تجاوز المحتوى

الكاتب: عصام

لماذا تقل الردود على المدونات العربية مقارنة بالفرنسية؟

أكره العناوين المباشرة حقا.. لكن أغلب النصائح الموجهة للمدونين تتحدث عن عناوين معبرة، وهذا أقنعني بأن أقنع بعناوين جد مباشرة..

وصل أمس عدد زوار المدونة المنفردين إلى 118 زائرا، بعد أن تجاوز منذ بضعة أيام حاجز المائة..
كنت أظن فيما سبق أن سبب قلة الردود هو تلك السلبية التي يعاني منها الجميع، و أنا أولهم، تجاه التفاعل مع المواضيع بالرد..
الكل يحب القراءة وقلة تحب الرد إلا على المواضيع التي استفزتها..
اعرف أن المواضيع الجادة والتي تفتح نقاشات أفلاطونية تكاد تنعدم في مدونتي.. أفهم ذلك تماما، ولا انتظر أن أجد يوما موضوعا لي وقد وصلت فيه الردود إلى 46 و أربعين ردا كما يحدث مثلا هنا في مدونة الأخ العربي..
انا أقنع بذلك.. أقنع بان تكون مدونتي مختلفة عن الآخرين في أنها ليست صحفية بالدرجة الأولى، وليست جادة تماما بالمعنى الصلب المؤثر القوي الذي نجده في مدونات أخرى يظل أصحابها يقرؤون ويتابعون الجديد من الأخبار كي يطوروا المستوى الفكري لمواضيعهم..
أنا للأسف لا أملك الوقت الكافي لذلك.. وكل من مر بتكوين هندسة الاعلاميات يعرف ذلك..
إنها مدونة شخصية.. تعبر عما أحب.. عما أكره.. عن ذكرياتي.. عن شخصيتي و آرائي.. بدون تصنع أو قتال ديماغوجي أحاول اصطناعه بكل ما أملك من قوة.. هي مدونة بسيطة ساخرة في أغلب الأحوال لأنني أعشق هذا الأسلوب، ولأنه نادر على المستوى العربي..
فقط أحاول الابتعاد عن الاسفاف والتسطيح قدر ما أستطيع.. ولكنني متيقن ان لا أحد سيعتبر المدونة على أنها مدونة جادة لأن تفكيرنا وسيكولوجيتنا تمنع علينا أن نعتبر الكتابات الساخرة على أنها كتابات جادة..

يبدو أنني ابتعدت كثيرا عن عنوان الموضوع.. لا بأس..
بغض النظر على ما قلته فوق، وبغض النظر عن أنني لا أهتم لأمر الردود طالما كان هنالك قراء (و أنا بالمناسبة أطالع عدد الزوار يوميا)، فقد أثار بعض الأصدقاء انتباهي إلى سبب وجيه من الأسباب التي تمنعهم من الرد.. والسبب يتلخص في الوصلة التي أعطيتكم مسبقا لمدونة الأخ العربي الفرنسية: العديد من الأصدقاء يقولون بأنهم لا يستطيعون الرد بالعربية، ولا يرغبون بتشويه المدونة بردود بلغة أخرى..

من طالع منكم صفحتي الشخصية : سيكتشف أنني مخلوق :

– يدعم اللغة العربية والفرنسية.. وبشيء من التسامح يمكنه أن يقبل الإنجليزية.

لذا يمكنكم كتابة الرد بأي من اللغات الثلاث، و سأتكفل بتلخيص محتوياته لباقي القراء باللغة العربية..

أعدكم انني قد أطرح مواضيع دسمة مثيرة للنقاش كلما سنحت لي الفرصة، لكنني لن أبحث عنها غصبا.. فقط أتمنى بالمقابل أن لا يوقفكم حاجز اللغة قط عن كتابة رد أردتم قوله..

تحياتي

33 تعليق

ويندوز ( windows ) لن يكف عن تقديم المفاجآت السارة..

الحقيقة أن المدونة تحدث بوتيرة ضعيفة هذه الأيام، وذلك بسبب انشغالي الشنيع بتطبيقاتي وامتحاناتي..
لذا لا أرى مانعا بين الفينة والأخرى من كتابة موضوع بسيط خفيف من وحي اللحظة، كي لا أفقد قرائي 😀

المسألة هذه المرة تتعلق باكتشاف بديع لست أدري إن كان مشهورا، لكنني صادفته مؤخرا فقط..
هل سبق وحاولت أن تفتح مجلدا أو ملفا جديدا تحت اسم “con”..؟
إن لم يسبق لك فعل ذلك فحاول القيام به الآن وسترى النتيجة..
ببساطة: ذلك مستحيل..
قد تحصل، على اختلاف نسخ الويندوز، إما على رسالة خطإ تخبرك بأنه لا يمكن أن تتم هذه التسمية لأن هناك ملفا بهذا الاسم أو أن الاسم غير مقبول، أو يقوم بتجاهلك تماما ويعيد اسم المجلد كما كان..

أخبروني بالله عليكم ما به هذا المسمى ولماذا لا يوافق المواصفات المعروفة للمسميات في ويندوز على الأقل..

أتمنى أن أفهم ماذا يحصل في مستوى مجلد المسميات (catalogue) في هذه الحالة.. وهو مجلد يختلف بالمناسبة عن مايسمى تعبيريا بالمجلدات في ويندنوز.. فهذا المجلد هو الذي يتكفل بربط اسم الملف بموضعه على الذاكرة الثانوية (القرص الصلب)..

على العموم لن أفهم ذلك على الاطلاق على ما يبدو.. فما سمعته هو أن (بيل جيتس) ذات نفسه قد عجز عن تفسير الأمر..

وللويندوزات غرائب!!

19 تعليق

بشرى لعاشقي روايات مصرية للجيب المقيمين خارج مصر

العديد من عشاق روايات مصرية للجيب و إصدارات أخرى يعانون كثيرا للحصول عليها..
وبعضها لا يصل إلى البلدان التي نقيم بها على الإطلاق..
لذا أتت هذه الفكرة لتوفر الأمل لي وللعديد من القراء المولوعين..

الان يمكنك شراء السلاسل الكامله هذه المره من جديد لمن هم خارج مصر
عبر متجر رواق الأدب الإلكتروني..

س& ج:
كيف يتم الشحن ؟
يتم الشحن بواسطه البريد المصري الجوي ..
ما هي أسعار الشحن ؟
في الواقع ان اسعار الشحن متفاوته حيث كلما زاد وزن الطلبيه كلما قل سعر الشحن
مثال ان 1 كيلو جرام يكلف : 40 جنيه مصري …بينما 4 كيلو جرام يكلف 65 جنيه مصري .

هل تتأخر الطرود في الوصوال ؟
لا فغالباً تصل الطرود في حدود 7 – 12 يوم …
هل أسعار الروايات مماثله لمثيبتها في السوق المصريه ام لا ؟
نعم اسعار الروايات المتاحه عبر متجر رواق الادب الإلكتروني مماثله لنظيرتها المتاحه في الأسواق المصريه بدون إي زياده علي الثمن
هل يمكنني شراء السلاسل الكامله ؟
نعم فعبر متجر روايات لاول مره ..جميع أعداد سلاسل روايات مصريه للجيب متاحه للبيع
كيف يمكنني الدفع ؟
حاليا يمكن الدفع عبر الحوالات البريديه ، التحويل البنكي
قريباً جدا عبر الــWESTER UNION
أيضا بطاقات الكاشيو.
هل يمكنني متابعه الطلبيه ؟
نعم الأن يمكنك متابعه الطلبيه عبر رقم بطاقه خاص سوف يعطي لك عندما يتم الشراء ..يتيح لك حساب خاص فيه حاله الطلبيه وهل تم شحنها ام لا..ويمكنك عبر أرسال صوره للحواله البريديه او التحويل البنكي لكي يتم الشحن الطلبيه فوراً دون انتظار وصول أشعار لنا من البنك بوصول مبلغ مالي
جميل …ما هي السلاسل المتوافره الان ؟
السلاسل المتوافره الان هي :
سلسله ما رواء الطبيعه
سلسلة سفاري
سلسله فانتزيا
سلسله المكتب 17
+
أصدارات دار ليلي المتنوعه
سلسلة هاري بوتر باللغه العربي
قريباً
سلسلة رجل المستحيل
سلسلة ملف المستقبل
..والمزيد
جميل جداً ..كيف يمكنني ان أذهب للمتجر
فقط ..اضغط هنا
>>>>متجر رواق الأدب
—–

إضافة للقراء المغاربة..
سأقوم عما قريب بالاستقصاء عن شروط تحويل الأموال بالمغرب عبر ويسترن يونيون وذلك لتعم الفائدة..

تحياتي

24 تعليق

عن سب الرسول (ص) و أشياء مرتبطة بالموضوع..

حقا لم أرد أن اتحدث عن الموضوع لسببين: أولهما أن الحسرة تغمرني، وثانيهما أن الكل قفز يكتب عن الموضوع في مدوناته..
لست أعارض النقطة الأخيرة رغم أنها تشعرني بالغيظ حقا..
متى حصل الموضوع يا جماعة؟
ألم يكن ذلك قبل شهور؟
حينما علمت بالخبر حينها اشتعلت و طفقت انتظر ما سيحدث، و أخبرت العديدين بالأمر.. انتظرت ثورة.. هيجانا.. مظاهرات..
ثم ماذا بعد؟ لم يحدث شيء من ذلك..
موقع أو اثنان ذكرا الأمر، ثم ذكر بعدها أمر اعتذار مسؤولي الدانمارك، وذلك بدون متابعة للناشر أو أي شيء من هذا القبيل..
و أقفل الجميع أفواههم..
ثم سحبت السعودية سفيرها من الدانمارك بعد أكثر من ثلاثة شهور على الحدث.. فتفجر الأمر، و تهافت الجميع على الاحتجاج والصراخ..
المشكلة أن فكرنا إعلامي محض.. إن اشتعل الأمر اشتعلنا.. وإن لم يفعل فلن نفعل!!
ثم أتت عملية حرق السفارات المؤسفة لتزيد الطين بلة..
لست أفهم حقا.. البعض يقول أن لا أحد قتل في عملية الحرق هذه لذا لا مانع منها.. وهو هكذا يرد على الرأي القائل بأن هناك أبرياء لا علاقة لهم بالموضوع..
لكن المسألة قدرية بحتة.. ألم يكن هناك إمكانية لأن يتفحم أحد هنالك؟ حينها ستكون هذه جريمة قتل لبريء..
ماذا لو انقلبت الأدوار و أتى إصدار عربي لدولتك التي تقطن بها يستهزئ بعقيدة ما، حتى لو كانت غير سماوية.. فقام معتنقوا هذه الديانة بحرق سفارة دولتك لديهم.. وتوفي هناك قريب لك مثلا.. أو أنت نفسك لو كنت تعمل هناك.. هل هذا يعني ان لديهم كل الحق في ذلك؟ و انك مذنب يستحق الموت؟
ما علاقتك بهذا الاصدار أو بهذه الفكرة أصلا..
ماذا لو كنت لا تعرف أصلا عمن يتحدث إصدار دولتك..؟
لا أريد أن يأتي أحد ليقول أن الأمر مختلف و أن ديانتنا هي الحقة وما شابه..
فلكل وجهة نظره.. وكل يرى ديانته هي الديانة الحقة وما عداها محض هراء..
أنا هنا اتحدث عن المبدإ ذات نفسه بغض النظر الديانة أو الاعتقاد..

أقام أمس طلبة بالرباط بالعرفان مسيرة احتجاجية..
الحقيقة أن الأمر أثار سخريتي بالدرجة الأولى..
صف صغير من الشبان والشابات الذين لا يستطيعون حتى رفع أصواتهم بالشعارات، اللهم إلا بعض المتحمسين منهم أو بعض المسيرين الذين قد يكون دافعهم الأول هو إثبات وجودهم كقادة للطلبة..
والطامة الأكبر هنا نابعة من أنني كنت جالسا في المقهى أحضر بعض دروسي لأفاجأ كالغريب بأمر المسيرة الهزيلة التي مرت بجانبي.. و كأنني لست طالبا بمدينة العرفان..
لا توجد تعبئة ولا إعلانات مناسبة.. (على الأقل لم يصل إعلان واحد لمعهدنا الذي يضم أكثر من أربعمئة طالب.. وهو الرقم الذي قد يتعدى عدد من اجتمع أصلا)..

ثم ما نفع مثل هذه المسيرات الآ،ن بغض النظر عن هزالتها.. وذلك بعد مرور أربعة أشهر على الحدث، ونسي الدانماركيون الأمر أصلا..
هذا يذكرني بنكتة الحمار الذي كان في مجلس الحيوانات يستمع لنكتة.. فضحك الجميع إلا هو.. وبعد أربعة شهور توفي من شدة الضحك..

ضعوا من فضلكم كلمة (((يذكرني))) السابقة بين ست أقواس.. فالغرض هنا هو المعنى فقط.. (أعرف غرام البعض بلي أعناق العبارات وتأويلها حسبما يشاؤون..)..

مقاطعة.. سأقاطع..
مسيرات.. لن أقربها الآن بعد ان كنت مستعدا أن أبيت في الشارع قبل شهور لو استدعى الأمر..

9 تعليقات

شاكال–زيارة –هدية– أحمد عبد الله.. غلاسة من أرض الكنافة..

للمزيد من التفاصيل عن ما ينشر بهذا القسم، المرجو قراءة هذه المقدمة

هذه آخر الهلاوس التي انتجتها القريحة المتعفنة خاصتي.. وهي بمناسبة عيد ميلاد كل من أحمد عبد الله و شاكال.. وهما عضوان بالمنتدى لدي معهما قصص طويلة..

الفصل الأول:

هذا الموضوع عبارة عن شامبو ثلاثة في واحد:
– بمناسبة ذهاب شكشوك إلى أرض البصارة/الكناسة/الكنافة/الخس البلدي..
-اعتذار عن تأخري في الرد وتهنئة شكشوك و أحمد عبد الله بعيد زلطهما..
– نوع من الاحساس بالحاجة إلى العودة إلى روقان زمان..

تهاااااااانف!!!

****************

– ” تبا لقد تأخرت الطائرتان! ”
قالها (ملف المستقبل) وهو يسير ويجيء بتوتر في قاعة الانتظار بمطار القاهرة الدولي، في حين كان (أحمد عبد الله) جالسا يرمق الأرضية تحت قدمي (ملف المستقبل) والتي صارت لامعة مصقولة وبدأ الدخان يتصاعد منها، قبل أن يقول:
– “لو استمريت بالمشي على هذا المنوال فستصل إلى مركز الأرض خلال بضع ساعات..”
ثم سمعا صوتا أنثويا عبر مكبرات الصوت يقول:
– “تبا!! إحم.. أقصد سيداتي سادتي.. ستتأخر كلتا الطائرتان القادمتان من غزة و من الرباط لربع ساعة أخرى.. شكرا لتفهمكم..”
انهار (ملف المستقبل) في مكانه، وجلس القرفصاء وهو يصرخ:
– “مللت الانتظار! ماذا يحدث بحق السماء.. ثلاثة ساعات تأخير ولكلا الطائرتين!!”
وفجأة طارت نحوه قطعة نقدية من فئة 100 قرش وخمس سردينات لتستقر في حجره، ورمق بدهشة تلك العجوز الأجنبية التي تتطلع له بعطف قبل أن تبتعد وسط محاولات (أحمد عبد الله) لكتم ضحكاته..
نهض (ملف المستقبل) ليواصل الذهاب والإياب في مساره الأزلي في حين تشاغل (أحمد عبد الله) بالتلاعب بأصابعه..
مضت الربع ساعة، وتلتها ربع ساعة أخرى كان (ملف المستقبل) وصل إلى عمق ثلاثة أمتار من سطح الأرضية.. ثم أطلت قدمه فجأة من الحفرة وهو يقول:
-” أرأيت؟ أخبرتك أن هذه الأحذية الرياضية من النوع الممتاز.. لم تخدش قط”
تطلع (أحمد عبد الله) إلى باطن قدم (ملف المستقبل) التي بدت محمرة بعد أن اختفى قعر الحذاء الرياضي.. ابتسم ساخرا وغمغم:
– “بل هي قدمك التي من النوع الممتاز..”
-” سيداتي سادتي.. الطائرتان القادمتان من غزة والرباط على التوالي تستعدان للهبوط.. شكرا..”
– ” أخيرااااان!!!”
اتجه الاثنان إلى النافذة ليلقيا نظرة.. بدت كلتا الطائرتين غير مستقرتين والطياران يعانيان أشد المعاناة للهبوط بسلام..
وهبطت طائرة غزة بصعوبة أولا، فانفتحت البوابة وخرج منها منطاد الإنقاذ منتفخا نحو الأسفل.. وقفز بعض مسافرين منزلقين فوقه وكأنهم يفرون من الجحيم، في حين لم ينتظر البعض الآخر دوره، و إنما كسروا النوافذ المستديرة وقفزوا منها نحو الأرض.. ثم التقطوا سيقانهم المكسورة، ولملم بعضهم بعض الأصابع المبتورة، ثم فروا بجلودهم كأنهم يهربون من الجحيم ذاته.. أما أعظمهم بلاءا فكان ذلك الذي توفي بعد السقطة مباشرة، فخرج شبحه فارا بجلده، ثم ما لبث أن تذكر الجثة فعاد ليحملها على ظهره ويفر..
هدأ الوضع، وبدت ساحة الهبوط كصحراء (كالاهاري).. ثم ظهر ذلك التمساح من بوابة الطائرة.. وحينما نقوم بـ (زووم) على الصورة سنكتشف بأنه ليس تمساحا، و إنما سحلية ضخمة.. ولو زدنا معيار التكبير والوضوح سنكتشف أنه ليس سحلية، و إنما (شاكال) وهو في حالة تسوحله الكبرى..
– “تبا لكم أيها البعارين.. لماذا تفرون هكذا.. لم أقرأ لكم بعد قصيدة (رومانسية جعران) بعد:
خنفساي..
خنفساي ما أبدع قرون استشعارك..
حينما تستحيي من حركاتي قرنيٌ..
خنفساي ما أحلى رائحة عطرك..
حينما تخرجين من مرحاض عشقي..
خنفساي… ”

في هذه اللحظة كانت طائرة (الرباط قد ارتطمت بالأرض، وبدأت تنزلق بعنف على الأرضية والشرارات تنبعث من بطنها إلى أن استقرت بجانب طائرة غزة..
وحينما انفتحت البوابة اندفعت شلالات من سائل أصفر مقزز الرائحة حاملة مها المئات من المسافرين والقبطان وطاقم الطائرة ككل.. ولم يكد هؤلاء يجدون أنفسهم أرضا حتى قفزوا راكضين فارين بجلودهم..
وحينما تحول المكان إلى الصحراء الليبية الكبرى، ظهر (كودو) على البوابة مصفر الوجه مخضره، وقال بإنهاك:
-” تبا لكم! لقد نبهتكم إلى إحضار كمية كافية من الأكياس البلاستيكية لأنني أصاب بدوار البحر..”
تطلع إليه (شاكال) بسخرية وهو يقول:
-“عن أي دوار بحر تتحدث؟ أنت في طائرة!”
رمقه (كودو) شذرا وهو يجيب:
– “ألا يسمونها الملاحة الجوية؟ تباك من معدوم الثقافة..”
ومن بعيد بدا كل من (ملف المستقبل) و (أحمد بعد الله) يصارعان أمواج القيء، ويجاهدان للوصول إلى الطائرتين.. فتساءل (شاكال):
– ” من هؤلاء؟ قنافذ البحر؟”
– ” الأول روبنسون كروزو العصر الجديد، والآخر كوستو بعث من جديد”
كان (ملف المستقبل) يظهر ويختفي وهو يصرخ:
-“النجدة أيها الوغدان.. أنا (ملف المستقبل)”
مد له شاكال يده فتعلق بها هذا الأخير بصعوبة وهو يقول:
– “ملف المستقبل؟! سبحان الله.. لا تبدو لي ككتيب..”
ثم تطلع إلى (تي سكرت) الأرجنتين الذي يرتديه الفتى حيث كتب الرقم عشرة، فأفلت يده كي يخرج كتاب إصدارات المؤسسة العربية الحديثة، ويقول وسط صرخات الاستغاثة:
-” تبا.. العدد رقم عشرة.. ماذا كان عنوانه؟”
في هذه اللحظة كان (كودو) قد أخرج (أحمد عبد الله) من البحر، ويتطلع إلى حالة الإنهاك التي يعاني منها قبل أن يقول:
– “أنظر إلى حالتك.. لا تستطيع حتى السباحة.. وكنت تسمى نفسك فارس القلم..”
استنشق (أحمد عبد الله) الهواء بصعوبة وهو يقول بإعياء:
– ” وما العلاقة بين هذا وذاك؟”
حك (كودو) رأسه للحظات قبل أن يجيب:
– ” هذا ضمير يستعمل للإشارة للقريب.. أما ذاك فهو ضمير يستعمل للإشارة للبعيد..”
تطلع إليه (أحمد) باستنكار ثم قفز إلى البحر مجددا.. فهتف (كودو):
-“هييييه!! ماذا تفعل؟”
– ” هنا أرحم من الوقوف معك بالتأكيد..”
– “عد إلى هنا.. أنا أمزح فقط..”
– ” لا أحد يضمن ذلك.. إن تواجدك المستمر على بعد مائة كيلومتر من (نوفل) لهو شيء غير مريح.. كمن يقطن بجوار مفاعل نووي يعاني تسربا بالضبط”..

***

سيارة تاكسي تهتز وسائقها يجاهد ليحافظ على التوازن، وبالداخل كان الشباب الأربعة متزاحمين يمارسون رياضتهم المفضلة: السماجة..
شاكال: كودو.. أبعد عظمة فخضك فهي تكاد تخترق لحمي..
أحمد: كودو.. هل هذه كتف أم خنجر؟ لو تحركت ستنحرني..
ملف: ههههههه.. أرأيتم؟ لقد أجبرتموني على الجلوس بالأمام.. اشربوا إذن..
كودو: ابسطوا.. فقد ازددت بدانة..
أحمد: هذا يعني أنك كنت قبل هذا تمر من تحت عقب الباب دون مشاكل تذكر..
ملف: أو تنظر من ثقب الإبرة بكلتا عينيك..
شاكال: نصحته مرارا أن يشارك في الحروب الأرضية.. جسده يمكنه من إطلاق الرصاص ثم الاختباء وراء البندقية بدون مشاكل..
كودو: شاكل.. تبدو لي مختلفا عن الصورة..
شاكال: صحيح؟ كيف؟
كودو: في الصورة كان لديك عينان بينهما أنف تحته فم واحد..
شاكال: سبحان الله..
أحمد: شوف إزاي!!
كودو: من أين أتيت إذن بمجمع الألسنة الطويلة هذا؟

ومن بعيد.. بدت السيارة تهتز وتقفز بشكل مبهج..

* * *

تابع >>>


ثم أتى رد من شاكال بالفصل التالي:

فيما بعد نزل (شاكال) من السيارة ..
أنتم تعرفون أنه لم يركب سيارة قط، وكانت رحلة الطائرة كابوس حقيقي، لم تمر شرنقته بالدورة المعتادة : الحنتور، الدراجة ، السيارة، القطار، الطائرة .. لكنه قفز من الحنتور إلى الطائرة مباشرةً، فلا تتوقعوا أن يكون بمزاج رائق كي يرد على (كودو) بأدب جم ..

أين توقف (شاكال) لا يعرف، فقط (أحمد عبد الله) يعرف .. سأله (شاكال) عن المكان :
– أنت تقف الان على الأسفلت ..
– حقاً ؟ يبدو أسفلتكم مختلف عن أسفلتنا ..
– إنتَ لسه شفت حاجة ..؟

مشى الركب بضع خطوات، فهتف (كودو) :
– إنها حديقة حيوانات ؟

لم يكن (شاكال) رائق المزاج خاصة بعد أن انثنى حاجبه الحاجز بسبب كوع (كودو) الشبيه بالرمح، لهذا قال ما انتظره منذ ساعات :
– هنا تجد أصدقائك ..

الحقيقة أن (كودو) تغيرت ملامحه بسبب هذه الإهانة الواضحة، فصار لونه برتقالياً على بيج، وكور عيدان الكبريت – أصابعه – مستعداً للكم (شاكال) في ركبته، وأردف :
– طرنققق … بل هنا تجد أحبابك من السحالي أيها الوغد .. يسرني أن أرى معالم وجهك حين تراها .. لابد أن روميو لن يظهر العشق على وجهه حين يرى جولييت مثلما ستفعل أنت حين ترى سحاليك ..

شعر (أحمد عبد الله) أن التاريخ سيسجل حرباً جديدة من نوع فريد : تحالف الحيوانات بقيادة المظفر (كودو) ضد تحالف الزواحف بقيادة الرائع دوماً (شاكال)، لهذا أوقف هذه المعمعة بكل إمكانياته العبقرية :
– هشششششش

وعلى الفور عم الصمت المكان، إلا من بقايا ألعاب نارية تخرج من عيني (كودو) وألعاب سحلوائية تخرج من عيني (شاكال) .. كان هذا ممتعاً حقاً، وقد شعر (ملف المستقبل) أن المستقبل ينتظر أبطالاً جدد سيخلدهم التاريخ للأبد ..

داخل الحديقة، كان هناك الكثير من المرح حقاً، وقد كان (كودو) بطل الموسم في الصراخ حين رأى (الأسد) .. وقال قولته الشهيرة التي خلدها الإعلام، وسيخلدها التاريخ :
– يا ماما .. دأنا بخاف من الكلب .. يطلعلي أسد .؟

هنا مال (أحمد عبد الله) على أذن (كودو) وقال برقة مصطنعة :
– عزيزي .. هذه زرافة ..؟
– لقد كنت أتساءل – إذن – عن سبب طول ذيلها ..!

فيما كتم (شاكال) ضحكة ساحقة لم يستطع التحمل حتى أطلقها .. وهنا كانت المفاجأة .. لقد جاوبه صوت مماثل .. صوت يشبه ضحكته بالضبط .. آت من هناك .. من (بيت الزواحف ) ..

هرع (شاكال) على (الفور) .. ربما نسى اسمه وعنوانه، ربما لم ينتبه إلى محفظته التي اختلسها قرد مسخوط، ربما لم ينتبه إلى الفتاة التي ولولت لأنه داس على اصبع قدمها الصغير، كان يهمه أن يلبي النداء .. نداء الأدغــ.. .. نداء السحالي ..

وقف أمام الشباك الزجاجي يرمق (السحالي) بأنواعها .. وفي عينيه حزن غائر وهم عميق، ها هم أحبابه يرقدون بقربه، فقط يفصله الزجاج اللعين عن حضنه، فكر في الأمر .. ماذا لو هشم الزجاج ؟ لكن صياح (كودو) و(ملف) و(أحمد) مع صوت لهاثهما أوقفاه عن ذلك .. فكر في أن يفجر رأسيهما بواسطة سلحفاة، لكن الفرصة كانت قد ذهبت منه لأنهما اقتربا جداً ..

قال (أحمد عبد الله) وهو يمسك قلبه من التعب :
– شاكال يا عزيزي .. سوف أحضر لك عشرون سحلية لكن رجاءً لا تهشم الزجاج وتضطرنا لدفع غرامة لن يكفي راتب أهلي على سداده لمدة عشرون عاماً ..
– تؤ .. سوف أهشمها .. إنه الشوق يا عزيزي .. ولن أستطيع الانتظار ، هذا لقاء (قيس) و(ليلي) ..(عبلة) و(عنترة) .. هذا لقاء العاشقين الذي لا قواعد له ولا تسويف ..!

كاد (كودو) يبكي لوعة من التأثر، بينما عكف (أحمد عبد الله) في عد أصابعه للمبلغ الذي سوف يدفعه مضروباً في مائة ألف، إنه مسئول عنه .. وقد فكر في أن قتل (شاكال) أهون ألف مرة من تهشيم لوح الزجاج .. قال (كودو) :
– شاكال .. هف .. هئ .. هؤ .. هناك (ورل) في الجوار، وبالمناسبة .. هناك فتحة في الزجاج، لذا يمكنك ري ظمأ أشواقك مقدماً ريثما نجد طريقة للم شملك ..

وقد كان، ها هي تقترب بأنفاسها العطرية من صدر شاكال، تنخز مخالبها في صدره، تعلمون مقدار الشوق، تسيل دماء وجهه، يا لشوق الحبيب، يختلط لعاب لسانها بدماءه ، يا للروعة ..

– انتبه يا (شاكال) .. أنت تحضن (إيغوانا) ..
– لا يهم ..
– لكنها مفترسة ..
– لا يهم ..
– إنها ليست من فصيلة السحالي ..
– يا للهول ..

وهنا انقض (شاكال) على (كودو) وبشق الأنفس استطاع (أحمد) و(ملف) أن يخلصوه منه ..
– كنت أنقذك أيها الوغد، إنها تأكلك حياً ..
– أنت لا تفهم تضحيات الأحبة، لقد خدعتني .. اتركاني ..

أما بحيرة البجع يجلس الجميع ، دماء (شاكال) تختلط بدموع الفراق، بينما (أحمد عبد الله) عاكف على تضميد جروح (كودو) وكسوره، فيما (ملف) يرثي حظ الكون في هذه التحف البشرية ..

كان هناك جولة أخرى مع (الدب الأسود) المريع، فيما كان (شاكال) يخطط شيئاً ما انتقاماً لسحاليه الرائعة .. لكن هذه قصة أخرى ..

شاكال

فكان فصلي الثاني:

كان (كودو) قد تحول إلى أجزاء مفككة بعد هجوم (شاكال) الدموي العنيف عليه، وكان (ملف المستقبل) يحاول جاهدا أن يلم شتاته ويركب كل جزء في مكانه مستخدما كتابا وجده في جيب سترة (كودو) بعنوان: “دليل تركيب كودو دون ميكانيك أو سحر الفودو”..
وبعد أن تم العمل قفز هذا الأخير على قدميه في نشاط، وابتسم سمجا، ثم قال:
-“كل هذا من أجل تعليق بسيط؟ يالك من دموي!”
اتجه (ملف المستقبل) نحو (أحمد عبد الله)، وتنحنح حرجا وهو يتطلع إلى عظمة بيده قائلا:
-“لقد تبقت هذه القطعة بعد أن انتهيت من تركيب (كودو).. لم أجد لها مكانا صراحة!”
عقد (أحمد عبد الله) حاجبيه، و أمسك العظمة بين يديه وهو يقول:
-“ما دامت موجودة، فإن لها فائدة ما حتما!”
رفع (ملف المستقبل) حاجبيهمبهورا وهو يردف:
-“يااااه!! معك حق! و أنا الذي كنت سأرمي بها في القمامة!”
تطلع إليه (أحمد) للحظة بتفكر، ثم رمق بنظرة خبيثة (كودو) الذي كان متشاغلا بالحديث مع (شاكال)، قبل أن يستطرد:
– “الحقيقة أن هذا يبدو لي الحل المناسب بالفعل.. إن الفتى يبدو بصحة جيدة، ولا داعي لإثارة قلقه بتفاصيل جانبية ليس لها أي قدر من الأهمية..”
ثم رمى بالعظمة وراء ظهره لتتجاوز حاجز قضبان وتستقر داخل قفص حديدي ضخم..
ثم …
“تعالي لي يا بطة!! و أنا مالي هيه؟… وشيلي لي الشنطة.. و أنا مالي هيه….”
التفت الجميع إلى مصدر الصوت ليكتشفوا أنه ينبع من (أحمد عبد الله).. فهتف (شاكال):
-” أحمد.. ما بال صوتك (مسرسع) بهذا الشكل؟ ثم إن الوقت لا يبدو مناسبا للغناء..”
تنحنح (أحمد عبد الله) بحرج وهو يجيب:
-“لم أكن أغني.. كانت هذه رنة على مبايلي فقط..”
اندفع نحوه (ملف المستقبل) فرحا وهتف:
-“صحيح! رنة رائعة.. هل يمكنك أن ترسلها لي إلى محمولي؟”
تنحنح (أحمد عبد الله) بمزيد من الحرج وهو يقول:
-“لاحقا!! لاحقا!!”
ابتسم (كودو) ساخرا وهو يقول:
-“كل هذه رنة فقط! كيف سيكون الحال لو كانت مكالمة؟ هل سيرن لساعة؟ في المغرب هناك محترفوا رن.. هم لن سيمحوا لك قط بإمساكهم.. فتجد رنة تستغرق نصف ثانية.. وتجد أخرى تستغرق ربع ثانة، وهناك محترفون يستطيعون أن يجعلوا الضوء يشتعل في موبايلك دون أن يرن هذا الأخير (*).. عما قريب سيبدؤون باستعمال أسلوب إنما الأفعال بالنيات: ينوي أحدهم أن يعطيك رنة فتحس بذلك..و بعد ذلك…”

تشاغل الثلاثة الآخرون بمراقبة الحيوانات هروبا من الخطبة العصماء التي انطلق فيها (كودو)، ولكنه صمت فجأة وقد تعلق بصره بشيء ما.. فهتف فيهم:
-“انظروا إلى ذلك الأسد الذي يتسلى بلعق قطعة عظمية!!”
– شاكال: وماذا في ذلك؟ ألم تر أسدا في حياتك؟ (بسخرية)..
– ملف المستقبل: وهل ترى الأسود يوميا يا (شاكال)؟
– شاكال: بل أربيهم في البيت أيضا.. (بأوداج منتفخة)..
ولما رأي الدهشة المستنكرة في عيني (ملف المستقبل) استطرد:
-“أجل.. أجل! أنا أمضي معهم ساعات يوميا، وأطعمهم الجزر بيدي هاتين اللتان سيأكلهما الدود!”
رمقه (أحمد عبد الله) بغل وهو يقول:
-“نقول العينان اللذان سيأكلهما الدود يا بني!”
أردف شاكال:
-“إذن فلتكن اليدان اللتان ستأكلهما الصراصير..”
كظم (ملف المستقبل غيظه وهو يقول:
-” أنت تؤكل الأسود جزرا! أراهن أن هذه الأسود تملك آذانا طويلة وسنين أماميين بارزين”
رمقه (شاكال) داهشا وتساءل:
-“كيف عرفت؟”
أضاف (أحمد عبد الله):
-“وأراهن أن لديهم أقداما طويلة أيضا، وزغبا حريريا، و اسمهم أرانب..”
كاد يغمى على (شاكال) من فرط المفاجأة وهو يصرخ:
-” يا ألطاف الله! كيف عرفت انت أيضا؟”
ثم التفت إلى (كودو) قائلا:
-“يبدو أن الشعب المصري كله مبروك يا كوكو..”
أفاق (كودو) من الحالة الذهولية التي غلفته وبصره لايزال معلقا بالعظمة إياها.. نفض رأسه وهو يقول بخفوت:
-“شباب.. هناك إحساس غريب يغلفني.. أحس أن ذلك الأسد يلعقني..!”
قفز (أحمد عبد الله) صارخا:
-“إحم.. هاااااااا… نعم.. ماذا كنا نقول؟ آه.. ألن نذهب من هنا؟ لست أفهم إصرار (شاكال) الخرافي على التوقف هنا دون حتى أن يرتاح من عناء السفر.. ثم إن (أحمد عبد المولى) و(بريان) ينتظران..”
لم يكد ينهي العبرة حتى:
-“تعالي لي يابطة.. وأنا مالي هي.. وشيلي لي الشنطة.. وأنا مالي هيه!! ونروح على طنطة.. وأنا مالي هيه!!”
ملف المستقبل: ماذا تنتظر للرد على المكالمة؟
أحمد: أفضل أن لا أفعل حاليا..
ملف المستقبل: لماذا؟
أحم: لست بمزاج رائق..
شاكال:قد يكون هذا (بريان) أو (أحمد عبد المولى).. أسرع بالرد..
“إدلع يا رشيدي.. على وش المية.. هات إيدك وخذ إيدي.. على وش المية!!”
ملف المستقبل: تغيرت الأغنية لوحدها..!! أي نوع من الموبايلات هذا؟”
كودو: ثم ما سر هذا الغرام الغريب بالأغاني الشعبية الأثرية هذه؟ أراهن أن الأغغنية القادمة ستكون:” إيه الأستك دا؟ إيه لي ماشي يعجز دا؟””
لم يكد يتم العبارة حتى…:” إيه يا راجل إنت دا؟ إيه لي انت عامله دا؟ مش عيب عليك في السن دا؟ يطلع منك كل ذا؟”
كودو: مللت كوني محقا دوما..
شاكال: أحمد.. رد على الهاتف قبل أن أغتالك!
مط (أحمد عبد الله) شفتيه في و أطلق زفرة حانقة.. ثم مد يده إلى جيبه وهو يقول:
-“لازم تقرفونا في عيشتنا؟”
بدأ الشد بقوة.. في البداية أطل هوائي ذو خمس سنتيمترات طول وسنتيمترين قطر.. ثم واصل أحمد الشد بكل ما أوتي من قوة حتى برز ثلث الموبايل.. وكان هذا كافيا ليصل طوله إلى نصف متر.. هنا فقط برز زر التقاط الاتصال.. فضغطه مع اختيار خيار (الفري هاند) كي لا يضطر ليخرج ما تبقى.. فأتى صوت (أحمد عبد المولى):
-“تبا لك يا احمد! ساعة كي تأخذ الاتصال؟”
زفر أحمد حانقا ثم قال:
-” كنت أفضل أن لا آخذه على الاطلاق تفاديا للفضيحة.. لكنك كنت مصرا كخرتيت!”
-“لماذا تأخرتم؟ نحن بالانتظار..”
-“نحن قادمون حالا”..

أغلق الخط وجاهد لربع يوم كي يعيد الجهاز إلى مكانه.. والتفت إلى الباقين ليجدهما متجمدين ينظرون إليه بعته ذهولي.. فتنحنح قائلا:
-“ما الأمر؟”
كودو: سؤال وجيه: ما ذلك الشيء الذي أخرجته من جيبك؟
شاكال: إنها ثلاثجة متنقلة على ما يبدو..
ملف المستقبل: كلا.. ألم تسمعوا صوت الغنية؟ هذا جهاز راديو كاسيت ستيريو من النوع الضخم..
كودو: عندنا يسمون هذا النوع من الهواتف المحمولة “إبراهيم يرفع أصبعه”.. والأصبع هنا هو الهوائي طبعا..
أحمد: لا داعي للسخرية.. إن هذا الهاتف أثير لدي..
شاكال:طبعا طبعا.. نحن نفهم.. أنت تستعمله كهاتف محمول، وكسلاح أيبض عند الضرورة.. هكذا لا تحمل عصا أو سكين قرن غزال على الاطلاق..
ملف المستقبل: طبعا.. يكفيه الهاتف قرن الديناصور هذا..
كودو: نصيحة أخوية صادقة.. كي لا تتعب نفسك بإخراجه دوما حاول ان تعلقه وراء ظهرك كما يفعل الساموراي القدامى..

قدحت عينا (احمد بعد الله) شررا، و أخرج هاتفه وهو يطارد الجميع محاولا شج رأس أحدهم..
إن لقاء الأصدقاء حميمي بالفعل..

*****************

(*) حقيقة واقعية.. كان هذا يحدث لي حينما كنت أملك نوكيا 3310..

يتبع>>>>>

لم تنته القصة بعد طبعا..
لكنني لم أنهها هناك أيضا..

الوصلة الأصلية

6 تعليقات

مقدمة لقسم: هلاوس.. ضحك.. خيال

الحقيقة أن أسعد أيامي على النت قاطبة هي التي أمضيتها في عصر منتدى شبكة روايات التفاعلية أيام مجده.. حين كانت عصبة ذهبية من الأعضاء الذين خلقوا مجتمعا حقيقيا خياليا في آن واحد..
هناك ضحكنا.. هناك تسامرنا.. هناك تناقشنا..
صداقات لم أكن أتخيلها..
أصدقاء من لبنان.. من مصر.. من فلسطين.. من سوريا.. من ليبيا.. واللائحة طويلة..
وفي سبيل تخليد ذكرياتي الخاصة هناك.. أقدم لكم هنا باقة من الأعمال التي 犀利士
لن يجرؤ أحد على أن يسميها كذلك..
ليست بأعمال أدبية.. لا تضبطها أية قواعد..
هي فقط أعمال رسمت البسمة على شفاهنا، وجعلتنا ننقلب على ظهورنا ضحكا في الكثير من الأحيان.. هي أعمال تخلد تاريخ صداقات.. ومناوشات..
وحروب الكلمة الساخرة بين أصدقاء لدودين..
لن تكون فقط أعمالا لي لأننا في الغالب نشترك في صياغة العديد منها..
أرجو أن تتمتعوا بها كما فعلت.. فالسخرية هنالك شديدة.. أكثر من اللزوم صراحة.. 😀

Leave a Comment

أمير الفرس (الحلقة الثانية): قلب يخفق..

“إن الموت مصيرك! إنه قدرك الذي لن يمكنك تحديه!”
رمق الأمير عجوزا تتلخص قسماته في عينين بيضاوين بصيرتين.. عينان خطفتا كل معنى لما سواهما من الملامح، فأصبحتا الوجه كله..
لطالما اعتبره الأمير نذير شؤم.. كره كلماته.. ومقت نظراته التي لا تبصر، لكنها تخترق الوجدان..
إنه يبقي عليه إكراما لخاطر أبيه الملك، و إلا لكان قد فصل رأسه عن جسده منذ دهر..
هاهو ذا العجوز يثبت مرة أخرى أنه منافس عتيد لغراب الشؤم بكلمات قدت منامه..
المصيبة أنه يعرف أن العجوز محق.. و أنه لم يأت بجديد يذكر.. يعرف ذلك بوضوح منذ أطلق سراح رمال الزمن، و أفسد التوازن العام..
إن (الداهاكا) حارس الزمن لن يسمح له بأن ينعم بالسلام مرة أخرى.. لذا لم يكن هنالك بد من أن يقوم بمحاولة أخيرة: سيبحث عن بوابة الزمن.. سيعود للماضي ليحاول إيقاف عملية تكوين الرمال من الأصل.. حينها فقط قد ينعم بالأمن..
يحاول الكلب اللحاق بالرجل.. لكنه ينسى شيئا: الهارب لم يكن وحيدا..
ويتناهى إلى مسامع الرجل عواء يعاني ألم الدنيا..
لا وقت للتوقف.. لا وقت!!
قد يتوقف قلبه في أية لحظة.. لكن هذا لا يعني أن جسده قد يفعل المثل..
إن البقاء هو الأهم..
ينعطف يسارا إلى مدخل زقاق جانبي آخر في اللحظة ذاتها التي غمر فيها الغبار الأسود المنطقة التي كان يحتلها جسده..
وظهرت الأذرع الأخطبوطية الدقيقة من وسط الغبار مندفعة وراء الرجل..
إنها النهاية!..
تبدو له تلك البوابة الخشبية التي تعلن عن نهاية الزقاق كبوابة قبر مرتقب..
يضربها بكتف يكاد ينخلع دون أن تتحرك..
حسنا.. مادام سيموت، فلن يكون سهل المنال..
التفت لمواجهة الغبار.. ومن تحت العباءة أخرج سيفين قصيرين مقوسين بالأسلوب المشرقي الشهير.. أمسك مقبضيهما بالمقلوب، فارتفعا في موازاة ذراعيه بتأهب..
وعلى السطح المصقول لسيف منهما بدا ذلك الوجه المرعب ذي قرني الكبش وهو يخترق المشهد!..

* * *

انطلقت شهقة مدوية مزقت سكون الحجرة، ثم دوى صوت ارتطام مكتوم بالأرض..
نهض (خيري) من السقطة وهو يمسك ركبته المتأذية.. خيل إليه أنها تهشمت لا محالة.. لكن الألم بدأ يختفي ببطء وقد تحولت مسامه إلى صنابير عرق لا تنضب..
إنها ثالث مرة يحلم فيها ذات الحلم بذات التفاصيل.. وليس هذا مصدر رعبه الأكبر.. المشكلة انه يحلم بمقاطع فيديو من لعبة “أمير الفرس” بكل تفاصيلها..
لم يعش قط أحلاما بمثل ها الوضوح.. يكاد يقسم أنها الحقيقة لولا انه يستيقظ دوما في فراشه..
النعاس يأبى جفنيه الآن.. لذا اتجه نحو الحمام الملحق بغرفته، ولأعمل رأسه تحت الصنبور لينتعش قليلا، ثم خرج والمنشفة فوق رأسه.. لمح الخوذة السوداء الأنيقة جاثمة فوق الأريكة..
لم يقاوم النداء، فربط الخوذة بالقابس الكهربائي، واسترخى فوق الأريكة..
ووضع الخوذة..

* * *

– “إنه رائع! راائع!”..
حملقت (ساشا) بملامح (مايا) الهائمة.. مطت شفتيها ضيقا وهتفت:
– “لست أدري ما الذي يروقك بهذا الفتى المدلل! لو صفعه أحدهم لخر باكيا كالفتيات..”
أجابت (مايا) بصوت محتد:
-“هذا لأنك لم تري ماذا فعل بالأمس.. ثم إن هذه ليست المشكلة..”
-“ما المشكلة إذن؟”
-“إنه لا يعيرني اهتماما قط.. حتى أنه تجاهلني أمس حينما رفعت يدي بالتحية في الفصل.. لقد شعرت بحرج قاتل..!”
تمتمت (ساشا) مغتاظة:
-“هكذا الفتيان دوما.. ما إن تعبر الفتاة عن الاهتمام بأحدهم حتى يلعب دور (الدنجوان) الذي لا يهتم لهم قط.. ألم تري وجهك بالمرآة من قبل يا بنيتي؟ أنت جميلة حقا.. وكل فتيان فصلك و آخرون يتمنون رضاك..”
أطلقت (مايا) تنهيدة حارة وقالت بيأس:
– “لكن (كايري) لا يفعل!”
ثم انفعلت وصرخت:
– “لا أريد سوى (كايري)!”
أتى صوت الصدى من بعيد:
-“(كايري)!!.. (كايري)!!”
لكن صوت الصدى بدا خشنا ذكوريا..
-“انتظر يا (كايري)!”
هكذا تأكدتا أنه لم يكن صوت الصدى.. وزاد يقينهما حينما ظهر (خيري) مقتحما بوابة المدرسة ووراءه (تونو) و(شيكي) يصرخان:
-“توقف يا (كايري)! أنت لا تدرك ما أنت مقدم عليه!”
واصل (خيري) الركض باتجاه (مايا) وهو يصرخ:
– “لن توقفاني.. سأعترف لها بكل شيء..”
خفق قلب (مايا) مع سماع العبارة.. غنه يقترب.. إنه يركض نحوها.. أخيرا! لم تكن تعرف أنه كان يخفي مشاعره نحوها.. لم كل هذا الجفاء من البداية إذن؟
تضمخ وجهها بحمرة الخريف، واستعدت لاستقبال النبأ السعيد.. أغمضت عينيها بانتشاء للحظات، فأحست بلفحة هواء تطاير معها شعرها.. فتحت عينيها، فوجدت (خيري) يواصل الركض مبتعدا عنها في الاتجاه الآخر ورأسه يعمل رادارا يبحث هنا وهناك.. حينها فقط فقد أعصابها وانهارت باكية..
مرق (تونو) بدوره بجوارها وحنجرته تكاد تغادر حلقه.. أما (شيكي) فقد كان لا يزال يتدحرج، لأن أمثاله لا يركضون، و أنفاسه تكاد تنقطع..
وصل المكان الذي سقطت به (مايا).. كانت (ساشا) تطيب خاطرها والغضب ينخرها.. توقف ووجهه مزرق من نقص الأوكسجين وقد تحولت كلمة 0كايري) في حلقه إلى (مايا)..
عب جالونات من الهواء ليتمالك نفسه، ووضع يده على كتف (مايا) وهو يقول:
-“دعك منه.. إنه لا يحبك..”
ثم استطرد بوجه كالطماطم:
– ” أنا أفعل!”
ابيض وجه (مايا) رعبا، وصرخت بأقصى قوتها وهي تفر من أمام (شيكي) الذي حك مؤخرة رأسه باستغراب قائلا:
-“ما بها؟”
مطت (ساشا) شفتيها وهي تقول:
-“تلقت صدمتين متتاليتين من النوع الثقيل.. هذا أقصى مما يمكن أن تتحمله أي فتاة”
التفت إليها (شيكي) وقد انتبه لتواجدها للمرة الأولى.. فاحمر وجهه خجلا من جديد وهو يقول في خفوت:
-“آنسة (ساشا).. أنا أحبك!”
هنا سقطت (ساشا) مغمى عليها مباشرة..
حك (شيكي) أرنبة أنفه، وأطلق ضحكة مفتعلة وهو يقول:
-“إن وسامتي فتاكة بالفعل..!”

* * *

كان (خيري) لا يزال يركض هنا وهناك.. وفجأة رمق فتاة من السنة الثالثة فاتجه نحوها بسرعة.. وسألها:
– ” أين (آسومي)؟”
تطلعت إليه مندهشة وأجابت:
-” أية (آسومي) منهن؟”
– “طالبة السنة الثالثة فصل رقم أربعة”..

-“آه (آسومي بوكتو).. إنها تتابع تدريبات فريق كرة القدم الأمريكية بالملعب المجاور..”
لم يعنى (خيري) بشكرها وهو يطير تقريبا باتجاه الملعب..
ثم ظهر (تونو) قبل لحظات من تجاوز (خيري) للبوابة، فتوقف لاهثا وهو يغمغم:
– “تأخرت!! من أين أتى الفتى بهذه السرعة الخرافية؟”
ثم اندفع نحو الملعب..
وهناك.. تناثرت الفتيات المتحمسات فوق مجموعة من الكراسي تتابعن تدريبات الفريق وكل منهن تحاول إيجاد فتى الأحلام وسط هؤلاء الثيران الآدمية.. إلا أن عيون الغالبية كانت متعلقة بلاعب واحد تتابعه بإعجاب.. وفوق أحد الكراسي كان فتاة تمسك كم صديقتها وهي تقول:
-” ألم يحن الوقت لتقدميني لـ (فوجي) يا (آسومي)؟.. أنا أتحرق شوقا!”
تطلعت إليها (آسومي) في ضجر وهي تقول:
-” أخبرتك للمرة الألف أن لا دخل لي بالعلاقات العاطفية لأخي..”
مطت الفتاة شفتيها في خيبة، وتراجعت لتعتدل في جلستها..
وفجأة انسد حاجز النظر أمام (آسومي) بعد أن توقف (خيري) أمامها مباشرة، وتجمد مشدوها..
حملت ملامحها الجميلة صرامة شديدة وهي تقول:
-“أنت تعوق نظري!”
ابتسم (خيري) بافتعال وقال بهمس:
-“أريد أن أحدثك على انفراد لو سمحت!”
قابلت (آسومي) صوته الخفيض بصرخة غاضبة:
– “ماذا تريد!؟”
هنا التفت إليهما الجميع بدهشة، فاحمر وجه (خيري) خجلا، وابتسم بارتباك قائلا:
-“لا يوجد هناك توازن في ترددات حديثنا..”
تغيرت ملامح (آسومي) من الغضب إلى الدهشة، فهتفت:
-“ليس بيننا كلام انفرادي.. ثم من أنت أولا؟”
نفض (خيري) ارتباكه وخجله المصطنعين فجأة، وشد قامته وهو يقول باتسامة عريضة:
-“(أوكاياسو خيري).. طالب بالسنة الأولى..”
-“وماذا تريد؟”
-“ألا يمكننا الحديث على انفراد؟”
عقدت (آسومي) حاجبيها شأن من مل الأمر وقالت بصرامة:
-“كلا!”
هز (خيري) كتفيه بمعنى أن لا خيار هنالك، قبل أن يهتف:
-” إذن فأنا أحبك!”
لو ظهر (مايكل جاكسون) يرتدي جلبابا تقليدا مع حذاء رياضي وشاربه غير حليق لما كان لذلك تأثير يذكر أمام دهشة الحاضرين إزاء هذا التصريح السافر بهذه الطريقة العجيبة..
كان (تونو) قد اقتحم الملعب في هذه اللحظة.. و أثار انتباهه مشهد ثور آدمي يلبس لباس فريق كرة القدم الأمريكية وهو يندفع نحو (خيري) بلا هوادة.. فهتف بحنق:
-“أخبرتك يا (كايري) أن أخاها سيطحنك!”
كان (فوجي) -أخ (آسومي)- ينقض على (خيري) ف تلك اللحظة، فأغلق (تونو) عينيه خشية رؤية المذبحة.. ثم سمع صوت الـ”أوووع”، ففتح عينيه ليقابله مشهد (فوجي) وهو منحن بشدة وقدم (خيري) مدفونة في بطنه..فسقط فكه السفلي أرضا..
سحب (خيري) قدمه إلى مكانها وهو يقول لـ(آسومي) التي لم يحد نظره عنها ولو للحظة:
-“إن حبي صادق!”
تحجرت (آسومي) في مكانها وهي ترى أخاها بكل قوته البدنية وقد جندله صبي أصغر منه بمراحل بضربة واحدة..
ثم ارتفع صوت جرارات بشرية تكتسح الأرض.. كان بقية اللاعبين يندفعون نحو (خيري) وهم ينوون الفتك به..
تطلع إليهم (خيري) للحظة، ثم فر من أمام (آسومي) والفريق كله في أثره.. اختفى الجميع.. وساد الهدوء المكان إلا من أثر الغبار الذي خلفه اللاعبون.. ثم ظهر (خيري) مجددا وهو يركض جارا وراءه الجيش الجرار..
توقف أمام (آسومي) لثانية وهو يناولها قطعة صغيرة من ورقة.. ثم أكمل طريقه..
ألقت هذه الأخيرة نظرة على الورقة فوجت كلمتين: “لقد كنت…”.
رفعت رأسها مذهولة لتجد (خيري) يعود من جديد بقطعة ورق ثانية كتب عليها بنفس الخط المتعرج:
-” …أراك دوما…”
عاد (خيري) مجددا بقطعة ورق ثالثة واللاعبون وراءه دوما.. واستمر الوضع بتلك الطريقة:
-“… في ساحة المدرسة…”
-“… كنت تبدين…”
-“هادئة…”
-“… ورصينة…”
-” وغاية في …”
-“… الجمال..”
-” … والرقة…”
-” أنت لا تعرفينني…”
-” … لكنني أعرفك حق…”
-“… المعرفة.. أتمنى…”
-“… لو تقبلين…”
-” … لقائي…”
-“… أوكاياسو…”
-“… كايري…”
كان (تونو) يتطلع إلى مشهد القطار الراكض جيئة وذهابا، فابتسم وهو يقول:
-“هذا (كايري) الذي أعرفه..”
ثم انقلبت ابتسامته إلى ملامح رعب وهو يتطلع إلى (خيري) الذي كان يتجه نحوه وهو يصرخ:
-” أهرب يا (تونو)..”
وتجاوزه بلمح البصر مخلفا وراءه وحوشا آدمية سعرانة.. وأطلق (تونو) ساقيه للريح مجبرا
رمقت (آسومي) كتلة الوراق التي تكونت بين كفيها، ثم نقلت بصرها إلى بوابة الملعب التي لم يكن الغبار المتطاير قد هدأ بها بعد..
غزت وجهها ابتسامة على الرغم منها، وغمغمت:
-“يا له من فتى!”

* * *

أطل رأس المدرس (أوزوماكي) من باب الفصل لعشر ثانية قبل أن يسحبه مباشرة متفاديا سكينا ضخمة استقرت في الجدار خلفه.. ابتلع غصة خرافية، ثم وضع الخوذة الحديدية على رأسه، وتوكل على الله، ثم دفع الباب..
انطلق الضحكات والقهقهات الساخرة والتلاميذ يتطلعون إلى (أوزوماكي) الذي استقر في درع لفرسان العصور الوسطى.. وصرخ (تونو) متهكما:
-“شباب! (دون كيشوت) ذات نفسه قرر أن يلقي علينا الدرس اليوم.. أبشروا!”
رجت القاعة على إثر قهقهات (شيكي) المتحمسة، وهذا الأخير يردف:
-” ولكنه لن يجد هنا طواحين هواء ضخمة كي يقاتلها..”
ابتسم (تونو) بركن فكمه وهو يقول:
-“وماذا عنك؟”
-” أنا لا أقاتل طواحين الهواء.. ف… مهلا! هل تلمح إلى أنني ضخم كطواحين الهواء؟”

-” أنا لا ألمح.. أنا أجزم..”
-” إذا لم تحترم نفسك فسأبريك يا قلم الرصاص”
-” هذا لن يمنعني من أن أفرقعك يا قنينة الغاز..”
وفي اللحظة التي أطبق فيها كل منهما على ياقة الآخر اخترق المسافة التي بينهما بركار دوار تجاوزهما لينغرز رأسه في الحائط المجاور..
تراجعا برعب.. والتفتا إلى مصدر انطلاق البركار ليطالعهما وجه (خيري) الهائم وكأنه لم يفعل شيئا.. كان يضع قبضته المضمومة تحت ذقنه متكئا بمرفقه على الطاولة.. وكانت عيناه تجاوزان حاجز النافذة الشفاف نحو عالم آخر..
ألقى الاثنان نظرة رعب مجددا على الأداة المغروزة في الحائط الخشبي قبل أن يستديرا مجددا نحو (خيري) الذي لم غير وضعه قط.. اقتربا منه بأقصى هدوء ممكن، وقد كان هذا كافيا بالنسبة لـ(شيكي) ليزيح خمسمائة مقعد ويدفع ألف طالب في طريقه..
-“ما الأمر (كايري)؟”
قالها (تونو) بصوت خفيض قلق..
لم يتحرك في (خيري) سوى بؤبؤ عينيه الذي اتجه لهنيهة نحو صاحبه قبل أن يعاود التطلع إلى النافذة من جديد..
مضت دقيقتان والاثنان يحدقان ب(خيري) الجامد دون حراك.. ثم استسلما وقررا تركه وشأنه..
وحينما استدارا سمعا زفرة حارة فالتفتا إليه بسرعة، وهتف (شيكي):
-” على الأقل لم تصب بالخرس!”
ابتسم (تونو) متعاطفا وهو يهمس:
-” (آسومي).. أليس كذلك؟”
حرك (خيري) رأسه نفيا، فأضاف (شيكي):
-“وعلى الأقل لم تصب بالشلل أيضا..”
رمقه (تونو) بنظرة حارقة تراجع معها إلى الخلف خجلا وهو يغمغم:
-“أمزح فقط..”
تجاهله (تونو) وهو يضع كفه على كتف (خيري) ويقول:
-“لا داعي للإنكار.. لم أرك يوما بهذه الحال! إنها فتاة رائعة الجمال.. أفهم ذلك.. لكنك أصغر منها بسنتين.. وفي مرحلتنا العمرية هذه تبدو الفتيات أكبر من سنهن أصلا.. هذا يعني انك تبدو كابن لها حاليا.. فكيف تريد منها أن تستجيب لعاطفتك المحمومة؟”
هنا التفت (خيري) إلى (تونو) غاضبا، وصرخ:
-“قلت لك ان الأمر ليس ذلك.. ليس ذلك ما يشغلني حاليا..”
-“وما الذي يشغلك؟”
-” يشغلني أنني لا أفهم.. هناك شيء غير عادي.. شيء يسبب لي هوسا.. و أنا عدو ما أجهله.. ثم إنني أشعر الآن بشعور غريب حقا.. أشعر بجسدي يقشعر..”
لم يكد يتم عبارته حتى اقتلعت بوابة الفصل من مكانها.. ومن ورائها بدا مجموعة من المقنعين، وكل يمسك بسلاح يزن اطنانا..
وسمع الجميع صوتا خشنا يقول:
-“هذا هو الفصل المنشود..!!”

انتهت الحلقة الثانية

6 تعليقات

يوم أول!!

قد بدأت أقدامكم تتورم من طول الجولة.. أعرف ذلك.. كما بدأت أملها أنا أيضا.. والدليل أنني أتعذب لكتابة هذه الحلقة.. لذا قررت أن أنهي الجولة هنا على الرغم من أننا لم نكلمها بعد.. سأدعكم تكتشفون باقي الأمكنة رويدا رويدا..

سابقا في مذكرات طالب بالأقسام التحضيرية:
مذكرات طالب باﻷقسام التحضيرية
مسار الأف ميل:خطوة البداية (1)
مسار الألف ميل: خطوة البداية (2)
جولة سياحية معتبرة(1)
جولة سياحية معتبرة(2)
جولة سياحية معتبرة(3)

انتهى جو الاستجمام الذي حظينا بها نهاية الأسبوع قبل بداية الدراسة.

إنه اليوم الأول.. كل شيء يبدو جديدا غريبا.. كأننا في أضغاث أحلام..

استيقظنا بقوة الإرادة فقط في السابعة صباحا.. نزلنا للفطور بعد التزود بالسكين الأثرية..

حقا!! لم أحدثكم عن هذا بعد..

كان لنا الحق في الحصول على غطاء من النوعية التي استعملها الجنود أيام الحرب العالمية الأولى.. ذلك النوع من الأغطية التي تقاوم البصق عليها بصعوبة، فما بالك لو أخبروك أنك ستتدثر بها. لقد أحضر كل منا أغطيته ومخدته معه، إلا اللذين كانوا يملكون تصورا ورديا عن المكان.. وهؤلاء كان سيصبح لديهم تصور أسود من البترول عن أ/راض الجلد والحساسية لو لم يسارعوا باقتناء أغطية مناسبة.

الشيء الوحيد الذي كانت تصلح له أغطية المركز هو الفرش على أرضية الغرفة، وقد كانت هذه جريمة يعاقب عليها القانون المدني في المركز -ممثلا بـ(بعبول)- بالحرمان من هذه الهبة الرائعة.. وهو الشيء الذي لم نكن نبالي به كثيرا لو لاحظتم.

كانت هناك أيضا المخدة المقرفة التي لو وضعت عليها وجهك فلن يكفيك بعدها غسل خدك بماء النار (الماء القاطع) كي تشعر بالنظافة من جديد.

ثم هنالك الإزار الأبيض الذي لم يعد كذلك، والذي ينطبق عليه نفس تأثير المخدة..

أما الهبة الفريدة التي أنعموا علينا بها، فهي شوكة وسكين من العينة التي استعملها أبرهة الحبشي قطعا في يوم من الأيام.. هل تعرفون ذلك النوع من السكاكين الذي يمكنك أن تحاول قطع شرايينك به بأقصى قدر من الأمان؟ ذلك النوع الذي يفشل في تقطيع زبدة ساخنة؟ كان هذا إحداها..

ونظير هذه الخدمات الرائعة طبعا، كانا مجبرين على دفع مائة درهم، أي ما يعادل اثنتي عشر دولارا ونصف تقريبا، ككفالة.. وهذا بغض النظر عن كوننا أخذنا هذه الأغراض أم لم نفعل.. وعند ضياع الشوكة أو السكين مثلا فيمكنك أن تقرأ سلامك للكفالة بأكملها.. أما لو تسببت بضياع شيء أكبر حجما فحينها ستدفع ثمنه زيادة على الكفالة بالعملة الصعبة طبعا..

تفهمون الآن لماذا لم نعد نأخذ السكين أو الشوكة إلى المطعم.. إنهما من النوع الأثري الذي يصعب إيجاده في السوق.. لذا لا داعي للمخاطرة.. إن اثنتا عشر دولارا تساوي خمسة كتب جيدة في نهاية السنة الدراسية..

إن المتحمسين لحمل السكاكين يدفعون ثمن ذلك غاليا في الفطور بالمطعم حينما يبدؤون بالبحث عنها بعد إقراضها مجبرين لآخرين أمثالي..

اتجهت إلى سلة الخبز، والتقطت نصف رغيف.. ثم رنوت على الطاولة المجاورة حيث وضعت مستلزمات الفطور.. وتتلخص هذه في إناء به مربى، و صحن به قطع ضخمة من الزبدة.. قطع صلبة بفعل البرودة بشكل تحتاج معه إلى شيء أكثر من الإرادة والنوايا الطيبة كي تستطيع دهن رغيفك بها.. وهذا ما يجعلك مجبرا على وضعها متقاربة فقط وسط الرغيف قبل أن تقضمها كالجبن..

أفطرت و(عبد الله) ثم عدينا إلى الغرفة.. لملمت دفترين في حقيبتي الجلدية.. ومن ثم اتجهنا مبكرين إلى الجناح الدراسي..

إن مركز الأقسام التحضيرية يقاسم مدرسة ثانوية المكان.. هذا يعني أن هناك جناح خاص بنا، وجناح خاص بطلبة الثانوي.. لكننا جميعا كن نتقاسم الساحة.. وهذا ما شكل أملا كبيرا لدى الشباب لمصادقة فتيات حقيقيات بدل المخلوقات المرعبة التي كانت تدرس معنا..

قبل أن تبدأ الفتيات بإلقاء الطماطم علي، أو تدخل إحدى المحمسات لترد علي بأنني سافل، أو أي ردة فعل مبهجة من هذا القبيل، أريد أن أنوه هنا أنني أتحدث عن رأي السواد الأعظم من الشباب في تلك الفترة..، ولا أتحدث عن رأي خاص..

أرى عيونا خبيثة، بعضها يقدح شررا، تنظر إلى شذرًا، وتسأل: ما رأيك أنت إذن؟

لن أحاول التهرب من الرد حفاظا على حياتي..

ليس لدي اعتراض حقيقة على الفتيات اللواتي كن يدرسن معنا.. بعضهن يستحق الاحترام والإعجاب معا.. لكن الشيء الوحيد الذي كنت أؤاخذه على أغلبيتهن هو أنهن لا يتبسطن في تعاملهن.. بل كن ينظرن إلينا باحتقار غير عادي.. قد أكون مخطئا أو مبالغا، لكن الغالبية كانت تعاملنا بنوع غير مفهوم من الترفع، وتواجهن أية محاولة للتقرب منهن، ولو على سبيل الزمالة، كأنها محاولة سبي.. و أنا لا أتحدث عن نفسي هنا بالمناسبة، فقد كنت سلبيا إلى درجة غير عادية خلال تلك الفترة بالذات.. لكنني كنت ملاحظا جيدا، ومتابعا خبيرا للأحداث..

وفي نفس الوقت، كانت فتيات الثانوي ينظرن إلينا كأننا مخلوقات خرافية قادمة من كوكب العلم الأوحد.. لذا كان اختيار الشباب واضحا ومبررا..

حان الوقت للدخول إلى القسم!!
لكن هذه حلقة أخرى..

تابع القراءة: سمير.. سمير.. أشياء مشابهة

15 تعليق

الحلقة الأولى: أوكاياسو خيري

ما قبل المقدمة
أمير الفرس: تقديم

ها قد حانت لحظة الحقيقة..
والحقيقة الوحيدة هنا هي أخذ القدمين نحو العنق حسب التعبير الفرنسي، أو إطلاق الساقين للريح حسب التعبير العربي..

لقد ظهر وحش (الداهاكا) أو وحش الضحكة، كما ينطقها (خيري) متهكما على لفظة (DAHAKA)..
و (الداهاكا) لمن لا يعلم هو وحش يحمي رمال الزمن.. وحش أسطوري لا يرحم..
لقد انتهك أمير الفرس حرمة هذه الرمال.. فوجب عليه الموت!

يمكننا أن نفهم نوعا ما سبب هذا الركض المحموم الذي يمارسه الأمير فوق شريط صخري ملتصق بحائط شبه متهدم، مطل على حافة هاوية سوداء بدون قرار..
التفاتة واحدة منه إلى الخلف تجعله يجفل و يكاد يفقد توازنه.. لم يكن المشهد المهيب لأذرع أخطبوطية تنبع من صدر (الداهاكا) محببا لو لاحظنا أنها تخترق كل شيء بلا رحمة.. حتى الجدران و الحواجز الصخرية..
ستلحق الأذرع بالأمير لا محالة، فهاهي ذي نهاية الشريط الصخري تبرز معلنة نهاية اللعبة..

لم يكن الوضع يسمح بإنهاء حياة الأمير بهذه الطريقة، فهذا ممل حقا لو نظرنا إلى المسافة الكبيرة التي عليه أن يقطعها من جديد لو توفي.. يمكنكم أن تفهموا مثل هذه الأمور طبعا..

فجأة تباطأ كل شيء، و بدأت المسافة بين الأمير والوحش تتمدد.. إنها قدرة تبطيء الزمن السحرية التي اكتسبها الأمير مؤخرا.. صحيح أنها تستهلك كرة رمال سحرية في كل مرة، لكن هذا لا يهم.. فلا يحتاج الأمير سوى قتل عدو ضعيف حتى يحصل على كرة أخرى و بدون دفع أي رسوم أو ضرائب..

إنه الآن في مواجهة الحافة الشريط غير المكتمل.. لقد دمر منه جزء يتجاوز الست أمتار، ولن يتمكن من القفز المباشر.. لذا اندفع بمحاذاة الجدار الصخري، و حينما وصل الحافة قفز راكضا بشكل أفقي فوق الجدار مصارعا الجاذبية بشكل مبهر.. و بالكاد استطاع الوصول بصعوبة إلى الطرف المقابل من الشريط المتهدم.. واندفع يركض من جديد..

لقد انتهى مفعول قدرة تبطيء الزمن.. (الداهاكا) يقترب من جديد، و خزان الكرات السحرية قد فرغ..

لا وقت للالتفات إلى الوراء.. فحينما يظهر (الداهاكا) يبقى النشاط الوحيد المسموح به هو الركض..

الطريق مسدود هذه المرة بجدار صخري مقابل.. سيصل الأمير إلى الركن بعد لحظات.. وعليه هذه المرة أن يجد الوسيلة للوصول إلى الضفة المقابلة عبر الهوة السوداء.. لم تكن المسألة هذه المرة مسألة أمتار، بل العشرات منها..

لفتت انتباه الأمير سلسلة أنابيب معدنية بارزة من الحائط المقابل من النوع الذي تعلق فيه الرايات.. و كانت ترسم طريقا نحو الضفة المقابلة.. عليه فقط أن يتحول ببساطة إلى قرد..

إن السبيل الوحيد للوصول إلى أول أنبوب هو الاعتماد على الجدار المقابل له.. لذا اندفع الأمير نحو الجدار مباشرة، وقفز ليقوم بأربع خطوات عمودية عليه، قبل أن يثني ركبتيه مستندا عليه، ثم يفردهما مجددا مستغلا ردة فعل الجدار ليقوم بقفزة جبارة، و يصل الأنبوب..

لا وقت لالتقاط الأنفاس.. تأرجح قليلا على الأنبوب و هو متعلق إليه بقبضتين من حديد، ثم قام بدورة كاملة كلاعب جمباز محترف ليحصل على قوة دفع ملائمة، وأفلت قبضتيه مندفعا نحو الأنبوب الموالي.. واستمر بنفس الطريقة حتى وصل إلى الضفة المقابلة..

تظن أن (الداهاكا) توقفه الهوة الضخمة؟ تكون مغفلا لو اعتمدت على ذلك..
هو لا يتمتع بلياقة بدنية كلياقة الأمير.. لن يفز بحركات بهلوانية.. لكنك دوما ستجده خلفك طالما كان يطاردك..
لا وقت للتساؤل عن الأسباب ومناقشة الإمكانيات إذن.. إنه الفرار المتواصل من جديد..

في هذه المرة، يقترب الأمير من بوابة الرمال الزمنية.. عليه أن يعبر مدخلا صغيرا ستارته حاجز مائي رقيق اخترقه الأمير بسرعة.. و اندفعت وراءه الأذرع الأخطبوطية.. لكنها توقف بمجرد لمس الستارة المائية.. أبخرة خانقة تصدر منها مصحوبة بصرخة ألم من (الداهاكا) الذي سحب كل أذرعه حانقا..

هنالك شيء يحد من قدراته إذن.. هناك شيء يؤلمه.. الماء عدوه الأول.. رائع!

عب الأمير الهواء بجرعات كبيرة، و اتجه نحو حوض المياه الجانبي ليجرع ما استطاع..

وفجأة، و الأمير يشرب، ظهرت نافذة عليها عبارات:

Save game ?

Yes

No

كل الوصف السابق مقتبس من لعبة « Prince of Persia (warrior withing) »

حفظ خيري اللعبة، و نزع عن رأسه خوذة اللعب السوداء المتطورة.. فرك عينيه حتى كاد يفقؤهما، ونفض رأسه محاولا إزالة تأثير الانبهار باللعبة..
كم هي رائعة هذه التكنولوجيا الجديدة.. لقد مضى عهد الخوذة ذات المجسات التي تحتاج إلى حركة مواكبة.. نحن الآن في عصر القوة العقلية التي تحرك كل شيء.. بل إن النظام يقنعك تماما بأنك تتحرك و تتألم أيضا.. تختلف درجة الألم بالتأكيد عن الألم الحقيقي، لكنها كافية لجعلك تحاول تفاديها ما أمكن.. و هنا تكمن روعة اللعبة..

– “(خيري)! الإفطار جاهز..”
كان هذا صوت والدته ينفجر كالعادة من الطابق السفلي ككل صباح.. غنها تملك مدفعا لا حنجرة..
اختطف سترته المدرسية السوداء، و لملم أوراقا مبعثرة فوق مكتبه داخل حقيبة بنية.. ثم ركض نحو السلالم.. كان يكره الطرق التقليدية، لذا امتطى الحاجز الخشبي للسلالم و تزحلق فوقه مطلقا صرخة مرحة على غرار رعاة البقر الأمريكيين:
-“ياهوووووووووووه!!”

تفرقع صوت أمه الحانق من جديد:
– “(خيري)!!.. ستتهشم عظامك يوما.. صدقني!”

ابتسم الفتى و قال متهكما:
-“بالتأكيد..”
-“ابتلع لسانك و أفطر بسرعة لتلحق بدروسك قبل أن أتكفل بتهشيم عظامك بنفسي!”

أطلق (خيري) ضحكة مكتومة و غمغم:
– ” أريد فقط أن أفهم كيف تزوج أبي بكل هدوئه هذا الإعصار المدمر الغاضب دائما و الذي يدعى امي!”

سكن البيت فجأة بعد عبارته الأخيرة.. أرهف السمع بحذر، فخيل إيه انه يسمع صوت شيء يحترق..
صوت خطوات راكضة من قلب جهنم، ثم ظهور خرافي لجسد والدته المشتعل في رواق المنزل وهي تطير تقريبا باتجاهه، و في عينيها التمعت نظرة حمراء غاضبة..

اختطف شطيرة جبن ومربى من فوق المائدة، واندفع يفتح البوابة الخشبية الكبيرة، قبل أن يطلق ساقيه للريح عبر الحديقة المنزلية الشاسعة.. كانت البوابة الحديدية الكبيرة مغلقة، ولم يكن ليتمكن من فتحها قبل أن تطبق أمه على رقبته.. لذا اتجه نحو السور العالي، وقفز نحوه بكل قوته.. استطاع أن يقم بثلاث خطوات عمودية أوصلته يديه إلى القمة، فتعلق بها ودفع جسده نحوا الأعلى، ثم قفز إلى الناحية المقابلة..
توقف ليلتقط أنفاسه المنبهرة للحظة، وتطلع إلى علو السور برعب، ثم ما لبث أن صرخ بنشوة.. لطالما راقته هذه الحركة في لعبة أمير الفرس، لكنه لم يظن قط أنها بهذه السهولة..

وانطلق يطوي الطريق خلفه..

* * *

– ” توقف عن البصاق في قفاي يا (تونو)! ”
– ” أنا لم أبصق في قفاك.. لقد عطست فقط.. ”
– ” إذن فأنت أول إنسان يمارس العطس من بلعومه.. ”
– ” وهل هناك أحد لا يفعل يا (شيكي)؟ ”
– ” كل الفيلة لا تفعل يا (تونو).. لكنك كسرت هذه القاعدة على ما يبدو.. ”
– ” بالتأكيد.. هذا لأنني… مهلا!! ماذا تعني هنا؟ هل تلمح إلى أنني بدين كالفيل؟ ”
– ” أنا لا ألمح.. أنا أجزم! ”
– ” سأحطم عظمتاك اللتان تفخر بكونهما جسدا.. ”
– ” و أنا سأفرغ جسدك المنتفخ من الهواء بشكة دبوس.. ”
– ” ماذا يجري هنا؟ ”
التفت الفتيان إلى صاحب العبارة التي ظهر على بوابة الفصل في اللحظة التي أطبق فيها كل منهما على ياقة الآخر.. فقال (شيكي) البدين:
– ” من هذا المغفل؟ ”
أرخى (تونو) ياقة صديقه، و ألقى نظرة جذلة على الرجل قبل أ يهتف:
– ” يبدو أنه المدرس الجديد.. ”
تراجع (شيكي) ليجلس في مقعده قائلا:
– ” وهل يعطه هذا الحق بالتدخل فيما لا يعنيه؟ ”
استرخى (تونو) فوق مقعده بدوره وهو يجيب:
– ” بالتأكيد.. هذا من حقه.. ”
ثم وسع ابتسامته بشكل مبالغ به حتى حاكى وجه (ماك دونالدز) وهو يضيف:
– ” مؤقتا.. ”

كانت الجلبة لا تزال تجتاح جوانب الفصل رغم أن المدرس الجديد كان قد دخل بالفعل و بدأ يرتب أدواته..
طرق في البداية بظهر أصبعه على سطح المكتب..
– ” بلابلابلابلا…”
طرق بقبضته..
لا استجابة سوى:
– “بلابلابلابلا…”
زاد من قوة الطرق..
– ” بلابلابلابلا … ”
ارتفعت درجة احمرار وجهه. فرد راحته وضرب السبورة بكل قوته..
صمت..
وجوه تحدق فيه بملامح حملت قدرا من اللامبالاة يكفي لاستفزاز شعب من المدرسين..
ثم..
– ” بلابلابلابلا… ”
عاد الجميع للبلبلة كأن شيئا لم يكن..
هنا وصلت درجة احتمال المدرس إلى الصقيع فانفجر:
-” اصمتوا أيها الأوغااااااد!!! ”

هنا انقسم المشهد إلى ثلاث لقطات: منظر المدرس يلهث من فرط العصبية وهو يلعن في سره هؤلاء الشياطين الذين استفزوه لينطق عبارة غير تربوية كهذه.. ثم مشهد الشياطين أنفسهم وهم يحدقون بذهول في هذا المدرس الذي جرؤ على اللعب في عداد عمره.. و أخيرا، مشهد (خيري) المتأخر وهو يفتح باب الفصل ليفاجأ بالموقف السابق..

أراد (خيري) أن يعود أدراجه لكن المدرس صرخ فيه:
– ” أنت! تعال هنا! ”
تطلع الفتى حوله فلم يجد (أنت) آخر غيره.. فأشار بأصبع متسائل نحو نفسه..
– ” أجل أنت! ”
تنحنح (خيري) وهو يقول:
– ” آسف.. يبدو أنني أخطأت الفصل.. ”

هتفت فتاة من مؤخرة الفصل:
– “مرحبا (كايري)!! ”

قد ينتبه أقوياء الملاحظة منكم إلى الشبه الشديد بين (كايري) و (خيري).. الحقيقة أنهما اسمان لنفس الشخص..(كايري) اسم ياباني و ليس مجرد تحوير لاسم (خيري) العربي.. ربما لها السبب اتفق أبوه الياباني و أمه اللبنانية على اسم مزدوج كهذا..
ابتسم (خيري)، وفي قول آخر (كايري)، بارتياح وهو يرفع يده ليرد التحية.. ثم أدار بصره في الفصل قبل أن يهتف:
– ” هذا فصلي بالتأكيد ما لم يبدؤوا باستنساخ البشر على نطاق واسع مؤخرا.. ”
ثم أشار إلى المدرس بإبهامه وهو يضيف:
– ” ما مشكلة هذا المغفل إذن؟ ”
واستدار متجها إلى مكانه، إلا أن يدا غليظة أطبقت على قفاه، و أحس بجسده يرتفع بضع سنتيمترات عن الأرض قبل أن تطالعه عينان قدتا في سقر..

* * *

كان مدير المدرسة الإعدادية الخاصة، السيد (فوجي موتارا) يقوم بجولة تفقدية، فخطر بباله أن يلقي نظرة عابرة على المدرس الجديد الذي ورطه مرغما في تدريس الفصل الكارثة..
توجس شرا وهو يقترب من بوابة الفصل الذي تم عزله عن بقية الفصول لأسباب خاصة.. فغمغم:
– ” يبدو أنه كان علي تحذير (أوزوماكي) كي يستعد نفسيا على الأقل.. ”
كان الهدوء يسود المكان رغم انه وصل تقريبا إلى باب الفصل، فمد يدا مترددة كي يقرع الباب.. وقبل أن يتمكن من ذلك اخترقت مجموعة من السكاكين و السواطير خشب الباب من الداخل، وبدت أنصالها تطل من الخارج بتشكيلة هندسية مرعبة..

منع المدير قلبه من القفز من فمه، ومد يده بسرعة ليدير مقبض الباب و يفتحه ملقيا نظرة خاطفة داخل الفصل، وتراجع ليحتمي بالجدار.. و لما لم ير خطرا عاد ليطل من جديد فكان كل شيء على ما يرام.. التلاميذ في أماكنهم يتطلعون إليه بهدوء بريء و كأن شيئا لم يكن.. لكن تفصيلة صغيرة كانت تنقص المكان.. تفصيلة قفزت إلى لسانه على هيئة سؤال:
– ” أين السيد (أوزوماكي)؟ ”
ابتسم (تونو) ببراءة وقال:
– ” تقصد المدرس الجديد؟ ”
أومأ المدير برأسه إيجابا فأشار الفتى إلى الباب.. التفت المدير ليجد المدرس الشاب معلقا من ملابسها بالسكاكين و السواطير التي لم يخترق احدها جسده لحسن الحظ.. فابتلع غصة كبيرة كادت تخنقه، وخلص المدرس الذي لم يصب بأذى جسدي على الأقل، لكن الأذى النفسي كان يصرخ من عينيه الزائغتين..
جره المدير تقريبا إلى خارج الفصل، و أغلق الباب الذي لم يعد كذلك.. ثم..
– ” إنهم سفاحون! ”
كانت صرخة أخيرة من حنجرة المدرس المتحشرجة.. فربت المدير على كتف بتعاطف، وقال:
– ” ماذا حدث بالضبط؟ ”
ارتجف المدرس الشاب الذي لم يعد كذلك بعد أن ابيضت بعض خصلات شعره من شدة الهول.. وبدا انه يجاهد لاعتصار الكلمات:
– ” أردت أن أذبح لهم القط من اليوم الأول فكادوا يذبحونني شخصيا.. ”
ثم ألقى نظرة على الأنصال البارزة، وابتلع حلقومه بدل الغصة على سبيل التغيير، و أضاف
– ” أمسكت بتلابيب أحدهم في محاولة لإرهابه بعد أن نعتني بالمغفل، فإذا به يرفع قدميه ليدفع بهما صدري و يستغل ردة الفعل كي يقفز فوق رأسي بحركة عمودي دون أن يتخلى عن ياقتي.. ثم استقر ورائي ثانيا ذراعي نحو الخلف بعد أن كنت أنا من يمسك به.. وبعدها شعرت بقدمه تستند على ظهري، وفوجئت بنفسي أرتفع في الهواء و يلقى بي على السبورة.. ”
رفع المدير يده في إشارة بالتوقف وهو يهتف:
– “أمتأكد أنت أنك تتحدث عن تلميذ في هذا الفصل؟ أكبر فتى هنا لا يتجاوز الرابعة عشر من عمره.. أنت الآن تصف الرجل العنكبوت بدون شك.. ”
– ” أؤكد لك يا سيدي أن هذا ما حصل ”
ثم استند إلى الجدار في انهيار وهو يضيف:
– ” و ما إن نهضت من السقطة حتى وجدت هذه التشكيلة من السكاكين تندفع نحوي لتصنع بي ما رأيت..”

ربت المدير على كتفه مجددا وهو يقول:
– ” لا عليك.. ستعتاد على المر سريعا..”
تكونت فوالق جيولوجية فوق وجه المدرس من فرط الرعب.. وصرخ غير مصدق:
– ” مستحيل! لن أضع قدما، أصبعا، بل ذرة واحدة من ذراتي في هذا الفصل من جديد.. ”
نفض المدير عنه قناع اللطف فجأة وهو يجيب محتدا:
– ” إذن فلن تقبض راتبا، علاوة، بل ينا واحدا من هذه المدرسة.. و لا تعول على العمل بمدرسة أخرى لأنني لن أسمح بذلك.. فعلاقاتي أوسع مما تتصور..”
وخفف من حدة صوته مع انهيار الشاب، وعاد ينتقي قناعا جديدة من مجموعته ليقول:
– ” اسمع يا بني.. هذه مدرسة خاصة.. و آباء تلاميذ هذا الفصل بالذات يملكون أغلبية رأس مالها.. لذا لا نملك فعل شيء.. خصوصا و أنهم يبدون في غاية اللطف حينما يكونون مراقبين.. و الحقيقة انك الشخص الوحيد الذي تعاملوا معه بهذه الطريقة..”

ثم تنحنح وهو يضيف :
– ” من أول حصة..”

كاد المدرس يبكي وهو يقول:
– ” ومتى يذبحونهم؟ ”

أطلق المدير ضحكة مفتعلة وهو يقول:
– ” لا لا لا.. لا يوجد ذبح هنا..”
– ” يا سلام!! و ماذا عن كل هذه السكاكين والسواطير..؟”
– ” هذا مجرد مزاح بريء يا بني.. حاول أن تتكيف معهم فقط ..

* * *

المخرج الخلفي لمصنع إليكترونيات عريق..

هدوء يسود الجنبات..
يمتزج بظلام هشمه ضوء مصباح خافت..
وفي النهاية، أتت شاحنة نقل متوسطة الحجم لتهشم السكون بدوره..

أطلت الوجوه الصارمة من وراء مصراعي صندوق الشحن، لتستقبل ملامح التوتر التي طبعت ثلاثة رجال ينتظرونهم.

– ” هل البضاعة جاهزة؟ ”
نطقها أحد الواصلين، فهتف رجل من المنتظرين بنبرات متمترة وهو لايكف عن مسح نظاراته:
-” بالتأكيد.. كل الأجهزة في هذه الصناديق.. فقط، أسرعوا بالشحن! ”
بدأت عملية الشحن، وبدا ذو النظارات وكأنه قد وضع أعصابه فوق مقلاة زيت ساخنة، فلم تكف مقلتاه عن التقلب في محجريهما.
ومع وصول آخر صندوق إلى الشاحنة، انعقد حاجبا السائق فصرخ:
-” هناك ثلاثة أرقام تسلسلية غير مطابقة.. ثم إنه من الواضح أن الخوذات التي تحملها مجرد خوذات لعب عادية. ”
كان ذلك الزر الذي فجر أعصاب ذي النظارات:
– ” مستحيييييييييل!!! ”
هتف السائق حانقا:
-” يمكنك أن تراجعها بنفسك.. فأمر ال… ”
قاطعه بعصبية:
– ” ولكن هذا يعني أن … أن… ”
أكمل السائق:
-” هذا لا يعني سوى احتمالين: أنكم تتلاعبون بنا، أو أن خطأ ما قد حدث. حسنا.. لا يمكننا المكوث هنا أكثر من هذا حسب أوامر الجنرال، لذا عليكم حل المشكلة بأنفسكم.. بضاعة الجنرال يجب أن تصل إليه كاملة مكمولة حسب الاتفاق! ”

تطلع ذو النظارات بنظرة رعب إلى الشاحنة التي ابتعدت.. وحينما أفاق من شبه الغيبوبة التي اعترته، اختطف هاتفه الجوال بأصابع مرتجفة، وضغط زرا معينا، ثم انتظر أن يصله صوت المتلقي قبل أن يقول:
-” لؤي! ما أخبار دفعة ألعاب الخوذات الجديدة؟ ”
استحال وجهه ليمونة صفراء ممتقعة، فأقفل الخط وهو لاينبس. سأله أحد رجاله بحذر:
-” ما الأمر سيدي؟ ”
انهار ذو النظارات وهو يغمغم:
-” لقد تم تسويق المنتوج بأكمله.. كل خوذات اللعب بيعت في الساعة الأولى من عرضها.. إنها مصيبة! كارثة!! ”

وحلقت أفكاره بعيدا وهو يتصور كم المشاكل التي ستحدث بسبب هذه الخوذات.. بل و الأكثر من ذلك، كيف سيتصرف من اشتروها؟
وبقيت أفكاره تسبح محلقة مع التساؤل بدون هدف..

نهاية الحلقة الأولى

بقلم: عصام إزيمي

عن: رواق الأدب

6 تعليقات

أمير الفرس: تقديم..

ما قبل المقدمة

(أوكاياسو خيري)..
نصف عربي.. نصف ياباني..
فتى في الرابعة عشر من عمره يكتشف فجأة انه مميز..
مميز إلى حد لا يطاق..
فتى يجد نفسه في عالم لم يحلم به من قبل..

عالم يحمل الإثارة..
الكثير منها..
عالم يغوص في الأكشن..
المبهر منها..
عالم بهجته الكوميديا..
الممتع منها..

عالم يحمل معالم المانجا الرائعة..
و لكن، هذه المرة، بعيون عربية..

بقلم: عصام إزيمي

عن: رواق الأدب

الحلقة الأولى: أوكاياسو خيري

2 تعليقان

ما قبل المقدمة..

هذا مسلسل مكتوب طبعا..
ربما هو تصور لأنيمي أتمنى مستقبلا أن أستطيع تحقيقه لو أتيحت لي الإمكانيات..
إن ثقافة الأنيمي انتشرت بشكر سرطاني بالغرب.. لدى الكبار قبل الصغار..
هناك العديد من الذين يتصورون أن الأنيمي موجه للصغار بالضرورة.. وهذا تصور خاطئ بشكل كبير..
لقد أصبحت ثقافة الأنيمي تعوض الثقافة السينيمائية وتنافسها، وذلك عبر موضوعات تناسب الكبار قبل الصغار في الكثير من الأحيان.. فبدل أن تكون عبارة عن أفلام أو مسلسلات تتقيد بقيود السينما، فهي تتحول إلى أنيمي..

هناك المزيد من المغرمين بالأنيمي كل يوم بالمغرب، وقد بدأت هذه الثقافة تنتشر كثيرا لدى الطلبة بالخصوص بعد توفر التحميل عبر الأنترنت.. لذا أتت هذه السلسلة!! لإرضاء جميع الأذواق..
و لإرضائي شخصيا !!

جميع الحقوق محفوظة لموقع رواق الأدب الذي احتضن السلسلة وغيرها منذ البداية، وهو موقع أدبي متميز أدعو الجميع للاطلاع عليه..

أمير الفرس: تقديم..

Leave a Comment

ما الذي ينقص المنتخب المغربي للفوز؟!

استقرت الجماهير على الكراسي في كل بقاع الوطن وأياديها على قلوبها..
لم تكن مباريات منتخبنا المغربي ضد المنتخب المصري سهلة قط.. كيفما كان مستوى أي منتخب منهما..
وبدأت المباراة بداية ساخنة.. اندفاعة مباغتة للهجوم المصري في محاولة لاستغلال الضعف الشهير للمغاربة في بداية المباريات.. ثم لم تمر دقائق حتى انقلبت الوضعية تماما، و أذاق المغاربية المصريين ما أذاقه هؤلاء لليبيين من قبل.. ضغط كامل من هجوم المنتخب المغربي وسيطرة شبه مطلقة على منتصف الميدان.. ولكن المشكل الأزلي طرح من جديد: من يسجل الهدف..؟
أثبت (موحا اليعقوبي) أنه قاطرة المنتخب بدون منازع.. أينما حولت نظرك تجده.. يمينا تجده.. يسارا تجده.. دقق النظر في الحارس فربما يكون (موحا اليعقوبي) متنكرا.. 😀

لقد كرهت (خرجة) منذ البداية.. خرجة كان عليه الخروج!

انتهى الشوط الأول وسط ارتياح من أداء المغاربة، وتخوف من التجارب السابقة المشابهة..

ومع بداية الشوط الثاني كانوا قد غيروا لاعبي المنتخب المغربي في الخفاء وعوضوهم بأشباه متنكرين على ما يبدو.. في حين تمالك عناصر المنتخب المصري أنفسهم، وبدؤوا بتنظيم هجومات خجولة تتخذ مكانها شيئا فشيئا لتصبح بالخطورة بما كان مع تجاوز منتصف الشوط..

ثم الضربة القاضية.. ففي الحين الذي كان الجميع ينتظر فيه تغييرات عقلانية من طرف المدرب (فاخر)، فوجئنا بخروج (الركراكي) وتعويضه بـ (شيبو) الذي توقف على ما يبدو عن لعب كرة القدم، وحول نشاطه إلى بيع الفجل في الفرقة التي يحترف بها..
النتيجة هي أن الجناح الأيمين لدفاع المنتخب المغربي تحول إلى صحراء كالاهاري بشكل سمح ل(ميدو) و(عمر) بالتجوال كما يشاءان في المنطقة..
ثم بدل خروج (خرجة) المنتخضر تم إخراج (حجي) ليتوفى هجوم المنتخب تماما..

الشيء المثير للضحك في المقابلة هو غرام رأس (الركراكي) برأس (محمد عبد الوهاب).. عشق دموي بينهما على ما يبدو..

خلاصة الأمر: ضمن المنتخب المصري تأهله تقريبا، وضمن المنتخب المغربي إقصاءه بالتأكيد.. لذا أتمنى أن يبذل المنتخب المصري قصارى جهده هو والمنتخب التونسي كي تكون الكأس عربية مجددا..

21 تعليق