benjamin Button ومعركة تمثيلية طاحنة!

3 تعليقات

حكماء الزمن المعاصر

814985254_0885b7e8721.jpg

المتابعون منكم لما تخطه لطيفة، قد قرأ حتما تدوينتها الأخيرة فرشاة أسنان، والتي ليس بين عنوانها ومضمونها إلا الخير والإحسان.. لو شرحت لي لطيفة هذه العلاقة أكون لها شاكرا، لأن الفضول قتل القط، وأنا قط كبير..
تتحدث لطيفة عن هؤلاء المتعالين، الذين يمتنعون عن إلقاء التحية، وأولئك الذين لا يتورعون عن أن يحشروا أنوفهم حشرا في خصوصياتك بطريقة فجة، دون مراعاة لأسلوب تقديم النصح بروية..
حديث لطيفة يجعل مجموعة من الأسماء تتقافز إلى ذهني من هواة الظاهرة الثانية.. الفصيلة الأولى لا تضايقني، فهم الذين يضيعون أجر إلقاء التحية على أنفسهم، وهم بذلك لا يضرونني في شيء.. إنما القبيلة الثانية هي التي تثير الأعصاب فعلا.. وأفراد هذه القبيلة يمكن تقسيمهم إلى مجموعات محدودة:

  • مجموعة القيء: تقوم هذه المجموعة بطرح آرائها في الحياة بشكل يتحول تدريجيا من الحديث عنك إلى الحديث عن ذواتهم الشخصية.. وهكذا بعد أن كنت تعاني من مشاكل خاصة، تصبح غارقا في مجموعة متنوعة من المشاكل التي لا تفهم لماذا تسمعها، وما علاقتها بقضيتك التي لم تطلب رأيهم فيها أصلا.. فائدة هذه المجموعة أنك مع مرور الوقت وارتفاع ضغط القيء الذي يمارسونه تنسى تماما كنه مشكلتك، وكيف انطلق الحديث؟ وكيف وصلتم إلى تلك النقطة المتقدمة التي بدؤوا يحدثونك فيها عن دمل في أصبع قدمهم الأصغر؟
  • مجموعة هستيريا البكاء: وهذه امتداد للمجموعة الأولى، بالإضافة إلى كون عضوها يكون عادة فتاة تربطك بها علاقة ما.. وفي النهاية تجدها قد أجهشت بالبكاء لسبب لا يعلمه إلا الله.. المشكلة مع هذه المجموعة أنها قد تتمخط على كتفك لو كانت علاقتكما من النوع الذي يسمح بأن تعانقها للمواساة.
  • مجموعة “كان غيرك أشطر”: هذه المجموعة تؤكد بعنف وبجنون أن لا تحاول! فمهما حاولت فمصيرك الفشل! يتلخص منهجهم في الحياة في أن يسببوا لك القرف في حياتك وأن يقنعوك أنك أفشل خلق الله.. وهم يصبغون كلامهم دوما بصيغة “أنا أريد مصلحتك فقط.. لا أريدك أن تصدم في النهاية..” .
  • مجموعة يالك من حمار: هؤلاء هم علية القوم.. هم الكرزة فوق التورتة على رأي الأخوة الفرنسيين.. هؤلاء لا يضعون أي اعتبار لما قد تعنيه لك كلماتهم.. هم فقط يرونك مجرد حمار كبير لا يفقه في الدنيا شيئا، وأن عليهم واجب قومي يتلخص في أن يشرحوا لك مدى طول أذنيك: “اختيار سيء!”.. “ذوقك بذيء يا أخي!”.. “مستواك ضعيف في هذا الـمجال!”.. “عليك أن تتمرن أكثر إن كنت تريد أن تجارينا”.. إلخ إلخ إلخ!..

العباقرة موجودون في كل مكان.. في العمل.. في البيت.. في الشارع.. تحت السجاد.. عليك فقط أن تتعلم كيف تتجاهلهم!

5 تعليقات

عن التدوين نتحدث

وصلتني منذ أيام رسالة إيليكترونية تقول:

إسمي صهيب و أنا طالب سنة ثانية ماستر علوم سياسية بجامعة محمد الخامس أكدال – الرباط، في إطار تطبيق لي في مجال السوسيولوجيا السياسية، أنا بصدد صياغة دراسة حول ظاهرة التدوين في المغرب، في محاولة لمعرفة ” إلى أي حد تشكل المدونات لمجال عمومي في المغرب” معتمدا على نظرية ” المجال العمومي Public Sphere ” لـ Jurgen Habermas لمحاولة إيجاد تفسير لهذه الظاهرة؟

و باعتبار أن كل تطبيق أو دراسة ذات طابع علمي، لا بد لها من استعمال التقنيات، كأدوات عملية، صارمة و محددة، يمكن تداولها و نقلها في نفس الظروف، و تطبيقها على ظواهر مختلفة، ارتأيت أن أقوم معكم باستجواب بسيط و مفتوح حول الموضوع

أجبت عن الأسئلة بالفعل.. ولما وجدت أنني لم أتحدث عن الموضوع بالمدونة من قبل، فقد أردت أن أشارككم إجاباتي عن الموضوع لأرى وجهة نظركم، بعد موافقة صهيب المهذبة..
بالتأكيد لا تخلو إجاباتي من تحذلق، لكن هذه طبيعة بشري ضعيف مثلي.. فتحملوني..

pen.jpg

  • هل لك انتماء سياسي؟

إطلاقا.. لا ولم ولن يكون لي..

  • لماذا المدونات؟

أظن أن هذا السؤال والسؤال الموالي يحيلون على نفس الأمر..
يمكنك أن تعتبر المدونات نوعا من الاعلام البديل.. نوع من الإعلام الشعبي، لو سمحت لي بالتعبير.. إنها متنفس من لا يجد مكانا يقول فيه ما يريد بالشكل الذي يريد..
يمكنك أن تعتبر المدونة بيتا فكريا للمدون.. نوعا من التفريغ الذاتي أو الثرثرة بصوت مرتفع، أو محاولة إشباع رغبة الظهور.. أو محاولة لعرض أو فرض أطروحات أديولوجية معينة.. إن من يتحدث عن الخصوصية في المدونة لشخص يعاني من فصام أكيد.. فحتى لو امتنعت عن ذكر معلومات شخصية عنك، فأنت تعرض فكرا خاصا في حد ذاته.. والفكر هو أكبر الخصوصيات الممكنة..

  • إلا ما تهدف في نظرك؟

راجع السؤال السابق..

  • هل لها من تأثير؟

بكل تأكيد.. لكن دعنا فقط نتحدث عن المكان أولا.. هل تتحدث عن المغرب بالضبط أم عن مناطق أخرى؟
أظن أن تأثير المدونات بالمغرب لم يصل بعد إلى المستوى المنشود، إلا أن الأمر حتمي مستقبلا.. نحن نمشي في طريق سلكها الآخرون.. وسنصل لنتائج وصلها آخرون..

  • ما كان دافعك من وراء إنشاء مدونة؟

أنا شخص ملول جدا.. كسول جدا.. لو لم أكن كذلك لكنت قد أصدرت كتابي الرابع أو الخامس الآن.. لقد أنشأت المدونة كنوع من اختبار رد الفعل حيال ما أستطيع كتابته، وكنوع من إجبار النفس على الكتابة.. ربما يكون جوابي محبطا مخالفا لما تنتظره، لكن هذا هو السبب الرئيسي..

  • لماذا المدونات و ليس وسائل الإعلام الجماهيري التقليدية (الصحف – الراديو – التلفاز )؟

لأنك في المدونة تكون رئيس تحرير نفسك، ورقابة نفسك.. أنت الوحيد الذي تستطيع منع نفسك من أن تنشر ما تريد نشره.. المدون يعتبر المدونة شيئا أقل من الكتاب غالبا، كمن يدخل بيته.. أنت لا تحتاج في بيتك إلى ربطة عنق و بذلة كاملة، عكس مقرات العمل الرسمية.. في المدونة تحتاج إلى مجهود كتابة أقل.. لا مجال هنا لمراجعة الأسلوب، ومحاولة الخروج بمقالة أو قصة محكمة (متخرش المية) على رأي الأخوة المصريين.. ما قد تقرأه في مدونتي هو على الأرجح المسودة الأولى والأخيرة..

  • ما الذي تهدف إليه من خلال مدونتك؟

بغض النظر عن هاجس الثرثرة العتيد، وهاجس إجبار النفس على الكتابة، يمكنني ان أقول أنني أهدف إلى امتاع القارئ.. أرى أن هنالك خلطا شنيعا ما بين المتعة والتفاهة.. أنا أحاول محاربة هذا التصور.. أريد أن أجعل القارئ يقرأ فيضحك، وتدمع عيناه، ويشعر بالنشوة.. وفي النهاية يجد بعض الإفادة أيضا، أو معلومة جديدة، أو خبرا لم يسمع به.. لو استطعت تحقيق ذلك فسأكون سعيدا بمدونتي..

  • في نظرك، ما هو أكبر هدف قد تهدف إليه المدونات؟

في أحد الردود على قارئة للمدونة قلت:
يحب المدونون، وكل من يكتب عن نفسه عامة، أن يتحدثوا عن أنفسهم وكأنهم من وجد الحل الأكبر لكل شيء وأي شيء.. وكأن وجهة نظرهم هي الأسمى والآخرون مجرد حمير جر لا يفقهون شيئا.. يتحدثون عن الآخرين بصيغة هم(كما أفعل انا حاليا).. هذه طبيعة بشرية لا يمكن أن ننكرها.. وقد مللت من هذه الطبيعة.. مللت من هذه الطريقة.. مملت منها في نفسي أولا قبل الآخرين..
الفقرة تلخص نظرتي للموضوع: المدونون يهدفون من خلال مدوناتهم إلى أن تجد أطروحاتهم مستقرا خاصا لها، ولا ينفسها فيه أحد..

blog.jpg

  • في نظرك، ما هي إنجازات المدونة المغربية ؟

لو تحدثت عن الأمر فسأنافقك فقط.. لست متابعا جهبذا للمدونات المغربية.. ليس الأمراستعلاء بقدر ما هو مجرد انعدام وقت فقط.. لو كانت هنالك منجزات ما، فلربما هي- المنجزات- تفتقر إلى الدعاية اللازمة لها..

  • كيف تفسر العلاقة بين المدون و المعلق؟

في الغالب تكون العلاقة كعلاقة صاحب البيت بالضيف.. هنالك الكثير من الترحيب، الكثير من التواضع المدروس..
لو تسأل عن علاقتي الشخصية بالمعلقين فيمكنك أن تقول أنني بالجميع أسعد.. المعلق هو شخص بذل مجهودا كي خبرني انه يتابع، ولربما أبدى رأيا أو اثنين يهمانني كثيرا..
لماذا أظن أنني قد أختلف عن الآخرين في هذه النقطة؟ ربما لأن الغرور شيء بشري، وأنا بشري أحمق آخر..

  • هل من علاقة للمدونات و المدونين في المغرب؟ و إن يكن، ما نوع هذا الارتباط،( نقاش متبادل، نتسيق…)؟

لو تغاضينا عن التعليقات والزيارات المتبادلة، وهو ما يجب أن يكون أصلا، فقد ننظر إلى اتحادات المدونين التي أنشأت أو ستنشأ.. ولو أردت رأيي في الموضوع، فكل ذلك مجرد هراء يعوم على نمط البيروقراطية الشهير.. المدون حر بطبيعة التدوين في حد ذاته.. فكرة الانتماء والتنظيم للكتابة تهدم هذا الأساس من البداية.. ناهيك عن ان هنالك تياران متصارعان حاليا لاستقبال أكبر عدد من المدونين.. والخلافات بين التيارين كانت لأسباب تافهة على الأرجح.. أسباب تتعلق بتوزيع المسؤوليات..
كما ترى.. هراء في هراء.. مع احترامي للمتحمسين للفكرة..

  • ما أبرز ما يمكن أن تحققه المدونة ( كظاهرة ) في المغرب؟

أظن أنه من الصعب تحديد جواب ما لسؤال مستقبلي كهذا.. فهذا يتوقف على المدونات في حد ذاتها، وعلى المواضيع التي تنشرها، ونضج كتابها.. لو وصلت المدونات إلى جعل القراء على علم بمختلف التوجهات الفكرية والسياسية، وما يحدث في المغرب وراء الستار لكنت شاكرا..

  • هل من صعوبات تحول دون ذلك؟

يبدو أن المسؤولين قد انتبهوا مؤخرا إلى الخطر الذي تمثله المدونات، لذا بدأت الرقابة تشتد، وبدانا نسمع عن عقوبات وسجن ما إلى ذلك.. الصعوبات تكمن في الحجب المستقبلي الذي سيحدث غالبا كما سبق وحدث في سوريا (بطلة العرب في مسابقة الحجب)، ودول أخرى.. هذا المستوى سنصل إليه عاجلا أم آجلا.. اللهم إلا إذا أخذت الأمور اتجاها آخر..

  • في نظرك، هل من علاقة للمدونة بالرأي العام؟ و إن يكن، ما نوع هذه العلاقة؟ (تفاعل متبادل، تأثير أحادي الجانب، متعدد الجوانب)؟

لا أظن المتابعة الحالية للمدونات تسمح بالتأثير على الرأي العام.. ربما في المستقبل.. المدونات حاليا تعبر عن الاتجاهات الفكرية الأساسية للرأي العام.. حينما تطالع عينة عشوائية من المدونات المغربية، ستستطيع تكوين فكرة عن الرأي العام الشبابي على الأقل.. وهو مستوى لا بأس به على الأقل.. حينما يأتي اليوم الذي يقرأ فيه الابن مدونة والده أو جده، حينها يمكننا التحدث عن الرأي العام العاااااااام..

6 تعليقات

شركة الويب كام للتعري والإعلان تقدم…

msn.jpg

كان يحبها.. أو على الأقل هذا ما يقوله..
كانت ترفضه بعنف، أو على الأقل هذا ما أبدته..
ومضت الأيام، والفتاة تعيش حياتها الافتراضية على msn messenger.. و بشكل من الأشكال، تعرفت على رجل خليجي عبره..
لابد أنهما قد تحدثا كثيرا.. كثيرا جدا.. حتى أنها كانت قد وصلت إلى المرحلة الحتمية: المرحلة المادية المحركة لدوافعها المبدئية في التعرف على شخص خليجي غريب عنها..
كان مستعدا بحماس لأن يحول إليها المبلغ الذي تشاء.. ولم يكن عليها سوى أن تنفذ طلبا بسيطا جدا: أن تمارس طقوس تعري معتبرة أمام الكاميرا على الهواء مباشرة، في حصة انفرادية. عروض حواء الطبيعية، دون شوائب..
لابد ان الفتاة تحمست أكثر مما ينبغي، وإلا فما معنى الفيديوهات الست، التي يصل طول أربعة منها إلى ما يقارب الساعة إلا ربع، واثنين إلى الربع ساعة؟ ناهيك عن الصور..
أريد فقط أن أفهم ما الذي كان يدور بداخل رأسها طوال هذه الساعات من العروض المحترفة.

أجل أجل! ما فهمتموه من الجملة الأخيرة صحيح تماما.. فما أتحدث عنه ليست قصة أكتبها، أو موقفا أتخيله.. ما أتحدث عنه هو شيء وقع حرفيا بمدينتي الأم تيزنيت..

السؤال الأكثر منطقية هو كيف عرفت بهذا الأمر؟
الجواب الأكثر منطقية هو أن الرجل الخليجي لم يكن سوى العاشق المفترض للفتاة. الفتى الذي استغل سمعة الخليجيين الذين يزورون المغرب لسبب وجيه.. اللذين يشوهون سمعة منطقة محترمة تعرفت على الكثير من شبابها الذين غيروا نظرتي للأمور.. استغل سمعة من يشوهون سمعتنا أيضا مع من لا سمعة له أصلا..
وهكذا تجد أن الفضيحة انفجرت كالصاعقة، بعد أن تحولت الفيديوهات إلى نوع من برامج الـ open source التي يتداولها الجميع بكل أريحية بالمدينة، أو ربما خارجها الآن..

لم أشاهد الفيديوهات ولا الصور طبعا، لكن الوصف المصعوق للبعض أفهمني أن الأمر يتجاوز بكثير المسائل البسيطة إلى درجات فظيعة..

لماذا أتحدث عن الموضوع؟ ليس لغرض الإثارة، أو السخرية.. وإنما لأنني أفكر في الأمر كطرح إيديولوجي – كلام كبير- يتعلق بوسائل التربية، ودرجة التحكم التي يستطيع الآباء فرضها في ظل كل ما هو متاح من وسائل الاتفتاح الحالية..

أقول هذا الكلام، لأن أبوا الفتاة أناس محترمون اجتماعيا.. فهل المشكل من التربية بالأساس؟ أم أن ميزان القوى الخارجية، أي ثلاثية: شارع- تلفزيون-أنترنت، هي التي ستنتصر في النهاية؟
الحقيقة أنني أرثي لحالهما، وأتوقع وقع الصدمة عليهما.. لا شيء سيبقى كما كان بالنسبة للأسرة..

هل الحل هو القمع التام للفتاة، أي فتاة، وقطع الماء والإنارة والهاتف عنها؟ أم أن هنالك منهجا متوازنا يمكن نهجه؟ هذا هو السؤال!
أترك لكم حرية التعليق والطرح، وربما أعود لاحقا بموضوع منفرد عن تصوري للموضوع بعد أن أرى أطروحاتكم..

10 تعليقات

رشيدة داتي ترفع رأسنا إلى الأرض الطينية السابعة

في كل مرة سأنتقي لكم مقطع فيديو مثير.. وبما أنني لا أستطيع أن أخرس، فلا بد من أن أتحفكم بتعليق سمج ما..

لدينا نحن المغاربة خلطة جينية مميزة تبقى مسيطرة على تصرفاتنا أينما حللنا، وكيفما كان المنصب الذي وصلنا إليه.. صحيح أن بعضنا يحاول أن يخفي الحقيقة بداخله، ويتظاهر بأنه مختلف وأسمى وأروع، إلا أن الحقيقة تظهر دوما.. الفضيحة هي أن تظهر أمام عيون الكاميرا..

رشيدة داتي، وزيرة العدل الفرنسية المستقيلة خلال هذا الشهر، بعد مجموعة من الانتقادات المتنوعة، وأهمها حملها دون زواج وعدم الاعلان عن اسم الأب.. هذا لو كانت هي شخصيا تعرف هويته.. من أب مغربي وأم جزائرية..

لمن لا يفهم الفرنسية، فليحاول متابعة الفيديو وقراءة الترجمة بالأسفل التي تبدأ بالمقطع الأهم:

المذيع: ووصول رشيدة داتي على الساعة 15h20 بعد نصف ساعة كاملة من بداية الحصة..
إليكم تحليلا مفصلا لحصة رشيدة داتي بدار البلدية:
15h20: توقيع ورقة الحضور.
15h25: قراءة « La croix » (جريدة)
15h25: قراءة « Le monde» (جريدة)
15h32: رسالة هاتفية صغيرة
15h37: الارتماء على « La libération » (جريدة)
15h43: الاهتمام بالأظافر
15h53: جريدة «Le parisien»
15h58: نكتة صغيرة للجار
(ضحكة ساخرة من المذيع)
16h10: استراحة قصيرة تفرض نفسها.. استراحة هاتفية.
16h15: تجب العودة للتصويت، لكن التصويت كان قد بدأ طبعا، هذه هي الطريقة التي تصوت بها رشيدة داتي.
صوت رئيس الجلسة:
– من يوافق؟ (رشيدة داتي وصلت لمكانها)
– من يعارض؟ (رشيدة داتي ترفع نصف يد مع ابتسامة من نوع إعلان “توني جونسيل” لو كان بعضكم يذكره.. (معجون أسنان))
17h20: نهاية اليوم.. ردة فعل رشيدة

رشيدة داتي: كان يوما ممتلئا، مع الكثير من التركيز والمواظبة..
(ضحكة الضيوف، والتصفيق الحار)

17 تعليق