تجاوز المحتوى

الكاتب: عصام

بين الصراخ والتجاهل والدماء والدموع والمقاطعة

إحساس بالبرد يتسرب من فرجة ما.. لفحة باردة تسوط الجزء المكشوف من ظهرك.. هذا الجزء العاري موجود دوما كل صباح.. حتى لو أرتديت عباءة طويلة، وأدخلت جوانبها تماما في سروال النوم، وأحكمت ربط الحزام، فستستيقظ صباحا لتكشف أن الجزء الخلفي من العباءة، الجزء الخلفي دوما، قد خرج من مكمنه، ورسم فوهة مدفعية من البرد الذي يوجه إلى أسفل ظهرك، او أعلى مؤخرتك أيهما أقرب إلى تصورك الشخصي..

تلتف في ملاءتك كالشرنقة، وتعيد تأخير منبه هاتفك النقال بالعشر دقائق الخامسة.. لكنك سرعان ما تقرر الخروج إجبارا من المكمن الدافئ لأنك بدأت تلعب في الدقائق الإضافية الأخيرة قبل أن يبدأ موعد التأخر الرسمي. هذه العادة القبيحة لا تزال تلازمك طبعا.. ظننت يوما بنزعة تفاؤلك المغفلة أنك قد تخلصت منها إلى الأبد.. الوقت يثبت لك دوما كم كنت ساذجا.

تنزل بدون إفطار طبعا لأنك أدمنت شعورا زائفا بالشبع بعد النوم، لا يزول إلا مع مرور ساعة على الأقل.
البرد وصوت المحرك المتحشرج الذي يرنو إلى الدفء بدوره.. لابأس.. لقد ألفت ذلك على مضض.. الدورة الشرفية المعتادة لجمع المجموعة المرافقة، والطريق إلى العمل بالمدينة الأخرى كالعادة منذ ما يربو عن الشهرين.

تشغل السائق الأوتوماتيكي، المكون من يديك وقدميك وعقلك الباطن، وتسبح في ملكوت الله الواسع بعقلك الواعي.. بين الفينة والأخرى، لو كان صديقك (كريم) مستيقظا بما فيه الكفاية، فقد تنخرط وإياه في حوار يتلخص في التناوب على إطلاق مجموعة من القذائف الساخطة على الوضع والعمل والعالم.. ولا بأس بأن تصبغ رؤوس هذه القذائف بسخرية لاذعة مريرة على سبيل تجزية الوقت.. إن المثل القائل “هم يضحك وهم يبكي” يثبت كفاءته دوما..

العالم يغلي، وغزة تقصف، وكل علاقتك بالأمر هو أصوات المذيعين عبر الراديو تعمل كرافعات للضغط ومهشمات للأعصاب.. تكتشف أنك تعيش في عالم آخر بعيد عما يجري.. تتجاهل التلفاز أينما ذهبت.. لكن عينيك وحواسك لا تطاوعك دوما، وتبقى تسترق النظر بين الفينة والأخرى، بهذا المقهى أو بالآخر.. تنظر وتتألم وتهرب.. تقوم بما تستطيع القيام به فعليا، تقدم من مالك ما تستطيع دون أن تجد نفسك مجبرا على أن تصرخ بالأمر كعادة البعض.. وأنت على يقين من أنك لا تزال بعيدا عما يجب فعله أصلا في مثل هذه الحالات، لكن شعورك بالعجز يغلفك..

إنهم يصرون على تعذيبك.. هم يفعلونها بحسن نية غالبا، لكنهم يفعلونها بشكل يذكرك بفشلنا الفظيع، ويذكرك بأننا أبطال العالم في الصراخ.. الآلاف من الإيميلات، والمئات من المجموعات على Facebook على اعتبار أن كل عبقري يكتشف فجأة أنه يجب عليه صنع مجموعة للصراخ من أجل غزة.. والحصيلة تشتت كبير بين المجموعات.. حتى لو كان لبعضها هدف أو وسيلة مساعدة فكيف يمكنك أن تميزها بين المئات الأخرى؟

المئات من الإيميلات التي تصلك لا تفعل سوى الصراخ، مع بعض مقترحات الصيام الجماعي والدعاء من أشخاص ربما لا يفكرون إطلاقا في ما يرسلون أو ما يكتبون..
مثال بسيط يتلخص في رسالة تذكرنا بقنـــــــوت النــــــوازل.. وقنوت النوازل سنة ثابتة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا نزلت بالمسلمين نازلة، يقومون في كل صلاة بعد القيام من الركوع الأخير بالدعاء بما يناسب النازلة.. على أن يكون الدعاء قصيرا ومقتصرا على النازلة.. ثم يقترح كاتب الإيميل دعاء من عنده.. هذا شيء جميل بالفعل، ويذكرنا بأمر مهم.. فقط لو لم يكن الدعاء بطول عمود بجريدة ما.. هنا يظهر التناقض جليا مع ما يقوله بنفسه.. إن الحماس يغيب عنا القليل من العقل.. هذه مشكلة عويصة بالفعل..

gaza.jpg

ثم ماذا بعد ذلك؟ نحن على بعد ثلاثة أسابيع من توقف القصف.. والصمت التام يخيم على الموضوع بالمجتمع.. البعض راض عن نفسه لأنه أدى واجبه التام في الصراخ وحضور الندوات والوقوف في خمسمئة وقفة احتاجية من كل صنف.. أجل.. الوقفات عندنا يا سادة متنوعة بحسب الواقفين، والتضامن عندنا يتم بالانتماء.. فتجد وقفة الأطباء، ووقفة المهندسين، والوقفة النسائية، ووقفة النقابات، ووقفة الطبقات العمالية، ووقفة الأطفال الرضع.. كأننا لا نستطيع أن نعلن عن وقفة شاملة عامة دون أن تصرخ الجهة المنظمة أن “واك واك اعباد الله راه حنا لي منظمين الوقفة التضامنية”..

ماذا بعد؟ عاد كل إلى مشاغله، وتوقفت كل أشكال الرسائل الإيلكترونية تقريبا، وكأن كل شيء قد انتهى، وتعود حليمة إلى عادتها القديمة..
مشكلتنا نحن العرب، أن نفسنا قصير للغاية.. نحن مثل الألومنيوم، نسخن بسرعة، ونبرد بذات السرعة.. هذا شيء يراهن عليه أعداؤنا بشدة..
مشكلتنا أننا نتحتاج إلى شيء من الدرامية كي تثار حفيظتنا.. منذ متى وغزة محاصرة وسكانها يموتون في اليوم ألف مرة؟ منذ متى والأطفال يموتون جوعا وبردا؟ الموت البطيء الشنيع الذي يسبب الملل للمشاهدين..
أنت أيضا، يا من تكتب هذه الكلمات، تعاني من نفس الأعراض.. ولكنك لاتنكر ذلك على الأقل، ويبقى ضميرك يخزك باستمرار.. لم تكتب شيئت عن الموضوع من قبل بالفعل.. هذا حق.. ربما لأن الموضوع قتل كتابة، والذين يقرؤون لك يعرفون كل ما ستقوله من الألف إلى الياء أكثر منك لأنهم ربما تسمروا أمام الجزيرة.. على العموم هنالك ما هو أكثر من الجهاد الاليكتروني، كما يسمونه، أو من مجرد تعويض كل صورك في المنتديات والمجتمعات الإلكترونية بصورة “كلنا غزة”..

ماذا عن مسألة المقاطعة: رويدا رويدا تخفت حدتها، وبعد مدة تجد مطاعم ماكدونالدز عادت إلى نفس الامتلاء، وتجد زجاجات الكوكاكولا والبيبسي كولا تغرق الموائد مجددا، والبعض – ممن يتمتعون ببعض الخجل الاجتماعي- يتنفسون الصعداء لأن باستطاعتهم الاستهلاك بقدر أقل من تأنيب الضمير..
وتبدأ بعض الردود في المنتديات من طراز: « على فكرة أنا لا أؤمن بفكرة المقاطعة في وضعنا وموقفنا الحالي.. »

هنالك منطق بسيط اتمنى أن تتحملوه:
قاطع كل ما هو واضح، ما لديك بديل عنه، أو ما لا يمكن ان يقتلك التخلي عنه..
لن يمكنك التخلي عن معالجات الكمبيوتر لأنه لا يوجد بديل، إلا العودة إلى عصر ما قبل الكمبيوتر..
لن يمكنك التخلي عن أكل الخبز ذي القمح الأمريكي لأنك لن تعيش بدونه، وإن وجدت بديلا من شركة وطنية مضمونة فافعل.. وإن كان هذا البديل غير منتشر أو الوصول إلى منتوجه صعب جدا فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها..
في الاتجاه الآخر يمكنك التخلي عن المشروبات الغازية تماما وتعويضها بالعصير الطبيعي.. أنت تقدم خدمة لجسدك نفسه هنا بالمناسبة..

المقاطعة سلاح فعال ومؤثر، لا شك في ذلك، وحتى لو كان ماكدونلدز في المغرب تابعا لشركة مغربية معروفة، فأنت ستقاطعه لسبب بسيط: يجب أن يبحثوا عن البديل وأن يكفوا عن دفع حقوق استغلال لماكدونالدز.. ولو قاطعناهم جميعا لبحثوا عن بديل..

أقرأ أيضا:

البعض يصرخ.. البعض يصمت.. سيان!

13 تعليق

المسكوت عنه!!

newspaper

جلست رفقة صديقي كريم أتناول إفطاري كالعادة في ذلك المقهى الذي اشتركنا به تقريبا مؤخرا بالرباط. إحدى مزايا هذا المقهى، بالإضافة إلى حبة الحلوى التي يقدمونها مع كل مشروب، هو أنهم يشترون جرائد يوميا ليقرأها الرواد. لذا تفهمون كيف وجدت تحت يدي عدد اليوم من جريدة “النهار المغربية”، وهو جرم لم أكن لأرتكبه عمدا وأنا في كامل قواي العقلية. المهم أنني وجدتها فوق الطاولة مفتوحة على صفحة سموها “المسكوت عنه“.. حينما تقرأ وصف الصفحة الذي كتبوه في كيلومترين، تكتشف حقيقتين:

1-لا تجد الجريدة ما تملأ به صفحاتها العشرين..
2- تستعمل الجريدة خطابا دينيا لتبرر حاجتها إلى صفحة تجارية كهذه تستغل الكبت المغربي المتأصل.

لا حياء في تقديم الثقافة الجنسية المشروعة أو طلبها، ينبعب أن نكون على ذكر من ان الله سبحانه وتعالى قد انزل في كتابه الكريم من امور الجنس شيئا كثيرا…

ثم الكثير من البلا بلا بلا بلا.. غني عن الذكر طبعا أنني نقلت العبارة حرفيا.. بمعنى أن الفاصلة في الجملة موجودة فعلا وكأن الكاتب لا يفهم ما معنى النقطة، ولا يجد مكانها في لوحة المفاتيح.. كما أننا لا ننسى أننا “يجب أن نكون على ذكر من أن الله سبحانه وتعالى”.. فليشرح لي أحدكم كيف يمكننا أن نكون على ذكر من شيء ما!
ما علينا.. بالبنط العريض نجد العنوان: “أسباب تدفعك إلى تجنب العلاقة الجنسية!”..
الخطاب هنا أنثوي، والمقال يبدو طويلا أكثر من اللازم، لذا ابتعدت عن قراءته، واخترت عمودا قصيرا جدا على الجانب الأيمن.. العنوان: “ما يساعد الزوجة في الإبداع الجنسي“..

إليكم بعض الاقتباسات من المقال مع تعليقات من عندي:

قلما تجد زوجة تمارس العلاقة الزوجية بفن واحتراف…

أجل أجل.. أغلبية الزوجات المغربيات تلعبن في البطولة الوطنية فقط للأسف.

السؤال ما هي فنون الجنس النسائية؟

الجنجتسو، والتايكوانسو، والكونجنسو..

المراة التي تحترف فن التقبيل.. حركة الشفتين تكون بدقة متناهية.. تمرير اللسان في أرجاء فم الزوج(…) فن اللمس.. يدان ناعمتان تتحسس كل نقطة في جسد الزوج.. تعرف متى يكون الضغط… ..؟ ومتى يكون التمرير. ؟

على كاتب المقال احتراف التعليق الرياضي كما ترون.

الفنانة تعرف كيف يبدأ الجماع …؟ ومتى ينبغي أن يبدأ..؟وهذا صعب التطبيق.. ويسمى فن التعذيب. ………؟؟

فن تعذيب القراء طبعا.. ما هذا الهراء؟

أثناء الجماع تفاجيء زوجها بحركة لم تكن في الحسبان

خاوية فعامرة..

لا تنهي الجماع بسهولة…

كاجتماعات مجلس الأمن تماما.

إنه فن فطري ينبع من الداخل ويصب في كل الاتجاهات

لغة الخشب حتى في هذا النوع من المواضيع.. هذا مرض مغربي عضال..

خلاصة القول وعصارة الأفكار أن كاتب المقال لم يجد شيئا آخر يفعله، مع العلم أن مقالات الصفحة بأكملها غير محددة الكاتب، وهذا شيء مفهوم طبعا..

ملحوظة: كل الأخطاء اللغوية والطباعية التي لا تغتفر بالإقتباسات نقلت كما هي.. وأنا أتساءل الآن عن كنه كل تلك النقط التي تسبق علامات الإستفهام في بعض المناطق الحساسة، وعن كنه النشاط الذي يمارسه الكاتب خلالها.. (السيد مرفوع!)
هنالك أيضا في النصف السفلي من الصفحة باب اسمه آدم وحواء، يحوي إعلانات عن من يبحثون عن شريك حياتهم.. هنالك مرح كثير في بقية الصفحة، لكنني سأدعه للتدوينة المقبلة..

9 تعليقات

صلاة جمعة.. هواتف نقالة.. سيارات منفية.. أشياء مترابطة كما ترى..

hassan2

يقع مقر عملي قرب مسجد الحسن الثاني. لذا ذهبت، كما جرت العادة، لأؤدي صلاة الجمعة هناك برفقة الزملاء.

الطريق ملغمة برجال الأمن الذين مسحوا بعض المسالك من السيارات مسحا.. وكان لسيارات الإغاثة دور كبير في إغاثة الشوارع من سيارات أصحابها الذين وصلوا إلى عملهم باكرا.. يمكنك البحث عن سيارتك في أقرب خلاء..

الحكمة المستفادة: لا تحضر إلى باكرا إلى مقر عملك.. حتى إذا قرروا لسبب من الأسباب إخلاء الشوارع من السيارات، سيكون في مقدورك معرفة ذلك، ورمي سيارتك بنفسك في أقرب خلاء.. خلاء تعرفه على الأقل..

خلاصة القول وعصارة الأفكار هي أن الملك سيؤدي صلاة الجمعة بمسجد الحسن الثاني..
لم آخذ سيارتي إلى العمل اليوم لذا لم أتضرر من مسألة مكان الركن تلك.. قصتي الخاصة تتعلق بهاتفي النقال المسكين: من يملك هاتفا نقالا لا يمكنه دخول المسجد لتأدية صلاة الجمعة.. لا مجال لأن تغلق الهاتف أو تضبطه على نظام صامت.. ارمه في أقرب خلاء بدوره أو لا تفكر بالدخول..

يقع أقرب مسجد على بعد 30 دقيقة من المشي.. لكم أن تتوقعوا إذن أننا فوتنا قسطا لا بأس به من الخطبة..

الحكمة المستفادة: لا تحمل هاتفك النقال إلى المسجد حينما ترى رجال الأمن يجولون بكثرة، فربما لن يمكنك الدخول..

النكتة المستفادة: سمح رجال الآمن للحشود بدخول المسجد بعد انتهاء الخطبة الأولى دون مراقبة هواتف.. مما يعني باختصار أن المسجد قد عاني من نسبة مرتفعة من الأوكسيجين لأن لا أحد سيرمي بهاتفه النقال في الخلاء طبعا..

السؤال الحصري: فليشرح لي أحدكم ما معنى قضية الهواتف النقالة هذه مع اعتبار أن سيارة تشويش على الشبكة متواجدة وتقوم بعملها بكفاءة أصلا؟!!

5 تعليقات

شيطانة

chitana.jpg

اغنية مغربية بعنوان ((شيطانة)) دمار شامل من اروع الاغانى الى سمعتها..

هل استمعتم إلى عذوبة الألحان وقوة ورمزية الكلمات؟حسنا..

الجملة الأولة ليست لي طبعا، وإلا لكنت قد ذهبت لأنتحر منذ زمن، وإنما عبارة عن عنوان موضوع وجدته بمنتدى عربي..

واضطررت للتسجيل بالمنتدى بعد معاناة وأكواد تفعيل، ثم اضطررت مجددا إلى الدخول إلى موضوع إجباري في البداية يتحدث عن شيء ما بقوانين الموقع، ثم اضطررت إلى البحث عن وصلة الموضوع مجددا لأن سكريبت المنتدى لا يعيدك إلى المكان الذي اختطفك منه.. وفي النهاية اضطررت للرد في الموضوع لأحصل على وصلة التحميل..

ياللهول! أعدت قراءة االجملة السابقة فقط وكدت أصاب بانهيار عصبي.. لي عودة لموضوع المنتديات العربية القاتلة هذه..

وفي النهاية، وجدت هذه الأغنية الرائعة..

لدي شعور عنيف بالإحباط حاليا.. ماذا عنكم؟

11 تعليق

أنا موجود.. قريب لكني بعيد..

sad happy

إن العالم يتغير..
هنالك أزمة اقتصادية و اجتماعية وحقوقية..
على الجميع أن يكاثف الجهود للخروج بالسفينة إلى بر الأمان.. وأنا من منبري هذا أدعو كل الجمعيات الحقوقية والإنسانية بالمغرب إلى العمل الدؤوب كي لا تمس تبعات الأزمة العالمية المواطن المغربي الذي سـ…

إحم.. حسنا.. سأكف عن العبث..
الحقيقة أنني لا أجيد لغة الخشب هذه كثيرا.. تعرفون لغة الخطابات الرسمية هذه والتي يعتنقها الكثير من المغاربة للأسف، على اعتبار أنها اللغة التي ألفوها ويسمعونها يوميا.. أساليب من طراز “هذا وقد…” أو “للإشارة فقد…”..

للأسف الشديد، أنا لا أستطيع التدوين بغزارة لأسباب تتعلق بهذا الموضوع.. لا يمكنني التحدث عن مواضيع تجرني إلى أسلوب “ونحن لها بالمرصاد…” العتيد. أكره التدوينات الإخبارية المحضة، وأكره الخوض في المجالات السياسية على طريقة من ينقلون آراء الجزيرة أو العربية أو أي قناة أو جربدة او موقع إخباري، ثم يتظاهرون بأنها آراؤهم وتحليلاتهم السياسية للوضع..

لأسباب كهذه، وأسباب أخرى تتعلق بضيق الوقت والمزاج المتعكر أنا مقل في التدوين.. حينما أبتعد فأنا مشغول أو متعكر المزاج.. لا شيء آخر.. وأكره شيء إلى قلبي هو أسلوب قيء الأحزان على القارىء.. لكل أسلوبه، وانا لا أهاجم أحدا هنا.. أنا فقط مقتنع بأن لكل إنسان ما يكفيه من الآلام والأحزان، ولا يحتاج إلى أن يقرأ عن هموم الآخرين التي تضيف المزيد من السواد إلى لوحة حياته..

حينما أكون مسليا سوف تجدونني.. حينما أكون منتعشا كدلفين ستجدونني.. حينما أكون مشغولا أو حزينا، سأكون صامتا كصخرة..

شكرا لمن يسأل عني دوما، وبالأخص الأخت لطيفة التي تذكرني بأخت كبرى لم أملكها قط، وأحب أن أخبر الجميع أنني على ما يرام، وأن اختفائي لمدة شهر هو شيء لا يدعوا إلى القلق كثيرا.. حينما أتجاوز الأربعة شهور يمكنكم أن تبدؤوا بالقلق الحقيقي.. 😀

هنالك من سأل بالتدوينة السابقة عن مآل محمد الراجي.. لهؤلاء أقول أن توقعي لم يخب، وإن كان قد صبغ بلمسة مختلفة تفاديا لترسيخ فكرة العفو في الأذهان.. فقد قامت المحكمة الاستئنافية بإلغاء حكم الابتدائية، وأقرت بعدم متابعة محمد.. (مبارك يا محمد بالمناسبة)..

أيضا هنالك زوار جدد لهم وزنهم في ساحة التدوين و النشر راقتهم المدونة، أتمنى لهم طيب المقام..

همسة أخيرة: أنا أتابع كل الردود ردا برد، وحتى إن لم أرد بشكل مباشر فكل ردودكم تهمني وتسعدني..

تحياتي

3 تعليقات

محمد الراجي

الراجي

محمد الراجي..
اكتشفت قضيته مؤخرا بسبب انقطاعي عن العالم الخارجي الآيام الفارطة..
الحقيقة أنني أكتشف يوما عن يوم أنني كنت محقا بالابتعاد عن الكتابة في المجال السياسي، وبعض المجالات “الحساسة” الأخرى.. رغم أنني ابتعد عن هذه المواضيع لزهد خاص فيها، وعن اقتناع متأصل بأن الفم (القلم) السليط لن يمتع صاحبه في بلدنا السعيد إلا بجش رأسه على أحسن تقدير، أو لربما متعه بقضاء عطلة سعيدة وراء القضبان..

كلنا متعاطفون مع محمد الراجي.. وماذا بعد؟ هذا أكثر ما يمكننا تقديمه للرجل.. ربما شيء من الصراخ قد يفيد في حالات كهذه..
على العموم لدي نظرية خاصة بالأمر، وعلى غرار فؤاد مرتضى، سوف يحصل محمد على العفو الملكي بإذن الله.. والعيد على الأبواب..

10 تعليقات

مبارك ومسعود.. سلسلة رعب جديدة على القناة الثانية

mas3oud.jpg

لست أدري لماذا يصر من يسمون أنفسهم فنانين كوميديين مغاربة على أن يمارسوا أعتى فنون التعذيب على الشعب المغربي كل رمضان.
الشعب المغربي شعب كوميدي النزعة أصلا، ولست أفهم كيف يستطيع هؤلاء أن يمارسوا هذا الكم الفظيع من السماجة عن طيب خاطر ودون أن يؤنبهم ضميرهم الحي والميت..
لحد الآن، ولظروف تتعلق بالصحة النفسية لم أشاهد سوى بضعة حلقات من السيتكوم الفظيع “مبارك ومسعود” الذي يعرض على القناة الثانية.

(تنهيدة حارة)..
ماذا أقول لكم؟
انظروا إلى العبارة التي يستهلون بها المسلسل: “أسرة المسلسل غير مسوؤلة عن نحس يصيب المشاهدين بسبب مشاهدة المسلسل”..
طبعا بغض النظر عن الفصاحة اللغوية بالعبارة، والجزم المؤكد فيها، أظن أن صدقا كبيرا يغلفها، وإن كان ما سيصيب المشاهدين هو الجلطة وليس النحس.

التقى زعماء السماجة التلفزيونية في عمل واحد:
عبد الخالق فهيد: صاحب الأسلوب (العروبي) الذي لا يتغير إطلاقا مهما كان الدور.. لو طلب منه أداء دور رجل ميت لأداه بنفس الأسلوب.. لو طلب منه أداء دور امرأة حامل لما تغير في الأمر شيء.. التجديد الوحيد في الآمر أنه تخلى عن صوت الدجاجة الذي صدع به رؤوسنا السنوات الماضية.. هذا هو التجديد الحق..
محمد الخياري: هذا الرجل نجح في إضحاكنا بأسلوبه الجديد منذ سنوات من خلال مسرحيات مسرح الحي.. مشكلته الوحيدة أنه ظن أن استمراره على نفس المنوال هو معيار النجاح.. لقد أصبح الرجل رمزا للملل ذاته..
عبد القادر مطاع: أو قيس ذي الشعر الطويل في إشهار شامبو palmolive القديم لو كنتم تذكرونه… هذا الرجل لا علاقة له بالكوميديا إلا الخير والإحسان.. وهو من الأشخاص الذين يتمتعون بسماجة غير عادية في الداء..
وهناك مجموعة من السعلوات التي تظهر في كل مشهد..
سعلوة في البنك، تنتظر سعدها وأي رجل يظهر في المسلسل تريد أن تتزوج به..
وسعلوة في البيت تظن أن بعض الجمال في صوتها يسمح لها أن تشنف آذان المشاهد بمناسبة وبدون مناسبة بأغانيها العذبة..
وأم السعلوة السابقة، وهي سعلوة بدورها، لا دور لها بالمسلسل إلا أن تظهر بين الفينة والأخرى لتقول كلاما لا معنى له، وتبتسم برقاعة وتختفي..
المسلسل في حد ذاته هو محاولة يائسة لتجميع مجموعة من المواقف التي تدل على أن البطلين مسعود (فهيد) ومبارك (الخياري) منحوسان جدا..
تسمعون عن الحريرة؟ وهي شوربة مغربية ضرورية خصوصا في رمضان، على رأي أحدهم.. هذا المسلسل عبارة عن حريرة كبيرة من ضعف الأداء والمبالغة في التشخيص وفي التصورات وفي محاولة اعتصار الكوميديا..

الستكوم (Situation comedy ) أصلا عبارة عن مسلسل يعتمد على كوميديا الموقف.. هؤلاء يعتمدون تماما على كوميديا العبارات، ولا يوفقون فيها أصلا..
نأتي إلى المؤثرات البصرية يا جماعة الخير.. عيب كل العيب أن لا نستطيع إحراق كومة من التبن، وان نعتمد على برنامج After effects أو غيره لعمل مؤثر احتراق ضعيف جدا غير احترافي بالمرة.. لا ومشهد الاحتراق لا يتجاوز الثانيتين..
حلقة اليوم كانت قمة في البؤس حقا مع الإضافة الجبارة التي أتى بها تواجد (بن ابراهيم) بأسلوبه المفتعل الخارق.. حقا قمة في الإبداع مع إضافة مشاهد الإفتكاس على الأفلام الهندية والتي عولجت بأضعف طريقة ممكنة.. لا يمكنني تصور ما هو أضعف صراحة..

نصيحة لوجه الله لمن ينوي متابعة المسلسل: حضر مجموعة متنوعة من المهدئات والمسكنات وأقراص النيتروجليسيرين تحسبا للذبحات الصدرية..
وكل رمضان وأنتم محبطون من برامجنا..

21 تعليق

حين تناديك الطبيعة، فلب النداء بسرعة!

لدي عادة قبيحة أخرى: أنني أتبول كثيرا.. كثيرا جدا في الواقع لدرجة أنني لو لم أكن شابا لشككت في إصابتي بتضخم (البروستاتا كما تعلمون)..
لا داعي لهذه الابتسامة التهكمية من فضلكم.. لا تشعروني بالضيق لأنني أكلمكم عن تفاصيل شخصية جدا لا يعرفها إلى “كل” من يجالسني لفترة طويلة تقريبا..
بيت القصيد من هذا الاعتراف الخطير هو أنني اليوم، وأنا بالمسجد لتأدية صلاة التراويح، أو بالأحرى خارج المسجد لأن شعب الله كله كان يصلي بالخارج تقريبا (ربع بالمسجد والثلاثة أرباع الباقية بالخارج)، حينما داهمني نداء الطبيعة الخارق، فكنت في مأزق حقيقي.. كيف يمكنني الخروج من وسط الجماهير المحتشدة؟

* * *

نادل المقهى يوليني ظهره.
سألته بلطف:
– “إحم.. أين تتواجد االمراحيض من فضلك”..
يرميني بنظرة من طراز ثلاثة أرباع خلفي (لو كنت من هواة التصوير)، ثم يتجاهلني..
أفترض حسن النية، وأعتنق نظرية مفادها أنه لم يسمعني لأنه أطرش أو أحول أو أي شيء من هذا القبيل.. أتجاوزه لأسأل العامل خلف المنضدة الرخامية:
-“أين المراحيض من فضلك؟”
يرمقني بلا مبالاة ويسأل:
– ” ستتوضأ؟”
في هذا على الأقل نوع من التجديد..
كانت صلاة التراويح قد شارفت على الانتهاء أصلا، لذا أجبته بكل فصاحة:
-“كلا.. سأمارس نشاطا آخر..”
بجهامة أردف:
-“خاص بالزبائن!”
إلى هذا الحد كنت قد استنفذت ما تبقى من طاقة التحمل:
-“ولماذا افترضت أنني لست زبونا؟ أم أن هنالك قاعدة شرعية تنص على أن على الزبون أن يستهل بالجلوس وطلب المشروبات قبل أن يقرر إتباع ذلك بدخول المراحيض؟ في المرة القادمة أرجو أن تضعوا على الواجهة نسخة من دليل استعمال المراحيض خاصتكم، كي يكون الزبون على بينة من الأمر قبل الدخول ولا يرتكب فعلتي الشنعاء بمحاولة دخولها قبل طلب المشروبات.. والآن، أين المراحيض؟”
كان الرجل قد صدم لهذه القصيدة التي تلوت على مسمعه دون سابق إنذار، فأشار إلى الطبقة العلوية دون أن ينبس ببنت شفة..
هذا جزاء من يعطل مثانة تكاد تنفجر.

wc
* * *

جلست أرتشف القهوة، التي طلبت بعد خروجي، فتذكرت المسلسل القصير الذي شاهدته على القناة الثانية قبل خروجي للمسجد..
لا تزال قنواتنا التلفزيونية مصرة على تعذيب المواطنين على مدار شهر رمضان كل سنة، وكأنهم يضيفون اختبار صبر آخر للمواطنين في هذا الشهر الكريم..
SITCOM (كوميديا الموقف) هو مصطلح يطلق على نوع من المسلسلات القصيرة التي تبنى على مجموعة من المواقف الكوميدية.. والحقيقة أن قناتينا الأولى والثانية أصبحتا تتنجان نوعا جديدا من المسلسلات يمكن تسميته بالسيترون(الحامض) لأن نسبة الحموضة (*) بها عالية جدا.. نوع من الفكاهة المرعبة لو سمحتم لي بالتعبير..
فمسلسل “مبارك ومسعود” مثلا…

ولكن هذا حديث آخر..

____________________________________________________________

(*) الحموضة في اللهجة الدارجة المغربية وفي سياق كهذا تكون كناية عن السماجة وثقل الدم.. (شرح خاص بغير المغاربة)

7 تعليقات

رمضان مبارك سعيد

إن لدي عادة قبيحة جدا.. عادة تقضي بضرورة توفر جو ملائم لأكتب.. وعادة التكاسل عن الكتابة كلما تأخرت أكثر فأكثر..
يبدو أنها أكثر من عادة واحدة..

الخلاصة الواضحة للعيان هي أنني أختفي تماما حينما تضطرني الظروف لذلك، ثم تحلو لي الراحة البيولوجية فأتوقف عن الكتابة لمدة 59 يوما كما حدث الآن.
بعضكم سأل عني عبر صفحات المدونة وطالبني بأن لا أختفي كثيرا، وبعض القراء الجدد اكتشفوها مؤخرا وعلقوا على العديد من المواضيع بغزارة قبل أن يكتشفوا أن الكاتب صخرة صماء قررت فوق ذلك أن تصاب بالخرس. ولهؤلاء أنا شاكر جدا وممتن جدا.
الحقيقة أنني أقرأ كل الردود أولا بأول، وأسعد بها جميعا، إنما لا أرد كثيرا خصوصا لو كنت متوقفا عن الكتابة أصلا.. إنها عادة قبيحة فقط وليست نتيجة لتكبر أو ترفع عن ردود أحد لا سمح الله..
سأحاول أن أحيي المدونة من جديد خلال هذا الشهر الكريم، ولو بتدوينات قصيرة شبه يومية أتمنى أن تروقكم..
يبدو أنني نسيت شيئا..
آه.. العنوان..
رمضان مبارك سعيد أدخله الله علينا جميعا باليمن والبركة ومغفرة الذنوب..

رمضان
9 تعليقات

مجزرة INSEA

لا أصدق! لا زلت لحد الان لا أصدق تلك المجزرة التي حدثت في المعهد (الحبيب | البغيض) الذي تخرجت منه: المعهد الوطني للاحصاء والاقتصاد التطبيقي (INSEA).

لست أتصور كيف تمكنوا من طرد خمسة من طلبة السنة الثالثة بدل أن يعطونهم شهادات التخرج! لن اتحدث عن الثمانية الآخرين الذين يكررون السنة، ولا عما حدث لطلبة السنتين الأولى والثانية. قد يقول البعض: كان المعنيون بالأمر يستحقون ذلك لأنهم تهاونوا ليصلوا إلى هذه الوضعية.. لهؤلاء أقول أن الطلبة قد ساهموا بالفعل في ذلك، وهذا شيء لن ينكروه هم أنفسهم.. ولكن اسمحوا بشرح الوضعية بشكل أفضل.. إن هؤلاء الطلبة لم يصلوا إلى هذا السنة الدراسية بمحض الصدفة.. إن هؤلاء الطلبة هم من الصفوة التي مرت بمراحل عدة من الغربلة ليصلوا إلى هذا المكان.. إنهم من أفضل 2000 طالب من طلبة جيلهم في المغرب.. ذلك الجيل الذي يتعدى 200000 طالب ممن تجاوزوا الباكلوريا.. وإن كان هذا يعني شيئا، فهو يعني باختصار أنه لديهم الكفاءة اللازمة.. ربما ينقصهم بعض من حس المسؤولية، ولكن هذا يرتبط أساسا بالنظام الذي درسنا به والذي أعرف تماما ما الذي يسببه.. ما حصل الآن سابقة لم تحدث قط في أية مدرسة مهندسين من قبل.. الأساتذة هناك يحترمون أنفسهم ويحترمون طلبتهم، ويفهمون تماما انهم يتعاملون مع صفوة حرام تضييعها بسبب أخطاء غبية في النظام..

أتعرفون المشكلة الرئيسية لدينا في المعهد، وفي أماكن كثيرة أخرى؟ إنهم السادة الأساتذة الدكاترة أنفسهم.. إنهم هؤلاء المخلوقات الأسطورية من عصور ما قبل التاريخ، والتي تظن أنفسها آلهة بالمعهد.. آلهة لا تهتم قط لأي كان.. لا طلبة، ولا إدارة، ولا أيا.. وهذا مقتبس من كلام أحدهم بالفعل وليس مجرد افتراء.. هؤلاء الأساتذة يا سادة هم أهل الحل والربط بالمعهد.. أتذكر السنة الماضية حيث كان لوبي منهم له مصلحة خاصة في اتخاذ جانب الطلبة، وذلك لتعلق الأمر برغبتهم في الحصول على مساندة الطلبة ضد أحد أعضاء الإدارة الذي كان مرشحا بشدة للحصول على منصب المدير.. في تلك السنة، كانت هنالك امتحانات أسهل، و دفاع مستميت أكبر لصالح العديد من الطلبة ولكأن الأساتذة الكرام قد تبنوا هؤلاء وأصبحوا من بني جلدتهم.. الذي رآى رذاذ لعابهم المتحمس يتطاير السنة الماضية، لم يكن ليتصور في أشنع كوابيسه أن يقوموا بفعلة شنيعة كهذه اليوم..

لمن لم يفهم فداحة الوضعية منكم دعوني أشرح أكثر: إن هؤلاء المطرودين لا يملكون أي شيء حاليا.. فمع نظامنا التعليمي الرائع الذي يتغير بشكل أسرع من تغير لون الحرباء ذاتها، لم يصبح لأي من شهاداتهم أي معنى.. فلا الباكالوريا صالحة، ولا معنى لاجتيازهم للأقسام التحضيرية التي تعد من أصعب ما يمكن اجتيازه على الإطلاق.. كل هذا لا يعني شيئا.. فعلى هؤلاء الطلبة العودة للأكثر من ثماني سنوات إلى الوراء، والبداية من جديد مع أحفادهم.. لست أدري ماذا أقول..

حقا احتبست الكلمات والمشاعر.. حقا لست أدري ماذا أقول..

15 تعليق

أشياء مزعجة!!

noise

هذا أول تاج يصلني منذ بدات التدوين قبل سنتين ونصف..

أعترف أنني قليل التواصل مع المدونين، لأسباب خارجة عن إرادتي، وهي أسباب واضحة جدا مع وتيرة تحديث المدونة نفسها..

واجب من علوش منذ 25 فبراير، لم أنتبه إليه إلا قبل أيام.. لذا فالتأخير غير متعمد..

الواجب يطالبك بتحديد أشياء مزعجة بالنسبة لك.. هنالك دوما الكثير منها.. لدرجة أنك قد تلخص الدنيا في مجموعة أشياء مزعجة تحيط بالقليل من الأشياء المحايدة.. أما الأشياء المفرحة فتكاد تنعدم!

1- من المقرف أن تستيقظ صباحا وأنت تنوي أخذ حمام ساخن لتجد أن صبيب المياه لا يسمح حتى بإشعال جهاز التسخين.. فتكون مجبرا على اختيارين احلاهما مر: الاستحمام بالماء البارد مستمتعا بنزلة البرد المحتملة، أو تسكب على نفسك لترا من العطر في محاولة يائسة لإخفاء رائحة العرق التي ستطفوا حتما .

2- يزعجني جدا أن يكتشف أحدهم أنك مهندس كمبيوتر، فيظن أنك من صنعه، وأن أي مشكلة مع الويندوز لن تستعصي عليك لأنك، كالعادة، تفهم في هذه الأشياء.. يا جماعة الخير، لو كان مهندسوا مايكروسوفت أنفسهم يفهمون كل مشاكل ويندوز لما برمجوا نظام تشغيل كفيستا (VISTA) مثلا. مثل هؤلاء الأشخاص لا يقبلون منك أي شرح لسبب الخلل، ولا يفهمون إطلاقا لماذا لن تستطيع إصلاح جهاز معطوب.. كل ما يستخلصون إليه هو انك مجرد حمار كبير آخر حصل على شهادته من أقرب مزبلة على الأرجح.

3- أكره هؤلاء المزعجين الذي يتحدثون عن أي موضوع لا علاقة لهم به إلا الخير والإحسان، وبضعة أشياء سمعوها من شخص غير متخصص، فأصبحت قناعات شخصية. حسنا، يمكنني أن أقبل أن هذه طبيعة إنسانية مادام صاحبها يتراجع عن كلامه حينما تحدثه من منطق متخصص.. أما أن يصر كالخرتيت على أن رأيه صواب، وانه قرأه في مجلة ما، لا يذكر اسمها دوما، أو موقع فقد وصلته، كالعادة، هذا ما أسميه بعبقرية ابتكار كذبة والاقتناع الشخصي بها.

4- أكره أولائك النساء الملتحفات في مدينتي، واللواتي تجتاز الواحدة منهن الشارع وكأنها الملكة إليزابيث، أو أن الاختراع المسمى سيارات هو مجرد إشاعة ومحض هراء.. مع هؤلاء، يجب أن تقود سيارتك وأنت مسيطر على أعصابك كي لا تنفلت ولا ينفجر لك شريان أو تصاب بالجلطة لأن ما يفعلنه غير آدمي.. طبعا لو حاولت أن تطلق جرس التنبيه، فلا تلومن إلا نفسك.. لأنك ستتحول إلى فاسق زنديق لا يراعي النساء والراجلين عموما، ويكاد يدهسهن لمجرد انه، الحمار، يملك سيارة.

5- أنا أحب الأطفال. هذا شيء لا أنكره صراحة، فهم أحباب الله. لكنني اكره نوعا معينا من الأطفال ناقصي التربية.. اولائك الذين لا يتورعون عن البصق في وجهك لانك تحاول منعهم من القفز من على (البلكونة).. أولائك الذين يحاولون في استماتة وضع ذيل قط المنزل الأليف في المقبس الكهربائي.. الذين يصرخون كالمجانين لأنك لا تريد أن تشتري لهم حلوى، وحينما يسألك أبوهم عن سبب صراخهم يجيبونهم بالنيابة عنك أن : “بابا! إنه يضربني لأنني لم ارد أن أذهب معه!”.. طبعا عليك أن تفسر قصة حياتك للأب الذي لا يعرف بمعجزة ما أن ابنه عبارة عن مؤلف قصص أسطوري.

هذا ما ساتحضره عقلي ومزاجي حاليا من أشياء تزعجني، قد أضيف تدوينة أخرى لاحقا لو شعرت بالقرف الكافي من مجموعة أشياء أخرى..

وأستغل الفرصة لإثقال من يؤجل تاجات اليوم إلى الغد: حامل شعلة المخلدين..
بالإضافة إلى كل من :
أوداد ، وفي قول آخر مسبار الروايات
لطيفة صوت المحيط
و…

فلنوقف المجزرة إذن..

10 تعليقات

First time

هنالك أشياء حينما تتحدث عنها تفقد معناها..
لطالما تحدثت..
الآن آن لي أن أصمت وأحس..

rosepiano

First time..

سمعتها لأول مرة الصيف الماضي من خلال الدراما الكورية: winter sonata

أحسستها لأول مرة، منذ أكثر من أسبوع..

[audio:http://www.soundupload.com/audio_3/x2xu6of64bk08to_-%20winter%20sonata%20-%20first%20time%20(piano).mp3]

First time
المرة الأولى..
هنالك واحدة دائما..
تمنيت لو بقيت المرة الأولى كذلك دوما..
لكنني غيرت أمنيتي سريعا..
لو بقيت المرة الأولى كذلك لكان في ذلك فناءها..
لو بقيت المرة الأولى، ولم تتحول لثانية وثالثة، لتحولت إلى مجرد ذكرى..
والذكرى بطبعها تأفل وتموت مع الوقت.
آظنها المرة الأولى حقا..
لأنها بغض النظر عن كل الأشياء التي تمضي وتموت.. لن تفعل..
لأنها ستتحول إلى ثانية وثالثة.. ولكنها ستبقى دوما في حلة الأولى..
لأنها حقا، المرة الأولى..
المرة الحقيقية..

3 تعليقات