تجاوز المحتوى

الوسم: تخاريف حرة

عودة على استحياء..

مرحبا جميعا..
ابتعدت عن الكتابة والتعليق بالمدونة لأطول فترة لحد الآن منذ بدأت التدوين في ديسمبر الماضي..
افتقدتها حقا..
التدوين قهوة تهابها في البداية.. ثم ترتشفها على استحياء.. ثم تصبح عادة.. فتتحول إلى إدمان..
آلمني رأسي حقا في الفترة التي لم أدون بها.. أحسست بنقص نفسي ومعنوي لا بأس بهما.. لذا قررت العودة بسرعة..
أن تكتب شيء رائع.. لكن ان تكتب وأنت تعرف أن هناك من سيقرأ لك فهذا أروع..
لست ممن يدعون انهم يكتبون لأنفسهم.. لا أحد يكتب لنفسه وينشر.. لو كتب لنفسه فقط لأقبر أوراقه في درج مضلم في أحسن الظروف..

رغم ان الوقت لا يسمح.. رغم أنني الآن أكثر انشغالا مما سبق، لكنني بدأت أقتنع أن توفير وقت لشيء أعشقه ليس مستحيلا.. لذا سأحاول أن أكتب موضوعين إلى ثلاثة في الأسبوع مهما كانت الظروف..
أتمنى أن لا يتبخر هذا القرار كما يحدث دوما..

Leave a Comment

لماذا تقل الردود على المدونات العربية مقارنة بالفرنسية؟

أكره العناوين المباشرة حقا.. لكن أغلب النصائح الموجهة للمدونين تتحدث عن عناوين معبرة، وهذا أقنعني بأن أقنع بعناوين جد مباشرة..

وصل أمس عدد زوار المدونة المنفردين إلى 118 زائرا، بعد أن تجاوز منذ بضعة أيام حاجز المائة..
كنت أظن فيما سبق أن سبب قلة الردود هو تلك السلبية التي يعاني منها الجميع، و أنا أولهم، تجاه التفاعل مع المواضيع بالرد..
الكل يحب القراءة وقلة تحب الرد إلا على المواضيع التي استفزتها..
اعرف أن المواضيع الجادة والتي تفتح نقاشات أفلاطونية تكاد تنعدم في مدونتي.. أفهم ذلك تماما، ولا انتظر أن أجد يوما موضوعا لي وقد وصلت فيه الردود إلى 46 و أربعين ردا كما يحدث مثلا هنا في مدونة الأخ العربي..
انا أقنع بذلك.. أقنع بان تكون مدونتي مختلفة عن الآخرين في أنها ليست صحفية بالدرجة الأولى، وليست جادة تماما بالمعنى الصلب المؤثر القوي الذي نجده في مدونات أخرى يظل أصحابها يقرؤون ويتابعون الجديد من الأخبار كي يطوروا المستوى الفكري لمواضيعهم..
أنا للأسف لا أملك الوقت الكافي لذلك.. وكل من مر بتكوين هندسة الاعلاميات يعرف ذلك..
إنها مدونة شخصية.. تعبر عما أحب.. عما أكره.. عن ذكرياتي.. عن شخصيتي و آرائي.. بدون تصنع أو قتال ديماغوجي أحاول اصطناعه بكل ما أملك من قوة.. هي مدونة بسيطة ساخرة في أغلب الأحوال لأنني أعشق هذا الأسلوب، ولأنه نادر على المستوى العربي..
فقط أحاول الابتعاد عن الاسفاف والتسطيح قدر ما أستطيع.. ولكنني متيقن ان لا أحد سيعتبر المدونة على أنها مدونة جادة لأن تفكيرنا وسيكولوجيتنا تمنع علينا أن نعتبر الكتابات الساخرة على أنها كتابات جادة..

يبدو أنني ابتعدت كثيرا عن عنوان الموضوع.. لا بأس..
بغض النظر على ما قلته فوق، وبغض النظر عن أنني لا أهتم لأمر الردود طالما كان هنالك قراء (و أنا بالمناسبة أطالع عدد الزوار يوميا)، فقد أثار بعض الأصدقاء انتباهي إلى سبب وجيه من الأسباب التي تمنعهم من الرد.. والسبب يتلخص في الوصلة التي أعطيتكم مسبقا لمدونة الأخ العربي الفرنسية: العديد من الأصدقاء يقولون بأنهم لا يستطيعون الرد بالعربية، ولا يرغبون بتشويه المدونة بردود بلغة أخرى..

من طالع منكم صفحتي الشخصية : سيكتشف أنني مخلوق :

– يدعم اللغة العربية والفرنسية.. وبشيء من التسامح يمكنه أن يقبل الإنجليزية.

لذا يمكنكم كتابة الرد بأي من اللغات الثلاث، و سأتكفل بتلخيص محتوياته لباقي القراء باللغة العربية..

أعدكم انني قد أطرح مواضيع دسمة مثيرة للنقاش كلما سنحت لي الفرصة، لكنني لن أبحث عنها غصبا.. فقط أتمنى بالمقابل أن لا يوقفكم حاجز اللغة قط عن كتابة رد أردتم قوله..

تحياتي

33 تعليق

ويندوز ( windows ) لن يكف عن تقديم المفاجآت السارة..

الحقيقة أن المدونة تحدث بوتيرة ضعيفة هذه الأيام، وذلك بسبب انشغالي الشنيع بتطبيقاتي وامتحاناتي..
لذا لا أرى مانعا بين الفينة والأخرى من كتابة موضوع بسيط خفيف من وحي اللحظة، كي لا أفقد قرائي 😀

المسألة هذه المرة تتعلق باكتشاف بديع لست أدري إن كان مشهورا، لكنني صادفته مؤخرا فقط..
هل سبق وحاولت أن تفتح مجلدا أو ملفا جديدا تحت اسم “con”..؟
إن لم يسبق لك فعل ذلك فحاول القيام به الآن وسترى النتيجة..
ببساطة: ذلك مستحيل..
قد تحصل، على اختلاف نسخ الويندوز، إما على رسالة خطإ تخبرك بأنه لا يمكن أن تتم هذه التسمية لأن هناك ملفا بهذا الاسم أو أن الاسم غير مقبول، أو يقوم بتجاهلك تماما ويعيد اسم المجلد كما كان..

أخبروني بالله عليكم ما به هذا المسمى ولماذا لا يوافق المواصفات المعروفة للمسميات في ويندوز على الأقل..

أتمنى أن أفهم ماذا يحصل في مستوى مجلد المسميات (catalogue) في هذه الحالة.. وهو مجلد يختلف بالمناسبة عن مايسمى تعبيريا بالمجلدات في ويندنوز.. فهذا المجلد هو الذي يتكفل بربط اسم الملف بموضعه على الذاكرة الثانوية (القرص الصلب)..

على العموم لن أفهم ذلك على الاطلاق على ما يبدو.. فما سمعته هو أن (بيل جيتس) ذات نفسه قد عجز عن تفسير الأمر..

وللويندوزات غرائب!!

19 تعليق

بشرى لعاشقي روايات مصرية للجيب المقيمين خارج مصر

العديد من عشاق روايات مصرية للجيب و إصدارات أخرى يعانون كثيرا للحصول عليها..
وبعضها لا يصل إلى البلدان التي نقيم بها على الإطلاق..
لذا أتت هذه الفكرة لتوفر الأمل لي وللعديد من القراء المولوعين..

الان يمكنك شراء السلاسل الكامله هذه المره من جديد لمن هم خارج مصر
عبر متجر رواق الأدب الإلكتروني..

س& ج:
كيف يتم الشحن ؟
يتم الشحن بواسطه البريد المصري الجوي ..
ما هي أسعار الشحن ؟
في الواقع ان اسعار الشحن متفاوته حيث كلما زاد وزن الطلبيه كلما قل سعر الشحن
مثال ان 1 كيلو جرام يكلف : 40 جنيه مصري …بينما 4 كيلو جرام يكلف 65 جنيه مصري .

هل تتأخر الطرود في الوصوال ؟
لا فغالباً تصل الطرود في حدود 7 – 12 يوم …
هل أسعار الروايات مماثله لمثيبتها في السوق المصريه ام لا ؟
نعم اسعار الروايات المتاحه عبر متجر رواق الادب الإلكتروني مماثله لنظيرتها المتاحه في الأسواق المصريه بدون إي زياده علي الثمن
هل يمكنني شراء السلاسل الكامله ؟
نعم فعبر متجر روايات لاول مره ..جميع أعداد سلاسل روايات مصريه للجيب متاحه للبيع
كيف يمكنني الدفع ؟
حاليا يمكن الدفع عبر الحوالات البريديه ، التحويل البنكي
قريباً جدا عبر الــWESTER UNION
أيضا بطاقات الكاشيو.
هل يمكنني متابعه الطلبيه ؟
نعم الأن يمكنك متابعه الطلبيه عبر رقم بطاقه خاص سوف يعطي لك عندما يتم الشراء ..يتيح لك حساب خاص فيه حاله الطلبيه وهل تم شحنها ام لا..ويمكنك عبر أرسال صوره للحواله البريديه او التحويل البنكي لكي يتم الشحن الطلبيه فوراً دون انتظار وصول أشعار لنا من البنك بوصول مبلغ مالي
جميل …ما هي السلاسل المتوافره الان ؟
السلاسل المتوافره الان هي :
سلسله ما رواء الطبيعه
سلسلة سفاري
سلسله فانتزيا
سلسله المكتب 17
+
أصدارات دار ليلي المتنوعه
سلسلة هاري بوتر باللغه العربي
قريباً
سلسلة رجل المستحيل
سلسلة ملف المستقبل
..والمزيد
جميل جداً ..كيف يمكنني ان أذهب للمتجر
فقط ..اضغط هنا
>>>>متجر رواق الأدب
—–

إضافة للقراء المغاربة..
سأقوم عما قريب بالاستقصاء عن شروط تحويل الأموال بالمغرب عبر ويسترن يونيون وذلك لتعم الفائدة..

تحياتي

24 تعليق

شاكال–زيارة –هدية– أحمد عبد الله.. غلاسة من أرض الكنافة..

للمزيد من التفاصيل عن ما ينشر بهذا القسم، المرجو قراءة هذه المقدمة

هذه آخر الهلاوس التي انتجتها القريحة المتعفنة خاصتي.. وهي بمناسبة عيد ميلاد كل من أحمد عبد الله و شاكال.. وهما عضوان بالمنتدى لدي معهما قصص طويلة..

الفصل الأول:

هذا الموضوع عبارة عن شامبو ثلاثة في واحد:
– بمناسبة ذهاب شكشوك إلى أرض البصارة/الكناسة/الكنافة/الخس البلدي..
-اعتذار عن تأخري في الرد وتهنئة شكشوك و أحمد عبد الله بعيد زلطهما..
– نوع من الاحساس بالحاجة إلى العودة إلى روقان زمان..

تهاااااااانف!!!

****************

– ” تبا لقد تأخرت الطائرتان! ”
قالها (ملف المستقبل) وهو يسير ويجيء بتوتر في قاعة الانتظار بمطار القاهرة الدولي، في حين كان (أحمد عبد الله) جالسا يرمق الأرضية تحت قدمي (ملف المستقبل) والتي صارت لامعة مصقولة وبدأ الدخان يتصاعد منها، قبل أن يقول:
– “لو استمريت بالمشي على هذا المنوال فستصل إلى مركز الأرض خلال بضع ساعات..”
ثم سمعا صوتا أنثويا عبر مكبرات الصوت يقول:
– “تبا!! إحم.. أقصد سيداتي سادتي.. ستتأخر كلتا الطائرتان القادمتان من غزة و من الرباط لربع ساعة أخرى.. شكرا لتفهمكم..”
انهار (ملف المستقبل) في مكانه، وجلس القرفصاء وهو يصرخ:
– “مللت الانتظار! ماذا يحدث بحق السماء.. ثلاثة ساعات تأخير ولكلا الطائرتين!!”
وفجأة طارت نحوه قطعة نقدية من فئة 100 قرش وخمس سردينات لتستقر في حجره، ورمق بدهشة تلك العجوز الأجنبية التي تتطلع له بعطف قبل أن تبتعد وسط محاولات (أحمد عبد الله) لكتم ضحكاته..
نهض (ملف المستقبل) ليواصل الذهاب والإياب في مساره الأزلي في حين تشاغل (أحمد عبد الله) بالتلاعب بأصابعه..
مضت الربع ساعة، وتلتها ربع ساعة أخرى كان (ملف المستقبل) وصل إلى عمق ثلاثة أمتار من سطح الأرضية.. ثم أطلت قدمه فجأة من الحفرة وهو يقول:
-” أرأيت؟ أخبرتك أن هذه الأحذية الرياضية من النوع الممتاز.. لم تخدش قط”
تطلع (أحمد عبد الله) إلى باطن قدم (ملف المستقبل) التي بدت محمرة بعد أن اختفى قعر الحذاء الرياضي.. ابتسم ساخرا وغمغم:
– “بل هي قدمك التي من النوع الممتاز..”
-” سيداتي سادتي.. الطائرتان القادمتان من غزة والرباط على التوالي تستعدان للهبوط.. شكرا..”
– ” أخيرااااان!!!”
اتجه الاثنان إلى النافذة ليلقيا نظرة.. بدت كلتا الطائرتين غير مستقرتين والطياران يعانيان أشد المعاناة للهبوط بسلام..
وهبطت طائرة غزة بصعوبة أولا، فانفتحت البوابة وخرج منها منطاد الإنقاذ منتفخا نحو الأسفل.. وقفز بعض مسافرين منزلقين فوقه وكأنهم يفرون من الجحيم، في حين لم ينتظر البعض الآخر دوره، و إنما كسروا النوافذ المستديرة وقفزوا منها نحو الأرض.. ثم التقطوا سيقانهم المكسورة، ولملم بعضهم بعض الأصابع المبتورة، ثم فروا بجلودهم كأنهم يهربون من الجحيم ذاته.. أما أعظمهم بلاءا فكان ذلك الذي توفي بعد السقطة مباشرة، فخرج شبحه فارا بجلده، ثم ما لبث أن تذكر الجثة فعاد ليحملها على ظهره ويفر..
هدأ الوضع، وبدت ساحة الهبوط كصحراء (كالاهاري).. ثم ظهر ذلك التمساح من بوابة الطائرة.. وحينما نقوم بـ (زووم) على الصورة سنكتشف بأنه ليس تمساحا، و إنما سحلية ضخمة.. ولو زدنا معيار التكبير والوضوح سنكتشف أنه ليس سحلية، و إنما (شاكال) وهو في حالة تسوحله الكبرى..
– “تبا لكم أيها البعارين.. لماذا تفرون هكذا.. لم أقرأ لكم بعد قصيدة (رومانسية جعران) بعد:
خنفساي..
خنفساي ما أبدع قرون استشعارك..
حينما تستحيي من حركاتي قرنيٌ..
خنفساي ما أحلى رائحة عطرك..
حينما تخرجين من مرحاض عشقي..
خنفساي… ”

في هذه اللحظة كانت طائرة (الرباط قد ارتطمت بالأرض، وبدأت تنزلق بعنف على الأرضية والشرارات تنبعث من بطنها إلى أن استقرت بجانب طائرة غزة..
وحينما انفتحت البوابة اندفعت شلالات من سائل أصفر مقزز الرائحة حاملة مها المئات من المسافرين والقبطان وطاقم الطائرة ككل.. ولم يكد هؤلاء يجدون أنفسهم أرضا حتى قفزوا راكضين فارين بجلودهم..
وحينما تحول المكان إلى الصحراء الليبية الكبرى، ظهر (كودو) على البوابة مصفر الوجه مخضره، وقال بإنهاك:
-” تبا لكم! لقد نبهتكم إلى إحضار كمية كافية من الأكياس البلاستيكية لأنني أصاب بدوار البحر..”
تطلع إليه (شاكال) بسخرية وهو يقول:
-“عن أي دوار بحر تتحدث؟ أنت في طائرة!”
رمقه (كودو) شذرا وهو يجيب:
– “ألا يسمونها الملاحة الجوية؟ تباك من معدوم الثقافة..”
ومن بعيد بدا كل من (ملف المستقبل) و (أحمد بعد الله) يصارعان أمواج القيء، ويجاهدان للوصول إلى الطائرتين.. فتساءل (شاكال):
– ” من هؤلاء؟ قنافذ البحر؟”
– ” الأول روبنسون كروزو العصر الجديد، والآخر كوستو بعث من جديد”
كان (ملف المستقبل) يظهر ويختفي وهو يصرخ:
-“النجدة أيها الوغدان.. أنا (ملف المستقبل)”
مد له شاكال يده فتعلق بها هذا الأخير بصعوبة وهو يقول:
– “ملف المستقبل؟! سبحان الله.. لا تبدو لي ككتيب..”
ثم تطلع إلى (تي سكرت) الأرجنتين الذي يرتديه الفتى حيث كتب الرقم عشرة، فأفلت يده كي يخرج كتاب إصدارات المؤسسة العربية الحديثة، ويقول وسط صرخات الاستغاثة:
-” تبا.. العدد رقم عشرة.. ماذا كان عنوانه؟”
في هذه اللحظة كان (كودو) قد أخرج (أحمد عبد الله) من البحر، ويتطلع إلى حالة الإنهاك التي يعاني منها قبل أن يقول:
– “أنظر إلى حالتك.. لا تستطيع حتى السباحة.. وكنت تسمى نفسك فارس القلم..”
استنشق (أحمد عبد الله) الهواء بصعوبة وهو يقول بإعياء:
– ” وما العلاقة بين هذا وذاك؟”
حك (كودو) رأسه للحظات قبل أن يجيب:
– ” هذا ضمير يستعمل للإشارة للقريب.. أما ذاك فهو ضمير يستعمل للإشارة للبعيد..”
تطلع إليه (أحمد) باستنكار ثم قفز إلى البحر مجددا.. فهتف (كودو):
-“هييييه!! ماذا تفعل؟”
– ” هنا أرحم من الوقوف معك بالتأكيد..”
– “عد إلى هنا.. أنا أمزح فقط..”
– ” لا أحد يضمن ذلك.. إن تواجدك المستمر على بعد مائة كيلومتر من (نوفل) لهو شيء غير مريح.. كمن يقطن بجوار مفاعل نووي يعاني تسربا بالضبط”..

***

سيارة تاكسي تهتز وسائقها يجاهد ليحافظ على التوازن، وبالداخل كان الشباب الأربعة متزاحمين يمارسون رياضتهم المفضلة: السماجة..
شاكال: كودو.. أبعد عظمة فخضك فهي تكاد تخترق لحمي..
أحمد: كودو.. هل هذه كتف أم خنجر؟ لو تحركت ستنحرني..
ملف: ههههههه.. أرأيتم؟ لقد أجبرتموني على الجلوس بالأمام.. اشربوا إذن..
كودو: ابسطوا.. فقد ازددت بدانة..
أحمد: هذا يعني أنك كنت قبل هذا تمر من تحت عقب الباب دون مشاكل تذكر..
ملف: أو تنظر من ثقب الإبرة بكلتا عينيك..
شاكال: نصحته مرارا أن يشارك في الحروب الأرضية.. جسده يمكنه من إطلاق الرصاص ثم الاختباء وراء البندقية بدون مشاكل..
كودو: شاكل.. تبدو لي مختلفا عن الصورة..
شاكال: صحيح؟ كيف؟
كودو: في الصورة كان لديك عينان بينهما أنف تحته فم واحد..
شاكال: سبحان الله..
أحمد: شوف إزاي!!
كودو: من أين أتيت إذن بمجمع الألسنة الطويلة هذا؟

ومن بعيد.. بدت السيارة تهتز وتقفز بشكل مبهج..

* * *

تابع >>>


ثم أتى رد من شاكال بالفصل التالي:

فيما بعد نزل (شاكال) من السيارة ..
أنتم تعرفون أنه لم يركب سيارة قط، وكانت رحلة الطائرة كابوس حقيقي، لم تمر شرنقته بالدورة المعتادة : الحنتور، الدراجة ، السيارة، القطار، الطائرة .. لكنه قفز من الحنتور إلى الطائرة مباشرةً، فلا تتوقعوا أن يكون بمزاج رائق كي يرد على (كودو) بأدب جم ..

أين توقف (شاكال) لا يعرف، فقط (أحمد عبد الله) يعرف .. سأله (شاكال) عن المكان :
– أنت تقف الان على الأسفلت ..
– حقاً ؟ يبدو أسفلتكم مختلف عن أسفلتنا ..
– إنتَ لسه شفت حاجة ..؟

مشى الركب بضع خطوات، فهتف (كودو) :
– إنها حديقة حيوانات ؟

لم يكن (شاكال) رائق المزاج خاصة بعد أن انثنى حاجبه الحاجز بسبب كوع (كودو) الشبيه بالرمح، لهذا قال ما انتظره منذ ساعات :
– هنا تجد أصدقائك ..

الحقيقة أن (كودو) تغيرت ملامحه بسبب هذه الإهانة الواضحة، فصار لونه برتقالياً على بيج، وكور عيدان الكبريت – أصابعه – مستعداً للكم (شاكال) في ركبته، وأردف :
– طرنققق … بل هنا تجد أحبابك من السحالي أيها الوغد .. يسرني أن أرى معالم وجهك حين تراها .. لابد أن روميو لن يظهر العشق على وجهه حين يرى جولييت مثلما ستفعل أنت حين ترى سحاليك ..

شعر (أحمد عبد الله) أن التاريخ سيسجل حرباً جديدة من نوع فريد : تحالف الحيوانات بقيادة المظفر (كودو) ضد تحالف الزواحف بقيادة الرائع دوماً (شاكال)، لهذا أوقف هذه المعمعة بكل إمكانياته العبقرية :
– هشششششش

وعلى الفور عم الصمت المكان، إلا من بقايا ألعاب نارية تخرج من عيني (كودو) وألعاب سحلوائية تخرج من عيني (شاكال) .. كان هذا ممتعاً حقاً، وقد شعر (ملف المستقبل) أن المستقبل ينتظر أبطالاً جدد سيخلدهم التاريخ للأبد ..

داخل الحديقة، كان هناك الكثير من المرح حقاً، وقد كان (كودو) بطل الموسم في الصراخ حين رأى (الأسد) .. وقال قولته الشهيرة التي خلدها الإعلام، وسيخلدها التاريخ :
– يا ماما .. دأنا بخاف من الكلب .. يطلعلي أسد .؟

هنا مال (أحمد عبد الله) على أذن (كودو) وقال برقة مصطنعة :
– عزيزي .. هذه زرافة ..؟
– لقد كنت أتساءل – إذن – عن سبب طول ذيلها ..!

فيما كتم (شاكال) ضحكة ساحقة لم يستطع التحمل حتى أطلقها .. وهنا كانت المفاجأة .. لقد جاوبه صوت مماثل .. صوت يشبه ضحكته بالضبط .. آت من هناك .. من (بيت الزواحف ) ..

هرع (شاكال) على (الفور) .. ربما نسى اسمه وعنوانه، ربما لم ينتبه إلى محفظته التي اختلسها قرد مسخوط، ربما لم ينتبه إلى الفتاة التي ولولت لأنه داس على اصبع قدمها الصغير، كان يهمه أن يلبي النداء .. نداء الأدغــ.. .. نداء السحالي ..

وقف أمام الشباك الزجاجي يرمق (السحالي) بأنواعها .. وفي عينيه حزن غائر وهم عميق، ها هم أحبابه يرقدون بقربه، فقط يفصله الزجاج اللعين عن حضنه، فكر في الأمر .. ماذا لو هشم الزجاج ؟ لكن صياح (كودو) و(ملف) و(أحمد) مع صوت لهاثهما أوقفاه عن ذلك .. فكر في أن يفجر رأسيهما بواسطة سلحفاة، لكن الفرصة كانت قد ذهبت منه لأنهما اقتربا جداً ..

قال (أحمد عبد الله) وهو يمسك قلبه من التعب :
– شاكال يا عزيزي .. سوف أحضر لك عشرون سحلية لكن رجاءً لا تهشم الزجاج وتضطرنا لدفع غرامة لن يكفي راتب أهلي على سداده لمدة عشرون عاماً ..
– تؤ .. سوف أهشمها .. إنه الشوق يا عزيزي .. ولن أستطيع الانتظار ، هذا لقاء (قيس) و(ليلي) ..(عبلة) و(عنترة) .. هذا لقاء العاشقين الذي لا قواعد له ولا تسويف ..!

كاد (كودو) يبكي لوعة من التأثر، بينما عكف (أحمد عبد الله) في عد أصابعه للمبلغ الذي سوف يدفعه مضروباً في مائة ألف، إنه مسئول عنه .. وقد فكر في أن قتل (شاكال) أهون ألف مرة من تهشيم لوح الزجاج .. قال (كودو) :
– شاكال .. هف .. هئ .. هؤ .. هناك (ورل) في الجوار، وبالمناسبة .. هناك فتحة في الزجاج، لذا يمكنك ري ظمأ أشواقك مقدماً ريثما نجد طريقة للم شملك ..

وقد كان، ها هي تقترب بأنفاسها العطرية من صدر شاكال، تنخز مخالبها في صدره، تعلمون مقدار الشوق، تسيل دماء وجهه، يا لشوق الحبيب، يختلط لعاب لسانها بدماءه ، يا للروعة ..

– انتبه يا (شاكال) .. أنت تحضن (إيغوانا) ..
– لا يهم ..
– لكنها مفترسة ..
– لا يهم ..
– إنها ليست من فصيلة السحالي ..
– يا للهول ..

وهنا انقض (شاكال) على (كودو) وبشق الأنفس استطاع (أحمد) و(ملف) أن يخلصوه منه ..
– كنت أنقذك أيها الوغد، إنها تأكلك حياً ..
– أنت لا تفهم تضحيات الأحبة، لقد خدعتني .. اتركاني ..

أما بحيرة البجع يجلس الجميع ، دماء (شاكال) تختلط بدموع الفراق، بينما (أحمد عبد الله) عاكف على تضميد جروح (كودو) وكسوره، فيما (ملف) يرثي حظ الكون في هذه التحف البشرية ..

كان هناك جولة أخرى مع (الدب الأسود) المريع، فيما كان (شاكال) يخطط شيئاً ما انتقاماً لسحاليه الرائعة .. لكن هذه قصة أخرى ..

شاكال

فكان فصلي الثاني:

كان (كودو) قد تحول إلى أجزاء مفككة بعد هجوم (شاكال) الدموي العنيف عليه، وكان (ملف المستقبل) يحاول جاهدا أن يلم شتاته ويركب كل جزء في مكانه مستخدما كتابا وجده في جيب سترة (كودو) بعنوان: “دليل تركيب كودو دون ميكانيك أو سحر الفودو”..
وبعد أن تم العمل قفز هذا الأخير على قدميه في نشاط، وابتسم سمجا، ثم قال:
-“كل هذا من أجل تعليق بسيط؟ يالك من دموي!”
اتجه (ملف المستقبل) نحو (أحمد عبد الله)، وتنحنح حرجا وهو يتطلع إلى عظمة بيده قائلا:
-“لقد تبقت هذه القطعة بعد أن انتهيت من تركيب (كودو).. لم أجد لها مكانا صراحة!”
عقد (أحمد عبد الله) حاجبيه، و أمسك العظمة بين يديه وهو يقول:
-“ما دامت موجودة، فإن لها فائدة ما حتما!”
رفع (ملف المستقبل) حاجبيهمبهورا وهو يردف:
-“يااااه!! معك حق! و أنا الذي كنت سأرمي بها في القمامة!”
تطلع إليه (أحمد) للحظة بتفكر، ثم رمق بنظرة خبيثة (كودو) الذي كان متشاغلا بالحديث مع (شاكال)، قبل أن يستطرد:
– “الحقيقة أن هذا يبدو لي الحل المناسب بالفعل.. إن الفتى يبدو بصحة جيدة، ولا داعي لإثارة قلقه بتفاصيل جانبية ليس لها أي قدر من الأهمية..”
ثم رمى بالعظمة وراء ظهره لتتجاوز حاجز قضبان وتستقر داخل قفص حديدي ضخم..
ثم …
“تعالي لي يا بطة!! و أنا مالي هيه؟… وشيلي لي الشنطة.. و أنا مالي هيه….”
التفت الجميع إلى مصدر الصوت ليكتشفوا أنه ينبع من (أحمد عبد الله).. فهتف (شاكال):
-” أحمد.. ما بال صوتك (مسرسع) بهذا الشكل؟ ثم إن الوقت لا يبدو مناسبا للغناء..”
تنحنح (أحمد عبد الله) بحرج وهو يجيب:
-“لم أكن أغني.. كانت هذه رنة على مبايلي فقط..”
اندفع نحوه (ملف المستقبل) فرحا وهتف:
-“صحيح! رنة رائعة.. هل يمكنك أن ترسلها لي إلى محمولي؟”
تنحنح (أحمد عبد الله) بمزيد من الحرج وهو يقول:
-“لاحقا!! لاحقا!!”
ابتسم (كودو) ساخرا وهو يقول:
-“كل هذه رنة فقط! كيف سيكون الحال لو كانت مكالمة؟ هل سيرن لساعة؟ في المغرب هناك محترفوا رن.. هم لن سيمحوا لك قط بإمساكهم.. فتجد رنة تستغرق نصف ثانية.. وتجد أخرى تستغرق ربع ثانة، وهناك محترفون يستطيعون أن يجعلوا الضوء يشتعل في موبايلك دون أن يرن هذا الأخير (*).. عما قريب سيبدؤون باستعمال أسلوب إنما الأفعال بالنيات: ينوي أحدهم أن يعطيك رنة فتحس بذلك..و بعد ذلك…”

تشاغل الثلاثة الآخرون بمراقبة الحيوانات هروبا من الخطبة العصماء التي انطلق فيها (كودو)، ولكنه صمت فجأة وقد تعلق بصره بشيء ما.. فهتف فيهم:
-“انظروا إلى ذلك الأسد الذي يتسلى بلعق قطعة عظمية!!”
– شاكال: وماذا في ذلك؟ ألم تر أسدا في حياتك؟ (بسخرية)..
– ملف المستقبل: وهل ترى الأسود يوميا يا (شاكال)؟
– شاكال: بل أربيهم في البيت أيضا.. (بأوداج منتفخة)..
ولما رأي الدهشة المستنكرة في عيني (ملف المستقبل) استطرد:
-“أجل.. أجل! أنا أمضي معهم ساعات يوميا، وأطعمهم الجزر بيدي هاتين اللتان سيأكلهما الدود!”
رمقه (أحمد عبد الله) بغل وهو يقول:
-“نقول العينان اللذان سيأكلهما الدود يا بني!”
أردف شاكال:
-“إذن فلتكن اليدان اللتان ستأكلهما الصراصير..”
كظم (ملف المستقبل غيظه وهو يقول:
-” أنت تؤكل الأسود جزرا! أراهن أن هذه الأسود تملك آذانا طويلة وسنين أماميين بارزين”
رمقه (شاكال) داهشا وتساءل:
-“كيف عرفت؟”
أضاف (أحمد عبد الله):
-“وأراهن أن لديهم أقداما طويلة أيضا، وزغبا حريريا، و اسمهم أرانب..”
كاد يغمى على (شاكال) من فرط المفاجأة وهو يصرخ:
-” يا ألطاف الله! كيف عرفت انت أيضا؟”
ثم التفت إلى (كودو) قائلا:
-“يبدو أن الشعب المصري كله مبروك يا كوكو..”
أفاق (كودو) من الحالة الذهولية التي غلفته وبصره لايزال معلقا بالعظمة إياها.. نفض رأسه وهو يقول بخفوت:
-“شباب.. هناك إحساس غريب يغلفني.. أحس أن ذلك الأسد يلعقني..!”
قفز (أحمد عبد الله) صارخا:
-“إحم.. هاااااااا… نعم.. ماذا كنا نقول؟ آه.. ألن نذهب من هنا؟ لست أفهم إصرار (شاكال) الخرافي على التوقف هنا دون حتى أن يرتاح من عناء السفر.. ثم إن (أحمد عبد المولى) و(بريان) ينتظران..”
لم يكد ينهي العبرة حتى:
-“تعالي لي يابطة.. وأنا مالي هي.. وشيلي لي الشنطة.. وأنا مالي هيه!! ونروح على طنطة.. وأنا مالي هيه!!”
ملف المستقبل: ماذا تنتظر للرد على المكالمة؟
أحمد: أفضل أن لا أفعل حاليا..
ملف المستقبل: لماذا؟
أحم: لست بمزاج رائق..
شاكال:قد يكون هذا (بريان) أو (أحمد عبد المولى).. أسرع بالرد..
“إدلع يا رشيدي.. على وش المية.. هات إيدك وخذ إيدي.. على وش المية!!”
ملف المستقبل: تغيرت الأغنية لوحدها..!! أي نوع من الموبايلات هذا؟”
كودو: ثم ما سر هذا الغرام الغريب بالأغاني الشعبية الأثرية هذه؟ أراهن أن الأغغنية القادمة ستكون:” إيه الأستك دا؟ إيه لي ماشي يعجز دا؟””
لم يكد يتم العبارة حتى…:” إيه يا راجل إنت دا؟ إيه لي انت عامله دا؟ مش عيب عليك في السن دا؟ يطلع منك كل ذا؟”
كودو: مللت كوني محقا دوما..
شاكال: أحمد.. رد على الهاتف قبل أن أغتالك!
مط (أحمد عبد الله) شفتيه في و أطلق زفرة حانقة.. ثم مد يده إلى جيبه وهو يقول:
-“لازم تقرفونا في عيشتنا؟”
بدأ الشد بقوة.. في البداية أطل هوائي ذو خمس سنتيمترات طول وسنتيمترين قطر.. ثم واصل أحمد الشد بكل ما أوتي من قوة حتى برز ثلث الموبايل.. وكان هذا كافيا ليصل طوله إلى نصف متر.. هنا فقط برز زر التقاط الاتصال.. فضغطه مع اختيار خيار (الفري هاند) كي لا يضطر ليخرج ما تبقى.. فأتى صوت (أحمد عبد المولى):
-“تبا لك يا احمد! ساعة كي تأخذ الاتصال؟”
زفر أحمد حانقا ثم قال:
-” كنت أفضل أن لا آخذه على الاطلاق تفاديا للفضيحة.. لكنك كنت مصرا كخرتيت!”
-“لماذا تأخرتم؟ نحن بالانتظار..”
-“نحن قادمون حالا”..

أغلق الخط وجاهد لربع يوم كي يعيد الجهاز إلى مكانه.. والتفت إلى الباقين ليجدهما متجمدين ينظرون إليه بعته ذهولي.. فتنحنح قائلا:
-“ما الأمر؟”
كودو: سؤال وجيه: ما ذلك الشيء الذي أخرجته من جيبك؟
شاكال: إنها ثلاثجة متنقلة على ما يبدو..
ملف المستقبل: كلا.. ألم تسمعوا صوت الغنية؟ هذا جهاز راديو كاسيت ستيريو من النوع الضخم..
كودو: عندنا يسمون هذا النوع من الهواتف المحمولة “إبراهيم يرفع أصبعه”.. والأصبع هنا هو الهوائي طبعا..
أحمد: لا داعي للسخرية.. إن هذا الهاتف أثير لدي..
شاكال:طبعا طبعا.. نحن نفهم.. أنت تستعمله كهاتف محمول، وكسلاح أيبض عند الضرورة.. هكذا لا تحمل عصا أو سكين قرن غزال على الاطلاق..
ملف المستقبل: طبعا.. يكفيه الهاتف قرن الديناصور هذا..
كودو: نصيحة أخوية صادقة.. كي لا تتعب نفسك بإخراجه دوما حاول ان تعلقه وراء ظهرك كما يفعل الساموراي القدامى..

قدحت عينا (احمد بعد الله) شررا، و أخرج هاتفه وهو يطارد الجميع محاولا شج رأس أحدهم..
إن لقاء الأصدقاء حميمي بالفعل..

*****************

(*) حقيقة واقعية.. كان هذا يحدث لي حينما كنت أملك نوكيا 3310..

يتبع>>>>>

لم تنته القصة بعد طبعا..
لكنني لم أنهها هناك أيضا..

الوصلة الأصلية

6 تعليقات

مقدمة لقسم: هلاوس.. ضحك.. خيال

الحقيقة أن أسعد أيامي على النت قاطبة هي التي أمضيتها في عصر منتدى شبكة روايات التفاعلية أيام مجده.. حين كانت عصبة ذهبية من الأعضاء الذين خلقوا مجتمعا حقيقيا خياليا في آن واحد..
هناك ضحكنا.. هناك تسامرنا.. هناك تناقشنا..
صداقات لم أكن أتخيلها..
أصدقاء من لبنان.. من مصر.. من فلسطين.. من سوريا.. من ليبيا.. واللائحة طويلة..
وفي سبيل تخليد ذكرياتي الخاصة هناك.. أقدم لكم هنا باقة من الأعمال التي 犀利士
لن يجرؤ أحد على أن يسميها كذلك..
ليست بأعمال أدبية.. لا تضبطها أية قواعد..
هي فقط أعمال رسمت البسمة على شفاهنا، وجعلتنا ننقلب على ظهورنا ضحكا في الكثير من الأحيان.. هي أعمال تخلد تاريخ صداقات.. ومناوشات..
وحروب الكلمة الساخرة بين أصدقاء لدودين..
لن تكون فقط أعمالا لي لأننا في الغالب نشترك في صياغة العديد منها..
أرجو أن تتمتعوا بها كما فعلت.. فالسخرية هنالك شديدة.. أكثر من اللزوم صراحة.. 😀

Leave a Comment

حرمان الاتصال..

تبا!!

لماذا نألف خيارات تلهينا عن خيارات أخرى؟
لماذا نصبح مترفين بأسرع من البرق دون أن نحرك ساكنا كي نقاوم؟..
لماذا نكون نحن في البداية، وبعد ذلك يصبحون هم؟.. هل لأننا أصبحنا أفضل أو أرفع؟

لماذا أتحدث عن هذا الآن؟ ربما لأن الموقف يذكرني بأحداث سابقة كثيرة أشنع وأكثر وضوحا..
الأمر هذه المرة بسيط: لقد ألفت الاتصال عبر مركز حاسوب المعهد.. فكرهت مقاهي الأنترنت.. كرهتها حتى النخاع، و بدأت أترفع عن الذهاب إليها باعتبار أنني ألفت الاتصال متى أردت، و أن الاتصال بالمعهد أسرع..
ثم أدخلت النت إلى البيت في مدينتي، أمضيت عطلة الصيف كلها أتصل مرتاحا هانئا.. هذه المرة كان الفارق هو أن الاتصال دوما مستقر وأنني أستعمل جهاز الكمبيوتر خاصتي..
حينما عدت بعدها للمعهد لم أعد أدخل مركز الحاسوب تقريبا..
لا نت كافي، ولا مركز حاسوب.. النتيجة: لم أعد أتصل تقريبا، واختفيت عن الجميع وعن أصدقائي وعن نفسي والمجتمع الخيالي الذي عشقته..

كل هذا بسبب ألاعيب النفس البشرية اللعينة..

الآن أنا أتعالى على نفسي و أقبل الاتصال من مركز الحاسوب بصعوبة.. وحينما تحدث به مشاكل من قبيل اقطاع الاتصال كما حدث في اليومين السابقين، فأنا أنقطع تماما عن النت..

Leave a Comment

الدور التثقيفي للإعلام العربي..

قرات موضوع الحقيقة و التاريخ و الإعلام العربي.. ثم أتبعته بالرد الذي ورد في موضوع الإعلام والتربية والتعليم.. وقد أثاروا لدي تساؤلا قديما عن علاقة الإعلام العربي المعاصر بثقيف الطبقة الشعبية العربية..

أصبحت مؤخرا أصنف أغلب من أحدثهم إلى ثلاثة أصناف:

شبح المثقف (أو قناة الجزيرة): هو النوع الذي يتحدث معك بطريقة نسخ لصق الفذة.. حينما يثار النقاش بشأن قضية ما، تجد فيصل القاسم أو أحمد منصور أو غيرهم يتحدث.. والعجيب انهم يدافعون عن تلك الآراء كأنها مسلمات، أو كأنها آراؤهم الخاصة.. ولكم يحلو لي أن أذكر المصدر الذي استقى منه هذه الآراء أمام الملأ..

نصف المثقف: هو الذي يستقي معلومات من مصادر عدة، ويكون ثقافة إخبارية لا بأس بها.. هذا النوع أيضا عبارة عن مجموعة من القنوات والجرائد دمجت في بعضها البعض لتخرج لك في بعض الأحيان بآراء متضاربة في مضمونها..

المثقف: هو من يستقي المعلومات والآراء ليتطعم بها فكره الخاص بعد تحليل وانتقاء وانتقاد..

وبما أن أشباح المثقفين هم الغلبة، فإن الإعلام يلعب دورا أساسيا في التوجيه الفكري للجماهير.. وهذا ما لم يعيه صناع القرار لدينا، مما يجعل الأمور في غالب الأحيان تهرب من بين أيديهم عبر قنوات خارجية تفضح الواقع حينا، وتقنعه بإيديولوجياتها الخاصة أحيانا..

نحن مسيرون بالإعلام، شئنا أم أبينا.. والدليل أن مشاعرنا تتهيج كلما ازداد الحركة الإعلامية اهتماما بآلامنا الشعبية،.. ثم تجمد مشاعرنا تماما حينما تغفل عنها.. وهذا ما حدث بعد غزو العراق مثلا، حيث نسي الجميع تماما ما يحدث بفلسطين..

3 تعليقات

ثورة الأكباش..

عندما يقترب عيد الأضحى، تبدأ الخرفان بالشعور بالأهمية أولا، ثم الخطورة لاحقا.. الأعلاف تتزايد بشكل غير طبيعي، والزيارات البشرية تتوالى بشكل مثير للريبة، والكل ينظر إليهم بنظرة غير مريحة، والمباحثات والمشاورات مع صاحب المزرعة تدور على قدم وساق..
لذا فمن الطبيعي أن يحس الأكباش بالخطورة، ولا أحد يلومهم إن بدءوا بتسنين قرونهم استعدادا للدفاع عن النفس.. ويبدو أنهم قد يقيمون اجتماعا سيفضي بهم بعد مباحثات طويلة، وبعد تكوين لجان تنبثق عنها لجينات، إلى اتخاد قرار خطير بالإضراب عن الطعام، وذلك كي يقضوا على آمال أكلة لحوم الأغانام (الكانيبالات البشرية)..

لماذا أضع مثل هذه التصورات؟ لأننا حينما فتحنا بطن الكبش أمس وجدنا معدته شبه خاوية، وقد يبس البراز على جدران (الكرشة) كأنه لم يأكل منذ قرون.
طبعا لن أتهم صاحب المزرعة بشيء، فالرجل يؤكد أنه يقدم العلف الممتاز لقطيعه دوما، وهو –زيادة على ذلك- علف مستورد.. فالأغنام عنده تربوا على العز.

الحقيقة أن العديد من الظواهر غير الصحية تنتشر قرابة عيد الأضحى.. فمن نفخ الكباش بالملح والمياه، إلى نفخها الفعلي بمنفاخ العجلات، وقفل الفتحات بالأشرطة اللاصقة (وأنا لا امزح هاهنا)..

هذا من جهة الباعة.. فماذا عن الزبائن؟
لقد تحول العيد من فريضة وشعيرة دينية إلى مأدبة لملء البطون، والبحث عن الأكباش ذات القرون:
-“من فضلك عزيزي.. لن أقبل بكبش أصغر من الذي أحضره زوج خديجة.. أنا أحذرك من الآن! لا أريد أن يقال عنا فقراء أو معدمون..”
-“حاضر!”
-“لا تنسى أن يكون من النوع البلدي الممتاز!”
-“حاضر!”
-“ثم يجب أن يكون ذا قرون طويلة ملتوية.. فهذا دليل على الصحة!”
-“هذا الوصف يناسب جديا أكثر مما يناسب كبشا.. ما رأيك بعجل وننهي النقاش؟”
-“حقا! العجل سيكون أفضل.. فليكن!”
يمتع الزوج نفسه بضرب رأسه بالحائط، ثم يفر هاربا..
هذا مشهد مألوف حاليا.. وأنا لا أقصد أن أنتقد الزوجات هنا، فهناك من الذكور من هو أكثر ولعا بالتفاخر وملء البطن..

ووسط هوس شراء الأضحية بأي ثمن كان، تفشت ظاهرة غريبة مؤخرا تتمثل في الإستدانة بالربا لشراء الأضحية.. هذا يشبه من يتوضأ بالخمر وهو معجب بنفسه..
في ملصق كبير بإحدى اللوحات الإشهارية بالرباط، رأيت عرضا من إحدى الأبناك يتلخص في قرض لشراء كبش العيد مقابل مئتي درهم شهريا.. وبغض النظر عن عن الرأي الشرعي في الأمر يبدو العرض مغريا.. فقط لو كنت تجيد الحساب ستكتشف أنك مع نهاية مدة السداد ستكون دفعت ثمانية آلاف درهم فقط.. هكذا تكون اشتريت خروفا بثمن عجل صغير بالفعل..

2 تعليقان

شبكة مدونات مدارات

يبدو أنه قد حان الوقت لاتنازل قليلا وأقدم مجموعة الروابط الخاصة بمدونات شبكة مدارات..
منذ قرون والمحررون يتوسلون إلي، وخصوصا رئيس التحرير الهمام (على رأي داليا يونس )، وأخيرا استجبت لطلبهم بعد ان وقعوا على وصلات امانة وشيكات وطلبات ممهورة بتواقيع 125 موظفلا لاتقل مرتباتهم عن ثلاثة وعشرين قرشا وأربعة سنتيمات..

ماذا لدينا:

قصاص وكاتب صحفي مصري..مواليد القاهرة يناير 1948. عضو نقابة الصحفيين واتحاد كتاب مصر. حاصل على الدكتوراه في الأدب الروسي من جامعة موسكو عام 1992. عمل في الصحافة منذ عام 1964. عمل مراسلا لإذاعة (أبو ظبي) من موسكو خلال فترة الدراسة من 1989 حتى يناير 1998، ومراسلا لمجلات مصرية وعربية عديدة، ثم مراسلا لجريدة الاتحاد الإماراتية من 1991 حتى يناير 1998. متفرغ للعمل الصحفي. يكتب بانتظام عمودا أسبوعيا في جريدة أخبار الأدب المصرية، ويكتب لغيرها من المجلات العربية. مراسل مجلة الآداب البيروتية في القاهرة.

باختصار شديد: محترف المجموعة الذي نتشرف بأن نكون بجانبه في مكان واحد..

——————————————————
ثم نبدأ بالبيغ بوص، رأس الحربة، القاص والصحفي المغربي الشاب الذي لن يكف عن إبهاري يوما بكم المشاريع الخرافي الذي يخطط له.. يتمتع بأسلوب أدبي متمكن، وقد أنتج مجموعة قصصة مشتركة مع القاص عبد الواحد استيتو.. وهو يحضر لنشر المجموعة الثانية..

—————————————————–

مشروع فنان قدير، هو كذلك أصلا منذ الآن، يحملك معه عبر تصميماته وكاريكاتيراته إلى عوالم أخرى لم تكن تتوقعها.. تنظر لأعماله فتقول: تبا! أي حس فني يملكه هذا الشاب..
كاتب جيد يجيد فن الحديث عن الحياة.. يملك نظرة ثاقبة على مشاكل المجتمع، ويتمتع بأسلوب سلس بعيد عن البهرجة اللغوية المعهودة..

——————————————————

كريستوف كولومب المجموعة 😀

مغرمة بالتاريخ وبمسح الغبار المتراكم وراء أحداث قديمة، كي تستنبط لك ببراعة تحسد عليها تأثيرات ذلك على واقعنا وزمننا الحاضر..

الخلاصة: لو كنت تكره التاريخ فادخل الوصلة كي تحبه..

—————————————————–

قاصة موهوبة أخرى، موهوبة إلى حد لايطاق.. لست ادري لماذا كنت أقرأ لها القصص المشتركة فقط، الآن اتيحت لي الفرصة لمتابعة إبداعها كله لحظة بلحظة.. ومن الواضح أنها وضعت كل ما لديها في المدونة دفعة واحدة .. لا احد يطاردك يابنيتي، فخذي حساب أيام القحط الإبداعي وادخري..
لمن يريد ان يكتشف موهبة أدبية بديع نوه بها الروائي الشهير الدكتور أحمد خالد توفيق في محافل شتى.. إليكم الوصلة:

—————————————————

هذا ما لدينا لحد الآن، وجاري التحضير لمدونات أخرى من شبكة مدارات نعلن عنها حال بدء النشاط بها..

7 تعليقات

داء الشعر والخاطرة..

كل من يراك جالسا، والقلم والورقة بين أناملك، يبتسم..
ربما بإعجاب.. وهذا نادر..
ربما بسخرية.. وهذا وارد..
ربما بمزيج منهما.. وهذا الأرجح..
ثم يقترب من مجلسك ليتحفك بالسؤال الكلاسيكي المحتم:
-“شعر؟”
فحسب تصور الزملاء الأفاضل، كل من يختلي بنفسه، أو الأشنع من هذا يجلس بمقهى كي يكتب، فهو حتما يكتب شعرا.. هذا لو كان ذو مكانة رفيعة.. و إلا فمن المؤكد أنه يكتب خاطرة.. وهذه مكانة أوضع..
هكذا تنقسم الأجناس الأدبية في التفكير الطلابي المتداول إلى: شعر أو خاطرة..

لست أدري هل تساءل أحدهم يوما عن مصدر ما يقرؤونه أو يسمعون عنه من قصص أو روايات أو مقالات؟
برأيي كتابها أشخاص عاديون مثلي ومثلك.. لا يطيرون، ولا تخرج النيران من أنوفهم مثلا.. فما المانع من أن تكون أحدهم؟ أحد أولائك الخرافيين الذين يستطيعون تحقيق معجزة إنتاج شيء آخر غير الخواطر والأشعار..

الحقيقة أن الشباب معذورون.. ففي الوسط الطلابي، أغلب من يكتب أو يدعي الكتابة، فهو ينتج أحد هذين الجنسين الأدبيين..
أنا لا أبخس الشعر قدره مثلا، لكنني أجد ان أغب من يدعون كتابته هم مجرد متحذلقين لا يستطيعون حتى ضبط الموسيقى الشعرية كما يجب.. فلا هم يكتبون شعرا حرا، ولا هم يكتبون شعر النثر.. إنهم في برزخ ضائع بين الإثنين..
أما الشعر العروضي، فلم يعد أحد يتحدث أصلا، في الوسط الطلابي، عن إنتاجه منذ مدة لا بأس بها.. وفي نفس الوقت، قليلون هم من يجسرون على اقتحام عوالم القصة القصيرة، ناهيك عن الرواية.. أما المقالات، فيمكنك مسحها من خريطة التفكير بضمير مرتاح، اللهم إلا من رحم ربك ممن أتيحت لهم فرص أجبرتهم إجبارا على كتابتها لهذه المجلة الطلابية أو تلك..

لهذا أقولها عالية:
شباب.. أنا أكره كتابة الشعر..
ربما اكتب خواطر وهذا نادر..
لكن حينما تجدونني جالسا أكتب، أرجو فقط ان ترحموني من ذلك السؤال الكوني.. وكونوا على يقين أنني أكتب أي شيء عدا الشعر..
قصة قصيرة.. رواية.. مسرحية.. مقالة..
اختاروا ما تشاؤون..

6 تعليقات

عن!

يبدو أنه من المحتم أن يكتب كل مدون في صفحة سيرته الذاتية أشياء من قبل أنه يكره هذه الصفحة ولا يجد لها معنى أو فائدة.. ولكنه مجبر على كتابتها لسبب من الأسباب، أو لأن الضرورة تحتم ذلك، أو أي خزعبلة من هذا القبيل..
لذا فأنا لن أحدثكم عن نفسي هنا كنوع من التجديد.. سوف أتحدث عن برنامج جديد فقط:

عصام إزيمي 1.0

الإصدار الأول والأخير من هذا المخلوق غريب الأطوار..
نسخة 01 فبراير 1983 بمدينة تيزنيت.. المغرب

المميزات:

– غير قابل للنسخ أو القرصنة.. فهو، على كل حال، عبارة عن برنامج مجاني (Freeware)..
– يدعم اللغة العربية والفرنسية.. وبشيء من التسامح يمكنه أن يقبل الإنجليزية..
– مهندس دولة تخصص معلوميات..
– يلقبه بعض أصدقائه ب”قلم الرصاص ذو الممحاة”.. وهو اسم أثير لديه، لكنه مقتصر على أصدقاء النت..
والسبب في هذه التسمية أنه إنسان ذو بعد وحيد: ارتفاع فقط..
– هو عبارة عن مجموعة مشاريع وأحلام يحتاج تحقيقها إلى خمس حيوات لا واحدة: مشروع مخرج سينيمائي.. مشروع عازف ملحن.. مشروع روائي.. مشروع مصمم (ليس على الإنتحار طبعا)..مشروع ممثل مسرحي (…)
– مقيم حاليا بسيرفرات الدار البيضاء..

هممم.. ماذا أيضا؟
قد أعود بالجديد لاحقا..


8 تعليقات