تجاوز المحتوى

التصنيف: أنف في الحدث

أنف في الحدث

نشرة أخبار هضر ترعف

news

سيداتي وسادتي، أتعس الله مساءكم بعد سماع هذه الأنباء.. إليكم نشرة الأخبار..

  • العناوين:

1- القبض على ناشط صحفي مغربي جديد والعودة إلى سياسة “هضر ترعف”..
2- بدأ المجيد الفاسي النجل الأصغر للوزير الأول عباس الفاسي، يهيئ لشغل منصب مدير القناة “الإخبارية”
3- مخرج فيلم “حجاب الحب” المثير للجدل يصرح: “مشاهد الجنس في فيلمي لم تكن مجانية”

  • التفاصيل:

1 – قامت السلطات المغربية – السلطات بضم السين أو فتحها، لا فرق- بالقبض على المدعو حسن برهون دون تقديم أية مذكرة قضائية له، حسب رواية مجموعة متنوعة من المواقع، وذلك تيمنا بسياسة “هضر ترعف!” التي لا تزال تتبع مع المواطنين ذوي الرؤوس الساخنة، حفظنا وإياكم من سخونة الرأس. فقد قام الرجل، والعياذ بالله، بمحاولة لفضح بعض بؤر الفساد بتطوان، فقامت هذه البؤر مشكورة بما يجب القيام به.. والرجل الآن في السجن مضرب عن الطعام، وإن كانوا يفضلون لو أضرب عن الحياة وأنهى المسالة..المزيد من التفاصيل على الجروب الآتي: Free moroccan Blogger HASSAN BARHON – الحرية للمدون حسن برهون

2- يقوم عبد المجيد الفاسي، نجل السيد الوزير الأول عباس الفاسي بالتدريب بمقرات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية براتب هزيل قدره 24 ألف درهم، حسبما أوردت جريدة هسبريس الإلكترونية.. على اعتبار أنه يتم إعداده لمنصب مدير القناة الإخبارية الجديدة التي ستعوض قناة “المغربية” الرائعة..
ولا يفوتنا أن نعاتب سيادة الوزير قليلا لتأخره الشديد عن تقديم نجله الأصغر ذي الأربعة والعشرين ربيعا لهذا المنصب، إذ أن الفتى قد شاخ على منصب مماثل حاليا، ولم يعد يناسبه أقل من منصب مدير الهيئة العليا للإعلام السمعي البصري.

3- صرح مخرج فيلم “حجاب الحب” بأن مشاهد الجنس بالفيلم لم تكن مجانية.. ونحن من هذا المنبر نؤكد صحة كلماته هذه، إذ دفع العديد من المواطنين، ولا يزالون، ثمن مشاهدة هذه المشاهد بالقاعات السينمائية، إذ لم يكن الفيلم ليحصل على كل نسبة المشاهدة هذه لو لم تكن شفة البطلة “المحجبة” ملتصقة بالبنط العريض مع نظيرتها لدى البطل على أفيش الفيلم.
يتحدث المخرج عن أن هذه أشياء تحدث في الواقع، وعن أن تصوير مشاهد كهذه يخدم حبكة القصة، وهو شيء لا مفر منه..
وبهذه المناسبة نود أن نذكر المخرج العظيم بأن مشاهد دخول المراحيض هي أيضا أشياء تحدث في الواقع، ويحتاج الفيلم أيضا إلى توظيفها بشكل مناسب ليخدم القصة..
بانتظار مشهد المقعد البيضاوي الأنيق في لقطة بانورامية معتبرة.

إلى هنا سيداتي سادتي تنتهي نشرة غسيل اليوم.. إلى فرصة قادمة!

5 تعليقات

شركة الويب كام للتعري والإعلان تقدم…

msn.jpg

كان يحبها.. أو على الأقل هذا ما يقوله..
كانت ترفضه بعنف، أو على الأقل هذا ما أبدته..
ومضت الأيام، والفتاة تعيش حياتها الافتراضية على msn messenger.. و بشكل من الأشكال، تعرفت على رجل خليجي عبره..
لابد أنهما قد تحدثا كثيرا.. كثيرا جدا.. حتى أنها كانت قد وصلت إلى المرحلة الحتمية: المرحلة المادية المحركة لدوافعها المبدئية في التعرف على شخص خليجي غريب عنها..
كان مستعدا بحماس لأن يحول إليها المبلغ الذي تشاء.. ولم يكن عليها سوى أن تنفذ طلبا بسيطا جدا: أن تمارس طقوس تعري معتبرة أمام الكاميرا على الهواء مباشرة، في حصة انفرادية. عروض حواء الطبيعية، دون شوائب..
لابد ان الفتاة تحمست أكثر مما ينبغي، وإلا فما معنى الفيديوهات الست، التي يصل طول أربعة منها إلى ما يقارب الساعة إلا ربع، واثنين إلى الربع ساعة؟ ناهيك عن الصور..
أريد فقط أن أفهم ما الذي كان يدور بداخل رأسها طوال هذه الساعات من العروض المحترفة.

أجل أجل! ما فهمتموه من الجملة الأخيرة صحيح تماما.. فما أتحدث عنه ليست قصة أكتبها، أو موقفا أتخيله.. ما أتحدث عنه هو شيء وقع حرفيا بمدينتي الأم تيزنيت..

السؤال الأكثر منطقية هو كيف عرفت بهذا الأمر؟
الجواب الأكثر منطقية هو أن الرجل الخليجي لم يكن سوى العاشق المفترض للفتاة. الفتى الذي استغل سمعة الخليجيين الذين يزورون المغرب لسبب وجيه.. اللذين يشوهون سمعة منطقة محترمة تعرفت على الكثير من شبابها الذين غيروا نظرتي للأمور.. استغل سمعة من يشوهون سمعتنا أيضا مع من لا سمعة له أصلا..
وهكذا تجد أن الفضيحة انفجرت كالصاعقة، بعد أن تحولت الفيديوهات إلى نوع من برامج الـ open source التي يتداولها الجميع بكل أريحية بالمدينة، أو ربما خارجها الآن..

لم أشاهد الفيديوهات ولا الصور طبعا، لكن الوصف المصعوق للبعض أفهمني أن الأمر يتجاوز بكثير المسائل البسيطة إلى درجات فظيعة..

لماذا أتحدث عن الموضوع؟ ليس لغرض الإثارة، أو السخرية.. وإنما لأنني أفكر في الأمر كطرح إيديولوجي – كلام كبير- يتعلق بوسائل التربية، ودرجة التحكم التي يستطيع الآباء فرضها في ظل كل ما هو متاح من وسائل الاتفتاح الحالية..

أقول هذا الكلام، لأن أبوا الفتاة أناس محترمون اجتماعيا.. فهل المشكل من التربية بالأساس؟ أم أن ميزان القوى الخارجية، أي ثلاثية: شارع- تلفزيون-أنترنت، هي التي ستنتصر في النهاية؟
الحقيقة أنني أرثي لحالهما، وأتوقع وقع الصدمة عليهما.. لا شيء سيبقى كما كان بالنسبة للأسرة..

هل الحل هو القمع التام للفتاة، أي فتاة، وقطع الماء والإنارة والهاتف عنها؟ أم أن هنالك منهجا متوازنا يمكن نهجه؟ هذا هو السؤال!
أترك لكم حرية التعليق والطرح، وربما أعود لاحقا بموضوع منفرد عن تصوري للموضوع بعد أن أرى أطروحاتكم..

10 تعليقات

بين الصراخ والتجاهل والدماء والدموع والمقاطعة

إحساس بالبرد يتسرب من فرجة ما.. لفحة باردة تسوط الجزء المكشوف من ظهرك.. هذا الجزء العاري موجود دوما كل صباح.. حتى لو أرتديت عباءة طويلة، وأدخلت جوانبها تماما في سروال النوم، وأحكمت ربط الحزام، فستستيقظ صباحا لتكشف أن الجزء الخلفي من العباءة، الجزء الخلفي دوما، قد خرج من مكمنه، ورسم فوهة مدفعية من البرد الذي يوجه إلى أسفل ظهرك، او أعلى مؤخرتك أيهما أقرب إلى تصورك الشخصي..

تلتف في ملاءتك كالشرنقة، وتعيد تأخير منبه هاتفك النقال بالعشر دقائق الخامسة.. لكنك سرعان ما تقرر الخروج إجبارا من المكمن الدافئ لأنك بدأت تلعب في الدقائق الإضافية الأخيرة قبل أن يبدأ موعد التأخر الرسمي. هذه العادة القبيحة لا تزال تلازمك طبعا.. ظننت يوما بنزعة تفاؤلك المغفلة أنك قد تخلصت منها إلى الأبد.. الوقت يثبت لك دوما كم كنت ساذجا.

تنزل بدون إفطار طبعا لأنك أدمنت شعورا زائفا بالشبع بعد النوم، لا يزول إلا مع مرور ساعة على الأقل.
البرد وصوت المحرك المتحشرج الذي يرنو إلى الدفء بدوره.. لابأس.. لقد ألفت ذلك على مضض.. الدورة الشرفية المعتادة لجمع المجموعة المرافقة، والطريق إلى العمل بالمدينة الأخرى كالعادة منذ ما يربو عن الشهرين.

تشغل السائق الأوتوماتيكي، المكون من يديك وقدميك وعقلك الباطن، وتسبح في ملكوت الله الواسع بعقلك الواعي.. بين الفينة والأخرى، لو كان صديقك (كريم) مستيقظا بما فيه الكفاية، فقد تنخرط وإياه في حوار يتلخص في التناوب على إطلاق مجموعة من القذائف الساخطة على الوضع والعمل والعالم.. ولا بأس بأن تصبغ رؤوس هذه القذائف بسخرية لاذعة مريرة على سبيل تجزية الوقت.. إن المثل القائل “هم يضحك وهم يبكي” يثبت كفاءته دوما..

العالم يغلي، وغزة تقصف، وكل علاقتك بالأمر هو أصوات المذيعين عبر الراديو تعمل كرافعات للضغط ومهشمات للأعصاب.. تكتشف أنك تعيش في عالم آخر بعيد عما يجري.. تتجاهل التلفاز أينما ذهبت.. لكن عينيك وحواسك لا تطاوعك دوما، وتبقى تسترق النظر بين الفينة والأخرى، بهذا المقهى أو بالآخر.. تنظر وتتألم وتهرب.. تقوم بما تستطيع القيام به فعليا، تقدم من مالك ما تستطيع دون أن تجد نفسك مجبرا على أن تصرخ بالأمر كعادة البعض.. وأنت على يقين من أنك لا تزال بعيدا عما يجب فعله أصلا في مثل هذه الحالات، لكن شعورك بالعجز يغلفك..

إنهم يصرون على تعذيبك.. هم يفعلونها بحسن نية غالبا، لكنهم يفعلونها بشكل يذكرك بفشلنا الفظيع، ويذكرك بأننا أبطال العالم في الصراخ.. الآلاف من الإيميلات، والمئات من المجموعات على Facebook على اعتبار أن كل عبقري يكتشف فجأة أنه يجب عليه صنع مجموعة للصراخ من أجل غزة.. والحصيلة تشتت كبير بين المجموعات.. حتى لو كان لبعضها هدف أو وسيلة مساعدة فكيف يمكنك أن تميزها بين المئات الأخرى؟

المئات من الإيميلات التي تصلك لا تفعل سوى الصراخ، مع بعض مقترحات الصيام الجماعي والدعاء من أشخاص ربما لا يفكرون إطلاقا في ما يرسلون أو ما يكتبون..
مثال بسيط يتلخص في رسالة تذكرنا بقنـــــــوت النــــــوازل.. وقنوت النوازل سنة ثابتة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا نزلت بالمسلمين نازلة، يقومون في كل صلاة بعد القيام من الركوع الأخير بالدعاء بما يناسب النازلة.. على أن يكون الدعاء قصيرا ومقتصرا على النازلة.. ثم يقترح كاتب الإيميل دعاء من عنده.. هذا شيء جميل بالفعل، ويذكرنا بأمر مهم.. فقط لو لم يكن الدعاء بطول عمود بجريدة ما.. هنا يظهر التناقض جليا مع ما يقوله بنفسه.. إن الحماس يغيب عنا القليل من العقل.. هذه مشكلة عويصة بالفعل..

gaza.jpg

ثم ماذا بعد ذلك؟ نحن على بعد ثلاثة أسابيع من توقف القصف.. والصمت التام يخيم على الموضوع بالمجتمع.. البعض راض عن نفسه لأنه أدى واجبه التام في الصراخ وحضور الندوات والوقوف في خمسمئة وقفة احتاجية من كل صنف.. أجل.. الوقفات عندنا يا سادة متنوعة بحسب الواقفين، والتضامن عندنا يتم بالانتماء.. فتجد وقفة الأطباء، ووقفة المهندسين، والوقفة النسائية، ووقفة النقابات، ووقفة الطبقات العمالية، ووقفة الأطفال الرضع.. كأننا لا نستطيع أن نعلن عن وقفة شاملة عامة دون أن تصرخ الجهة المنظمة أن “واك واك اعباد الله راه حنا لي منظمين الوقفة التضامنية”..

ماذا بعد؟ عاد كل إلى مشاغله، وتوقفت كل أشكال الرسائل الإيلكترونية تقريبا، وكأن كل شيء قد انتهى، وتعود حليمة إلى عادتها القديمة..
مشكلتنا نحن العرب، أن نفسنا قصير للغاية.. نحن مثل الألومنيوم، نسخن بسرعة، ونبرد بذات السرعة.. هذا شيء يراهن عليه أعداؤنا بشدة..
مشكلتنا أننا نتحتاج إلى شيء من الدرامية كي تثار حفيظتنا.. منذ متى وغزة محاصرة وسكانها يموتون في اليوم ألف مرة؟ منذ متى والأطفال يموتون جوعا وبردا؟ الموت البطيء الشنيع الذي يسبب الملل للمشاهدين..
أنت أيضا، يا من تكتب هذه الكلمات، تعاني من نفس الأعراض.. ولكنك لاتنكر ذلك على الأقل، ويبقى ضميرك يخزك باستمرار.. لم تكتب شيئت عن الموضوع من قبل بالفعل.. هذا حق.. ربما لأن الموضوع قتل كتابة، والذين يقرؤون لك يعرفون كل ما ستقوله من الألف إلى الياء أكثر منك لأنهم ربما تسمروا أمام الجزيرة.. على العموم هنالك ما هو أكثر من الجهاد الاليكتروني، كما يسمونه، أو من مجرد تعويض كل صورك في المنتديات والمجتمعات الإلكترونية بصورة “كلنا غزة”..

ماذا عن مسألة المقاطعة: رويدا رويدا تخفت حدتها، وبعد مدة تجد مطاعم ماكدونالدز عادت إلى نفس الامتلاء، وتجد زجاجات الكوكاكولا والبيبسي كولا تغرق الموائد مجددا، والبعض – ممن يتمتعون ببعض الخجل الاجتماعي- يتنفسون الصعداء لأن باستطاعتهم الاستهلاك بقدر أقل من تأنيب الضمير..
وتبدأ بعض الردود في المنتديات من طراز: « على فكرة أنا لا أؤمن بفكرة المقاطعة في وضعنا وموقفنا الحالي.. »

هنالك منطق بسيط اتمنى أن تتحملوه:
قاطع كل ما هو واضح، ما لديك بديل عنه، أو ما لا يمكن ان يقتلك التخلي عنه..
لن يمكنك التخلي عن معالجات الكمبيوتر لأنه لا يوجد بديل، إلا العودة إلى عصر ما قبل الكمبيوتر..
لن يمكنك التخلي عن أكل الخبز ذي القمح الأمريكي لأنك لن تعيش بدونه، وإن وجدت بديلا من شركة وطنية مضمونة فافعل.. وإن كان هذا البديل غير منتشر أو الوصول إلى منتوجه صعب جدا فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها..
في الاتجاه الآخر يمكنك التخلي عن المشروبات الغازية تماما وتعويضها بالعصير الطبيعي.. أنت تقدم خدمة لجسدك نفسه هنا بالمناسبة..

المقاطعة سلاح فعال ومؤثر، لا شك في ذلك، وحتى لو كان ماكدونلدز في المغرب تابعا لشركة مغربية معروفة، فأنت ستقاطعه لسبب بسيط: يجب أن يبحثوا عن البديل وأن يكفوا عن دفع حقوق استغلال لماكدونالدز.. ولو قاطعناهم جميعا لبحثوا عن بديل..

أقرأ أيضا:

البعض يصرخ.. البعض يصمت.. سيان!

13 تعليق

صلاة جمعة.. هواتف نقالة.. سيارات منفية.. أشياء مترابطة كما ترى..

hassan2

يقع مقر عملي قرب مسجد الحسن الثاني. لذا ذهبت، كما جرت العادة، لأؤدي صلاة الجمعة هناك برفقة الزملاء.

الطريق ملغمة برجال الأمن الذين مسحوا بعض المسالك من السيارات مسحا.. وكان لسيارات الإغاثة دور كبير في إغاثة الشوارع من سيارات أصحابها الذين وصلوا إلى عملهم باكرا.. يمكنك البحث عن سيارتك في أقرب خلاء..

الحكمة المستفادة: لا تحضر إلى باكرا إلى مقر عملك.. حتى إذا قرروا لسبب من الأسباب إخلاء الشوارع من السيارات، سيكون في مقدورك معرفة ذلك، ورمي سيارتك بنفسك في أقرب خلاء.. خلاء تعرفه على الأقل..

خلاصة القول وعصارة الأفكار هي أن الملك سيؤدي صلاة الجمعة بمسجد الحسن الثاني..
لم آخذ سيارتي إلى العمل اليوم لذا لم أتضرر من مسألة مكان الركن تلك.. قصتي الخاصة تتعلق بهاتفي النقال المسكين: من يملك هاتفا نقالا لا يمكنه دخول المسجد لتأدية صلاة الجمعة.. لا مجال لأن تغلق الهاتف أو تضبطه على نظام صامت.. ارمه في أقرب خلاء بدوره أو لا تفكر بالدخول..

يقع أقرب مسجد على بعد 30 دقيقة من المشي.. لكم أن تتوقعوا إذن أننا فوتنا قسطا لا بأس به من الخطبة..

الحكمة المستفادة: لا تحمل هاتفك النقال إلى المسجد حينما ترى رجال الأمن يجولون بكثرة، فربما لن يمكنك الدخول..

النكتة المستفادة: سمح رجال الآمن للحشود بدخول المسجد بعد انتهاء الخطبة الأولى دون مراقبة هواتف.. مما يعني باختصار أن المسجد قد عاني من نسبة مرتفعة من الأوكسيجين لأن لا أحد سيرمي بهاتفه النقال في الخلاء طبعا..

السؤال الحصري: فليشرح لي أحدكم ما معنى قضية الهواتف النقالة هذه مع اعتبار أن سيارة تشويش على الشبكة متواجدة وتقوم بعملها بكفاءة أصلا؟!!

5 تعليقات

محمد الراجي

الراجي

محمد الراجي..
اكتشفت قضيته مؤخرا بسبب انقطاعي عن العالم الخارجي الآيام الفارطة..
الحقيقة أنني أكتشف يوما عن يوم أنني كنت محقا بالابتعاد عن الكتابة في المجال السياسي، وبعض المجالات “الحساسة” الأخرى.. رغم أنني ابتعد عن هذه المواضيع لزهد خاص فيها، وعن اقتناع متأصل بأن الفم (القلم) السليط لن يمتع صاحبه في بلدنا السعيد إلا بجش رأسه على أحسن تقدير، أو لربما متعه بقضاء عطلة سعيدة وراء القضبان..

كلنا متعاطفون مع محمد الراجي.. وماذا بعد؟ هذا أكثر ما يمكننا تقديمه للرجل.. ربما شيء من الصراخ قد يفيد في حالات كهذه..
على العموم لدي نظرية خاصة بالأمر، وعلى غرار فؤاد مرتضى، سوف يحصل محمد على العفو الملكي بإذن الله.. والعيد على الأبواب..

10 تعليقات

مجزرة INSEA

لا أصدق! لا زلت لحد الان لا أصدق تلك المجزرة التي حدثت في المعهد (الحبيب | البغيض) الذي تخرجت منه: المعهد الوطني للاحصاء والاقتصاد التطبيقي (INSEA).

لست أتصور كيف تمكنوا من طرد خمسة من طلبة السنة الثالثة بدل أن يعطونهم شهادات التخرج! لن اتحدث عن الثمانية الآخرين الذين يكررون السنة، ولا عما حدث لطلبة السنتين الأولى والثانية. قد يقول البعض: كان المعنيون بالأمر يستحقون ذلك لأنهم تهاونوا ليصلوا إلى هذه الوضعية.. لهؤلاء أقول أن الطلبة قد ساهموا بالفعل في ذلك، وهذا شيء لن ينكروه هم أنفسهم.. ولكن اسمحوا بشرح الوضعية بشكل أفضل.. إن هؤلاء الطلبة لم يصلوا إلى هذا السنة الدراسية بمحض الصدفة.. إن هؤلاء الطلبة هم من الصفوة التي مرت بمراحل عدة من الغربلة ليصلوا إلى هذا المكان.. إنهم من أفضل 2000 طالب من طلبة جيلهم في المغرب.. ذلك الجيل الذي يتعدى 200000 طالب ممن تجاوزوا الباكلوريا.. وإن كان هذا يعني شيئا، فهو يعني باختصار أنه لديهم الكفاءة اللازمة.. ربما ينقصهم بعض من حس المسؤولية، ولكن هذا يرتبط أساسا بالنظام الذي درسنا به والذي أعرف تماما ما الذي يسببه.. ما حصل الآن سابقة لم تحدث قط في أية مدرسة مهندسين من قبل.. الأساتذة هناك يحترمون أنفسهم ويحترمون طلبتهم، ويفهمون تماما انهم يتعاملون مع صفوة حرام تضييعها بسبب أخطاء غبية في النظام..

أتعرفون المشكلة الرئيسية لدينا في المعهد، وفي أماكن كثيرة أخرى؟ إنهم السادة الأساتذة الدكاترة أنفسهم.. إنهم هؤلاء المخلوقات الأسطورية من عصور ما قبل التاريخ، والتي تظن أنفسها آلهة بالمعهد.. آلهة لا تهتم قط لأي كان.. لا طلبة، ولا إدارة، ولا أيا.. وهذا مقتبس من كلام أحدهم بالفعل وليس مجرد افتراء.. هؤلاء الأساتذة يا سادة هم أهل الحل والربط بالمعهد.. أتذكر السنة الماضية حيث كان لوبي منهم له مصلحة خاصة في اتخاذ جانب الطلبة، وذلك لتعلق الأمر برغبتهم في الحصول على مساندة الطلبة ضد أحد أعضاء الإدارة الذي كان مرشحا بشدة للحصول على منصب المدير.. في تلك السنة، كانت هنالك امتحانات أسهل، و دفاع مستميت أكبر لصالح العديد من الطلبة ولكأن الأساتذة الكرام قد تبنوا هؤلاء وأصبحوا من بني جلدتهم.. الذي رآى رذاذ لعابهم المتحمس يتطاير السنة الماضية، لم يكن ليتصور في أشنع كوابيسه أن يقوموا بفعلة شنيعة كهذه اليوم..

لمن لم يفهم فداحة الوضعية منكم دعوني أشرح أكثر: إن هؤلاء المطرودين لا يملكون أي شيء حاليا.. فمع نظامنا التعليمي الرائع الذي يتغير بشكل أسرع من تغير لون الحرباء ذاتها، لم يصبح لأي من شهاداتهم أي معنى.. فلا الباكالوريا صالحة، ولا معنى لاجتيازهم للأقسام التحضيرية التي تعد من أصعب ما يمكن اجتيازه على الإطلاق.. كل هذا لا يعني شيئا.. فعلى هؤلاء الطلبة العودة للأكثر من ثماني سنوات إلى الوراء، والبداية من جديد مع أحفادهم.. لست أدري ماذا أقول..

حقا احتبست الكلمات والمشاعر.. حقا لست أدري ماذا أقول..

15 تعليق

ثرثرة حلاقين، وساعة إضافية..

barber.jpg

هنالك نوعان من البشر كتب عليك تحملهم إجبارا، مهما كان ما يقولونه مملا: سائقوا سيارات الأجرة، وذلك لأنك لا تستطيع أن ترمي بنفسك خارجا رغم أن الإغراء شديد في الكثير من الأحيان.. والحلاقون، لأنك لا تسطيع أن تترك رأسك بين أيديهم كي يفر باقي جسدك بجلده..

فلندع سائقي التاكسيات إلى مقام آخر، ودعونا نتناول الحلاقين..

حينما كنت أدرس بالرباط، كنت مجبرا كالعديد من الطلبة على أن نحسن من شعورنا لدى وزير الحلاقة بـ(الكامبوس).. وهذا اللقب يستحقه الرجل بالتأكيد.. بلباسه الأنيق الدائم، وربطة عنقه المختارة، والشيب الذي وحط فودية (لأنه لا يملك شعرا كافيا في المناطق الأخرى) ..والأهم من هذا، بطرقة كلامه المتعالية التي تذكرك بأحد (كيردينالات) العهد الفرنسي البائد. هذا الرجل لا يتعامل مع أية رأس كانت.. لا بد لهذه الرأس أن تفوح برائحة النقود أو السلطة أو الصداقة الشخصية.. إن لم تدخل تحت أي تصنيف منها فأن لا تستحق أن يلمس شعرك بيديه الكريمتين.. ومصيرك هو العامل الأجير الذي يضعه بالمحل لأعراض كهذه.. هذا الأخير، قبل أن يتم تعويضه بآخر، كان هو الآخر يكاد يصيبني بالجلطة من فرط ثرثرته.. لا والأشنع من هذا هو ذلك التواضع الخرافي الذي يقطر من جمل على شاكلة:
-“هل رأيت كيف تمكنت من فهم شعرك؟”.. على اعتبار أن شعري سر فلسفي من أسرار الكون.
أو:
– حقا! لن تتمكن من إيجاد شخص (يصرع) شعرك بهذه الطريقة..”.. أنت تكاد تصرعني شخصيا يا محترم!
المهم أنني أحمد ربي كلما سقطت بين يدي حلاق يباشر عمله ويتمتع بنعمة الخرس.

wtach.jpg

بالأمس، في مدينتي الأم (تيزنيت)، كان الأمر مختلفا نوعا ما، إذ أنه كان هنالك نقاش جماعي أعفاني أعضاؤه من المشاركة به لحسن الحظ، لكنني ظللت مستمعا وفيا، رغم أنفي، طيلة الوقت الذي أخذه الأخ الحلاق ليحول رأسي إلى كتلتين شعريتين بينهما فجوة جغرافية.. (ذكروني أن لا أحلق بتيزنيت مجددا)
النقاش كان يدور حول مسألة إضافة الساعة لتوقيت المغربي. وهو لعمري نقاش ممتع جدا حينما ترى ذلك الكم من النظريات الكوميدية التي تلتصق به. تابعوا الحوار (الجمل بين قوسين هي تعقيبات مني طبعا):
– إذن علينا أن نضيف الساعة غدا؟
– كلا يجب أن تضيفها اليوم في منتصف الليل.. (ذكي!)
– علينا أن نسهر حتى منتصف الليل؟ (حلاوتك!)
– لو لم ترد ذلك فيمكنك أن تنتظر إلى الغد! (الحل العبقري)
– لكنني غدا لن أتمكن من الاستيقاظ في الوقت المألوف.. (هل من زجاجة سيانيد لأنتحر؟)
هنا يتدخل عبقري آخر:
– بأية ساعة سنعمل الآن؟ الساعة القديمة أم الجديدة؟ أظن أن هذا سيشكل مشكلة في المواعيد مثلا. فسيسألك من تضرب له موعدا إن كان بالتوقيت القديم أو الجديد.
– لا يوجد توقيت قديم أو جديد.. هو توقيت واحد. السابعة هي السابعة والثامنة هي الثامنة. (الاضافة الأخيرة هي توضيح عبقري من طراز “رقاصة وبترقص..”)
– أنا سأحتفظ بساعة هاتفي النقال على التوقيت القديم وأضيف ساعة إلى ساعة يدي.. (هذا هو الرجل الفذ الذي أتى بالحل)..

هكذا ترى أن المواطن البسيط ليس مهتما بشكل كبير بمسألة الأسباب والدوافع، بقدر ما هو مهتم بمشكلة ساعته ومواعيد القهوة خاصته. أما أنصاف المثقفين خاصتنا فد ارتموا مباشرة في أحضان انتقاد المسألة على اعتبار أنها لن تفيد في شيء، وهذا فقط لأن المسألة مقترح حكومي..

يا جماعة، ما ليس لكم علم بأسبابه و بمردوديته فليترك المجال لأصحابه ولا داعي للجعجعة!

9 تعليقات

كم تساوي 9 ضرب 7 يا ترى؟

classe

كنت أتساءل دوما عن سر النظام التعليمي في مصر، والذي يسمح لطالب أيا كانت قدراته أن يحصل مجاميع تصل إلى إلى 99%.. فتجد طالبا يكاد يشد شعره لأنه حصل على 89% فقط وهذا لن يؤهله قط لدخول كلية الباذنجان، بينما تجد الطالب الثانوي هنا بالمغرب يكاد يقتل نفسه ليتجاوز 16/20 وهو ما يوافق 80%.. وأنا هنا أتحدث عن الطلبة المتفوقين جدا!
حسنا.. ما أثبت ظني بأن هنالك شيئا ليس على ما يرام، هو خبر طريف قرأته على موقع جريدة الوفد المصرية.
يفيد الخبر بأن 315 طالبا جامعيا من كليات القمة المصرية (الهندسة والحقوق والآداب والطب البيطري والعلاج الطبيعي والسياحة والفنادق والعلوم والزراعة)، قد لبوا عرضا لاجتياز مباراة للعمل بإحدى صالات القمار.
لن نناقش هنا المبدأ أصلا (العمل في صالة قمار)، بل سنناقش مسالة فشل 260 طالبا جامعيا في اجتياز هذه الاختبارات. سنناقش مسألة حصول أكثر من 88 متقدما على صفر كامل الاستدارة. سنناقش انسحاب أكثر من 50 طالبا.. سنناقش فشل33 طالبا في الحصول علي أكثر من 10 من 50.. سنناقش فشل الغالبية العظمى في الإجابة على أكثر من نصف الأسئلة المطروحة.
لا داعي لتذهب رؤوسكم بعيدا.. لم يكن يتعلق الأمر بامتحانات معقدة أو أسئلة رياضية من قبيل حساب مثلثات معقد، أو مسائل ذهنية صعبة.. يتعلق الأمر فقط بجدول ضرب بسيط عادي من رقم 2 إلي 12.
هذا يسمى تأثير الآلة الحاسبة..
1+1 تساوي كم؟.. أي!! نسيت آلتي الحاسبة، ولكنني أرجح انها تساوي 2.. لقد قمت بهذه العملية أمس على الآلة لو كنت أذكر!
كنت أظن أن التعليم المصري أفضل حالا من نظيره المغربي. أفهم تماما أن فضائح طلبتنا المغاربة قد تكون أفظع في امتحانات مشابهة، في ظل التدهور التعليمي الحالي.
إن مصدر قوتنا كعرب هي عقولنا التي تصنع الفارق مع ضعف إمكانياتنا.. فإن أخذت منا قوتنا، فما الذي سيبقى لنا؟

16 تعليق

الرياضة المغربية.. الضربة القاضية..

marocghana.jpg

كنت قد قررت مشاهدة آخر مباريات المنتخب المغربي في جو جماعي يذكرني بأيام ماضية.. أيام الدارسة، حيث كتبت سنة 2004 :

الكرة.. تلك الساحرة المستديرة التي لطالما حركت الأفئدة و أهاجت المشاعر..
اليوم اقتنعت أنها أكثر من مجرد لعبة أخرى..
أكثر من مئة زوج من العيون متعلقة بشاشة واحدة.. بكرة واحدة.. بفريق واحد..
حجزت المقاعد في مقهى العهد منذ الثامنة صباحا..
الكل يضع وريقة صغيرة فوق كرسي ما كنوع من الحجز المسبق..
حتى كراسي المقصف المجاور لم تعد كذلك.. و انتقلت إلى حرم المقهى..
و حتى الطاولات لم ترحم، و تحولت إلى مقاعد إضافية بقدرة قادر..
الثانية عشر و النصف.. المقهى ممتلىء عن آخره..
الأوكسجين منعدم، و الواقفون أكثر من الجالسين..
و لو كان بإمكان البشر التعلق بالسقف كالخفافيش لفعلوا..
و تبدأ المباراة..
و تتحرك المشاعر مع كل محاولة تهديف..
و تهتز الافئدة مع كل محاولة ضائعة..
لحظات رعب فائق و الكرة في منطقة خطر فريقنا..
يخيل لك أن الكل هناك.. يلعب على أرضية الملعب..
الكل يلعب بصراخه .. بهتافه.. بتصفيقاته الحارة..
و فجأة.. و كحلم طائر.. أتى الهدف..
تزعزعت الجدران من هتاف الحناجر..
يخيل لك أن لهيب العناقات الحارة يلفح وجهك في ضراوة..
حينها.. حينها فقط، تكتشف حلاوة اللعبة..
تنفض عنك مظاهر الرزانة لترقص فرحا..
و تدمع عيناك و انت تصفق و تغني مع الاخرين بصوت واحد و نفس واحد..
فيال روعة الفرجة الجماعية..

فتعالوا الآن نتحدث عن الهراء الجماعي الذي عشناه جميعا في مقهى بالدار البيضاء..
كان الجميع يجلسون ممنين أنفسهم بصحوة الأسود (المدللة) لتعود إلى المنافسة من جديد. والحقيقة أن أسودنا تحولت إلى قطط وديعة أمام إصرار فريق يلعب ولا يمزح.
في البداية وجدت كل الكراسي ممتلئة والواقفون أكثر بمراحل من الجالسين..
مع الهدف الأول الذي مني المنتخب به، وجدت نفسي جالسا متمتعا بأربعة مقاعد فارغة بجواري..
مع الهدف الثاني، كان الأوكسجين قد ملأ المقهى مجددا ووجدنا متنفسا لنا..
تزايد الحماس مع تسجيل أول هدف لنا، ثم قتل تماما مع تلقينا للهدف الثالث، ليتحول اللقاء بالنسبة لي على الأقل إلى مهزلة تستحق الفرجة وتثير هستيريا من الضحك..
أجل، تحولت على معتوه آخر يضحك مع كل جرة كمان تعزفها قدم لاعب من لاعبينا، ومع كل محاولة خرقاء..
وحينما تحول الأمر إلى مباريات للخيال العلمي، كاد يسجل بها الخصم بضربة مقض خلفية، ولقطة أخرى اخترق خلالها المهاجم (أغوغو) دفاعنا كالورق، هنا كدت أستلقي على الأرض مهلكا بالضحك.. ناهيك عن مشهد لاعب غاني يخرج محمولا على نقالة بسبب ضربة من مؤخرة أحد لاعبينا.. (الحصول.. ضحكنا مزيان!)..

لا بأس إذن.. بعد وفاة التنس منذ مدة، والانتحار الأخير لألعاب القوى، تأتي كرة القدم لتنهي المجزرة وتعلن رسميا أن المغرب أصبح صفرا كامل الاستدارة في المنافسات الرياضية..

المهم في هذا كله، هو أنني أعجبت جدا بتلك الروح العربية القومية العالية التي يتمتع بها المعلق التونسي الرائع (عصام شوالي) والتي لا أدري لماذا لا يتمتع معلقونا بعشرها حينما يتعلق المر بالمنتخب التونسي أو المصري مثلا.. حيث تجدهم يعلقون وكأن فريق العدو هو من يلعب.
هناك توجه منتشر بكثرة هنا في المغرب مفاده أنه من الأفضل أن تنهزم مصر وتونس أمام أي منتخب إفريقي أو عالمي آخر.. والسبب، حسب مزاعم المعتنقين هو أنهم (فيهم العياقة)، وخصوصا المصريين..
يا سيدي الفاضل.. إذا كنت تعتبر التعبير، وإن كان مبالغا، عن الحب للوطن والانتماء مجرد “عياقة”، فأتمنى لو كنا “عايقين” بدورنا.. ولو كان منتخبنا كذلك لما خسر بهذه الطريقة التي تدل على اتعدام روح الوطنية.. (بالدارجة.. ما فيهومش النفس لي عند المصريين)..
على العموم سأعود لموضوع الإحساس الوطني هذا في تدوينة مفصلة لاحقة، لأنه يحتاج تفصيلا أكبر، ووقتا لا املكه حاليا للأسف..

8 تعليقات

البعض يصرخ.. البعض يصمت.. سيان!

ghaza.jpg

سألني: لم تكتب شيئا عن غزة!
فصمت..
سألني: لم تعد تبالي.. صح؟
فصمت..
وصفني: عديم القومية والإحساس..
هنا فقط تكلمت:
كتب محمود (صديقي الفلسطيني) ذات يوم:

اليوم تدرك حدود اللعبـة ..
لعبة حشو السم في العسـل ..
صحيح أننا لم نر منهم عسلا يوما ولن نر أبدا ..
لكنهم يوحون لنا بذلك على الأقل ..

قالوا أنهم سيخرجون من قطاع غزة ..
سيلملون شتاتهم وسيهدمون مستوطناتهم ويغادرون ..
تدرك أنك أحد الأسباب ..
ربما حملت البندقية ذات يوم في وجههم ..
أو زرعت عبوة ناسفة ..
فتناثرت أشلائهم وارتعبوا ..
وحين جال بخاطرهم أنهم فانون ..
وأن الحياة التي لا يحيون سواها إلا في الجحيم أثمن من حراسة خرسانات مسلحة من الحجارة ..
حينها أدركوا .. أنهم لا مكان لهم ها هنا .. وبانت عوراتهم .. وطاول نحيبهم قادتهم في تل أبيب ..
أخرجونا من هنا .. لم نر هوانا أكثر من هذا .. حتى في جبال لبنان يمكننا أن نمشي مطمئنين قليلا .. لكن هنا جحيم من أسفلك ومن أمامك ومن خلفك .. في كل قادم تر عبوة .. وفي كل صغير ترى زجاجة حارقة ..

توصلوا إلى هذه النتيجة .. لكنهم خائفون من أن يفعلوها ..
لا زالت قرودهم تأبى الاعتراف بالهزيمة .. هم الذي يعتبرون أنفسهم أقوى خرسانة مسلحة في العالم وبأن الجندي الواحد فيهم يحمل سلاح جيش من المشاة .. ثم بإصرار طفل صغير وبإرادة شاب شجاع يُرغمون على الخروج أذلة وهم صاغرين .. لكن أومن يُنشؤ في الحلية وهو في الخصام غير مبين ؟

قالوا ثمة حل ما .. سنخرج لكن .. بعد أن نذيقهم ألوان العذاب ..
لهذا بالأمس أسقطوا غارة على منزل .. فقتلوا وأصابوا ..
قبلها في النصيرات تربع القناصة فوق البيوت وأسقطوا العشرات ..
واليوم هناك على حدود رفح .. آواه من ذكرك يا رفح ..
قتلوا آخرين .. ليكملوا عربات القافلة الممتدة منذ سنين ..
وغدا .. ربما في هذا المكان الذي أكتب فيه تسقط غارة .. أو رصاصة تخترق الجدران .. من يدري ..

ترى ماذا يخبئ لنا الغد ؟
سننتظر إن بقينا أحياء .. لنروي أحاديث أخرى .
تُروى في شوارع الوطن

فكتبت بعده:

آآه محمود..
أقرأ كلماتك دوما و أحجم..
أحجم عن الرد لأنني لن أضيف جديدا..
أحجم عن التفكير لأنني سأجن..
أحجم عن التعبير لأنني أشعر بالخزي..
العجز يلف أوصالي من الرأس إلى الأنامل..
هي كلمات تجتثها من وقائع شوارع الوطن..
ذلك الوطن الذي طالما تمنيت ان يكون وطني..
و نحن هنا نكتفي بالقراءة و الفرجة..
و نتألم!!
لو سوقنا الألم لكنا أغنى اغنياء العالم..
نحن بارعون في الألم أنما براعة..
نحن أفذاذ في الاستنكار و التنديد..
آه يا محمود.. كم أشعر بالخزي لأن ألمي لحظي دوما..
أتألم و أذهب بعدها لأشاهد التلفاز..
اتألم و بعدها بدقائق ألعب البينغ بونغ..
و أنسى كل شيء..
خزي ما بعده خزي..
شعور ماحق ساحق لا يترك لك متنفسا لشيء آخر بعده..
حسنا يا محمود..
سأتابع كلماتك دوما.. و أتألم كالعادة..
لكنني لا اعدك بان أستمر في ذلك طويلا..
فكلما أغلقت صفحة موضوعك سأمزح في أماكن أخرى كالعادة.. و انسى كالعادة..
فسامحني أرجوك..

ولم يتغير شيء منذ ذلك اليوم، سوى أن محمود اختفى كثيرا من حياتي.. سوى أنني صرت اكثر برودا.. سوى أن الفظاعة وصلت حدا من التكرار صارت معه البشاعة شيئا معتادا..
زمان، كانت صورة واحدة كافية لإثارة ألمي وشجني..
اليوم، أحتاج فيديوهات كاملة لأطلق تنهيدة واحدة..
لو كان هذا ما يسعون إليه فقد وصلوا!
فليصرخ من يتقن فن الصراخ.. وليستنكر من يتقن فنون الاحتجاج والتنديد!
أما أنا فقد تعبت..

وصفني: أناني!
أجبته: وأنت معدوم.. أنت مجرد ضمير سأخرسه حالا..
وأخرسته!

زوروا لطيفة على هذه الوصلة، فهي أيضا ملت الصراخ..

10 تعليقات

سنة خديجة 2008 (أعرف أنها دعابة أثرية!)

2008.jpg

سألني صديقي جمال عبر google talk اليوم: “كيف كان هذا العام؟ هل أنت راض؟”
تطلعت إليه، عبر الشاشة طبعا، بذهول وسألته: “هل أنت بخير؟ مصاب بالحمى أم أنك تخرف فقط بدون حمى؟”
أخبرني أنهم سألوه هذا السؤال في العمل اليوم..
تنفست الصعداء إذ لا يزال الفتى بخير على ما يبدو..
لست أفهم سياسة نقاط الوقوف المرتبطة بتواريخ كهذه: واحد ينتظر رأس السنة كي يتوقف عن التدخين، وهو قراره رقم 7580 بالتوقف.. وآخر يمني نفسه باتباع حمية قاتلة ويبدأها بشراء أدسم حلوى بالقشدة في العالم للاحتفال.. وثالث ينتظر أن يحقق المعجزات السنة القادمة دون أن يجهز شيئا يسمح له بالتغيير.. والسبب في تفاؤله هذا هو انه “هو” وليس شخصا آخر.. فالجميع يرى نفسه عبقرية رائعة وتواجده هدية للبشرية.. وهنالك رابع يمني نفسه بالشفاء من “البواسير” لأن هواء 2008 سيختلف حتما عن هواء 2007..
ما الذي يحدث بالضبط؟ ولماذا تربط حياتنا بمجموعة من المواعيد المتعاقبة التي سنصبح ((بعدها)) أفضل؟
ما الذي سيميز بالضبط الدقيقة الأخيرة قبل منتصف الليل من سنة 2007 عن الدقيقة الأولى من سنة 2008؟
اسمحوا لي أن أخيب آمالكم وأجيب: لا شيء على الإطلاق!
من الجميل دوما أن نضع نقاطا لمراجعة أنفسنا وخططنا، والتخطيط للقادم بشكل أفضل مع مراعاة أخطائنا السابقة.. ولكن، لماذا ترتبط هذه اللحظات دوما بتواريخ كبداية السنة الجديدة، أو الفاتح من رمضان، أو ما بعد الحج، أو موسم حب الملوك (المثال الأخير على سبيل السماجة فقط)..
حسنا.. بعد تفكير بسيط، لماذا لا ألعب نفس اللعبة.. لربما اكتشفت شيئا مثيرا لم أفهمه في هذه المسألة..
كيف كان هذا العام؟
على الصعيد الشخصي كانت النتائج حسنة على الأرجح.. تخرجت أخيرا وحصلت على وظيفة جيدة! أصبحت أقل ثرثرة، وهذا هدف كنت أسعى إليه منذ فترة طويلة.. وأصبحت أكثر رزانة، وهذا ما فرضته الظروف وتقدم السنين ولم أبحث عنه قط! بالمقابل لم يعد المستقبل واضحا بحدة أمامي إذ أنني أفكر في خيارات مترامية البعد، بين شرق وغرب!
على صعيد المنطقة، فأظن الأحداث بالبلد غنية عن الذكر والتعريف والوصف والرثاء:
انتخابات فاشلة وصلة نسبة التصويت بها إلى 37 بالمائة من لائحة المسجلين.. ما يعني تقريبا لا شيء يذكر من مجموع المواطنين..
حكومة معاقة مكونة من أروع تشكيلة ممكنة حتى أصبح مجرد ذكر مصطلح حكومة أشبه لتفجير نكتة وسط الجماهير..
إنجازات خرافية من طراز:
فقدان فرصة تنظيم مهرجان طنجة الدولي 2012 بسبب عدم استطاعة السادة أعضاء لجنة التفتيش إيجاد مكان صالح للتبول بالمدينة..
تبوء مكانة مرموقة على صعيد الدول الممارسة لسياسة الحجب على الإنترنت حسب ما قرأته في مدونة mashable العالمية..
تراجع المغرب في ترتيب التنمية البشرية مع الميزانية الخرافية الموضوعة لدعم مشروع التنمية البشرية، أو التنمية الفنكوشية، على رأي الأخ هشام منصوري، الذي كتب مقالة جميلة عن الموضوع، وإن كان قد نسي نفسه في وقت من الأوقات وقلبها مقالة سينيمائية..

ماذا أيضا؟
فلنكتف بهذا القدر لدواعي الاحتفاظ على صحة القارئ وارتفاع ضغط دمه!

سأذهب الآن لأحتفل برأس السنة كما يجب.. سأذهب رأسا إلى فندق “سوبيطان”، وهو فندق راق بالدار البيضاء بحي سيدي معروف تصادف وتواجد مباشرة ما بين غطائي وسريري.. من هنا أتى الإسم: « sous bitane ».. أو “تحت البطانية”..

بالمناسبة.. تم الإعلان عن سنة 2008 كسنة الدفاع عن الضفاضع التي يتوقع انقراض نصفها لهذه السنة نتيجة انحسار أمكان تواجدها الطبيعية..

grenouilles.jpg

نتمنى فقط سنة تخصص للدفاع عن حقوق العراقيين مثلا والذي هم مهددون بالانقراض بدورهم مع ما يجري هنالك منذ سنوات..
مع متمنياتي بضغط دم أقل ارتفاعا مع نهاية السنة القادمة..

6 تعليقات

سؤال عبقري: صدام.. هل هو صدام حقا؟

موضوع مثير وقعت عليه بالصدفة في منتدى أصحاب..

وكاتب المقال هو الأخ مصطفى، المدير العام للموقع..

ليس من عادتي أن أصدق ما يأتي في مثل هذه المواضيع التي تبدو لي في الغالب ملفقة من أجل البحث عن استجلاب الزوار للمواقع، أو أي سبب مشابه. لكن المجهود هذه المرة بدا لي غير عادي بالفعل.. والصياغة و طريقة تقديم الدلائل تثير الدهشة والإعجاب في آن واحد.. والأهم من هذا هو الصور التي تطرح آلاف التساؤلات بالفعل.. لذا قررت أن أشرككم بالموضوع.. اقرأوا ما اتى بالمقال، وتعالوا نتم النقاش، لأن الموضوع هناك، كعادة كل المنتديات قد تحول إلى شات حقيقي بين عضوين، والأشنع من هذا أنه بالعامية، وبالعنجليزية أيضا..

أنقر الصورة لرؤية الموضوع:

ما رأيكم الآن؟

4 تعليقات