تجاوز المحتوى

التصنيف: تخاريف حرة

مواضيع وخزعبلات عامة

مكالمات هاتفية!

أحببت أن اتحدث عن اتصال هاتفي!
لا داعي لان ترمقوني بهذاالشكل، فأنا بالعته الكافي لأخصص تدوينة فقط الاتصال هاتفي..
ليس لأنني لا أجد ما أقوله في المدونة حاليا، بل لأن هذا النوع من التدوينات لا يستغرقني وقتا طويلا أنا بأمس الحاجة إليه..

لست أدري كيف سيكون إحساسكم وأنتم تتلقون مكالمات بين الفينة والأخرى من أصدقاء تبعد بينكم مسافات خرافية البعد.. أصدقاء من دول عرية أخرى لم تربط بينكم من قبل سوى كلمات على الماسنجر أو أحاديث على المنتديات..

قد يبتسم أحدكم ساخرا! لكن كوني حدثت فلسطينا، ومصريين، وليبيين والبقية آتية يمثل لي الشيء الكثير. سواء من اتصلت بهم أو من كلفوا نفسهم واتصلوا بي..
يوم كلمت محمود الفلسطيني، مع كل ما تحمله كلمة ((فلسطيني)) من معان، استشعرت ما لا يمكن وصفه!

مكالمة اليوم جماعية من ليبيا.. ثلاثة أوغاد محترفين دفعة واحدة..
طبعا أمضينا خمسة أرباع الوقت في آلو وأنا فلان وأنا علان.. وهذا كلها على حساب عبد الهادي المسكين الذي وجد نفسه في ورطة بين مخلوقين استغلاليين (والحياة فرص)..

إن العائق الأكبر هو اللغة للأسف..
ستقولون أن بإمكاننا الحديث بالفصحى.. هذا ما نفعله بالفعل.. لكن الأمر ليس بالسهولة التي تتصورونها.. إن الحديث بالعربية الفصحى ليس يسيرا لأنا لم نألفه..

أتمنى لو استطيعت الحديث مع كل أصدقائي خارج البلاد، لكن اتصلات المغرب لا تجعل الأمر يسيرا للأسف.. فحينما تكلف 5 دقائق لمصر مثلا ما يقارب عشر دولارات، فإنالإفلاس يصبح أقرب مما يمكنكم تصوره..

حاليا لست ميسرا للأسف، ولا أملك بعد مصدر دخل.. لهذا أتركها أمان معلقة في الفضاء، أحققها بين الفينة والأخرى كنوع من البذخ والرفاهية!

محمود..
باسم..
عبد الهادي..
محمد..
أحمد..

شكرا جزيلا لكم للحظات الغبطة التي تدخلونها في قلبي!

11 تعليق

العربي يدون بالعربية

أردت أن أكتب ما يلي كتعليق على هذا الموضوع: 100% Arabica
ولسبب يتعلق بالترميز على ما يبدو لم تقبل مدونته الرد..

ثم قلت لنفسي أنه حدث غير عادي يسحق تدوينة كاملة أيها المغفل..

حسنا هذه نهاية زن محمد على الرؤوس.. لقد قتلنا العربي المسكين وآخرين كلاما يسم البدن، وهاهو العربي قد قام بخطوة رائعة كي يجعلنا نخرس قليلا، فيستطيع أن يمتع أذنه (عينيه في هذه الحالة) بنعمة الهدوء التي افتقدها منذ زمن: لقد بدأ التوين بالعربية رغم الصعوبات والعوائق الكبيرة التي أعرف أنه يواججها وسيواجهها ليستمر.. لكنني أظن أنه سينجح بإرادته القوية التي برهن عنها..
صحيح أن عربيته تشبه زقاقا شعبيا اقتحمته دبابة..
صحيح أن سيبويه سيخرج من قبره كي يقتله ثم يعود لينتحر مجددا..
لكنني فخور جدا به..
فخور إلى أقصى حد.. (فخور لا علاقة لها ب(الفاخر))
ل كنتم تفكرون بذلك..

14 تعليق

ظلال في جدران الزمن (3)

بقلم: جمال بوالخورص

الفصل الأول
الفصلين الثاني والثالث

الفصل الرابع

غادرت ناهد مكتبها وبدأت تسير عبر الغرفة, وشعرْت أني قد أجن إذا لم تجلس, وأدركْت أن شيئا ما ليس على ما يرام, ولم يخب ظني..
سألتها:
-ما بك؟
ووقفَت أمام النافذة تماما كما كان والدها يفعل حين يريد أن يستدين مني, وكان يبدأ حديثه بتلك الديباجة عن وضعه المادي وراتبه الذي لا يكفي وغلاء المعيشة, ثم ينتقل إلى وصف حالتي الأسرية, وكوني أعزب ولا أدخن ولا أنفق الكثير من المال..
وفي النهاية يجد المال في جيبه دون أن يطلب ذلك حرفيا, وما يجعلني أحترمه هو وفائه بالدين, فلم يكن يعد المال أمامي كي لا يذل نفسه, وحين يقبض راتبه الشهري أجد المظروف أمامي على الطاولة, والغريب أني لم أكن أعده بدوري, وقد جمعت المظاريف كلها في درج مكتبي لأمنحها إياه كلما أراد أن يستدين..
وأجابتني ناهد بعد تردد:
-لاشيء, أنا انتظر مكالمة فحسب..
وحاولت أن أغرق نفسي في العمل بعدها, لكنها لم تتوقف عن مشيها المحموم, وأردت أن أضع حدا لتلك الفراشة التي تحوم حولي, وقررت أن أحرق جناحيها لأرتاح..
-هل تحتاجين إلى مال؟
هزت رأسها نفيا, ووجدت نفسي أسألها:
-كم تريدين؟
فتحت الدرج وسحبت أحد المظاريف. وكادت تقفز فرحا لما تسلمته لكنها تماسكت وجلست في مكتبها أخيرا. وقالت:
-لا تقلق, سأرده لك قريبا..

———————
قلت لها ذات مرة:
-لا داعي للتبرج فأنت جميلة هكذا..
لعقت وجهي بعينين دافئتين وقالت:
-هل تغازلني؟
وألقت مرآتها الصغيرة فوق مكتبها وضحكَت فضحكْت بدوري, وفتح هذا شهيتها للكلام فسألتني:
-ما رأيك لو تذهب معي؟
-إلى أين؟
ولما غادرنا سيارة الأجرة أشارت إلى حيث المبنى الصغير, وقرأت العبارة الكبيرة “المعرض الثاني للكتاب”, وقاومت رغبتي في الرفض لكني فوجئت حين وجدت المكان شبه فارغ, وسألتها:
-لم المكان فارغ؟
وابتسمت قائلة:
-لأن لا أحد يهتم, لو كان معرضا لمواد التجميل أو الأجهزة المنزلية لأختلف الأمر..
وتركتني أتجول بين صفوف الطاولات التي تملأها الكتب, وما أدهشني هي تلك الكتب المغلفة فلا تجد سوى عنوان غامض ورسم أكثر غموضا, وتساءلت عن جدوى تعليب الكتب!..
وأعجبتني الموسيقى الهادئة, ولم أكن قد سمعتها من قبل فسألت أحد المنظمين:
-هل أستطيع الحصول على الشريط الذي تبثونه؟
-آسف, لكنه ليس للبيع..
-وكيف أعثر عليه؟

—————–

ومن عاداتي الغريبة في طفولتي أني كنت أفتح دفاتري وأنثر حبات السكر فوق إحدى الصفحات, أنتظر حتى يتجمع النمل فوقها فأطويه عندها, وفي النهاية أحصل على ورقة جميلة تنقطها أجساد النمل المتيبسة.
ثم حاولت أن أكتب ذات مرة. جلبت قلما وورقة, ووجدت قلمي أميا لا يستطيع أن يكتب ولو مجرد حرف, واكتشفت أني لم أجرب من قبل أن أكتب على ورقة بيضاء بلا سطور, لذا تعذبت كثيرا وأنا أخط رسائل التوظيف. وكم كرهت وثائق المعاملات الإدارية, فأرسم خطوطا بقلم الرصاص قبل أن اكتب ثم أمحوها فيما بعد..
وأحضرت ورقة مسطرة هذه المرة, وتعلمت الدرس الأول حينها: الكتابة ليست مجرد كلمات تتدبر موعدا على الورق..

———————-

-هل اشتريت كتابا؟
وأجبتها:
-كلا, لكني حصلت على اسم الأغنية, أليست جميلة؟
هزت رأسها بحيرة ولم تجب, ورأيت الكتب الصغيرة في يدها.
-يبدو أنك عثرت على شيء يستحق مالك..
وضمت الكتب إلى صدرها بطريقة حميمة وقالت:
-بالتأكيد, فحبيبي نزار يستحق كل أموال الدنيا!…

الفصل الخامس

اعتادت قطة أن تزورني في ليالي الصيف الدافئة, أجدها في السطح وهي تحاول اصطياد الحشرات التي يجتذبها المصباح. كانت حذرة جدا ولم تتجرأ قط على الاقتراب مني. كانت ستفعل حتما لولا السوء الذي تعرضت له, مرارا حاولت أن أعيد إليها ثقتها المفقودة بني البشر وفشلت. ألقى لها فتات الطعام فتفر هاربة, تتسلق الجدار وتهنئ نفسها على النجاة ظنا منها أني أخطأت رمياتي..
وكانت تلك أول مرة تطل فيها الشمس منذ أسبوع, سمعت المواء وأنا أنشر الغسيل وتتبعت مصدره فوجدت ذات القطة وسط صغارها بين ركام الأثاث القديم, جلست أرمق المخلوقات الجميلة وهي تشاكس بعضها, كرات عمياء من الشعر الملون تموء وتتحسس طريقها إلى حضن أمها. ولم أتجرأ على الاقتراب أكثر بسبب التحذير الهامس الذي تلقيته.
لم تمنحني أمي ذات الحب أبدا, لقد تركت عطشا في روحي وجوعا التهم اللحظات السعيدة من طفولتي ولعق أحلامي. وكل عواطفها تشربتها لطيفة حتى الثمالة فكرهتها ولم يكن كرهي لها وليد الغيرة فقط.
واجتاحتني نوبة بكاء مريرة, بكيت وجثوت على ركبتاي. لن تضمد الأيام جراحي ولن تغسل الدموع حزني, ولن أنسى أبدا..
وفيما بعد ولما غادرت القطة وضعت الهررة الخمس في صندوق فرشته بالجرائد, ثم أدخلته إلى السلالم المؤدية إلى السطح كي أضمن بقائها في مكان أكثر دفئا, وحتى لو أغلقت الباب ستتمكن القطة من العبور عبر الفراغ الضيق أسفله. ووضعت لها ماء وطعاما حتى لا تضطر لترك صغارها مجددا.

———————-

انتهى الدوام, وبينما كنت أرتدي معطفي أوقفتني ناهد. رأيتها تخرج علبة خشبية جميلة من حقيبتها لتمدها لي.
-خذ! هذه من أجلك, إنها هدية عيد ميلادك..
-وكيف عرفت؟
-تحققت من الأمر, بالمناسبة ظننتك أصغر سنا في البداية..
وأخذت العلبة من يدها, ولما أردت فتحها منعتني وقالت:
-كلا, ليس الآن..
وظنتها مجرد هدية بريئة من زميلة, ولما عرضت عليها أن أوصلها رفضت وأخبرتني أنها سترافق إحدى زميلاتها, لكنها لم تفعل ورأيتها تستقل الباص وحيدة في طريق العودة. وفطنت أخيرا أنها تعمدت الكذب لأنها كما أظن لم ترغب بمرافقتي.
توقف المطر في الخارج, ورحت أغسل أطباق العشاء بالماء الدافئ كالعادة, لكن عيناي لم تحيدا عن العلبة, وفتحتها فتسربت الموسيقى العذبة في أرجاء المطبخ. أدهشني الأمر فلم احسبها تذكر, لأنها ذات الموسيقى التي كانوا يبثونها في المعرض..
حضرت إبريق شاي, جلست في الصالة وفتحت الورقة التي أعطتني إياها, كانت تلك كلمات أغنية طلبت مني تلحينها..

“أحبك وأنت لا تدري
وحبك في دمي يجري
عيوني من جفاك تدمع
وقلبك يا قاسي لا يسمع
كل ليلة أنا بك أحلم
وأنت يا ناسي لا تهتم..
…..”

وخطرت ببالي فكرة حيرتني: هل تحبني ناهد؟
لم أختبر بعد ليالي الأرق التي يتحدث عنها الشعراء, ولا دموع اللوعة التي تفيض بها حكايات العشق. فالحب بالنسبة لي لم يكن أبدا بتلك القداسة, وجسد المرأة لم يكن يستهويني بقدر ما تستهويني فكرة امتلاكه. ولطالما رغبت أن أظهر تلك الأحاسيس الدفينة في مكان ما من روحي, فأنا أعرف أنها هناك تنتظر تلك الشرارة الصغيرة التي ستجعلها تنفجر. وكثيرا ما اتهمني زملائي في الدراسة ببرود المشاعر, لكنني كنت أخبئها لشخص آخر ربما.

——————–

“أغلب العلماء والعباقرة كانوا فقراء. كأن الفقر هو الذي يولد العبقرية والذكاء..” لكني فكرت أن الفقر لم يكن سببا مقنعا لتفوقي الدراسي, بل ربما يكون نجاحي نتيجة مباشرة لإيماني بتلك الفكرة..
لقد تخطيت الأمر وأنا الآن أكسب ما يكفيني من المال. ولم أكن أدخن لحسن حظي, أو أعاقر الخمر عكس كل الذين عرفتهم. وكان زملائي في العمل يتحايلون علي لأرافقهم, فيمضون الليالي في الحانات بين كؤوس الشراب وفي أحضان المومسات, وربما يكون خجلي الشيء الوحيد الذي أنقذني من تلك الدروب السوداء التي تستهوي خطواتهم الضائعة..
وفي النهاية أصارح نفسي, أنا لست ناضجا. وكل الأشياء التي عصمت نفسي عنها وامتنعت عنها لم أمتلكها يوم كنت في أمس الحاجة إليها, وقررت ألا أبحث عنها من جديد, وتاهت عن دربي فتهت عنها..
وتعلمت الدرس مبكرا, تعلمت أن أسير فوق خط الأمان الرفيع, وأن أتحاشى النداءات التي تعبر أذناي, ومازلت أخشى أن أفقد توازني وتنزلق قدمي إلى يسار الخط, لأني عندها سأضع الأخرى مرغما على اليمين كي لا أسقط..
لقد أمضيت كل حياتي في محاولاتي للفرار, فررت من قريتي وأختي. فلم أكن اتصل بها إلا ناذرا, ورقم هاتفها هو الرقم الوحيد الذي دونته ذاكرتي, الرقم الوحيد الذي أدمنت الاتصال به طوال الخمس سنوات الماضية. فكنا نتبادل الكلمات الباردة عشية كل عيد, وأحيانا أنسى فتتصل لتذكرني.
فبعد وفات أمي ركنت عمري كله على هامش الوحدة. وظننت أن انزوائي وهروب هذا سيجنبني الشعور بالحزن الذي سطر دفاتر أيامي. واعتقدت أن حياتي لا تهم سواي..

———————

بينما كنت أعزف انقطع وتر, وسمعت رنته البائسة لآخر مرة, ولما عجزت عن إصلاحه تركت مكانه شاغرا ولم أستبدله, وتعودت أناملي القفز فوق الفراغ الذي خلفه. وطبعا تعثرت في البداية, ورغم هذا ظل مكانه خاليا حتى في عزفي.
وفكرت أن أستبدله, لكن وترا جديدا لن يسمعني ذات النغمة. فالأول تشرب من عرق يداي فاستأنسته, واعتادت ملمسه..
وصدمتي فكرة مخيفة: لو فقدت وترا آخر فسأعجز عن العزف!..
وجدت ناهد الكيس فوق مكتبي وسألتني:
-ما هذه؟
-أوتار جديدة من أجل قيثارتي..
-هل تجيد العزف؟
-قليلا..
وقالت بعد تفكير:
-اسمع, بإمكاننا أن نشكل ثنائيا رائعا, ماذا لو كتبت لك بعض الأغاني لتلحنها؟

———————-

لفظت جفوني النوم تلك الليلة فغادرت فراشي وحملت قيثارتي إلى السطح. تنفست برودة الهواء وشحنت بها صدري. استبدلت الوتر, ثم بدأت أعزف. لكن نغمة الوتر الجديد شذت عن بقية الأنغام, وقررت أن أزيله..
ثم عزفت ثانية, وانتبهت إلى أمر لم ألاحظه من قبل, فالوتر الجديد يطلق نغمة أصفى وأجمل من البقية. لذا تركته واستبدلت الأوتار الأخرى..

———————

الفصلان: السادس والسابع

4 تعليقات

أعوذ بالله من الحمق! (رسائل وإيميلات ممتعة)

رغم أنني مشغول حد الموت حاليا..
ورغم انني مختف.. ومقصر بحق المدونة..
ورغم أنني مريض الآن، وقد قضيت ليلة سوداء بعد أكلي لساندويتش فاسد على ما يبدو..
إلا أنني لم أستطع أن أنتظر كي أكتب هذه التدوينة لأنني أكره أن اموت بهذا المرض ولا أشرككم رسالة رائعة كالتي قرأتها اليوم..

ولكن قبل ذلك، ولأن الموضوع مرتبط، دعوني أريكم رسائل أخرى:

>> >>
>> >>Subject: RE: Date: Fri, 30 Dec 2005 18:50:15 +0000
>> >>>>
>> >>>>
>> >>>>
>> >>>>
>> >>>>> > >>>Je crois que ça vaut la peine d’être lu… Maladie du
cancer –
>> >>>>>pas >>>long à lire. J’espère que vous aurez le coeur de ne pas
>>effacer
>> >>>>>ce >>>message. Bonjour, Mon nom est Amy Bruce. J’ai 7 ans et
j’ai un
>> >>>>> >>>grave cancer du poumon comme fumeuse passive. J’ai aussi
une
>>grande
>> >>>>> >>>tumeur cérébrale, produit de plusieurs métastases (cancer
des
>>os).
>> >>>>> >>>Les médecins disent que je vais mourir bientôt si on ne
fait
>>rien,
>> >>>>>
>> >>>>>et ma famille n’a pas assez d’argent pour payer les
traitements.
>> >>>>> >>>Lafondation “Make a wish” a décidé de donner 7¢ à chaque
fois
>>que
>> >>>>> >>>quelqu’un recevra et enverra ce message. Pour tout ceux qui
>>>
>> >>>>>enverront une copie de ce message, je vous remercie et pour
ceux
>> >>>qui
>> >>>>>ne le feront pas, n’oubliez pas que tout ce qu’on fait, nous
>> >>>>> >>>revient. Ayez du coeur, SVP, envoyez ce courriel à toutes
vos
>> >>>>> >>>connaissances
>> >>

ملخص ما كتب هنالك لمن لا يفهم الفرنسية، وتعليق مني على ما قيل في نفس الوقت:
هناك طفلة تدعى إيمي بروس، في السابعة من عمرها، وتعاني من سرطان في الرئة، وآخر في العظام، ومن ورم خبيث بالمخ!! وهي كاتبة الرسالة بالمناسبة.. ولست أدري كيف تستطيع الجلوس للكمبيوتر في هذه الحالة..
تلاحظون أنه لولا الخجل لتمت إضافة السيدا والاتهاب البنكرياس وأنفلونزا الطيور للائحة الأمراض..
لكن العظيم بالأمر، أن الأطباء يرون أنها ستموت لو لم يفعلوا شيئا.. هذا يعني بالضرورة أنهم لو فعلوا فلن تموت… ياللتقدم العلمي في بلدها!!.. فحسب ما أعرف يكفي مرض واحد من الثلاث كي تحصل على تذكرة مجانية إلى الدار الآخرة..
قد يستنكر البعض منكم ممن لم يقرأ الرسالة الفرنسية هذه السخرية مني.. لكنم ستفهمون حينما نصل المعلومة التالية الرائعة: بما أن أهلها لا يستطيعون دفع مصاريف العلاج، فقد تكفلت منظمة (Make a wish) بأن تدفع سبع دولارات عن كل متلق للرسالة عاود إرسالها.. ومن يجيد منكم الحساب الرياضي يمكنه افتراض أقل عدد ممكن من الأشخاص الذي يعيدون إرسال الرسالة للائحة إيميلاتهم، وفي النهاية يتكرمون ويعطونا تصورا بسيطا للرقم الذي سيتجاوز حتما العشرة أصفار ابتداءا من مراتب بسيطة في الهرم الشبكي..
حسنا.. من لم يفهم هذا الهراء الذي أقوله، أخبره ببساطة أنه لو أن كل شخص أعاد إرسال الرسالة لخمسة أشخاص فقط (ولا أحد لديه هذه اللائحة الصغيرة فقط)، ففي الطابق العاشر فقط من شبكة الأشخاص نكون قد قاربنا من حاجز العشرة ملايين دولار.. فما بالك بحقيقة الأمور..
يالها من منظمة سخية تملك تمويلا قارونيا.. هذا لو بلعنا حكاية أنها تستطيع تتبع كل الإيميلات..

نأتي الآن لنوع آخر من الرسائل.. الرسائل الدينية التي يخبرك أحدهم فيها بأنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره بأن إفعلوا كذا وكذا، وبأنه كذا وكذا.. وكأنه صلى الله عليه وسلم لم ينه رسالته بعد، ولم يجد سوى هذا الأخ الكريم المتحمس كي ينهيها عبره..
ولا داعي للحديث عن التوعد بالويل والثبور وعظائم المور لمن تجاهل الرسالة ولم يعد إرسالها..

طبعا، لا يوجد هناك نقاش في حرمة مثل هذه الأمور وفي الذنب العظيم في نسب أشياء كهذه إلى رسول الله (ص)..
ما يهمني الآن هو كيفية تفكير شبابنا الذي لا يستطيع أن يهرش رأسه قليلا ليفكر في منطقية ما يعيد إرساله، وفي حليته من حرمه.. والتفسير الذي يرميه في وجهي أول من احدثه بالأمر هو انه لم يخسر شيئا في إعادة الإرسال.. ناسيا أنه خسر احترام الآخرين له لأن التيار الذي يأتي يأخذه..

شباب.. هل تعرفون أن الإيميلات الصحيحة المضمونة تباع في السوق.. فلو استطاع مروجوا هذه الإيميلات الحصول على لائحات إيميلاتكم لتاجروا بها كما يريدون!

الموضوع طويل والرسائل التي بحوزتي أطول، لكنني سأنهي التدوينة بنكتة اليوم التي وصلتني:

ردد 3 مرات

“أفتح ياسمسم ابوابك نحن الاطفال”

أرسل هذه الرسالة الى عشرة أشخاص وسترى نعمان في منامك

واذا قرأتها اكثر سترى ميسون وسيأتيك كعكي يحمل اخبارا سعيدة

ارسلت الى شخص واهملها فانقطعت عنهم قناة سبيس تون

وشخص آخر عمل بها فرزق بشريط قراندايزر

وارسلت الى شخص واستهزأ بها فانقلب الى زعبور

معدتي تؤلمني، وقد زادني إيلاما تقلصها الناتج عن الضحك الهستيري الذي انتابني حين قراءتها..
حقا إنني أستهزؤ بالفعل.. و أنا أقبل أن أمسخ وأتحول..
فقط اتمنى أن يخبرني أحدهم عن كنه هذا الزعبور!

اللهم زعبر مروجي هذه الرسائل ممن يضحكون على ذقون شبابنا التائه!

14 تعليق

(م.س)…

ربما تأخرت في نشر التدوينة عن الوقت المعتاد..
لكنني أصريت ان تكون اليوم مهما كلفني الأمر..
رغم انني الآن على حافة السقوط في إغماءة من شدة الإعياء..
رغم انني دخلت للتو من خرجة امدت اليوم كله..

هذا يدل على أن هذا المخلوق الذي علي أن تكلم عنه ليس شخصا عاديا..

حينما تعرفت عليه كان ذلك عن طريق صديق فلسطيني..
أرمقوا سخرية الأقدار.. مغربيان يعرفهما على بعضهما فلسطيني لم يضع قدما في المغرب بحياته..

طبعا كان ذلك بمنتدى روايات الذي تحدثت عنه سابقا!!

لست أستطيع الاستفاضة الآن، لكن ما يمكن أن أقوله هو أن م.س.احجيوج هو أول شخص وثق بي بالمنتدى.. أول شخص وثق بقدراتي في العديد من المجالات وإن لم يكن قد رأى منها شيئا.. ولست أدري كيف..
محمد هو شخص عرفت معه أن طريق الأدب ليس خرافة علمية بل حقيقة ملموسة ممكنة.. شخص دفعني دوما إلى أن أخرج أفضل ما لدي وذلك بتوريطي في الكثير من المناسبات.. حتى أصبح الأمر هوايته الأثيرة على ما يبدو..

لن أطيل هذه التدوينة الآن، لكن الأمر لن يسلم هذه السنة من هدية محترمة كالعادة لتهنئته بعيد ميلاده الذي كان أكبر كذبة أبريل بالتاريخ..
فقط أريد أن أنام الآن.. أحلم فقط بأن أغمض جفني!

7 تعليقات

كاتب عالمي!

لأول مرة أجلس لصفحة تدوينة جديدة دون أن تكون ببالي فكرة محددة..
الهدف الأوحد هو أن أجرب إحساس انسكاب الذات.. كما عبرت عنها فتاة أديبة التقيتها يوما في ظروف غير مشجعة..
قالت أنها لا تكتب، بل تنكتب!
رائع!!
قالت أنها تكتب لنفسها فقط! وعن نفسها فقط!
بديع!!
هي لا تكتب لآخرين أو آخرين..
كل هذا مثير..
لماذا إذن قصصها تتناثر بين الصحف والمجلات؟
لماذا كانت ترسل لي يوميا عنوان مجلة أو جريدة نشر لها بها عمل أدبي وتطالبني بقراءته..
لو اتبعت رأيها في الحين لكنت قد أعلنت إفلاسي الرسمي منذ قرون!
برأيي.. لا يوجد كاتب يكتب لنفسه.. ومن يفعل لا يعتبر نفسه كاتبا.. من يفعل لا ينمق أسلوبه ولا كلماته، بل يكتفي بأن يخرج ما بداخلها كيفما اتفق.. ويكون مصير كلماته درج أسود تحت كم هائل من الأوراق التي لا تربط بينها علاقة سوى أنه لا يعرف ما يفعل بها، وفي نفس الوقت لا يستطيع التخلص منها..
الكاتب الحق هو من يقوى على عرض إنتاجه.. سواء كان محترفا أو هاويا.. الكاتب الحق هو من يحمل ألف حساب لرأي قرائه.. ولما يجذبهم كقراء..

الحقيقة أنها معادلة صعبة: هل نكتب ما نحبه نحن، أو ما يحبه الآخرون.. أوبعبارة أخرى، ما هو مطلوب في السوق..

الحق أن الكثير من الكتاب لعبوا على أوتار مجتمعية حساسة حققوا من ورائها شهرة لا بأس بها، إن لم تكن مطلقة..

الخبز الحافي، لمحمد شكري!! رواية ذات صيت وشهرة عاليمة.. ترجمت إلى لغات عدة وحصلت على جوائز.. والسبب الرئيسي الأوحد هي الكم الخرافي من الجنس الذي لعب على وتره الكاتب وجعل الحياة والفكر والشعب والدنيا بأسرها محورا له.. وفوق هذا وذاك يتحدث عن ذلك باعتبارها مذكرات شخصية..
عقد شخصية عميقة ومبالغات خرافية جعلت من قصة، لا ترتقي إلى نصف قوة ومتانة حبكة قصص أخرى مهمشة، حديث الكل ونالت إعجاب الغالبية.. هذا يدل على أننا مجتمع مكبوت حقا!!

حسنا.. يا شباب الكتاب.. ما عليكم سوى ان تحولوا أفلام بورنوغرافية إلى قصص رفيعة المستوى الأدبي وستحصلون على العالمية.. حاولوا فقط!

5 تعليقات

عودة على استحياء..

مرحبا جميعا..
ابتعدت عن الكتابة والتعليق بالمدونة لأطول فترة لحد الآن منذ بدأت التدوين في ديسمبر الماضي..
افتقدتها حقا..
التدوين قهوة تهابها في البداية.. ثم ترتشفها على استحياء.. ثم تصبح عادة.. فتتحول إلى إدمان..
آلمني رأسي حقا في الفترة التي لم أدون بها.. أحسست بنقص نفسي ومعنوي لا بأس بهما.. لذا قررت العودة بسرعة..
أن تكتب شيء رائع.. لكن ان تكتب وأنت تعرف أن هناك من سيقرأ لك فهذا أروع..
لست ممن يدعون انهم يكتبون لأنفسهم.. لا أحد يكتب لنفسه وينشر.. لو كتب لنفسه فقط لأقبر أوراقه في درج مضلم في أحسن الظروف..

رغم ان الوقت لا يسمح.. رغم أنني الآن أكثر انشغالا مما سبق، لكنني بدأت أقتنع أن توفير وقت لشيء أعشقه ليس مستحيلا.. لذا سأحاول أن أكتب موضوعين إلى ثلاثة في الأسبوع مهما كانت الظروف..
أتمنى أن لا يتبخر هذا القرار كما يحدث دوما..

Leave a Comment

لماذا تقل الردود على المدونات العربية مقارنة بالفرنسية؟

أكره العناوين المباشرة حقا.. لكن أغلب النصائح الموجهة للمدونين تتحدث عن عناوين معبرة، وهذا أقنعني بأن أقنع بعناوين جد مباشرة..

وصل أمس عدد زوار المدونة المنفردين إلى 118 زائرا، بعد أن تجاوز منذ بضعة أيام حاجز المائة..
كنت أظن فيما سبق أن سبب قلة الردود هو تلك السلبية التي يعاني منها الجميع، و أنا أولهم، تجاه التفاعل مع المواضيع بالرد..
الكل يحب القراءة وقلة تحب الرد إلا على المواضيع التي استفزتها..
اعرف أن المواضيع الجادة والتي تفتح نقاشات أفلاطونية تكاد تنعدم في مدونتي.. أفهم ذلك تماما، ولا انتظر أن أجد يوما موضوعا لي وقد وصلت فيه الردود إلى 46 و أربعين ردا كما يحدث مثلا هنا في مدونة الأخ العربي..
انا أقنع بذلك.. أقنع بان تكون مدونتي مختلفة عن الآخرين في أنها ليست صحفية بالدرجة الأولى، وليست جادة تماما بالمعنى الصلب المؤثر القوي الذي نجده في مدونات أخرى يظل أصحابها يقرؤون ويتابعون الجديد من الأخبار كي يطوروا المستوى الفكري لمواضيعهم..
أنا للأسف لا أملك الوقت الكافي لذلك.. وكل من مر بتكوين هندسة الاعلاميات يعرف ذلك..
إنها مدونة شخصية.. تعبر عما أحب.. عما أكره.. عن ذكرياتي.. عن شخصيتي و آرائي.. بدون تصنع أو قتال ديماغوجي أحاول اصطناعه بكل ما أملك من قوة.. هي مدونة بسيطة ساخرة في أغلب الأحوال لأنني أعشق هذا الأسلوب، ولأنه نادر على المستوى العربي..
فقط أحاول الابتعاد عن الاسفاف والتسطيح قدر ما أستطيع.. ولكنني متيقن ان لا أحد سيعتبر المدونة على أنها مدونة جادة لأن تفكيرنا وسيكولوجيتنا تمنع علينا أن نعتبر الكتابات الساخرة على أنها كتابات جادة..

يبدو أنني ابتعدت كثيرا عن عنوان الموضوع.. لا بأس..
بغض النظر على ما قلته فوق، وبغض النظر عن أنني لا أهتم لأمر الردود طالما كان هنالك قراء (و أنا بالمناسبة أطالع عدد الزوار يوميا)، فقد أثار بعض الأصدقاء انتباهي إلى سبب وجيه من الأسباب التي تمنعهم من الرد.. والسبب يتلخص في الوصلة التي أعطيتكم مسبقا لمدونة الأخ العربي الفرنسية: العديد من الأصدقاء يقولون بأنهم لا يستطيعون الرد بالعربية، ولا يرغبون بتشويه المدونة بردود بلغة أخرى..

من طالع منكم صفحتي الشخصية : سيكتشف أنني مخلوق :

– يدعم اللغة العربية والفرنسية.. وبشيء من التسامح يمكنه أن يقبل الإنجليزية.

لذا يمكنكم كتابة الرد بأي من اللغات الثلاث، و سأتكفل بتلخيص محتوياته لباقي القراء باللغة العربية..

أعدكم انني قد أطرح مواضيع دسمة مثيرة للنقاش كلما سنحت لي الفرصة، لكنني لن أبحث عنها غصبا.. فقط أتمنى بالمقابل أن لا يوقفكم حاجز اللغة قط عن كتابة رد أردتم قوله..

تحياتي

33 تعليق

ويندوز ( windows ) لن يكف عن تقديم المفاجآت السارة..

الحقيقة أن المدونة تحدث بوتيرة ضعيفة هذه الأيام، وذلك بسبب انشغالي الشنيع بتطبيقاتي وامتحاناتي..
لذا لا أرى مانعا بين الفينة والأخرى من كتابة موضوع بسيط خفيف من وحي اللحظة، كي لا أفقد قرائي 😀

المسألة هذه المرة تتعلق باكتشاف بديع لست أدري إن كان مشهورا، لكنني صادفته مؤخرا فقط..
هل سبق وحاولت أن تفتح مجلدا أو ملفا جديدا تحت اسم “con”..؟
إن لم يسبق لك فعل ذلك فحاول القيام به الآن وسترى النتيجة..
ببساطة: ذلك مستحيل..
قد تحصل، على اختلاف نسخ الويندوز، إما على رسالة خطإ تخبرك بأنه لا يمكن أن تتم هذه التسمية لأن هناك ملفا بهذا الاسم أو أن الاسم غير مقبول، أو يقوم بتجاهلك تماما ويعيد اسم المجلد كما كان..

أخبروني بالله عليكم ما به هذا المسمى ولماذا لا يوافق المواصفات المعروفة للمسميات في ويندوز على الأقل..

أتمنى أن أفهم ماذا يحصل في مستوى مجلد المسميات (catalogue) في هذه الحالة.. وهو مجلد يختلف بالمناسبة عن مايسمى تعبيريا بالمجلدات في ويندنوز.. فهذا المجلد هو الذي يتكفل بربط اسم الملف بموضعه على الذاكرة الثانوية (القرص الصلب)..

على العموم لن أفهم ذلك على الاطلاق على ما يبدو.. فما سمعته هو أن (بيل جيتس) ذات نفسه قد عجز عن تفسير الأمر..

وللويندوزات غرائب!!

19 تعليق

بشرى لعاشقي روايات مصرية للجيب المقيمين خارج مصر

العديد من عشاق روايات مصرية للجيب و إصدارات أخرى يعانون كثيرا للحصول عليها..
وبعضها لا يصل إلى البلدان التي نقيم بها على الإطلاق..
لذا أتت هذه الفكرة لتوفر الأمل لي وللعديد من القراء المولوعين..

الان يمكنك شراء السلاسل الكامله هذه المره من جديد لمن هم خارج مصر
عبر متجر رواق الأدب الإلكتروني..

س& ج:
كيف يتم الشحن ؟
يتم الشحن بواسطه البريد المصري الجوي ..
ما هي أسعار الشحن ؟
في الواقع ان اسعار الشحن متفاوته حيث كلما زاد وزن الطلبيه كلما قل سعر الشحن
مثال ان 1 كيلو جرام يكلف : 40 جنيه مصري …بينما 4 كيلو جرام يكلف 65 جنيه مصري .

هل تتأخر الطرود في الوصوال ؟
لا فغالباً تصل الطرود في حدود 7 – 12 يوم …
هل أسعار الروايات مماثله لمثيبتها في السوق المصريه ام لا ؟
نعم اسعار الروايات المتاحه عبر متجر رواق الادب الإلكتروني مماثله لنظيرتها المتاحه في الأسواق المصريه بدون إي زياده علي الثمن
هل يمكنني شراء السلاسل الكامله ؟
نعم فعبر متجر روايات لاول مره ..جميع أعداد سلاسل روايات مصريه للجيب متاحه للبيع
كيف يمكنني الدفع ؟
حاليا يمكن الدفع عبر الحوالات البريديه ، التحويل البنكي
قريباً جدا عبر الــWESTER UNION
أيضا بطاقات الكاشيو.
هل يمكنني متابعه الطلبيه ؟
نعم الأن يمكنك متابعه الطلبيه عبر رقم بطاقه خاص سوف يعطي لك عندما يتم الشراء ..يتيح لك حساب خاص فيه حاله الطلبيه وهل تم شحنها ام لا..ويمكنك عبر أرسال صوره للحواله البريديه او التحويل البنكي لكي يتم الشحن الطلبيه فوراً دون انتظار وصول أشعار لنا من البنك بوصول مبلغ مالي
جميل …ما هي السلاسل المتوافره الان ؟
السلاسل المتوافره الان هي :
سلسله ما رواء الطبيعه
سلسلة سفاري
سلسله فانتزيا
سلسله المكتب 17
+
أصدارات دار ليلي المتنوعه
سلسلة هاري بوتر باللغه العربي
قريباً
سلسلة رجل المستحيل
سلسلة ملف المستقبل
..والمزيد
جميل جداً ..كيف يمكنني ان أذهب للمتجر
فقط ..اضغط هنا
>>>>متجر رواق الأدب
—–

إضافة للقراء المغاربة..
سأقوم عما قريب بالاستقصاء عن شروط تحويل الأموال بالمغرب عبر ويسترن يونيون وذلك لتعم الفائدة..

تحياتي

24 تعليق

شاكال–زيارة –هدية– أحمد عبد الله.. غلاسة من أرض الكنافة..

للمزيد من التفاصيل عن ما ينشر بهذا القسم، المرجو قراءة هذه المقدمة

هذه آخر الهلاوس التي انتجتها القريحة المتعفنة خاصتي.. وهي بمناسبة عيد ميلاد كل من أحمد عبد الله و شاكال.. وهما عضوان بالمنتدى لدي معهما قصص طويلة..

الفصل الأول:

هذا الموضوع عبارة عن شامبو ثلاثة في واحد:
– بمناسبة ذهاب شكشوك إلى أرض البصارة/الكناسة/الكنافة/الخس البلدي..
-اعتذار عن تأخري في الرد وتهنئة شكشوك و أحمد عبد الله بعيد زلطهما..
– نوع من الاحساس بالحاجة إلى العودة إلى روقان زمان..

تهاااااااانف!!!

****************

– ” تبا لقد تأخرت الطائرتان! ”
قالها (ملف المستقبل) وهو يسير ويجيء بتوتر في قاعة الانتظار بمطار القاهرة الدولي، في حين كان (أحمد عبد الله) جالسا يرمق الأرضية تحت قدمي (ملف المستقبل) والتي صارت لامعة مصقولة وبدأ الدخان يتصاعد منها، قبل أن يقول:
– “لو استمريت بالمشي على هذا المنوال فستصل إلى مركز الأرض خلال بضع ساعات..”
ثم سمعا صوتا أنثويا عبر مكبرات الصوت يقول:
– “تبا!! إحم.. أقصد سيداتي سادتي.. ستتأخر كلتا الطائرتان القادمتان من غزة و من الرباط لربع ساعة أخرى.. شكرا لتفهمكم..”
انهار (ملف المستقبل) في مكانه، وجلس القرفصاء وهو يصرخ:
– “مللت الانتظار! ماذا يحدث بحق السماء.. ثلاثة ساعات تأخير ولكلا الطائرتين!!”
وفجأة طارت نحوه قطعة نقدية من فئة 100 قرش وخمس سردينات لتستقر في حجره، ورمق بدهشة تلك العجوز الأجنبية التي تتطلع له بعطف قبل أن تبتعد وسط محاولات (أحمد عبد الله) لكتم ضحكاته..
نهض (ملف المستقبل) ليواصل الذهاب والإياب في مساره الأزلي في حين تشاغل (أحمد عبد الله) بالتلاعب بأصابعه..
مضت الربع ساعة، وتلتها ربع ساعة أخرى كان (ملف المستقبل) وصل إلى عمق ثلاثة أمتار من سطح الأرضية.. ثم أطلت قدمه فجأة من الحفرة وهو يقول:
-” أرأيت؟ أخبرتك أن هذه الأحذية الرياضية من النوع الممتاز.. لم تخدش قط”
تطلع (أحمد عبد الله) إلى باطن قدم (ملف المستقبل) التي بدت محمرة بعد أن اختفى قعر الحذاء الرياضي.. ابتسم ساخرا وغمغم:
– “بل هي قدمك التي من النوع الممتاز..”
-” سيداتي سادتي.. الطائرتان القادمتان من غزة والرباط على التوالي تستعدان للهبوط.. شكرا..”
– ” أخيرااااان!!!”
اتجه الاثنان إلى النافذة ليلقيا نظرة.. بدت كلتا الطائرتين غير مستقرتين والطياران يعانيان أشد المعاناة للهبوط بسلام..
وهبطت طائرة غزة بصعوبة أولا، فانفتحت البوابة وخرج منها منطاد الإنقاذ منتفخا نحو الأسفل.. وقفز بعض مسافرين منزلقين فوقه وكأنهم يفرون من الجحيم، في حين لم ينتظر البعض الآخر دوره، و إنما كسروا النوافذ المستديرة وقفزوا منها نحو الأرض.. ثم التقطوا سيقانهم المكسورة، ولملم بعضهم بعض الأصابع المبتورة، ثم فروا بجلودهم كأنهم يهربون من الجحيم ذاته.. أما أعظمهم بلاءا فكان ذلك الذي توفي بعد السقطة مباشرة، فخرج شبحه فارا بجلده، ثم ما لبث أن تذكر الجثة فعاد ليحملها على ظهره ويفر..
هدأ الوضع، وبدت ساحة الهبوط كصحراء (كالاهاري).. ثم ظهر ذلك التمساح من بوابة الطائرة.. وحينما نقوم بـ (زووم) على الصورة سنكتشف بأنه ليس تمساحا، و إنما سحلية ضخمة.. ولو زدنا معيار التكبير والوضوح سنكتشف أنه ليس سحلية، و إنما (شاكال) وهو في حالة تسوحله الكبرى..
– “تبا لكم أيها البعارين.. لماذا تفرون هكذا.. لم أقرأ لكم بعد قصيدة (رومانسية جعران) بعد:
خنفساي..
خنفساي ما أبدع قرون استشعارك..
حينما تستحيي من حركاتي قرنيٌ..
خنفساي ما أحلى رائحة عطرك..
حينما تخرجين من مرحاض عشقي..
خنفساي… ”

في هذه اللحظة كانت طائرة (الرباط قد ارتطمت بالأرض، وبدأت تنزلق بعنف على الأرضية والشرارات تنبعث من بطنها إلى أن استقرت بجانب طائرة غزة..
وحينما انفتحت البوابة اندفعت شلالات من سائل أصفر مقزز الرائحة حاملة مها المئات من المسافرين والقبطان وطاقم الطائرة ككل.. ولم يكد هؤلاء يجدون أنفسهم أرضا حتى قفزوا راكضين فارين بجلودهم..
وحينما تحول المكان إلى الصحراء الليبية الكبرى، ظهر (كودو) على البوابة مصفر الوجه مخضره، وقال بإنهاك:
-” تبا لكم! لقد نبهتكم إلى إحضار كمية كافية من الأكياس البلاستيكية لأنني أصاب بدوار البحر..”
تطلع إليه (شاكال) بسخرية وهو يقول:
-“عن أي دوار بحر تتحدث؟ أنت في طائرة!”
رمقه (كودو) شذرا وهو يجيب:
– “ألا يسمونها الملاحة الجوية؟ تباك من معدوم الثقافة..”
ومن بعيد بدا كل من (ملف المستقبل) و (أحمد بعد الله) يصارعان أمواج القيء، ويجاهدان للوصول إلى الطائرتين.. فتساءل (شاكال):
– ” من هؤلاء؟ قنافذ البحر؟”
– ” الأول روبنسون كروزو العصر الجديد، والآخر كوستو بعث من جديد”
كان (ملف المستقبل) يظهر ويختفي وهو يصرخ:
-“النجدة أيها الوغدان.. أنا (ملف المستقبل)”
مد له شاكال يده فتعلق بها هذا الأخير بصعوبة وهو يقول:
– “ملف المستقبل؟! سبحان الله.. لا تبدو لي ككتيب..”
ثم تطلع إلى (تي سكرت) الأرجنتين الذي يرتديه الفتى حيث كتب الرقم عشرة، فأفلت يده كي يخرج كتاب إصدارات المؤسسة العربية الحديثة، ويقول وسط صرخات الاستغاثة:
-” تبا.. العدد رقم عشرة.. ماذا كان عنوانه؟”
في هذه اللحظة كان (كودو) قد أخرج (أحمد عبد الله) من البحر، ويتطلع إلى حالة الإنهاك التي يعاني منها قبل أن يقول:
– “أنظر إلى حالتك.. لا تستطيع حتى السباحة.. وكنت تسمى نفسك فارس القلم..”
استنشق (أحمد عبد الله) الهواء بصعوبة وهو يقول بإعياء:
– ” وما العلاقة بين هذا وذاك؟”
حك (كودو) رأسه للحظات قبل أن يجيب:
– ” هذا ضمير يستعمل للإشارة للقريب.. أما ذاك فهو ضمير يستعمل للإشارة للبعيد..”
تطلع إليه (أحمد) باستنكار ثم قفز إلى البحر مجددا.. فهتف (كودو):
-“هييييه!! ماذا تفعل؟”
– ” هنا أرحم من الوقوف معك بالتأكيد..”
– “عد إلى هنا.. أنا أمزح فقط..”
– ” لا أحد يضمن ذلك.. إن تواجدك المستمر على بعد مائة كيلومتر من (نوفل) لهو شيء غير مريح.. كمن يقطن بجوار مفاعل نووي يعاني تسربا بالضبط”..

***

سيارة تاكسي تهتز وسائقها يجاهد ليحافظ على التوازن، وبالداخل كان الشباب الأربعة متزاحمين يمارسون رياضتهم المفضلة: السماجة..
شاكال: كودو.. أبعد عظمة فخضك فهي تكاد تخترق لحمي..
أحمد: كودو.. هل هذه كتف أم خنجر؟ لو تحركت ستنحرني..
ملف: ههههههه.. أرأيتم؟ لقد أجبرتموني على الجلوس بالأمام.. اشربوا إذن..
كودو: ابسطوا.. فقد ازددت بدانة..
أحمد: هذا يعني أنك كنت قبل هذا تمر من تحت عقب الباب دون مشاكل تذكر..
ملف: أو تنظر من ثقب الإبرة بكلتا عينيك..
شاكال: نصحته مرارا أن يشارك في الحروب الأرضية.. جسده يمكنه من إطلاق الرصاص ثم الاختباء وراء البندقية بدون مشاكل..
كودو: شاكل.. تبدو لي مختلفا عن الصورة..
شاكال: صحيح؟ كيف؟
كودو: في الصورة كان لديك عينان بينهما أنف تحته فم واحد..
شاكال: سبحان الله..
أحمد: شوف إزاي!!
كودو: من أين أتيت إذن بمجمع الألسنة الطويلة هذا؟

ومن بعيد.. بدت السيارة تهتز وتقفز بشكل مبهج..

* * *

تابع >>>


ثم أتى رد من شاكال بالفصل التالي:

فيما بعد نزل (شاكال) من السيارة ..
أنتم تعرفون أنه لم يركب سيارة قط، وكانت رحلة الطائرة كابوس حقيقي، لم تمر شرنقته بالدورة المعتادة : الحنتور، الدراجة ، السيارة، القطار، الطائرة .. لكنه قفز من الحنتور إلى الطائرة مباشرةً، فلا تتوقعوا أن يكون بمزاج رائق كي يرد على (كودو) بأدب جم ..

أين توقف (شاكال) لا يعرف، فقط (أحمد عبد الله) يعرف .. سأله (شاكال) عن المكان :
– أنت تقف الان على الأسفلت ..
– حقاً ؟ يبدو أسفلتكم مختلف عن أسفلتنا ..
– إنتَ لسه شفت حاجة ..؟

مشى الركب بضع خطوات، فهتف (كودو) :
– إنها حديقة حيوانات ؟

لم يكن (شاكال) رائق المزاج خاصة بعد أن انثنى حاجبه الحاجز بسبب كوع (كودو) الشبيه بالرمح، لهذا قال ما انتظره منذ ساعات :
– هنا تجد أصدقائك ..

الحقيقة أن (كودو) تغيرت ملامحه بسبب هذه الإهانة الواضحة، فصار لونه برتقالياً على بيج، وكور عيدان الكبريت – أصابعه – مستعداً للكم (شاكال) في ركبته، وأردف :
– طرنققق … بل هنا تجد أحبابك من السحالي أيها الوغد .. يسرني أن أرى معالم وجهك حين تراها .. لابد أن روميو لن يظهر العشق على وجهه حين يرى جولييت مثلما ستفعل أنت حين ترى سحاليك ..

شعر (أحمد عبد الله) أن التاريخ سيسجل حرباً جديدة من نوع فريد : تحالف الحيوانات بقيادة المظفر (كودو) ضد تحالف الزواحف بقيادة الرائع دوماً (شاكال)، لهذا أوقف هذه المعمعة بكل إمكانياته العبقرية :
– هشششششش

وعلى الفور عم الصمت المكان، إلا من بقايا ألعاب نارية تخرج من عيني (كودو) وألعاب سحلوائية تخرج من عيني (شاكال) .. كان هذا ممتعاً حقاً، وقد شعر (ملف المستقبل) أن المستقبل ينتظر أبطالاً جدد سيخلدهم التاريخ للأبد ..

داخل الحديقة، كان هناك الكثير من المرح حقاً، وقد كان (كودو) بطل الموسم في الصراخ حين رأى (الأسد) .. وقال قولته الشهيرة التي خلدها الإعلام، وسيخلدها التاريخ :
– يا ماما .. دأنا بخاف من الكلب .. يطلعلي أسد .؟

هنا مال (أحمد عبد الله) على أذن (كودو) وقال برقة مصطنعة :
– عزيزي .. هذه زرافة ..؟
– لقد كنت أتساءل – إذن – عن سبب طول ذيلها ..!

فيما كتم (شاكال) ضحكة ساحقة لم يستطع التحمل حتى أطلقها .. وهنا كانت المفاجأة .. لقد جاوبه صوت مماثل .. صوت يشبه ضحكته بالضبط .. آت من هناك .. من (بيت الزواحف ) ..

هرع (شاكال) على (الفور) .. ربما نسى اسمه وعنوانه، ربما لم ينتبه إلى محفظته التي اختلسها قرد مسخوط، ربما لم ينتبه إلى الفتاة التي ولولت لأنه داس على اصبع قدمها الصغير، كان يهمه أن يلبي النداء .. نداء الأدغــ.. .. نداء السحالي ..

وقف أمام الشباك الزجاجي يرمق (السحالي) بأنواعها .. وفي عينيه حزن غائر وهم عميق، ها هم أحبابه يرقدون بقربه، فقط يفصله الزجاج اللعين عن حضنه، فكر في الأمر .. ماذا لو هشم الزجاج ؟ لكن صياح (كودو) و(ملف) و(أحمد) مع صوت لهاثهما أوقفاه عن ذلك .. فكر في أن يفجر رأسيهما بواسطة سلحفاة، لكن الفرصة كانت قد ذهبت منه لأنهما اقتربا جداً ..

قال (أحمد عبد الله) وهو يمسك قلبه من التعب :
– شاكال يا عزيزي .. سوف أحضر لك عشرون سحلية لكن رجاءً لا تهشم الزجاج وتضطرنا لدفع غرامة لن يكفي راتب أهلي على سداده لمدة عشرون عاماً ..
– تؤ .. سوف أهشمها .. إنه الشوق يا عزيزي .. ولن أستطيع الانتظار ، هذا لقاء (قيس) و(ليلي) ..(عبلة) و(عنترة) .. هذا لقاء العاشقين الذي لا قواعد له ولا تسويف ..!

كاد (كودو) يبكي لوعة من التأثر، بينما عكف (أحمد عبد الله) في عد أصابعه للمبلغ الذي سوف يدفعه مضروباً في مائة ألف، إنه مسئول عنه .. وقد فكر في أن قتل (شاكال) أهون ألف مرة من تهشيم لوح الزجاج .. قال (كودو) :
– شاكال .. هف .. هئ .. هؤ .. هناك (ورل) في الجوار، وبالمناسبة .. هناك فتحة في الزجاج، لذا يمكنك ري ظمأ أشواقك مقدماً ريثما نجد طريقة للم شملك ..

وقد كان، ها هي تقترب بأنفاسها العطرية من صدر شاكال، تنخز مخالبها في صدره، تعلمون مقدار الشوق، تسيل دماء وجهه، يا لشوق الحبيب، يختلط لعاب لسانها بدماءه ، يا للروعة ..

– انتبه يا (شاكال) .. أنت تحضن (إيغوانا) ..
– لا يهم ..
– لكنها مفترسة ..
– لا يهم ..
– إنها ليست من فصيلة السحالي ..
– يا للهول ..

وهنا انقض (شاكال) على (كودو) وبشق الأنفس استطاع (أحمد) و(ملف) أن يخلصوه منه ..
– كنت أنقذك أيها الوغد، إنها تأكلك حياً ..
– أنت لا تفهم تضحيات الأحبة، لقد خدعتني .. اتركاني ..

أما بحيرة البجع يجلس الجميع ، دماء (شاكال) تختلط بدموع الفراق، بينما (أحمد عبد الله) عاكف على تضميد جروح (كودو) وكسوره، فيما (ملف) يرثي حظ الكون في هذه التحف البشرية ..

كان هناك جولة أخرى مع (الدب الأسود) المريع، فيما كان (شاكال) يخطط شيئاً ما انتقاماً لسحاليه الرائعة .. لكن هذه قصة أخرى ..

شاكال

فكان فصلي الثاني:

كان (كودو) قد تحول إلى أجزاء مفككة بعد هجوم (شاكال) الدموي العنيف عليه، وكان (ملف المستقبل) يحاول جاهدا أن يلم شتاته ويركب كل جزء في مكانه مستخدما كتابا وجده في جيب سترة (كودو) بعنوان: “دليل تركيب كودو دون ميكانيك أو سحر الفودو”..
وبعد أن تم العمل قفز هذا الأخير على قدميه في نشاط، وابتسم سمجا، ثم قال:
-“كل هذا من أجل تعليق بسيط؟ يالك من دموي!”
اتجه (ملف المستقبل) نحو (أحمد عبد الله)، وتنحنح حرجا وهو يتطلع إلى عظمة بيده قائلا:
-“لقد تبقت هذه القطعة بعد أن انتهيت من تركيب (كودو).. لم أجد لها مكانا صراحة!”
عقد (أحمد عبد الله) حاجبيه، و أمسك العظمة بين يديه وهو يقول:
-“ما دامت موجودة، فإن لها فائدة ما حتما!”
رفع (ملف المستقبل) حاجبيهمبهورا وهو يردف:
-“يااااه!! معك حق! و أنا الذي كنت سأرمي بها في القمامة!”
تطلع إليه (أحمد) للحظة بتفكر، ثم رمق بنظرة خبيثة (كودو) الذي كان متشاغلا بالحديث مع (شاكال)، قبل أن يستطرد:
– “الحقيقة أن هذا يبدو لي الحل المناسب بالفعل.. إن الفتى يبدو بصحة جيدة، ولا داعي لإثارة قلقه بتفاصيل جانبية ليس لها أي قدر من الأهمية..”
ثم رمى بالعظمة وراء ظهره لتتجاوز حاجز قضبان وتستقر داخل قفص حديدي ضخم..
ثم …
“تعالي لي يا بطة!! و أنا مالي هيه؟… وشيلي لي الشنطة.. و أنا مالي هيه….”
التفت الجميع إلى مصدر الصوت ليكتشفوا أنه ينبع من (أحمد عبد الله).. فهتف (شاكال):
-” أحمد.. ما بال صوتك (مسرسع) بهذا الشكل؟ ثم إن الوقت لا يبدو مناسبا للغناء..”
تنحنح (أحمد عبد الله) بحرج وهو يجيب:
-“لم أكن أغني.. كانت هذه رنة على مبايلي فقط..”
اندفع نحوه (ملف المستقبل) فرحا وهتف:
-“صحيح! رنة رائعة.. هل يمكنك أن ترسلها لي إلى محمولي؟”
تنحنح (أحمد عبد الله) بمزيد من الحرج وهو يقول:
-“لاحقا!! لاحقا!!”
ابتسم (كودو) ساخرا وهو يقول:
-“كل هذه رنة فقط! كيف سيكون الحال لو كانت مكالمة؟ هل سيرن لساعة؟ في المغرب هناك محترفوا رن.. هم لن سيمحوا لك قط بإمساكهم.. فتجد رنة تستغرق نصف ثانية.. وتجد أخرى تستغرق ربع ثانة، وهناك محترفون يستطيعون أن يجعلوا الضوء يشتعل في موبايلك دون أن يرن هذا الأخير (*).. عما قريب سيبدؤون باستعمال أسلوب إنما الأفعال بالنيات: ينوي أحدهم أن يعطيك رنة فتحس بذلك..و بعد ذلك…”

تشاغل الثلاثة الآخرون بمراقبة الحيوانات هروبا من الخطبة العصماء التي انطلق فيها (كودو)، ولكنه صمت فجأة وقد تعلق بصره بشيء ما.. فهتف فيهم:
-“انظروا إلى ذلك الأسد الذي يتسلى بلعق قطعة عظمية!!”
– شاكال: وماذا في ذلك؟ ألم تر أسدا في حياتك؟ (بسخرية)..
– ملف المستقبل: وهل ترى الأسود يوميا يا (شاكال)؟
– شاكال: بل أربيهم في البيت أيضا.. (بأوداج منتفخة)..
ولما رأي الدهشة المستنكرة في عيني (ملف المستقبل) استطرد:
-“أجل.. أجل! أنا أمضي معهم ساعات يوميا، وأطعمهم الجزر بيدي هاتين اللتان سيأكلهما الدود!”
رمقه (أحمد عبد الله) بغل وهو يقول:
-“نقول العينان اللذان سيأكلهما الدود يا بني!”
أردف شاكال:
-“إذن فلتكن اليدان اللتان ستأكلهما الصراصير..”
كظم (ملف المستقبل غيظه وهو يقول:
-” أنت تؤكل الأسود جزرا! أراهن أن هذه الأسود تملك آذانا طويلة وسنين أماميين بارزين”
رمقه (شاكال) داهشا وتساءل:
-“كيف عرفت؟”
أضاف (أحمد عبد الله):
-“وأراهن أن لديهم أقداما طويلة أيضا، وزغبا حريريا، و اسمهم أرانب..”
كاد يغمى على (شاكال) من فرط المفاجأة وهو يصرخ:
-” يا ألطاف الله! كيف عرفت انت أيضا؟”
ثم التفت إلى (كودو) قائلا:
-“يبدو أن الشعب المصري كله مبروك يا كوكو..”
أفاق (كودو) من الحالة الذهولية التي غلفته وبصره لايزال معلقا بالعظمة إياها.. نفض رأسه وهو يقول بخفوت:
-“شباب.. هناك إحساس غريب يغلفني.. أحس أن ذلك الأسد يلعقني..!”
قفز (أحمد عبد الله) صارخا:
-“إحم.. هاااااااا… نعم.. ماذا كنا نقول؟ آه.. ألن نذهب من هنا؟ لست أفهم إصرار (شاكال) الخرافي على التوقف هنا دون حتى أن يرتاح من عناء السفر.. ثم إن (أحمد عبد المولى) و(بريان) ينتظران..”
لم يكد ينهي العبرة حتى:
-“تعالي لي يابطة.. وأنا مالي هي.. وشيلي لي الشنطة.. وأنا مالي هيه!! ونروح على طنطة.. وأنا مالي هيه!!”
ملف المستقبل: ماذا تنتظر للرد على المكالمة؟
أحمد: أفضل أن لا أفعل حاليا..
ملف المستقبل: لماذا؟
أحم: لست بمزاج رائق..
شاكال:قد يكون هذا (بريان) أو (أحمد عبد المولى).. أسرع بالرد..
“إدلع يا رشيدي.. على وش المية.. هات إيدك وخذ إيدي.. على وش المية!!”
ملف المستقبل: تغيرت الأغنية لوحدها..!! أي نوع من الموبايلات هذا؟”
كودو: ثم ما سر هذا الغرام الغريب بالأغاني الشعبية الأثرية هذه؟ أراهن أن الأغغنية القادمة ستكون:” إيه الأستك دا؟ إيه لي ماشي يعجز دا؟””
لم يكد يتم العبارة حتى…:” إيه يا راجل إنت دا؟ إيه لي انت عامله دا؟ مش عيب عليك في السن دا؟ يطلع منك كل ذا؟”
كودو: مللت كوني محقا دوما..
شاكال: أحمد.. رد على الهاتف قبل أن أغتالك!
مط (أحمد عبد الله) شفتيه في و أطلق زفرة حانقة.. ثم مد يده إلى جيبه وهو يقول:
-“لازم تقرفونا في عيشتنا؟”
بدأ الشد بقوة.. في البداية أطل هوائي ذو خمس سنتيمترات طول وسنتيمترين قطر.. ثم واصل أحمد الشد بكل ما أوتي من قوة حتى برز ثلث الموبايل.. وكان هذا كافيا ليصل طوله إلى نصف متر.. هنا فقط برز زر التقاط الاتصال.. فضغطه مع اختيار خيار (الفري هاند) كي لا يضطر ليخرج ما تبقى.. فأتى صوت (أحمد عبد المولى):
-“تبا لك يا احمد! ساعة كي تأخذ الاتصال؟”
زفر أحمد حانقا ثم قال:
-” كنت أفضل أن لا آخذه على الاطلاق تفاديا للفضيحة.. لكنك كنت مصرا كخرتيت!”
-“لماذا تأخرتم؟ نحن بالانتظار..”
-“نحن قادمون حالا”..

أغلق الخط وجاهد لربع يوم كي يعيد الجهاز إلى مكانه.. والتفت إلى الباقين ليجدهما متجمدين ينظرون إليه بعته ذهولي.. فتنحنح قائلا:
-“ما الأمر؟”
كودو: سؤال وجيه: ما ذلك الشيء الذي أخرجته من جيبك؟
شاكال: إنها ثلاثجة متنقلة على ما يبدو..
ملف المستقبل: كلا.. ألم تسمعوا صوت الغنية؟ هذا جهاز راديو كاسيت ستيريو من النوع الضخم..
كودو: عندنا يسمون هذا النوع من الهواتف المحمولة “إبراهيم يرفع أصبعه”.. والأصبع هنا هو الهوائي طبعا..
أحمد: لا داعي للسخرية.. إن هذا الهاتف أثير لدي..
شاكال:طبعا طبعا.. نحن نفهم.. أنت تستعمله كهاتف محمول، وكسلاح أيبض عند الضرورة.. هكذا لا تحمل عصا أو سكين قرن غزال على الاطلاق..
ملف المستقبل: طبعا.. يكفيه الهاتف قرن الديناصور هذا..
كودو: نصيحة أخوية صادقة.. كي لا تتعب نفسك بإخراجه دوما حاول ان تعلقه وراء ظهرك كما يفعل الساموراي القدامى..

قدحت عينا (احمد بعد الله) شررا، و أخرج هاتفه وهو يطارد الجميع محاولا شج رأس أحدهم..
إن لقاء الأصدقاء حميمي بالفعل..

*****************

(*) حقيقة واقعية.. كان هذا يحدث لي حينما كنت أملك نوكيا 3310..

يتبع>>>>>

لم تنته القصة بعد طبعا..
لكنني لم أنهها هناك أيضا..

الوصلة الأصلية

6 تعليقات

مقدمة لقسم: هلاوس.. ضحك.. خيال

الحقيقة أن أسعد أيامي على النت قاطبة هي التي أمضيتها في عصر منتدى شبكة روايات التفاعلية أيام مجده.. حين كانت عصبة ذهبية من الأعضاء الذين خلقوا مجتمعا حقيقيا خياليا في آن واحد..
هناك ضحكنا.. هناك تسامرنا.. هناك تناقشنا..
صداقات لم أكن أتخيلها..
أصدقاء من لبنان.. من مصر.. من فلسطين.. من سوريا.. من ليبيا.. واللائحة طويلة..
وفي سبيل تخليد ذكرياتي الخاصة هناك.. أقدم لكم هنا باقة من الأعمال التي 犀利士
لن يجرؤ أحد على أن يسميها كذلك..
ليست بأعمال أدبية.. لا تضبطها أية قواعد..
هي فقط أعمال رسمت البسمة على شفاهنا، وجعلتنا ننقلب على ظهورنا ضحكا في الكثير من الأحيان.. هي أعمال تخلد تاريخ صداقات.. ومناوشات..
وحروب الكلمة الساخرة بين أصدقاء لدودين..
لن تكون فقط أعمالا لي لأننا في الغالب نشترك في صياغة العديد منها..
أرجو أن تتمتعوا بها كما فعلت.. فالسخرية هنالك شديدة.. أكثر من اللزوم صراحة.. 😀

Leave a Comment