تجاوز المحتوى

الكاتب: عصام

إيه حكاية القلع لي ماشية في العالم اليومين دول ؟

ما يروقني لدى (عادل إمام) أو (جاد المالح) بالخصوص هو أنهما لم يتركا موقفا إلا ووجدا له عبارة كوميدية تصفه في الصميم. فدوما ما تتناهى إلى تفكيري عبارة لأحدهما تصف بشكل يثير الغيظ، من شدة دقتها، موقفا أو فكرة أراها أو تجول بخاطري..
قرأت منذ فترة حكاية مبهجة عن نساء أستراليات قررن الخروج في مظاهرة بـ(البيكيني)، وذلك بعد خطبة جمعة مثيرة لشيخ هناك، شبه فيها النساء المتبرجات بقطع اللحم التي تثير الكلاب والقطط الجائعة.. وطبعا لا داعي أن أقول أنه سيصاحب هؤلاء السيدات المحترمات قطيع من القطط والكلاب الذكورية التي ستتحول إلى حملان وديعة كي تتمكن من حضور المظاهرة..
وفي خبر آخر، قرأت دعوة عجيبة لأحدهم للقيام بعملية جماع جماعي موحد للحصول على لحظة انتشاء متزامنة (أورغازم) من أجل إحلال السلام، بدعوى أن الطاقة النفسية المنبثقة من هذه اللحظة لو تم توجيهها إلى هدف واحد قد تحدث تغييرا ميتافيزيقيا ما.. هذا يجعلني أفكر جديا في إرسال دعوة جماعية لكل سكان العالم كي نعبث في أنوفنا بأصابعنا في آن واحد عل طاقة القرف المنبثقة قد تؤدي إلى انخفاض سعر البترول!
وقبل أيام، قرأت آخر موضوع من هذا النوع، يتحدث عن بطلة التزلج العالمية التي قررت التزلج عارية يوم أمس (ولست ادري هل نفذتها أم لا)، وذلك تضامنا مع الفقمات التي تقتل ظلما وعدوانا من أجل فروها! لست أدري كيف تفكر هذه البطلة، وكم لترا من الجعة ستحتسي كي تستطيع تدفئة جسدها أثناء التزلج على الجليد، الذي أتمنى أن لا يكون عبارة عن رغوة بيضاء مصطنعة.. وإن كنت أتساءل لماذا لم يتظاهر أحد الأبطال العالميين، ولو بـ (الكومبيليزون) أو حتى بكامل ملابسهم، لفائدة أطفال العراق الذين يقتلون دون أدنى مبرر.. أم أنهم يئسوا من أن يقنعونا أنهم يحتاجون فرو هؤلاء الأطفال؟
كل هذه الأخبار وغيرها كثير يجعلني أتساءل: ” إيه حكاية القلع لي ماشية في العالم اليومين دول؟”..

8 تعليقات

Mission Impossible 4

هذا ثاني فيلم قصير أخرجه!

القصة ببساطة تعتمد على ظروف بداية السنة بمعهدي، والتي تتضمن استقبالا بهيجا لطلبة السنة الأولى بمايسمى طقوس أسبوعي التعارف.. وهي طقوس ذات أصل فرانكوفوني تجعل الطلبة الجدد بمثابة جنود تحت إمرة الطلبة القدامى لأسبوعين..

سأتحدث عن الهدف من هذه العملية، والكيفية التي تسير بها، عبر قسم مذكرات طالب عما قريب..
الفيلم إذن يتحدث عن قصة طالب جديد، مهمته المستحيلة هي الهروب من فعاليات أسبوعي التعارف (Le bizutge )..

الوصلة:
Mission impossible 4

3 تعليقات

عن هذا القسم.. (RTI)

منذ فترة ليست بقريبة كنت أحلم بالعمل في ميدان السينما بعد أن جربت المسرح..

كنت دوما أجد أن المؤثرات السينمائية تساهم كثيرا في جودة العمل الفني، وأعتبر أن المسرح يفتقر إلى هذا النوع من المؤثرات..

كنت قد قمت بمحاولات سينيمائية بدائية بسيطة رفقة صديقين لي منذ أثر من خمس سنوتا.. لكنها كانت تجارب تفتقر إلى الوسائل الإساسية التي لا غنى عنها..

وبعد أن دخلت المعهد الذي أدرس به (المعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي INSEA )، أتيحت لي فرصة نادرة عبر الأمسيات الفنية التي تقام به، وعبر الوسط المعزول لداخليته.. فرصة سنجت لي للعمل على إخراج أفلام قصيرة أدرجت كفقرات داخل عرض” راديو وتلفزيون INSEA ” الذي أصبحت مشرفا عليه بعد تخرج صاحب الفكرة الأصلي “محمد نادي”.. وهو عرض يقام مرتين إلى ثلاثة بالسنة بمناسبة الإمسيات الفنية للمعهد. وقد أصبح يتمتع العرض بشعبية منقطعة النظيربالمدارس العليا الرباط..
لقد قمت بتحميل بعض هذه العروض على google video ، وارتأيت أن أفتح قسما بهذا الخصوص في المدونة للتعريف بالنشاط وأعضائه ككل، ولتلقي النقد الفني من القراء الأعزاء..

9 تعليقات

مرصد المدونين

هو مرصد جديد..

مرصد غير كل المراصد!

هو يرصد حركاتنا.. أنفاسنا.. خطواتنا.. لا ليحجر عليها، بل ليربت عليها ويطمئن إلى مآلها.. يطمئن على أصحابها..

هو مرصد للمدونين إذن..

والتدوين أصبح لا يفرق عن محاولة عبور الطرقات المزدحمة وأنت معصوب العينين.. فلا تدري من أين تأتيك الضربة، ولا أية سيارة حكومية ستتكفل بتهشيم جمجمتك..

جحا كم، صاحب الفكرة وضع المثياق التالي:

1-يقوم المرصد برصد أخبار المدونين الذين يتم اعتقالهم أو مضايقتهم بمنعهم ‏عن التدوين ‏أو بإغلاق أو حجب مدوناتهم، ويكون ذلك تحت ذرائع هدفها لجم ‏حرية الرأي والتعبير في ‏المجالين السياسي والعقائدي ما لم تخل هذه الحرية ‏بالضوابط التي تفرضها مؤسسات ‏الاستضافة وأخلاقيات التدوين . وهنا يستثني ‏المرصد أصحاب المدونات التي تروج للعنف أو الإرهاب أو الحث على ‏الكراهية العرقية أو الطائفية وأيضا التي يُثبَت أن أصحابها ‏أساؤوا عن قصد إلى ‏دين من الأديان أو حَثُّوا جهارا على الإجرام أو الدعارة أو ترويج سلع ممنوعة ‏‏كالأسلحة والمخدرات. وأيضا الذين تعرضوا إلى مسائل شخصية لأفراد عاديين ‏أي ليسوا من ‏الشخصيات العامة كالسياسيين والفنانين والرياضيين..الخ. كما ‏يستثني المدونين الذين تثبت ‏ضدهم تهمٌ جنائية أو جناحية خارج مجال ‏التدوين.ويكونوا قد اعترفوا أنفسهم هم أيضا بذلك.‏
‏2-‏ يقوم المرصد بالإعلان عن اختفاء مدونة دون سابق إنذار أو توقف مدون ‏عن التدوين دون سابق إنذار منه ‏وتتراوح مدة الغياب بين شهر وثلاثة أشهر. ‏وسيمنح المرصد الأولوية في هذا الرصد لأعضائه من المدونين، على ألا يبخل ‏طبعا في رصد أخبار أي مدون يتعرض لما من شأنه ينال من حقه في حرية ‏الرأي والتعبير. ‏
‏3- سيتابع المرصد كافة أشكال المضايقة الأخرى، ومنها بالخصوص الحجب ‏الالكتروني التعسفي الذي قد تتعرض له هذه المدونة أو تلك في هذا البلد أو ذاك.‏
‏4-‏ لا يروج المرصد أي دعاية لصالح أي جهة سياسية أو عقائدية كانت ويكتفي ‏بمبدأ واحد وهو حرية التدوين، كشكل من شكل حرية التعبير والرأي كما يكفلها ‏القانون.‏
‏5- يخصص المرصد قسما من اهتمامه لقضايا السرقة التي يتعرض لها ‏المدونون من طرف جهات إعلامية تعمد عن قصد ودون إذن من المدون إلى ‏إعادة نشر مواد (نصوص، تدوينات، تعليقات، وثائق، صور، فيديو..) تكون من ‏إنتاجه أو خاصة به.‏

العضوية
يكون عضوا كل مدون دون استثناء بشرط ألا تتعارض مدونته مع ما سبق ذكره ‏في البند الأول من الميثاق وأيضا أن يلتزم بما يلي:‏
‏1-‏ أن يضع رابط لوغو المرصد على الصفحة الرئيسية من مدونته ‏
‏2-‏ أن يعلم المرصد بهذا الأمر حتى يتمكن المرصد من إضافة عنوان ‏مدونته إلى قائمة الأعضاء.‏
‏3-‏ أن يعلم زوار مدونته بتوقفه المؤقت أو الدائم عن التدوين دون أن يكون ‏ملزما بذكر الأسباب وذلك تجنبا لتقصي المرصد لأسباب توقفه. أما في ‏حالة حجب مدونته بشكل تعسفي أو توقيفه بسبب آرائه، فمن المستحسن ‏أن يرسل ، هو نفسه، أو شخص آخر بمعرفته أو بطلب منه، خبر ما ‏تعرض له، إلى المرصد.‏
‏4-‏ أن يعلم المرصد بأي اختفاء مريب لأي مدونة أو باعتقال صاحبها.‏
‏(مرصد المدونين)‏

جُحَا.كُمْ

يتكفل منقذ الضعفاء أمثالي محمد سعيد احجيوج باستضافة المرصد كالعادة..
كما قام فنانا عصام حمود بتصميم شعار للمرصد:

أتمنى لجحا كم كل التوفيق !!

4 تعليقات

أراد أن يكحل عينيها، فخرمهما!

يقول مثل شعبي شهير: جا يكحلها، عماها!”..

ويقول مثل آخر: “يا محبوك.. يا متروك..”..

تبدو لي كل المحاولات ببلدنا العامر تقاتل باستماتة لتطبيق مثل من الاثنين، أو هما معا..

بعضكم يذكر حادثة السويسي التي تحدثت عنها سابقا. كل تلك الفواجع حدثت بسبب مراهق سكير يقود سيارة مرسيدس، سكيرة أيضا على ما يبدو، وهو لا يزال في سن تسمح له بأن يغير (الكافولة) دون حرج كبير. ويبدو أن الطريق الواسعة الممهدة بدت له مناسبة لتجربة قوة عضلات قدميه في الضغط على دواسة الوقود! إنها نفس الطريق التي يمارس فيها الشباب الرقيع ليلا مسابقات على غرار أفلام كـ (2 Fast 2 Furious ) دون أن تحرك أجهزة الشرطة ساكنا لردعها. وأنا أفهم حقا، وأرق لحال سياراتهم التي تعتبر كسلاحف مصابة بالبواسير مقارنة بالسيارات والدراجات من جهة، وأرق من جهة أخرى لحال مؤخرات بعضهم والتي قد تتخلى عن كراسيها لو تمكنوا من القبض على ابن الوزير أو الجنرال الفلاني، أو حتى رجل الأعمال والأفعال العلاني.

من غرائب الأقدار أن المكان الذي حدث به الحادث الذي طارت فيه سيارة أجرة في الهواء، هو نفس المكان الذي قتل فيه طالب آخر لنفس السبب قبل ذلك بسنتين.. والآن فقط، وبعد أن حدث ما حدث، انتبهت الجهات المسئولة إلى خطورة هذه الطريق، وإلى ضرورة وضع “ظهور حمير” بها.. وظهور الحمير هذه تعبير فرنسي عن الحدبات التي توضع على الطرقات لإجبار السائقين على تخفيض السرعة كي لا يجدوا أنفسهم محلقين نحو زحل أو يمتعوا أسماعهم بأصوات تهشم نوابض سياراتهم.

كل هذا جميل! كل هذا رائع! وسيساهم في إنهاء المشكل العويص، وفي نفس الوقت سيساهم في توليد مشكل آخر. فقد سقط على الجهات المسئولة كرم حاتمي غريب لدرجة أنها وضعت أغزر تشكيلة “ظهور حمير” رأيتها في حياتي.. حتى أصبح الراكب يظن نفسه (درغال) يمتطي (السعادة) (*) في إحدى دورات أسبوع الفرس. وبالتالي، أصبح عدد سيارات الأجرة التي تجول بالمكان يتناقص يوما بعد يوم.. بل إن بعضها يرفض أخذك إلى العرفان لو كنت في مكان آخر! وحتى لو قبل فلن يرحمك من سماع أسطوانة (ظلموني) التي اتفقوا عليها جميعا على ما يبدو.

هنالك شيء آخر مثير للسخط: لقد وضعوا ظهور الحمير هذه بنفس لون زفت الطريق، ولم يضعوا أية علامة تحذير تذكر. وكانت أول ضحية شابا رقيعا آخر وجد نفسه يحلق لأمتار كي يقبل الأرض الخشنة الصلبة. وقبل فترة قصيرة فقط، تذكروا أنه لا تزال بضعة دراهم لم تختلس من الميزانية بعد، فقرروا أنه قد حان الوقت لصباغة الحدبات أخيرا.

ربما يكون هذا مثالا بسيطا من بين أمثلة أكثر خطورة. أنظروا معي مثلا ماذا حدث بعد تفجيرات 16 مايو الشنيعة.. أرادت السلطات القضاء على الخلايا الإرهابية، فكادت تقضي على الإسلام كافة. وأصبح وضع اللحية شبهة تفوق شبهة المتاجرة في الحشيش.. تعرفون النكتة الشهيرة: “خرج رجل تقي ملتح من صلاة الفجر صباحا، فوجد في طريق عودته رجلا سكيرا.. فلما رآه الأخير صرخ في وجهه أن اذهب لتختبئ فسيارات الشرطة تتجول في المكان! ثم حمل لفافة حشيش وجلس يدخنها في أمان!”.. ثم بعد الحادثة صوت مجلس النواب على أحقية أي شرطي بأن يقتاد أي شخص كان إلى قسم الشرطة بتهمة الاشتباه بتورطه بالتفجيرات.. هكذا يمكن أن تجد الجزارين والبقالين يملئون السجون نتيجة للاشتباه في تفجيرهم لجيوب رجال الشرطة بالديون المتراكمة على الدفاتر الصغيرة.. ولم يعد أحد لفترة لتا بأس بها يستطيع مناقشة شرطي في شيء ما يدعى حقوقا!

والنكتة الأخيرة هي مشروع الـ 1000 مهندس في غضون 2010. حاليا في المغرب، هنالك ما يقرب من 4500 مهندس يتخرجون سنويا، وقد تم تجهيز مشروع لمحاولة الوصول إلى عتبة العشرة آلاف مهندس سنويا. كيف؟ الجواب عن أصحاب الجواب سهل وبسيط دوما: “نتجه نحو الجامعات.. وبدل أن نسميها إجازة في بعض التخصصات، نسميها دبلوم مهندس!”..

هذا رائع وبديع.. أتمنى فقط أن أرى مستوى جيل مهندسي (التيك أوي) هؤلاء، وهل سيمكن مقارنتهم بمستوى خريجي المدارس العليا.. والأهم: هل سيجدون سوق تشغيل تتسع لهم أصلا!

————————————-

(*) لو سمعت : (السعادة) يمتطي (درغال) فلن يصنع هذا فارقا كبيرا.. أين الفرس وأين الفارس؟ هذا سؤال يؤرقي دوما في مسابقات أسبوع الفرس 😀

2 تعليقان

رؤى 2006 تؤجل إلى ..20 (يمكنك ملء الفراغ بما يناسبك!)

الكثير منكم سمع عن (ميشيل دونوستراديم).. الشهير (بنوستراداموس).. العراف الفرنسي الذي أطبقت شهرته الآفاق بسبب كتابه (قرون) الذي حوى 1000 نبوءة تمسح تاريخ العالم حتى سنة 3797. وهي نبوءات كتبت على شكل رباعيات شعرية يقال أن البعض منها قد تحقق، وأن الذي لم يتحقق منها إنما هو مدسوس على الرجل! الحقيقة أنه أثار جدلا واسعا لأن العديد من رباعياته تم تفسيرها بأحداث بعدها بقرون! لكن الشيء الأكيد أن لا أحد يعلم الغيب! وحتى لو أخبروني بأن الرجل قد رأى راعي أغنام يدعى (فليكس بيرتي)، فجثا أمامه قائلا: “إنني أخضع لقداستك!”.. وحتى لو أخبروني أن (فليكس) هذا هو نفسه الذي أصبح البابا (سكوتس) الخامس بعد 40 سنة من العبارة، فيمكنني أن أفسر الأمر بأي شيء غير علم الغيب: حساسية.. زكام.. جنون.. حصبة ألمانية.. أي شيء!
الكثير منكم سمع عن الرجل إذن، من لم يسمع فقد سمع الآن.. الجديد في الأمر هو أن المغرب قد امتلأ بـ (النوستراديموسات) من جديد. ويبدو أن هؤلاء قد فهموا السين في نهاية (نوستراديموس) على أنها “s” الجمع!

غادي تجي 2006 ويصبح الصباح.. صافي مشا داكشي… بحال شي صابونة هكا، وصبنا داكشي لي كان قبل، ونديرو حاجة جديدة.. طلعت شمس العدل والإحسان..

ترجمة بالفصحى للأخوة العرب: سيأتي عام 2006، ويصبح صباح ينتهي فيه كل ما كان من قبل.. كمن أتى بصابونة ليغسل بها ما كان، ويأتي الجديد.. تبزغ شمس العدل والإحسان..
هذه عبارة قالها الشيخ (عبد السلام ياسين) بالحرف!
أتطلع الآن إلى ساعة الجهاز لأكتشف أننا قد تجاوزنا 2006 ب13 ساعة ونصف، وأبحث على صفحات الأنترنت، فأجد أن الملك (محمد) السادس لا يزال ملك البلاد.. أتطلع إلى القوات المخزنية في الطرقات فأصعق بأن لا شيء تغير.. أصفع نفسي علي أستيقظ، فأكتشف أنني فعلت منذ 6 ساعات!

حقا! كانت العبارة السابقة أكبر خطأ استراتيجي في تاريخ الجماعة..
يمكن للبعض أن يبتلعوا الرؤى الخاصة بالرسول (ص)، والتي أصبحت حكرا على الجماعة.. والرؤى هنا رؤى اليقظة لا الأحلام.. هذا مستوى خطير لم تبلغه حتى العصور المشهود لها بالاستقامة، والتي تلت وفاة الرسول (ص).. لكن البعض يمكنهم تصديق هذا.
يمكن لآخرين أن ينبهروا برسائل النصح التي أرسلها الشيخ للحسن الثاني رحمه الله: هذا رجل تجرأ ووقف في وجه الملك!
يمكن لآخرين أن ينبهروا بحلو الكلام ووسع ثقافة بعض أطر الجماعة! لكن الشيء الأكيد هو أن عدم ثبوت الرؤية الموقوتة يعد ضربة قاصمة لم يحسب حسابها قائلها.. ولست أدري كيف؟!
كنت في البداية أعتبره سياسيا محنكا من النوع الذي يحسن استغلال عباءة الدين الفضفاضة التي اتسعت للجميع مؤخرا، وذلك من أجل تحقيق مكاسب شعبية قد تؤدي لاحقا إلى مكاسب سياسية! لكنني مؤخرا لم أعد أفقه شيئا في طريقة تفكير الجماعة الدينية السياسية هذه!

انتهت سنة 2006 بحمد الله، وبدأت سنة 2007 بحول الله، وأنا أنتظر رؤية هذا التغيير الحاصل، وأتمنى أن لا يأتي أحد أنصار الجماعة ليقول لي أن التغيير قد حصل، وأن الجاهلين أمثالنا لن يحسوه ولن يعيشوه.. هذا سيذكرني بالمدينة الفاضلة الأفلاطونية.. مدينة الظلال!

7 تعليقات

موقع جديد للتعريف بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وبالإسلام

هل تعرفون أحد أكثر الكتب مبيعا في الدانمارك حاليا؟ إنه القرآن الكريم المترجم!
هم شعب معروف بالقراءة، ويبدو أن الرسومات إياها قد كان لها في النهاية تأثير إيجابي لم يتوقع في رفع الفضول الشعبي لمعرفة كنه هذا الدين الذي تحرك الملايين للدفاع عنه!

وفي إطار استمرار الحملة التعريفية تم إعداد موقع بثماني لغات أجنبية لحد الآن، هدفه الأول التعريف بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبالإسلام..

عنوان الموقع: www.islamway.com/mohammad/

كتاب على هيئة بي دي اف بشكل الكتاب الاصلي:

1 Comment

عيد.. مصلى.. كبش.. فضائح..

اليوم عيد..
ذهبت إلى المصلى متفائلا!
نسيت إحضار زربية صلاة صغيرة! لا بأس، فهنالك حصير في المصلى.. وصلت! لم أظنني متأخرا إلى هذا الحد.. أين الحصير؟ أريد أن أرى الحصير! لا أرى سوى زرابي صغيرة يفرشها كل بمعرفته! اخترقت الجموع وأنا أبحث عن الحصير! ذكروني أن أكتب تدوينة بعنوان “رحلة البحث عن الحصير في المصلى!”.. أستغرب لهذا الحصير الذي ينكمش سنة عن أخرى! من المعلوم أن مصلى تيزنيت، مدينتي الصغيرة، يقع في الخلاء! بقعة أرضية مليئة بالأحجار والحصى من مختلف الأحجام.. والحصير هناك من النوع الرخيص لم تجد البلدية من داع لتجديده أو الزيادة من مساحته!
هنالك فقط مركز فاخر.. مركز كلما ابتعدت عنه كلما بدأ الفراش يبلى ويتقادم.. والمركز طبعا هو المكان الذي سيصلي به السيد العامل المحترم، الذي يجلس الجميع في انتظاره حتى يقرر أن يستيقظ ويمسح العمش الذي يطمس عينيه المباركتين، ثم يتذكر بمعجزة ما أن اليوم عيد، وأنه من المفروض عليه -أرضيا لا سماويا- أن يحضر الصلاة!
ويأتي الفرج أخيرا بظهور قافلته التي تنافس طول قوافل الملك نفسه، حينها يقفز الإمام المتحمس ليبدأ الصلاة على الفور.. إذ لا يجب تأخير السيد العامل!
سبحان الله! التراتبية الاجتماعية حتى بين يدي الله!

تناسيت الأمر وعدت للبيت وأنا أفكر في الهم الأعظم: الكبش!
هل سبق لكم ورأيتم شخصا غير خبير يحاول استخراج أمعاء الأضحية دون أن يقوم بفضيحة ما؟
كان منظري يثير الشفقة حقا!
هذه أول مرة أرى فيها كبشا أعضاؤه الداخلية بهذه الهشاشة!
وبالمناسبة.. كبده رطب وقلبه كبير (بالمعنى الحقيقي لا المجازي 😀 )

خلاصة القول! يوم مميز جدا، وإن كان مليئا بفضائح معوية مقرفة من النوع الذي تعسر الكتابة عنه..

6 تعليقات

شكل جديد.. ونفس جديد.. وتهنئة بالعيد

عنوان على غرار العبارات الإشهارية الشنيعة كما تلاحظون..

أقوياء الملاحظة منكم قد ينتبهون إلى أن تصميم المدونة قد تغير..!
الحق أنني كنت أريد ان أبدأ التصميم من الصفر، إلا أن ومضة ذكرى غير بعيدة للعذاب المقيم الذي سببه لي الCSS في بداياتي جعلني عازفا عن المغامرة حاليا بقضاء ما تبقى من سويعات العطلة وأنا أقاتل لأجعل الموقع متوافقا مع المعايير القياسية ويظهر بصورة صحيحة على الإكسبلورر والفايرفوكس وأوبرا وهلم أجرا!..
هو إذن قالب إتصالات في حلة جديدة.

غدا أو بعد غد سينقل الحاج احجيوج المدونة إلى سيرفر آخر، وحينها سيتغير اسم النطاق إلى www.aissamblog.com بدون المدارات التي عقدت كل من أعطيه العنوان من أصدقائي بالمعهد الذي أدرس به!

حسنا.. لا زلت أريد الحديث عن مباهج كإعدام صدام، وإعدام خروف العيد بنفس المناسبة.. إلا إنها الواحدة والنصف صباحا.. والمصلى ينتظرني باكرا!.. لذا أكتفي بأن أتمنى لكم عيدا مباركا سعيدا، مع رجاء حار بأن ترحموا أمعاءكم قليلا يوم الغد!

3 تعليقات

ياه! ألا يزال هذا المخلوق حيا؟

يقولون بلهجتنا الدارجة: (عيقتي!) بتشديد الياء الأولى.. بمعنى: لقد تجاوزت حدودك ولم يعد لما تفعله معنى!
حقا لقد (عيقت) واختفيت أكثر مما يجب، لدرجة أن العديد من القراء قد راسلوني كي يسألو عن موعد الدفن، والأهم عن موعد وليمة العزاء التي تعتبر عادة عندنا بالمغرب!
لهؤلاء، أعتذر كثير عن عدم الرد، لأن رسائلهم كانت وسط مئات الرسائل الأخرى التي لم أجد قط وقتا كافيا للرد عليها!

ربما كانت فترة راحة أطول من اللازم.. ربما فترة لمراجعة الحسابات.. ربما أي شيء آخر يحلو لكم التفكير به. لكن الشيء الأكيد هو أنني لم أكن أنوي قط أن أتخلى نهائيا عن المدونة..

بعضكم أحبها كما هي.. والبعض الآخر وجدها تفتقر إلى العمق والرطانة الكافيين.. لكن الغالبية على الأقل وجدتها ممتعة.. والإمتاع الهادف في في حد ذاته هدف سام بالنسبة لي!

أحاول حاليا أن اجد بعض الوقت لتغيير تصميم المدونة، وتنظيم أوراقي من جديد لضمان عودة مستقرة متوازنة للكتابة.. لذا ستعود المدونة من جديد -سواء نجحت في ذلك أو لم أفعل- مع أيام العيد!

تحياتي

9 تعليقات

حين ننام كأجولة البطاطس..

سابقا في مذكرات طالب بالأقسام التحضيرية:
مذكرات طالب باﻷقسام التحضيرية
مسار الأف ميل:خطوة البداية (1)
مسار الألف ميل: خطوة البداية (2)
جولة سياحية معتبرة(1)
جولة سياحية معتبرة(2)
جولة سياحية معتبرة(3)
يوم أول!!
سمير.. سمير.. أشياء مشابهة

اقتباس من حلقة سابقة:
الحقيقة أن لا شيء يهم حينما تكون هنا.. فبعد يوم دراسي حافل، ومع تأثير أطنان الصودا التي يصرون على وضعها في الطعام، يكفي أي وضع أفقي أو حتى عمودي، كي تغرق في سبات يتفوق على عمق سبات الدببة القطبية.. (يقول (بعد الله) أنه يغرق في النعاس بمجرد وضع رأسه على المخدة.. أما أنا فلا أذكر يوما متى وضعت رأسي على المخدة مما يجعلني أظن أنني أغرق في النعاس ورأسي في الطريق إليها..
إن النوم هو الخصم اللدود والمرض الشعبي بالمركز.. يمكنك أن تظن، وأنت مرتاح الضمير، أن المركز مليء بمستعمرات ذبابة تسيتي، ولن يخالفك أحد الرأي.. لكن التأثير المميت يختلف فقط من شخص لآخر..
ذات يوم قررت و(عبد الله) أ ن نأخذ قيلولة من النوع الطويل.. قيلولة من النوع الذي يستمر حتى الساعة الرابعة بعد الزوال.. ضبطنا كل شيء.. منبهات الهواتف المحمولة.. منبه ساعتي اليدوية.. وآلة إيقاظ الموتى التي يصر (عبد الله) على تسميتها بمنبه.. تعرفون ذلك النوع من المنبهات الذي يمكنه أن يكسر الزجاج بصوته؟ هو ذاك..
سبحنا في ملكوت الله حتى الرابعة.. فطفق كل شيء يرن.. زلزال صوتي لا يبقي ولا يذر..
وهناك، بجانب كل هذا الضجيج كان مخلوقان متمددان لا يحركان ساكنا، وكأنهما ينامان تحت صوت موسيقى كلاسيكية هادئة..
صدقوني.. لقد حاولت أن أقوم.. لكنني فشلت فشلا ذريعا..
انطفأت منبهات الهواتف بعد أن ملت، ولم يجد منبه الساعة اليدوية، بصوته الضعيف، مكانا وسط الصخب المدوي، فخرس بدوره.. لكن آلة إيقاظ الموتى كانت مصرة على الاستمرار.. والمشكلة أننا وضعناها في منتصف المسافة بيننا كي لا نخرسها ونعود للنوم..
تمكنت بصعوبة من أن أفهم أن الصوت المزعج هو صوت المنبه.. وحينما قررت أن أقوم لأخرسه انطفأ الضوء الإلهي من أمام عيني.. ثم أحسست أن هناك صوتا مزعجا بالمكان.. وحينما فهمت مجددا أنه صوت المنبه كنت قد غرقت مرة أخرى في النعاس..
ما فهمته بعدها هو أن المنبه بقي يرن لربع ساعة، لابد أننا حصدنا فيها كل اللعنات الممكنة من طرف الجيران، قبل أن يتمكن (عبد الله) بمعجزة ما من أن يقوم بمجهود خرافي ليصل إلى المنبه ويخرسه، قبل أن يعود ليواصل النوم حتى الليل..
هناك حكايات أخرى من هذا النوع لدى العديد من الأصدقاء، أتركها للتفصيل في حلقة أخرى..
دعونا ننزل.. فهذا وقت وجبة العشاء..

اليوم.. حديثنا عن النوم..
كنت أظن النوم واحد.. في كل مكان وكل زمان..
كنت أظنه تلك الحالة البيولوجية التي يستكين فيها الإنسان إلى حالة من السلام والهدوء، حيث يغمض عينيه ويكف عن الأذية والكذب والنفاق ولو إلى حين..
إلا أن الأقسام التحضيرية قررت مشكورة أن تضرب بهذا الإعتقاد عرض الحائط قبل طوله..
إن برنامجنا اليومي باعتبار عامل النوم الحيوي يكون كالتالي:
ندخل الفصل في الثامنة.. وكنت قد توقفت منذ فترة عن نقل الدروس على كراستي بحجة الرغبة بمتابعة أفضل. كما أنني لم أحب يوما أن أنضم إلى جيش التحرير كما نسميه، وهم مجموعة نت طلبة الفصل الذين لا يمارسون سوى عملية تحرير ما يكتب امامهنم، على كراساتهم، والسواد الأعظم منهم لا يفقه الألف من الياء فيما يكتب.. إن المسألة بالنسبة إليهم تعتبر نوعا من الرسم الفوتوغرافي الذي يمارسونه كأي نشاط فيزيولوجي كالهضم او التنفس.. وفي غالب الأحيان تجد الأيادي والأعين تعمل باستقلال تام عن وظيفة التفكير والمتابعة..
إن صبيب الدرس مرعب حقا. و الأساتذة بالأقسام التحضيرية يحتاجون إلى لياقة بدنية عالية ليستطيعوا إنهاء المقرر في الوقت المناسب. ففي لمح البصر تمتلىء الصبورة بأطرافها الأربعة، فتمسح من جديد ليعاد ملؤها. يخيل إلي أحيانا أن الأستاذ يكتب بالطباشير بيد ويتبعه الممسحة مباشرة بيد أخرى توفيرا للوقت والمساحة، فلا يستطيع مجاراته في الكتابة سوى المحررون الأفذاذ. وترحمت غير مرة على أيام الدراسة الثانوية، حيث كنا نكتب ونفهم، ثم نجد من الوقت ما كفي لنحلم أحلام اليقظة.
مع بداية توقفي على الكتابة، كنت فعلا أسطيع متابعة الدرس بشكل أفضل، و أحصل بذلك على وقت إضافي لفهم البراهين ومتابعة المجرى المنطقي للدرس. لكنني بدأت، لسبب كنت أجهله، بالشعور بجالة من الاتوازن بالقصل: عظام مهشمة كل صباح، ورأس ثقيلة، وجفنان أثقل.. جفنان من النوع الذي لا يستطيع أن يبقى مفتوحا إلا بأشرطة لاصقة تشجده إلى الجبهة. وأصبح معتادا بين الفينة والأخرى أن تجد رأسا قد سقطت على الطاولة وصاحبها يغوص في أغوار النوم منافسا هوض كوستو لأعالي البحار.. ولا بأس بين الفينة والأخرى بأن نسمع بداية سمفونية الغطيط الخامسة، قبل أن يتداركها الطالب المجاور لمصدرها بلكزة محترمة من النوع دفن الكوع في البطن، فيستيقظ النائم وهو لا يعرف الشمال من الجنوب.
نحرج من الفصل في الثانية عشر زوالا.. طبعا لا وقت للتفوه كفرس النهر، فقد بدأ الماراثون الدولي الرابط بين الفصول والمطعم.. الكل يمشي بسرعة، وقد يركض، عسى أن يجد لنفسه مكانا بالصفوف االأمامية، مختصرا وقت انتظار شنيع، ورابحا دقائق إضافية في قيلولته المرتقبة.
نلتهم المزيد والمزيد من الصودا، تلك المادة التي يضعونها سرا في الطعام لأنها تسرع من نضجه بوتيرة كبيرة.. إن الصودا يا سادة هي ذبابة تسيتسي المركز. إن تأثيرها المنوم لا يختلف فيه اثنان، ولاتتناطح عليه شاتان..
أصعد بسرعة إلى غرفتي لسرقة ما قدرني الله عليه من نوم قبل أن يصل وقت الحصة المسائية.. وهناك، أجد (عبد الله) رفيق غرفتي إن كنتم تذكرونه، ممدا فوق سريره وقد وصل إلى الشوط الثاني من مباراة السبات النهاري. تجرأت ذات يوم وتمنيت أن أصل قبله إلى السرير في منتصف النهار، لكنني لم أستطع قط تحقيق هذا الإنجاز لأن (عبد الله) صاحب رقم قياسي في الألعاب الرباعية: الخروج من الفصل.. الوصول إلى المطعم.. الأكل السريع بدون حواجز.. الصعود إلى الغرفة..
أتطلع إلى سريري بعينين مغرورقتين بالدموع.. دموع الفرحة والسعادة طبعا. فمن عاداتي بداخلية المركز أن أبكي وأصرخ مستمتعا بتلك اللحظات الأولى التي يلامس فيها ظهري السرير ويغوص به. طبعا كان شكلي يصلح كلوحة كوميدية فذة كانت تضحك (عبد الله) بالبداية، قبل أن يملها خصوصا حينما أبدأ بالصراخ وهو نائم أصلا..
إن أسرة الداخلية لعجيبة.. نوابضها تعاني من هزال شنيع، مما يجعلك تغوص بداخلها وكأنها تمتصك تماما.. ويتمركز هذا الضعف بنوابض المنطقة الوسطى بالأساس، مما يجعلك تنام في وضعية مقوسة مشابهة لوضع أرجوحة القيلولة الشهرية..

* * *
هنالك عادة شهيرة في طلبة الأقسام التحضيرية، تتلخص في جملة بسيطة: “أيقظني في (…)”.. ويمكنك أن تملأ بين القوسين هنا بأي توقيت متأخر يروق لك.. الثانية عشر ليلا.. الواحدة صباحا.. الثانية صباحا.. كان العديدون ينامون في العاشرة مساءا مثلا كي يستيظوا ليدرسوا لساعتين أو ثلاث ويعاودوا النوم.. وبعضهم قد لا يفعل..
بعضكم قد لا يفهم سبب كل هذه الإجراءات المعقدة والتي تستمر طيلة السنة.. الجواب البسيط يا سادة هو أننا كنا دوما في جو من التحضير والامتحان طيلة السنة، ومن تقاعس وتراخى تفوته محطة القطار كلها لا القطار وحده.. هذه نظرية الأقسام التحضيرية العتيدة: عمل مستمر، سهر مستمر..
أما صديقنا (مصطفى) فقد كان مدمنا على هذه العبارة، وإن كان يستعملها بنوع من الخشونة والتلاعب يسمحان له بإتمام النوم حتى الصباح.. نوع من التنويم المغناطيسي للضمير..
أذكر يوما إحدى طرائف الموضوع، حين طلب منا كالعادة إيقاظه في الحادية عشر مساءا. ذهبت لألبي رغبته في الوقت المحدد، وحينما ناديت عليه فتح نصف عين وهو يتطلع إلي كأنني كائن مريخي:
– قم يا (مصطفى)!
– هه!! (بصوت ناعس)..
– أنظر كم الساعة الآن..!
– هه!!!؟ (بصوت أكثر نعاسا)..
– يا بني! كم الساعة الآن؟!
إلى هنا قرر (مصطفى أن يخرج كلمة واضخة غير الـ(هه!!) العتيدة فقال:
– أظن أنها n تربيع..
و حرف النون الفرنسي يدل على عدد صحيح طبيعي رياضيا..
طبعا لم يكن الفتى يمزح، بل هو تأثير النوم ممزوجا بحمى الرياضيات.. وطبعا توفيت و(عبد الله) ورفيق غرفة (مصطفى) من الضحك بعد العبارة الفذة، والفتى ينظر إلينا بعته ذهولي غير فاهم لما يحدث.. واتضح أنه لم يكن يعي ما يقوله أصلا.
هناك حوادث كثيرة من هذا النوع، وأحيانا تميل إلى كفة الرعب الليلي حينما يستيقظ أحدهم ليسبب رعبا لشريك غرفته وينام.. والطرق هنا مبتكرة..
لكن هذه حلقة أخرى!

17 تعليق

جنة المواصلات

إن أفضل وآمن وسيلة للسفر بهذا البلد السعيد هي الطائرة، كيفما كان نوعها: نفاثة، أو طائرة ركاب، أو مروحية. وحتى لو تم إطلاقك شخصيا في الهواء بواسطة مدفع ما ، وكفلت لك سلامة الهبوط، فذلك أسلم لك من محاولة استعمال وسيلة أرضية. يبقى العائق الوحيد هنا هو السلامة المادية التي تقف في مواجهة السلامة الصحية. لذا يتجاهل المواطن العادي وسيلة التنقل هذه، محاولا إقناع نفسه أن الأخوان (رايت) لم يولدا قطا، وأن الطائرة مجرد خيال علمي أو أسطورة من أساطير الأولين!

وحينما تنزل شيئا ما، أو أقول تهوي، في السلم الاجتماعي، فيمكنك أن تقرر المرور إلى القطار كوسيلة بديلة تكفل حدا أدنى من السلامة والراحة. هذا لو تحدثنا عن الدرجة الأولى. أما لو اخترت الدرجة الثانية – ومن ذا الذي يختارها برغبته! – فيمكنك أن تهنأ بقدر لا بأس به من الراحة في الأوقات العادية.. تلك الراحة التي ستدفع ثمنها غاليا في أوقات الذروة. أما لو كان الزمن عيدا أو مناسبة من هذا القبيل، فلن أضمن لك أن تجد لأصبعك الأصغر مكانا غير أنف أحد الركاب المجاورين، أو يجد هو لكوعه مستقرا سوى ببطنك.
ثم إن ترف ركوب القطار هذا مقتصر على منطقة المغرب النافع كما يسمونها، حيث لو أردت أن تذهب بالقطار أبعد من مدينة مراكش جنوبا، فعليك أن تصنع بجسدك وجسد المواطنين الوطنيين رفقائك تتمة للسكة الحديدية، لو كنت من المتحمسين لتقدم البلاد، وذلك بعد أن يئسنا من المشروع الذي سمعنا عنه منذ بداية التسعينات، والذي يتحدث عن سكة حديدية تصل إلى مدينة العيون..
لا بأس.. نحن دوما متفائلون بمغرب الغد:
تطلعنا إلى عشرة ملايين سائح في أفق ألفين وعشرة، ويبدو أننا لن نحصل منهم أكثر من النصف، مع العلم أن أكثر من نصف النصف هذا عبارة عن مهاجرين مغاربة أصلا، ولا نزال متفائلين..
تطلعنا إلى استضافة كأس العالم ألفين وستة، فجهزنا ملاعب خربة، وقدمنا وعودا خرافية للفيفا لم نفي بنصفها، وحصل الألمان عليها، ولا نزال متفائلين.. فقمنا بالترشيح لألفين وعشرة، وقلنا أن الثالثة تابثة.. وتداركنا بعض الأخطاء لنقع في أخرى أشنع.. وارتكبنا خطأ سياسيا جعل ماما أمريكا تسحب دعمها لترشيحنا، فصفعتنا جنوب إفريقيا على قفانا.. لكننا لا نزال متفائلين..
توقفت جل المنشئات التي كانت مرتبطة مباشرة بالمونديال، ولا زلنا متفائلين..
بدات الشركات الوطنية تعاني من المنافسة الشنيعة للبضائع الأجنبية بعد أن بدأنا فتح السوق على مصراعيها، وعما قريب ستبتلع تماما أمام الاكتساح الأمريكي المرتقب، ولا تزال تجد متفائلين..
لقد حققنا الإكتفاء الذاتي، وأكثر من الإكتفاء الذاتي، من التفاؤل. وعلينا أن نبدأ بالتصدير للخارج..

ما علينا.. فلنبق متفائلين، ولنبحث عن جواب للسؤال التالي: ما الحل لو كنت ستتجه إلى منطقة جنوب مراكش مثلا؟
الجواب البسيط الواضح المباشر الذي حاولت كثيرا التهرب منه ولم أفلح، هو الحافلة..
لن أنشر الغسيل الوسخ هنا وأتحدث عن حافلات النقل القريب التي تعد علب الصفيح جنة الله في الأرض مقارنة بها.. ذلك النوع من الحافلات الذي يترك فيه بين الكرسي والآخر أمامه مسافة تكاد تكفي لعجن قدميك بالقوة الجبرية، لو كنت من سعداء الحظ ذوي القامات القصيرة. أما لو كنت طويل القامة فلن تجد حلا سوى أن تضع قدميك مؤقتا مع حقائبك في مخزن البضائع بالأسفل! هذا تفاديا لأن تثقب الكرسي الأمامي بركبتيك وتهشم للجالس به عموده الفقري.. لن أتحدث عن هذا النوع من الحافلات التي يمكن لمساعد السائق (الكمسري، أو الغريسون) فيها أن يبصق على وجهك في أية لحظة مطالبا إياك بالنزول لأنك لم تخبر سعادته بأنك ركبت، ولم تدفع ثمن التذكرة الذي يحدده بعد.. هذا النوع من الحافلات يختفي تماما بالمناسبة من المحطات في الأعياد والمناسبات، وذلك لأنه لا يدخلها إطلاقا، بل يعبىء الركاب من خارجها بأثمنة فلكية.. حسنا، أعدكم بأنني لن أتحدث عن هذا النوع من الحافلات.. فلحسن الحظ، هنالك الآن نوع آخر من الحافلات المخصصة للمسافات البعيدة، وتتحرك ليلا في غالب الأحيان.. هذا النوع الذي ألفناه كطلبة منذ فترة لا بأس بها، وقد كان يفي بالغرض تماما، ويكفل الحد السفلي من الراحة على الأقل إلى حد قريب.. لكن السعادة الأزلية أصبحت ترفا بعيد المنال.. فقد بدأت هذه الحافلات تتقادم، وبدأت الأعطاب الداخلية تظهر قبل الخارجية، وأصبح احتمال التوقف في الطريق أكثر من احتمال التحرك..
في آخر مرة سافرت فيها نحو الرباط، قطعنا ما يقرب من السبع ساعات بين مدينتي تيزنيت ومدينة أكادير.. مع العلم أن المسافة الفاصلة هي مائة كيلومتر لا غير.. لو كنا أخذنا المسافة جريا خفيفا لكنا قد وصلنا قبل ذلك بكثير!!
ولا داعي للحديث هنا عن شركة محترمة كستيام مثلا لأن أثمنتها الفلكية تلجم الألسن الشعبية البسيطة قطعا..

هذا ما رأيناه من نافذة المواصلات.. فليذبح الديك إذن، ولنخرس عن الكلام غير المباح..

6 تعليقات