تجاوز المحتوى

الكاتب: عصام

ثرثرة حلاقين، وساعة إضافية..

barber.jpg

هنالك نوعان من البشر كتب عليك تحملهم إجبارا، مهما كان ما يقولونه مملا: سائقوا سيارات الأجرة، وذلك لأنك لا تستطيع أن ترمي بنفسك خارجا رغم أن الإغراء شديد في الكثير من الأحيان.. والحلاقون، لأنك لا تسطيع أن تترك رأسك بين أيديهم كي يفر باقي جسدك بجلده..

فلندع سائقي التاكسيات إلى مقام آخر، ودعونا نتناول الحلاقين..

حينما كنت أدرس بالرباط، كنت مجبرا كالعديد من الطلبة على أن نحسن من شعورنا لدى وزير الحلاقة بـ(الكامبوس).. وهذا اللقب يستحقه الرجل بالتأكيد.. بلباسه الأنيق الدائم، وربطة عنقه المختارة، والشيب الذي وحط فودية (لأنه لا يملك شعرا كافيا في المناطق الأخرى) ..والأهم من هذا، بطرقة كلامه المتعالية التي تذكرك بأحد (كيردينالات) العهد الفرنسي البائد. هذا الرجل لا يتعامل مع أية رأس كانت.. لا بد لهذه الرأس أن تفوح برائحة النقود أو السلطة أو الصداقة الشخصية.. إن لم تدخل تحت أي تصنيف منها فأن لا تستحق أن يلمس شعرك بيديه الكريمتين.. ومصيرك هو العامل الأجير الذي يضعه بالمحل لأعراض كهذه.. هذا الأخير، قبل أن يتم تعويضه بآخر، كان هو الآخر يكاد يصيبني بالجلطة من فرط ثرثرته.. لا والأشنع من هذا هو ذلك التواضع الخرافي الذي يقطر من جمل على شاكلة:
-“هل رأيت كيف تمكنت من فهم شعرك؟”.. على اعتبار أن شعري سر فلسفي من أسرار الكون.
أو:
– حقا! لن تتمكن من إيجاد شخص (يصرع) شعرك بهذه الطريقة..”.. أنت تكاد تصرعني شخصيا يا محترم!
المهم أنني أحمد ربي كلما سقطت بين يدي حلاق يباشر عمله ويتمتع بنعمة الخرس.

wtach.jpg

بالأمس، في مدينتي الأم (تيزنيت)، كان الأمر مختلفا نوعا ما، إذ أنه كان هنالك نقاش جماعي أعفاني أعضاؤه من المشاركة به لحسن الحظ، لكنني ظللت مستمعا وفيا، رغم أنفي، طيلة الوقت الذي أخذه الأخ الحلاق ليحول رأسي إلى كتلتين شعريتين بينهما فجوة جغرافية.. (ذكروني أن لا أحلق بتيزنيت مجددا)
النقاش كان يدور حول مسألة إضافة الساعة لتوقيت المغربي. وهو لعمري نقاش ممتع جدا حينما ترى ذلك الكم من النظريات الكوميدية التي تلتصق به. تابعوا الحوار (الجمل بين قوسين هي تعقيبات مني طبعا):
– إذن علينا أن نضيف الساعة غدا؟
– كلا يجب أن تضيفها اليوم في منتصف الليل.. (ذكي!)
– علينا أن نسهر حتى منتصف الليل؟ (حلاوتك!)
– لو لم ترد ذلك فيمكنك أن تنتظر إلى الغد! (الحل العبقري)
– لكنني غدا لن أتمكن من الاستيقاظ في الوقت المألوف.. (هل من زجاجة سيانيد لأنتحر؟)
هنا يتدخل عبقري آخر:
– بأية ساعة سنعمل الآن؟ الساعة القديمة أم الجديدة؟ أظن أن هذا سيشكل مشكلة في المواعيد مثلا. فسيسألك من تضرب له موعدا إن كان بالتوقيت القديم أو الجديد.
– لا يوجد توقيت قديم أو جديد.. هو توقيت واحد. السابعة هي السابعة والثامنة هي الثامنة. (الاضافة الأخيرة هي توضيح عبقري من طراز “رقاصة وبترقص..”)
– أنا سأحتفظ بساعة هاتفي النقال على التوقيت القديم وأضيف ساعة إلى ساعة يدي.. (هذا هو الرجل الفذ الذي أتى بالحل)..

هكذا ترى أن المواطن البسيط ليس مهتما بشكل كبير بمسألة الأسباب والدوافع، بقدر ما هو مهتم بمشكلة ساعته ومواعيد القهوة خاصته. أما أنصاف المثقفين خاصتنا فد ارتموا مباشرة في أحضان انتقاد المسألة على اعتبار أنها لن تفيد في شيء، وهذا فقط لأن المسألة مقترح حكومي..

يا جماعة، ما ليس لكم علم بأسبابه و بمردوديته فليترك المجال لأصحابه ولا داعي للجعجعة!

9 تعليقات

كم تساوي 9 ضرب 7 يا ترى؟

classe

كنت أتساءل دوما عن سر النظام التعليمي في مصر، والذي يسمح لطالب أيا كانت قدراته أن يحصل مجاميع تصل إلى إلى 99%.. فتجد طالبا يكاد يشد شعره لأنه حصل على 89% فقط وهذا لن يؤهله قط لدخول كلية الباذنجان، بينما تجد الطالب الثانوي هنا بالمغرب يكاد يقتل نفسه ليتجاوز 16/20 وهو ما يوافق 80%.. وأنا هنا أتحدث عن الطلبة المتفوقين جدا!
حسنا.. ما أثبت ظني بأن هنالك شيئا ليس على ما يرام، هو خبر طريف قرأته على موقع جريدة الوفد المصرية.
يفيد الخبر بأن 315 طالبا جامعيا من كليات القمة المصرية (الهندسة والحقوق والآداب والطب البيطري والعلاج الطبيعي والسياحة والفنادق والعلوم والزراعة)، قد لبوا عرضا لاجتياز مباراة للعمل بإحدى صالات القمار.
لن نناقش هنا المبدأ أصلا (العمل في صالة قمار)، بل سنناقش مسالة فشل 260 طالبا جامعيا في اجتياز هذه الاختبارات. سنناقش مسألة حصول أكثر من 88 متقدما على صفر كامل الاستدارة. سنناقش انسحاب أكثر من 50 طالبا.. سنناقش فشل33 طالبا في الحصول علي أكثر من 10 من 50.. سنناقش فشل الغالبية العظمى في الإجابة على أكثر من نصف الأسئلة المطروحة.
لا داعي لتذهب رؤوسكم بعيدا.. لم يكن يتعلق الأمر بامتحانات معقدة أو أسئلة رياضية من قبيل حساب مثلثات معقد، أو مسائل ذهنية صعبة.. يتعلق الأمر فقط بجدول ضرب بسيط عادي من رقم 2 إلي 12.
هذا يسمى تأثير الآلة الحاسبة..
1+1 تساوي كم؟.. أي!! نسيت آلتي الحاسبة، ولكنني أرجح انها تساوي 2.. لقد قمت بهذه العملية أمس على الآلة لو كنت أذكر!
كنت أظن أن التعليم المصري أفضل حالا من نظيره المغربي. أفهم تماما أن فضائح طلبتنا المغاربة قد تكون أفظع في امتحانات مشابهة، في ظل التدهور التعليمي الحالي.
إن مصدر قوتنا كعرب هي عقولنا التي تصنع الفارق مع ضعف إمكانياتنا.. فإن أخذت منا قوتنا، فما الذي سيبقى لنا؟

16 تعليق

هلا شخبطتم الشخابيط؟

على ما يبدو، فقد تمكن أكثر من مائة ألف مغربي من شخبطة الشخابيط جماعة بالرباط يوم الأحد السابق، رفقة الفنانة الجميلة الاصطناعية (نانسي عجرم).
لا أتحدث هنا عن الصوت. فصوتها حقا مميز، واختيارها للتوزيعات الموسيقية المميزة شيء أحترمه فيها حقا! فلن أنافقكم وأنكر أنني غير معجب بالعديد من مقطوعات نانسي، خصوصا القديمة منها. لن أقول “يالها من ساقطة!”، ثم أذهب لأشخبط الشخابيط بدوري، كما سبق وفعل أحدهم معي، حيث انتقد (هيفاء) أشد انتقاد حتى ظننته سينحرها في أول مناسبة تزور فيها المغرب، وبعد مدة فاجأته وهو يكاد “يبوس الواوا” !..

nanci1.jpg

الألبوم الأخير لنانسي مميز حقا “كألبوم أطفال”، خصوصا أغنية “شاطر” التي لم تلق نصيبها من الشهرة لأنها لم تحظ بنصيب كاف من الميوعة في كليب خاص كما حدث مع الشخابيط! رغم أنني أجد أن دمج مجموعة كورال أطفال بها كان رائعا!

استمعوا للأغنية:

[audio:http://www.soundupload.com/audio_3/6ynne1qibs6p0qg_Shater.mp3]

هذه هي المشكلة التي أردت الحديث عنها في هذا المقام.. (نانسي) غنت لفترة سابقة لم تحصل فيها على اهتمام يذكر، رغم أن الأغاني كانت جيدة للغاية.. بل وكانت أقرب لمفهوم الطرب من الأغاني الحالية.
حينها يبدو أنها قررت ركوب موجة “الفساتين الحمراء” و”طشت الغسيل” و”الدلع” والفتوشوب المطبق على الأنف والوجه ودهانات “أسترال وكولورادو” وزرع أشياء متنوعة لا داعي لذكرها. حينها فقط بدأ الجميع يهتم بمؤهلاتها، وأصبحت قنبلة نووية أخرى تساهم في النظافة العامة لأن الجميع يمسحون بذقونهم الأرضيات مسحا، بعد أن تسقط فكهم السفلى أرضا وتقوم بكنس تطوعي.

يالي بيشوف نانسي وما بيسقط فكو، شو بنقلو؟ شاطرشاطر!

5 تعليقات

انحسار إبداع.. وإخراج لما بالنفس!

أشهر موضوع في منتدى روايات هو موضوع فليخرج كل منا ما في نفسه.. هو موضوع يلعب على الوتر النفسي الإنساني العتيد: حب الشكوى.. الموضوع تحول إلى مناحة في العديد من المناسبات، لكن هنالك أعضاء مميزين يكتبون إفرازات مميزة، بعضها قد يكون صالحا للنشر كإفرازات أدبية..
حسنا.. كنت بدأت أكتب هذا الرد هناك لأكتشف أن المدونات قد خلقت أيضا لهذا السبب.. وأنني أفضل بين الفينة والأخرى أن أخرج ما بنفسي في المدونة، على أن تظل خاوية على عروشها بانتظار مواضيع تحاول أن تجعلني أبدو أكثر ذكاء أو أكثر عمقا مما أنا عليه حقا!

* * *

في يوم! في شهر! في ثلاث دقائق!
أصبت بانحباس..
هذه المرة الانحباس لا يخص الحليب.. الانحباس هنا يخص حس الإبداع..

ياللهول! لم أعد أستطيع تصور مشهد جيد واحد! لم أعد أستطيع كتابة مشهد متقن واحد!
قطعت سابقا وعدا على نفسي أن لا أخرج عملا جديدا قبل أن آخذ الوقت الكافي لإنجازه.. وها أنا ذا أعود إلى نفس الغلطة من جديد: أعمل على مسلسل أشبه بالـ SITCOM من ثلاث حلقات، بدأ كفيلم قصير، ثم تحول بقدرة قادر إلى ما أنوي أن أخرجه عليه الآن.
العديد من التفاصيل طارت رغم ذلك، والعديد من الأفكار التي لن أستطيع إنجازها.. وحتى القصة الأصلية هشمتها فقط لأن علي أن أتبع متغيرات عدة، أهمها تواجد الممثلين للتصوير وتوفر الوقت الكافي لذلك. أرأيتم في حياتكم سيناريو يكتب ويتغير حسب ظروف الممثلين؟ وأنا أتحدث عنا عن تغييرات جذرية حقا!
Adobe Premiere CS3 ، البرنامج الذي أستعمله في المونتاج سيصيبني بالجلطة عما قريب! أخطاء برمجية بالجملة، وتوقف للبرنامج حسب هواه، وصيغ الفيديو الفظيعة التي أنتجتها كاميرا التصوير الفوتوغرافي التي نصور بها (أجل.. ما رأيتم هنا من أفلام هو حصيلة تصور بكاميرا فوتوغرافية أصلا)..
موعد العرض يقترب، والعمل يبتعد.. والوقت ينحسر.. والوظيفة تخنق بين الفينة والأخرى!

camTransformer

* * *

لم أكتب بالمدونة منذ قرون.. ثم أتيت ووضعت إدراجا كوميديا مفاده أنني عدت..
المثير للسخرية هو أنني ضحكت على ذقون القراء بحذفي لكلمة مهمة : “لأختفي”.. لقد عدت لأختفي من جديد..

* * *
سألوني في روايات يوما عن السبب الذي جعلني أركز على الكتابة الكوميدية الساخرة.. والسؤال الأكثر خبثا كان “هل تظن نفسك تستطيع النجاح ككاتب في مجال آخر؟”
الحقيقة انني كنت حينها أفكر في أن أصبح كاتبا مرموقا.. وقبلها كنت أحلم بأن أصبح ممثلا مشهورا، وقبلها عازفا ملحنا، وقبلها فنانا تشكيليا، وقبلها…
حاليا أريد أن أصبح مخرجا.. إنه الهاجس الأكبر لدي الآن. عسى أن لا أستيقظ صباح الغد لأتحول إلى شخص يحلم بأن يصبح رائد فضاء..
في كل يوم اكتشف أنني لا أزال طفلا صغيرا منبهرا بالعالم.. فهل بداخلكم أيضا أطفال صغار يحلمون بأشياء كبيرة؟
13 تعليق

Prison Break INSEA version

حسنا..
ربما حان الأوان لأكتب تدوينة جديدة قبل أن تصبح السابقة إدراجا كوميديا.

بعد أن تمكن السجناء المتهمون في قضية السادس عشر من ماي من الهروب من سجن القنيطرة على طريقة Prison break، قام العربي صاحب المدونة الحائزة على جائزة أفضل مدونة مغربية عن فئة “العام” على ما أذكر بوضع وصلة للنسخة التي أنجزها فريق RTI، والتي تماطلت كثيرا في وضعها على المدونة إذ أنني لم أجد وقتا لوضع ترجمة عليها..

وبعد ذلك بيوم أو اثنين اتصلت بي صحفية من جريدة Le soire echos الفتية، والتي تصدرها مجموعة “المساء” التي يديرها رشيد نيني..
مددتها ببعض المعلومات عبر الهاتف، وكتبت مقالة بعدد يوم الجمعة الماضي عن الفيلم وعني شخصيا تقريبا.. وهو الشيء الذي ساءني نوعا ما إذ تم إهمال بقية الفريق والتركيز علي شخصيا فقط، مع العديد من الجمل التي وضعت كاقتباس شخصي من كلامي، رغم أنها كانت بصياغة الكاتبة، ومليئة بالعديد من الأخطاء بالمعلومات المذكورة، وتظهرني وكأنني أتحدث من عل على اعتبار أنني “يوسف شاهين” مثلا.. هكذا وقعت أنا في فخ تفسير الملابسات لفريقي، وتوضيح أن ما قيل ليس مني.

ورغم كل هذا، أشكر الصحفية “قدس شبعة” على لطفها، وعلى كم المديح الذي كسا المقالة، والذي لا أستحق نصفه صراحة.

إليكم إذن الحلقتان المقصودتان، مع الاعتذار للأخوة الذين سيجدون صعوبة في فهم الدارج، أو الذين لن يفهموا المقاربة الموضحة.
على كل حال.. أتمنى لكم الاستمتاع بجو Prison break على طريقتنا الخاصة.

10 تعليقات

عدنا

smile.jpgعدنا.. والعود الحصان.. على رأي لهجتنا المغربية الدارجة..
يبدو أنه كتب علي الانقطاع المستمر عن التدوين لفترات لا بأس بطولها. والحقيقة أنني هذه المرة، وكما كل مرة، كنت مجبرا في فترة من الفترات، وملولا كسلانا في فترة تالية..
على العموم، يبدو أن غيابي هذه المرة لم يفتقد كثيرا، أو أصبح مألوفا، إذ أن أحدا لم يستفسر عنه كما جرت العادة.
جرت بعض الأحداث المثيرة نوعا ما على صفحات هذه المدونة، عبر ردود القراء.. أحداث لم ينتبه إليها الكثيرون لأنني قد قمت بحذفها بسرعة لأسباب لست في حل من ذكرها، ليس من بينها الخوف لو كان أصحاب الردود يقرؤون هذا الموضوع الآن.. وهذا شيء أشك فيه صراحة.. لو كان الأمر بيدي لكتبت التدوينة الأكثر سخرية في التاريخ على شرفهم!
أريد فقط أن أشير إلي بضع ملاحظات:
1- هذه مدونة شخصية بحتة، لا أكتب فيها إلا ما يهمني، أو أملك الوقت والبال الرائق للكتابة عنه. هذا “أنا” مجردا خاما بدون شوائب، ولا أنتمي إلى أي تيار كيفما كان نوعه، اللهم إلى لو كنتم تحبون خلق تيار “عصامي” خاص.
2- مستوى التدوين هنا يتعلق بمزاجي الخاص. قد أكتب عن موضوع يثير نقاشا فلسفيا عميقا اليوم، وأحاول أن أبدو بمظهر المفكر العبقري، وأتحذلق كما أريد.. ثم تجدني غدا أكتب موضوعا أخف من الأوكسجين، وأكثر سطحية من فتاة شقراء لا هم لها سوى لون طلاء أظافرها، وإخفاء بياض نصف ميليمتر من زغب شعرها بعمق فروة الرأس..
أنا ببساطة إنسان مغربي آخر..
متوسط في كل شيء..
متوسط الثقافة.. متوسط الحنكة.. متوسط الآراء.. متوسط المستوى المعيشي.. متوسط التوسط!
هدفي الأول والأخير هو إمتاع القارئ حينا.. رسم البسمة على شفته حينا.. ودفعه إلى النظر إلى الأمور من زاوية أخرى: زاويتي الخاصة..

هدفي أن تغلق الصفحة وانت في إحدة حالات الصورة جانبه.. هذا سيعني لي أنك تفاعلت مع المحتوى، وترك بصمة بداخلك..
من أحب مدونتي بهذا الشكل، فبه أرحب، وله قلبي يطرب.. (على رأي واحد صاحبنا قد يعرفه البعض منكم)..
أما من كان يبحث عن مدونة من النوع الذي يحوز الجوائز، ويتألق في مجاله، فأنصحه بالضغط على زر” x” في الركن العلوي الأيمن..
مع خالص محبتي.

20 تعليق

أخطاء بنكية وهبات مجانية

dh.jpg

أصبت بالرعب اليوم وأنا أطالع رصيدي البنكي من شباك إليكتروني (GAB).
على حد علمي، لم أبدأ تجارة المخدرات بعد، ولم أستول قط على محل بقالة مجاور، والأهم من هذا انني لست في وظيفة تسمح بأن يرشوني أحدهم ( ناهيك عن أن لا أحد يرشو أحدا من وراء ظهره، إلا لو كان عبقريا آخر لا يحب أن يكتشف أحد فعلته حتى المرتشي..).
حوالي 1700 دولار هبطت فجأة من السماء بجوار راتبي المعتاد!
المعتاد هو أن يجد المرء رصيده منقوصا.. هذه سنة الحياة على ما يبدو.. أما أن يجد زيادة كهذه، فهذا هو التجديد الحق!
في وكالة التجاري وفا بنك لم يستطيعوا أن يعطوني تفسيرا واضحا.. لم يستطيعوا أصلا أن يعطوني المصدر.. اكتفى موظف بأن يتصل بشخص ما على الهاتف، ثم يطالبني بوقاحة بأن أعود بعد 20 دقيقة.. الرجل يظن أنني أعمل في شركة عصام وإخوانه على ما يبدو.. وحينما طلبت منه رقم هاتفهم لأتصل لاحقا، لم يعرض علي قط أن يتصل كأي بنك أو مؤسسة تحترم عملاءها.
قبل مدة غيرت BMCE BANK لأسباب خدماتية مشابهة، بعد أن قضيت أسبوعا أحاول أن أقنعهم بأن يرسلوا لي تصريحا برقم حسابي البنكي لأجل تحول راتبي عليه.. ولكن في النهاية، وكما يقول المثل الشعبي: “ما تبدل صاحبك غير بما اكفس منو”..
سأخبركم لاحقا بمصدر هذه الهبة النقدية حالما أتعرف عليه، وإن كنت أخمن أنه لن يبقى في رصيدي طويلا، وأن هنالك شخصا ما ينتظر راتبه في مكان ما..

تحديث :

مساء الخير جميعا.. (أخبرني أحدهم للتو انه الصباح.. لا أصدق!)
اعتذر على اختفائي المريب، والذي إن دل على شيء فهو يدل على أنني أصبت بانهيار عصبي بعد أن أخذوا مني الـ 1700 دولار..

حسنا.. الأمر وما فيه هو انني تلقيت بالفعل راتب زميل لي، وأردت أن أذيقه العذاب ألوانا قبل أن أعطيه إياه دون المرور بالإجراءات الروتينية الرسمية.. لكنني اتقيت فيه وجه الله واعطيته شيكا بقيمة المبلغ.

سأعود للرد بالتفصيل على الجميع بإذن الله..
تحياتي

22 تعليق

الرياضة المغربية.. الضربة القاضية..

marocghana.jpg

كنت قد قررت مشاهدة آخر مباريات المنتخب المغربي في جو جماعي يذكرني بأيام ماضية.. أيام الدارسة، حيث كتبت سنة 2004 :

الكرة.. تلك الساحرة المستديرة التي لطالما حركت الأفئدة و أهاجت المشاعر..
اليوم اقتنعت أنها أكثر من مجرد لعبة أخرى..
أكثر من مئة زوج من العيون متعلقة بشاشة واحدة.. بكرة واحدة.. بفريق واحد..
حجزت المقاعد في مقهى العهد منذ الثامنة صباحا..
الكل يضع وريقة صغيرة فوق كرسي ما كنوع من الحجز المسبق..
حتى كراسي المقصف المجاور لم تعد كذلك.. و انتقلت إلى حرم المقهى..
و حتى الطاولات لم ترحم، و تحولت إلى مقاعد إضافية بقدرة قادر..
الثانية عشر و النصف.. المقهى ممتلىء عن آخره..
الأوكسجين منعدم، و الواقفون أكثر من الجالسين..
و لو كان بإمكان البشر التعلق بالسقف كالخفافيش لفعلوا..
و تبدأ المباراة..
و تتحرك المشاعر مع كل محاولة تهديف..
و تهتز الافئدة مع كل محاولة ضائعة..
لحظات رعب فائق و الكرة في منطقة خطر فريقنا..
يخيل لك أن الكل هناك.. يلعب على أرضية الملعب..
الكل يلعب بصراخه .. بهتافه.. بتصفيقاته الحارة..
و فجأة.. و كحلم طائر.. أتى الهدف..
تزعزعت الجدران من هتاف الحناجر..
يخيل لك أن لهيب العناقات الحارة يلفح وجهك في ضراوة..
حينها.. حينها فقط، تكتشف حلاوة اللعبة..
تنفض عنك مظاهر الرزانة لترقص فرحا..
و تدمع عيناك و انت تصفق و تغني مع الاخرين بصوت واحد و نفس واحد..
فيال روعة الفرجة الجماعية..

فتعالوا الآن نتحدث عن الهراء الجماعي الذي عشناه جميعا في مقهى بالدار البيضاء..
كان الجميع يجلسون ممنين أنفسهم بصحوة الأسود (المدللة) لتعود إلى المنافسة من جديد. والحقيقة أن أسودنا تحولت إلى قطط وديعة أمام إصرار فريق يلعب ولا يمزح.
في البداية وجدت كل الكراسي ممتلئة والواقفون أكثر بمراحل من الجالسين..
مع الهدف الأول الذي مني المنتخب به، وجدت نفسي جالسا متمتعا بأربعة مقاعد فارغة بجواري..
مع الهدف الثاني، كان الأوكسجين قد ملأ المقهى مجددا ووجدنا متنفسا لنا..
تزايد الحماس مع تسجيل أول هدف لنا، ثم قتل تماما مع تلقينا للهدف الثالث، ليتحول اللقاء بالنسبة لي على الأقل إلى مهزلة تستحق الفرجة وتثير هستيريا من الضحك..
أجل، تحولت على معتوه آخر يضحك مع كل جرة كمان تعزفها قدم لاعب من لاعبينا، ومع كل محاولة خرقاء..
وحينما تحول الأمر إلى مباريات للخيال العلمي، كاد يسجل بها الخصم بضربة مقض خلفية، ولقطة أخرى اخترق خلالها المهاجم (أغوغو) دفاعنا كالورق، هنا كدت أستلقي على الأرض مهلكا بالضحك.. ناهيك عن مشهد لاعب غاني يخرج محمولا على نقالة بسبب ضربة من مؤخرة أحد لاعبينا.. (الحصول.. ضحكنا مزيان!)..

لا بأس إذن.. بعد وفاة التنس منذ مدة، والانتحار الأخير لألعاب القوى، تأتي كرة القدم لتنهي المجزرة وتعلن رسميا أن المغرب أصبح صفرا كامل الاستدارة في المنافسات الرياضية..

المهم في هذا كله، هو أنني أعجبت جدا بتلك الروح العربية القومية العالية التي يتمتع بها المعلق التونسي الرائع (عصام شوالي) والتي لا أدري لماذا لا يتمتع معلقونا بعشرها حينما يتعلق المر بالمنتخب التونسي أو المصري مثلا.. حيث تجدهم يعلقون وكأن فريق العدو هو من يلعب.
هناك توجه منتشر بكثرة هنا في المغرب مفاده أنه من الأفضل أن تنهزم مصر وتونس أمام أي منتخب إفريقي أو عالمي آخر.. والسبب، حسب مزاعم المعتنقين هو أنهم (فيهم العياقة)، وخصوصا المصريين..
يا سيدي الفاضل.. إذا كنت تعتبر التعبير، وإن كان مبالغا، عن الحب للوطن والانتماء مجرد “عياقة”، فأتمنى لو كنا “عايقين” بدورنا.. ولو كان منتخبنا كذلك لما خسر بهذه الطريقة التي تدل على اتعدام روح الوطنية.. (بالدارجة.. ما فيهومش النفس لي عند المصريين)..
على العموم سأعود لموضوع الإحساس الوطني هذا في تدوينة مفصلة لاحقة، لأنه يحتاج تفصيلا أكبر، ووقتا لا املكه حاليا للأسف..

8 تعليقات

البعض يصرخ.. البعض يصمت.. سيان!

ghaza.jpg

سألني: لم تكتب شيئا عن غزة!
فصمت..
سألني: لم تعد تبالي.. صح؟
فصمت..
وصفني: عديم القومية والإحساس..
هنا فقط تكلمت:
كتب محمود (صديقي الفلسطيني) ذات يوم:

اليوم تدرك حدود اللعبـة ..
لعبة حشو السم في العسـل ..
صحيح أننا لم نر منهم عسلا يوما ولن نر أبدا ..
لكنهم يوحون لنا بذلك على الأقل ..

قالوا أنهم سيخرجون من قطاع غزة ..
سيلملون شتاتهم وسيهدمون مستوطناتهم ويغادرون ..
تدرك أنك أحد الأسباب ..
ربما حملت البندقية ذات يوم في وجههم ..
أو زرعت عبوة ناسفة ..
فتناثرت أشلائهم وارتعبوا ..
وحين جال بخاطرهم أنهم فانون ..
وأن الحياة التي لا يحيون سواها إلا في الجحيم أثمن من حراسة خرسانات مسلحة من الحجارة ..
حينها أدركوا .. أنهم لا مكان لهم ها هنا .. وبانت عوراتهم .. وطاول نحيبهم قادتهم في تل أبيب ..
أخرجونا من هنا .. لم نر هوانا أكثر من هذا .. حتى في جبال لبنان يمكننا أن نمشي مطمئنين قليلا .. لكن هنا جحيم من أسفلك ومن أمامك ومن خلفك .. في كل قادم تر عبوة .. وفي كل صغير ترى زجاجة حارقة ..

توصلوا إلى هذه النتيجة .. لكنهم خائفون من أن يفعلوها ..
لا زالت قرودهم تأبى الاعتراف بالهزيمة .. هم الذي يعتبرون أنفسهم أقوى خرسانة مسلحة في العالم وبأن الجندي الواحد فيهم يحمل سلاح جيش من المشاة .. ثم بإصرار طفل صغير وبإرادة شاب شجاع يُرغمون على الخروج أذلة وهم صاغرين .. لكن أومن يُنشؤ في الحلية وهو في الخصام غير مبين ؟

قالوا ثمة حل ما .. سنخرج لكن .. بعد أن نذيقهم ألوان العذاب ..
لهذا بالأمس أسقطوا غارة على منزل .. فقتلوا وأصابوا ..
قبلها في النصيرات تربع القناصة فوق البيوت وأسقطوا العشرات ..
واليوم هناك على حدود رفح .. آواه من ذكرك يا رفح ..
قتلوا آخرين .. ليكملوا عربات القافلة الممتدة منذ سنين ..
وغدا .. ربما في هذا المكان الذي أكتب فيه تسقط غارة .. أو رصاصة تخترق الجدران .. من يدري ..

ترى ماذا يخبئ لنا الغد ؟
سننتظر إن بقينا أحياء .. لنروي أحاديث أخرى .
تُروى في شوارع الوطن

فكتبت بعده:

آآه محمود..
أقرأ كلماتك دوما و أحجم..
أحجم عن الرد لأنني لن أضيف جديدا..
أحجم عن التفكير لأنني سأجن..
أحجم عن التعبير لأنني أشعر بالخزي..
العجز يلف أوصالي من الرأس إلى الأنامل..
هي كلمات تجتثها من وقائع شوارع الوطن..
ذلك الوطن الذي طالما تمنيت ان يكون وطني..
و نحن هنا نكتفي بالقراءة و الفرجة..
و نتألم!!
لو سوقنا الألم لكنا أغنى اغنياء العالم..
نحن بارعون في الألم أنما براعة..
نحن أفذاذ في الاستنكار و التنديد..
آه يا محمود.. كم أشعر بالخزي لأن ألمي لحظي دوما..
أتألم و أذهب بعدها لأشاهد التلفاز..
اتألم و بعدها بدقائق ألعب البينغ بونغ..
و أنسى كل شيء..
خزي ما بعده خزي..
شعور ماحق ساحق لا يترك لك متنفسا لشيء آخر بعده..
حسنا يا محمود..
سأتابع كلماتك دوما.. و أتألم كالعادة..
لكنني لا اعدك بان أستمر في ذلك طويلا..
فكلما أغلقت صفحة موضوعك سأمزح في أماكن أخرى كالعادة.. و انسى كالعادة..
فسامحني أرجوك..

ولم يتغير شيء منذ ذلك اليوم، سوى أن محمود اختفى كثيرا من حياتي.. سوى أنني صرت اكثر برودا.. سوى أن الفظاعة وصلت حدا من التكرار صارت معه البشاعة شيئا معتادا..
زمان، كانت صورة واحدة كافية لإثارة ألمي وشجني..
اليوم، أحتاج فيديوهات كاملة لأطلق تنهيدة واحدة..
لو كان هذا ما يسعون إليه فقد وصلوا!
فليصرخ من يتقن فن الصراخ.. وليستنكر من يتقن فنون الاحتجاج والتنديد!
أما أنا فقد تعبت..

وصفني: أناني!
أجبته: وأنت معدوم.. أنت مجرد ضمير سأخرسه حالا..
وأخرسته!

زوروا لطيفة على هذه الوصلة، فهي أيضا ملت الصراخ..

10 تعليقات

طفل وحقيبة سوداء في آن واحد

حينما كنت صغيرا، كان الجميع يعتبرني ذكيا جدا، بل وعبقريا في بعض الأحيان. كل هذا فقط لأنني كنت في سن الثامنة أتحدث كالكبار تماما، وأناقش بدوري وجهات النظر. الربورتاج التالي يثبت لهم كم كانوا مجرد حمقى!
أنظروا إلى العبقرية الحقيقية المتجلية في الموهبة الربانية..

وللأشخاص الضليعين في اللغة الفرنسية (هذه مزحة بالمناسبة)، الربورتاج يصور قصة (إرفي جولي)، الطفل ذي السنتين من ساحل العاج، والذي يمكنك أن تساله بدون تردد عن الرئيس الثالث للموزمبيق (المعلومة التي أخبرتَه بها قبل مدة لمرة واحدة فقط) ولسوف يجيبك.. أتذكرون كم عانينا لنحفظ كم عدد أحرف “السين” في “موبوتو سيسيسيكو” ذات يوم؟

ذاكرة خرافية، وطفل يتابع نشرة الأخبار وهو في عمر العامين..
لن تتذكر الأنشطة التي كنت تمارسها أنت في هذه السن، ولكنني واثق أنها لن تتجاوز العبث في أنفك بأصبعك ولعقها فيما بعد!

6 تعليقات

أين ذهب موقع جريدة المساء المغربية؟ (وترهات أخرى)

ascenseur.jpg

لأول مرة أشرب القهوة بدون سكر (سادة على رأي إخواننا المصريين)..
أرتشف رشفة، وأغمض العينين مستمتعا بلذة المرارة التي لم أجربها من قبل.. لربما أصبح مدمنا على القهوة بدون سكر عما قريب.. لم تكن التجربة على سبيل التحذلق أو رغبة شخصية في تجربة شيء جديد، وإنما السبب البسيط الواضح المباشر هو أنني لم أجد سكرا من جهة، وتكاسلت عن أخذ المصعد الفظيع للهبوط سبعة أدوار إلى الأسفل.
أجل! نحن الآن نعاني من نتائج عبقرية الشخص الذي وضع مصعدين فقط لبناء ضخم من ثمانية طوابق، وكل طابق يتوفر على ما لا يقل عن 100 موظف، يخرجون ويدخلون ويتناولون الغذاء في نفس الوقت تقريبا. مما يعني انك كقد تقف بانتظار المصعد لأكثر من خمس دقائق قبل أن يشرفك هذا الأخير بالحضور. وأنت قيد الانتظار قد تفكر في أنه من المستحب أن يضعوا إعلانات صوتية من طراز: “أيها السيدات والسادة.. المرجو الانتباه.. سيتأخر المصعد القادم من الطابق السادس، والمتوجه إلى الطابق الثالث، لثلاث دقائق كاملة. نعتذر لكم عن الإزعاج الناتج عن ذلك..”. هذا تيمنا بقطاراتنا التي لا يفرقها عن هذا المصعد إلا زمن التأخير.
هذا يحدث في إحدى أرقى البنايات بالدار البيضاء يا حسرة!

* * *

oiseaux.jpg

أن تضرب عصفورين بشجرة واحدة.. تحريف مثير للمثل الشهير، قاله أمس رئيس المشروع الذي أعمل معه، وجعلني أفكر في أن الجملة غير مبالغ بها، وأنها مطبقة ببلادنا بغزارة تثير الحسد. هنالك مثل فرنسي مشابه في المعنى يقول :”لا يجب استعمال (بلدوزر) لقتل ذبابة!”.. ورغم هذا النهي الواضح والمباشر والصريح تجد البلاد تسير دوما على النسق التالي:
-أين ذهبت الميزانية المخصصة للشيء X؟
– استعمالناها في ترميم الشيء Y..
– ألم يتم تخصيص ميزانية لترميم الشيء Y من قبل؟
– بالتأكيد! لكنها استعملت لترميم الشيء Z..
وهكذا ترى أن رأس الخيط X يستهلك كل الميزانيات بدعوى ارتباطه بأشياء أخرى.. وفي النهاية تجد ميزانية خرافية كافية لبناء مجمعات كاملة من X تستهلك كلها في X واحد. فعوض إتباع سياسية ضرب العصفورين بحجر واحد، تجدهم يضربونهما بشجر واحد كامل، وقد لا يحصلون في النهاية حتى على جناح عصفور!

* * *

أين ذهب موقع جريدة المساء المغربية؟
almassae.jpg

كنت في فترة قريبة أتابع يوميا بعض الأعمدة على الموقع الذي ركض وراءه القراء الإليكترونيون (نسبة إلى وسيلة القراءة وليس إلى القراء طبعا) لشهور طويلة، وهذا الأخير يمارس رقصة السامبا بين مجموعة من أسماء النطاقات والاستضافات.. ولمن يعرف منكم لعبة Ouverture-facile، التي تعتمد على حل أحجية وراء الأخرى لإيجاد وصلة صفحة الأحجية الموالية، فقد تمت إضافة وصلة موقع الجريدة كآخر وصلة في اللعبة (الربحة)..
نصحني أحد الأصدقاء بإدخال وصلة kiosque.ras.derb على غرار موقع del.icio.us الشهير فلم أفلح في إيجادها.. بحثت عن “جريدة المساءالمغربية” على google ، فأعطاني أن أجرب البحث عن “إذهب لدى بائع الجرائد”..
لدينا مشكلة عويصة بالمغرب، والبلدان العربية عموما، وهي قدرة غير طبيعية على تجاهل قوة الانترنت وأهمية الحصول الهيئات والمؤسسات على مواقع محترمة تمثل واجهات لها..
من وجد الموقع على إحدى الشبكات (حتى لو كانت شبكة صيد الأسماك) فأرجو أن يراسلني!

29 تعليق

ثورة الانترنت النقال (وسلم لي بحرارة على لا محدودية الاستعمال)

جلست لأكتب هذه التدوينة وأنا أرشف قهوة الغذاء..
تساءلت أول وهلة عن التصنيف الذي أضعها فيه، إذ أنني ألفت التدوين مؤخرا في تصنيف “قهوة الصباح“..
لم يكن الوقت صباحا، وخلق تصنيف “قهوة الغذاء” سيكون غريبا نوعا ما، إذ سنجد قريبا “قهوة بعد الظهر” و”قهوة المساء”، ولو بالغت في الحماسة “قهوة منتصف الليل”.. لذا أفضل أن أكتب في تصنيف لم أضف إليه جديدا منذ مدة : “نافذة ساخرة“..

تناولت وجبة الغذاء منذ قليل.. منذ فترة ولا أنا أتناول سوى وجبات الـ “Take away”.. أخاف أن يبحثوا عني بعد فترة وسط ملابسي فلا يجدونني.. فالسمنة تهمة لم يتهمني بها احد من قبل، ومع نظام غذائي كهذا سأختفي عما قريب.. “الستار الله”..

لا بأس بأن نبقى في جو المأكولات لأقدم لكم وصفة مبهجة لتحضير وجبة خفيفة تسمى “الانترنت النقال”..
منذ فترة وأنا أتابع بين الفينة والأخرى آخر أخبار العروض.. وحينما حان الوقت لأقتني واحدا، بدأت أحشر أنفي بشكل أوسع في التفاصيل لأصل إلى نتائج مبهجة أشارككم إيها بكل سرور..

بداية، أنا أتحدث عن عروض العموم وليس عروض الشركات.. لذا لن أتحدث عن عرض شركة wana للأفراد لأنه ينتمي إلى عصور ما قبل التاريخ بسرعة اتصاله الحلزونية..

دعوني أتحدث الآن عن العروض ((اللامحدودة)) التي أتحفتنا بها مؤخرا شركة Meditel..

internet-mobile.jpg

حاليا هنالك ثلاثة عروض..
– عرض « 3.5Mb/s » بثمن
– عرض «1.5Mb/s » بثمن 349 درهما شهريا..
– عرض «0.5Mb/s » بثمن 199 درهما شهريا..والعرض الأخير عليه العين مؤخرا بسبب انخفاض تكلفته مقارنة بنفس السرعة في الاتصال السلكي لدى شركة (اتصالات المغرب).

دعونا الأن نركز قليلا، ونحرك الفأرة بذكاء وحب استطلاه بسيط، مع القليل من المعرفة التقنية كي نحول كل هذه العروض إلى هراء..

الوصفة في غاية السهولة سيدتي (مع الاعتذار عن الأسلوب لأصحاب الشنبات):

– تدخلين على الوصلة التالية: Internet Mobile Plus
– تستمتعين بكل تلك المقدمات الفلاشية على طراز شوماخر، والتي توحي – وتكتفي بالإيحاء- بالسرعة القصوى وتكسير القيود..

– ركزي سيدتي على كلمة « Illimité » التي ترمى هنا وهناك، وتكاد تفقز في وجهك بين كل كلمة وأخرى..

– الآن تضغطين على وصلة FAQ في القائمة العلوي..

– هنالك سؤال بديع يقول: “Est-ce que l’internet Meditel est illimité ?” ..
بمعنى: هل انترنت Meditel غير محدود..
الجواب بالداخل يقول ما معناه : “بالتأكيد.. يمكنكم الإبحار على الانترنت بدون أي تحديد في السرعة أو السعة وبكل حرية”..

– لاحظي سيدتي رقم “1” الصغير بجانب كلمة “حرية”.. وتعالي معي إلى الجملة التعقيبية الموضوعة بالأسفل بجانب نفس الرقم..

– الجملة تقول: “للحفاظ على جودة خدمة عالية، يمكن لسرعة الاتصال أن تنخفض عند تجاوز:
1.5 GB بالنسبة لاتصال 1.5 Mbps
3.5 GB بالنسبة لاتصال 3.5 Mbps
كي أشرح الأمر ببساطة، الوسيلة الوحيدة التي اعرفها لتخفيض هذه السرعة، هو مرور المستخدم من شبكة 3G إلى شبكة GPRS ذات سرعة اتصال من العصر الحجري..
هذا، سيدتي، هو الحفاظ الحق على جودة الخدمات ((غير المحدودة)) كما تلاحظين..

– ليس هذا كل شيء يا سيدتي.. يمكنك الان المرور إلى السؤال الموالي، والذي يشرح لسيادتك ما يمكنك فعله بتلك الهدية الرائعة: “3.5GB، و 1.5GB”..
1.5GB تسمح لك بإرسال 150000 رسالة إليكترونية أو (لاحظي معي قوة هذه الـ”أو” هنا) الإبحار على النت لمدة 150 ساعة، أو تحميل 750 أغنية.
3.5GB تسمح لك بإرسال 500003 رسالة إليكترونية أو (لاحظي معي قوة هذه الـ”أو” هنا) الإبحار على النت لمدة 503 ساعة، أو تحميل 1800 أغنية.
هنا، سيدتي، من المفروض ان تسقطي مغشيا عليك من فرط الانبهار.. أتمنى فقط أن أعرف من الذي استمتع بتحرير هذه الفقرة؟ فهو إما جاهل كبير في هذه المسائل (وهذا شيء مستبعد)، أو يعتبر المغاربة مجتمعا من حمير الجر على الأرجح..
– لم تنته الوصفة بعد يا سيدتي.. هنالك سؤال مثير آخر يقول: “ما هي خدمات الويب محددة الاستعمال؟”
تلاحظين أن هنالك انفصاما مثيرا في الشخصية هنا لأننا لم نعد نتحدث حسبما أرى عن “أنترنت غير محدود”..
الجواب على السؤال يقول بكل صفاقة: “من أجل تلبية حاجيات كل زبنائنا، Meditel لا تحدد الدخول إلى أي موقع انترنت، لكنها تحدد الاستعمال غير المنطقي لبعض الخدمات.. الخدمات المعنية هي الـ P2P التي تضم مجموعة البرامج كـ Kazaa و Emule، و Ares، و كل برامج التورنت.. بالإضافة إلى خدمات الـ VoIP كبرنامج الاتصال الشهير Skype على سبيل المثال…”
هذا جزاء الأشرار الذين يحملون من النت..
من يريد هذا الاتصال الآن فقط عليه أن ينسى أي برامج من هذا النوع، كما عليه ان لا يحاول أن يدخل مواقع مثل youtube وغيره لأنه سيجد نفسه باتصال من العصر الجوراسي بأسرع مما يظن.. (سرعة اتصال سلحفاة مصابة بالبواسير لو أردت تشبيها واضحا)..
هكذا نكون أتممنا وصفة الانترنت النقال غير المحدود، ونتمنى أن لا يحاول أحدكم البحث عن كاتب تلك العبارات لاغتياله على سبيل المرح لان هذا لن يكون في صالحكم..

قبل أن أنهي فقرة اليوم، هنالك معلومة بسيطة للمغفلين أمثالي، والذين يحتاجون اقتناء هذا الاتصال مجبرين لضرورة الابحار فقط، فلحد الآن، ورغم أن الشركة صدعت رؤوسنا بالعرض الأخير، فلا يوجد أثر للمودمات لدى وكالاتها.. باعتبار أن المفقود مرغوب..

حفظني الله وإياكم من الإصابة بالجلطة..

10 تعليقات