تجاوز المحتوى

التصنيف: أنف في الحدث

أنف في الحدث

حكومة الأفاعي المتحورة والإسقاطات الخنفشارية

34 حقيبة وزارية، وكأننا سنشد الرحال إلى الصين!! 7 منها أنثوية على سبيل التجديد، وغالبيتها من التقنوقراطيين، وثلثها من الفاسيين.. مع تكريس لوزارات السيادة، وبقاء للعديد من الوجوه التي لن تتغير إلى يوم الدين..
هذه هي الخلاصة إذا لم تحب قراءة الملل أدناه..

لقد تم مخاض الحكومة التي انتظرناها طويلا حتى ظنناها لن تنزل قط، وقررت الانتظار في رحم “الوطن” حتى تستقر الأوضاع أو تشتعل مع غلاء الأسعار.

ويالها من مفاجأة عظمى لم تفاجئ أحدا قطعا: عباس الفاسي، الوزير الأول ذي الفضيحة الشهيرة السابقة (فضيحة النجاة)، مني بلائحة وزراء هبطت عليه من السماء كالقدر المستعجل تماما، حاملة رغم ذلك له خلاصا من براثن الأحزاب السياسية التي ما فتئت تحاول أن تنهش هنا وهناك في أعظم فضيحة تشكيل حكومة عرفها المغرب.. ربما لأنها أول مرة تتم فيها المشاورات علنا وعلى الملأ.. المشاورات السطحية طبعا..

الحقيقة الوحيدة التي ثبتت أخيرا هي أن البلاط ترك لعبة المزايدات مفتوحة لأنه يملك الأوراق الرابحة في النهاية، مما يجعلنا كشعب نكرس في أذهاننا عبثية النظام الانتخابي بأسره، والذي وصلت نسبة مقاطعته في الانتخابات الأخيرة حدا خرافيا.. لاحظوا معي ان نسبة المصوتين والتي أعلن أنها 37 بالمائة، هي نسبة من المسجلين فقط باللوائح الانتخابية. وهذا ما لا يقولونه قط علنا.. تصوروا فضيحة الرقم الحقيقي وتعالوا لنولول جميعا!!

34 حقيبة وزارية.. منها ما ثقل، ومنها ما خف حمله، ومنها الفارغ.. وهذه هي النكتة التي لم أفهمها بعد: ما معنى وزير بحقيبة فارغة؟.. عباس الفاسي نفسه كان يحمل واحدة في الحكومة السابقة، وكان يتكلف بالاسقبالات الرسمية وما شابه. وزير الحفلات والمناسبات والجنازات كان.. وهاهو ذا يسلمها مع تحياته لـ(اليازغي) الذي حول الاتحاد الاشتراكي إلى مهزلة دعت أعضاء المكتب السياسي للحزب إلى التفكير جديا في إقالته رفقة نائبه، عبد الواحد الراضي (وزير العدل)، بعد أن ظن الأخيران تفسهما هما الحزب ذاته.
وهنالك تصريح كوميدي لليازغي، مفاده أن قطاع العدل يحتاج إلى الإصلاح والاستقلالية، وإلى خزعبلات أخرى لا أذكرها، وإن كانت من نوعية “الأدوات البنيوية” و “أدوات الاشتغال” وأشياء تحمل ذات الرنة.. ثم أتى (الراضي) ليكرر نفس الأسطوانة.. وغير المتابع للأحداث سيظن أن وزير العدل السابق (بوزوبع) كان من حزب بالقوقاز، وليس منتميا إلى نفس الحزب الاتحاد الاشتراكي الرأسمالي ذاته. لماذا الرأسمالي؟ فقط لأن من كان جالسا بوزارة المالية من هذا الحزب قد طبق أسس الرأسمالية بأعتى صورها المتجلية في الخصخصة..
أليس هذا الحزب مصابا بفصام خطير في الشخصية؟

ولعل من خطف الأضواء والانتقاد في نفس الوقت هو وزيرة الثقافة الجديدة “ثريا جبران”، التي أعياها اللعب على المسرح الخيالي، فقررت دخول المسرح السياسي الكبير ببلدنا.. وحينما أتكلم عن القرار هنا فأرجو أن تعتبروا الكلمة هنا لمجرد البيان فقط لا إسقاطا حقيقيا.. أراهن أن الفنانة قد أصيبت بصدمة المفاجأة لساعات قبل أن تستوعب أن الوزارة قد عرضت عليها بالفعل. ولكن نظرية أخرى تتلاعب بتلافيف مخي، وتتعلق بتأثير “فؤاد عالي الهمة” على اختيار الحكومة الجديدة، خصوصا لو علمنا أن (ثريا) قد شدت الرحال أيام الانتخابات لتنسانده مساندة تامة إلى جوار مجموعة من الفنانين الذين قرروا فجأة دخول لعبة السياسة من باب السوق الكبير.
وحكاية (فؤاد عالي الهمة)، وهو صديق شخصي للملك بالمناسبة، مثيرة بالفعل.. فبعد نجاحه الملفت للنظر في الانتخابات التشريعية، بدأ يكون حاليا تكتلا برلمانيا مكونا من نواب الأقليات، أو الذين يتركون أحزابهم ويغيرون جلودهم للالتحاق به. شيء أشبه بعبارة “الدين لله و الوطن للجميع” مع بعض التحوير إلى “البرلمان لأصحابه، والتكتل للجميع”..
أما المثير، فهو أن تغيير الجلود أخر ما أصاب أصاب السادة الوزراء أنفسهم.. فبعد أن تم إسقاط اللائحة الوزارية العجيبة كان هنالك وزراء محسوبين على أحزاب معينة.. وفي اليوم الموالي، على ما أظن، تم إعلانهم من جديد كمستقلين.. حتى الثعابين لا تغير جلودها بهذا الشكل الحماسي السريع..

وجدير بالذكر أن ثريا جبران أعلنت عن اهتمامها بالثقافة الشعبية، و سعيها إلى دعم المجال، وكأن باقي فروع الثقافة تعاني من إفراط في الانتعاش.. لم تبق سوى الأغاني الشعبية والجذبات والشيخات وما إلى ذلك مما يمثل 90 بالمائة مما اصطلح على تسميته بالثقافة الشعبية.. شخصيا لست معترضا على (ثريا جبران) من منطق “ما الذي اتى بها إلى هناك؟” والذي يتبناه الحاسدون. فأنا أسمع انها امرأة تعمل بصدق وجدية.. مشكلتي معها هي أن المنصب القيادي لا يصلح إلا لأشخاص ذوي مقومات واضحة لست أدري إن كانت تملكها.. وإلا فستصبح وزيرة بالاسم فقط، ويتم تحريكها من وراء الكواليس..

هذه الحكومة الجديدة عبارة عن نكات لا تنتهي، فـ(ياسمينة بادو) المحامية تسلمت حقيبة وزارة الصحة.. حلل وناقش؟ ما علاقة المحاماة بحيثيات الصحة ومشاكل موظفي القطاع؟

أما الفصل المؤثر في هذه المسرحية الكوميدية المبكية فكان بطله حزب “الحركة الشعبية” الذي أصبح مثيرا للشفقة بعد أن أستبعد من الحكومة، وسيضطر للعب دور المعارضة. الحزب هنا لعب دور الكلب الذي عض يد سيده بعد أن أكثر في مساومة الوزير الأول وهو غافل عن أن أنه يساوم المؤسسة الملكية في الحقيقة.. وقد أرسل أمينه العام رسالة “استعطاف” للملك.. تلك الرسالة التي تم تجاهلها تماما..
ماذا سيفعل الحزب بعد أن ألف لعب دور الخادم الأمين المساند التام للمؤسسة الملكية؟

الحاصول.. مشينا خلا!!

4 تعليقات

السوق الأمنية المتحدة!

هذا هو الوضع الأمني الحالي في المغرب:
إنزال للعديد من الفرق الأمنية الخارجية وكاننا لا نستطيع أن نتكفل بأمن بلادنا بأنفسنا..
لحظة! هذا صحيح بالفعل.. إن فضيحة فرقنا الأمنية المسجلة بالصور لا تزال ساخنة..
حسنا.. دعوني أصف لكم المشهد الكوميدي:
يصل رجال الشرطة ليلا بعد الحداثة بفترة، ليكتشفوا انهم غير مدربين بما فيه الكفاية لمواجهة مثل هذه المواقف.. بعضهم يتناول بعض المواد المنشطة لتطير تأثير الكحول من رؤوسهم السكرانة.. والبعض الآخر يتشاغل بالتظاهر بالأهمية وهو يزجر كل من يقترب من المكان..
لن نتحدث عن السرعة الخرافية التي وصلت بها سيارات الإسعاف، ولا عن اضطرار أب أحد المصابين لنقله بسيارة الأجرة إلى المستشفى.. ولن نتحدث أيضا عن الاستقبال الحميمي هناك بلائحة الأدوية والضمادات والتي طولب وليه بشرائها.. دعونا في صلب الموضوع!
اكتشفت الجهات الأمنية بعد الحادثة أن هنالك بحثا جاريا منذ شهر عن 300 كيلوغراما من البارود الذي اختفى دون أن تظهر وجهته.. الآن وجب إيجاده لأن المزاح أصبح ثقيلا، والبعض أصر على أن يثبت أن البارود لم يذهب ليستعمل في صناعة مفرقعات عاشوراء. الآن وجب البحث بجدية أكبر..
وبالفعل، تمكنوا من إيجاد أكثر من 230 كيلوغراما من المتفجرات. المشهد الساخر الآن هو تلك الصور التي تظهر بوضوح رجال الشرطة العلمية وهم ينقلون هذه المتفجرات بـ(المغارف)، والبراميل البلاستيكية (السطولا)، ويكتفون بوضع لباس أبيض عازل، دون أن يضعوا أية خوذات أو ما شابه.. وكل هذا يتم نقله في شاحنات الرمال الخاصة بالبلدية على ما يبدو.. هذه هي الاستعدادات الفذة التي سنقاوم بها الإرهاب في المغرب!
هكذا رق حال الدول العظمى لنا، وخوصوصا خالتنا أمريكا التي نشرت عناصرها الأمنية في كل مكان سرا وعلانية، فمنها من قدم لتدريب بعض فرقنا، ومنها من قدم لأغراض أخرى.. وتعتزم الخالة فتح مقر لمكتب المباحث الفيديرالية في المنطقة المغاربية، هذا غير القاعدة العسكرية التي تخطط لها منذ فترة.. الحقيقة أن البلدان المغاربية قد تتحول إلى شبه عراق آخر، بشكل مموه، عما قريب.

5 تعليقات

يتصلون بالإنترنت، ثم ينفجرون! (الدار البيضاء 11 مارس 2007 )

المكان: الدار البيضاء
الزمان: الساعة العاشرة مساء

الحدث:
لم يكن فندقا دوليا، ولا سفارة أمريكية، ولا حتى مؤسسة حكومية.. بل كان مجرد مقهى للإنترنت لم يكن يطلب صاحبه الشاب سوى أن يترك وشأنه لمشروعه الصغير ولرزقه. في حين كانا اثنين.. لم يطلبا سوى ممارسة حقهما بالاتصال، بدون رقيب أو حسيب، بمواقع جماعات تدعوا نفسها بالجهادية. لكنهما نسيا تفصيلة بسيطة: فكما لا يقومان بالاتصال بهذه المواقع من جهاز خاص بخط اتصال شخصي مخافة المراقبة الدولية، لأن المحلية لا محل لها من الإعراب، فمسير المقهى لا يريد بدوره أن يجد يوما مبعوثي الأخ سام يرابطون أمام مقهاه متهمين إياه بالتطرف.. تلك التهمة التي عوضت تهمة الشيوعي، وأصبحت تلاك مع وجبات مسئولي اليوم، فيلصقونها بمن شاءوا.
لقد كانا متطرفان كما يجب للتطرف أن يكون. تعرفون ذلك النوع من الأشخاص الذين كتب على جباههم متطرف حريف؟ دعك من اللباس السلفي وإعفاء اللحية وما شابه! لم تخلط بين هؤلاء أو غيرهم وبين التطرف.. أنا لم أقل ذلك، فلا تقولني ما لم أقله!

أحدهما قد جاوز الثلاثين، في حين لم يتعدى الثاني الثامنة عشر.. المعلم والتابع على ما يبدو..
طالبهما صاحب المحل بالكف عن تصفح تلك المواقع المشبوهة، فطالباه بإغلاق فمه! أقفل باب المحل وهدد بطلب الشرطة.. لم يعيراه اهتماما.. وحينما بدأ التنفيذ، تحول الوضع إلى تضرع لفتح الباب.. هنالك شيء ليس على ما يرام إذن!

النتيجة: يرفض صاحب المحل فتح البوابة.. يتطور الأمر إلى شجار.. يصاب أحد الاثنين بحماس مفاجئ، فيفجر نفسه مباشرة دون إضاعة الوقت في نقاش لا يفيد! توفي المنفجر لأن هذا أمر طبيعي، وأصيب أربعة: صاحب المحل، ومرافق الانتحاري، وزبونان..

الحكمة المستفادة: لا تفتح مقهى إنترنت.. وإن فتحت واحدا فلا تناقش متطرفا!.. وإن فعلت فلا تقفل الباب!..

أسئلة مفتوحة:

  • هل ستعوض الدولة صاحب المحل بسبب شجاعته، أم تكتفي بالتنويه بها؟
    • هل كانت هذه الحادثة مجرد خطأ تقني تسبب في إيقاف مجموعة من التفجيرات المحتملة؟
    • لماذا تحدث حوادث مشابهة دوما قبل الانتخابات التشريعية يا ترى؟ وما تأثير هذه الأحداث مجددا على المسار الانتخابي الذي كان يخدم الجهات الإسلامية المعتدلة نوعا ما، تماما كما حدث في 16 ماي 2003؟

      أسئلة كهذه وأكثر أتركها معلقة فوق رؤوسنا تأبى تقديم إجابة..
    14 تعليق

    وانا.. وانا.. أموت أنا! (WANA)..

    “آلو!! أين انت؟”

    “آلو!! ما الأخبار؟ قبل أن تنزل من غرفتك أحضر لي معك (كيلنيكس)! أنا بانتظارك باﻷسفل”

    “آلو! هل يمكنك أن تمد لي تلك الملعقة أمامك.. هاتها! شكرا جزيلا..!

    هذه أصبحت صيغة المكالمات لدى العديد ممن أراهم من طلبة معهدي، ولابد أنها أصبحت الصيغة الرسمية لكل من قام بشراء موضة العصر: الهواتف النقالة لشركة “وانا” (WANA) الجديدة..
    يبدو أننا كمغاربة لن نكف عن التصرف كالمحرومين مع أي شيء يتاح لنا بالمجان.. مكالمات مجانية من الآن وحتى شهر يوليوز ما بين هواتف “وانا” الجديدة..
    فرصة وأية فرصة! من هو هذا المغربي الذي سيقاوم هذا الإغراء؟

    من اشتروا الخدمة أصبحوا يأكلون وهم يتحدثون في الهواتف.. ينامون وهم يتحدثون.. يستيقظون وهم يتحدثون.. يدخلون الحمام وهم يتحدثون.. بل ويتحدثون إليك شخصيا وهو يتحدثون في الهاتف في نفس الوقت.. ياللسعادة السعيدة! (لو سمحتم لي بالتعبير).

    في اليوم الأول للاعلان عن بداية بيع الخدمة، أقيمت مظاهرات وصراعات وطحن للحم البشري أمام بوابات هذه الوكالات من أجل الحصول على هذه النعمة. ووصل الأمر إلى تدمير زجاج إحدى الوكالات من شدة الضغط! ناهيك عن تدمير عظام بعض المتزاحمين ذاتهم بعد نقاشات ودية بين بعضهم البعض، استخدمت فيها القبضات كوسيلة حضارية للتعبير عن المعارضة في الرأي وفي حيز المساحة التي يشغلها جسد كل منهم في صف الإنتظار.. هذا لو كان يمكننا أن نسميه صفا!
    لست أفهم حقا ما الذي يحدث؟ لا أستطيع ان أستوعب درجة الغوغائية التي وصلنا إليها! كما لا أستوعب كيف لم يتمكن كل هؤلاء المتزاحمون من فهم اللعبة التجارية الواضحة للشركة الجديدة التي لم تقدم هذا العرض، المغري في خارجه المكشوف من داخله، لا لسواد عيوننا ولا لجمال وبهاء طلعتنا.. ألم يتساءل أحد عن سر إزالة خاصية الشريحة الإيلكترونية من هذه الهواتف؟ أجل.. هاتفك ذاك الذي تتبجح به مربوط مدى الحياة بشركة (وانا)، هاتفك المتنقل ذاك أصبح هاتفا ثابتا آخر مع اختلاف في مساحة بيتك التي تحولت إلى مساحة مدينتك.. ألم يتذكر أحد قط فترة دخول ميديتل (Meditel) للعبة، وكيف انها شجعت الجميع بعروض مغرية على اقتناء خطوطها وهواتفها.. وفي النهاية، تربعت إلى جوار “اتصلات المغرب” بنفس الأسعار الاستغلالية التي تم الاتفاق عليها، والتي تعتبر أربعة إلى خمسة أضعاف أسعار الاتصال في أية دولة تحترم نفسها.. مع العلم أن كلها فروع لشركات أجنبية تعرف تماما حيز الأسعار المعقول الذي تطبقه هي نفسها في دول أوربية..

    هل يتصور أحد أن “اتصالات المغرب” هو الفرع الذي يدر أكبر نسبة مداخيل لشركة “فيفاندي” (Vivandi)، من بين جميع فروعها العالمية الأخرى..

    وكل هذا بصبب وفاء (غباء) المستهلك المغربي، الذي ما فتئ يقبل بنهم على عروض ضعف التعبئة والتهفيضات الخرافية من طراز “تخفيض 10 سنتيمات عن كل دقيقة”..

    وفي النهاية، لا يسعني سوى أن أقتبس من الأغنية الشهيرة: “وانا وانا.. في لهيبي.. وعذابي يا حبيبي.. علشانو أموت أنا”..

    8 تعليقات

    تهاني بمناسبة عيد الحب!

    قررت هذه السنة أن أحتفل بعيد الحب..
    لماذا لا أفعل وكل شيء مبهج أمام أعيننا يبشر بخير وافر!
    لذلك جهزت لائحة من التهاني أقدمها لكم دون إبطاء:

    • أهنئ جموع الفتيان الذين اشتروا لفتياتهم ورودا حمراء، فقبلنها عن مضض لأن العصر عصر الحلي! ولم يعد يهدي الورود سوى المغفلون أو الرومانسيون.. وهما فئتان متساويتا الحظوظ متشابهتا المضمون في هذا العصر!
    • أهنئ كل من هنأني اليوم بهذا العيد السعيد سواء على طريقة ” happy valentine’s day ” أو “مبارك عواشرك” التي اعتمدها دعاة التغيير وسياسة التمييز.. وأقول لهؤلاء: أنتم مستقبل البلاد يا شباب!
    • أهنئ القائمين على مسابقة “أجمل حمار” المغربية، والتي ستقام من 22 إلى 27 يوليو تحت شعار “القرية عالم كبير”.. تهنئة حارة مني إليهم لأن الأفكار المتميزة من هذه النوعية هي التي تنقصنا.. لدي أفكار مشابهة من قبيل: “أجمل كرداسة في العيد الكبير”.. “أجمل ابتسامة رأس مشوط” وأشياء من هذا القبيل.. ليس الإبداع ما ينقصنا يا جماعة..
    • أهنئ البلدان العربية والإسلامية عن تعبيرها للأمين العام الأممي عن إدانتها لما تقوم به إسرائيل من عمليات الحفر في الحرم القدسي.. هذا هو الحب الرائع والوفاء الخالص للقدس الشريف..بالأمس كنتم تستنكرون، واليوم أنتم تدينون.. تقدم مهول!
    • أهنئ الفلسطينيين أنفسم على سياسة الاقتتال الجديدة التي حطمت الكثير بداخلنا.. حقا إن من الحب ما قتل!
    • أهنئ وزارة الشؤون الخارجية والتعاون بمساهمته الهامة في أشغال المبادرة الشاملة لمكافحة الإرهاب النووي.. كل هذا من أجل نشر الحب والسلام في العالم.. سبحان الله يا أخي.. نحتضن مؤتمرا عن النووي ونحن علاقتنا الوحيدة بالأمر هو أننا نسمع أن “نبوية تطلق إشاعات”..
    • أهنئ جيوشنا بتأكيد المغرب بتجديده أمام مؤتمر نزع السلاح بجنيف التزامه من أجل نزع “شامل وكامل” للسلاح.. كله يهون من أجل الحب.. لا تقلقو! سندافع عن أنفسنا بالبيض الفاسد وبـ(التقواس) والدعاء الصالح حين الحاجة..
    • أهنئ جحافل المجرمين التي ولابد انها ستحصل على عفو ملكي بمناسبة ولادة المولود الثاني عما قريب!
    • أهنئ كل المختفين ببلدنا حاليا بتوقيع المغرب على الاتفاقية الدولية حول الحماية من الاختفاء القسري.. المغرب يحبكم يا جماعة..
      ثم ” إنتم ما بتجوش ليه؟ مش تبقوا تيجوا؟ “

    وفي النهاية، أهنئ نفسي وإياكم بكل هذه التهاني وأتمنى لنفسي حظا سعيدا مع ارتفاع ضغط الدم في مثل هذه المناسبات الرائعة!

    10 تعليقات

    رؤى 2006 تؤجل إلى ..20 (يمكنك ملء الفراغ بما يناسبك!)

    الكثير منكم سمع عن (ميشيل دونوستراديم).. الشهير (بنوستراداموس).. العراف الفرنسي الذي أطبقت شهرته الآفاق بسبب كتابه (قرون) الذي حوى 1000 نبوءة تمسح تاريخ العالم حتى سنة 3797. وهي نبوءات كتبت على شكل رباعيات شعرية يقال أن البعض منها قد تحقق، وأن الذي لم يتحقق منها إنما هو مدسوس على الرجل! الحقيقة أنه أثار جدلا واسعا لأن العديد من رباعياته تم تفسيرها بأحداث بعدها بقرون! لكن الشيء الأكيد أن لا أحد يعلم الغيب! وحتى لو أخبروني بأن الرجل قد رأى راعي أغنام يدعى (فليكس بيرتي)، فجثا أمامه قائلا: “إنني أخضع لقداستك!”.. وحتى لو أخبروني أن (فليكس) هذا هو نفسه الذي أصبح البابا (سكوتس) الخامس بعد 40 سنة من العبارة، فيمكنني أن أفسر الأمر بأي شيء غير علم الغيب: حساسية.. زكام.. جنون.. حصبة ألمانية.. أي شيء!
    الكثير منكم سمع عن الرجل إذن، من لم يسمع فقد سمع الآن.. الجديد في الأمر هو أن المغرب قد امتلأ بـ (النوستراديموسات) من جديد. ويبدو أن هؤلاء قد فهموا السين في نهاية (نوستراديموس) على أنها “s” الجمع!

    غادي تجي 2006 ويصبح الصباح.. صافي مشا داكشي… بحال شي صابونة هكا، وصبنا داكشي لي كان قبل، ونديرو حاجة جديدة.. طلعت شمس العدل والإحسان..

    ترجمة بالفصحى للأخوة العرب: سيأتي عام 2006، ويصبح صباح ينتهي فيه كل ما كان من قبل.. كمن أتى بصابونة ليغسل بها ما كان، ويأتي الجديد.. تبزغ شمس العدل والإحسان..
    هذه عبارة قالها الشيخ (عبد السلام ياسين) بالحرف!
    أتطلع الآن إلى ساعة الجهاز لأكتشف أننا قد تجاوزنا 2006 ب13 ساعة ونصف، وأبحث على صفحات الأنترنت، فأجد أن الملك (محمد) السادس لا يزال ملك البلاد.. أتطلع إلى القوات المخزنية في الطرقات فأصعق بأن لا شيء تغير.. أصفع نفسي علي أستيقظ، فأكتشف أنني فعلت منذ 6 ساعات!

    حقا! كانت العبارة السابقة أكبر خطأ استراتيجي في تاريخ الجماعة..
    يمكن للبعض أن يبتلعوا الرؤى الخاصة بالرسول (ص)، والتي أصبحت حكرا على الجماعة.. والرؤى هنا رؤى اليقظة لا الأحلام.. هذا مستوى خطير لم تبلغه حتى العصور المشهود لها بالاستقامة، والتي تلت وفاة الرسول (ص).. لكن البعض يمكنهم تصديق هذا.
    يمكن لآخرين أن ينبهروا برسائل النصح التي أرسلها الشيخ للحسن الثاني رحمه الله: هذا رجل تجرأ ووقف في وجه الملك!
    يمكن لآخرين أن ينبهروا بحلو الكلام ووسع ثقافة بعض أطر الجماعة! لكن الشيء الأكيد هو أن عدم ثبوت الرؤية الموقوتة يعد ضربة قاصمة لم يحسب حسابها قائلها.. ولست أدري كيف؟!
    كنت في البداية أعتبره سياسيا محنكا من النوع الذي يحسن استغلال عباءة الدين الفضفاضة التي اتسعت للجميع مؤخرا، وذلك من أجل تحقيق مكاسب شعبية قد تؤدي لاحقا إلى مكاسب سياسية! لكنني مؤخرا لم أعد أفقه شيئا في طريقة تفكير الجماعة الدينية السياسية هذه!

    انتهت سنة 2006 بحمد الله، وبدأت سنة 2007 بحول الله، وأنا أنتظر رؤية هذا التغيير الحاصل، وأتمنى أن لا يأتي أحد أنصار الجماعة ليقول لي أن التغيير قد حصل، وأن الجاهلين أمثالنا لن يحسوه ولن يعيشوه.. هذا سيذكرني بالمدينة الفاضلة الأفلاطونية.. مدينة الظلال!

    7 تعليقات

    علم يحرق.. وزارويط ترفع.. وتمارين رياضية إجبارية..

    الرباط..
    مدينة العرفان..
    الساعة الحادية عشر ليلا..
    منع رجال الشرطة سائق سيارة الأجرة التي أستقلها من تجاوز بوابة العرفان. فأنقدت السائق أجرته وأنا أتوجس خيفة، وعلى أتم اليقين أنني لن أمر من المنطقة بسلام.
    العارفون بالمنطقة يعلمون أن وصولي للمعهد الذي أدرس به يستلزم مروري الإجباري ببوابة الحي الجامعي السويسي. تلك البوابة التي كانت البواجهة المقابلة لها ملغمة برجال القوات المساعدة (رجال مكافحة الشغب)، وكرواتيا (هذه لا أجد لها وصفا مناسبا)..
    لم يكن لي في الأمر ناقة ولا حتى صرصار. بل لم أعرف أصلا ماذا يحدث وما سبب هذا الإنزال.
    كان الوضع مستفز الهدوء، والقوات والطلبة يتراشقون بالنظرات. فقررت أنني لن أنتظر اشتعال الأمور، ومررت بكل صفاقة من أمام رجال الأمن وكأنني اللورد كرومر في أيام مجده. كنت قد حسبتها بمعادلة بسيطة: من الأفضل أن لا أكون في صفوف الطلبة مباشرة وقت الهجوم.
    لم أكد أتجاوز رجال الأمن، والذين كانوا حتما قد حولي جسدي إلى غربال من شدة التحديق بوقاحتي، حتى سمعت صوت انفجار صغير قادم من جهة تجمع الطلبة، وشممت رائحة احتراق غريبة.
    ذلك كان إيذانا ببدء الهجوم الكاسح!
    اهتزت الأرض من تحت قدمي، فالتفت لأجد ثورا آدميا يندفع نحوي.. وقد كان هذا آخر مشهد لرجال الأمن رأيته. بعدها كنت قد وصلت إلى المعهد الذي يبعد بقرابة النصف كيلومتر عن مكان الواقعة. لم أكن أعرف أن بإمكاني المنافسة على اللقب الأولمبي لمسافة للنصف كيلومتر طيرانا، وليس ركضا، إلا لحظتها.
    هذا عن قصتي الصغيرة!

    نأتي الآن لما حدث بعد أن فررت بجلدي..
    طبعا كان لابد من اقتحام للحي الجامعي (السويسي 2) كالعادة، وهذا تقليد متعارف عليه! التجديد الحق هنا هو اقتحام حرمة معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة (IAV)، وهي سابقة خطيرة لم نسمع بها من قبل. فمن المعروف أن دخول القوات المساعدة لحرم جامعي أو دراسي يتطلب موافقة مدير المكان على الأمر، وهو الأمر الذي يوفره مدير الحي الجامعي السويسي عن طيب خاطر، لعجزه المزعوم عن السيطرة على الأوضاع. لكن مدير معهد مرموق كمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، الذي لم يكن لطلبته علاقة بما يحصل، لم يكن قط ليعطي مثل هذه الموافقة. وهذا يفسر عدم اتلاف الممتلكات والأبواب، والاكتفاء بتهشيم رؤوس من يتجول في أروقة المراقد. هكذا لن يوجد إثبات على اقتحام القوات للمكان..

    وطبعا لا داعي للحديث عن (الكامبوس) ومقاهيه، وما حصل بها بعد أن طوق المكان إلا مخرج وحيد تأخر رجال الأمن في محاصرته، فأفلت منه من كان هناك، سواء طلبة أو موظفون!

    وجدير بالذكر أن هذه المواجهات، إن كان يمكننا أن نسميها كذلك، نتجت عن حرق بعض الطلبة الصحراويين للعلم المغربي، وهو ما يعد جريمة ضد الدولة بعد أن صادق مجلس النواب على الأمر.

    هناك سؤالان يفرضان نفسهما حاليا:
    ما علاقة كل من هشمت عظامه من طلبة وغيرهم بعيدون كل البعد عن بؤرة الأحداث بما يجري؟
    كيف نريد للطلبة الصحراويين أن يحسوا بالانتماء لبلد يشج رجال أمنه رأس مواطنيه كنوع من الترفيه؟!

    لست أنكر أن لا معنى حاليا لما يفعله الطلبة الصحراويين كحرق علم بلدهم، ولا أنكر أن هذا يبدو لي كنوع من الحنين إلى شيء من (الأكشن) المفتقد، ولكن يبدو لي أن الترفيه متبادل أيضا مع رجال الأمن الذين يستغلون الفرصة لبعض التمرين العضلي المفيد للصحة..
    صحتهم طبعا!

    8 تعليقات

    صحافتنا الجريئة تختبىء خلف ظهر الحصانة البرلمانية

    من الرائع أن نرى بعد مرور أيام ان جريدة مستقلة كجريدة الصباح قد بدأت تتحدث عن السلب والنهب الذي حصلا في واقعة السويسي، ومن المفرح حقا أن نسمع الحديث عن خلع لملابس القاطنات وتهديدهن بالاغتصاب وكل هذه الحقائق التي مللنا من تكرار الصراخ بها..
    كل هذا بعد ثلاثة أيام من الحوادث، وفقط بعد تفضل نائب برلماني بقص شريط البداية بالحديث المباشر عن الموضوع بعد ان طرح سؤالا كتابيا عن الموضوع على وزير الداخلية..
    ولكني كاتب الموضوع السيد (رضوان الرمضاني) لن ينسى قط أن يدخل عبارة جوهرية في السياق… تلك العبارة العتيدة التي ألفناها من الوسائل الإعلامية البصيرة والتي يقولون بها ما يريدون دون أن يستطيع أحد يعرضهم لاختبار البيبسي.. عبارة “على حد تعبيره”.
    وطبعا لن ينسى الكاتب الجريء أن يضع الجملة المعنية بالتعبير، وهي (التدخلات القمعية)، بين علامتي اقتباس..
    المعنى واضح ومباشر: النائب البرلماني من قال وليس أنا.. فأرجوكم لا تقولوني ما لم أقله.. انا مجرد ناقل أمين للأخبار..

    ويبدو أن الجريدة المذكورة ستستمر بالاعتماد على الصحفي الساخر (رشيد نيني) لأجل ضمان استقرار مبيعاتها، إذ أن الشعب المغربي كله يشتري الصباح لأجل عمود ثابت في صفحتها الأخيرة، يتمتع بقراءته، ويضحك على واقعه المر، ثم يرمي الجريدة لتستعمل في الأغراض التي تعرفونها جيدا..

    على العموم، لا زلت من قراء نيني، ولا زلت أراه أجرأ صحفي بالبلاد، رغم تأخره بدوره في النشر، وانتظاره للصفارة البرلمانية.. لكن لا بأس.. كلنا في المغرب مكرهون..

    42 تعليق

    حادثة السويسي تعرض في البرلمان..

    وصلني من مصادر متطابقة أن واقعة الحي الجامعي السويسي قد تم طرحها أمام البرلمان من طرف نائب من حزب العدالة والتنمية..
    الشهود يؤكدون متابعتهم لهذا المقطع من جلسة النواب الذي يبث يوم الأربعاء مساء على الهواء مباشرة بالقناة الأولى..

    النائب البرلماني الذي لم يتذكر أحد اسمه، تحدث عن الواقعة ببعض تفاصيلها، وطالب بالمساواة في التعامل مع المواطنينن سواء كانت شخصيات سامية أو مواطن عادي، ومعاقبة المخطىء وفقا للقانون الملزم للجميع..
    وبعد تدخل النائب البرلماني انقطع البث كما يحدث دائما قبل انتهاء الجلسة المطولة، ولكن هذه المرة تبدو المسألة مثيرة حقا لأننا نجدها مباشرة قبل ان يجب الوزير المعني بالأمر عن السؤال..

    طبعا لا أؤكد رؤيتي الشخصية لهذا الحدث، لكن الشهود أثق بصدقهم..

    12 تعليق

    أحداث السويسي.. صور ومقاطع فيديو وتعليق..

    قبل أن تقرؤا بقية المقال، حملوا هذا الملف أولا .. واقرأوا المقالة السابقة: فيلم أكشن مرعب واقعي
    شاهدو الصور والأفلام، ثم تعالوا لتكملوا القراءة..

    ملحوظة: تستطيعون قراءة الأفلام ذات الصيغة .3gp باستعمال برنامج QuickTime..

    الصور ملتقطة من الحي الجامعي بمخدع الفتيات.. وضعوا ألف سطر تحت كلمة الفتيات هذه.. فكل التخريب الذي ترونه استطاع رجال أمننا البواسل فعله في مخادع الفتيات فقط..
    من الواضح أن مسمى “قوات مكافحة الشغب” لم يعد يناسبهم حاليا.. ما رأيكم بأن نحذف كلمة مكافحة من العبارة.. هكذا سيبدو الأمر مقبولا تماما..

    تقول الشهادات الحية لفتيات تعرضن للهجوم، أن هؤلاء اقتحموا المخادع بدون إنذار، والحجة طبعا هي أنهم يتعقبون الفتيان الهاربين..
    اقتحمت الأبواب بقوة هرقلية كما ترون في الصور، والفتيات بالداخل مرعوبات.. بعضهن تم جرهن من شعورهن، وهذا منظر رآه طلبتنا من شرفات المعهد.. بعضهن تمت محاولة سرقتهن، سؤاء ساعات او ما شابه..
    فتاة حاولت منع رجل من أخذ جهاز كمبيوترها المحمول فرماه هذا الأخير من النافذة.. وهذا رآه شباب المعهد أيضا حيث قذف العديد من الكمبوترات المحمولة من النوافذ..
    ثم إن الصور توضح لكم ما كان مصير الحواسيب الكبيرة..

    تحدثت بالأمس عن الفتى الذي رمي من الطابق الرابع.. الحقيقة أنني كنت مخطئا.. فقد قفز المسكين بإرادته من بعد ما حاصره مجموعة من الوحوش الضارية وانهالوا عليه ضربا..
    ما أنا مأكد منه الآن، هو أن هناك فتى آخر تم رميه حقا من الطابق الثالث.. شيء عادي طبعا..

    من الأكيد أن السبب الوحيد للحركة التخريبة الواسعة من طرف رجال الأمن سببها المباشر إيجاد سبب مقنع لاختراق لاقتحام الحرم الجامعي الذي لم يعد حرما بل أصبحا خُرما تخترقه إبر السلطة متى أحسوا بالملل..

    تلاحظون في أفلام ذات الصيغة 3gp ما تم تصويره من شرفات السويسي 1 الخاص بالذكور، حيث يظهر عجز القوات المساعدة عن التقدم السريع داخل الحي بعد المقاومة العنيفة للطلبة بالحجارة..

    الأفلام غير واضحة لأن التصوير ليلي بأجهزة المحمول فقط.. لدي الكثير من الأفلام التي لا يمكن ن يستنبط منها شيء..

    تلاحظون أيضا في بعض الصور أن القوات المساعدة بقيت متأهبة في اليوم التالي، أي أمس، راكنة سياراتها بانتظار بداية المرح مجددا..

    وقد قامت مع بداية المساء بفرض حضر تجوال حقيقي على طرقات مدينة العرفان بأكملها، وذلك بعد أن حاول الطلبة تنظيم بعض المظاهرات..

    وطبعا كان هناك معتقلون.. سأحاول أن أصل إلى معلومات عما حصل معهم لاحقا..

    أما الصحافة الوطنية فلست ملما بما نشر بها، اللهم إلا من ما نشرته جريدة الصباح في هذه الصفحة، والذي مر برأيي مرور الكرام بعبارات بسيطة على بشاعة الاقتحام الذي حصل لغرف الطالبات.
    حملوا المقالة هنا.

    15 تعليق

    فيلم أكشن مرعب وواقعي

    رغم أن السينما المغربية قد أثبتت هزالة مستواها في (الأكشن)، إلا أن سينما الواقع المغربي أعلنت عن طفرة خرافية أمس بمدينة العرفان الجامعية بالرباط..
    لا زلت لحد الآن لا أستطيع تصديق مجريات الأحداث الأخيرة.. ولا يزال الجميع يتحدثون تحات تأثير الصدمة..
    بدأ الأمر، بعد صلاة العشاء، بحادثة سير من النوع الذي لا نراه سوى على شاشات السينما.. سيارة مرسيدس يقودها صبي لا يجاوز السادسة عشر من عمره، مرافقا بأصدقائه، قامت باختراق أسطوري لسيارة أجرة صغيرة أمام الحي الجامعي.. ففي الوقت الذي استغرقته المرسيدس للوقوف وإخراج أكياس الحماية الهوائية، كانت سيارة الأجرة قد أخذت وقتها الكافي في أن تطير في الهواء لتلتف مرات عديدة، ويخرج الطالب الراكب من النافذة طائرا بدوره.. قبل أن تستقر السيارة في وضع كارثي، بعد أن توفي سائقها، وبقي راكبها خارجا في طور الاحتضار..
    إلى هنا يمكن اعتبار الأحداث عادية قد تحصل في أي مكان رغم شناعتها.. لكن صدقوني.. لقطات (الأكشن) الأروع لم تبدأ بعد..
    فبسرعة لم نألفها قط في وسائل امننا، كان المكان قد أحيط برجال الشرطة والمفتشين.. وكان والد الصبي السائق قد وصل ووسط ذهول الجميع تم استبدال السائق الطفل كمتهم بمرافق للوالد.. وذلك أمام عيون عشرات بل مئات الطلبة الذين يشاهدون المشهد.. وبع المشاهدين أكدوا أنهم رأوا الشرطة تخرج بعض قنانين الخمر من السيارة، في حين تجاهلوا تماما حالة الصبي السكران الذي خرج من السيارة بعد الفعلة مبتسما كأن شيئا لم يكن..
    ولأننا في العرفان، ولسنا في منطقة شعبية ذات سكان بسطاء لا يحركون ساكنا، قامت ثائرة الطلبة، وبدؤوا يرشقون الشرطة بالحجارة في محاولة منعهم من نقل السيارة وإتمام المر بهذا الشكل..
    فماذا حدث؟
    بسرعة كبيرة، وبدون إضاعة وقت، تم إنزال جيوش من رجال مكافحة الشغب الذين لم يكتفوا بالسيطرة على الوضعية أمام الحي، بل قاموا بعملية هجوم مكثف على الحي ذاته، يصافحون كل من وصلتهم أيديهم وهراواتهم وأقدامهم.. ولم يكن ذلك كافيا.. فقد تم اقتحام الأروقة والغرف، وتكسير كل الأبواب.. واختلط الحابل بالنابل، كي تبطش يد (((حماة القانون)))) بكل من تواجد هناك سواء له علاقة بالموضوع أم لا..
    وطلبة المعهد واقفون نراقب المشهد من داخليتنا من بعيد رأينا ما لم نفهمه على الاطلاق.. أجل! تم اقتحام حرمة الفتيات في غرفهم أيضا، وتم تكسير كل ما وجد بها حتى انك ترى أجهزة الكمبيوتر تطير محلقة بقدرة قادر.. ثم المشهد البديع لرجل أمن يمسك ثلاثة فتيات من شعورهن دفعة واحدة.. اثنتان في يد والأخرى كي لا تبقى اليد الثانية شاغرة.. ثم المشهد المؤثر لطالب معاق قفز بمعجزة عبر حائط عال ليصل إلى معهدنا طالبا الرحمة من هراوات لا تميز..
    قفز مئات الطلبة غيره فارين من الاجتياح الغريب غير المفهوم، والكل لا يزال يصدق أن كل هذا بسبب صبي سكران في السادسة عشر من العمر!
    كل هذا حدث بين التاسعة ليلا والخامسة من صباح اليوم.. ولخيالكم الواسع أن يتصور فداحة الأحداث..
    ولا يزال الوضع متوترا حاليا في الأجواء، ولا احد يدري كيف ستكون ردود الأفعال..
    هذا لو لم يتم كتمها..

    أشعر ان هذا المقال أتى متخبطا.. لكن ذلك يعكس حالتي النفسية الحالية..
    انتظروا بقية التفاصيل حالما يصلني جديد..
    هذا لو لم تصل يد أحدهم إلي لتبطش بي بدوري..
    من يدري فبعد ما رأيناه أمس، لا زلنا نتساءل عن كنه الصبي وعن رفعة مكانة أبيه في البلاد..

    تحياتي..

    23 تعليق

    صورتا الديبلوماسيين المغربيين تذكرنا بخيبتنا فقط

    تم اخطاف ديبلوماسيين مغربين بالعراق..
    خبر وصلنا في توه ساخنا عبر وسائل الأنباء..
    ثم كان هناك وقت صمت مجتمعي استغرق دهرا لا بأس به قبل أن يقرر أحدهم أن علينا أن نبدأ بالصراخ حفاظا على الصورة.. ونظمت مظاهرات بعد أكثر من أسبوع من الخطف.. ثم قررت جميع الهيئات أن تعلن استنكارها الشديد لخطف الديبلوماسيين المغربيين.. وضرب الجميع الأرض بأرجلهم كالأطفال..
    وبعد فترة بسيطة، نسي الأطفال قطع الحلوى التي سرقت منهم، وكفوا عن الصراخ.. لكن قناتنا التلفزية الثانية قامت بعمل بطولي فذ: وضعت صورتي المفقودين مع برمجة عداد يتحرك كل يوم ليذكرنا بخيبتنا..
    في حالة وفاة الديبلوماسيين، وهذا ما ألفناه مع مختطفي القاعدة الذين لا يفك سراح أسراهم إطلاقا، أتوقع أن ينسى موظفوا القناة الصورتين والعداد لأنهما أصلا كانا من ضرورات تجميل الصورة فقط، كما هو الحال بالنسبة لشعارات “فلنتحد ضد الحاجة” التي يظهر الجميع في التلفاز مرتديا إياها كلما أتت فترة التبرع.. أو لربما أخذهم الحماس ووضعوا صور هياكل عظمية في النهاية كما يحدث في ألعاب الفيديو..
    أنا أعرف أن الموضوع لا يحتمل السخرية، لكنني أشعر بالتقزز فقط.. وحينما أفعل لا يمكنني الكف عن السخرية المقيتة..
    تبا!..

    1 Comment