تجاوز المحتوى

التصنيف: تخاريف حرة

مواضيع وخزعبلات عامة

مشرقي.. مغربي.. وتهم مشابهة..

 

حينما رأيت هذا الكاريكاتير لحمود في موضوع صنع في الشرق الأوسط عرفت أن الموضوع شائك، وأن القراء سيبدؤون بالتراشق على صفحات موضوعه.. ولكن على الأقل أثبتت المدونات من جديد أن قراءها ومتابعيها يختلفون عن غوغاء المنتديات العربية العتيدة والمواقع الإخبارية العادية. فلم يصل النقاش بعد مستوى غير حضاري، ولم يبدأ تعداد أنشطة الوالدين الجنسية بعد.. هذا شيء مبهج!

made_in_the_Middle_East_by_hamoud

في أواخر سنة 2002، انضممت إلى منتدى شبكة روايات التفاعلية بالمصادفة بعد أن كنت أبحث عن مواقع لروايات مصرية للجيب على الأنترنت. 

هنالك اكتشفت كائنات أسطورية شربت من ثقافة تلك الروايات، والأروع أنها تكتب على الأنترنت بالعربية.. قبل هذا العهد كنت أحسب أن الكتابة بالعربية على في المواقع ضرب من الخيال العلمي، خصوصا وأن السائد حينها كان ويندوز 98 الفرنسي الذي يعد العربية، واللغات المشرقية عموما، عبارة عن فايروس تجب محاربته.

عانيت الأمرين كي أجد وسيلة للكتابة بالعربية على نظام كهذا، وعانيت أكثر كي أتعلم الكتابة وأطور سرعتي التي كانت أية سلحفاة تحترم نفسها ستتفاخر بسرعتها أمامها.

هناك، في ذلك المنتدى، كانت لي صداقات عدة.. تعرفت على العديد من المشارقة، بعض المغاربة أمثال احجيوج و حمود.. هناك اكتشفت حقا معنى أمة عربية متحدة.. حيث تذوب الاختلافات، وتذوب الانتماءات، ولا يبقى سوى الانتماء إلى المكان.

يقول حمود أن لديه ثقافة شبه مشرقية، وأظن أنني كذلك أيضا. وكل هذه الهرجلة حول الاختلافات والنظرات الدونية من الجانبين، ومشاكل كرة القدم التي لا رأس لها ولا قدم لا تهمني على الإطلاق. 

ما لم يتحث عنه حمود هو الاتجاه الآخر.. نظرة المغاربة للمشارقة.. فحينما أطلق دعابة مصرية ما، ويمتعض البعض، فأنا لا أهتم.. أنا فقط أستهجن ردة الفعل المخالفة لو كانت دعابة فرنسية أو انجليزية يتم تقبلها على أنها شيء عادي ينتمي إلينا تماما.. المصريون استطاعوا فرض لهجتهم بأعمالهم السنيمائية والمسرحية والتفزيونية.. ومن لم يعجبه الحال فليذهب لينتج أعمالا فنية منافسه تفرض نفسها كما فعل السوريون مثلا. وحينما أشجع منتخبا عربيا (مصر أو السعودية مثلا) ضد منتخب أجنبي آخر، فهذا حقي المشروع وواجبي كعربي. والتنافس القائم بين منتخباتنا العربية لا علاقة له بالموضوع. وأظن أن هذا أشرف لي من تشجيع ألمانيا والشماتة في السعودية إبان المونديال المشؤوم إياه.

المهم بالنسبة إلي هو نظرتي الخاصة للأمور والطريقة التي أكسب بها احترام الجميع مشارقة ومغاربة.. هذا هو الأهم.. والباقي مجرد خرافات وصراعات جغرافية غبية.

8 تعليقات

قمة الشفافية

kawtar2 kawtar

صور مرشحة عن حزب التراكتور

 

هكذا لن يتهم أحد بعد اليوم أحزابنا بأنها تفتقر إلى “الشفافية” و ”الوضوح” الكافيين..

وكما يقول الأخوة المصريون: “هيصوا!”

5 تعليقات

تجربة Windows Live Writer

 

لم أجرب من قبل التدوين من برنامج بسطح المكتب.. وحينما قرأت عن إمكانيات Windows Live Writer على المدونة التقنية المتميزة رحلة ضوء التي أنصحكم بزيارتها، قررت أن أجرب الأمر..

WLive

 

يبدو كل شيء رائعا لحد الآن، وقد تعرف البرنامج إلى تصميم القالب، ويعطيني الإيحاء حاليا أنني أكتب مباشرة على واجهة المدونة.. هكذا سيمكنني التحكم أكثر في حجم التدوينات وتنسيقها بسرعة أكبر.

التعامل مع الصور ومقاطع الفيديو يبدو سلسا ويقدم إمكانيات أفضل بكثير من واجهة الويب..

يبدو أنني سأتخلص أخيرا من عناء التعامل مع الصور عبر الفتوشوب لإضافة تأثير إطار الصور الشهير الذي أحبه. الصورة جانبه كمثال.

 

الخلاصة أن البرنامج يبدو رائعا، ويبدو أنه يتيح إضافة العديد من الإمكانيات عبر محرك إضافات.. وهذا أمر يجعل البرامج من هذا النوع أقوى وأفضل من غيرها ذات الخصائص الثابتة.

1 Comment

مدونات جميلة

أحس بالسعادة دوما حينما أجد مدونة مغربية مختلفة.. مدونة ذات أسلوب مميز يبتعد عن كلاسيكية المدونات المغربية التي نتابعها جميعا، والتي تعتبر أن المواضيع القومية أو السياسية ومواضيع الرأي أو المواضيع التقنية هي الشكل الوحيد الممكن في المدونات.. أنا لا أنتقد هذه النوعية من المدونات بالمناسبة، وإنما أحب التنويع والتغيير..

اليوم أقدم لكم مدونتين مغربيتين مختلفتين، وأخرى مصرية:

مدونة نوفل: الرجل يتمتع بلمسة جميلة من التكثيف تجعله يقول ما يريد في أقل بكثير من المساحة التي يحتاجها الباقون (هذه التدوينة كمثال).. كما أنه يتمتع بحس ساخر جميل..

أسيرة أفكارها: مدونة ذات ملمس أنثوي جميل، مع لمسة ساخرة، مع أسلوب سلس بسيط جميل.. (هذه التدوينة كمثال)..مشكلة سيرين الوحيدة أنها لا تحدث مدونتها كثيرا.. نتمنى أن تبذل مجهودا أكبر..

مجاز مرسل: الرائع أحمد جمال غير مدونته موجة بحر لأسباب لن يفهمها سواه كالعادة، لكنه لم يحرمنا من متعة المواقف الرائعة التي يصورها ببراعة خرافية عبر هذه المدونة الجديدة..

هذا ما لدينا حاليا.. نلتقي بكم في نشرة أخبار الأدب القادمة..

فإلى هناك، عمتم (مساء/ صباحا/ بعد الظهر/ ساعة الفسق/ أي شيء…)..

11 تعليق

مدونة جديدة

كلا.. لست من سيبدأ مدونة جديدة.. لا يوجد وقت.. فإما أن أصنع مدونة أخرى أقتلها بقلة النشاط، أو أقتل رئيسي بالعمل..

إنه صديقي الكاتب الجميل جمال، الذي افتتح رسميا مدونته بعد أن افتتحها من قبل لمجموعة من الأشباح تتضمنني وإياه..

جمال لا يهتم كثيرا بالتفاصيل الاجتماعية، لذا تلاحظون انه بدأ مباشرة دون أن يضع حتى اسمه.. دون أن يتحدث ببلاغة أولا، أو حتى يخبرنا من هو صاحب هذه الكلمات!
جمال ساخط على القوالب دوما، وأنا أحاول دوما إقناعه بأن بعض القوالب لا ينفع تجاوزها كي لا نصبح نشازا وسط المعزوفة.. يهز كتفيه ويتحدث عن أن "القواعد خلقت كي نتجاهلها"..

من سيقول أنني أعلن فقط عن مدونة صديق، فأنا أدعوه لقراءة أول ما كتب على مدونة جماليات، وليخبرني برأيه بمستوى كتابات وأفكار جمال..

7 تعليقات

ملاك حساس.. يا للكارثة!

حينما قرأت هذا المقال للكاتب المتميز د.أحمد خالد توفيق، صاحب الأسلوب السهل الممتنع، تذكرت أننا نعيش في دنيا مليئة بهذه النوعية من الأشخاص الحساسين.. تذكرن أن بداخل كل منا بذرة شخص حساس لا يفهمه الآخرون دوما..
قررت إذن أن أشرككم معي بالمقال المأخوذ من موقع بص وطل..

angel1.jpg

كلما تلقيت مكالمة من (سلمى) عرفت ما سوف تقوله على الفور.. لابد من العبارة التالية:
“آه يا ربي.. أنا مرهفة رقيقة وسط كون لا يفهمني.. لا أحد يفهم كم أنت حساس رقيق..”.

هذه نقطة مهمة لدى هذه النوعية من الفتيات: الكون ينقسم إلى من لا يفهمون، وهؤلاء الذين لم تلقهم بعد.. الذين لم تلقهم بعدُ ينتظرون دورهم كي يصيروا ممن لا يفهمون..
ـ “الصداع يوشك أن يقتلني”.
الصداع وآلام المعدة جزء من أسلوب حياة تلك الفتيات.. من خبرتي الطبية أعرف أنهن يصبن بالصداع قبل أن يعرفن أن لديهن رأسًا..

تمشي معي (سلمى) في الشارع فيجري وراءنا ذلك الطفل الحافي ممزق الثياب ويطلب منها بعض المال، فتشخط فيه وتحمر عينها حتى ليوشك الشرر أن يخرج منها.. ثم تواصل كلامها معي:
ـ “الناس قد تغيرت، والنفوس لم تعد كما كانت. لي صديقة كنت أحبها وتحبني، ثم تغيرت، ونقلت عني كلامًا كاذبًا لواحدة أخرى، وهذه الأخرى كانت قد نقلت عني كلامًا لواحدة أخرى غير الواحدة الثانية.. قالت عني كلامًا سيئًا لكنه وصلني عن طريق صديق”.

نقف على باب كافتيريا، هنا نرى قطة صغيرة تموء من الجوع ويبدو أن سيارة يقودها وغد ما قد هشمت ساقها الأمامية.. تقول (سلمى) وهي تفتح باب المطعم:
ـ “أنا أحب القطط الصغيرة؛ لأنني مرهفة الحس.. كنت أحكي لك عن صديقتي.. لا أعرف كيف سمح لها ضميرها بذلك، ولا كيف استباحته لنفسها. قطعت علاقتي بها لكن الجرح مازال ينزف…”

نجلس إلى مائدة في الكافتيريا وأطلب الساقي.. نرفع رأسينا للتلفزيون المعلّق هناك والذي يعرض مشاهد من نشرات الأخبار. هناك من يبكون ويصرخون والدم ينزف من جراحهم في حرب غزة.. ثم تنتقل الكاميرا إلى ضحايا حادث قطار ممزقين في روسيا.. ثم نرى مشاهد من اضطرابات كينيا.. يقول التقرير إن القتل والاغتصاب في كل مكان هناك..

أطلب من الساقي أن يحوّل القناة.. لو كنا قد جئنا هنا كي نتعذب فمن الأسهل أن نفعل ذلك مجانًا في بيوتنا، لكن (سلمى) تواصل الكلام وهي ترمق الشاشة:
ـ “لقد تخلى عني أعز إنسان عندي وهو من وثقت به جدًا، فنقل عني كلامًا محرّفـًا لطرف ثالث لا يهمك أن تعرفه.. وما أندهش له هو كون النفوس تتغير من لحظة لأخرى..”

ثم بدأ الدمع يتجمد في عينيها.. وهمست:
ـ “مشكلتي هي أنهم لا يعرفون كم أنا حساسة.. أبي لا يفهم هذا.. أخي لا يفهم هذا.. أنت لا تفهم هذا..”
عندما خرجنا أخيرًا بعد نصف ساعة كان رأسي يرتج من الداخل من فرط ما سمعته، وشعرت بأنه يَزِن طِنّيْن وأن ساقيَّ لا تتحملان وزن رأسي..

كانت القطة الصغيرة الجائعة تنتظرنا على الباب فركلتها (سلمى) ركلة قوية بطرف حذائها لتبعدها وقالت:
ـ “أنا أحب القطط والأطفال فعلاً.. أحيانًا أشعر بأنني ملاك مرهف جاء من عالم آخر إلى هذا العالم الذي يعج بالشياطين.. ألا ترى هذا معي؟”
(هذا المقطع من قصة قديمة لي ولا علاقة له بالواقع على فكرة!)
ثمة مقولة لأوسكار وايلد على لسان بطل من أبطال قصصه: “الإنسان الحساس هو الشخص الذي لأنه يشعر بألم في قدمه، لا يكف عن وطء أقدام الآخرين”. كالعادة هذا الرجل عبقري. لقد قدّر لي الحظ أن أتعامل مع عدد هائل من الحساسين في حياتي، وكنت أعتبر نفسي منهم في فترة من الفترات، لكني وجدت أن معظم الحساسين الذين نقابلهم هم أولئك الأشخاص المنغلقون على ذواتهم.. يلتهمون أنفسهم طيلة الوقت ويرونها محور الكون. مهمتهم أن يُشعروا الآخرين أنهم أوغاد وأن يمنحوهم الشعور بالذنب وعدم الراحة طيلة الوقت.. يمكنهم أن يسهروا عدة أيام يبكون من أجل كلمة غليظة قيلت لهم، وفي هذا نوع عارم من التلذذ الماسوشي المريض.. لكني تعلمت كذلك أنهم قد يرون طفلاً يموت جوعًا في نشرة أخبار فلا يهتزون شعرة، بينما كنت أحسب الشخص الحساس هو الذي لا ينام بسبب آلام الآخرين..

ها هو ذا الواحد منهم يجلس وحده حزينًا دامع العينين يتذكر في استمتاع مرعب كل الإساءات التي سببها الناس له.. كم هو رائع شفاف.. لا يوجد شيء جيد في العالم.. لا يوجد شيء جميل.. السعادة لا وجود لها على الإطلاق.. كم أن هذا رائع!.. كم أن هذا ممتع!

عندما أراجع المدونات التي تكتبها الفتيات أو الأسماء اللاتي يستعملنها في المنتديات وبرامج الثرثرة (الشات)، فإنني أندهش من الصورة التي ترسمها الفتاة لنفسها عندما تتخذ اسمًا.. الملاك الحساس.. بسكويتة.. القطة الشقية.. الحلوة..

نرجسية لا توصف.. وإعجاب بالنفس لا حد له. من الصعب أن تقنع نفسك بأن هذه الفتاة تخاطب نفسها وإنما تحسبها عاشقًا يغازل فتاة.. فقط العاشق هو من يطلق على حبيبته اسم (القطة الشقية) أما أن يطلق الشخص على نفسه هذا الاسم، فتصرف غريب يدل على أنه يعاني حالة عشق للنفس مفرطة.. والسبب معروف هو أن كل تلك الفتيات حساسات كذلك!، لهذا أحمل احترامًا شديدًا للبنات اللاتي يطلقن على أنفسهن أسماء مثل (بنت عبيطة) و(مصاصة الدماء) و(النبات السام).. إلخ..

ثمة صديقة أرسلت لي خطابًا مهذبًا تطلب فيه أن أكون لها صديقًا وأبًا، فرددت عليها بأنني أرحّب طبعًا.. هل يمكنك قول شيء آخر؟.. هنا جاء ردها: “هل فهمت ما أعنيه؟.. أنت كنت مهذبًا وبرغم هذا واضح أنني لا أمثل لديك أية أهمية!”.

رددت عليها في شيء من الحدة قائلاً: “أرجو أن تكوني مكاني.. لم نتبادل سوى خطاب واحد فصارت هناك مشاكل سوء فهم و (قعدات صلح).. إلخ. فعلا أنا مررت بهذا الموقف ألف مرة من قبل. قلت إنني سأكون أبًا لك وهذا يشرفني، لكنك تردّين بأنني لا أهتم.. طيب.. ماذا أفعل؟.. وفي النهاية أنا أعرف ما سينتهي له الأمر: كنت أحسبك تختلف عن الأغبياء الآخرين، لكن للأسف أنت مثلهم أو ألعن.. نفس الرسالة تلقيتها ألف مرة من قبل ونتيجتها واحدة حتمية. يذكر د. (عادل صادق) في كتابه الرائع (ألعاب نفسية) نفس اللعبة، ويقول إن نهايتها أن تشعر بأنك غبي لا تفهم والطرف الآخر يستمتع بشعور أنه حساس لا يفهمه أحد! بصراحة الحياة أبسط من هذا.. أنا تحت أمرك في أي شيء. فقط أتمنى من الشخص الحساس أن يرفق بالآخرين كذلك وأن يحاول أن يفهمهم ولو مرة كما يطالبهم بفهمه..”

الإنسان الحساس يدوس بلا توقف على أقدام الآخرين.. “لا أحد يفهمني.. كلهم أوغاد.. إن ما حدث لي هو شيء فريد لم يحدث مثله من قبل ولا من بعد”.. باختصار هؤلاء القوم مرهفو الحس هم زبانية الحياة الدنيا.. يعذِّبون المحيطين بهم بلا توقف..

ما سيحدث لك يا صديقي الشاب هو أنك ستبحث عن فتاة حساسة، وأنت تشعر بأنك الفارس الشجاع الذي سينقذها من كل هؤلاء الأوغاد.. بعد أعوام ستكتشف أنك قد صرت من هؤلاء الأوغاد!. لا تصدقني؟.. إذن نلتقي بعد عشر سنوات لتخبرني أو تخبر قبري بما حدث لك!

13 تعليق

I Dreamed a dream

حينما قرأت عن الموضوع لأول مرة لدى حمود، لم يكن لدي وقت لتحميل الفيديو ورؤيته.. لذا لم تترك كلمات شريف في نفسي أكثر من إعجاب بهذه السيدة.. لكن أن تقرأ شيء، وأن ترى وتسمع شيء آخر..
ألفت مؤخرا أن افطر فوق مكتبي قبل أن أبدأ العمل.. حملت الفيديو، وجلست أمضغ كسرات الخبز ببطء..
على شاشة الكمبيوتر تظهر سوزان.. مشاركة كبيرة السن بدينة مشعثة الشعر البد تبدو بطيئة البديهة بالفعل، ولديها توتر تخفيه بشجاعة رائعة لا تخلو من لمسة عته واضح.. سوزان تتحر على منصة برنامج Britain’s got talent، النسخة البريطانية من البرنامج الأمريكي..
لا زلت أمضغ، والجمهور يضحك.. ولجنة التحكيم تتهكم على المرشحة وعلى سنها.. والمثير أن مخرج البرنامج وضع موسيقى كوميدية مرافقة لحركة سوزان إمعانا في إعطاء التأثير المرغوب.. يسألها سايمون (منتج البرنامج وأحد أعضاء لجنة التحكيم) عن سنها.. تجيب بأنه 47..
ضحك وتهكم ومضغ..
-“ما هو حلمك؟”
-“أن أصبح مغنية محترفة..”
ضحك وتهكم ومضغ..
-“لماذا الآن فقط!”
-“لم تتح لي الفرصة من قبل.. لكن ها هي ذي الفرصة لأغير كل شيء..”
-“حسنا.. من هو نموذج النجاح الذي تودين الوصول إليه؟”
-“ألين بيدج”..
تهكم.. ضحك.. واحتساء قهوة..
تبدأ الموسيقى.. لحظات من الترقب المتهكم.. وانطلق الصوت الرائع!
لا ضحك.. ولا تهكم.. ولا مضغ.. توقف كل شيء للحظات، وانفتحت العيون على مصراعيها.. وشده من شده وصدم من صدم.. ثم ارتفعت الحناجر بالهتاف..
سوزان تخرس الجميع ثانية بعد أخرى.. صوت من أروع الأصوات وقوة أداء من أفضل ما يمكن عالميا..
وتتصاعد الموسيقى، ويتصاعد الأداء.. والدموع تظهر في مقل الجماهير.. حنجرة حكم تبتلع لعابه، وابتسامة خرس لا تستطيع مفارقته..
لقد حطمت سوزان شيئا عفنا ضخما بداخل الجميع.. ذلك الاحتقار الطبيعي لكل ما هو قبيح وغير كامل.. اختفت فجأة عبارة “ماذا تفعل هذه المغفلة البدينة القبيحة هنا!”.. هكذا ببساطة، ومن الثانية الأولى..
فاجأت دمعة غريبة تنساب من مقلتي شخصيا، وتذكرت استغرابي من قول شريف أنه بكي معها.. فابتسمت ساخرا من نفسي..
إن التطيهر النفسي ضروري بين الفينة والأخرى.. وما فعلته سوزان نوع من التطهير..
سوزان حلمت حلما، وغنته!
شكرا لك سوزان على هذه المشاعر!
شكرا!

5 تعليقات

بفعل أي شيء، يمكنك أن تصبح أي شخص

نحن في مباراة نهاية كأس فرنسا..
انتهت المباراة بالفعل..
صديقنا ريمي يقبع بالمدرجات وقد وضع قميصا، غير دقيق أصلا، لفريق لوريان..
سوف يتسلل إلى وسط اللاعبين..
لا أحد سينتبه..
سوف ترونه وسط الشاشة..
إنه هو. وسط اللاعبين..
سيذهب ليصافح رئيس الجمهورية الذي، حسب رواية ريمي، أخبره بأنه لعب بشكل جيد.. لقد سقط الجميع لحد الآن في الفخ..
حسنا.. لقد نجح في التسلل بين اللاعبين، لكن الأمر لن يتوقف عند هذا الحد..
سوف يهبط إلى الملعب متجاوزا الرقابة الأمنية.. أنظروا! إنه يرتدي أحذية رياضية بيضاء عادية (من نوع أحذية كرة السلة)، على الأقل سينتبه أحدهم لذلك.. لكن لا أحد يلاحظ بالفعل.. إ
نه ينتمي إلى اللاعبين تماما..
يركض فوق الملعب..
يرتمي أمام المصورين مهشما وجهه نوعا ما.. ويصرخ أمام الكاميرا بعبارة: “بفعل أي شيء يمكنك أن تصبح أي شخص“..
يحمل الكأس..
وما يقتلني هو أن اللاعبين أنفسهم لا يلاحظون أن هنالك دخيلا..
سيذهب إذن لتحية الجمهور.. ماذا تظنون؟
إنه هناك، يرقص مع اللاعبين الآخرين اللذين يمسكونه بين أيديهم قائلين: لاعب احتياطي لا نعرفه.. لست أدري..
رائع!! حينما نعرف أن هنالك العديد من الحواجز الأمنية.. لا أصدق!
هنا اللقطة التي تروقني شخصيا: الكابتن الذي يأخذه تحت يده.. أنظروا!
لم ينته الأمر بعد..
إنه يقف أمام الكاميرات..
لاحظوا أنه سيمر على كل القنوات اللتلفزيونية في الغد..
الدورة الشرفية مع الكأس، ومذيع يعطيه الكلمة!!!
يقول: لدي كلمة أريد قولها لروجيه لومير (مدرب المنتخب الفرنسي).. أنا متاح!
ويعود لتحية الجمهور..
أنا أجد أن هذا لايصدق!
تحية أخيرة مع اللاعبين..
ولكن الأفضل للنهاية: المشجعون يتصورون أنه لاعب، ويطلبون توقيعه..
يوقع باسم “أي شخص”، ويقولها للكاميرا..

هكذا تلاحظون أنه ببعض الشجاعة يمكنك أن تفعل أي شيء..
رائع يا ريمي.. برافو..

4 تعليقات

شكرا مشروعات عربية

مشروعات عربية

منذ بداية المدونة وهذه الأخيرة كانت في استضافة الصديق العزيز محمد سعيد احجيوج. كان محمد هو سبب بدايتي للتدوين، و سبب استمراري بعيدا عن مشاكل الاستضافة وغيرها. المشكلة الأساسية هي وسيلة الدفع طبعا.

مؤخرا توفرت العديد من الاستضافات المغربية التي كنت سألجأ إليها كحل أخير بعد أن أصبح محمد يعاني بدوره من نفس المشكلة التي منعتني من اقتناء استضافة شخصية في السابق. لكن الأخ سامي الطحاوي أحد أعضاء فريق مشروعات عربية قد عرض بكرم شديد أن يتكفل باستضافة المدونة على سيرفرات المشروع.. وأنا له شاكر لأنني لم أكن مستعدا بالفعل لدخول مشاكل الاستضافة وتجريب الاستضافات المحلية التي قد لا تحقق مستوى الاستقرار الذي أريده.. لذا كانت هنالك إحتمالية لتوقف المدونة تماما لولا العرض الكريم..

فشكرا أخي سامي وفريق مشروعات عربية.

وطبعا لن أنسى الشكر الجزيل لأخي محمد سعيد احجيوج على تحمله للموقع طيلة هذه الفترة..

2 تعليقان

رشيدة داتي ترفع رأسنا إلى الأرض الطينية السابعة

في كل مرة سأنتقي لكم مقطع فيديو مثير.. وبما أنني لا أستطيع أن أخرس، فلا بد من أن أتحفكم بتعليق سمج ما..

لدينا نحن المغاربة خلطة جينية مميزة تبقى مسيطرة على تصرفاتنا أينما حللنا، وكيفما كان المنصب الذي وصلنا إليه.. صحيح أن بعضنا يحاول أن يخفي الحقيقة بداخله، ويتظاهر بأنه مختلف وأسمى وأروع، إلا أن الحقيقة تظهر دوما.. الفضيحة هي أن تظهر أمام عيون الكاميرا..

رشيدة داتي، وزيرة العدل الفرنسية المستقيلة خلال هذا الشهر، بعد مجموعة من الانتقادات المتنوعة، وأهمها حملها دون زواج وعدم الاعلان عن اسم الأب.. هذا لو كانت هي شخصيا تعرف هويته.. من أب مغربي وأم جزائرية..

لمن لا يفهم الفرنسية، فليحاول متابعة الفيديو وقراءة الترجمة بالأسفل التي تبدأ بالمقطع الأهم:

المذيع: ووصول رشيدة داتي على الساعة 15h20 بعد نصف ساعة كاملة من بداية الحصة..
إليكم تحليلا مفصلا لحصة رشيدة داتي بدار البلدية:
15h20: توقيع ورقة الحضور.
15h25: قراءة « La croix » (جريدة)
15h25: قراءة « Le monde» (جريدة)
15h32: رسالة هاتفية صغيرة
15h37: الارتماء على « La libération » (جريدة)
15h43: الاهتمام بالأظافر
15h53: جريدة «Le parisien»
15h58: نكتة صغيرة للجار
(ضحكة ساخرة من المذيع)
16h10: استراحة قصيرة تفرض نفسها.. استراحة هاتفية.
16h15: تجب العودة للتصويت، لكن التصويت كان قد بدأ طبعا، هذه هي الطريقة التي تصوت بها رشيدة داتي.
صوت رئيس الجلسة:
– من يوافق؟ (رشيدة داتي وصلت لمكانها)
– من يعارض؟ (رشيدة داتي ترفع نصف يد مع ابتسامة من نوع إعلان “توني جونسيل” لو كان بعضكم يذكره.. (معجون أسنان))
17h20: نهاية اليوم.. ردة فعل رشيدة

رشيدة داتي: كان يوما ممتلئا، مع الكثير من التركيز والمواظبة..
(ضحكة الضيوف، والتصفيق الحار)

17 تعليق

أنا موجود.. قريب لكني بعيد..

sad happy

إن العالم يتغير..
هنالك أزمة اقتصادية و اجتماعية وحقوقية..
على الجميع أن يكاثف الجهود للخروج بالسفينة إلى بر الأمان.. وأنا من منبري هذا أدعو كل الجمعيات الحقوقية والإنسانية بالمغرب إلى العمل الدؤوب كي لا تمس تبعات الأزمة العالمية المواطن المغربي الذي سـ…

إحم.. حسنا.. سأكف عن العبث..
الحقيقة أنني لا أجيد لغة الخشب هذه كثيرا.. تعرفون لغة الخطابات الرسمية هذه والتي يعتنقها الكثير من المغاربة للأسف، على اعتبار أنها اللغة التي ألفوها ويسمعونها يوميا.. أساليب من طراز “هذا وقد…” أو “للإشارة فقد…”..

للأسف الشديد، أنا لا أستطيع التدوين بغزارة لأسباب تتعلق بهذا الموضوع.. لا يمكنني التحدث عن مواضيع تجرني إلى أسلوب “ونحن لها بالمرصاد…” العتيد. أكره التدوينات الإخبارية المحضة، وأكره الخوض في المجالات السياسية على طريقة من ينقلون آراء الجزيرة أو العربية أو أي قناة أو جربدة او موقع إخباري، ثم يتظاهرون بأنها آراؤهم وتحليلاتهم السياسية للوضع..

لأسباب كهذه، وأسباب أخرى تتعلق بضيق الوقت والمزاج المتعكر أنا مقل في التدوين.. حينما أبتعد فأنا مشغول أو متعكر المزاج.. لا شيء آخر.. وأكره شيء إلى قلبي هو أسلوب قيء الأحزان على القارىء.. لكل أسلوبه، وانا لا أهاجم أحدا هنا.. أنا فقط مقتنع بأن لكل إنسان ما يكفيه من الآلام والأحزان، ولا يحتاج إلى أن يقرأ عن هموم الآخرين التي تضيف المزيد من السواد إلى لوحة حياته..

حينما أكون مسليا سوف تجدونني.. حينما أكون منتعشا كدلفين ستجدونني.. حينما أكون مشغولا أو حزينا، سأكون صامتا كصخرة..

شكرا لمن يسأل عني دوما، وبالأخص الأخت لطيفة التي تذكرني بأخت كبرى لم أملكها قط، وأحب أن أخبر الجميع أنني على ما يرام، وأن اختفائي لمدة شهر هو شيء لا يدعوا إلى القلق كثيرا.. حينما أتجاوز الأربعة شهور يمكنكم أن تبدؤوا بالقلق الحقيقي.. 😀

هنالك من سأل بالتدوينة السابقة عن مآل محمد الراجي.. لهؤلاء أقول أن توقعي لم يخب، وإن كان قد صبغ بلمسة مختلفة تفاديا لترسيخ فكرة العفو في الأذهان.. فقد قامت المحكمة الاستئنافية بإلغاء حكم الابتدائية، وأقرت بعدم متابعة محمد.. (مبارك يا محمد بالمناسبة)..

أيضا هنالك زوار جدد لهم وزنهم في ساحة التدوين و النشر راقتهم المدونة، أتمنى لهم طيب المقام..

همسة أخيرة: أنا أتابع كل الردود ردا برد، وحتى إن لم أرد بشكل مباشر فكل ردودكم تهمني وتسعدني..

تحياتي

3 تعليقات