تجاوز المحتوى

الوسم: تخاريف حرة

فن تضييع الوقت

يا الله كم نحن محترفون في تضييع الوقت. أنا أعترف أنني خبير عالمي في هذا المجال. هذه التدونية مثلا مناسبة فذة لتضييع بعض الوقت هروبا من ضغط امتحان الغد الذي لم أنته بعد من المراجعة له، لكنني وجدت الوقت الكافي لآتي إلى مركز الحاسوب، وأتصفح مدونة سردالالتي لم أزرها منذ فترة، وأقرأ بها جديد المواضيع، محاولا إقناع نفسي أن لا ضرر من ذلك إذ أنني أفعل شيئا مفيدا.

في الكتاب الشهير إدارة الأولويات لستيفن كوفي نجد حديثا عن أربعة نطاقات للمهام التي علينا تنفيذها: العاجل والهام، غير العاجل والعام، غير الهام والعاجل، وغير العاجل غير الهام..
كتشفت مؤخرا أنني ألعب بكفاءة في نطاقين من أسوإ النطاقات الممكنة: الهام والعاجل، وغير العاجل غير الهام. بمعني أصح، أنا مدمن طوارئ ومدمن ممارسة فن تضييع الوقت فيما لا يفيد. وبالتأكيد مادمت هكذا فلن أكف عن الصراخ بأن لا وقت هنالك.

لم أضف جديدا في الفترة السابقة للمدونة بسبب دخولي في دوامة الامتحانات، لكنني لو كنت قد استثمرت وقت المجال الرابع (غير العاجل غير الهام) في المجال الصحي الثاني (العام غير العاجل) لما وقعت في مأزق الطوارئ الذي يرمي في النطاق الأول.

سأنهي الكتاب لاحقا حتما، وحينها سأقدم ملخصا عمليا في سلسلة مقالات لأفيد وأستفيد، علي وإياكم نفر من حاجز السلبية الخانق الذي يعاني منه الغالبية العظمى.

10 تعليقات

بدون عنوان

قبل قليل كنت قد حذفت التدوينتين الأخيرة وكلي خزي وأسف.. وذلك لسببن اثنين:

– عوامل شخصية لست في حل من ذكرها..
– معلومات مغلوطة على ما يبدو حصلت عليها من احد طلبة المعهد..

جالسا في غرفتي أفكر، اتصل بي احجيوج والزبد يقطر من شدقيه..
الحقيقة انني كنت قبل ذلك مباشرة ممزقا بين البقاء في الغرفة والعودة لإعادة الموضوعين..

الأمر ليس خوفا كما يمكنك متذاكين منكم أن يستنبطوا، بل هو يتعلق بالدرجة الأولى بالأسباب الشخصية التي قلت انني لن أذكرها..

على العموم لم يكن ضميري ليرتاح، لولا انني عدت الآن لاعادة الموضوعين..

وإيكم وصلة ثورة احجيوج بدوره على الأحداث: http://mshjiouij.blogspot.com/

10 تعليقات

احجيوج في (((إعسار))) فكري..

م.س.احجيوج يسقط اخيرا.. (أين وجه الكول ذي النظارات؟)..

محمد العزيز يعاني من مشكلة غريبة بعض الشيء، اعترف بذلك، مفادها ما يلي:

طلب مساعدة!
مرحبًا.. ثمة مشكلة في الموقع لا أدري سببها. منذ أيام وأنا لا أستطيع الوصول إلى الموقع عبر المتصفح، وإن كنت أستطيع الوصول إلى بعض صفحاته بواسطة خدمات البروكسي. لكنها خدمات مؤقتة لا تفي تماما بالغرض في نسختها المجانية.

حاولت بشكل الطرق: تغيير السيرفر، حذف الموقع وبنائه من جديد، إعادة تثبيت المدونة، تثبيت نظام التشغيل في جهازي، الاتصال من أجهزة أخرى. ودائمًا بلا فائدة. لا أستطيع تصفح الموقع، رغم أن بعض الأصدقاء في المغرب قالوا أنهم يتصفحون الموقع بشكل سليم. لكن الغريب أنني جربت الأمر على أكثر من جهاز مختلف ومع ذلك نفس المشكلة. دومًا تظهر لي رسالة الخطأ 400. ولا أدري ما سببها

ولأنني لا أستطيع تصفح المدونة فمن الطبيعي أنني لا أستطيع تحديثها. وهذه الصفحة أضفتها بشكل مباشر من لوحة التحكم التابعة للسيرفر، ولا أدري كيف ستظهر.

أرجو منكم المساعدة في حل هذه المشكلة. لا أعرف سببها ولا ما تعني رسالة الخطا تلك. لو أن أحدكم سبق له المرور بهذه المشكلة أرجوه مراسلتي على بريدي بأي اقتراحات للحل لو هنالك.

بريدي:mshjiouij@yahoo.fr

حسنا.. هل من أحد أصحاب الحلال الذين وقع معهم مشكل مشابه كي ينقذ احجيوج من الصمت الفكري الإجباري..

Leave a Comment

كي تعرفوني أكثر!

لي مدة لم أضع شيئا كوميديا بالمدونة.. وهذا يشير إلى أنني بدأت أتجه نحو سوداوية احجيوج التي طالما تهربت منها..
لكن لا بأس! وجدت بالأمس في جهازي حوارا من أيام العز والروقان بلا حدود..
الحوار كان في إطار برنامج التوأم بقناة RNN بمنتدى شبكة روايات التفاعلية..
فكرة البرنامج متميزة، تعتمد على إرسال نفس الأسئلة إلى شخصين يريان أن بإمكانهما أن يكونا توأمين فكريا..

ستلاحظون أن نوع الأسئلة خرج عن هذا النطاق واتجه إلى سياق يضفي نكهة كوميدية بديعة للبرنامج، خصوصا وان المقدمين كانا مجنونين.. في البداية كان حسام رمضان، ثم تلاه بسووووووم.. وكل من كان عضوا بالمنتدى يعرف ميولهما المجنونة..

لكن الشرط الوحيد للنجاح الكوميدي كان أن يكون الضيوف مجانين..
وقد كنت أحد أعتى المجانين كما ستكتشفون بأنفسكم..
ولا يخفى على ذكائكم انني المدعو (كودو)..

بسم الله الرحمن الرحيم

الإصدار الثاني من برنامج الـ RNN التوأم

من جديد وبعد انقطاع الصديق العزيز حسام رمضان ، أقوم حضرتي بتقديم البرنامج بدلاً منه وإعداد الأسئلة بدلاً منه وفتح المواضيع بدلاً منه والاستظراف بدلاً منه وكل شئ كان يفعله أفعله أنا الآن بدلاً منه ..
أحب في البداية أن أنوه بالمعلومات التي كان الصديق العزيز حسام يصدّع رؤوسنا بها قبل الأسئلة :
– هذا البرنامج كوميدي بالأساس فلا تبخل بجزء ولو بسيط من روح الدعابة التي تتمتع بها
– فور أنتهائك من إجابة هذا النموذج أرسله لي على الفور في صفحة منسق الكلمات ( وورد )
– لاحظ أنني لو أحسست أنكما _ أنت وتوأمك يعني _ قد أجبتما هذا النموذج معا في نفس التوقيت على طريقة الحل الجماعي ، فسأضطر آسفا للتدخل بالتعديل في أجوبة كليكما .. وعلى الباغي تدور الدوائر

المجموعة الأولى ( أسئلة تقليدية جداً .. لهواة الرتابة ):

1- هل أنت كبير بما يكفي ؟.. إذن ما هو رقم بطاقة سيادتك ؟!..

كودو: لا أظن ذلك.. و إلا لما كنت هنا أجيب على أسئلتك السخيفة هذه..
فلنتفق أولا على معنى كبير هذه.. كبير بما يكفي لماذا؟ كبير بحيث لا أستطيع ولوج خرم الإبرة مثلا؟ أم كبير لدرجة أن أنظر في فتحة الباب بعيني الاثنتين في آن واحد.. و لا تقل لي ان هناك حجما في السوق اكبر من هذا..
رقم البطاقة: F 9 9 # # #
لكنها سرقت.. و يقولون و الله أعلم أن واحد- بسم الله الرحمان الرحيم – يجول حاملا إياها عبر الكواكب..

2- ما أنواع المأكولات المفضلة إليك سواء كانت طبيخاً ما أو فاكهة ما أو مخلل ما ؟..

كودو: كنت أتمنى أن أقول : وجبة الزبدة المشوية.. أو عصير قصب الملح.. أو أي شيء مبهج آخر.. إلا أن الأمانة العلمية تحتم علي أن أخبرك أنني أتبع نظام حمية مكثفة لتخفيف وزني من 50 كيلو إلى 80 كيلو .. لا يوجد خطأ مطبعي هاهنا.. هذا حلمي منذ الصغر و يبدو انني لن أحققه البتة..
هممم.. بعيدا عن المهاترات لا يمكنني حقيقة أن أخبرك بأكلتي المفضلة لأنك ستحتاج إلى معجم المحيط (الهندي أو الهادي.. كما تحب) كي تفهم معناها خصوصا و أن اللهجة المغربية بسيطة للغاية..
فهمت شيئا؟

3- هل تهوى متابعة أي من قنوات التلفاز أو مشاهدة أفلام السينما ؟.. وماذا يهمك متابعته أو مشاهدته وتحزن لو فاتك منه شئ بصفة عامة سواء كان برنامجاً أو فيلماً أو ماتش كورة ؟..

كودو: الشيء الذي يحزنني أن يفوتني حقا هو الأوتوبيس وقت الذروة (خصوصا و أن لدي بطاقة اشتراك)..
غير ذلك تهمني متابعة:
– أفلام الكرتون.. و هذا محرج..
– الإشهار.. و هذا محرج جدا..
– نهاية البث و تلك الموسيقى الخالدة: ششششششششششششش… و هذا هو الحرج ذاته..

4- أيهما تحب أكثر.. باباك أم مامتك ؟.. أعلم أنك تحب الاثنين، لكننا نريد أكثرهما ؟..

كودو: خالتي طبعا..

5- وأنت بالليل سهران، وحداني، مشغول البال وتفكر.. بم تفكر غالباً ؟..

كودو: بنت خالتي.. ظننت ذلك واضحا من جواب السؤال السابق..

6- عندما تنام ليلاً – المفروض أننا ننام ليلاً – هل تترك نور الغرفة مضاء أم تحبها سوداء كقرن خروب ؟.. ولماذا ؟..

كودو: بافتراض أنني أنام ليلا (واسعة شوية!! ) أحب أن أترك الغرفة………….. و أنام في الصالون.. و هناك أحب أن أترك الصالون….. و أعود إلى غرفتي كي أتركها سوداء (لا تخافوا لن أعود مجددا إلى الصالون..).. و لكن ليس كقرن الخروب (هذا لو كان للخروب قرون)، بل سوداء كغرفة نومي حينما أُطفئ النور.. (شفت التشبيهات العبقرية بحق؟) (سؤال للأذكياء: احزروا أين أنا نائم؟)

7 – هل أنت ممن يأكلون شيئاً ما قبل النوم ، فقط لكي تمتلئ معدتك وتراودك أروع الكوابيس وتتمتع ببطولة فيلم رعب من النوع الممتاز ؟.. أم ممن يحرصون على أن يكون طعم معجون الأسنان هو آخر مذاق في حلوقهم ؟..

كودو: لا يا شيخ!!.. لم أكنت أعلم أنكم في مصر تأكلون معجون الأسنان.. !!
أنا أكتفي بترك طعم الماء في فمي قبل النوم.. أجل.. إنه ذلك الطعم المالح الصدئ (لست بحاجة
إلى كوابيس رعب كما ترى)..

8- عندما تتاح لك كميات كبيرة من الكتب المتنوعة في شتى المجالات ، بأيها تبدأ ؟..

كودو: في العادة أبدأ بالسلطة.. ثم أغمس في الطبق الرئيسي.. و انا –بالمناسبة- أحب الغموس جدا..
و لكن إكراما لخاطرك.. و كي لا تصاب بالجلطة، فأنا أبدأ عادة بالذي يروقني منها.. سواء كان بطاطس، أو.. إحم.. أعني رواية.. او كتابا مشوقا .. و إذا دخلت الروايات المصرية للجيب فلا مجال للمنافسة..

9- أمتع لحظات حياتك.. ما هي..؟

كودو: حينما أجد هذا النوع من الأسئلة و أضطر إلى البحث في المعجم عن معنى كلمات من طراز: متعة.. سعادة.. و أشياء من هذا القبيل..

10- ماذا تتوقع أن يكون السؤال العاشر هنا ؟..

كودو: فين السؤال؟ أنا أحط إيدي على السؤال تلاقيني فريرة؟ فين السؤال؟
على العموم كنت اتوقع أن يكون السؤال هو : 10- ماذا تتوقع أن يكون السؤال العاشر هنا؟..
عبقري طبعا !!

المجموعة الثانية ( آدي دقني لو عرفت تجاوب ) :

1- علل : ماشربش الشاي ، أشرب أزوزة أنا ..

كودو: تريدني أن اعلل لك.. هذا يعني انك مش فاهم.. و مش فاهم لأنك مش قاعد كويس.. لو كنت قاعد كويس، كان الكلام حيكون على مستوى قعدتك..

2- إذا كانت الخضار والفاكهة تفيد في تخسيس الوزن ، فلماذا لم يستفد الفيل منها ؟..

كودو: ظننت الفيلة تأكل العشب.. لكن اتضح أن الفيلة تأكل الخضر والفاكهة.. من هنا تتضح أزمة المجاعة في الصومال..

3- إشارة ممنوع المشي على الحشائش ، كيف وضعت في مكانها ؟..

كودو: في البداية و ضعت الإشارة في صحراء مقفرة.. و بعد سنوات من الجفاف نبتت الحشائش بقدرة قادر.. ولا تسألني كيف!

4- متى نرى السماء باللون البدنجاني ؟..

كودو: هناك أربع حالات:
– الحالة الثالثة: أن تضع عوينات صفراء اللون بنفسجية الرائحة (جربها وادعو لي)
– الحالة الرابعة: وقت الغسق بين الشروق و خسوف الشمس بعد الظهر.. يعني الواحدة ليلا حينما تكون الشمس في بنكرياس السماء.. فاهمني طبعا..

5- أنت تركض للأمام لتقليل وزنك ، ماذا لو ركضت للوراء هل يزيد وزنك ؟.

كودو: عندما تركض للوراء يقل وزنك طبعا.. يا للسخف.. فقط لو ركضت نحو اليمين او اليسار حينها تتحول إلى فيل عن طيب خاطر.. و حينها قد تأكل الخضار و الفواكه كي يخف وزنك..

6- لماذا الصمغ الشديد الفعالية لا يلتصق بالأنبوب الذي يحتويه ؟.

كودو: شديد ؟؟ و فعالية؟؟ هل هناك من يصدق الإعلانات هذه الأيام؟
ربما يخاف من الأماكن المغلقة : أنبوبوفوبيا..

7- إذا كانت أسلاك التليفون بها حرارة، فلماذا لا تلسعنا ؟.

كودو: أسلاك التليفون فيها حرارة طبعا.. و لكن الذين يتكلمون في التليفون مش ناس؟ و الناس مش معادن..؟ والمعادن مش بتنشكح بالحرارة و تتبربر بالبرورة؟
هذا يعني اننا نكتفي بالانشكاح الحراري و لا نلسع..

8- اذكر سبعة أنواع من الحيوانات يعيشون في شعر رأسك ..

كودو: أسدان و أربع زرافات و فيل فوق البيعة.. تنقصني الرخصة و أفتح حديقة حيوانات محمولة..

9- ما حجم آخر برغوث استخرجته من ثناياك ؟..

كودو: بعد أن استخرجت آخر برغوث من ملابسي و جدتني من غير هدوم.. المعنى واضح على ما أظن..

10- بصراحة شديدة .. متى كانت آخر مرة استحميت فيها بالصابونة ؟..

كودو: بصراحة؟ بصراحة؟.. آخر مرة زرت فيها خالتي.. بصراحة يعني..

المجموعة الثالثة ( مواقف ما ) :

1- أنت شخص حساس – بمعنى أنك مريض بالحساسية ولست بالطبع مرهف المشاعر – ولا تتحمل ضوء الشمس المباشر أو الأكلات الحريفة لأنها تصيب جلدك بالحساسية الشديدة .. ثم تجلس ذات مرة مع مجموعة محترمة من الناس تتناولون طعاماً ما تكتشف بعد أن تذوقته أنه مفعم بالشطة ، وأنت الآن جسمك مولع نار وعايز تهرش كالمصاب بالـ ( scabies ) ولامؤاخذة …… كيف تفعل ؟..

كودو: سأكتفي بالاستشهاد بما حصل للمطرب المعروف حكيم.. حين أصيب بنفس الأعراض فطفق يغني : نار .. نار .. نار.. و حبيبي مولع نار.. النار النار النار.. الشطة و البهار.. النار النار النار..

2- في حفلة ساهرة رائعة ، ترتدي سيادتك البذة الفاخرة – على رأي عمنا رفعت – وتتجول في ردهات المكان بكل شموخ وإباء ولا اللورد كرومر في أزهى عصوره .. ثم تسمع من الخلف من ينادي اسمك بصوت مسموع فتلتفت .. تلتفت لتصطدم بسيدة ليدي محترمة كانت تمر من ورائك حاملة كأس من العصير من النوع الغالي .. المشهد التالي هو : بذة فاخرة تقطر عصيراً من النوع الغالي ، فستان سواريه – من أبو من غير أكمام – عليه بقعة كبيرة من نفس العصير النوع الغالي ، وسيدة ارستقراطية أليطة تنظر نحوك في غيظ مكتوم …… فتتنحنح أنت ثم تقول : ………………..

كودو:
* “سوري يا هانم”
ثم تتوالى المشاهد كالآتي:
– البذلة الفاخرة – على رأي عمنا رفعت – لم تعد فاخرة.. أو بالأحرى لم تعد بذلة: هل تعرفون الهنود الحمر؟ لقد حصلت على جنستهم حينها بدون طلب لجوء سياسي..
– الليدي المحترمة – على رأي عمنا بسووووم- لم تعد محترمة.. و بالأحرى لم تعد ليدي: هل تعرفون عباس الجزار.. أجل صاحب المحل في آخر الشارع على اليمين؟ لقد تعرفت عليه حينها بدون الذهاب إلى مصر.. وبالمصادفة كانت الحفلة تنكرية، و كان متنكرا حينها في شخصية الليدي..
– ينزل بالبنط العريض: “مسحوق طاحن الكل للغسيل” حلك السلمي سيدتي للقضاء على البقع والملابس في آن واحد..

ملحوظة خاارجة عن الرد: طاحن الكل هو صديق بسووووم الصدوق.. وهذا مسماه في المنتدى..

3- صديقك يتشاجر !.. أنت ترى كمية الأجساد هناك عند ناصية الشارع كلٌ يحاول أن يكون له دور في فض هذه المشاجرة بينما أنت بالفانلة الداخلية ترمق المشهد من بلكونة داركم من بعيد وفي يدك كوب الشاي بعد الغداء .. الواد بينطحن فعلاً يعني ، وأنت البعيد واقف تتفرج !.. السؤال هو : هل تنظر في السماء مطلقاً صفيراً منغوماً بشفتيك وتدخل إلى داركم لأنك لم تر أية مشاجرات هذا اليوم ؟.. أم ترتدي شبشب من أبو صوبع وتجري مهرولاً لنصرة صديقك على الأعداء وكده ؟.. ها .. تعمل إيه ؟..

كودو: آخ.. آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآخ.. لو لم اكن بالفانلة لكنت قد سويت الهوايل..
هناك مشكل آخر: ليس لدي شبشب من أبو صوبع كي أجري به مهرولا..
– ينزل بالبنط العريض: ” بني آدم طاحن الكل” .. حلك السلمي سيدي للقضاء على كل من يطحن أصدقائك و أنت بالفانلة.. كما يساهم في طحن أصدقائك أيضا لو شئت ..
نصيحة: لا تقف في البالكونة فقد تمتد يد “مرافق بني آدم آدم طاحن الكل : بسوووووم ” إليك فتدخل في المعمعة..

ملحوظة مجددا: بسوووووم أطول من شجرة عيد الميلاد.

4- أنت – ولامؤاخذة – والموزّة بتاعة حضرتك تسيران في الشارع بعد الكلية مثلاً تتمختران وتقزقزان بعضاً من الترمس .. ثم يأتي شاب رقيع صغير – أنت لست شاب رقيع صغير بالطبع ، أنت فقط شاب رقيع كبير – ويعاكس الباشمهندسة بكلمتين ع الماشي كده ولا كأنك كوز بطاطا ماشي معاها .. فتنظر هي إليك لترى ردة فعلك تجاه هذا الموقف بينما فمك ملئ بالترمس .. كيف تتصرف ؟..

كودو: هو الواحد ميقدرش يتمشى مع الست بتاعته في البلد دي أبدا..
ثم السيناريو الشهير: الواد بينطحن فعلاً يعني ، و الموزة البعيدة واقفة تتفرج !.. السؤال هو : هل تنظر في السماء مطلقة صفيراً منغوما بشفتيها وتدخل إلى دارها لأنها لم تسمع أية معاكسات هذا اليوم ؟.. أم ترتدي شبشب من أبو صوبع وتجري مهرولةً لنصرة صديقها على الأعداء وكده ؟.. ها .. تعمل إيه ؟.. (لا يخفى عليكم انني من يتمتع بأنه يطحن)..
كنت أتمنى أن أستدعي: ” بني آدم طاحن الكل” .. لكن الولد مشغول بالمذاكرة يا حبة عيني.. و بيني وبينكم مللت هذا السيناريو..

5- هذ الموقف الأخير سأتركه لك – وأنفد أنا بجلدي بقى – احكي حضرتك موقف واحد كويس وابن حلال حدث معك ، واذكر كيف نجوت أو لم تنج منه في النهاية .. إذا ماكنتش فاكر يبقى أحسن ..

كودو: ستتركني وحدي.. يا للهول..
– ” تاكسي… السمبورة يا باشا لو سمحت”

إحم.. يبدو أنني لن أستطيع أن أنفذ بجلدي أنا أيضا..

مرة كنت في نت كافيه.. و حينما أردت الخروج لفت انتباهي تواجد أحد أصدقائي.. هرولت نحوه لأفاجئه بصفعة محترمة على قفاه.. قفز الفتى من مكانه مذعورا و استدار نحوي :

– وجه فتاة مسترجلة تتطلع إلي باستنكار شديد..
– وجه العبد لله يتحول إلى قوس قزح من فرط الألوان التي مرت على وجهه الكريم: ” سوري.. قفاك يشبه قفا أحد أصدقائي.. و يخلق من القفا أربعين..”
و احتجت إلى ربع ساعة كي أهدء من ذلك الاعصار المروع الذي تحولت إليه الفتاة..

على العموم جات سليمة و ما فياش غير خمس كسور على مستوى العضل و المعي الغليظ.. لكن جات سليمة الحمد لله.. الكلية سليمة لكنها فقط غير موجودة.. بس سليمة الحمد لله.. هو صحيح حصلت على جنسية الهنود الحمر من جديد.. لكن سليمة الحمد الله..

بالطبع الفقرة الاخيرة لا تخلو من مبالغةلكن الموقف حصل فعلا.. وو الله سليمة الحمد لله.. هو صحيح… و لا بلاش.. كفاية كدة..
– “تاكسيييييي.. هل أنت ذاهب إلى المستشفى المركزي؟”
– ” آجل”
– ” انا لن أذهب إلى هناك لأنها جات سليمة الحمد لله..”

انتهت الأسئلة .. أرجو أن تجيب عنها بكل صدق وأمانة ومن دون إحراج ..

أنتظر إجابتك الآن في خلال أسبوع واحد من تاريخ وصول الأسئلة إلى صندوق بريدك ، وإلا تنتقل الأسئلة إلى التوأم المرشح للحلقة التالية لكما ..

خالص تحياتي
بسووم

25 تعليق

إطلالة خفيفة..

من المؤكد أنني بدأت أختفي.. أختفي عن المدونة، وأختفي عن عالم الواقع بفقد المزيد والمزيد من الغرامات يوميا..
طبعا كل هذا ناتج عن سوء إدارة للوقت أولا، ثم عدم توفري على اتصال دائم بالنت..
هناك الكثير من الردود الجديدة، وأنا ألتزم مع نفسي دوما بالرد على الجميع حسب الاستطاعة.. فقط هي عامل الوقت الذي يلعب دورا كبير..

لا يزال عدد الزيارات للمدونة يتزاد رغم تعثر عن الكتابة مؤخرا، وهذا يثلج الصدر، إذ يبدو أن هنالك من يهتم بالخزعبلات التي أخطها بين الفينة والأخرى..

لن أنقطع عن الكتابة طبعا.. هذا وعد.. فقط قد تأتي فترات أختفي فيها لأسباب خارجة عن إرادتي.. لكنني سأحاول الاستمرار والانتظام حسب القدرة!

تحياتي

2 تعليقان

لهواة جمع المسامير!

العديد من المدونين يضعون صورهم في المدونة لان ذلك يساهم في كسب ثقة القراء لأنهم يعرفون مع من يتعاملون..

وقد ترددت كثيرا رأفة بالجميع في وضع صورة لي..
لم أحب أن أحبط أحدا.. أو أرعب أحدا..

لكن تجربة أحجيوج الناجحة في وضع صورته المرعبة، وعدم الإعلان عن ضحايا لهذا التصرف الإرهابي لحد الآن شجعاني على وضع صورتي الطولية إمعانا في شرح الوضع..

سبب آخر يتعلق بامور امنية.. فلو لا قدر الله قرر البعض أني علي أن أذهب وراء الشمس فكوماطن شريف لا يجب علي ان أسبب لهم أقل إزعاج يتعلق بصعوبة التعرف علي.. هذه صورة واضحة إذن..

لهواة جمع المسامير.. ومحبي أقلام الرصاص ذات الممحاة.. وعلى غرار التدوينات التافهة التي نراها في كل مكان.. إليكم هذه الصورة الممنوعة على الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن السبعين سنة..

عصام

بالهناء والشفاء..

26 تعليق

مكالمات هاتفية!

أحببت أن اتحدث عن اتصال هاتفي!
لا داعي لان ترمقوني بهذاالشكل، فأنا بالعته الكافي لأخصص تدوينة فقط الاتصال هاتفي..
ليس لأنني لا أجد ما أقوله في المدونة حاليا، بل لأن هذا النوع من التدوينات لا يستغرقني وقتا طويلا أنا بأمس الحاجة إليه..

لست أدري كيف سيكون إحساسكم وأنتم تتلقون مكالمات بين الفينة والأخرى من أصدقاء تبعد بينكم مسافات خرافية البعد.. أصدقاء من دول عرية أخرى لم تربط بينكم من قبل سوى كلمات على الماسنجر أو أحاديث على المنتديات..

قد يبتسم أحدكم ساخرا! لكن كوني حدثت فلسطينا، ومصريين، وليبيين والبقية آتية يمثل لي الشيء الكثير. سواء من اتصلت بهم أو من كلفوا نفسهم واتصلوا بي..
يوم كلمت محمود الفلسطيني، مع كل ما تحمله كلمة ((فلسطيني)) من معان، استشعرت ما لا يمكن وصفه!

مكالمة اليوم جماعية من ليبيا.. ثلاثة أوغاد محترفين دفعة واحدة..
طبعا أمضينا خمسة أرباع الوقت في آلو وأنا فلان وأنا علان.. وهذا كلها على حساب عبد الهادي المسكين الذي وجد نفسه في ورطة بين مخلوقين استغلاليين (والحياة فرص)..

إن العائق الأكبر هو اللغة للأسف..
ستقولون أن بإمكاننا الحديث بالفصحى.. هذا ما نفعله بالفعل.. لكن الأمر ليس بالسهولة التي تتصورونها.. إن الحديث بالعربية الفصحى ليس يسيرا لأنا لم نألفه..

أتمنى لو استطيعت الحديث مع كل أصدقائي خارج البلاد، لكن اتصلات المغرب لا تجعل الأمر يسيرا للأسف.. فحينما تكلف 5 دقائق لمصر مثلا ما يقارب عشر دولارات، فإنالإفلاس يصبح أقرب مما يمكنكم تصوره..

حاليا لست ميسرا للأسف، ولا أملك بعد مصدر دخل.. لهذا أتركها أمان معلقة في الفضاء، أحققها بين الفينة والأخرى كنوع من البذخ والرفاهية!

محمود..
باسم..
عبد الهادي..
محمد..
أحمد..

شكرا جزيلا لكم للحظات الغبطة التي تدخلونها في قلبي!

11 تعليق

العربي يدون بالعربية

أردت أن أكتب ما يلي كتعليق على هذا الموضوع: 100% Arabica
ولسبب يتعلق بالترميز على ما يبدو لم تقبل مدونته الرد..

ثم قلت لنفسي أنه حدث غير عادي يسحق تدوينة كاملة أيها المغفل..

حسنا هذه نهاية زن محمد على الرؤوس.. لقد قتلنا العربي المسكين وآخرين كلاما يسم البدن، وهاهو العربي قد قام بخطوة رائعة كي يجعلنا نخرس قليلا، فيستطيع أن يمتع أذنه (عينيه في هذه الحالة) بنعمة الهدوء التي افتقدها منذ زمن: لقد بدأ التوين بالعربية رغم الصعوبات والعوائق الكبيرة التي أعرف أنه يواججها وسيواجهها ليستمر.. لكنني أظن أنه سينجح بإرادته القوية التي برهن عنها..
صحيح أن عربيته تشبه زقاقا شعبيا اقتحمته دبابة..
صحيح أن سيبويه سيخرج من قبره كي يقتله ثم يعود لينتحر مجددا..
لكنني فخور جدا به..
فخور إلى أقصى حد.. (فخور لا علاقة لها ب(الفاخر))
ل كنتم تفكرون بذلك..

14 تعليق

ظلال في جدران الزمن (3)

بقلم: جمال بوالخورص

الفصل الأول
الفصلين الثاني والثالث

الفصل الرابع

غادرت ناهد مكتبها وبدأت تسير عبر الغرفة, وشعرْت أني قد أجن إذا لم تجلس, وأدركْت أن شيئا ما ليس على ما يرام, ولم يخب ظني..
سألتها:
-ما بك؟
ووقفَت أمام النافذة تماما كما كان والدها يفعل حين يريد أن يستدين مني, وكان يبدأ حديثه بتلك الديباجة عن وضعه المادي وراتبه الذي لا يكفي وغلاء المعيشة, ثم ينتقل إلى وصف حالتي الأسرية, وكوني أعزب ولا أدخن ولا أنفق الكثير من المال..
وفي النهاية يجد المال في جيبه دون أن يطلب ذلك حرفيا, وما يجعلني أحترمه هو وفائه بالدين, فلم يكن يعد المال أمامي كي لا يذل نفسه, وحين يقبض راتبه الشهري أجد المظروف أمامي على الطاولة, والغريب أني لم أكن أعده بدوري, وقد جمعت المظاريف كلها في درج مكتبي لأمنحها إياه كلما أراد أن يستدين..
وأجابتني ناهد بعد تردد:
-لاشيء, أنا انتظر مكالمة فحسب..
وحاولت أن أغرق نفسي في العمل بعدها, لكنها لم تتوقف عن مشيها المحموم, وأردت أن أضع حدا لتلك الفراشة التي تحوم حولي, وقررت أن أحرق جناحيها لأرتاح..
-هل تحتاجين إلى مال؟
هزت رأسها نفيا, ووجدت نفسي أسألها:
-كم تريدين؟
فتحت الدرج وسحبت أحد المظاريف. وكادت تقفز فرحا لما تسلمته لكنها تماسكت وجلست في مكتبها أخيرا. وقالت:
-لا تقلق, سأرده لك قريبا..

———————
قلت لها ذات مرة:
-لا داعي للتبرج فأنت جميلة هكذا..
لعقت وجهي بعينين دافئتين وقالت:
-هل تغازلني؟
وألقت مرآتها الصغيرة فوق مكتبها وضحكَت فضحكْت بدوري, وفتح هذا شهيتها للكلام فسألتني:
-ما رأيك لو تذهب معي؟
-إلى أين؟
ولما غادرنا سيارة الأجرة أشارت إلى حيث المبنى الصغير, وقرأت العبارة الكبيرة “المعرض الثاني للكتاب”, وقاومت رغبتي في الرفض لكني فوجئت حين وجدت المكان شبه فارغ, وسألتها:
-لم المكان فارغ؟
وابتسمت قائلة:
-لأن لا أحد يهتم, لو كان معرضا لمواد التجميل أو الأجهزة المنزلية لأختلف الأمر..
وتركتني أتجول بين صفوف الطاولات التي تملأها الكتب, وما أدهشني هي تلك الكتب المغلفة فلا تجد سوى عنوان غامض ورسم أكثر غموضا, وتساءلت عن جدوى تعليب الكتب!..
وأعجبتني الموسيقى الهادئة, ولم أكن قد سمعتها من قبل فسألت أحد المنظمين:
-هل أستطيع الحصول على الشريط الذي تبثونه؟
-آسف, لكنه ليس للبيع..
-وكيف أعثر عليه؟

—————–

ومن عاداتي الغريبة في طفولتي أني كنت أفتح دفاتري وأنثر حبات السكر فوق إحدى الصفحات, أنتظر حتى يتجمع النمل فوقها فأطويه عندها, وفي النهاية أحصل على ورقة جميلة تنقطها أجساد النمل المتيبسة.
ثم حاولت أن أكتب ذات مرة. جلبت قلما وورقة, ووجدت قلمي أميا لا يستطيع أن يكتب ولو مجرد حرف, واكتشفت أني لم أجرب من قبل أن أكتب على ورقة بيضاء بلا سطور, لذا تعذبت كثيرا وأنا أخط رسائل التوظيف. وكم كرهت وثائق المعاملات الإدارية, فأرسم خطوطا بقلم الرصاص قبل أن اكتب ثم أمحوها فيما بعد..
وأحضرت ورقة مسطرة هذه المرة, وتعلمت الدرس الأول حينها: الكتابة ليست مجرد كلمات تتدبر موعدا على الورق..

———————-

-هل اشتريت كتابا؟
وأجبتها:
-كلا, لكني حصلت على اسم الأغنية, أليست جميلة؟
هزت رأسها بحيرة ولم تجب, ورأيت الكتب الصغيرة في يدها.
-يبدو أنك عثرت على شيء يستحق مالك..
وضمت الكتب إلى صدرها بطريقة حميمة وقالت:
-بالتأكيد, فحبيبي نزار يستحق كل أموال الدنيا!…

الفصل الخامس

اعتادت قطة أن تزورني في ليالي الصيف الدافئة, أجدها في السطح وهي تحاول اصطياد الحشرات التي يجتذبها المصباح. كانت حذرة جدا ولم تتجرأ قط على الاقتراب مني. كانت ستفعل حتما لولا السوء الذي تعرضت له, مرارا حاولت أن أعيد إليها ثقتها المفقودة بني البشر وفشلت. ألقى لها فتات الطعام فتفر هاربة, تتسلق الجدار وتهنئ نفسها على النجاة ظنا منها أني أخطأت رمياتي..
وكانت تلك أول مرة تطل فيها الشمس منذ أسبوع, سمعت المواء وأنا أنشر الغسيل وتتبعت مصدره فوجدت ذات القطة وسط صغارها بين ركام الأثاث القديم, جلست أرمق المخلوقات الجميلة وهي تشاكس بعضها, كرات عمياء من الشعر الملون تموء وتتحسس طريقها إلى حضن أمها. ولم أتجرأ على الاقتراب أكثر بسبب التحذير الهامس الذي تلقيته.
لم تمنحني أمي ذات الحب أبدا, لقد تركت عطشا في روحي وجوعا التهم اللحظات السعيدة من طفولتي ولعق أحلامي. وكل عواطفها تشربتها لطيفة حتى الثمالة فكرهتها ولم يكن كرهي لها وليد الغيرة فقط.
واجتاحتني نوبة بكاء مريرة, بكيت وجثوت على ركبتاي. لن تضمد الأيام جراحي ولن تغسل الدموع حزني, ولن أنسى أبدا..
وفيما بعد ولما غادرت القطة وضعت الهررة الخمس في صندوق فرشته بالجرائد, ثم أدخلته إلى السلالم المؤدية إلى السطح كي أضمن بقائها في مكان أكثر دفئا, وحتى لو أغلقت الباب ستتمكن القطة من العبور عبر الفراغ الضيق أسفله. ووضعت لها ماء وطعاما حتى لا تضطر لترك صغارها مجددا.

———————-

انتهى الدوام, وبينما كنت أرتدي معطفي أوقفتني ناهد. رأيتها تخرج علبة خشبية جميلة من حقيبتها لتمدها لي.
-خذ! هذه من أجلك, إنها هدية عيد ميلادك..
-وكيف عرفت؟
-تحققت من الأمر, بالمناسبة ظننتك أصغر سنا في البداية..
وأخذت العلبة من يدها, ولما أردت فتحها منعتني وقالت:
-كلا, ليس الآن..
وظنتها مجرد هدية بريئة من زميلة, ولما عرضت عليها أن أوصلها رفضت وأخبرتني أنها سترافق إحدى زميلاتها, لكنها لم تفعل ورأيتها تستقل الباص وحيدة في طريق العودة. وفطنت أخيرا أنها تعمدت الكذب لأنها كما أظن لم ترغب بمرافقتي.
توقف المطر في الخارج, ورحت أغسل أطباق العشاء بالماء الدافئ كالعادة, لكن عيناي لم تحيدا عن العلبة, وفتحتها فتسربت الموسيقى العذبة في أرجاء المطبخ. أدهشني الأمر فلم احسبها تذكر, لأنها ذات الموسيقى التي كانوا يبثونها في المعرض..
حضرت إبريق شاي, جلست في الصالة وفتحت الورقة التي أعطتني إياها, كانت تلك كلمات أغنية طلبت مني تلحينها..

“أحبك وأنت لا تدري
وحبك في دمي يجري
عيوني من جفاك تدمع
وقلبك يا قاسي لا يسمع
كل ليلة أنا بك أحلم
وأنت يا ناسي لا تهتم..
…..”

وخطرت ببالي فكرة حيرتني: هل تحبني ناهد؟
لم أختبر بعد ليالي الأرق التي يتحدث عنها الشعراء, ولا دموع اللوعة التي تفيض بها حكايات العشق. فالحب بالنسبة لي لم يكن أبدا بتلك القداسة, وجسد المرأة لم يكن يستهويني بقدر ما تستهويني فكرة امتلاكه. ولطالما رغبت أن أظهر تلك الأحاسيس الدفينة في مكان ما من روحي, فأنا أعرف أنها هناك تنتظر تلك الشرارة الصغيرة التي ستجعلها تنفجر. وكثيرا ما اتهمني زملائي في الدراسة ببرود المشاعر, لكنني كنت أخبئها لشخص آخر ربما.

——————–

“أغلب العلماء والعباقرة كانوا فقراء. كأن الفقر هو الذي يولد العبقرية والذكاء..” لكني فكرت أن الفقر لم يكن سببا مقنعا لتفوقي الدراسي, بل ربما يكون نجاحي نتيجة مباشرة لإيماني بتلك الفكرة..
لقد تخطيت الأمر وأنا الآن أكسب ما يكفيني من المال. ولم أكن أدخن لحسن حظي, أو أعاقر الخمر عكس كل الذين عرفتهم. وكان زملائي في العمل يتحايلون علي لأرافقهم, فيمضون الليالي في الحانات بين كؤوس الشراب وفي أحضان المومسات, وربما يكون خجلي الشيء الوحيد الذي أنقذني من تلك الدروب السوداء التي تستهوي خطواتهم الضائعة..
وفي النهاية أصارح نفسي, أنا لست ناضجا. وكل الأشياء التي عصمت نفسي عنها وامتنعت عنها لم أمتلكها يوم كنت في أمس الحاجة إليها, وقررت ألا أبحث عنها من جديد, وتاهت عن دربي فتهت عنها..
وتعلمت الدرس مبكرا, تعلمت أن أسير فوق خط الأمان الرفيع, وأن أتحاشى النداءات التي تعبر أذناي, ومازلت أخشى أن أفقد توازني وتنزلق قدمي إلى يسار الخط, لأني عندها سأضع الأخرى مرغما على اليمين كي لا أسقط..
لقد أمضيت كل حياتي في محاولاتي للفرار, فررت من قريتي وأختي. فلم أكن اتصل بها إلا ناذرا, ورقم هاتفها هو الرقم الوحيد الذي دونته ذاكرتي, الرقم الوحيد الذي أدمنت الاتصال به طوال الخمس سنوات الماضية. فكنا نتبادل الكلمات الباردة عشية كل عيد, وأحيانا أنسى فتتصل لتذكرني.
فبعد وفات أمي ركنت عمري كله على هامش الوحدة. وظننت أن انزوائي وهروب هذا سيجنبني الشعور بالحزن الذي سطر دفاتر أيامي. واعتقدت أن حياتي لا تهم سواي..

———————

بينما كنت أعزف انقطع وتر, وسمعت رنته البائسة لآخر مرة, ولما عجزت عن إصلاحه تركت مكانه شاغرا ولم أستبدله, وتعودت أناملي القفز فوق الفراغ الذي خلفه. وطبعا تعثرت في البداية, ورغم هذا ظل مكانه خاليا حتى في عزفي.
وفكرت أن أستبدله, لكن وترا جديدا لن يسمعني ذات النغمة. فالأول تشرب من عرق يداي فاستأنسته, واعتادت ملمسه..
وصدمتي فكرة مخيفة: لو فقدت وترا آخر فسأعجز عن العزف!..
وجدت ناهد الكيس فوق مكتبي وسألتني:
-ما هذه؟
-أوتار جديدة من أجل قيثارتي..
-هل تجيد العزف؟
-قليلا..
وقالت بعد تفكير:
-اسمع, بإمكاننا أن نشكل ثنائيا رائعا, ماذا لو كتبت لك بعض الأغاني لتلحنها؟

———————-

لفظت جفوني النوم تلك الليلة فغادرت فراشي وحملت قيثارتي إلى السطح. تنفست برودة الهواء وشحنت بها صدري. استبدلت الوتر, ثم بدأت أعزف. لكن نغمة الوتر الجديد شذت عن بقية الأنغام, وقررت أن أزيله..
ثم عزفت ثانية, وانتبهت إلى أمر لم ألاحظه من قبل, فالوتر الجديد يطلق نغمة أصفى وأجمل من البقية. لذا تركته واستبدلت الأوتار الأخرى..

———————

الفصلان: السادس والسابع

4 تعليقات

أعوذ بالله من الحمق! (رسائل وإيميلات ممتعة)

رغم أنني مشغول حد الموت حاليا..
ورغم انني مختف.. ومقصر بحق المدونة..
ورغم أنني مريض الآن، وقد قضيت ليلة سوداء بعد أكلي لساندويتش فاسد على ما يبدو..
إلا أنني لم أستطع أن أنتظر كي أكتب هذه التدوينة لأنني أكره أن اموت بهذا المرض ولا أشرككم رسالة رائعة كالتي قرأتها اليوم..

ولكن قبل ذلك، ولأن الموضوع مرتبط، دعوني أريكم رسائل أخرى:

>> >>
>> >>Subject: RE: Date: Fri, 30 Dec 2005 18:50:15 +0000
>> >>>>
>> >>>>
>> >>>>
>> >>>>
>> >>>>> > >>>Je crois que ça vaut la peine d’être lu… Maladie du
cancer –
>> >>>>>pas >>>long à lire. J’espère que vous aurez le coeur de ne pas
>>effacer
>> >>>>>ce >>>message. Bonjour, Mon nom est Amy Bruce. J’ai 7 ans et
j’ai un
>> >>>>> >>>grave cancer du poumon comme fumeuse passive. J’ai aussi
une
>>grande
>> >>>>> >>>tumeur cérébrale, produit de plusieurs métastases (cancer
des
>>os).
>> >>>>> >>>Les médecins disent que je vais mourir bientôt si on ne
fait
>>rien,
>> >>>>>
>> >>>>>et ma famille n’a pas assez d’argent pour payer les
traitements.
>> >>>>> >>>Lafondation “Make a wish” a décidé de donner 7¢ à chaque
fois
>>que
>> >>>>> >>>quelqu’un recevra et enverra ce message. Pour tout ceux qui
>>>
>> >>>>>enverront une copie de ce message, je vous remercie et pour
ceux
>> >>>qui
>> >>>>>ne le feront pas, n’oubliez pas que tout ce qu’on fait, nous
>> >>>>> >>>revient. Ayez du coeur, SVP, envoyez ce courriel à toutes
vos
>> >>>>> >>>connaissances
>> >>

ملخص ما كتب هنالك لمن لا يفهم الفرنسية، وتعليق مني على ما قيل في نفس الوقت:
هناك طفلة تدعى إيمي بروس، في السابعة من عمرها، وتعاني من سرطان في الرئة، وآخر في العظام، ومن ورم خبيث بالمخ!! وهي كاتبة الرسالة بالمناسبة.. ولست أدري كيف تستطيع الجلوس للكمبيوتر في هذه الحالة..
تلاحظون أنه لولا الخجل لتمت إضافة السيدا والاتهاب البنكرياس وأنفلونزا الطيور للائحة الأمراض..
لكن العظيم بالأمر، أن الأطباء يرون أنها ستموت لو لم يفعلوا شيئا.. هذا يعني بالضرورة أنهم لو فعلوا فلن تموت… ياللتقدم العلمي في بلدها!!.. فحسب ما أعرف يكفي مرض واحد من الثلاث كي تحصل على تذكرة مجانية إلى الدار الآخرة..
قد يستنكر البعض منكم ممن لم يقرأ الرسالة الفرنسية هذه السخرية مني.. لكنم ستفهمون حينما نصل المعلومة التالية الرائعة: بما أن أهلها لا يستطيعون دفع مصاريف العلاج، فقد تكفلت منظمة (Make a wish) بأن تدفع سبع دولارات عن كل متلق للرسالة عاود إرسالها.. ومن يجيد منكم الحساب الرياضي يمكنه افتراض أقل عدد ممكن من الأشخاص الذي يعيدون إرسال الرسالة للائحة إيميلاتهم، وفي النهاية يتكرمون ويعطونا تصورا بسيطا للرقم الذي سيتجاوز حتما العشرة أصفار ابتداءا من مراتب بسيطة في الهرم الشبكي..
حسنا.. من لم يفهم هذا الهراء الذي أقوله، أخبره ببساطة أنه لو أن كل شخص أعاد إرسال الرسالة لخمسة أشخاص فقط (ولا أحد لديه هذه اللائحة الصغيرة فقط)، ففي الطابق العاشر فقط من شبكة الأشخاص نكون قد قاربنا من حاجز العشرة ملايين دولار.. فما بالك بحقيقة الأمور..
يالها من منظمة سخية تملك تمويلا قارونيا.. هذا لو بلعنا حكاية أنها تستطيع تتبع كل الإيميلات..

نأتي الآن لنوع آخر من الرسائل.. الرسائل الدينية التي يخبرك أحدهم فيها بأنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره بأن إفعلوا كذا وكذا، وبأنه كذا وكذا.. وكأنه صلى الله عليه وسلم لم ينه رسالته بعد، ولم يجد سوى هذا الأخ الكريم المتحمس كي ينهيها عبره..
ولا داعي للحديث عن التوعد بالويل والثبور وعظائم المور لمن تجاهل الرسالة ولم يعد إرسالها..

طبعا، لا يوجد هناك نقاش في حرمة مثل هذه الأمور وفي الذنب العظيم في نسب أشياء كهذه إلى رسول الله (ص)..
ما يهمني الآن هو كيفية تفكير شبابنا الذي لا يستطيع أن يهرش رأسه قليلا ليفكر في منطقية ما يعيد إرساله، وفي حليته من حرمه.. والتفسير الذي يرميه في وجهي أول من احدثه بالأمر هو انه لم يخسر شيئا في إعادة الإرسال.. ناسيا أنه خسر احترام الآخرين له لأن التيار الذي يأتي يأخذه..

شباب.. هل تعرفون أن الإيميلات الصحيحة المضمونة تباع في السوق.. فلو استطاع مروجوا هذه الإيميلات الحصول على لائحات إيميلاتكم لتاجروا بها كما يريدون!

الموضوع طويل والرسائل التي بحوزتي أطول، لكنني سأنهي التدوينة بنكتة اليوم التي وصلتني:

ردد 3 مرات

“أفتح ياسمسم ابوابك نحن الاطفال”

أرسل هذه الرسالة الى عشرة أشخاص وسترى نعمان في منامك

واذا قرأتها اكثر سترى ميسون وسيأتيك كعكي يحمل اخبارا سعيدة

ارسلت الى شخص واهملها فانقطعت عنهم قناة سبيس تون

وشخص آخر عمل بها فرزق بشريط قراندايزر

وارسلت الى شخص واستهزأ بها فانقلب الى زعبور

معدتي تؤلمني، وقد زادني إيلاما تقلصها الناتج عن الضحك الهستيري الذي انتابني حين قراءتها..
حقا إنني أستهزؤ بالفعل.. و أنا أقبل أن أمسخ وأتحول..
فقط اتمنى أن يخبرني أحدهم عن كنه هذا الزعبور!

اللهم زعبر مروجي هذه الرسائل ممن يضحكون على ذقون شبابنا التائه!

14 تعليق

(م.س)…

ربما تأخرت في نشر التدوينة عن الوقت المعتاد..
لكنني أصريت ان تكون اليوم مهما كلفني الأمر..
رغم انني الآن على حافة السقوط في إغماءة من شدة الإعياء..
رغم انني دخلت للتو من خرجة امدت اليوم كله..

هذا يدل على أن هذا المخلوق الذي علي أن تكلم عنه ليس شخصا عاديا..

حينما تعرفت عليه كان ذلك عن طريق صديق فلسطيني..
أرمقوا سخرية الأقدار.. مغربيان يعرفهما على بعضهما فلسطيني لم يضع قدما في المغرب بحياته..

طبعا كان ذلك بمنتدى روايات الذي تحدثت عنه سابقا!!

لست أستطيع الاستفاضة الآن، لكن ما يمكن أن أقوله هو أن م.س.احجيوج هو أول شخص وثق بي بالمنتدى.. أول شخص وثق بقدراتي في العديد من المجالات وإن لم يكن قد رأى منها شيئا.. ولست أدري كيف..
محمد هو شخص عرفت معه أن طريق الأدب ليس خرافة علمية بل حقيقة ملموسة ممكنة.. شخص دفعني دوما إلى أن أخرج أفضل ما لدي وذلك بتوريطي في الكثير من المناسبات.. حتى أصبح الأمر هوايته الأثيرة على ما يبدو..

لن أطيل هذه التدوينة الآن، لكن الأمر لن يسلم هذه السنة من هدية محترمة كالعادة لتهنئته بعيد ميلاده الذي كان أكبر كذبة أبريل بالتاريخ..
فقط أريد أن أنام الآن.. أحلم فقط بأن أغمض جفني!

7 تعليقات

كاتب عالمي!

لأول مرة أجلس لصفحة تدوينة جديدة دون أن تكون ببالي فكرة محددة..
الهدف الأوحد هو أن أجرب إحساس انسكاب الذات.. كما عبرت عنها فتاة أديبة التقيتها يوما في ظروف غير مشجعة..
قالت أنها لا تكتب، بل تنكتب!
رائع!!
قالت أنها تكتب لنفسها فقط! وعن نفسها فقط!
بديع!!
هي لا تكتب لآخرين أو آخرين..
كل هذا مثير..
لماذا إذن قصصها تتناثر بين الصحف والمجلات؟
لماذا كانت ترسل لي يوميا عنوان مجلة أو جريدة نشر لها بها عمل أدبي وتطالبني بقراءته..
لو اتبعت رأيها في الحين لكنت قد أعلنت إفلاسي الرسمي منذ قرون!
برأيي.. لا يوجد كاتب يكتب لنفسه.. ومن يفعل لا يعتبر نفسه كاتبا.. من يفعل لا ينمق أسلوبه ولا كلماته، بل يكتفي بأن يخرج ما بداخلها كيفما اتفق.. ويكون مصير كلماته درج أسود تحت كم هائل من الأوراق التي لا تربط بينها علاقة سوى أنه لا يعرف ما يفعل بها، وفي نفس الوقت لا يستطيع التخلص منها..
الكاتب الحق هو من يقوى على عرض إنتاجه.. سواء كان محترفا أو هاويا.. الكاتب الحق هو من يحمل ألف حساب لرأي قرائه.. ولما يجذبهم كقراء..

الحقيقة أنها معادلة صعبة: هل نكتب ما نحبه نحن، أو ما يحبه الآخرون.. أوبعبارة أخرى، ما هو مطلوب في السوق..

الحق أن الكثير من الكتاب لعبوا على أوتار مجتمعية حساسة حققوا من ورائها شهرة لا بأس بها، إن لم تكن مطلقة..

الخبز الحافي، لمحمد شكري!! رواية ذات صيت وشهرة عاليمة.. ترجمت إلى لغات عدة وحصلت على جوائز.. والسبب الرئيسي الأوحد هي الكم الخرافي من الجنس الذي لعب على وتره الكاتب وجعل الحياة والفكر والشعب والدنيا بأسرها محورا له.. وفوق هذا وذاك يتحدث عن ذلك باعتبارها مذكرات شخصية..
عقد شخصية عميقة ومبالغات خرافية جعلت من قصة، لا ترتقي إلى نصف قوة ومتانة حبكة قصص أخرى مهمشة، حديث الكل ونالت إعجاب الغالبية.. هذا يدل على أننا مجتمع مكبوت حقا!!

حسنا.. يا شباب الكتاب.. ما عليكم سوى ان تحولوا أفلام بورنوغرافية إلى قصص رفيعة المستوى الأدبي وستحصلون على العالمية.. حاولوا فقط!

5 تعليقات